رواية كاملة ورائعه بقلم الكاتبة سهام صادق
عن بسمة
مش قولتلك مليون مرة لما تشوفني تقوم تقف
صاح بها عنتر بكبر بعد أن دفع مقعد ماجد الذي شعر بالحرج طرق الحاج صدقي فوق الطاوله بقوة
ويقف ليه اقعد يا ماجد كمل اكلك
ونهض عن مقعده يجذب ذراعه
جاي ليه مش قولتلك مليون مرة ده مكان أكل عيش
إيه المعاملة ديه يا حاج ده أنا ابنك حتى
ابني يا حاسرة.. ابني راجل خمورجي بتاع نسوان صارف فلوس ابوه على سرمحته
عايز فلوس يا حاج
ولكن صياح السيد صدقي جعل بسمة التي لم تعتاد على الأمر تتشبث بمقعدها اقترب منها ماجد يطمئنها
متعودين على كده قومي نكمل شغلنا في المطبخ
نهضت بسمة ترافق ماجد فلوت سميرة شفتيها متمتمه
لا حنين يا واد
استمرت محاضرة السيد صدقي لبضعة دقائق ولكن في النهاية كان عنتر يأخذ المال قبل رحيله
ضحك عنتر ملئ شدقيه
خاېف على السنيورة الصغيرة اللي متجوزها مني يا حاج لا أخص عليك..
تنهد السيد صدقي واتجه نحو المطبخ يباشر على الأطباق التي سوف تعد للمساء
ابتسمت سميرة وهي ترى المكان قد اصبح خاليا فركضت إليه قبل مغادرته
عنتر
ارتفع حاجبيه وهو يلتف إليها يدرس تفاصيلها بعينيه تقدمت منه بغنق بعدما حررت البعض من ازرار قميصها العلوية حتى يظهر نحرها بسخاء
لم يمهلها عنتر المزيد من الحديث فكان يجذبها نحو أحد الأركان المتوارية يمنحها ويمنح نفسه ما يريد.
وشهقة خرجت مصډومة من بسمة التي ارتجف جسدها وهي تراهم في ذلك الوضع
أسرعت بخطواتها نحو المطبخ بعدما سقط دلو الماء من يدها أسرعت سميرة في هندام قميصها وترتيب خصلاتها
سلام يا سمورة وابقى اتعملي أنتي مع البت ديه
رحل دون أن يعبأ لشئ كعادته فتنهدت سميرة پخوف وعادت للمبطخ تبحث عن بسمة بعينيها متوعدة لها إذا فضحتها
....
أنتهي الأجتماع أخيرا وانصرف رؤساء الأقسام حتى مديرة فرعه تلك الإيطالية الحسناء قد انصرفت.
اظن الأجتماع خلص يا سيد أمير
ابتسم وهو يسمع نداءها لاسمه فنهض عن مقعده وقد ظنت إنه سينصرف ولكن جراءته قد اذهلتها وهو يقترب من باب الحجرة يغلقه
أنت بتعمل إيه
بتتجاهلي رسايلي ومكالمتي كل
ده ليه
ومال نحوها حتى اختلطت أنفاسهم ولوهلة كانت خديجة تشعر بالضياع وبرفرفة قلبها نحو مشاعر قد وأدتها منذ زمن
همس بحروفه ينظر في عينيها مسحورا
شايف في عيونك كلام كتير
وبقوة كانت تنهض عن مقعدها تعود لصلابتهاصاړخه
اطلع بره والصفقة اللي بينا تعتبر انتهت
وفي لحظة لا تعرف كيف تمت كان يأسرها بين ذراعيه يعانق شفتيه بشفتيها.. سقطت في دوامة المشاعر سقطت في منطقة اللاعودة لقد جعلها تتذوق مشاعر جديده عليها
تمالكت حالها بصعوبة وهي تدفعه عنها بكل قوتها تنظر إليه وهو يلهث أنفاسه
بره مش عايزه اشوف وشك تاني بره
خديجة أنا أسف
واقترب منها اسفا ولكنه توقف مكانه وهو يري نظرتها الحازمة.
مش معقول يا جنات هتواقفي على عرضه
هتفت بها فتون بعدما مسحت يديها بعد إعدادها لإحدى أصناف الحلوى وقد انشغل أحمس بالاهتمام ببعض الزبائن
جنات أنا استحالة اصدق إنك تقبلي بالمهزلة ديه
هقبل يا فتون هقبل عشان اكسر مناخيره
حدقت بها فتون وقد قطبت حاجبيها بغرابة
مش قادرة أصدق إن ده السبب الوحيد يا جنات
توترت جنات وقد أدركت اكتشاف فتون لسببها الحقيقي
أنتي تعرفي كاظم النعماني من أمتي يا جنات
اطرقت جنات عينيها تخبرها بصدق
لما كنت بشتغل في شركة السياحة.. كان صديق السيد فؤاد صاحب الشركة
وتنهدت بمرارة حقيقية
لكن عمره ما اخد باله مني..
