رواية جميلة جدا للكاتبة دعاء عبد الرحمن الجزء الثالث
اطلقت وانت كمان هتسيب مراتك زى ما قولتلى يبقى مينفعش بعد كده غير الحلال .
شد على يده وهو يقول بجدية
عجل بالحلال يا فارس أول ما تخرج من هنا إن شاء الله ...أنا لولا انى عارفك وعارف أخلاقك مكنتش قلتلك كل ده وكنت خفت عليك من تصرفاتك ومشاعرك معاها.. لكن انا علشان عارفك كويس وعارف انت هتعمل أيه لما اصارحك بمشاعرك دى ..قولتلك ونبهتك وعارف انك هتاخد الخطوة الصح
أصلا انتوا بصراحة حالتكوا صعبة أوى مينفعش فيها غير الحلال
تركه بلال واتجه إلى فراشه وفارس مازال يتبعه بعينيه فى حالة ذهول شديدة يقاومة عقله بشدة وهو يتردد داخله كلمات بلال ..
خفض رأسه إلى الصورة مجددا ومرر عينيه على حروفها ثانية لتتسلل إلى عقله وتفتح أبوابه المغلقة ليهرع قلبه إلى أجراس عقله يدقها فى صخب عڼيف مناديا مستصرخا ثائرا قائلا
ضممت حبيبتى دوما سنينا بين جدرانى .. فكيف الآن تأمرنى بكبح جماح وجدانى
فدعنى أنطلق شوقا إلى سكنى وعنوانى ... ودعنى أرتوى عطشا وأسكن نهر بستانى
فلا تعجب على قلب كنت أظنه ينسانى ... فرسم اليوم لى نبضا فأصبح كل ألحانى
صفعت صڤعة قوية أردتها إلى صدر أمها وهى تبكى بشدة ووالدها ېصرخ بها مهددا
أطلقتى يا مهرة ..أتطلقتى .. وعلشان أيه ..علشان عاوزة تمشى كلامك على جوزك علشان دماغك ناشفة وعاوزة تتكسر ستين حتة ..أنا بقى هكسرلك دماغك دى وهرجعك لعلاء ڠصب عنك
مش كده يا ابو يحيى حرام عليك البت ھتموت فى أيدك
صړخت مهرة وهى تشهق بقوة وتلتقط أنفاسها بصعوبة
مش هرجعله حتى لو قطعتنى مش هرجعله حرام عليك يا بابا أنا بكرهه بكرهه حرام عليك
جذبها من شعرها إليه بقوة جعلتها تصرخ بشدة من الالم ونظر إلى عينيها بتحدى هاتفا پغضب
ماهو يا ترجعيله يا هحسبك هنا فى البيت ..مفيش محاضرات .. مفيش جامعة ولا دراسة تانى من أساسه .. وأبقى شوفى بقى دماغك الناشفة دى هتوديكى لفين ..
كانت الساعة الثامنة صباحا وبدت قاعة محكمة الجنايات خاوية إلا من بعض المنتظرين لقضاياهم التى سوف تنظر اليوم .. وكان من بين هؤلاء محامى المجنى عليها الذى جلس فى الصف الأمامى وقد شرد بعقله قليلا وهو يتذكر اليوم الذى دخل فيه على سكرتير المحكمة وأطلع على أوراق القضية وقام بتصويرها وقد اكتشف أن محضر الشرطة تم تزويرة ومن بينهم أقوال الشهود حول الحاډثة وقد تأكد لديه دون شك أنه تم تزويرة عمدا ولكنه تأكد أيضا أن لكل مچرم لابد أن يترك خلفه أثرا ما يدل على جرمه وابتسم ابتسامة أنتصار وقد وقعت عينيه على مقدمة محضر تحقيقات النيابة والذى كانت هناك فيه جملة تشير إلى الأقوال الحقيقية للشهود ولكن المزور لم يلتفت إليها .
أومال فين الأستاذ فارس يا أستاذة مش قلتى انه هو اللى هيحضر ويترافع
قالت دنيا بفتور وهى تجلس أمامه وبجوارها وائل وتقول
الأستاذ فارس تعب جدا أمبارح بالليل ومكنش ينفع خالص أنه ينزل النهاردة وبعدين مالك حضرتك خاېف كده ليه هو أنا هترافع من دماغى هو اللى كاتب المذكرة وانا هقول اللى فيها وخلاص يعنى مش هجيب حاجة من عندى متخافش ...
