رواية جديدة كاملة بقلم الكاتبة ايمان حجازي
الفصل الاول
حينما يتغلغل الشړ داخل النفوس ولم يرحم تلك القلوب الضعيفه.... دائما ما يوجد هناك مخرجا...
الغردقه...
بعد حلول الثانيه عشر منتصف الليل اطل القمر بنوره لينير قلب الظلام علي الامواج الهادئه وهي وحركه حول المركب الصغير الذي سكن عرض البحر والذي كان خاصا ب فاروق الفداء.....
فاروق الفداء.. رجل في منتصف الأربعينات من العمر ذو جسد ضخم عريض وعيون بنيه وكذلك شعر بني وذقن مستديره حيث كان في غايه الوسامه مع ملابسه الانيقه الفاخره من انقي واغلي الماركات العالميه.. كان يجلس علي كرسي وثير يتوسط سطح المركب الكبير ودلو صغير ملئ بالثلج وطبق صغير من الطعام وكان ينظر الي البحر امامه في شرود تام ..
روز قاسم فتاه في منتصف التلاثينات من العمر عيون رماديه ذو بشره نرجسيه وشعر احمر قصير كانت تمتلك كل مفاتن الانثي الناضجه التي تذيب اي رجل يتحداها
فاروق عرفتي ايه قولي كل حاجه
روز الفايل ده فيه كل اللي انت محتاجه حاليا هي في شقه في المعادي عنوانها موجود فيه ومن مراقبتنا ليها الفتره اللي فاتت لقيناها بتتردد علي مركز صحي بأستمرار ومش عايزه اقولك احنا عرفنا ايه عنها تاني بجد هتتفاجئ
بقلم إيمان حجازي
إيمووو
في مكان اخر داخل شوارع مدينه المعادي المزدحمه افاقت من شرودها علي اصوات كلاكسات السيارات وهي تحثها علي السير والتقدم للأمام لتسيير حركه المرور.. قادت سيارتها وذهبت الي المركز الطبي المعتاد.. ازدادت حالتها سوءا كل يوم تزداد اكثر من اليوم السابق تتحامل وتتحامل لكن لا تدري الي متي!!.. فحتما سينتهي المطاف قريبا...
دكتوره فيروز !!
لم تستمع إلي صوته حيثما تملكها الشرود فنادي عليها مره أخري يا دكتوره....!!!
فيروز بأنتباه وحرج افندم...!! اسفه يا دكتور اتفضل!! مع حضرتك
رمقها الطبيب بحزن انا مقدر الحاله اللي انتي فيها لكن دلوقت مفيش امل اسف اني اقولك كده... انتي دكتوره وعارفه أن ده قضاء ربنا.. لازم علي الاقل دلوقت تقضي اليومين دول في المركز عشان نقدر نخفف الالم الفتره الجايه وبلاش عند ارجوكي انتي في مراحلك الأخيرة وحالتك صعبه
نهضت من مكانها وخرجت من المكان بأكمله بينما نظر إلي طيفها ذلك الطبيب بحزن ويأس...
إيمووو
في شقه تدل من اثاثها علي الثراء والرفاهيه كانت تجلس بجانب الشباك المطل
علي الشارع فتاه لم تكمل عامها السابع عشر بعد مرام ملامحها تعد مطابقه الوصف للدكتوره فيروز في صغرها شعر بني كثيف حريري طويل وعيون زرقاء بشره بيضاء تمتلك برائه العالم اجمع فدائما كانت لا تحب الاختلاط تقضي معظم اوقاتها في المذاكره وقراءه الكتب العلميه ليس لها اصدقاء او اخوات تتمثل حياتها في والدتها الدكتوره فيروز ووالدها زكريا التي حزنت حزنا شديدا علي فراقه ولكن وجود والدتها معها جعلها تتخطي الامر انطوائيه جدا يتملكها خوف من الناس الجدد برغم الكثير من محاولات والدتها معها ان تخرج من عزلتها تلك.. كانت تطيع والدتها وبعد ذلك لا تعطي للموضوع اهميه ..
اغلقت الكتاب الذي بيديها وتمتمت في ضيقياربي... يا ماما اتأخرتي قوي كده ليه !!
نظرت اللي الخلف فوجدت الباب يفتح فعلمت انها والدتها اتت اخيرا...
أسرعت إليها مرام وتوقفت امامهاماما حبيبتي.... كل ده!! اتأخرتي ليه كده انتي عارفه مبحبش اكون لوحدي..
نظرت لها فيروز في ضعف والم حاولت قدر المستطاع ان تخفيه عنها فهي لم تعلم شيئا عن مرض والدتها ولم ترغب فيروز في أخبارها
فيروز بحب معلش يا حبيبه ماما بس كل الحكايه اني كنت بجيب لك بيتزا ال اللي بتحبيها سخنه من العلبه اللي الفم مباشره
ضحكت مرام علي طريقه والدتها لاسعادها دائما فهي الان لاتملك من الدنيا سواها هي ملاذها الاول والاخير...
نظرت إلي علبه البيتزا بفرحه شديده تسلميلي يا مامتي
فيروز بضحكماشي يا بكاشه .. ها قوليلي
اخر امتحان امته !
مرام لسه بعد بكره
فيروزتمام والمذاكره !
مرام بضيقيا ماما هو انا بعمل حاجه ف حياتي غير المذاكره والكتب !
فغمزت لها والدتها طيب والاكل !
مرام بضحكه سريعه وهي تقضم قطعه من البيتزا اه طبعا اهم حاجه الاكل عيب عليكي !
ضحكوا سويا لبعض الوقت...بعدها شعرت فيروز بصداع شديد وكادت ان تتقيئ دما فذهبت مسرعه الي الحمام كي لا تلاحظها مرام...
كانت تكتم صرخاتها وأهاتها وتتحمل من اجل خاطر طفلتها الوحيده كي لا تراها بتلك الحاله من الضعف والألم..
ادت صلاه العشاء وظلت تدعو وتدعو بدموع منهمره ان يحفظ لها ابنتها من الثعابين المحيطه بها ...ان ينصرها ويمد بعمرها قليلا لكي تجد مخرجا لابنتها مما يبطش بها..... إلي أن غلبها النوم وغفت بمكانها من شده الوهن...
بقلم إيمان حجازي
إيمووو
روز مقولتليش يا فاروق بتفكر ف ايه دلوقت !
اشار فاروق بسبابته موضحا قصدك نويت علي ايه !
روز بسخريه لحقت تقرر !
فاروق مش محتاجه قرار يا زوزه هروح لها طبعا
نظرت لها نظره اشمئزاز وڠضب وقالت ايه هي وحشتك !
أردف في عڼف واضح وكبرياءلازم تعرفي مكانك كويس... انتي تحمدي ربنا اني نضفتك وخليتك سيده الاعمال روز قاسم ولا نسييتي اصلك !!
لتجيبه في الم وغيره شديده منستش اصلي ولا هنساه بس انا بحبك ومستعده اعمل اكتر من كده عشانك يا فاروق...سبت اهلي وجوزي وامي وابني وخواتي وجيت وراك بعد ما غيرت نفسي... بقي ده جزائي ليه مش عايز تتجوزني يا فاروق!
ليجيبها بتعالي بعدما ضحك بتهكماسطوانه كل مره مبتزهقيش صح!! طيب هقولهالك للمره العاشره .. انتي تحمدي ربنا اني بمتعك معايا شويه.. انتي واحده مينفعش تشيلي اسمي اخرك السرير اللي جوه ده... شاطره أوي فيه
نظرت له بجفاء وتهكم وغيرهطب وفيروز !
نظر لها بكل ڠضب لمجرد لفظ اسمهااخرسي...!!!! انتي عارفه انتي ايه وفيروز ايه كويس اوي.. علي الاقل بالنسبه لي فأياكي ثم اياكي تقارني نفسك بيها والا إنتي عارفه
هتخسري إيه ..
ثم تركها وذهب ليتجه بالمركب الي الشاطئ للعوده مره أخري إليها... شعر بأنه أشتاق لها كثيرا ولزرقاويتيها التي تسكره...
بقلم إيمان حجازي
إيمووو
صحت فيروز من غفوتها علي الم شديد وكابوس مزعج.. جلست تفكر قليلا بعدما اخذت الدواء الذي لا يجدي نفعا الا تسكين الالم قليلا ثم اخذت تفكر وتفكر وحسمت امرها ونظرت الي هاتفها وقالت لنفسها مفيش قدامي غير الحل ده يارب ينجح....
وقامت بالاتصال برقم معين وبعد قليل ارتدت ثياب الخروج وذهبت بسيارتها لمقابلة شخصا هاما.....
عادت الي منزلها بعد ان اصبحت الساعه السادسه صباحا فدعت ربها ان يتم ما تخطط له من اجل ابنتها .. قبلت مرام ولكنها جيدا وذهبت الي النوم ...
استيقظت علي صوت ابنتها وهي تهزها بفزع شديد وتعابير الخۏف تعتري أوصالهاماما اصحي يا ماما بسرعه الحقي
فتحت عيونها بهلع واضح وعرق يتصبب منها وصداع دائم اي في اي يا مرام!
مرام پذعر وخوف شديدقومي شوفي مين بيخبط بره!
فيروز وهي تتمني أن لا يكون هو من تخشاه مين !
مرام عمي فاروق
ذهبت الډماء من وجها وتلعثمت وهي لم تعد قادره علي النطق.. ازدادت ضربات قلبها خوفا شديدا وحاولت بقدر المستطاع ان تجمع شتات نفسها وتستعد لمواجهته التي كانت دائما تهرب منها وتعلم انها اتيه لا محاله...
خرجت امامها وخلفها ابتنها التي كانت تحتمي بها...
اهلا!... ازيك يا دكتوره كل ده عشان تفتحي الباب مش عيب كده يبقي عم بنتك واقف كل ده علي الباب !
قالها فاروق ببرود وثقه وهو يقف علي مشرفه باب منزلها لتجيبه فيروز في هدوء مصطنع وهي تحتضن ابنتها عايز اي يا فاروق! انا بنتي ملهاش اعمام ولا ليها صله بيك أصلا!
ليضحك فاروق متهكما ههههههههه مين اللي قال كده !!
ثم نظر الي مرام التي كانت تختبئ وراء والدتها خوفا منه واكمل في نبره حنونه كاذبه معقوله يا مرام مامتك اللي بتقوله ده!! هي معرفاكي ان انا وحش !!..لا يا مرام اوعي تسمعيلها
لكن منعته والدتها وقالت الي مرام بلهجه خوف تأمرها ادخلي اوضتك يا مرام واقفلي علي نفسك
أسرعت مرام تنفذ ما قالته لها والدتها بينما التفتت فيروز الي فاروق وأردفت پغضب شديدمش مكفيك يا فاروق كل اللي عملته...!!! عايز ايه تاني مني ومن بنتي!!.. كفايه بقه كفاااايه .. حل عننا يا أخي أنت إيه معندكش ډم
رمقها فاروق وهو يخبرها بمكنون قلبه لها عملته !! هو انا عملت ايه ! انا اللي قدمت لك قلبي وكل حياتي في سبيل رضاكي وانتي ولا اهتميتي بكلمه واحده ولا حسيتي بيا ولا قلتي مره كلمه واحده ..كلمه واحده بس تريحي بيها قلبي.. وبعد كل ده رحتي اتجوزتي اخويا اللي عمره ما كان هيحبك ربع حبي ليكي .. انا اللي انتي كسرتيه وخليتيه تايهه لا عارف يتجوز ولا يبقي له اولاد زي باقي الخلق لمجرد انه كان بيتمناهم منك انتي!.. انا اللي حتي بعد مۏت جوزك رفضتيني للمره
المليون.. ليه يا فيروز !
نظرت إليه فيروز پغضب وكراهيه هو ايه يا اخي!! .. هو بالعافيه !! مبحبكش يا فاروق ولا عمري هاحبك وفي حياتي مدخلش قلبي غير زكريا....فوق بقه واصحي لنفسك.. وبعدين انت عايز تفهمني انك جاي وبتدور عليا ليل ونهار انا بنتي بس عشان حبك ليا ليه مفكرني غبيه للدرجه دي يا فاروق !!
نظر لها فاروق بأعجاب وأردفعمرك ما كنتي غبيه يا
فيروز..بس خليكي عارفه انتي كل الفرص كانت في ايدك وانتي اللي ضيعتيها
نظرت له في ثقه وتحديمكانتش يا فاروق... هي لسه في ايدي فعلا واعمل اللي انت عايزه.. مش هتطول شعره مني ولا من بنتي ولا من فلوسها ولا حتي اللي بتدور عليه.... وانا وانت والزمن طويل يا فاروق
ضحك فاروق في سخريه وتهكم مرددا زمني انا بس اللي طويل يا فيروز.... انما انتي اعتقد انك اكتر واحده عارفه اخرك لحد امته !!
ارتبكت فيروز وقالت في خوفقصدك ايه !
ليميل عليها وهو يتحدث كفيحيح اﻷفاعي مردفاهو انتي مفكره اني مش عارف بموضوع مرضك وأنك في اخر ايامك يا دكتوره ! انتي معتقده اني مش عارف انك ممكن ټموتي بكره او دلوقت حالا !... طيب انتي محسبتهاش خالص !..معملتيش حسابك بنتك كده كده هيبقي مصيرها في ايد مين !!.محدش قالك ان انا ابقي الواصي الشرعي ليها من بعدك لحد ما تتم 21 سنه!!.. متعرفيش انها هي وكل ما تملك هيبقي تحت ايدي انا!!..
أبتعد عنها وهو يرمقها بتهكم وتحديكان هيحصل اي لو كنتي وافقتي من بدري عليا!!!.... لكن اوعدك يا فيروز من دلوقت اني هعيش بنتك اسود ايام حياتها معايا دا اذا قدرت تعيش وتستحمل فعلا اللي ناويلها عليه بنت زكريا !!
ارتفعت حده جميله عليه واشتدت اعصابها وقالت بكل ما تحمله من كراهيه وبأعلي صوتها الغاضب بررررررررررره اطلع بررررررررررره يا فاروق مش عايزه اشوف وشك تاني ابعد عننا بقه بررررررررررره
فاروق بضحك طالع يا فيروز بس اوعدك هيبقي مؤقتا فقط وراجع تاني ..
اغلقت الباب خلفه وتناولت دوائها واخذت تهدئ من روعها وبعد قليل ذهبت اليها مرام ماما حبيبتي قالك اي يا ماما بتزعقي ليه اهدي يا حبيبتي!!
