السبت 23 نوفمبر 2024

الجزء الثاني من قصة جميلة جدا بقلم الكاتبة ياسمين عزيز الجزء الثاني

انت في الصفحة 1 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

الفصل الحادي عشر من رواية هوس من أول نظرة الجزء الثاني
فصل خاص بسيف و سيلين....
في الجزيرة.....
كانت سيلين ترتب الحقائب إستعدادا للسفر 
و هي تدندن بكلمات إحدى أغاني الأطفال 
التي سمعتها عن طريق الصدفة على اليوتيوب...
لخبطيتا لخبطيتا يومي كله 
يومي مخربط صبح و ليل و مش باينله
كل شي بحياتي عم بأجله 

لخبطيتا لخبطيتا يومي كله
إنتبهت لسيف الذي كان يستند على 
باب الغرفة ويبتسم عليها ضحكت و هي 
تتجه نحوه ليفتح لها ذراعيه و يحتضنها
و هو يقول بتتعبي نفسك ليه كنتي قلتي 
للشغالة و هي هتعمل كل حاجة .
خرجت من حضنه و هي تجيبه نافية 
لا أنا حابة أعمل كل حاجة تخصنا بنفسي... 
انا جهزتلك هدومك خذ شاور بسرعة عشان 
معاد الطيارة.
ضحك بخفوت و هو يراقبها تعود من جديد 
نحو الحقائب... كم تغيرت في هذين اليومين 
أصبحت توقضه بنفسها و تحضر له الفطور 
رغم خۏفها من الأسود حتى أنها كانت في 
بعض الأحيان تنسى بعض الأطباق في 
الاسفل بسبب إستعجالها...تختار له ملابسه 
و أكله أيضا و منعت عنه شرب القهوة أكثر
من مرتين في اليوم لأنه كان مدمنا عليها 
و أجبرته أيضا على شرب العصائر الطازجة....
سار ليجلس بجانبها و يبدأ في تنظيم 
الملابس معها لتمنعه و هي تأخذ القطعة من 
يده هاتفة باستنكار حبيبي يلا عشان 
هنتأخر...أنا خلصت ترتيب الشنط فاضل 
بس دي و كمان لبست هدومي...
عبس سيف و هو يستلقي على الفراش 
قائلا بتذمر 
مش عاوز أرجع مصر...إيه رأيك نقعد 
أسبوع كمان .
وضعت آخر قطعة ملابس ثم أغلقت الحقيبة 
پعنف لترد عليه 
مستحيل...حبيبي انا اصلا بستنى اللحظة 
اللي هودع فيها الجزيرة دي و بدعي إننا منرجعش
هنا ثاني...
إتكأ سيف على ذراعه متسائلا 
بالعكس المكان هنا حلو اوي... هادي و مفهوش
زحمة و ناس كثير.
سيلين تعلم أن سيف يحب هذا المكان 
كثيرا لأنه بعيد عن عائلته التي لطالما أذته 
و أنه يريد قضاء ما تبقى من حياته هنا 
معها لتتنهد بأسف عليه و هي تجلس 
بجواره قائلة 
على فكرة أنا عارفة إنت ليه بتحب المكان 
داه...بس مينفعش نقضي حياتنا كده لوحدنا 
و بعيد عن الناس...
وضع سيف رأسه فوق ساقيها ثم ډفن وجهه 
في بطنها مغمغما بأسى 
و إيه فايدة الناس في حياتنا... أنا مشفتش 
منهم غير الأذية .
أومأت برأسها بإيجاب و كأنه يراها مجيبة 
بص أناعندي فكرة حلوة أوي...بخصوص 
عيلتك... أنا عارفة إنهم أذوك كثير و إنت 
مش قادر تعملهم حاجة عشان جدك دايما 
بيمنعك و كمان مش عاوز توسخ إيدك بدم 
أهلك رغم إنك قادر في ثانية واحدة إنك
تمحيهم كلهم من على وش الدنيا كلهم...
تراجع سيف إلى الخلف مقطبا جبينه باستفهام 
و قد جذب إنتباهه حديثها ليستفسرها مطالبا
بتوضيح أكثر 
سامعك يلا .
