رواية بقلم الكاتبة مني سلامة
وبدا وكأنها سمعت حديث يضايقها .. فقالت بضيق
لأ
مطت سهى شفتيها قائله
أمال ايه اللى يفرح غير كده
قالت مريم بسعادة
امبارح زارنى
جدى وعمى
قالت مى بدهشة
جدك وعمك !
قالت مريم بابتسامه واسعة
أيوة وليا كمان عمه وجده
هتفت مى بسعادة
بجد ولا تهزرى
أيوة بجد
ما شاء الله .. أخيرا عرفتى طريق أهلك
ومش كده وبس .. عايزينى أروح أعيش معاهم كمان
قالت مى بدهشة
تعيشي معاهم فين
فى الصعيد
شهقت سهى قائله
الصعيد .. بتهرجى يا مريم
قالت مريم بهدوء
لأ مش بهرج .. دول كمان كانوا عايزنى أسافر معاهم امبارح .. بس أنا مرضتش أسافر بسرعة كدة
قامت مى من مكتبها وجلست أمام مريم قائله
قالت مريم بحيرة
مش عارفه يا مى حسه انى متلخبطه .. بس كل اللى أعرفه انى ليا أهل ومش عايزه أبعد عنهم .. أنا تعبت أوى من العيشه لوحدى يا مى .. أنا حبه أكون وسطيهم .. حبه أعيش معاهم .. بس هى فكرة الصعيد دى اللى مخوفانى .. أنا مش عارفه نظام حياتهم ازاى .. وهعرف أعيش معاهم ولا لأ .. ومش عارفه أصلا هما كلهم هيتقبلونى وسطيهم ويحبونى ولا لأ .. خاېفه أوى .. وعشان كده جدو قالى أجرب شهر .. ولو ارتحت خلاص أفضل عايشه معاهم .. ولو مرتحتش أرجع القاهرة تانى
وانتى فكرك هيسيبوكى ترجعى القاهرة .. أكيد لأ طبعا .. مش هيخلوكى ترجعى تعيشي لوحدك .. دول صعايده يا بنتى يعني بيغيروا على بناتهم مۏت
تنهدت مريم قائله بحيره
أنا استخرت ربنا .. وراضيه باللى يختارهولى
قالت مى بأسى
على الرغم من انى فرحانه انك أخيرا عرفتى أهلك وقابلتيهم بس اضايقت أوى لما عرفت انك ممكن تسافرى ومترجعيش تانى
عارفه يا مى انتى هتوحشيني أوى أوى بس حتى لو سافرت أكيد هاجى هنا كل فترة .. وبعدين هيكون بينا تليفونات ان شاء الله
قالت سهى مبتسمه
ربنا يسعدك يا مريم انتى طيبه وتستاهلى كل خير
توجهت مريم الى مكتب عماد لكى تخبره بأمر سفرها وتركها للعمل قال بوجوم
بصراحة أنا مضايق جدا انى هخسر واحدة زيك يا مريم .. انتى أفضل ديزاينر عندى فى الشركة
متشكره يا أستاذ عماد ..بس فى كتير زمايلى هنا موهوبين أكتر منى
قال بجديه
لما أقولك انك أفضل ديزاينر يبأه بقول الحقيقة ومش بجاملك
طيب يا مريم أنا عندى اقتراح .. ايه رأيك تستمرى فى العمل فى الشركة حتى وانتى مسافره
قالت مريم بدهشة
ازاى
ابتسم عماد قائلا
عن طريق الانترنت .. هنتواصل معاكى ونبعتلك الأوردرز المطلوبة وانتى تنفذيها وتبعتيها على الميل ومرتبك يوصلك عن طريق البنك
بجد متشكرة جدا يا أستاذ عماد .. انا فعلا مكنتش حبه أبدا أسيب شغلى لانى بحب شغلى أوى .. ومش متخيله انى ممكن أبعد عنه
قال عماد بسعادة
خلاص اتفقنا .. وربنا يوفقك فى حياتك يا مريم انتى مش بس ديزاينر ممتاز .. لأ وعلى المستوى الشخصى بنت ممتازة كمان
أطرقت رأسها بخجل وقالت لخفوت
شكرا يا أستاذ عماد .. بعد اذنك
خرجت مريم من مكتبه وقلبها يقفز فرحا .. ستعيش وسط عائلتها وفى نفس الوقت ستستمر فى عملها بالشركة .
جلس عبد الرحمن على المائدة مع زوجته وعثمان و صباح .. قالت زوجته بلهفه
شكلها ايه يا حاج
ابتسم عبد الرحمن قائلا
حلوة وصغيره بس سفيفه جوى شكلها مبتتغذاش منيح
قالت صباح
متجوزه يابوى
لا .. كان مكتوب كتابها بس جوزها ماټ
قالت زوجته بحسره
لا حول ولا جوة الا بالله .. يعني اترملت جوام جوام
قال عبد الرحمن
بس هى لساتها صغيره .. والحياة أدامها .. وان شاء الله نجوزها حدا من عيلتنا واحنا أولى بلحمنا
أومأ عثمان برأسه قائلا
اييوه يا بوى نشوفلها حدا من عيلتنا مينفعش تبجى لحالها اكده خاصه من بعد ما اترملت .. مش عايزين حدا يتكلم
عليها
ان شاء الله يا ولدى .. ان شاء الله
صاح حامد بحنق
بعتلى المحامى بتاعه عشان يفض الشړاكه اللى بينى وبينه .. وكل ده عشان ايه عشان شافنى ببوس موظفه عنده .. وهو مال أهله هى كانت من بقيت عيلته
قال سامر بحزم
انت عارف كويس يا حامد ان مراد صعيدي وطبعه حامى .. يعني أكيد مش هيشوف منظر زى ده ويسكتلك
قال حامد بحنق
ده راجل متخلف .. تصور طرد البنت من الشركة .. طبعا جبتها وشغلتها عندى فى شركتى .. ولا الحوجه لسى مراد خالص
قال سامر بضيق
بس مكنش يصح تقول ل مراد الكلام اللى سمعته من طارق ده
صاح حامد پغضب
هى مش دى الحقيقة ولا ايه .. مراته سابته زى الكلب الجربان واطلقت منه وراحت اتجوزت واحد تانى .. ولما فكر يخطب تانى والبنت رحبت بيه .. أول ما عرفت ان رجله مبتوره رفضته على طول .. كدبت أنا ولا دى الحقيقة
قال سامر پغضب
انت ليه معندكش احساس كده هو ذنبه يعني .. دى حاډثة قضاء وقدر ..