الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية جديدة وشيقة يحيي وهشام

انت في الصفحة 53 من 82 صفحات

موقع أيام نيوز


مين ..مراد طبعا.
شهقت لتكتم شهقتها بسرعة وهي تنظر إلى بشرى لتزفر فى راحة حين رأتها تتحدث بالهاتف ولا تعيرهما إهتماما..لتعود بعينيها إلى يحيي الذى كان يتابعها بتسلية وهي تقول بحيرة 
هو مراد متجوز واحدة تانية غير بشرى
رفع حاجبيه قائلا 
أيوة..شروق.
عقدت حاجبيها قائلة 
طب إزاي وليه
قال بهدوء 

لأ..دى قصة طويلة أوى هبقى أحكيهالك بعدين..المهم دلوقتى إنها جاية فى الطريق وعايزة تشوف مراد..وأنا عايز أشوف حل للمصېبة دى اللى إسمها بشرى عشان أبعدها عن المكان قبل ما تيجى وتبقى کاړثة..عندك حل يا حبيبتى
ظهر التفكير على وجهها لثوان ليعشقها يحيي أكثر وأكثر يتمنى لو ضمھا إلى صدره الآن وأسكنها بين ضلوعه للأبد فيبتسم وتظهر غمازتيه الرائعتين حين لمعت عيناها وقالت بإنتصار 
لقيتها.
سردت على مسامعه خطتها الصغيرة الذكية ليدرك أن فاتنته هي فتاة مليئة بالمفاجآت وأن عشقه لها ليس من فراغ........ليس من فراغ أبدا.
الفصل العشرون
دلفت شروق إلى حجرة مراد بجسد يرتعش قلقا على هذا الممدد على سرير المستشفى..تحيطه الأربطة البيضاء المرعبة..إنهمرت دموعها فى صمت وهي تقترب منه..ترى شحوب وجه الذى أوجس قلبها خيفة عليه..جلست بجواره ومدت يدها تحيط بيده اليسرى السليمة بلهفة حزينة..تقول بهمس مرير 
سلامتك ألف سلامة ..ياحبيبى يامراد..ياريتنى كنت أنا اللى بدالك..ليه بس مأخدتش بالك من نفسك..إنت مش عارف غلاوتك عندى..إنت مش عارف لو جرالك حاجة أنا ممكن يجرالى إيه
لتسرع وهي تهز رأسها بجزع قائلة 
لأ..بعيد الشړ..إنت مش ممكن يجرالك حاجة أبدا..مفهوم..إنت روحى يامراد..ومن غيرك أموت.
...لتشير رحمة إلى يحيي كي يبتعدا عن النافذة الزجاجية ويتركا لها بعض الحرية لتعبر عن مشاعرها بخصوصية..ليجلس يحيي وتجلس بجواره رحمة على تلك الكراسي المقابلة للحجرة..إستندت رحمة إلى كتف يحيي فرفع يده ووضعها على كتفها لتضم نفسها إليه تمد يدها وتمسك يده الأخرى تتخلل

أصابعه بأصابعها وهي تقول بهمس 
أنا عرفت دلوقتى ليه مراد إتجوز على مراته..شروق هي بجد اللى تستاهله..هي مراته الحقيقية..واضح جدا إنها بتحبه..وأكيد هو كمان بيحبها.
تنهد يحيي قائلا 
هي فعلا بتحبه..بس مع الأسف هو مش شايف حبها ده..معمي بحب واحدة تانية.
عقدت رحمة حاجبيها وهي تعتدل قائلة 
واحدة تانية..بس مراد مبيحبش بشرى وإلا مكنش إتجوز عليها..وكمان مش باين أبدا إنه بيحبها.
قال يحيي بهدوء 
بشرى مش هي الإنسانة اللى بيحبها يارحمة..
عقدت حاجبيها قائلة فى حيرة 
أمال هي مينوياترى أعرفها
أومأ برأسه إيجابا قائلا 
أيوة.
إزداد إنعقاد حاجبيها وهي تقول 
مين دى..قول بسرعة يايحيي متحيرنيش.
تأملها لثوان حبست فيهم أنفاسها ليقول هو بهدوء 
إنتى.
نهضت وقد إتسعت عيناها فى صدمة قائلة 
أنا
أومأ برأسه قائلا 
أيوة إنتى..بس إهدى كدة وأقعدى عشان أفهمك.
جلست ومازالت الصدمة ظاهرة بعينيها ليستطرد يحيي قائلا بشرود 
أنا هحكيلك حكاية صغيرة....
من زمان ..عرفنا إن عمى إتجوز وجاب طفلة تانية غير راوية إسمها رحمة..وإنها جميلة ورقيقة زي البدر..بتشبه مامتها بالظبط ..كان نفسنا نشوفها بس جدنا كان مانعنا..ولما هربت مامتها وباباها اتوفى..دخلت هي حياتنا..دخلتها بطلتها..بجمالها..بسحرها ..بطيبتها وخفة ډمها..دخلتها بروحها اللى جذبت الكل وخلتهم إما عاشقين لها أو غيرانين منها زي بشرى..للأسف حبها الإخوات التلاتة ..وللأسف برده محدش فيهم صارح التانى بمشاعره..الكبير كان عاميه حبه عن إنه يشوف إن إخواته هما كمان حبوا حبيبته..أما الصغير ولإنه طايش ومچنون ومريض نفسى ..قدر يتجوزها رغم حب أخوه الكبير ليها وحبها ليه..وبعدها إكتشف الأخ الكبير أن أخوه الوسطانى كمان بيحبها لما إعترفله بالحب ده فى لحظة ضعف منه بعد جوازها من أخوهم الصغير ..كانت صډمته كبيرة وهو شايف إخواته حبوها زي ما حبها هو بس اللى كان متأكد منه إنهم محبوهاش أده..وإنهم لو حبهم فى يوم إنتهى من قلوبهم..حبه هو مش ممكن ينتهى وإنه محفور فى جلده.. فجأة الصغير عرف إنها مبتحبوش وده جننه ..والأخ الوسطانى بدأ يفوق من وهمه قبل ما يتجنن هو كمان ..لكن حب الأخ الكبير لرحمة هو الحاجة الحقيقية بس فى حياتهم..واللى فضلت زي ما هي متغيرتش..والأكيد إنه هيفضل يحبها مهما طال بيهم العمر..
نظرت إلى أصابعه
التى تمسكت بأصابعها ثم نظرت إلى عيونه بعيون غشيتها الدموع قائلة بحنان 
الحمد لله إن ربنا جمعنا وفوق مراد يايحيي قبل ما يخسر كل حاجة زي هشام..أما أنا فهفضل أحبك لآخر نفس فية يايحيي.
إبتسم لها برقة ..لتبتسم له بدورها ثم مالبثت أن إختفت إبتسامتها وهي تقول 
طب ومراد..إمتى هيحس بشروق يايحيي
قال يحيي بغموض 
مراد خلاص بدأ يفوق
 

52  53  54 

انت في الصفحة 53 من 82 صفحات