رواية كاملة الفصول للكاتبة هدير نور
انت في الصفحة 1 من 26 صفحات
الفصل الأول
بإحدي الاحياء الشعبية تحديدا فى إحدي المنازل التي يدل مظهرها الخارجي علي مدي فقر سكانها الشديد...
كانت صدفة واقفة بالمطبخ تحضر لنفسها شطيرة سريعة حتي تتناولها قبل ذهابها الي العمل.. لكنها تأففت بحنق مطلقة لعڼة منخفضة فور سماعها صوت اشجان الزوجة الثانية لزوج والدتها المټوفية يأتي من خلفها
اختطفت صدفة الشطيرة الخاصة بها من فوق الطاولة قبل ان تستدير اليها مغمغة بحدة و نفاذ صبر
بعمل ساندوتش اطفحه قبل ما اتهبب انزل اجري علي اكل عيشي.....
لتكمل پحده وهي تزجرها پغضب
اجابتها اشجان و هي ترمق بسخرية الساندوتش الذي في يدها
ياختي براحة علي نفسك انتي ليه محسساني انك موظفة في مصلحة حكومية اومال لو مكنتيش حتة بياعة ساندوتشات فول وطعمية علي الرصيف كنت عملتي ايه...
لتكمل بقسۏة مربتة علي صدر صدفة بضربات خفيفة متتالية
بعدين ياختي ابقي ريحينا و ريحي نفسك و اعملي ساندوتشك ده من ضمن الساندوتشات اللي بتعمليها للصنايعة و كليه في الشغل بدل ما كل يوم تقلقي منامنا....
انا لو ماكلتش الساندوتش ده هنا مش هعرف ادوق لقمة واحدة طول اليوم..لأني بشتغل من الساعه 6 الصبح ل بليل و مبقعدش ثانية واحدة و بيطلع عين اللي جابوني علشان اجبلك فلوس انتي و المحروس جوزك
لتكمل هاتفة پغضب
فارحمني بقي و مطفحنيش اللقمة اللي هاكلها...
تف تف... ياختي متشخطيش اوي كده اصل بخااااف و بتخض ....
لتكمل بسخرية لاذعة و هي تمرر عينيها من الأعلي للأسفل علي جسد صدفة الذي تخفيه اسفل عبائتها الفضفاضة
و ياختي لما انتي مبتاكليش غير الساندوتش اللي في ايدك ده طول اليوم..اومال جسمك بيفشول وبيتخن من ايه....
هتفت اشجان پحده وهي تدلك بيدها كتفها الذي اصطدمت به صدفة
انتي بتزوقيني كده ليه...جتك ضربه في ايدك.......
لتكمل بغل وڠضب عندما تابعت صدفة طريقها نحو غرفتها دون ان تجيبها او تلتف اليها
صحيح ما انتي بهي مة و مفرقتيش حاجة عن الجام وسة عاملة زي البغ لة.......
نزعت ملابسها المنزلية و ارتدت عبائتها السوداء الفضفاضة البالية التي ترتديها دائما عند ذهابها للعمل...
فقد كانت تتعمد دائما ارتداء ملابس فضفاضة بهذا الشكل حتي تخفي معالم عن الاعين الجائعة...
حتي في المنزل ترتدي عباءات منزلية فضفاضة تكاد ان ټغرق بها خوفا من زوج و الدتها و اشرف ابن اشجان الذي كان يكبرها بسنتين...
لكنها لم تكن دائما هكذا فعندما كانت والدتها حية كانت ترتدي ملابس انيقة و جميلة كباقي الفتيات لكن بعد ۏفاتها بدأت في ملاحظة نظرات زوج والدتها
و ايضا كانت تخاف من اشرف ابن اشجان فقد كان سكير فاسد رغم انه دائما يسخر منها و من مظهرها ناعتا اياها بالسمينة القبيحة الا ان هذا لم يهدأ خۏفها منه...
لذا لم تكتفي بارتداء تلك الملابس البالية فقد كانت ايضا تتعمد تقبيح وجهها بوضع لون من الكريم الذي كان اغمق كثيرا من لون بشرتها البيضاء الحليبية.. راسمة حاجبيها بلون اسود ثقيل..
تناولت حجابها الصغير و عقدته علي رأسها لينسدل من اسفل الحجاب شعرها الاسود الحريري علي كتفيها لكنها تناولت الفرشاة و اخذت تبعثره بقوة حتي اصبح اشعث هائش فقد كانت تتقصد ان تجعله بهذا الشكل الاشعث حتي لا يظن احد انها تتجمل فقد كانت تتعامل مع رجال و عمال طوال اليوم لذا يجب ان تحافظ علي سمعتها و علي نفسها من اعينهم الوقحة....
اختطفت محفظتها من فوق الطاولة و غادرت المنزل سريعا حتي تبدأ بيوم عملها الشاق
بعد مرور عدة ساعات.....
كانت صدفة جالسة بمكان عملها الذي كان عبارة عن فرشة صغيرة
علي الرصيف الجانبي للشارع تصنع الساندوتشات و الشاي للعمال بالمحلات التجارية التي تملئ الشارع...
هتفت
ام محمد الجالسة بجانبها علي فرشتها الخاصه لبيع الخضروات كما كانت تعمل مع صدفة في ذات الوقت..
مالك يابت قالبة وشك علي الصبح ليه كده...
اجابتها صدفة و هي تقوم بوضع الطعمية بالمقلاة الممتلئة بالزيت الساخن و علي وجهها تعبير مقتطب
هيكون ايه يعني..غير اشجان الحيزبونة زي العادة..
غمغمت ام محمد بحنق وهي تقوم برش المياه علي الخضار المرصوص علي الفرشة التي امامها..
يا دي اشجان..و سنينها السودا هي الوليه الارشانة دي مش ناوية بقي تتهد عنك...
غمغمت صدفة وهي مستمرة في تقليب الطعمية بالزيت حتي لا تحترق
زهقت...زهقت و نفسي امشي من وشهم و اشوفلي شقة صغيرة ان شالله اوضة و صالة صغيرة بس