رواية رائعة للكاتبة نرمين محمود الجزء الرابع من البارت التاسع عشر حتي البارت الرابع والعشرين
زهرة قائلا بتساؤل...
_ مالك ...متوترة ومحمرة كده ليه ..
_ مم..مفيش..
_ لا فيه ...قوليلي فيه ايه يلا ..
زهرة بخجل وصوت منخفض...
_ مفيش اصل انا طلعت لتمارا للاوضة وفتحت الباب مرة واحدة زي ما بعمل عادي يعني ...للل..لاقيتها هي و..عابد يعني ااا...
ضمھا ناير الي صدره وضحك بقوة حتي ادمعت عيناه...
_ عشان تتعلمي بعد كده تخبطي الاول متبقيش زي المدب كده وتفتحي الباب علطول ..
بعد مرور دقائق ...جاءت تمارا برفقة زوجها وهي تخفض رأسها غير قادرة علي وضع عيناها بعينيهم جميعا تشعر وكأنهم جميعا رأوا ما كونوا يفعلونه...
كان أول من تحدث بهذه الجلسة ناصر قائلا ...
_ يلا يا ولاد الاكل ع السفرة عند البيسين ...قولت ناكل برة النهارده الجو حلو...
بعد أن انتهوا من تناول الطعام اخذت زهرة نفسا عميقا والتفتت إلي والدها قائلة بعزم ...
_ بابا...زمزم بتتصل بيا انا وتمارا...هي طبعا قالتلنا منقولش لحد انها بتكلمنا... ولما انا قولتلها مينفعش ولازم ترجع مقالتليش علي مكانها....بس بتتصل بيا وبتقعد بالساعات تكلمني انا وتمارا..انا قولت لحضرتك عشان زمزم لازم ترجع...
هبطت دموع ناصر وهو يسمع عن ابنته الغائبة ما يطمئنه علي وجودها وأنها سالمة...لكن ترفض وجوده بحياتها...ترفضه وترفض رؤية شقيقتيها ....
_ اتصلي بيها يا زهرة...اتصلي بيها وانا هحدد مكانها دلوقتي..
_حددت مكانها خلاص...
الفصل الرابع والعشرون...
بمنزل ياسر...منذ رحيلها من منزله بذلك اليوم وهو يبحث عنها املا فى ايجادها..حزنت والدته كثيرا بعد ان علمت اصل الحكاية كاملة من ابنها...اشفقت على زمزم كثيرا..لكن ليس بيدها شئ ف بالنهاية هى تريد حياة زوجية مريحة لابنها...
دقت ميرنا على غرفة ياسر برقة فسمعت صوته يسمح لها بالدخول ظنا منه انها والدته..
ميرنا بهدوء...
اتفضل...ده جواب جت امبارح البنت اللى كانت عايشة معاكوا وادتهوني...بلغتني انى اوصلهولك ضروري..و..
قاطعها ياسر پغضب وصوت مرتفع..
و ايه..وحضرتك بقي مجبتيهوش من امبارح ليه..كنت عاوزة ترميه ولا كأنها جابت حاجة اصلا مش كده ..طبعا ما انت لازقالنا هنا عشان ابصلك واتجوزك...بس انسي يا ميرنا انا لا عمري هحبك ولا اي حاجة م اللى ف دماغك ديه نهائي انا بحب واحدة بس...بحب زمزم وبس..
وضعت ميرنا الورقة المطوية بيدها على الكومود وخرجت من المنزل تبكي بقوة..لم تظهر له حبها ابدا..كانت تعلم انه لا يراها لكنها تعتبر والدته بمثابة امها لذلك تودها وتسأل عنها...دفنت حبها له بأعماق روحها ومضت بحياتها..كانت تري نظراته لزمزم عندما تدعوها والدته لتناول الطعام معهم..لم تضع نفسها يوما فى مقارنة معها تعلم جيدا انها الخاسرة الوحيدة بتلك اللعبة...
بغرفة زمزم...جلس وقاص على الفراش وامامه قطع الملابس خاصتها...يشتمها من حين لاخر حتي يشعر بوجودها حوله حتى وان كانت لحظات...وبيده البوم صورها وهى طفله...صورها مع والدتها وشقيقتيها ..ووالدها..تحب والدها كثيرا لذلك لم تستطع التقليل من شأنه امام منزل عمها وان تصرح لهم باجبارها على الزواج من وقاص...
نمت ذقنه كثيرا...فقد شهيته لكل شئ...صباحا يذهب الى عمله ويعود يتناول طعامه معهم دون ان يتحدث مع ايا منهم ويصعد الى غرفتها يتفقد كل جزء بها...ينثر عطرها بالغرفة حتى يستطيع النوم دون كوابيس تركها له...
دلفت نجاة الى الغرفة حتى تتحدث معه يكفي ما يفعله بنفسه الى هذا الحد..
نعم يا امي..
اقتربت منه نجاة وجلست بجانبه تضع يدها على ظهر كفه قائلة بشفقة..
لسه بردوا يا حبيبي بتدخل اوضتها ...يا ابني كفاية كده حرام عليك نفسك...
تنهد بمرارة وهتف بتهكم...
كفاية ايه يا امي!!..بهدلتها ودمرتها..روحت دوت على مزاجي ووقفت ف وش ابويا عشان شيما وعشان بحبها وحرمت على زمزم تحب حد تاني...رغم انى كنت سايبها زي بيت الوقف..
حاولت نجاة التخفيف عنه قائلة بمواساة...
كان ڠصب عنك يا حبيبي..انت كمان مكنتش عاوزها..
هتف وقاص بصوت مهتز ...
ڠصب عني!!..انا سبتهالكوا هنا ورميت طوبتها...سبتها هنا رغم انى عارف انى من قبل م اتجوزها انك مبتحبيهاش ومستنياها تيجي تحت ايدك بس...عاقبتها بأبشع الطرق انها حبت غيري...شكيت فيها وف تربيتها وحبيت اتاكد بنفسي...دبحتها انا وابوها...دبحتها..بس والله م كان قصدى..انا فكرت انها خانتني بجد...فكرتها سلمته نفسها بجد..
وبكي بصمت وهو يتحسس صورتها التى تجتمع فيها مع شقيقتيها وتمسك ببالون رقم 19 من الواضح انها كانت تحتفل بعيد ميلادها معهم..
بكت نجاة هى الاخري