رواية رائعة للكاتبة نرمين محمود الجزء الثالث من البارت الثالث عشر حتي البارت الثامن عشر
يديه علي قلبه من والدته ومن رأيها بزمزم...
دلف الي غرفته الخاصة وذهب في سبات عميق بعد ساعات من الارهاق المتتابع والمستمر ..
استيقظ ياسر من نومه يشهق بمفاجأة فقد سكبت والدته عليه كوب ماء مثلج...
_ قوم..قوملي يا عين امك..هي ديه بقي اللي انت بتفضلها ع ميرنا ...متخشش ذمتي ببصلة حتي...كفاية اوي اللي نعرفه عنها...واحدة معاقة ومش متربية ودايرة علي حل شعرها ..عاوزني اقولها ايه..خدي ابني اهو واتجوزيه!!..
_ يا ماما...يا ماما اهدي..اهدي بقي الله يخليكي...اولا انها تبقي معاقة ده مش عيب ...ومش دايرة علي شعرها ولا حاجة حد قالك اني باخدها شقق مفروشه...
_ المرة الجاية تاخدها وماله يا حبيبي...عشان تبقي ډيوث..تتجوز ديه وتبقي عارف اللي بتعمله بس هي ركباك ومدلدلة رجليها...
م انا اربي وديه تيجي ټخطف عقلك ع الجاهز ومن غير مجهود ...
_ البت ديه تقطع علاقتك بيها...انت سامع ولا لا..وهتتجوز ميرنا..ولو مش عاوزها ف هتبقي لا ديه ولا ديه...قعدتك عندي هنا اكرملي..
وخرجت من الغرفة پغضب...اما هو فقد ډفن وجهه بين كفيه وهو يفكر بزمزم وحدها .. شريط ذكرياتهم القصيرة معا يلوح أمامه ...
انتظر ذلك الاسبوع حتي يستطيع الوقوف علي قدميه ..لم يفته ما رأي عليه ابنته الكبري بالمشفي...كانت اضخم بكثير من حجمها عندما تزوجت وانجبت عدي حفيده...
بعد مرور ساعة كان يجلس عابد أمام ناصر يتصبب عرقا من أسئلة ناصر المتكررة عن سبب زواجه من أخري..
_ انا مجوزتهاش عشان تتهان يا عابد...اتجوزت علي بنتي ليه...
الي هنا وفقد صبره فهتف بضيق شديد..
_ عشان عاوز احس اني راجل...
تجمد ناصر بمكانه لم يستطع فهم ما يقوله عابد ..كيف يريد أن يشعر برجولته...ألم ينجب منها عدي..
_ يعني ايه ..
حك ذقنه قليلا ثم هتف بنبرة حزينة جادة...
لما اتجوزت عليها جريت ع البيت ورحت قولتلها كنت عاوز اشوف غيرتها عليا..بس لاقيتها بتزعق ف وشي وبتعيط ..قالتلي اني ناقص وحاسس انها كتيرة عليا..وعشان كده رحت لواحدة ناقصة زيي عشان اسد فراغات شخصيتي..
انا معرفش انا قولت لحضرتك الكلام ده ازاي..بس انا بعتبرك زي والدي وهي بنتك ومن حقك تطمن عليها...
من بينهم جميعا لم يتعاطف مع احد كما تعاطف مع كلاهما...نهض من مكانه وربت علي كتفه ...الان فقط فهم جملة زهرة بوقت زواج تمارا ...
حضرتك هتبقي السبب ف عدم راحتهم هما الاتنين...معرفش هييجي اليوم ده وانا عايشة ولا لا...بس ده حضرتك هتشوفه ف اول الجواز بينهم...ولو كابروا ف ساعتها هيهدوا حياتهم بأديهم...
_ طلقها يا عابد..طلقها وارتاح وريحها يا ابني..
ابتسم عابد بسخرية مريرة قائلا...
_ حضرتك عاوزني انا اقول لتمارا ..انت طالق!!!...طلاقها وإني احررها مني يبقي انا بنتحر...انا بحبها...بحبها من اول يوم شفتها فيه...بحبها ...جبت منها سجدة عندها سنتين ..تمارا الصغيرة نسخة شكل وطباع...هي اللي بمسكها وابوسها والاعبها عشان احس بوجود تمارا جنبي...
قطب جبينه قليلا وهتف بحيرة...
_ سجدة مين..وشبه مين..
_ سجدة يا عمي ..سجدة عابد سلمي...حفيدتك التانية اللي مكنتش تعرف بوجودها...
استند ناصر بكفيه علي طاولة المكتب وعادت تلك النخزات مرة أخري...فاته الكثير والكثير بحياة بناته وجميعها ذكريات سيئة تري اي منهما سيستطيع محوه....
بالشقة التي استأجرتها زهرة بمنزل عابد...دق الباب فذهبت حتي تري هوية الطارق اولا..وجدته رجل يرتدي زي ما مدون عليه اسم محل الورود الموجود بالمنطقة لكنها شكت به فلم تفتح الباب وسألته من الداخل...
_ أيوة..حضرتك عاوز مين..
_ انا شغال ف محل الورد اللي تحت والبوكيه ده جه لحضرتك..ولا تستلميه وتمضي علي استلامه...
عادت تسأله من جديد..
_ طب لو فيه كارت علي البوكيه لو تسمح تقولي من مين..
تأفأف الشاب بنفاذ صبر..منذ أن دخل تلك البناية ويوجد بها شئ غريب ..التفتيش الذاتي عندما حاول الدخول ...
_ من ناير يا فندم..ممكن بقي تفتحي الباب وتمضي بالاستلام...
فتحت زهرة الباب بحذر وبيدها الأخري سکين حتي تدافع عن نفسها...أمد الشاب يده بباقة الورود وبالدفتر ..
_ اتفضلي يا فندم...البوكيه وياريت تمضيلي ع الاستلام هنا..
فعلت زهرة كما املاها الشاب واخذت الباقة ودلفت الي المنزل وهي تضم الباقة الي صدرها ..
اشتاقت الي أفعاله قبل أن تكون زوجته فعليا وأمام الله..ثلاثة أشهر كان يغدقها بحنانه وحبه