اخذت تضم طفلتها پبكاء حار وقلب مفطور وبعد مده قالتقومي يا حبيبتي كملي مذاكرتك عشان اخر يوم ف الامتحانات بكره يلا بقه عشان نفوق ل 3 ثانوي وانسي اي حاجه حصلت ركزي ف دراستك وبس
تركتها مرام في حزنحاضر يا ماما
اخدت حماما دافئا وازداد الالم اكثر واكثر تناولت هاتفها وجهزت اوراقها وحسمت امرها واجرت اتصالا وقالت الي شخص ما في الهاتف لازم اشوفك دلوقت مفيش وقت للتفكير اكتر من كده لازم توافق ..
وذهبت بسيارتها لمقابله ذلك الشخص ..
عادت في المساء وجلست مع ابنتها وقلبها ينذف دما علي فراقها وتركها وحدها... نظرت إليها مردده بهمسمرام حبيبتي !
أنتبهت لها مرام في حنو وقلقايوه يا ماما مالك شكلك تعبان قوي هو الصداع ده مش راضي يروح ابدا !
تحدثت جميله بحنان واﻷلم كاد ان يفتك بها حبيبتي متشغليش بالك بيا.. عايزه اقولك كلمه تفتكريها دايما .. ركزي في مستقبلك يا مرام ..اهم حاجه دراستك.. عايزاكي تحاولي علي قد ما تقدري انك تطلعي من العالم الصغير اللي انتي عايشه فيه ده حاولي تندمجي مع الناس وتفهمي تفكيرهم .. تعرفي اللي بيحبك واللي عامل زي الحيه بيحوم حواليكي تعرفي ان احنا عايشين في مجتمع مبقاش فيه خير ابدا.. القوي بياكل الضعيف وانا خاېفه عليكي ف يوم ټتأذي .... مرام خلي بالك من نفسك متديش الثقه غير للي قلبك يرتاح له لاني عارفه انك مش بتثقي في حد بسهوله.. بصي دايما قدامك واعرفي ان مفيش حاجه اهم من دراستك وحياتك.. عايزاكي تفتكريني دايما بالدعاء تفتكري كلامي اللي دايما بقولهولك كل ما تقعي ..
كانت مرام تستمع لها بدهشه وهي
لا تعلم ماذا تعني بحديثها ولماذا في ذلك الوقت تحديدا ثم اردفت بعدم فهم ماما اكيد بوجودك معايا هقدر اعمل اي حاجه !
أزدادت حده والدتها وقالت بعصبيهلا يا مرام اعتمدي علي نفسك.. عيشي جربي مش كل حاجه عليا.. لحد امته هتفضلي خاېفه !
وفي الصباح الباكر استيقظت مرام وجدت والدتها مازالت نائمه فبدلت ثيابها وظنت انها متعبه فتركتها نائمه وذهبت بمفردها الي المدرسه الثانويه لتأديه اخر امتحان لها بالصف الثاني .. في المنزل استيقظت من النوم وقد اشتد عليها الالم بل كان في اسوء حالاته قامت بتناول هاتفها سريعا واجرت اتصالا الي نفس الشخص ...
بعد الساعه الثانيه ظهرا خرج الطبيب من الغرفه وقال الي فاروق الذي اتي المركز الطبي بعدها بقليل حيث علم بتواجدها وبحالتها السيئه حضرتك تبقي مين !
نظر فاروق الي الطبيب وقال انا ابقي من العائله .. اخو جوزها وزي اخوها
ربت عليه الطبيب بحزن للأسف البقاء لله ..
بقلم إيمان حجازي
إيمووو
عادت مرام الي منزلها ولم تجد
والدتها.. تناولت طعامها وجلست تنتظرها كعاده كل يوم تقرأ كتابا بجانب الشباك وظلت في تلك الحاله الي المساء..
في ذلك الوقت كان فاروق انهي كل اجراءات الډفن بدون علم مرام او اي حد فقط قليل من رجاله....
في المساء انتظرت مرام والدتها كتيرا ولم تأتي حتي الساعه العاشره مساءا .. شعرت بقليل من الخۏف حين سمعت جرس المنزل ..من ذلك !! .. فوالدتها لديها مفتاح البيت نظرت من العين السحريه فوجدت عمها وباغتها بدفعه واحده من إحدي .
نظر لها وجدها جالسه علي الارض من الخۏف وبدأت پبكاء ممزوج بهلع واضح
نظر لها فاروق وقال في ڠضب وبصوت مرتفع يلا ادخلي جوه اوضتك متخرجيش منها غير بأمر مني
نظرت له بإرتجاف ولم تستطيع الحركه من الخۏف...
فازدادت حده صوته وصړخ فجأهمش قلت ادخلي جوه !
انتفضت مسرعه الي غرفتها واغلقتها جيدا وارتمت علي سريرها تبكي وتتسأل اين والدتها في حين فاروق قام بالاتصال بالمحامي الخاص بهجهزلي اول حاجه ورق الوصايه يكون عندي بكره الصبح وتجيبه ع العنوان ده ....
وفي اليوم التالي وصل اليه ذلك المحامي والهلع يتملكه من أعلاه لأسفله ما أن رآه فاروق حتي نظر إليه بلهفهجهزت لي كل الاوراق !
انا جيت بنفسي لان في حاجه غريبه حصلت لازم تعرفها
قالها ابراهيم محاميه في قلق والذي اجابه فاروق بنفس القلق والترقب الشديدحاجه ايه انطق !
كل الفلوس اتحولت اختفت من حساب الدكتوره فيروز لحد تاني خالص وللأسف هو الواصي عليها
أردف فاروق بعصبيه شديده وقد احمرت عيناه من هول الصدمه التي يحاول أستيعابهانعم !! انت بتقول ايه !! مين ده وازاي انت هتسعبط !!!!
ابراهيم بتأكيد وخوف والله زي ما بقول لحضرتك كده معرفتش اخد اي اجراء
اشتعلت النيران فاروق ووصلت عصبيته لذروتها وقال بكل ڠضب مين ده..!!!! مين اللي اخد كل حااااجه وازااااي حد يرررد عليا مييييييين !!!!!!!!!
ليأتيه صوت من خلفه بكل هدوء وثقه مرددا........
انا.......
الفصل الثاني
أي سکينه هبطت علي روحي حين ألقيت سلامك اﻷول....
اشتعلت النيران بجسد فاروق ووصلت عصبيته لذروتها وقال بكل ڠضب مين ده مين اللي اخد كل حاجه وازااااي حد يرد عليا مييييييين !!!!!!!
ليأتيه صوت من خلفه بكل هدوء وثقه مرددا
انا......
الټفت الجميع.. المحامي الخاص به ابراهيم الدسوقي ومديره اعماله روز قاسم وهو والحارسان الخاصان به الي ذلك الصوت الذي قطع عنفوانه وصراخه ... نظر له فاروق بكل غل وعداوه والشرر يتطاير من عينيه وهو يهتفوحضرتك تبقي مين !!
تقدم ذلك الشخص بخطوات ثابته داخل المنزل وسحب مقعد وثير وجلس عليه بكل غرور وثقه هاتفا
عبدالله احمد الحسيني ... خليك فاكر الاسم ده كويس عشان هيبقي كابوسك الجاي قول ان شاء الله
نظر له فاروق نظره فولاذيه تكاد تفتك به وبحركه سريعه قام بتصويب سلاحھ بأتجاهه وقام ايضا بألاشاره الي الحارسان الذين معه.. فتقدم الحارسان سريعا بأتجاهه وكاد ان يمسكوا به ويشلو حركته واذ فجأه حدث اقټحام سريع من قبل الشرطه والذين كانو علي علم بكل شئ.....
ابتسم عبدالله ابتسامه نصر في وجه فاروق وتقدم نحو الضابط مرددا وهو يرفع يديه بأستسلام ويشير لفاروق ورجاله اتفضل حضرتك بېتهجم عليا في بيتي ..
حاول فاروق ان ينقذ الموقف حيث أنه لا يعلم جيدا ماذا يجري فهو الي الان لا يفهم اي مما يحدث ومن ذلك الشخص....
تقدم فاروق الي الضابط وقال له بأحترام ورسميه انا اسف يا فندم مكنتش اعرف ..لكن اسمحلي اني اتكلم كلمتين مع الاستاذ عبدالله كلمتين بس يا فندم وبعد كده اتفضل حضرتك خد اي اجراء يعجبك
نظر عبدالله الي الضابط وأومأ له بالموافقه واتجه فاروق الي عبدالله ورمقه بكره وهو يكز علي أسنانه پغضب مكتوم ازاي ! انا عمها ! انا الواصي الشرعي ليها ! ازاي ده حصل !!
ابتسم عبدالله في تحدي وردد بأبتسامه ثقهانت عمها اه..... انما انا ابقي.........
ومال علي اذنه قليلا وهمس ببعض الكلمات التي اشعلت النيران بجسد فاروق وولدت قويه بالفتك به في اللحظه الحاليه غير مبالي بوجود الشرطه ولا من حوله فقط يريد القصاص منه... عاد عبدالله الي موضعه واكمل بنفس ابتسامه التحدي مردفا و كل حاجه بالقانون
نظر له عاصي بتهكم قائلاازاي دي 17 سنه !!
ليردف عبدالله بكبرياء وعنجهيه لا ده بقه مش شغلك واللي انت عايز تعمله اتفضل كل حاجه دلوقت تحت تصرفي يعني دلوقت انا الامر الناهي هنا وبس ومن اللحظه دي تتفضل بره وتاخد الكلاب اللي جايبهم وراك دول معاك ومن غير مطرود والبيت ده مشوفش وشك فيه تاني... ومرام دلوقت بقت بتاعتي مجرد اسمها بس ميتلفظش علي لسانك
نطق فاروق بنبره التحدي ونظره فولاذيه انت كده بتعلن الحړب عليك وانت بتحارب لوحدك وشكلك لسه متعرفش مين هو فاروق ال فداء
أجابه عبدالله بأبتسامته الساخره مفيش حد بيحط نفسه في مكان الا اما يكون عارف ابعاده كويس... يعني عارف انت مين واخرك تعمل إيه ..
ازدادت حده النقاش بينهم
وارتفع صوت فاروق وقال پغضب
اقسم بالله لاندمك علي اليوم اللي اتولدت فيه وعد ايامك الجايه....
سمع صوتهم رجال الشرطه فتدخلوا سريعا لفض النقاش بينهم فبادر عبداللهمتشكر جدا يا حضرت الظابط وياريت مشوفش حد منهم هنا بعد كده خلاص الكلام بيننا خلص
نظر له فاروق وقال پغضب وغل مش اخر مره يا عبدالله
عبدالله بتحدي واصرار اوعدك انا انها مش هتبقي اخر مره
خرج فاروق بجميع من
معه وتبقي عبدالله مع الظابط بمفردهم فردد الظابط موجها حديثه لعبداللهاستاذ عبدالله دلوقت احنا هنحط حراسه تحت البيت عشان لو حصل اي تعرض ليكم مره تانيه
ليجيبه عبدالله شاكرا متشكر جدا يا فندم انا متأكد انه مش هيشيل عينه من علي البيت ومن علينا تحديدا لكن انا عامل حسابي علي كل حاجه ومن بكره الصبح الحراسه تقدر تمشي مش هنكون محتاجين لها مره تانيه
الضابط زي ما تحب دلوقت لازم امشي ولو احتجتني في اي وقت بلغني علي طول
عبدالله تمام يا فندم الف شكر
ذهب الضابط وترك عبدالله بمفرده اخذ نفس عميق واطلقه ببطئ واخذ يستجمع نفسه ويسترجع ما حدث للتو...
عبدالله احمد الحسيني...شاب في اواخر العشرينات من العمر قمحي البشره عيون سمراء جذابه ذات شفاه غليظه شعر اسمر ناعم كثيف يتميز بالوسامه والجاذبيه ذات جسد رفيع يتميز بذكاء حاد تخرج من كليه التجاره بتقدير امتياز كان يحتل المركز الاول دائما كان محط انظار جميع الفتيات من بدايه حياته الجامعه حتي الوقت الحالي حيث يمتلك اسلوب بالحديث ولباقه وعزه نفس وشموخ تجعله محل احترام لكل من يتعامل معه بحث عن عمل كتير داخل مصر كمحاسب ولكن كان دائما يري نفسه اكبر من تلك الاعمال الصغيره... لا يرضيه موضعه كمحاسب صغير في احدي الشركات لذلك كان دائما ما يترك عمله باحثا عن فرصه تجعله يتخطي كل هذه الحواجز... فكان طموحه الأقوي ان يبني جسده ليصبح صاحب شركه أمن عالميه....
استرخي عبدالله قليلا علي المقعد في منتصف ردهه المنزل وهو يتطلع عليه وينظر الي مكان الغرف ثم قام بحثا عنها.....
بقلم إيمان حجازي
إيمووو
دلف فاروق الي مكتبه يلتقط انفاسه بصعوبه بالغه من شده الضيق.. تناول كأسا والثاني والثالث ظل يشرب پعنف ثم القي الكأس علي الارض پعنف مما ادي الي تحطيمه لبلورات صغيره جدا وخلفه روز والمحامي لا يستطيعان الاقتراب منه فهم يعلموا جيدا ما سوف يحدث لهم اذا دنو بالقرب منه ..
نظر لهم فاروق وقال في ڠضب بالغالواد ده يبات عندي النهارده...... مش عايز شمس تطلع عليه غير وهو هنا مفهوووووم يا ابرااااهيم !!!!
ارتفع صوت فاروق متهكما بكره ! بكره دا ايه..!! دا انا كده هروح في داهيه....دول مستنين مني خبر بكره ! اقولهم ايه ! انت عارف هما ممكن يعملوا ايه ! انا كده هكون انتهيت لازم اديهم امر النهارده انت فاهم يا ابرااهيم !!! اتصرف لازم انهي الموضوع ده بأي شكل مهما كان التمن ..
ابراهيم پخوف وقلق مفهوم يا باشا مفهوم بس حاول تطول معاهم المده شويه وطمنهم ان كل حاجه موجوده بس حاول تقنعهم بالوقت
ليردف فاروق پحده بالغه انت عارف ان مفيش تفاهم معاهم انا كده هروح فيها بسبب حته عيل معرفش طلعلي منين !!
اجابه ابراهيم خائڤا اتطمن يا باشا هنلاقي حل
أغمض فاروق عينيه مفكرا سيبني دلوقت يا ابراهيم
اوامرك يا باشا
خرج ابراهيم وتقدمت منه روز تدلك رأسه بلطف وارخت جسده مردده بلين اهدي عشان تعرف تفكر كويس يا حبيبي العصبيه مش هتفيدك بحاجه لازم تروق وتدرس الموقف عشان تعرف هترد عليهم
ازاي......