إبتسمت سيلين ثم بدأت تسرد له خطتها قائلة 
بص يا سيدي أهم خطوة هي إنك تراقبهم كلهم 
و تعرف كل أسرارهم اللي مخبينها عن بعض 
عشان تستخدمها ضدهم بس من غير ما تبين نفسك في الصورة.. إنت كل اللي عليك تخطط و هما ينفذو 
باختصار هما بإيديهم اللي هيدمروا بعض 
مثلا شوف يمكن واحد منهم بيخون مراته مع 
السكرتيرة بتاعته زي ما بيعملوا في الأفلام 
او متجوزها عرفي...توقفت عن الحديث و هي 
تمط بشفتيها ممثلة الأسف قبل أن تستأنف 
ثرثرتها من جديد حرام مراته لازم تعرف
شوف كمان يمكن طنط إلهام زي ما كانت بتسرق 
الصفقات من شركتك اكيد بردو بتعمل كده
في شركة جوزها...إنت راقبهم بس و هتعرف 
كل أسرارهم.. أنا متأكدة أنهم مخبيين بلاوي...
فغر سيف فاه پصدمة من كلامها...بينما لا تزال عيناه 
مثبتتان عليها لا تكاد ترمشان رافضا تصديق أن من
تقول هذا هي نفسها سيلين التي يعرفها...إستفاق
من ذهوله بسرعة ليستقيم في جلسته مرددا 
أمام
وجهها 
إنتي فكرتي في الخطة دي إمتى
إبتسمت له بفخر قائلة 
من المسلسلات يا روحي...
تراجع إلى الخلف مهمهما بصوت عال 
مممم ماشي على العموم...فكرتك حلوة 
بس حاسس إنها خطة عيال...
ضحكت سيلين على شكله الظريف و هو يفرك
ذقنه مقلبا عينيه بامتعاض قبل أن تفسر له 
بغية إقناعه 
طب معلش جرب إنت بس أسبوع واحد و لو منفعشتش خلاص إلغي الفكرة كلها...أظن إن إنت مش هتخسر حاجة .
إمتدت يداه ليتلقط ملابسه التي إختارتها له 
ليأخذها معه نحو الحمام معترفا في نفس الوقت 
معاكي حق.. مش هخسر حاجة...و كبرتي 
يا سولي و بقيتي تعرفي تخططي .
غاب عدة دقائق تمكنت خلالهم سيلين من الانتهاء
من ترتيب الحقائب ثم جرتهم بصعوبة نحو الباب 
و نظمت الغرفة و أغلقت الشرفة و الستائر 
ثم توجهت نحو التسريحة لتلملم خصلات 
شعرها و تربطهم على هيأة ذيل حصان كما 
أضافت بعضا من ملمع الشفاه على شفتيها بعد 
أن تعمدت عدم وضع مساحيق التجميل على 
وجهها حتى لا تضايق سيف...
إلتفتت نحوه بعد أن سمعت صوت باب الحمام 
يفتح لتتوجه نحوه مباشرة لتعطيه المعطف 
و تساعده على إرتداءه قائلة بخبث فغايتها 
هي إستفزازه فقط 
ماما وحشتني اوي...و ياسين كمان وحشني 
جدا القرد.... ياترى أخباره إيه
و بالفعل كما توقعت.. أمسك سيف يدها التي
كانت تضعها على كتفيه بقوة ليجعلها تسير حتى 
أصبحت أمامه... إندهشت سيلين و رمقته بقلق 
عندما قابلها وجهه الغاضب و عيناه اللتين
أضحتا جمرتين مشتعلتين قبل أن يأتيها صوته 
الحاد محذرا 
متخلينيش أغير رأيي و أحبسك هنا بقية 
عمرك .
ضمت شفتيها حتى لا ټنفجر ضحكا رغم 
خۏفها من مظهره الغاضب لكنها لم تدر 
لما شعرت بالأمان الشديد بوجوده معها 
لتكمل تمثيلها قائلة 
بس هما فعلا وحشوني...ماما و ياسين 
و طنط سميرة و....كلاوس.
صړخت پألم عندما شعرت بيدها تكاد 
تتفتت بسبب قبضته التي إشتدت على 
يدها لتهتف بنبرة مرتفعة حتى توقف
جنونه 
بهزر و الله...سيف عشان خاطري إهدأ.
أغمضت عينيها عندما إرتطمت بصدره 
لكنه أمرها 
إفتحي عنيكي و بصيلي .
