الأحد 01 ديسمبر 2024

رواية رائعة للكاتبة مني احمد حافظ

انت في الصفحة 17 من 36 صفحات

موقع أيام نيوز

خلينا نخلص ونروح.
ازدردت لعابها حين أحست أنها أثارت حفيظته لتوافقه بصمت وهي تومأ برأسها وحين سمعت صوت تنهداته قالت
_ عموما أنا خلصت كلامي ودلوقتي لو تسمح تروحنا علشان أرتاح.
إنتبه حمزة لصوت جواله فأخرجه من جيب بنطاله ليرى رقم حياة فأجابها قائلا
_ طمنيني غزل بخير.
إبتسمت حياة رغما عنها وأجابته قائلة
_ أطمن يا حمزة غزل بخير أنا بتصل بيك علشان أطمن عليك إنت بعد ما حسيت إنك خرجت مخصوص علشان تسيبنا لوحدنا.
أجابها حمزة بإرتباك قائلا
_ لا أبدا أنا أصل يعني.
قاطعته حياة وقالت
_ طيب متتأخرش بقى علشان مقلقش عليك.
أنهى حمزة الإتصال وعاد إلى سيارته وقادها متجها إلى منزله وحينما غادر سيارته لمح رائف يتوارى فحدق بمكانه وهو يفكر في أمره ليقرر الصعود إلى شقته فأسرع وأرتقى الدرجات حتى وصل إلى شقته ليلج إليها متجها إلى مكتبه فتفاجيء بوجود غزل تجلس بجوار نافذته وقف حمزة لا يدري أينسحب ويعود أدراجه أم يصدر أي صوت لينبهها لوجوده لينتبه هو إلى حركة رأسها التي حفظها تماما وعلم أنها تعلم بوجوده فأتجه صوب مقعده المواجه لمقعدها وجلس أمامها وقال
_ ممكن أعرف سبب تشريفك لمكتبي.
إبتسمت غزل بتهكم وأجابته
_ يعني تقدر تقول كدا إني كنت بعمل جولة تفقديه للمكان اللي هعيش فيه الفترة الجاية بأعتبار إنه بيتي زي ما فهمت من كلامك.
أجابها حمزة مؤكدا حديثه وقال
_ هو مش تعتبريه بيتك لأنه بيتك فعلا وأنا ناويت أسجله بإسمك بأعتبارك مراتي وزي ما أنتي عارفة أنا لا قدمت لك شبكة ولا مهر ولا جبت لك أي حاجة وواجب عليا إني أوفر لك كل سبل الراحة.
وقفت غزل وهي تشعر بالأضطراب وقالت
_ بس كل دا لفترة مؤقته يا حمزة فخليك فاهم جوازنا لفترة وبس.
أغمض حمزة عيناه وقال
_ ياريت أنتي اللي تفهمي كويس إن حتى ولو لفترة فأحنا جمعنا جواز والجواز دا بيفرض عليا وعليكي حياة فيها حقوق وواجبات وضروريات لازم نراعيها سوا ونأديها كاملة علشان كدا أنا بتمنى إنك تنسي موضوع الفترة المؤقتة وتعيشي حياتك عادي وتتقبلي الوضع اللي بينا علشان الدنيا تمشي.
خطت غزل مبتعدة وهي تحاول تذكر عدد الخطوات لتدرك بعد الخطوة الثالثة لها أنها لا تذكر كم سارت من خطوات فوقفت مكانها ټلعن عقلها الشارد لاحظها حمزة وأدرك عجزها عن تذكر خطواتها منها وقال
_ ممكن تسمحي وتسندي على دراعي لحد ما أوصلك أوضتك.
كادت غزل ترفض ولكن ذلك النبض الذي أخذ ينبض بصدغها مؤلما إياها جعلها تمد يدها للأمام فوضع حمزة ساعده غزل وتتبع صوته وخطواته حتى أطمئن لعودتها إلى غرفتها ووصدها لباب الغرفة خلفها فأطلق حمزة صراح أنفاسه التي كتمها ورفع كفه ليضعه فوق قلبه الذي أخذ يرجف بقوة داخل صدره حتى ولج إلى غرفته وأرتمى فوق دون أن يبدل ثيابه مستسلما للنوم.
بينما في الأسفل وقف رائف غاضبا منذ رأى غزل تسير برفقة حمزة ليدرك أنها إنتقلت لتقيم برفقته فأسرع رائف وحاول أن يستميل حارس البناية ليستخلص منه قدر ضئيل من المعلومات ليقرر رائف أن يتجه في الصباح نحو مقر عمل حمزة ليجمع أكبر قدر من المعلومات عنه وعاد رائف إلى شقة غزل يفكر في محادثة وجدي معه وهو يبلغه بموافقتهم لدفع المال له نظير تنازله عن أولاده وطلاق أمال منه فلمعت عيناه بطمع وهو يفكر في المال الذي سيأتيه.
...
توالت الأيام بزحفها تختبر الجميع بدء من حمزة الذي واجه الكثير من الضغط من جانب غزل ليقابل تمردها على كل أحاديثه وكلماته بصبر وقبول جعلها تتعجب من تحمله الغريب لأفعالها المبالغ فيها فهي لم تتوان عن إحراجه حين طلب منها أن توافق على إصطاحبه لها ليقوما بزيارة صديقه وزوجته قبل أن يسافر لترفض طلبه ببرود بل وتعمدت أن تعلي من صوتها وهو يحادثه لتلومها خالتها بدلا منه كذلك عبثها المتواصل بمحتويات مكتبه ولكن ما جعلها تعيش ساعات الليل الطويل بحيرة تفكيرها بتلك العرقة التي جمعت بينه وبين خالتها ومزاحهما المتواصل معا ليستحوذ على غزل إحساس غريب لم تدر أنها الغيرة إلا حين وجدت أن خالتها تتعمد إنتظار عودة حمزة من عمله لترتب له طعامه وغرفته وثيابه فوجدت نفسها تتمنى لو تقوم هي بذلك لتعود وتنهر نفسها مذكرة حالها بأن وجودها بحياة حمزة هو لفترة مؤقتة.
وأتى صباح يوم جديد أشرق بشمس وعدت بأن تدفيء قلوب الجميع فابتسم حمزة وهو يعتدل في فراشه لا يدري أأيقظته أشعة الشمس الدافئة أم ترانيم صوت غزل العذبة تنهد حمزة بأرتياح وهو يغادر فراشه وينصت لصوتها الذي أبهجه وأتجه إلى مرحاضه مستعيدا نشاطه أسفل رزاز الماء ليغادره متجها إلى خزانته وأرتدى إحدى حلله وأتجه صوب باب غرفته ووقف متلقفا أنفاسه ليقرر مغادرتها وما أن أشتمت غزل رائحة عطره حتى توقفت عن ترديد لحنها من مكانها وقال
_ صباح الخير

يا غزل.
أجابته غزل بلامبالاة وفتور متعمد وهي تتذكر صوت ضحكاته
16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 36 صفحات