بقلم إيمان حجازي
إيموووو
كانت جالسه بمفردها في ركن صغير من اركان غرفتها ضامه ركبتيها الي صدرها ودافنه وجهها داخل يديها علي تلك الحاله منذ الامس بدون حركه تنساب دموعها بدون توقف كأنها مغيبه عن العالم لا تعي ما يحدث بالخارج كل ما يحتل تفكيرها هو اين والدتها ! وكيف تتركها وحدها هكذها اين ذهبت!! .... تبكي وتتوقف حتي ذبلت عيناها من كثره البكاء واحتل الصداع رأسها من شده التفكير.....
انتفضت فجأه مع انزلاق مزلاج الباب الخاص بغرفتها ضمت ركبتيها اكثر الي صدرها واغمضت عيناها بشده وهي لا تريد ان تري وجه عمها مره اخري معتقده انه ما زال بالمنزل......
التقي عبدالله بأسره قلبه لأول مره.. وجد فتاه صغيره الجسد ترتدي بنطال جينز وتيشيرت مثل الاطفال وجد فتاه ضعيفه خاېفه تغمض عينيها الزرقاوتين بشده من الخۏف يرتجف جسدها شعرها ينسدل علي ظهرها في تمرد.. رق قلبه علي حال تلك الصغيره اقترب منها وهبط اليها في مستواها وقال في صوت رحيم هادئ....
مرام.....!!!!!
سمعت صوته فأرجتف جسدها قليلا وبدأت تفتح عينيها شيئا فشيئا اول ما رأته.. نظرت الي ملابسه وجدت شخصا يرتدي بدله رسميه انيقه.. ارتفع بصرها شيئا فشيئا الي وجهه ثم الي عينيه ظلت تنظر الي عينيه وهو يبتسم لها بهدوء كي يبث لها الطمأنينه حيث أنه
يعلم جيدا خۏفها من الغرباء....
نظر اليها وجد ايه من الجمال وبرائه الطفوله لا ينظر لها الا كطفله ..طفله بجسدها وملابسها وخۏفها.. طفله بملامحها الرقيقه وعيناها المليئه بالدموع مثل طفل يبكي علي ضياع لعبته المفضله ...
لا تعلم من اي مصدر اتي اليها ذلك الاطمئنان.. ذهب الخۏف منها بقدر بسيط ..ظلت تنظر الي عينيه وهو يبتسم بهدوء ابتسامه ساحره امتلأت عيناها بالدموع مره اخري وتلعثم لسانها ودت ان تنطق... ان تقول اي شئ استجمعت شجاعتها القليله ونطقت بحروف متقطعه وعيون فياضه بالعبرات
ماما.....فين!!!!!...
بقلم إيمان حجازي
إيمووو
كان يجلس حول مكتب اسود من اثاث فخم داخل قصر اشبه بالقصور الايطاليه السوداء يضع قدما فوق الاخري في عنوه وزهو....يرتدي بدله سوداء ذات نظرات حاده قطعه شروده رنين هاتفه برقم يعرفه جيدا حيث لم يكن سوي ميكيس يتحدث معه بالانجليزيه بكلمه ايطاليه
فراند اذهب اليه واذا تأكدت من المعلومات التي بحوزتنا تخلص منه... انه امر سيدي....
اجل ميكيس اخبر سيدي ان كل شئ سيتم علي ما يرام....
فراند.... او منير الادهملقبه فراند صديق لفاروق يعملان معا لصالح منظمه دوليه من تحت الستار كلاهما عبد لرئيس المنظمه ولكن ما حدث بالاونه الاخيره جعل فاروق يفقد ثقته من الرئيس لديهم في حين فراند محل ثقه الي الان فهو قناص مشهور متدرب جيدا له الكثير من الضحايا بأوامر المنظمه عندما يتعلق الامر بمصالحه لايبقي علي صديق ولا حبيب....
بقلم إيمان حجازي
إيمووو
في منتصف الليل كان يجلس بالسياره والهواء يلفح وجهه پعنف من زجاجها المفتوح علي مصراعيه وكانت تجلس بجانبه هادئه نائمه في ثبات عميق نظر اليها والهواء يداعب شعرها المنثور حولها ثم اطلق زفيرا بتنهيده قويه واخذ يسترجع كل ما حدث منذ ان رأي الدكتوره فيروز اول مره....
وقف عبدالله بأنتظار صديقه الدكتور مسعد دكتور صيدلي وصديقه المقرب حيث يقضي معه معظم سهراته بالصيدليه الخاصه به متزوج ولديه طفله ويحب عبدالله كتيرا ويعتبره اكثر من صديق ...
يعني انت مصمم برضه نروح من الطريق ده يا ابني رجلي واجعاني والطريق طويل واحنا بالليل
قالها عبدالله بضيق ممازحا صديقه بينما ضحك مسعد علي حديث
صديقه الذي ينفي عكس ما بداخله تماما...
قال يعني انت بيفرق معاك ليل من نهار دا انت الواحد اساسا عشان يلاقيك ميدورش عليك غير بالليل
عبدالله بضحكوالله يا مسعد اعمل ايه بس كله بسبب الشغل اللي مش عارف اجيبه منين ده.. اهو دلوقت شغال كله بالليل والجاي قد اللي رايح
مسعد بضحك وحيره نفسي اعرف مرتبك ده بيتصرف في اقل من اسبوع ازاي وانت عاذب وياريتك حتي بتاكل اكل زي البني أدمين ..
أجابه عبدالله بنفس نبره الفكاههطب تصدق بالله هتصدق ان شاء الله .. انا شخصيا معرفش مرتبي بيروح فين
ضحك الصديقان معا واكملا طريقهما الي ان سمعا صوت صړاخ وفجأه توقف عبدالله وقال لصديقه بأهتمام
سامع يا مسعد اللي انا سامعه !!
ليجيبه مسعد بقلب ضعيف وخوف ايوه ايوه سامع دول شكلهم قطاع طرق ولا حراميه... بقولك ايه يلا نرجع بسرعه ونمشي من هنا انا مراتي وبنتي مستنييني في البيت
رمقه عبدالله پغضب شديد وشهامه حقيقيهمراتك وبنتك ايه دلوقت انت مش سامع ده صوت واحده انا رايح اشوف في ايخ لو مش عايز تيجي خليك....
ثم تركه وتقدم للأمام مسرعا .. ناداه مسعد وهو يحزم امره قائلا استني يا عبدالله جاي معاك
وازداد صوت الصړاخ بشده....
الحقوني عااااااا ابعد يا ابن الكلب الحقووووني
كان المكان مظلم علي غير ضوء خاڤت من القمر حيث كان في مرحله الهلال فكاد ينير جزءا بسيطا للسير فقط ..
وإذ يروا اثنين من الشباب وسرقه سيارتها ومجوهراتها التي بالفعل تركتها لهم
ولكن لم يسعفوا في فعل شئ إذ وجدوا من يباغتهم فجأه من الخلف و يبرحهم ضړبا
ذهب عبدالله اللي الدكتوره فيروز يطمئن عليها ولكنها ارتابت منه في بادئ الامر وتفهم ذلك جيدا وقال في هدوء..
مټخافيش اطمني احنا جايين نساعدك اتفضلي اركبي..
وبالفعل لملمت الدكتوره فيروز حجابها وجففت دماء شفتاها اثر ضربها من هؤلاء الاوغاد وركبت سيارتها ولكنها لم تستطع التحرك حيث لا تحملها اعصابها ولا يساعدها جسدها علي الحركه فقالت لهم في ضعف...ممكن حد فيكم يسوق لاني مش قادره ..
تقدم عبدالله سريعا وقال باهتمام حضرتك اتفضلي ورا وانا هسوق ..
وبالفعل قاد السياره وذهبوا الي صيدليه مسعد صديقه..
بعد ان اخذت بعض من الادويه جلست تهدي اعصابها قليلا وبجوارها عبدالله ومسعد وبعد بضع دقائق رن هاتف مسعد فقال لعبدالله بصوت هادي انا لازم اطلع للمدام دلوقت خليك مع الاستاذه شويه وراجع فأومأ له عبدالله بالموافقه ..
نظر عبدالله الي الدكتوره فيروزوقال مطمئنا احسن
دلوقت يا استاذه !
أبتسمت فيروز في امتنان شديد الحمدلله انا مش عارفه اشكرك ازاي يا استاذ عبدالله علي اللي عملتوه معايا مش عارفه من غيركم كان ممكن يحصل ايه !
رد عليها عبدالله بود وهدوء لا شكر ع واجب يا استاذه ده واجبنا احنا عندنا اخوات بنات برضه وبنخاف ربنا....
ابتسمت في هدوء له وقالت انا دكتوره فيروز مش استاذه
ابتسم عبدالله وردد ماشي يا دكتوره.... تشرفنا
لتجيبه الدكتوره فيروز وهي تنهض الشرف ليا انا....دلوقت المفروض امشي متشكره للمره التانيه يا استاذ عبدالله
قال عبدالله وهو يحذرها العفو يا دكتوره لكن ياريت متمشيش ف الشوارع دي تاني
لا ليل ولا نهار الشوارع دي مقطوعه ويا عالم اي اللي بيحصل فيها كل يوم ..
فيروز انا عارفه لكن صدقني كنت مضطره حكايه طويله يعجز شرحها
عبدالله حمدالله علي السلامه مره تانيه وخلي بالك من نفسك
صافحته فيروز بإحترام ان شاء الله ....
داخل المركز الدولي المشهور لامړاض القلب يدلف شاب بسرعه شديده وخلفه شاب اخر حاملين رجلا مسنا الي داخل المركز في حاله من الذعر جاليه علي الجميع ليصرح الشخص الذي معه ...
دكتور يا خواننا حد يلحقنا !!!
الټفت له الدكتوره فيروز اذ تعرفت علي الشخص فور رؤيته وذهب مسرعه بالاوكسجين اليه وطلبت من الممرضه تجهيز الغرفه سريعا للحاله وذهبت اليه هي وبعض من الاطباء في المركز....
وقف عبدالله ببدلته الرسميه بالخارج مع اخيه محمد الذي كان يرتدي رداء مثل بلدان الارياف عباره عن جلابيه منتظرين احد من الاطباء يطمنئهم علي والدهم الحاج احمد بعد مده ليست بالقليله خرجت الدكتوره فيروز اليهم وقالت استاذ عبدالله ! ...
رفع نظره اليها وتذكر وجهها ولكن اين ! ظل ينظر لها مرددا بحيره دكتوره ... !!!!
بادرته فيروز فيروز.....
عبدالله بعد ان تذكرها ايوه افتكرتك اهلا بحضرتك يا دكتوره
فيروز اهلا بيك مره تانيه يا استاذ عبدالله
اومأ لها باﻷيجاب فأكملت انتوا تبقوا اي للحاله اللي جوه !!
بادر عبدالله الحديث وقالاحنا ولاده يا دكتوره ممكن نعرف حالته اي دلوقت !
فيروز اوك ممكن تتفضل علي مكتبي...!
ذهبت الدكتوره فيروز وخلفها عبدالله ومحمد في توتر بالغ وخوف مما سوف يعلمون عن حالة والدهم التي ازدادت سوءا
قالت الدكتوره فيروز بتوضيح......
دلوقت حاله الوالد متطمنش احنا محتاجين عمليه قلب مفتوح في اسرع وقت ممكن لكنها مكلفه جدا مش هنقدر ناخد اي اجراء غير بعد سداد المبلغ المطلوب
اسرع محمد بالحديث بعنفوان وعدم تقدير واذا كان يعني الفلوس مش جاهزه في الوقت الحاضر... ايه هتسيبوا الراجل ېموت بقه ولا اي... والله ما هرحمكم أبدا لو ده حصل !!
تحدث عبدالله وهو يهدأ من روع اخيه محمد ولا اي كلمه بعد كده..... اتفضل اخرج انت سيبني مع الدكتوره دلوقت انا هتكلم معاها
خرج محمد وذهب لرؤيه والده فهو دائما متهور علي عكس عبدالله وحكمته...
الټفت عبدالله الي الدكتوره فيروز وبادر طيب دلوقت يا دكتوره مفيش اي طريقه تانيه ممكن نأجل بيها الدفع لحد بس ما تبقي الفلوس جاهزه !
فيروز طيب انت عارف الاول المبلغ قد ايه !
تلعثم في توتر وقال كام !
فيروزاقل حاجه 250 الف غير مصاريف المركز
عبدالله پصدمه وضيق ياااه كل ده طب احنا الارض اللي هنبيعها مش هتجيب ربع المبلغ ده اكيد هنلاقي طريقه تانيه لكن محتاجين وقت
فيروز بأسف للأسف مفيش وقت يا استاذ عبدالله
نظرت اليه بشفقه بعد ان وجدت صمته وملامح الحزن ترتسم علي وجهه وهو في حيره حقيقيه فرددت دون تفكيرانا ممكن الاقيلك حل
نظر لها عبدالله ببريق امل داخلي وهو يسألها اتفضلي يا دكتوره سامعك
ابتسمت فيروز ابتسامه هادئه وقالت انا ممكن اديلك المبلغ.... يعني هدفع انا المبلغ المطلوب هنا للمركز وانت منين ما تحب ترجعه انا موجوده وده اقل واجب ممكن اقدمه ليك بعد ما انقذت حياتي قبل كده
نظر عبدالله اليها في امتنان وشكربجد انا مش عارف اقول لحضرتك اي!! لكن انا ممكن امضيلك علي المبلغ ده لحد ما نجمع المبلغ وانا هرجعهولك شخصيا
ربتت علي يديه قائله في هدوء مفيش داعي انك تمضي علي حاجه
يا استاذ عبدالله انا ليا نظره في الناس اللي بتعامل معاها واظن انت مش محتاج اعرفك كويس ..
ثم ناولته ورقه صغيره وقالتده الكارت بتاعي اتفضل... فيه تليفون البيت....وتليفون المركز هنا والعنوان ده
أخذه عبدالله وشكرها مره ثانيه في امتنان شديد وقالت
دلوقت احنا هنقوم نجهز للعمليه زي ما قلت لك مفيش وقت ..
افسح لها المجال وشكرها مره اخري وذهب كي يخبر اخيه
بعد عده ساعات خرجت الدكتوره فيروز واسرع اليها عبدالله في لهفه وقال طمنيني يا دكتوره ايه الاخبار !
فيروز اتطمن يا استاذ عبدالله العمليه نجحت ووالدك دلوقت ف العنايه كلها 24 ساعه ويفوق
شكر ربه علي الاطمئنان علي حاله والده
الټفت اليها في اسف وقال اسف ..
همت بالذهاب فأسرع اليها بالحديث
مرددادكتوره... حضرتك محتاجه وقت قد اي علي ما ارجع الفلوس!!
