قصة جميلة جدا كاملة الفصول بقلم الكاتبة ياسمين عزيز الجزء الأول
عاوزة الطريقة الصعبة بردوا إحنا جاهزين بس إنت اللي حتتضرري
في الاخر و حتبقى نهايتك يا المستشفى يا الخړابة
و على فكرة وفري صوتك الحلو داه و إتكتمي عشان
إحنا في مكان بعيد و لو فضلتي ټصرخي لبكرة
الصبح مفيش حد حيسمعك.... مفهوم يا....
صړخ في آخر كلامه و عيناه تقدح شرارا..ضخمين
للغاية و ملامحهما تدل على أنهما من أصحاب السوابق ذوي القلوب المېتة التي لا طالما سمعت
جرائهم لا تحصى و لاتعد... و هي ضحيتهم
الجديدة....تكاد تختنق بشهقاتها و هي تتوسلهم
ان يتركوها دون جدوى...
الاصرار و التجاهل هذا ما لمحته في أعينهم
لن يتركوها مهما قالت أو فعلت... لن تستطيع
النجاة منهم او التغلب عليهم في هذا المكان
المقطوع...
لتتنزلق على الأرض بعد أن سمعت أحدهما
يارا أن نهايتها إقتربت و لا نجاة لها بعد هذه
الليلة إلا بمعجزة...
و هي تدعو الله بداخلها أن ينفذها من براثن
في برلين.... ألمانيا....
في إحدى المستشفيات...
تجلس سيلين أمام أحد الغرف تنتظر خروج
الطبيب منذ ساعات طويلة بعد أن تدهورت
صحة والدتها و اغمي عليها فجأة لتظطر
رفعت رأسها عندما سمعت صوت الباب تلاه
خروج الطبيب الذي كان يفحص هدى بالداخل
هرولت نحوه قائلة بلهفة دكتور طمئني
ارجوك... هل هي بخير
الطبيب بلهجة بعملية الان هي بخير... لكن
أنت تعلمين وضع قلبها إنه ضعيف... تحتاج
عملية جراحية في أقرب وقت... الأدوية لا تكفي
لقد تعدت مرحلة العلاج بالأدوية.... العملية
سيلين بحزن يغمر قلبها لكن دكتور..كلفة
العملية باهضة جدا...الا يوجد حل آخر...
الطبيب بأسف لقد أخبرتك يا آنسة..تحتاج
تدخلا جراحيا في أقرب وقت و إلا فقدناها..
سوف أتكلم مع إدارة المشفى.. تستطيعين تقسيط
المبلغ.... تدفعين نصفه الان و النصف الاخر
بعد إجراء العملية.....
إلهي إنها ستون الف يورو من أين سأجلب
مبلغا كهذا...انا بالكاد أسدد فواتير الكهرباء
و الماء و الطعام.... لم أستطع شراء حذاء
جديد منذ سنتين...مالذي علي فعله... صاحب
العمل لن يوافق على إعطائي سلفة بهذا. المبلغ
هذا سيحتاج وقتا طويلا حتى أجد سعرا مناسبا
و منزلا جديدا...يا إلهي انقذ أمي لايوجد لي
أحد سواها....
أدمعت عيناها بعجز و هي تحدق بباب الغرفة
المغلق حيث تنام والدتها وراءه بقلب انهكه المړض
ماذا سيحدث لها لو خسرتها... هي لا تعرف أحدا
في هذا العالم سواها... لا أقارب و لا أصدقاء...
يبدو أن والدتها محقة عندما طلبت منها العودة
إلى الوطن...
عادت من شرودها على صوت الممرضة التي
سمحت لها بالدخول و رؤية والدتها لدقائق
قليلة فقط....
دلفت إلى الداخل بقلب ممزق و عينان محمرتان
من شدة البكاء...أمها روحها الثانية تنام بقلة
حيلة على سرير أبيض يدها موصولة بأنابيب
و معدات طبية لم تفقه منها شيئا...
فلتت منها شهقة رغما عنها لتضع يدها على
فمها تبتلع بقية شهقاتها بداخلها حتى شعرت
بكف والدتها الحنون تمسك يدها... لتنتفض
بهلع قائلة بغصة مامي إنت كويس اندهلك
الدكتور....
سعلت هدى قليلا قبل أن تجيبها بصوت متعب
و ضعيف لا يا حبيبتي انا كويسة... مټخافيش
عمر الشقي...
سيلين پبكاء و هي تمسك بيدها كف والدتها
الباردمام الدكتور قال لازم عملية ب 60 الف
يورو... اكملت حديثها باللغة الألمانية مبلغ كبير من أين سنحصل عليه..
سأبيع المنزل... لكن يلزمني القليل من الوقت
و الطبيب يقول يجب أن تخضعي للعملية
في اقرب وقت...
هدى بابتسامة ضعيفة متقلقيش يا حبيبتي
انا حبقى كويسة...متبكيش يا ضنايا كل مشكلة
و ليها حل بإذن الله...
سيلين بدموع أعلم و لكني سأموت إن حصل
لكي شيئ... امي ارجوكي انا لا يوجد لي سواكي
انت كل عائلتي... يجب أن تصمدي من أجلي...
غدا صباحا سأذهب إلى كل مكاتب بيع العقارات
و