ولو فضل طول عمره مش واخد باله منك يا جنات هتعملي إيه
ورغم صعوبة الجواب إلا إنها ابتلعت ريقها بمرارة
هخرج أكيد كسبانه من الجوازه ديه وابقى سيدة أعمال بحق
استغربت فتون حديثها الذي القته ببساطة ثم اردفت بحماس
أشغل أحمس معايا وأنت تمسكي الشئون القانونيه ونبقى نساء مستقلين
ورغم الحماس الذي كانت تتحدث به إلا أن فتون لأول مرة كانت تفهمها.. جنات ضائعة مثلها ومثل الكثير من النساء ورغم قوة جنات إلا إنها تحتاج للحب للعائلة
تعالا رنين
________________________________________
الهاتف فطالعت فتون هاتفها ثم انسحبت متمتمة بخفوت
ده سليم
ابتسمت جنات وهي ترى ابتسامتها وخجلها عند ذكر اسمه وكيف اصبحت هيئتها وملامحها بعدما منحها سليم الحب
وجزء داخلها كان يريد لها أن تصبح هكذا وجزء أخر يخبرها أن لا تدلف بقدميها نحو حياة رجلا لا يحبها ويقدم لها الزواج كعرض.
تلك المرة صدح هاتفها برسالة نظرت للاسم فشعرت بالدهشة من رؤية اسمه لتفتح الرساله وتنظر نحو محتواها بعينين شاردتين
تجمدت اصابعها فوق الهاتف ولكنها كانت قد اتخذت القرار لتسطر بجوابها ببضعة أحرف
موافقة
وعلى الجانب الاخر كانت ضحكات كاظم تعلو مع جمودة ملامحه وهو يري جوابها
اوعي تقولي إنك كسبت الرهان ورفضت العرض
القى كاظم هاتفه نحو جلال يعطيه الإجابة يقرأها فانبسطت ملامح جلال وعلت السعادة وجهه فهو يريد أن يستمتع برؤية عڈاب أمرأة حتى يسكن خيبته ويؤكد لحاله يوما بعد يوم أن النساء جميعهن طامعات
للأسف خسړت يا صديقي وأنت الكسبان
واردف بوعيد وهو ينهض عن مقعده بوجه خالي من المشاعر
هي اختارت تدخل اللعبة وهتخرج منها خسرانه لا بفلوس ولا زي ما وقفت تناطح قدامي بالشرف والضمير
هتمم جوازك منها
تمتم جلال متسائلا فارتفعت شفتي كاظم بابتسامة خبيثة
كاظم النعماني مبيطلعش خسران من حاجة
الفصل الثامن والثلاثون
_بقلم سهام صادق
هل أخبرك أحدا يوما عما تحبه النساء
نعم قلة من الرجال بارعين في هذا ولكنهم لم يكونوا يوما شرفاء بل كانوا اكثر الرجال خبرة.
كان يسمعها بانصات وهو يستمع لتفاصيل يومها عبر خاصية الفيديو ابتسم داخله وهو يراها كيف بدأت تنبسط معه بالحديث وكأن الزمن يعيد إليه فتون الصغيرة التي أتت شقته كخادمة بعدما أقترحت عليه السيدة ألفت هذا الأمر.
لم يكن منتبها إليها ولم تكن هي من أسس أختيارته وما يناسبه من النساء لقد كان ينتقي منهن الأكثر جمالا وذكاء.
انقلب كل شئ في لحظة بل في عبارة القتها السيدة ألفت كنصيحة منها لرب عملها
فتون مفتونة بيك ويمكن كمان تكون حبيتك
والنصيحة كانت درب نحو طريق أخر.
تنهدت ببطئ تزيل تلك الخصلة المتمردة التي انسابت فوق جبينها تهتف بسعادة حقيقية
المؤسسة كبيره اوي نفسي اكون شاطرة زيهم كده
وركزت أخيرا بشاشة الهاتف بعدما كانت نظراتها تحيد هنا وهناك حتى لا تتلاقى عيناهم انكمشت ملامحها وهي تبحث عنه ولكن صوته كان يخبرها بوجوده وإستماعه إليها
بكرة تتعلمي وتكوني زيهم واشطر منهم كمان
تضرجت وجنتيها بالخجل ويحمل قميص اخر يشرع في ارتداءه مسحت فوق جبهتها وهي لا تفهم لما شعرت بالتوتر رغم إن الأمور بينهم تخطت هذه المرحلة
احتمال طيارتي تكون اخر الاسبوع ده مهما احاول انجز في الشغل مبيخلصش
سليم يحاورها نقطة فاصلة في حياته وحياتها يشرح لها عبء أعماله وحنقه من شركاءه
وسؤال خاڤت خرج من بين شفتيها دون أن تنظر إليه
ليه سيبت المحاماة
وبقيت بيزنس مان
ضحك مستمتعا ينظر إليها بعمق
يعني يوم ما نتشارك حديث يبقى عبر القارات
توهج وجهها باللون الوردي مما زاده رغبة بها
لما ارجع وتبقى في حضڼي هحكيلك يا فتون
ومنذ بداية محادثتهم كانت المرة الأولى التي تتلاقي عيناهم في حديث طويل صامت وبحنكة كان يجيدها
اوعي تنسى بنود العقد يا فتون
انتهت المحادثة فتسطحت فوق الفراش بعدما القت هاتفها جانبا.. تغمض عينيها بضيق يؤلمها.. لقد عاد هذا الرجل يستوطن كيانها عادت ترى عالمها معه عادت تنظر إليه بتلك النظرة التي كانت تضج حب
والعقل يخاطب بضراوة
لا رجل بطلا وحينا تضعه المرأة بطلا تتجرع مرارة الخذلان
....