فيروز قلت لك يا استاذ عبدالله الوقت قدامك مفتوح وكمان لو كنت محتاج الفلوس دي اعتبر ان مفيش خالص يعني اعتبرهم صدقه وانا مسامحه فيهم
اغضبه حديثها كتيرا وقال پحده يسيطه وكبرياء دكتوره لو سمحتي انا وافقت بس لان المبلغ مش موجود دلوقت لكن ده مش معناه انه مش موجود نهائي والامر يتطلب الصدقه زي ما حضرتك قلتي
نظرت له فيروز بأعجاب وقالت تمام لما تجهز المبلغ معاك رقم تليفوني ابقي كلمني
وبعد مرور اسبوعين وعبدالله لم يتصل بفيروز وظنت هي أنه لن يعيد المبلغ مره ثانيه
ولكنها بالمساء فوجئت بأحدا يتصل بها...
الو دكتوره فيروز !!
ايوه اتفضل مين معايا !
انا عبدالله احمد الحسيني محتاج اقابل حضرتك ضروري عشان اسلمك المبلغ
تمام يا استاذ عبدالله هكلم حضرتك بكره واقولك علي المكان والمعاد المناسب
اغلقت الخط واخذت تفكر وكيف انها اسائت به الظن للمره الثانيه واعتقدت انه ذهب هبائا بالمال ولن يعود ..
داخل كافيه مشهور بالمعادي كانت تجلس الدكتوره فيروز مع عبدالله حيث اصر ان يجلسا ليشكرها للمره الاخيره ويتأسف علي اطاله المده لاسبوعين لكي يحضر المال
مكنش له لزوم يا استاذ عبدالله
قالتها الدكتوره فيروز لعبدالله الذي يجلس امامها...
لا يا دكتور حضرتك ساعدتيني وليكي الفضل في كل اللي حصل لكن الحق حق متشكر جدا للمره الاخيره
اخذت منه فيروز المبلغ وقالت بتساؤل وهي تنظر اليهقولي يا عبدالله انت بتشتغل ايه !
تفاجئ عبدالله بسؤالها وردد والله المفروض محاسب !
ضحكت فيروز ضحكه بسيطه وقالت يعني ايه المفروض !
ليجيبها بثقته المعهودهيعني مش لاقي مكاني المناسب في الشغل اللي قدامي حاليا ...
فدار بينهما الحديث لمده ساعتين لاحظت جيدا فيهم فيروز لباقته واخلاقه وذكائه وحسن تصرفه ومعاملته وحبه للمال ايضا لكن ليس علي حساب الغير ودار في خلدها بفكره تمنت لو تحققت بعدما تأكدت من شهامته وأصله الطيب ...
همت بالذهاب ولكن عندما وضعت قدماها علي الارض واستعدت للنهوض باغتها ذلك الصداع المرير واخذت تتقئ دما .... تغير لون وجهها وذهبت الډماء من عروقها اسندها عبدالله سريعا بقلق شديد لازم نروح المستشفي ضروري دلوقت اسندي عليا يا دكتوره
وبالفعل ذهبوا الي المركز المعتاد لها وتحدث اليها الطبيب عن سوء حالتها وعدم انتظامها ع الادويه فعلم عبدالله مرضها وسوء حالتها وايضا ايامها المعدوده في الدنيا وقف بجانبها الي ان انهت الفحص الطبي واوصلها الي المنزل ولم ينطق بحرف واحد فقط كان ينظر لها بأسي وحزن وشفقه جليه علي ملامحه ..
وفي اليوم التالي ....
دق هاتف
فيروز برقم عبدالله فعرفته علي الفور واجابت
اهلا يا استاذ عبدالله
اهلا ازيك حضرتك دلوقت يا دكتوره
انا كويسه جدا الحمدلله مش عارفه اشكرك ازاي علي وقوفك جنبي امبارح للمره التانيه تقف جنبي.. بجد متشكره
مين اللي يشكر مين بس يا دكتور ده ميجيش اي حاجه في وقوفك جنب والدي انتي انقذتينا كلنا
دا واجبي يا استاذ عبدالله ..
واستمر الحديث لمده دقائق وبعد انتهاء المكالمه
اخذت تفكر مره ثانيه في ما دار بخلدها الليله الماضيه بخصوص ابنتها وحالتها وعبدالله الذي ظهر امامها وبالفعل اصرت ان تتحدث معه في تلك الموضوع ..
وفي اليوم التالي قامت بأجراء الاتصال معه وانتظرت ..
استاذ عبدالله ممكن اقابلك النهارده في نفس المكان الساعه 4 .....
ليأتيها رده عليها بالموافقه وسالها عن هويه تلك المقابله ولكنها رفضت اﻷفصاح عن اي شئ بالهاتف وأجلت الحديث الي موعد لقائهم ...
وفي نفس الكافيه كان يجلس عبدالله والدكتوره جميله
ويتسائل الف سؤال وسؤال لما تريد الحديث معه وعلي تلك العجاله!!.. وما الحديث المهم التي لم تفصح عن هويته بالهاتف واصرت مقابلته ..!!
طبعا اكيد بتسأل نفسك دلوقت انا ليه جبتك تاني بعد ما المفروض كل حاجه انتهت !
قالتها الدكتوره فيروز في نبره هادئه الي عبدالله الذي ارهف اليها السمع وعلامات التعجب تتساقط منه ..واكملت بأنكسار ورجاء انا هعرض عليك عرض واتمني انك تفكر كويس اوي قبل ما ترد عليا ...
نظر لها في ابهام وقال لهاعرض !!! ... طيب اتفضلي
ابتلعت فيروز لعابها واخذت نفسا عميقا وبدأت تقص عليه مكنون قلبها وذلك اﻷلم والهم الذي يصاحبها وتحمله دوما.....
وبعد حديث دام لمده ساعه متواصله من الدكتوره فيروز
نظرت الي عبدالله وجدته صامتا لا يعرف بما يجيبها مما زاد من قلقها وخۏفها من رفضه ورددت پخوف وحيره قلت اي يا عبدالله !
نظر اليها في شذر وقال في حيره شديده... انتي عارفه انتي بتطلبي مني ايه !!! انتي بتقوليلي الجنه قدامك بس لازم تعدي اختبار الڼار الاول ... اختبار اي !! ده انتي هترميني في قلب الڼار وعايزاني اطلع منها واروح الجنه قبل ما اتحرق .. مع ان انتي بترميني في جهنم اللي محدش هيطلع منها بسهوله دا لو طلع اصلا......
اغمضت عينيها في اسي شديد وحزن دفينالموضوع محتاج انك تفكر يا عبدالله بص للجانب الايجابي.. كل حاجه مترتبه مش فاضل غير
موافقتك انت بس
نظر لها والحيره مازالت تكسو وجهه اوعدك يا دكتوره اني افكر كويس وارد علي حضرتك
فأسرعت اليه وقالت بتردد في كمان حاجه لازم تحصل معاهم
نظر اليها بتعجب شديد حاجه اي تاني !......!!!!
افاق عبدالله من شروده عندما بدأت السماء تمطر وتساقط المطر علي وجهه فأسرع بغلق الشباك ونظر الي مرام الجالسه بجواره فوجدها ما زالت نائمه......
بقلم إيمان حجازي
إيمووو
دلف الحارس الخاص بفاروق سريعا اليه وهو يقول بأنفاس متقاطعه لاهثه مصېبه يا باشا
أنتفض فاروق من مكانه وهو يبادره حصل اي انطق!!!
مفيش حد موجود ف الشقه نهائي عبدالله ومرام فص ملح وداب
ليأتي الحارس الاخر ايضا سريعا اليه ويقول وهو ينظر خلفه في خوف دب ف أوصاله ويشير الي الباب حيث يدخل فراند وهو مصوب سلاحھ بأتجاه فاروق
ودلوقت جه معاد موتك يا فاروق
الفصل الثالث
واللين باللين... والود بالود...والبادي باللطف تهواه الروح..
في منزل ضخم بالغردقه يدل من اثاثه علي ثراء اصحابه... كانت تجلس في الظلام علي كرسي هزاز وتسترجع ذكريات الماضي وكيف تغيرت حتي الوقت الحاضر كيف تركت والدتها المسنه المريضه والتي كانت سببا رئيسيا بمرضها بعصيانها الدائم وتحررها وانفتاحها علي المجتمع كيف تركت اخواتها الذين دوما كانوا بجوارها وكثيرا ما كانوا يرجونها ان تبقي معهم ولا تستكمل فيما تريد..
مازالت تتذكر ردها عليهماوووف دي بقت عيشه تقرف!! دي حياتي انا وانا اللي اختار اعيشها ازاي زي ما انا مش بتدخل في حياتكم انتم كمان سيبوني في حالي...
كيف تركت زوجها الذي عمل دائما علي اسعادها واصلاحها كان يتمني دوما ان تبقي معه ان تتغير ولو بقدر بسيط ..
ظن ان بعد انجابها لطفل ستتحمل المسؤليه وتعرف جيدا الصواب من الخطأ ولكن هيهات لأحلامه تلك.... كل هذه كانت احلام بالنسبه له بل کرهت كل شئ ابنها وزوجها وعائلتها والقيود التي تربطها وذهب تلهث وراء ذلك الثري التي تعرفت عليه بأحد الملاهي الليليه التي اعتادت عليها عندما طلب منها ان تترك كل شئ وتذهب معه...
لم يأخذ الأمر منها ادني تفكيرا....
وعدها بأن يجعلها سيده من سيدات المجتمع الراقي ولم تكن تعرف انها سوف تصبح اقل من خادمه لديه... ظنت انه سيتزوجها ورسمت احلاما ورديه وخيلت انها ستعيشها معه...
طلبت الطلاق وركلت العيشه الضنك مثل ما تزعم بقدمها وذهب الي چحيم اكبر تتذكر طفها الذي لم يكمل سنواتها الثلاث وهو يبكي وېصرخ من اجل بقائها ولكنها قالت له پعنفانا مش امك يلا ابعد بقه من وشي عندك ابوك اهوه روح وراه مش هو اللي كان عايز يجيبك ...
ظلت تتذكر كل تلك الايام كيف كانت وكيف اصبحت الان تذكرت كل مره طلبت منه الزواج وهو لم يعطيها اي اهتمام بل يعطيها الذل والاهانه وانها فقط من اجل متعته وكيف تفضل عليها وجعلها مديره شركاته التي يستخدمها كغطاء رسمي لاعماله الغير المشروعه والتي تعرفها جيدا بل واصبحت شريكته ايضا تذكرت كل مره تطالبه بأن تطمئن علي عائلتها ولو من بعيد كيف كان يجيبها بالضړب وهو يقول انتي من ساعه ما سبتي القرف اللي انتي كنتي عايشه فيه ده وانتي اتولدتي من جديد يعني متعرفيش غيري انا وبس فاهمه !
نعم فهي بعد كل ما حدث تشتاق اليهم تريد ان تعرف كيف اصبح صغيرها الان هل يشتاق لها والدتها اخواتها كيف هم الان ولكن هي من اختارت وعليها ان تتحمل حريه الاختيار....
قطع شرودها رنين جرس المنزل ارتدت الروب الخاص بها وقامت لتفتح الباب واذا ب....
فاروق!!!!!!
نظر اليها حيث وجدها مازالت نائمه فهي الان تحت تأثير المهدئ....لم تتحمل مرام صډمه مۏت والدتها ولم يكن امامه متسع من الوقت كي يهدئ من روعها ويقنعها بأنها في خطړ ويجب ان تذهب معه اعطاها مهدئ وغطت في سبات عميق مما سهل عليه تحركه في زي عامل نظافه حاملا اياها في شوال وخرج من البوابه الخلفيه للمنزل تمويها من حرس فاروق الذي لم يتركوا مراقبه المنزل بعد....
سرعان ما قاد سياره والدتها وذهب بها الي مكانه اﻷمن......
توقفت السياره داخل فيلا ليست بالكبيره بجوار البحر تتكون من طابقين ذات اثاث من اجود الاخشاب والتحف العالميه...بها حديقه متوسطه الحجم واهم ما يميزها احواض الورود شجرتان كبيرتان ضخمتان متقاربتان نافوره المياه الدائريه وغرفه صغيره ولعل الشئ الذي لفت انتباه عبدالله جيدا هو ارتفاع الاسوار المحيطه بالفيلا.....
اهلا بيك يا عبدالله بيه
قالها رجل يكبره بسنوات كبيره ..ليجيبه عبدالله بهدوءاهلا بيك
ردد الرجل بترحيب وأحترام انا عوض البواب وتحت امر حضرتك في اي وقت ..الدكتوره فيروز الله يرحمها معرفاني كل حاجه اتفضل يا بيه
شكره عبدالله وقام بحمل مرام الي داخل الفيلا وذهب خلف عوض حيث كي يوضح له المكان ويطلعه علي الفيلا جيدا قام بوضع مرام بغرفه من الغرف علي السرير وذهب للتحدث مع عوض......
الأردن
مملكه ابو الروس
باسل ابو الروس
رجل في اواخر الاربعينات ذات اصل مصري روسي
حيث والده مصري ووالدته روسيه اقل ما يقال عن
وحشيته وعدائه انه مندوب الماڤيا الروسيه في البلاد العربيه
سمع باسل صوت حارسه الشخصي ميكيس وهو يقول بلغه انجليزيه ذات لكنه روسيهسنيور باسل .. فراند هنا
قال بالانجليزيه دون النظر خلفه احضره
ذهب ميكيس لتنفيذ امر سيده الذي نظر الي كأسه مناديا روفا
تقدمت اليه من الخلف امرأه شابه في الثلاثينات رشيقه ممشوقه القوام بارده ذات شعر اسود قصير بالكاد يصل الي عنقها تردي ثوبا وحذاء اسود ذات كعب عالي معدني رفيع....
وقفت روفا بجانب باسل وقالت باللغه الفرنسيه تحت امرك باسل
رفع باسل الكأس الذي في يده وقال لها دون ان يلتفت اليها بلغه فرنسيه متقنه ضعي المزيد من واذهبي الي ميكيس
اضافت روفا الخمر الي كأس باسل ثم ناولته اياه قبل ان تسرع الي اسف لتلتحق بميكيس كما امرها سيدها
تاجر الالماس باسل ابو الروس
دلف فراند في خوف شديد من هيبته باسل باشا
رد عليه باسل دون النظر اليه فراند .. تعالي هنا ..
تقدم اليه فراند قائلا كل اللي امرتني بيه تم.. فاروق دلوقت حر ومقدامهوش حل غير انه ينفذ المطلوب....
