قصة جميلة جدا كاملة الفصول بقلم الكاتبة مروة جمال
حبيبك بتاع المزرعة
كريم وهو في غيره
شوقي بس لازم تصبر شوية يا صاحبي
كريم هو اللي بعمله في الناس حيطلع عليا ولا ايه
شوقي لا يا حبيبي بس إنت لسه هربان والبوليس عينه حتكون مفتحه لازم تكن شوية
كريم بضيق أد إيه يعني
شوقي شهرين ثلاثة كده
كريم كتير يا شوقي كتير قوي
شوقي حبيبي العملية كبيرة ومحتاجة تخطيط ووقت ده غير لازم البوليس يرجع ينسى ممكن هروبك يخوف صاحبك ويلبش الجو هناك
شوقي لا متخافش ناوله شوقي اللفافة وتابع نقول مساء الخير
أخذها كريم منه ونفث دخانها الأزرق بغيظ وتمتم بصوته البائس مساء النور هانت هانت قوي يا خالد
إسترعى إنتباهها نقراته المتعجلة على باب العيادة إستقبلته بإبتسامة مقتضبة قائلة بشمهندس حمزة إتفضل
دخل حمزة بإبتسامته المعتادة وحياها قائلا إزيك يا دكتورة
حمزة أخبار الشغل إيه والخيل تمام
إيناس اه الحمد لله تمام
حمزة وأخبار أبلة روكا إيه
ردت بدهشة كويسة إنت مش بتزورها
حمزة لا بزورها حتى كنت رايح ليها دلوقتي بس حبيت أعدي وأسلم عليكي
إيناس بنفس النبرة الجادة امممممم الله يسلمك يا بشمهندس
لاحظ حمزة جديتها أو ربما ضيقها من الزيارة ذات السبب غير المعلن تابع سريعا كمان كنت عايز أخد رأيك في حاجة
أخرج حمزة ثوبا صغيرا لرضيع كان مميزا ورقيقا ناولها إياها وتابع ها إيه رأيك
أمسكت إيناس بالثوب ونظرت نحوه بحنان وهي تردد جميل قوي بجد
حمزة يعني حيعجبها أنا جبته بيج علشان يليق مع ولد أو بنت
إيناس حتفرح بيه قوي بجد هي لسه ماشترتش حاجة دي حتكون أول حاجة للبيبي
بدت على ثغره إبتسامة طفولية كويس علشان أذله أول حاجة لبسها من أونكل حمزة
حمزة لا ماهو أنا دايما ذوقي حلو على فكرة
عادت مرة أخرى لإبتسامتها المقتضبة ربما لإنها إستدركت ما يعنيه خاصة مع نظرته الحانية الموجهه نحوها كادت أن تنطق بعبارة جافة لكي تنهي المقابلة ولكن شد إنتباهها عطر قوي مثير أخترق الغرفة مع نسمات الهواء التي عبثت بخصلاتها المتوهجة وهي تقف بالباب تراقبهم بعين ماكرة وإبتسامة واثقة
إبتسمت إيناس بحيرة وقالت بدورها أهلا يا فندم
ظل حمزة مندهشا لوهلة من قدومها وحديثها مع كلاهما وقبل أن ينطق جاءه هروب إيناس السريع عندما لاحظت النظرات الصامته بينه وبين كارمن
إبتسمت كارمن فرصة سعيدة لمرة تانية يا دكتور ولا أقول تالتة
ردت بإقتضاب أنا الأسعد
خرج ثلاثتهم من العيادة تركتهم إيناس مسرعة متسائلة في نفسها عن علاقة حمزة بكارمن
لا تعلم لماذا تشعر بالضيق كلما رآتها هل هو مجرد رد فعل لنظرات كارمن الغاضبة نحوها فهي تشعر أنها لا تستسيغ طلتها لماذا هل بسبب خالد
هل ما زالت كارمن تحبه وتشعر الآن بالغيرة منها ربما فلقد ألقت بسهامها المسمۏمة في المرة السابقة عندما لمحت لرؤيتها مع خالد كلما زارته هل تود حقا العودة إليه
وماذا عن خالد هل لديه بقايا مشاعر من العشق نحو الصهباء سحقا لماذا تهتم هي لا تهتم بالطبع لا تهتم هي فقط تفكر فكارمن تنظر لها بمكر غريب وكأنها عدو لدود دون أن
تعي لماذا لا هي تعلم لماذا ولكنها لا تود المواجهة إنه خالد
نظر حمزة لكارمن بدهشة قابلتها هي بإبتسامة ماكرة فآخر ما كانت تتوقعه أن يكون حمزة عاشق لتلك الطبيبة
لأول مرة تشعر أنها محظوظة فقد جاءت للمزرعة وليس لديها أي فكرة عن ما ستقوله لحمزة حتى تعيد علاقتها معه من جديد بل كانت حائرة في ماهية العلاقة وقدرتها على الإستفادة منها ولكن الآن فقط شعرت ببريق غريب يجتاح عيناها فالنظرة الحانية التي رأتها
في عينيه نحو تلك الطبيبة الهادئة كانت بمثابة حبل الإنقاذ الذي سيلتف حول رقبة خالد في النهاية الآن تعرف كيف ستجعله يكره خالد وتلك فقط البداية
قال لها بصوت هادئ إزيك يا كارمن
كارمن مهتم تعرف فعلا
حمزة مش فاهم قصدك
كارمن لو كنت مهتم بحالي كنت زورتني أو حتى رديت على تليفوني
حمزة أنا آسف إتشغلت و
قاطعته بإبتسامة متكدبش اللي زيك مش بيعرف يكدب
حمزة كارمن أنا
كارمن إنت خفت جايز خفت على شغلك مع خالد لما عرفت أد إيه العلاقة بيني وبينه سيئة
نظر لها بضيق ودهشة على فكرة الموضوع مش كده خالص
كارمن طيب إيه الموضوع
خلع قبعته وعبث بإرتباك بخصلاته المسترسلة ثم تابع الحكاية كلها إني حسيت إني مش فاهم
كارمن مش فاهم إيه
حمزة مش فاهم إحنا فعلا بنتقابل علشان نتكلم عن شغل عن فن جميل ومشاعر حقيقية بتلوني بيها لوحتك البيضاء ولا عن كرهك ليه وغضبك منه
كارمن ماهو سواء كرهي أو ڠضبي دي مشاعر برده ولا المشاعر لازم تكون حب وجمال