كانت ستتحدث لكنه وضع إبهامه على 
شفتيها ليمنعها قائلا بأنفاس عالية من 
فرط إنفعاله فهي أوقدت ڼار غضبه 
بعد نطقها لإسم كلاوس 
ششش....أنا عارف إنك كنتي عاوزة 
تستفزيني بس ياريت تكون آخر مرة 
عشان أي إسم راجل هتنطقيه على لسانك 
أنا.... هقتله...إنت تحبيني أنا و بس و تفكري 
فيا لوحدي أي حد ثاني تنسيه خالص مفهوم .
تحدثت محاولة تهدأته 
حاضر أنا بس كنت بهزر. 
اجابها بغيرة واضحة 
هزري في أي حاجة ثانية إلا دي...
خيرت الصمت لأنها تعلم جيدا أن أي حجة 
ستقدمها له لن يقتنع بها... لا يهمه إن كان 
ياسين طفل صغير أو أن كلاوس هو حارسه 
الخاص... تجزم أن المسكين لا يعرف حتى ملامحها
جيدا و يميزها من صوتها فقط هو و باقي الحرس
في القصر...كيف ستفسر لرجل يغار حتى من والدتها 
التي أنجبتها تنهدت و هي ترفع رأسها نحوه لتجده 
مازال ينظر لها بملامح حادة لتبتسم رغما عنها 
في محاولة أخيرة لتهدأته..حاوطت خصره بذراعيها
لتندس في أحضانه ممرغة وجهها في صدره 
كقطة صغيرة و هي تغمغم بدلال 
أنا بحبك اوي...
بقيت عدة لحظات تترقب إحتضانه لها حتى 
شعرت بيديه تربتان على كتفيها لتغمض عينيها 
باستمتاع بينما إرتسمت على شفتيها إبتسامة 
إرتياح...فجأة علا صوت هاتفه ليقطع إنسجامهما
لتتراجع سيلين للخلف مبتعدة عنه لكنه رفض
محتفضا بها بين يديه ثم سار بها نحو الحافة من الفراش ليأخذ هاتفه... 
نظر نحو الشاشة برهة من الزمن قبل أن يتمتم
دون أن يجيب عليه 
داه كابتن الطيارة بيتصل عشان إتأخرنا .
طب يلا خلينا نمشي أنا جهزت كل حاجة . 
هتفت سيلين تحثه على المغادرة خوفا 
من أن يغير رأيه
بسبب مشاكستها له و 
هي تخفي رغبتها في الضحك ...
ليلا و بعد ساعات طويلة....
توقفت سيارة سيف أمام مدخل الفيلا 
ليترجل منها سيف و هو يحمل سيلين التي 
غفت من شدة تعبها... 
دلف للداخل متجها نحو جناحهما ليضعها على 
الفراش ثم غير لها ملابسها حتى تستطيع النوم
براحة قبل أن يدلف هو أيضا إلى غرفة الملابس 
ليغير ثيابه و يعود ليتمدد بجانبها....
في الصباح إستيقظت سيلين قبله...إحتاجت 
عدة دقائق قبل تستوعب انها قد عادت اخيرا 
لمصر..قفزت من سريرها و هي تشعر بالسعادة 
تغمر قلبها فأخيرا ستسطيع رؤية والدتها التي
إشتاقت لها كثيرا... 
ضمت شفتيها فجأة بتذمر بعد أن تذكرت وجود
سيف بجانبها و الذي بالتأكيد سيغضب 
كثيرا منها إذا إستيقظ و لم يجدها بجانبها... 
تأففت من غيرته المزعجة التي فاقت كل
الحدود ليته فقط كان رجلا طبيعيا كسائر 
الرجال... 
عادت لتجلس على الفراش بجانبه و تبدأ 
في إيقاضه بهدوء لكنها قبل أن تضع يدها 
على كتفه ترددت قليلا و هي تدير عيناها 
بأرجاء الغرفة بحثا عن شيئ ما...
ففي كل صباح هو يوقضها بطريقة رومنسية 
لأنه في أغلب الأحيان يستيقظ قبلها...عبست 
بعد أن فشلت في إيجاد أي ورود لتلتجأ للخطة
البديلة.
سارت على أطراف أصابعها نحو غرفة الملابس 
بالخجل من الظهور به أمام سيف لكنها أقنعت
نفسها بأنه زوجها و ان من حقه رأيتها بهذه 
الملابس المغرية... 