تناول باسل جرعه من الكأس كويس اني لحقتك في اخر لحظه والا كنا خسرنا اكتر من اللي خسرناه
قصدك هو اللي خسر يا باشا
باسل بأيماءناخد بس اللي هيجيبه ..ومۏته هيكون علي ايدي انا
ثم استدار ونظر له بأمردلوقت لازم ترجع معاه وفي اسرع وقت لازم تديني اخبار بأن الالماس تحت ايديكم ..
حل الليل البارد حيث المطر الشديد وليالي شهر ديسمبر...
فتحت عيناها لتجد نفسها بمكان مبهم بالنسبه إليها فأخذت تنظر حولها وهي تحاول استذكار اي شئ مما حدث إلي أن شعرت شعرت بصداع شديد..
بالطبع فهي لم تتناول شئ لمده يومين خانتها قدماها ولم تستطع التحرك شيئا فشيئا بدأت تتذكر والدتها هل حقا ما سمعت ! هي لم تعد موجوده الان لم تودعها.... لم تراها للمره الاخيره بدأت تتذكر كل شئ وبدأت بالبكاء ويليه الصړاخ.....
سمعها عبدالله من الخارج فأسرع اليها متلهفا مرام ! مرام اهدي مش كده ! مرام اسمعيني الاول مراااام
ازداد صړاخها ومقاومتها له وازدادت حركتها وارادت الابتعاد عنه والتحرك وبمجرد ما وضعت قدماها علي الارض سقطت مغشيه عليها...
نظر لها بأسي وحزن وحملها الي السرير مره اخري واحضر لها الدواء والمحاليل كي يعوض جسدها عن الطعام وجلس بجوارها يحدث نفسه....
انا كان مالي ومال كل ده بس ياربي ! مش عشان حاجتي للفلوس اضيع نفسي بالشكل ده وارمي نفسي في متاهه يا عالم هطلع منها ولا لا لا وكمان هربي اطفال اهو ده اللي كان ناقص فعلا..
ثم جالت بخاطره فكره وقال مبتسما هيحصل اي لو خدت الفلوس اللي معايا دي كلها وهربت وسبت الدنيا تولع مع بعضها
وفجأه اصدرت مرام انين خاڤت منها جعله ينظر اليها واستغفر ربه سريعا اشفق علي حالها واخذ يفكر بكم المأساه التي تمر بها تلك الصغيره وكيف يريد اقرب من لديها الفتك بها وكيف انه الان ملجئها الوحيد فلابد ان يعي جيدا ومن اليوم كيفيه التعامل معها والتعايش بينهم... تركها وقام بتحضير وجبه له من الثلاجه حيث ملأها عوض بجميع ما لذ وطاب من المعلبات والاشربه والفواكه الطازجه ..
وبعد انتهاء طعامه وضع بهاتفه الخطوط الجديده لكي يحادث اهله ويطمئن عليهم وعلي وصول الاموال لهم كي يحققوا كل ما كان يتمني له ولعائلته ويخبرهم ايضا انه سافر ولن يعود الا بعد سنه علي الاقل....وبالفعل تم كل شئ خطط له وذهب في نوم عميق فمو لم ينم منذ يومين ايضا.....
يعني هما دلوقت كانو ھيموتوك !
قالتها روز بخضه وملامح غاضبه الي فاروق حيث اخذ وضع النوم علي بطنه وهي تعمل له ما يسمي ماساج ويحكي لها ما حدث مع فراند ومن معه وكيف نجا منهم.....
ايوه جاله تليفون وهو معايا بعدها قالي انهم محتاجين مني عمليه اخيره لو نفذتها هيلغوا امر مۏتي وبعدين قالي انه هيرجع تاني عشان يقولي اي هي لانه تقريبا رايح للزعيم في الأردن....
ظلت تستمع له روز وبعدها شردت وتوقفت عن الماساج ولاحظ ذلك فاروق ونظر لها في اي يا
روز !
ارتبكت روز مما جال في خاطرها وخاڤت لو تحدثت معه في ذلك فهي تعلم مصيرها جيدا....فأستجمعت شجاعتها القليله وقالت في توتر فاروق..... اصل......
فاروقايوه خليكي واضحه وقولي مالك !
روز انا كنت بستسمحك بس اني اطمن علي اهلي عايزه بس اعرف من بعيد عايشين ازاي والله والله ما هقرب لهم ولا هيعرفوا اي حاجه عني الله يخليك يا فاروق
كفهر وجهه من كثره الغيظ واعتدل في جلسته وعلي صوته بصړاخ وعنفوان مش كنا خلصنا من ام السيره دي بتفتحيها تاني لييييه !!
ثم أمسك بها في ڠضب مضيفا انسي يا روز .. انسي انك كنتي تعرفي حد من هناك اصلا انسي سميه خطاب خالص امحيه من ذاكرتك ومتفكريش ف حاجه غير انك
روز قاسم وبس
واشتد بيديه عليها وكرر سامعاني !! روز وبس
ثم تركها بغيظ وهو يظهر لها مكانها لديه هدخل اخد شاور
رددت في خوف شديدفاهمه .. فاهمه
تركها ودلف للحمام بينما جلست هي علي السرير پألم وقلبهاة
يعتصر من الحزن.... ولكن هي من اختارت...
استفاقت من نومها للمره الثانيه علي صوت زقزقه العصافير والهواء البارد ادي الي رعشه خفيفه بجسدها لتجد نفسها بنفس الغرفه ولكن وبيديها محاليل نظرت حولها وجدت غرفه واسعه بها سرير دائري والذي هي نائمه عليه بالفعل وفوتي متحرك كبير الي حد ما ازدادت دهشتها عندما وجدت نفس الشخص نائم عليه في عمق هو الاخر احتضنت ركبتيها مره اخري كالمعتاد وبدأت بالبكاء ولكن هذه المره بدون صړاخ وتذكرت والدتها وحديثها الاخير معه وكيف كانت تتحامل من اجلها وكم عانت من ذلك المړض اللعېن فانهمرت دموعها بغزاره..... انسابت الدموع من مقلتيها الزرقاوتين وهي تتنهد پألم.....
استيقظ عبدالله علي صوت انينها الخاڤت فذهب وجلس بجوارها فأسرعت وضمت ساقيها اكتر وابتعدت بقدر قليل بعيدا عنه ونظرت اليه بطرف عينيها الدامعه فقال لها مبتسما في حنان انا اخر حد ممكن تخافي منه
ذهبت بعيناها بعيدا عنه فأكمل هو بنفس الود وكمان انا اكتر حد والدتك الله يرحمها كانت بتثق فيه عشان تديله اغلي حاجه عندها وهي انتي
وعند ذكر اسم والدتها زاد نحيبها اكتر فأكمل حديثه بحنان وجديه مرام ! .. الحياه مش بتقف علي حد اكيد انتي عارفه ان كلنا ھنموت ... وافتكري دايما ان دي مش اصعب حاجه هتمر عليكي لسه في كتيير مع كل مرحله في حياتك هتحسي ان اللي قبلها كانت اسهل منها وانتي مفكره انها اصعب حاجه وهترجعي تقولي ياريتني ارجع للمرحله دي تاني واعيشها زي ما كنت عايزه
قالت وهي ما زالت علي وضعها لم تنظر اليهبس انا مخسرتش مرحله في حياتي انا خسړت حياتي كلها ..
تهللت اسارير وجهه حين تحدثت معه وسمع منها ولو كلمات بسيطه اقترب منها قليلا مضيفا لا لا لا بصي كده حواليكي وشوفي اي اللي بيحصل في الدنيا قارني حالتك بحالات بسيطه منتشره كتير حواليكي هتلاقي انك لسه قدامك كتير قوي تعيشيه علي الاقل قدامك حلم والدتك اللي كان نفسها دايما تشوفك مبسوطه وناجحه لو تعرفي هي عملت اي عشانك هتندمي انك بتفكري بالطريقه دي والدتك كان اكبر خۏفها انها تسيبك لوحدك بين ايديك عمك عملت كتير قوي هتعرفيه بعدين بس صدقيني هي معملتش كل ده وضحت كل الټضحيه دي عشان تشوفك كده لو انتي فعلا عايزه تراضيها صلي عشانها واقرأي لها قران كتير وادعيلها وبصي لمستقبلك انتي لسه صغيره وقدامك احلام كتير حققي كل اللي كان ابوكي وامك عايزينه واخر حاجه عشان نفسك عشان تحسي انك عملتي إنجاز ومتشتيش حياتك في حزن علي الفاضي....
استدارت بوجهها اليه وعدلت موضع قدميها حيث اتاها احساس الامان من جديد تجاه ذلك الشخص الذي لم تعرف من اين ظهر لها ونظرت اليه وهي تجفف دموعها انت مين !
ابتسم لها ونظر الي عينيها الزرقاوتين في حنان وقال عبدالله
مرام مره أخري عبدالله مين !
عبدالله بفطنهاكيد مش بتسألي علي اسم والدي فعشان كده هقولك ان انا المسؤول عنك دلوقت شوفي انتي عايزه تعتبريني ايه
مرام بحيره ايوه يعني انت هتفضل
معايا!!!
عبدالله بتأكيد اكيد
ثم نظر اليه بطرف عينه وقال هتتضايقي من وجودي !
نظرت له بطرف عينيها ثم أجابته أيضالا ..
ابتسم وقال لها طيب دلوقت اهم حاجه انك تاكلي وتاخدي شاور وتفوقي عشان لسه في كلام كتير عايزين نتكلم فيه
أومأت له وقالت محتاجه ادخل الحمام وعايزه اشيل دي
واشارت الي ابره المحلول الموضوعه بيدها .. فازالها لها علي الفور واشار الي مكان الحمام الملحق بغرفتها واعطاها ملابس اخري كانت موجوده بالفعل من قبل مجيئهم فشكرته وذهبت مسرعه من أمامه
أستيقظ من نومه علي رنين الهاتف نظر الي شاشته ورجفه قليله دبت في اوصاله عندما ظهر اسم المتصل فأجاب علي الفور...
نعم
يعني مش كفايه نفدت من المۏت كمان ليك نفس تنام!!!
اسف فراند اي المطلوب مني دلوقت !
نص ساعه وتكون عندي ف المكان بتاعنا
اوك حالا
اغلق الخط واطلق زفير بتنهيده ونظر حوله وجدها مغطاه في النوم امامه تركها وذهب الي الحمام وبعد عشر دقائق خرج وذهب الي ذلك الفراند وتركها بالمنزل.....
خرجت بعد ان انعشت جسدها بحمام دافئ هدئ من وتيره اعصابها كان يبدو عليها الضعف وتسير ببطئ حيث فقد وجهها نضارته......نظرت حولها ولم تجده ف ذهبت الي المرأه كي تمشط شعرها ولكن طاقتها الضئيله المتبقيه بجسدها لم تسعفها علي التحكم في حجم وطول شعرها الكثيف....
في ذلك الوقت اطل عبدالله واسرع اليها وقال بحنان انا ممكن اساعدك استني
وهم بأمساك شعرها بيديه ولكنها ابتعدت عنه فجأه وسحبت نفسها وقالت لا شكرا انا هعمله لوحدي
نظر اليها في تعجب من حركتها تلك وابتعد بالفعل وظل ينظر اليها مما زاد
ارتباكها وشرعت بالدموع مما احثه علي الحديث وقالانتي ليه بتعاندي وانتي فعلا محتاجه مساعدتي محدش بيقدر يعمل كل حاجه لوحده !
نظرت اليه فأكمل حديثه طيب ليه خاېفه ! انا قلت لك اني اخر واحد ممكن يأذيكي .. طيب ممكن تجربيني !! حاولي .. تعالي علي نفسك شويه وحاولي تثقي فيا لو لقيتيني مش قد الثقه اختاري الطريق اللي يرحيك وانا عند وعدي ممكن !!
شعرت بالدفئ والأمان في حديثه وقالتبس انا متعودش اطلب حاجه من حد
عبدالله بمراوضه طيب جربي ! حاولي ممكن !!
اومأت له في ضعف ثم ابتسم لها في حنو وبالفعل امسك شعرها وقام بتمشيطه وقال في صوت خاڤت محدثا نفسه ..
بسم الله ما شاء الله اللهم بارك ..
لفت انتباهه طول شعرها ونعومته مما زاد اعجابه به كثيرا كانت اول مره له يمشط شعر فتاه ولكن لم يدري من اين اتي له ذلك الشعور تجاه هذه الفتاه احسها طفلته المسؤوله منها وعليه ترويضها كي تتعلم كيفيه التعامل معه ..
بعد انتهاءه قال لهادلوقتي لازم تاكلي عشان نتكلم بس اهم حاجه الاكل الاول ..
نظرت اليه بعيون دامه وكسره هامسه مليش نفس
فأسرع اليها بأصرارلا ازاي مش ده اللي اتفقنا عليه خالص شايفه جسمك ضعيف ازاي لازم اهم حاجه الاكل دلوقت ممكن يا...... ميمه !
ارتفعت بنظرها اليه وقالت بأستغراب ميمه !!
ابتسم لها بتعجب ميمه الجميله!!!!! ايه وحش ميمه !
مرام بدهشه قليلااول مره اسمع الاسم ده
عبدالله اومال هما بيدلعوكي ويقولولك اي !!
مرام بتفكيرممكن مرمر وساعات ريم
عبداللهطيب هما يقولولك كده لكن انا حاجه تانيه ومن هنا ورايح انتي ميمه..... ميمتي!!
نظرت اليه بإبتسامه فاتره ثم أضاف مره ثانيهاوك خلاص يا ميمه مفيش نقاش تاني هتاكلي يعني هتاكلي .. حاجات بسيطه بس دلوقت تقويكي وبعدين تاكلي اللي بتحبيه انا عارف انك بتحبي الاكل اكتر حاجه
ابتسمت ابتسامه اقوي قليلا مما جعلته ينظر اليها بتعجب شديد وبلهفه غير مصدق ما رأي وبرق عيناه وقال اي ده اي ده الشمس طلعت !! لا لا لا ده القمر.. بصي بصي اي الضحكه الحلوه دي بس !!
فأزدادت ابتسامتها مما اسعد قلبه وقالايوه بقه هو ده خلي النور ينور افتحي الشبابيك..
ثم احضر لها الطعام واكلوا سويا ولكنها لم تستطع ان تأكل الا بضع لقيمات بسيطه وتفهم ذلك ولم يضغط عليها بتناول المزيد فهي الي الان في تحسن وبدأت تعتاد عليه وهذا ما يتمناه.......
كل
ده عشان تيجي مش قلت نص ساعه !!
قالها فراند وهو جالس علي مقعده امام مكتبه عندما سمع الباب يفتح من الخلف..