بدأت وقائع الجلسة وسمحت المحكمة لمحامية المتهم بالحديث وبدأت دنيا فى سرد ما حفظته عن ظهر قلب من المذكرة التى أعطاها أياها باسم حتى وصلت إلى نقطة أقوال الشهود وأكدت على أن اقوال الشهود أثبتت خطأ المجنى عليها وأنها هى المتسببة فى الحاډث وعندما انتهت من مرافعتها سمحت المحكمة بدفاع محامى المجنى عليها والذى قال بأن أوراق المحضر قد تم تزويرها وإخفاء أقوال شهود الإثبات وأنه قد حدث تزوير متعمد فى أقوال الشهود .. ثم قدم الدليل الدامغ على صدقه بأن فجر قنبلته فوق رأس دنيا مباشرة حينما ذكر للمحكمة بأنه قد ورد في مقدمة محضر تحقيقات النيابة إشارة إلى أقوال الشهود الحقيقية والمخالفة لأقوالهم فى المحضر المزور وأثبت بمرافعته التناقض بينهما واتهمهم بالتزوير فى أوراق رسمية.
وتم تأجيل القضية أسبوعين لإستدعاء الضابط والشهود وقعت المفاجأة مدوية على دنيا وزلزلت أركان خطتها كاملة وتبادلت النظرات الحائرة مع وائل وخرجت مهرولة من القاعة وهى تجرى إتصالا هاتفيا بباسم تستنجد به مما حدث .. أجابها باسم ببرود
ومالك قلقانة كده ليه مفيش مشكلة ...أنا هجيبلك أرار الظابط ده هو والشهود وهبعت وائل يتفاوض معاهم زى ما حصل قبل كده .
هتفت به وهى تتلفت حولها قلقا
ونفرض بقى الظابط ولا حد من الشهود مرديش يغير كلامه ... أنت شكلك كده حاطط إيدك فى المية الباردة علشان اسمك بعيد عن كل حاجة
قال بثقة
اللى ميرضاش بالذوق هيرضى بالعافية ..أنت باين عليكى لسه متعرفنيش كويس .. بكره هبعتلهم وائل يخلص معاهم هما التلاتة علشان نعرف مين معانا ومين ضدنا ونتصرف على الأساس ده
شعرت بالتوتر الشديد والخۏف وهى تقول بإضطراب
يعنى أيه اللى ميرضاش بالذوق يرضا بالعافية دى فهمهالى
صمت قليلا ثم قال بجمود أرعبها
هو بالظبط اللى أنت فهمتيه ده مالهاش معنى تانى .. يا أما يحضروا ويقولوا اللى أحنا عايزينه يا اما تتقدم شهادات وفاتهم للقاضى .
وضعت عزة رأسها على صدر زوجها وقالت بحزن
يا عمرو أنا مصدقت انك رجتعلى بالسلامة.. تقوم تسيبنى وتسافر تانى
مسح على شعرها بحب وقال
مش سفر زى ما انت فاكرة يا حبيبتى.. ده انا هاجى يومين فى الأسبوع وبعدين كلها كام شهر والفندق يخلص ونطلع بمبلغ كويس نبدأ بيه حياتنا
رفعت رأسها من على صدره ونظرت إليه وقالت بغيرة واضحة
طب واشمعنى بقى صاحبة الشركة مهتمية بيك انت بالذات بالشكل ده
نظر إليها وقال بحذر
تقصدى أيه
رفعت كتفيها وهى تقول بتبرم
قصدى أنها سألت عليك ولما عرفت اللى حصلك فضلت ورا الموضوع لحد ما طلعتك وطلعتك لوحدك كمان.. وبعدين قالتلك أن دنيا هى اللى بلغت عنكم وبعدين تديك شغل مهم وفيه فلوس كتيرة كده ..كل ده ليه !
مسح على وجنتها بظهر يده وهو يقول بمرح
أنت بتغير ولا أيه يا جميل
أمسكت بيده بين راحتيها وقالت بخفوت
أه طبعا بغير ..مالها مهتمية بيك كده
ضحك ضحكة هادئة ونظر إلى عينيها وقال
أنت عارفة اللى بتغيرى منها دى عندها كام سنه ! وبعدين انت عارفة كويس أوى أن محدش بيملى عينى غيرك ..صح