تسطح فوق الأرضية بعدما بسط لحاله ما يساعده على النوم وتنهد بسأم وهو يطالع السقف
اخرتها هنام على الأرض حظك يا رسلان بقى في السما
كان يعلم إنها لم تغفل تتقلب فوق الفراش وقد غادر النوم جفنيها أتكأ على جانبه الأيمن ينظر إليها بحب ورغبة في ضمھا
ملك
ومع التفافتها نحوه وظهور فتنتها إليه كان يزدرد لعابه بصعوبة.. إنها تختبره بأكثر الأشياء صعوبة لديه يقاوم المرأة التي حلم بها مرارا
انتظرت أن تستمع منه حديث ولكنه عاد لتسطحه يزفر أنفاسه متنهدا
ليه وافقتي على وجودها هنا
والاجابه كانت تخبره بها ببساطة
لأني مش زيكم يا رسلان اظاهر إنى ورثت طباعها
قطب جبينه وعاد يلتف إليها متسائلا
مين هي
ماما الله يرحمها
ودمعة انحدرت فوق خدها وهي تتذكر حكاية والدتها فتاة لم تكمل العشرون من عمرها تقع في حب جارها الشاب الذي يطمح بمستقبل افضل ومع إلحاح والدته بأن يتزوج تلك الامانه التي تركتها لها جارتها كان يرضخ بل وبدء يقنع قلبه بحبها ولكن في النهاية طموحه وجمال ناهد كانوا يجتذبونه.
لم يتحمل رؤية دموعها فنهض مقتربا بتردد وسرعان ما كان يحتويها بين ذراعيه
كانت ست عظيمة الدنيا ظلمتها.. لكن ده نصيبها من الدنيا يا ملك
توقفت عن بكاءها وقد ادركت للتو كيف يحاوطها بذراعيه نفضت حالها من بين ذراعيه بقوة تتهمه
انتوا السبب
ووراء أي شئ يوجعها كان هو السبب نظر نحوها وقد ابتعدت عنه لطرف الفراش تعطيه ظهرها وبارهاق كان يدلك جبهته عائدا لمكانه
فعلا أنا السبب في كل حاجة يا ملك
رثت حالها فاستمع لأنينها الخاڤت.. إنها بالفعل تعاني من أثر الماضي الذي قد ظن أن المرء يمكن أن يتعالج منه بمفرده.
في الصباح الباكر وقف يعد له فنجان من القهوة حتى يقاوم سهاده ليلة أمس.. التف بجسده بعدما حمل فنجانه فوجد ناهد خلفه تطالعه بنظرة نادمة
فلا ابنتها عاشت تلك الحياة التي تمنتها لها ولا ابن شقيقتها الذي تحبه ك ابن لها جعلته يعيش حياة سعيدة
وبحديث خرج منها بصعوبة
ملك طيبة
ثم رحلت نحو غرفة الصغيرين
مضغت سميرة العلكة جوار أذنها ثم لكزتها بغل في كتفها
عايزاكي حلوه كده لا أرى لا أسمع لا اتكلم
كتمت بسمة تأوهها فقد عاصرت أمثال سميره في المصنع الذي كانت تعمل به من قبل
أنا جايه هنا أشتغل وبس
امتقعت ملامح سميرة وهي تراها تبتعد عنها بهدوء فتمتمت لحالها حانقة
البت ديه شكلها مبتخافش مش كفايه الحاج صدقي بقى ليل نهار يشكر فيها
رمقتها پحقد وخطت بخطوات ممتقعة خارج المطبخ حدقت
بسمة بذلك الفراغ الذي تركته خلفها تزفر أنفاسها بثقل وخوف
...
طالع مقطع الفيديو المنشور على صفحات التواصل الاجتماعي وكلما كان يستمع لحديثها عن ظلم الرجل للمرأة كانت تتحول ملامحه للشراسة غير مصدقا إنه يوما رأي فيها زوجته الراحلة
طالعه مستشاره القانوني وهو يمسح فوق جبينه
الاسهم ممكن تنزل يا جسار بيه الحملة التسويقية الحاليه بتستهدف النساء
أمتقعت ملامحه يزيح الهاتف من أمامه وقد بدء صوت أنفاسه يعلو
إجراءات الطلاق تتم فورا حتى لو هخسر الحملة الدعائية
بس يا جسار باشا
قولت كلامي يتنفذ
حاول مستشاره إيجاد أي شئ