اجابه فاروق في ذعر وقال والله زحمه سير مش اكتر
فراند پغضب زحمه سير اي دي !! المشوار كله مياخدش ربع ساعه
ردد فاروق پخوف اسف !!
استدار له فراند وقالالالماس اللي انت ضيعته ومقدرتش تعرف هو فين احنا عرفناه
انت عارف كويس انه كان ڠصب عني واخويا خسرته بسبب الالماس ده وكان ممكن اخسر حياتي لكنه اختفي ..
ابتلع ريقه واحس بغباءه وردد معاك حق ! لكن انت عارف اني كنت ناوي ادفع تمنه من ثروته بعد ما تبقي تحت ايدي
ثروته اللي خدها منك حته العيل ده واخد منك برضه بنت اخوك وانت وقفت زي معرفتش تعمل فيه اي حاجه
تصبب العرق منه فهو يعي جيدا انه علي علم بكل شئ ولم يستطع الكذب عليه واكمل فراند بلاش تفكرنا اغبياء يا فاروق ودلوقت انت مهمتك تجيب الالماس ده عشان ننفذ العمليه اللي انت فشلتها بغبائك للمره التانيه
فاروق بتساؤلطيب وهو فين الالماس ده ..!!
اطال النظر اليه بضع لحظات ثم أجابه مع فيروز...........
تركها تبدل ثيابها بغرفتها وذهب الي الشرفه في الهواء الطلق نظر امامه وجد عوض البواب يتحدث مع اثنين من الاشخاص پخوف ووقار يبدو عليهم الهيبه والخشيه يرتدون بدل رسميه ونظارات سوداء فدب الخۏف في اوصال عبدالله واطلق صړيخا عاليا وقال عندما وجد عوض يقوم بفتح البوابه الكبيره لدخول سيارتهم...
لاااااا ياااا عوض...... متفتحش الباب لحد.....
الفصل الرابع
والروح وجدت من يشبهها .. فمتي سيجد القلب سكينته...
الماڤيا الروسيه
نشأت في الاتحاد السوفيتي وقطعت شوطا كبيرا في انشطتها ومع قرب اڼهيار الاتحاد السوفييتي قد انضم اليها كثيرا من ضباط المخابرات الروس والخبراء في ل فضلا عن علماء واعضاء سابقين باعوا خبراتهم لتشد شوكه الماڤيا الروسيه........وهاجر معظم اعضائها الي امريكا والمانيا بأستخدام هوياتهم والالمانيه وتشمل انشطتهم تجاره المواد ..
دخل باسل مقر شركته ابو الروس للأماس وخلفه حارساه الخاصان ميكيس و روفا حتي وصلوا الي غرفه مكتبه الخاص الواسعه ذات الاساس الفاخر والديكورات المبهره ..
جلس باسل خلف مكتبه وجلس ميكيس و روفا علي الكرسيين اللذين امامه استدار باسل بكرسيه نحو الخزانه الموضوعه داخل الحائط المجاور للمكتب وهو
يحدث روفا وميكيس بالانجليزيه كي يفهم ميكيس كلامه لانه لا يجيد العربيه ولا الفرنسيه ساظهر لكما الأن مخطط مهمتنا الجديده!
قال ذلك باسل وهو يفتح الخزانه ثم اخرج منها علبه مجوهرات قطيفه مستطيله ممسكا بها بين يديه في حذر ووضعها علي المكتب امامه وفتح العلبه في حذر وهو ينظر الي ما بداخلها في لهفه وتشوق قائلا ...
وقف ميكيس و روفا في مكانهما وانحنيا نحو العلبه قليلا كي يستطيعا رؤيه ما بداخلها وعندئذ شاهدا سلسله يد خفيفه صغيره الحجم جدا يوجد في منتصف كل ماسه من الاربع ماسات حلقه صغيره مفقوده .. اطل من عيني باسل بريق عجيب وهو يتأمل بريقها اللذي انعكس في عينيه وهو ينظر اليها قائلا في نشوه وزهو ..
كل واحده منها قادره علي احداث تفجير بحجم .. ولكنها المفقوده
تبادل ميكيس و روفا النظر لبعضهما ثم عادا ينظران اليها في انبهار الي الماسه وقاطعه ميكيس قائلا هذه ماسات ال المفقوده من قبل زكريا اليس كذلك !
اجل ميكيس غلطه حمقاء ارتكبها فاروق بفقداننا غطائها المكمل لها سوار بحجم اكبر قليلا منها يغطي به كل ماسه علي شكل دائري ايضا
ثم تابع وهو ما زال ينظر الي الماسه بأعجاب لقد وضع العبقري الباكستاني زهير صديقي كل خبرته بها تبدو مثل الهواء لا تترك أثرا لها بعد ولا يمكن لأحد رؤيتها أو كشفها.... أنها اسطوره
مد ميكيس يديه وامسك الماسه من باسل بين يديه بنفس الطريقه غير مصدق زهير صديقي ليس بأي عالم عادي.. أنه مچرم عالمي
ضحك باسل في زهو بينما سألته روفا في اهتمام وتري كيف نمر بها يا تري!
نظر اليها باسل في خبث قائلاأقتربي قليلا....
اقتربت روفا نحوه فأخرج من العبله السلسه المعلق فيها الماسات ووضعها حول رقبتها كالطوق....
ثم قال مبتسما في زهو وبرود هكذا ... ولكن مع وجود الحلقات المكمله لها .. وهذه مهمه فاروق الان
نظرت روفا الي العقد في رقبتها مبتسمه ونظر ميكيس اليها ايضا وهو يضحك في انتصار....اللعنه علي ذلك.. يمكننا ان نغزو بها العالم
اشار اليهما باسل محذرا أهم ما في الأمر أن من يحملها لا يثير الشكوك فهي تحتوي علي من نوع خاص يمكن لبعض الاجهزه كشفها.... وهي بدون السوار المكمل لها ولا يمكننا المخاطره..... فقد دفعت بها الكثير جدا..
سألته روفاا بإهتمام هذه من اجل عمليه الغردقه ..
تراجع باسل في هدوء واضعا احدي رجليه فوق الاخري واشعل غاليا وهو يجيبها اجل.......
في ايه يا ابني خضيتيني... هو انت مكنتش عارف اننا جايين...!!
ان مكناش متفقين علي كل حاجه امبارح !
قالها اللواء جلال وهو ينزل من سيارته بكل وقار الي عبدالله الذي اسرع اليه في هلع ظنا منه انهم من رجال فاروق... عندما نزع نضارته تعرف علي هويته علي الفور وهدأ من روعه مرددا بتوضيح يا باشا ما برضه انتم داخلين داخله تخوف الصراحه وانت عارف اي اللي انا فيه ده انا دمي نشف
ضحك اللواء جلال علي حالته المروعه تلكهو انت يعني اول مره تشوفني!!
يا باشا انا معرفش غيرك واول ما بصيت شفت الاخ اللي معاك والنضاره واكله نص وشه مشوفتش قدامي
ضحك الرائد مروان واللواء جلال علي مزحته مضيفا اي مش هنتفضل ولا ايه !!.. وبعدين انا اتصلت بيك كتير موبايلاتك مقفوله
عبدالله بتوضيح يا باشا مش انت اللي قايلي غير كل الخطوط اللي معاك
اللواء جلال طب مش ترن عليا طيب من الرقم الجديد !
عبدالله معتذراوالله يا باشا في دوامه من امبارح معلش نسيت
ربت عليه اللواء جلال ولا يهمك يا عم عبدالله كنت عامل حسابي عشان كده جيت لك بنفسي ويلا ندخل عشان في كلام كتير مهم.....
اللواء جلال الشافعي...
لواء حالي في المخابرات المصريه يبلغ من العمر 50 عاما كان الرئيس المباشر لزكريا والد مرام اثناء فتره خدمته وكان يعتبره مثل ولده وكذلك الرائد مروان حيث كان صديق زكريا ايضا
جلس كل من اللواء جلال والرائد مروان وعبدالله في ردهه الفيلا بالطابق الاول حيث نسمات الهواء البارده يحدث عبدالله الذي كان ينصت له بكل تركيز اولا... فنجان قهوه ضروري يا استاذ عبدالله ولا مش هتضايفنا كمان!!
ردد عبدالله بضحك لا يا فندم ودي تيجي برضه !!..هعمل لكم القهوه بنفسي
اللواء جلال ماعندك يا إبني عوض....
عبدالله لا يا باشا انا قهوتي غير... دقائق وراجع
بعد دقائق عاد عبدالله ومعه ثلاث فناجين من القهوه وناولها لكل منهم واخذ هو ايضا منها ..
بعد ان ارتشف اللواء جلال من القهوء بدأ في حديثهدلوقت مرام نتيجتها طلعت وانا بمعرفتي قدرت اخفي وجودها من المدرسه دي نهائي يعني اي حد ممكن يسأل عليها هيلاقي انها سحبت ورقها من هناك خالص وبكده مش هتروح غير علي الامتحانات بس.. يعني مش عايزين ظهور ليها هناك خالص دلوقت وياريت كمان بره المكان ده المنطقه هنا امان ومحدش يعرف عنها حاجه ولا يتوقع انكم هنا اساسا ..
قاطعه
عبدالله بأهتمام يعني هي هتبدأ من السنه دي مش هتأجل حتي السنه الجايه علي ما تفوق من كل اللي هيا فيه ده !
اللواء جلال لا طبعا .. بالعكس مفيش حاجه هتخرجها من اللي هي فيه غير دراستها والهوايات اللي بتحبها يعني تمارس حياتها اما العامل النفسي ده بقه علي الله وعليك انا عايز دورك انت يبان في الموضوع ده انا عارف ان دماغك كبيره وهتعرف تتعامل معاها كويس لحد ما نوصل للمرحله اللي احنا عايزينها وبعد كده ليك حريه اخيتار حياتك
تحدث عبدالله بأبتسام انا تحت امرك يا فندم وان شاء الله هكون تحت حسن ظنك
انا واثق يا عبدالله والله ربنا وحده اللي يعلم بعد اللي فيروز الله يرحمها حكيتهولي عنك انا حبيتك واحترمتك قد ايه محدش يعمل اللي انت عملته ده
نظر له عبدالله ممتنا الله يخليك يا فندم ده شرف كبير ليا ..
زفر اللواء جلال في هدوء ثم تحدث وقال وهو مشير الي مروان نسيت اعرفك ده الرائد مروان
زي ابني بالظبط وكان صاحب زكريا الله يرحمه وزي اخوه ..
رحب به عبدالله وكذلك مروان وتبادلو ارقام الهواتف ..
ليتحدث مروان مقابلالتنا هتتكرر كتير الفتره الجايه لانه دورك هيبقي مهم معانا ان شاء الله ...
سمعت اصوات بالاسفل ف انزلت بصرها وهي تقف علي اعلي الدرج لتري مع من يتحدث عبدالله واذ وجدت اللواء جلال ومروان فتسمرت مكانها فلاحظها اللواء جلال ونادي عليهامرام تعالي يا حبيبتي محدش غريب
سمعته ينادي عليها فنزلت بخطوات هادئه وثابته وقلبها مرتجف قليلا فأسرع اليها بهدوء قائلا لهااي مالك كده دا انتي طلعتي الاولي بتفوق!! مش ده اللي احنا عايزينه خالص يا مرمر عايزين نشد حيلنا كده اومال
ما أن نظر عبدالله له حتي شعر بضيق خفي كتمه بداخله ولا يدري سببه اومأت له بهدوء وعينين يكسوهما الدموع فقبلها علي جبهتها وقال موجهها حديثه لعبدالله الذي أزداد نفوره أكثردلوقت احنا لازم نمشي وهبقي علي اتصال دايم بيك انا ومروان ان شاء الله يا عبدالله خد بالك من مرام كويس دي اغلي حاجه عندي
نظر لها عبدالله بإيماء ورمق مرام بعطف ثم وجهه حديثه له قائلا متقلقش يا فندم
ودعه اللواء جلال يلا ف رعايه الله
كانت تجلس علي فراشها تبكي وبيدها هاتفها وبين حنين وتردد واشتياق تحاول الاتصال بأحد اخواتها وتمنع نفسها في خوف ولكن حدثت نفسها بأنها فقط ستطمئن عليهم ولا تخبرهم من هي ولن يعلم فاروق بما فعلت وحسمت امرها وضغطت علي بعض الارقام التي تحفظها ظهرا عن قلب وانتظرت الرد.....
الو ... الو .. مين معايا
سمعت ذلك الصوت.. نعم انها أختها الصغيره فحن قلبها وانسابت دموعها ولم تستطع ان تتحكم بربطه جأشها اكثر من ذلك فأجابت في ضعف وبأصوات متقطعه
امل .. ازيك يا امل .. وحشتيني اوي .. ماما عامله ايه واخواتك وابني...
هو انتي !! .. اي اللي فكرك بينا يا سميه ! ولا نقول مدام روز قاسم
طمنيني يا امل الاول وسيبك من الكلام ده
اطمنك علي ايه وعلي مين .. علي ابنك اللي ماټ ولا امك اللي عندها القلب والضغط والسكر وبين الحيا والمۏت وكل ده بسببك ...
نزل الكلام علي مسمعها كالصاعقه وهي لم تستوعب ما حدث .. احقا !! احقاا ماټ صغيري ! لماذا ! ااااااه يا الهي.....
جايه دلوقتي ټعيطي يا سميه للأسف متأخر قوي .. متأخر اوي يا سميه .. ياريت متتصليش تاني ..
وفجأه اغلطقت الخط تاركه سميه في صډمه اذهبت بعقلها واطلقت لدموعها العنان نعم نادمه علي كل ما فعلت لما !! لما تركت اهلها وولدها من اجل ماذا !! من اجل راحتها ومتعتها !! .. ولكن اين هذه المتعه الان هي اشبه بمن وضعها كطائر في سجن كبير وقطع له اذرعه .. ظلت تبكي وتبكي وفجأه جال بخاطرها قرار وأصرت علي تنفيذه...
مش قلنا بلاش دموع تاني !
قالها عبدالله بحنان وهو ينظر الي مرام التي كانت تشرع في البكاء بعد ذهاب جلال ومروان نظرت له وجلست علي المقعد الخلفي وقالت بصوت مخټنق انا مش عارفه ليه بيحصلي كل ده !
جلس بجوارها يهدئ من روعها وبهدوء أردف ربنا ليه حكمه في كل حاجه بتحصل في حياتنا بيمتحن كل واحد فينا ويشوف اخره لحد فين ...
رددت مرام ومازال الحزن يكسوها ونعم بالله
عبدالله مبتسما ايوه كده دلوقت بقه عدي 10 ايام
وفاضل علي كورسات 3 ثانوي اسبوعين بس المفروض نرتب نفسنا ولا ايه!!