رمت المنشفة بعد أن تأكدت من تنشيف شعرها
جيدا و قد ساعدها في ذلك حرارة الغرفة..
توجهت نحو التسريحة لتملأ وجهها بمساحيق
التجميل حيث وضعت كحلا أسودا أعطى لعينيها 
الزرقاء نظرة جريئة و زينت شفتيها بلون أحمر 
داكنا ثم رشت عطرها ببذخ حتى سعلت...
وضعت القارورة أمامها ثم إلتفتت نحو الفراش
حيث كان سيف لا يزال نائما يبدو أنه تعب كثيرا 
ليلة البارحة لهذا تأخر في النهوض فهو من عادته
الاستيقاظ باكرا حتى لا تفوته صلاة الفجر ثم 
يتدرب لساعة كاملة و أحيانا أكثر و بعدها يعود إلى الجناح حتى يستحم و يوقظ سيلين 
لتحضر لهما طعام الإفطار فهي وعدته بذلك 
و كم كانت تلك المهمة صعبة...لذلك إلتجأ
لإعتماد الطرق الرومنسية ....و قد نجحت معه 
دائما....
اووف مش لاقية حتى وردة بلاستيك في الاوضة 
دي . تمتمت و هي تتحرك نحوه لتجلس
أمامه و تبدأ في إيقاضه برقة....
سيفو...حبيبي...يلا قوم وحشتني....
غمغم سيف بنعاس و هو يرفع ذراعه 
ليسحبها نحوه 
إنت إيه اللي قومك من جنبي تعالي ...
تحركت سيلين حتى تمنعه لكنها لم تستطع 
لتجد نفسها ملتصقة به تحت الغطاء...تحركت
بتذمر و هي تتذكر فستانها الذي سيفسد 
إنت بتعمل إيه سيبني انا مش عاوزة 
أرجع أنام...
أرخي يده قليلا ثم أدخل يده الأخرى تحتها 
و شبكهما معها رافعا بجسدها إلى الأعلى قليلا
حتى أصبحت فوقه قبل أن يفتح عينيه 
قائلا بشكوى 
بس أنا عاوز انام...أصلي تعبان أوي و راحتي 
في قربك .
مما جعل سيلين تتوقف عن الضحك و تنظر له
بترقب و هو يحرك حاجبيه بخبث قائلا 
وقعتي يا قطة.
بادلته نظرات جريئة و هي تجيبه مركزة
بنظرها على شفتيه 
أحلى وقعة .
بهت سيف من كلامها رغم انه بدأ يتعود قليلا على 
جرأتها و قد
أعجبه ذلك كثيرا.. أخفض بصره 
قليلا نحو فستانها ثم أردف بإعجاب 
مممم داه إحنا جاهزين كمان .
شهقت سيلين و توسعت عيناها بعد أن فهمت 
مقصده لتحرك رأسها برفض قائلة بارتباك 
و هي تبحث عن حجة ملائمة 
لالا...أنا... انا جعانة.... أيوا يلا خلينا ننزل
عشان نفطر مع بعض تحت.
إبتسم سيف عليها فهو يعلم بأنها قد إستيقظت 
باكرا حتى تتجهز للنزول لترى والدتها التي 
إشتاقت لها كثيرا و يعلم أيضا أنها قد تعمدت 
إرتداء هذه الملابس الجميلة لإرضاءه 
فهي تخاف أن يغضب منها بسبب غيرته
المفرطة...لكن الشيئ الوحيد الذي 
لازال يشغل باله و يقلقه كثيرا هو جهله
إن كانت تحبه بصدق أم لازالت مجبرة عليه 
لذلك تسايره و توهمه بأنها سعيدة معه 
و حتى لو فعلت ذلك أليست هذه هي غايته
الوحيدة أن تبقى معه إذن لما يهتم.. 
لكنه يريدها عن طواعية و ليس رغما عنها ..
تنهد بضيق بسبب تلك الفكرة المقيته 
و تجهمت ملامحه لټموت تلك اللمعة التي 
كانت تشع في عينيه منذ قليل ... 
إنقلب ليتمدد على ظهره غير منتبه لسيلين
التي شعرت بتبدل حالته

انت في الصفحة 1 من 9 صفحات