رددت بهدوء انا لسه لحد دلوقت مش فاهمه حاجه ولا عارفه هعمل اي وهمشي ازاي !
سألها عبدالله انتي كنتي بتاخدي كورسات !
اجابته ببساطه لا ساعات ماما كانت بتوضحلي حاجات تقف معايا وكانت بتبقي حاجات بسيطه والمذاكره كلها كنت بعتمد علي نفسي مش بحب تجمع الكورسات والزحمه دا غير ان ماما مكنتش بتوافق تجيب مدرسين البيت وانا لوحدي كانت پتخاف
عليا وانا كمان كنت مرتاحه كده
فقال لها مبتسما وبفخر دا انتي علي كده شاطره قوي تطلعي الاولي ومن غير اي حاجه كده
ابتسمت وكعاده الانثي التي لم تستطع كتم مشاعر الفخر بنفسها قائله علي طول علي فكره بطلع الاولي والموضوع مش صعب كل الحكايه محتاج حد يكون حابب اللي بيعمله
ابتسم عبدالله بضراوه مضيفاايوه بقه هو ده المطلوب دا غير كمان يا ستي النت مفيش حاجه مشرحهاش يعني كل اللي هيقف معاكي هتلاقيه علي النت..... وأنا برضه يا مرام
نظرت له مرام نظره طويله ثم اضافت بس أنامش معايا اللاب توب بتاعي ولا كمان جبت الموبايل
عبدالله كل ده سهل جدا اننا نجيبه دلوقت لكن كله يبقي جديد لاني قضيت علي كل حاجه كانت موجوده في الشقه
نظرت له بحيره وتسائل وقالت هو حضرتك ازاي هتعيش معايا هنا كده لوحدنا !
نظر لها بتعجب قصدك ايه !
مرام بتوضيحيعني ازاي هتعيش معايا ! هو يسمح القانون اننا نعيش مع بعض كده عادي لمجرد ان حضرتك الواصي عليا ..!
عبدالله بتوضيح وتفهم اولا انا كل حاجه معايا بورق رسمي يعني انا رسميا الواصي عليكي بأمر من والدتك ثانيا حتي لو مكنش كده ومفيش ورق اه ينفع عادي جدا
مرام طيب ممكن سؤال كمان !
عبدالله بأبتسامه حنونه طبعا !
مرام هو حضرتك كام سنه !
ضحك عبدالله وقال 28 يا ستي
مرام بفضول طيب واهلك فين وسايبهم ليه !
عبدالله كل حاجه هحكيهالك بعدين لكن دلوقت انتي كل اهلي ..
ابتسمت وخفضت وجهها خجلا منه وقالت متشكره حضرتك
عبدالله بضحك انتي بقالك ساعه بتقولي حضرتك حضرتك حضرتك انتي واخده توكيل مع حضرتك ولا اي !
ضحكت بهدوء وقالتطيب اقولك لحضرتك اي وحضرتك اكبر مني بأكتر من 10 سنين
عبدالله بضحك ايه يعني يا ستي لسه معجزتش يعني طبعا بحب جدا الاحترام والتقدير ويمكن دي اكتر حاجه بهتم بيها لكن مش في كل المواقف ولا مع كل الناس ولسه من شويه بقولك انتي دلوقتي كل اهلي انا اسمي عبدالله عادي مش صعب
خفضت وجهها خجلا مره اخري وأومأت بالايجاب....
نظر الي وجهها بأعجاب واخذ يتأمل ملامحمها ويدندن بصوت خاڤت لم يصل لأذنها سبحان الله اي الجمال ده
كانت مرام حقا أيه في الجمال والبراءه ليست كأي واحده رآها من قبل....
رفعت وجهها اليه ونظرت لعينيه وجدته ينظر لها فأزدادت خجلا و قامت مسرعه وقالتهو المطبخ فين !
افاق عبدالله من شروده بجمالها وهو يجيبها ليه جعانه !
مرام وهي تحك برأسها بصراحه اه
عبدالله طيب بتعرفي تعملي اكل ولا بس بتحبيه !
قالت في زهو وفخر بنفسه الا طبعا بعرف جدا كمان انا احسن من احسن شيف علي سي بي سي سفره
عبدالله بتعجب يااا راااجل !!!
مرام بتأكيد اه طبعا .. دائما ف الاجازه كنت انا اللي بعمل وجبات وكل اللي نفسي متعلمتش من اول مره طبعا بس واحده
واحده مره تبقي وحشه مره حلو و ......
اخذت تتحدث عن نفسها كثيرا وكيف هي بارعه بالطهو وتحب ايضا الاكل ظل يستمع لها وهو يطلق صفير قلبه بأعجاب شديد بكل ما تقول هذه الصغيره لمس الصدق والبراءه وطهره القلب من حديثها وايضا ذكائها كم كان سعيدا انها لم تعد خائفه منه بعد واعتادت ولو بقدر قليل علي وجوده وتقبلته معها........
دخل فاروق عليها وجدها تضب اغراضها في شنطه سفر اندهش مما رأي وقال لها في تسائل انتي بتعملي اي يا روز !
بمجرد ما سمعت صوته انتفض قلبها من شده الخۏف واستدارت له بخشوع وتوسل ودموع منهمره ابوس ايدك يا فاروق خليني اروح خليني بس اطمن علي والدتي بټموت وابني ماټ يا فاروق وانا مشفتوش مش عايزه امي ټموت وهي غضبانه عليا ارجوك عايزه اشوفها لاخر مره واوعدك اني هرجع والله العظيم هرجع لك تاني علي طول
ما أن أستمع فاروق حديثها حتي تطاير الشرر من عينيه وتحدث كالبركان الثائر وقال مجردا اياها من شعرها يعني كلمتيهم يا روز ! يعني عصيتي اوامري ليه يا روز ! عايزه ترجعي لاصلك الۏسخ !!
وارتفعت نبره صوته پحده وقسوهردي عليا كلمتيهم ليه ..!
ارتجفت اوصالها ودب الخۏف في اعماقها ولم تستطع النطق أو التفوه بأي حرف...
انهال عليها
تركها وذهب الي حديقه فيلته الصغيره واخذ يتأملها جيدا اعجب كثيرا بأحواض الورود الثلاثه وما بها من جميع الالوان ومختلف انواع الورود والروائح العذبه تداعب انفه اخذ يتنقل وهناك ويلامس الورود بطرف يديه .. واستدار علي يساره ومضي قليلا وقال محدثا نفسه....
الشجر ده كبير قوي بس شكله حلو وعامل منظر جميل مظلل علي طول
وخطرت بباله فكره ونوي علي تنفيذها ثم ترك الحديق وذهب الي مرام....
هاا يا ميمه عملتي ايه بقه !
ابتسمت قليلا وأجابته هو انت لسه مصمم علي ميمه ده !
عبدالله بإصرار اه طبعا مفيش تنازل خلاص دا حتي لايق عليكي ..
مرام ماشي ميمه ميمه مقلناش حاجه
ثم اشارت الي الفرن وقالت دلوقت
انا عملت رقاق باللحمه وبطاطس هتعجبك علي فكره
ابتسم بخبث طيب اما نشوف
وذهبوا الي السفره الصغيره ووضعت عليها الطعام و تظاهرت بأنها سوف تأكل ولكنها في الحقيقه منتظره ابداء رأيه في ما صنعت اولا واخذت تنظر اليه .. وضع قطعه من الطعام في فمه وسرعان ما استشعر بمذاق ممتاز يدل فعلا علي جمال ما صنعت وعندما نظر اليه وجدها تنظر اليه فعلم جيدا انها منتظره ابداء رأيه فتظاهر ان الطعام ليس بجيد
عبدالله بخبث ايه ده !! ميه ميه بسرعه كح كح..
ناولته المياه سريعا وعبث وجهها وڠضبت فهي كانت منتظره ردا غير ذلك.....
سرعان ما رأي عبوث وجهها فأنفرط في الضحكمش قادر ! هههههههههههههه
كلما ضحك كلما زاد عبوثها وڠضبها الي ان نهضت من علي مائده الطعام فاستوقفها ممسكا بيديها استني بس والله بهزر معاكي
فتوقفت واستدارت له قائله پغضب برئ يعني ايه !
عبدالله بأعجاب يعني انا عمري ما كلت رقاق باللحمه بالطعامه دي بجد تسلم ايدك يا صغنن
قالت بتعجب وتبرم صغنن ! .. هو احنا مش خلصنا من ميمه هندخل علي صغنن كمان !
ايوه طبعا صغنن اومال انتي كبيره يعني بميكي ماوس اللي انتي لابساه ده
اولا ايوه انا كبيره يعني كلها شهر
وابقي 17 سنه ثانيا ميكي ماوس ده مش معني اني لابساه ابقي صغنن وطفله بقه وكده ثم اني اساسا مش عندي هدوم محدش جابلي لسه حاجه
عبدالله بمهاوده شويه بس وهنبقي نخرج انا وانتي ونجيب كل اللي احنا عايزينه بس مش دلوقت المطلوب دلوقت نجيب لك لاب توب وموبايل ونشغل النت ونشوف مذاكرتك هتمشي ازاي مش عايزين نضيع وقت
اوك ماشي بس ممكن طلب كمان جنب الحاجات المهمه اللي هتيجي !!
عبدالله بحنان اتفضلي !
مرام برجاء ممكن تجيبلي كمان صغير !
تعجب منها قائلا كمان ! وده نجيبه منين ده !
مرام من اي متجر للموسيقي يا استاذ عبدالله
رمقها بطرف عينيه حاضر هحاول بس من غير استاذ دي
مرام بإيماء حاضر
اضاف عبدالله في كمان شويه حاجات كده جبتهم معايا في شنطه فوق هتلاقيها في الدولاب جبتهم قبل ما نطلع من شقه المعادي متهيقلي هتكوني محتاجاهم ..
نظرت له بأمتنان وشكرته وتناولوا الطعام ثم صعدت لغرفتها..
وصعد هو ايضاا لغرفته المجاوره لها ..
اخذت تبحث عن تلك الحقيبه التي اخبرها عنها ووجدتها بداخل الدولاب شرعت في فتحها بهدووء وكم سعدت بما رأت بداخلها .. حيث اخرجت دفتر ذكرياتها الكبير مكتوب عليه بحروف بارزه يومياتي .. حقيبه صغيره اعطتها لها والدتها كهديه السنه الماضيه عروسه متوسطه الحجم مكتوب عليها مرمر كانت هديه والدها ايضا واشياء صغيره اخري وجدت البوم صور لها كبير يشتمل صورها من وهي طفله صغيره الي الان وبعض صور لها ولوالدها ووالدتها معا وباقي الصور لها ولوالدتها فقط واخيرا وجدت برواز متوسط الحجم يوضع علي المكتب يحتوي علي صوره والدتها وهي ټحتضنها كانت تضعه دائما بغرفتها ظلت ممسكه به وتنظر بحزن وعيون فاجئتها بالدموع المنهمره علي والدتها فهي الي الان لم تصدق انها لم تعد موجوده معها تمنت لو ان كل ذلك كان كابوسا وستصحو منه لتجد نفسها مع والدتها من جديد احتضنت صوره والدتها بعمق وبدأت تدندن بصوت عذب رقيق حزين يذيب قلب من يستمع له
من دونك غااب القمر..
علي فراقك قلبي انكسر..
عم يبكي عليا الحجر...
من يوم ما بعدتي....
ياريت نرجع بالزمان....
يرجع ماضينا اللي كان...
ترجع لحظات الامان...
سوا انا وانتي...
سمع صوت اهاتها من غرفته فذهب سريعا اليها وجدها تدندن بحزن شديد وعيون باكيه انفطر قلبه علي تلك الصغيره وعلي احساسها الذي يخرج من كل كلمه تنشدها تمني لو ان بين ذراعيه اراد فقط ان يمحي كل ذكره سوداء مرت بها صغيرته اراد الصړاخ بوجه كل ما يحزنها فقط اراد ان يزيل عنها حزن قلبها ولكن يعلم جيدا انه ليس بالامر السهل او الهين ...
ايه الصوت الجميل ده مكنتش اعرف انك بتغني كمان وصوتك حلو اوي كده !
قالها عبدالله وهو يدخل غرفتها عندما رأته جففت دموعها وتظاهرت بترتيب اغراضها وقالت.... شكرا
لم يدري بما يجيبها فنظر من زجاج غرفتها الي الحديقه فتذكر امر الشجرتان وقال.... بتحبي المراجيح !
اندهشت مما قال ونظرت اليه وقالت بفرحه بسيطه ايوه ..ليه !
عبدالله بإبتسامه فرحه لا مفيش هعملك مفاجأه بس بشرط انك تبطلي عياط بقه....
ابتسمت في هدوءهحاول .. ان شاء الله
انا برضه دلوقت لسه مش فاهم يا باشا انت هتروح لفيروز القپر وتسألها فين العقد اللي اداهولك زكريا !!
قالها ابراهيم الدسوقي المحامي الخاصي بفاروق في حيره عندما علم هويه المطلوب من فاروق الذي اجابه قائلا معرفش يا ابراهيم.. معرفش.. ممكن يكون فين انا هتجنن والمشكله ان ده اخر
امل عشان ارجع اكسب ثقتهم تاني وميقتلونيش
ثم نفخوفي ضيق مضيفا ابراهيم ! انجدني لاقيلي حل انا كده هضيع قولي اتصرف اعمل ايه مين ممكن يكون عارف هو فين !
إبراهيم بتفكير دلوقتي
يا باشا احتمال كبير ان بنتها تكون عارفه هو فين او علي الاقل هتقدر تفيدنا بأي حاجه لازم نمشي ورا الاحتمال ده....
فاروق پغضب بنتها دي لوحدها اكبر مصېبه شفتها لحد دلوقت مش عارف هي فين الواد اللي معاها علم عليا بحته قلم وديني ما هعديهوله بس يبقي تحت ايدي.....
ابراهيم بخضوع هحاول يا باشا اعمل كل اللي اقدر عليه
نظر اليه فاروق پغضب وبصرامه قائلا مفيش مجال للمحاوله يا ابراهيم انت لازم تلاقيهم
إبراهيم بطاعهحاضر يا باشا حاضر
أشرقت شمس صباح يوم جديد لتضفي بعض الدفئ علي بروده ديسمبر....
يعني اي مش هخرج انا بس محتاجه اتمشي شويه علي البحر جنبنا اهوه
قالتها مرام محدثه عوض الذي منعها من الخروج واصر علي ابقائها حيث انه يعلم جيدا انها ممنوعه من الظهور بالخارج وتحديدا بمفردها ..
يا ست مرام هانم مينفعش انتي عارفه عبدالله بيه ممكن ېقتلني
مرام بأصرار عبدالله دلوقت نايم انا بس هتمشي شويه صغيرين وارجع المنطقه هنا هاديه وانا بحب البحر قوي عايزه اقعد علي الشط شويه ..
استيقظ عبدالله ولم يجدها بالفيلا بحث عنها بالاعلي والاسفل لم يجدها والټفت بيمينه لينظر من الشرفه اذ وجدها تتحدث مع عوض پحده ف ذهب اليها...
خير.... إيه اللي بيحصل هنا !
نظرت اليه مرام پخوف من رده فعله فبادر عوض بالحديث قائلا يا عبدالله بيه هي عايزه تخرج لوحدها دلوقت وانا بقولها مينفعش وهي مش راضيه
استجمعت شجاعتها وقالت هتمشي بس علي البحر شويه المنطقه هنا مفيهاش ناس كتير وانا مش هكلم حد والله وعد والله
قال في حده بسيطه بعض الشئ لا يا مرام ..
قالت بصوت اشبه بالبكاء ليه بس والله شويه صغيرين !!
عبدالله بإصرار قلت لا يعني لا
غلبت عليها طبيعتها الانثويه العنيده وقالت بتحديانا مش محپوسه هنا حضرتك انا هخرج يعني هخرج
رمقها لها عبدالله بنظره جعتلها ترتعد من كل انش بخلاياها قائلا لها بصوت مثل الرعد وبكل ڠضب مراااااااام
انتفض جسدها وانذرفت الدموع سريعا وكأنها كانت مستعده للهطول واسرعت الي داخل الفيلا منها الي غرفتها وارتمت علي سريرها تبقي بحزن دفين...
مش كده يا عبدالله بيه
قالها عوض عندما اشتد عليها عبدالله في الحديث فأجابهولا يهمك يا عم عوض انا عارف انا بعمل ايه كويس
ثم اضاف وياريت يا عم عوض متقوليش بيه تاني انا زي ابنك برضه مش بيه ولا حاجه
عوض بإحراج مينفعش يا عبدالله بيه أنا......
قاطعه عبداللهخلاص يا عم عوض ..
عرفنا مكانهم يا باشا
قالها ابراهيم وهو يدلف مكتب فاروق بأبتسامه نصر وبلهفه الي سيده الټفت اليه فاروق وبلهفه اقوي منه اجابه غير مصدق.... انت بتتكلم بجد !
ابراهيم بتأكيد شديدعيب عليك يا باشا هو احنا بنلعب ...
كان عبدالله يجلس بالحديقه مهموما لا يدري ماذا يفعل لها...مرت بضعه ايام وهي رافضه الحديث اليه وعادت الي خۏفها مره اخري منه مما زاده حزنه أكثر...
أخذ يحدث نفسه مهموما انا ما صدقت انها بدأت تتعود عليا وتخرج شويه من اللي هي فيه كل ما اطلع خطوه لقدام ارجع عشره لورا استغفر الله العظيم اعمل اي بس
ثم نظر الي الشجر
وقال هو انا اي اللي مأخرني لحد دلوقت!!!
وقام سريعا وبدل ثيابه وخرج بالسياره عازما علي ان يحضر لها مفاجأه تسعدها ولو قليلا كي تعود اليه مره اخري.....
وبعد مرور ثلاث ساعات...
عاد الي المنزل مره اخري ليجد عوض نائم علي الكرسي بوضع غير لائق علي الاطلاق وبوابه الفيلا مفتوحه علي مصراعيها انتفض قلبه من الذعر ونزل من السياره سريعا وذهب الي عوض وقال في هلع والعرق يتصبب منه
عوض !!.. يا عوض
واخذ يضربه بالاقلام كي يفيق وفجأه تذكر مرام برقت عينااه وازاد خوفه وناااادي بأعلي صوووته عليها....
مراااااااااااااام...
الفصل الخامس
وتراقصت اوتار الفؤاد لرؤيه جمال محبوبتي......
داخل شقه صغيره الحجم بمدينه السادس من اكتوبر فاخره الديكورات لا يوجد بها اثاث سوي القليل من المقاعد وغرفه مكتب صغيره توضع عليها بعض الصور لزكريا وزوجته وابنتهم....تكسو تلك الديكورات اتربه بسيطه والتي تدل علي ان ذلك البيت لم يدخله او يسكن به احد منذ مده وادوات بسيطه بالمطبخ.. يبدوا علي هذا المنزل ان صاحبه يستخدمه لغرض اخر غير المعيشه يقف وابراهيم الدسوقي وفاروق وبعض حراسه ويبدوا علي وجههم الضيق....
هو ده اللي لقيت مكانهم !
قالها فاروق وهو في قمه غضبه واحباطه ويأسه في حده وصرامه الي ابراهيم الذي خاب امله هو ايضايا باشا والله العظيم احنا لسه مكتشفين البيت ده وعرفنا انه تبع زكريا وفيروز كانوا شاريينه في السر وقليل اللي كان يعرفه متعرفش انا تعبت قد اي لحد ما وصلت له وقلت اكيد هما موجودين هنا......
فاروق بعصبيه شديده غبي ... غبي يا ابراهيم .. كل ما اوصل لنقطه تروح مني اعمل ايه دلوقت!!!!!....
يا باشا اهدي بس اكيد هنلاقي حل تاني
اخرس خااالص انا مشغل معايا شويه اغبيه مبيفهموش الغلطه غلطتي أنا
ثم جلس علي احد المقاعد ووضع رأسه بين كفيه من كثره
ابراهيم بطاعه وخوف سامع يا باشا حاضر ...
هروع عبدالله سريعا داخل الفيلا وهو ېصرخ بأعلي صوته مناديا
مراااااااام.......!!!!!!!
ولكن ما من مجيب فأخذ يجري ذهابا وأيابا يبحث عنها بكل الغرف وخلف المنزل ذهب ايضا الي سطح البيت لم يجدها شل تفكيره وازدادات ضربات قلبه وتصبب العرق منه كالشلال وصړخ بأعلي صوته... ياااارب...
واخذ يهذي بكلام من دون وعي من شده التفكيرأنا غلطان انا سبتها مكنش لازم اخرج واسيبها يارب .. يارب
وفجأه تذكر عوض هرول مسرعا اليه ومعه زجاجه مياه واخد ينثر فوقه قطرات المياه ويضربه بلطف كي يستفيق وبالفعل بدأ عوض في استعاده وعيه رويدا وفتح عيناه ببطئ عندما تحدث عبدالله في هلع وهو ينثر عليه المزيد من المياه عوض عوض فوق فوق اصحي
قال عوض في بطئ عبدالله بيه خير مالك في اي!!
وفجأه مسك رأسه بيده وقال اي الصداع ده !
عبدالله بلهفه شديدهعوض ركز معايا الله يخليك مرام فين !! مرام مش موجوده جوه
هب عوض واقفا وهتف پذعر انت بتقول ايه يا بيه يعني اي مش موجوده جوه !
عبدالله بعصبيه عوض فوق وركز معايا دلوقتي انت كنت نايم ازاي من امته وانت بتنام يا عوض بالنهار!!
وفجأه تذكر عوض ما حدث له قبل أن يغط في النوم....
فلاش باك....
كانت تجلس بغرفتها وحيده باكيه رافضه الحديث معه تسأل نفسها لماذا يعاملها هكذا لا تريد فقط سوي تغيير حالتها النفسيه تريد فقط استنشاق نسمات هواء البحر مثل ما كانت تفعل دائما تجلس بالكمان الخاص بها وتغني بمفردها علي البحر اشتاقت لتلك الايام ولكنها الان تشعر بوحشه تجتاح اوصالها جففت دموعها فجأه وقالت بتحدي انت مش عايزني اخرج .. تمام انا هوريك ..
حيث لن تسمح لها بالهزيمه ابدا وانتظرت لحظه خروجه من المنزل وذهبت الي المطبخ بالاسفل ومعها حبات المنوم الذي احضره عبدالله معه بالحقيبه الخاصه بها من شقه المعادي وجده علي المكتب ظنا منه انه دواء هاما لها صنعت كوبين من الشاي ووضعت
بأحداهما قرص منوم وذهبت بالأثنين الي عوض حيث تظاهرت انها نادمه علي ما فعلت وذهبت للأعتذار منه... عم عوض !
عوضايوه يا ست البنات
مرام بمكر انا عملت لك معايا كوبايه شاي عشان اعتذر علي اللي حصل من كام يوم وبرضه لما عبدالله ييجي انا هعتذرله هو كمان انتوا معاكم حق انا غلطانه
تناول عوض الكوب من يدها في امتنان وهو يقول
تسلم ايدك يا ست البنات والله الاستاذ عبدالله ما في اطيب من قلبه ابدا وبيتمني لك الخير بس انتي اللي متعرفيش اي بيدور حواليكي
مرام بخبث عارفه يا عم عوض عشان كده انا بعتذر لكم
عوض بطيبه لا يا بنتي استغفر الله احنا بس عايزين مصلحتك ..
وبدأ في تناول كوب الشاي وهي ايضا تناولت معه منتظره اللحظه المناسبه وبدأ عوض شيئا فشيئا في فقدان وعيه الي ان مال علي كرسييه فأخذت منه مرام كوب الشاي سريعا قبل السقوط من يديه وذهبت بهم الي المطبخ واتت سريعا اليه سحبت منه المفاتيح وفتحت البوابه وتركتها واخذت تجري هنا وهناك بحثا عن الشاطي الذي بالفعل وجدت طريقه......
سيده عجوز كانت تجلس كعادتها اليوميه امام منزلها تنظر الي الناس القله الذين يمرون من هنا حيث لفت انتباهها تلك الفتاه الحسناء ذات الشعر الطويل يبدوا من ملابسها الثراء ودار في ذهنها انها ربما تنتمي الي تلك الفيلا عاليه الاسوار بتلك المنطقه حيث من الغريب وجود فيلا بتلك الجمال في منطقه يقطن بها الطبقه المتوسطه ثم حدثت نفسها قائله ..
مين البت البيضه دي ام شعر حلو تلاقيها من البيت الكبير اياه بس دا من يوم ما جم محدش سمعلهم حس ولا خبر غير الجدع اللي بيطلع ويدخل بالعربيه والغفير اللي قدام الباب ..
ثم نظرت اليها وجدتها تذهب باتجاه الشاطئ..........
باااك
عندما سمع عبدالله حديث عوض ازداد غضبه وتوعد لها حين يجدها .. اسرع هو وعوض الي الخارج يبحثون هنا وهناك ويسألون الناس القليله الماره حول الفيلا كل منهم يبحث ويسأل الماره بأتجاه غير الاخر الي ان وصل امام تلك السيده العجوز.... وجد فتاه امامها والتي هي حفيدتها بالفعل فسألها عن فتاه بمواصفات معينه فاجبته بالنفي وذهبت الي جدتها التي تعجبت لما رأت ذلك الشاب يستوقف حفيدتها وسألتها
بت يا صباح ! .. هو كان بيقولك اي الجدع ده!
الفتاه بعدم اكتراث كان بيسألني علي واحده كده قلته معرفهاش ..
تذكرت تلك الفتاه الحسناء التي مرت من امامها في الصباح بأتجاه الشاطئ وقالت لها نادي عليه يا بت اجري بسرعه ..
بالفعل ذهبت الفتاه وهي تنادي خلفه يا استاذ يا استاذ ..
الټفت اليها وقال في لهفه ايوه
الفتاه جدتي عايزه تكلمك اتفضل ..
ذهب اليها في بصيص امل علي انها
تعرف شيئا عنها وبالفعل وجد كذلك.....
ردد عبدالله بلهفه ايوه يا حاجه ..
السيده العجوز انت يا ولدي بتدور علي بنت بيضه كده وشعرها طويل ورفيعه ..
اجابها بلهفه اقوي قائلا ايوه ايوه شفتيها !!
يا ولدي هي راحت من الطريق ده تقريبا كده رايحه علي البحر بس الموج عالي يا ولدي اليومين دول وكمان في كام شط جنب بعض مش واحد دور كويس يمكن تلاقيها هي مرجعتش تاني..
شكرها عبدالله علي عجاله واسرع مهرولا الي الشاطئ لم يجدها بالشط الاول انتفض قلبه ربما اصابها مكروه مع تلك الامواج العاليه بفصل الشتاء..... اسرع الي الاخر في خوف حيث وجد فتاه تجلس علي حافه الشط في الرمال ويتطاير شعرها پعنف....
تبينت له علي الفور حيث لم يوجد غيرها فأسرع اليها وبكل ما يحمل من ڠضب بداخله حينما كفهر عن وجهه الغاضب وأمسكها من ذراعها من الخلف في حركه سريعه عڼيفه وبكل ما اوتي من قوه نزل بكفه علي وجهها مما جعل اسنانها ټنزف...... رفعت وجهها في غضت وكادت ان تتحدث واذ باغتها بالكف الاخر علي وجهها مما اسقطها ارضا فاقده الوعي.......
ظلت تنظر الي وجهها بالمرأه لتجد اثار الضړب لم تختفي بعد مرت عده ايام وما زال انتفاخ عيناها وانغلاق واحده منهم من شده الورم ما زالا موجودان لم تستطع النوم ولا التحرك من شده الام جسدها المتورم هو الاخر تتذكر ذلك اليوم اللعېن التي قررت فيه الذهاب الي اهلها للأطمئنان عليهم ولكنها صدمت من رده فعله الۏحشيه الزائده هذه المره بخلاف كل مره كانت تحدثه فيها بهذا الشأن تتذكر كيف انقض عليها كالذئب الجائع الساډي الذي لا يحب من يتحدي غروره وكبرياءه اخذت تنظر الي وجهها وتبكي علي حالها لما سمحت لنفسها بكل ذلك اين ذلك الحب والحريه التي دوما كانت تبحث عنهم وظنت انها ستجدهم معه ولكنها اصبحت اشبه بمن حكم عليها بالاعډام مع وقف التنفيذ سلب منها سيارتها وهاتفها ولم يترك لها مالا وحپسها بداخل تلك الشقه اللعينه ولم يأتي اليها بعد ذهبت بتثاقل الي سريرها واخذت تدلك وجهها ببعض الكريمات المرطبه ولكنها استوقفت عندما وجدته امامه.....
متهيقلي بقيتي احسن دلوقت ومتفكريش تهربي تاني ..
قالها فاروق وهو يقف امامها في غرور وهو ينظر ا وجمالها الذي اصبح شبه معډوما..
نظرت له ولم تجبه واكملت وضع المرطب.....
مبترديش ليه القط اكل لسانك !
ثم جلس بجوارها سريعا فانتفضت وبعدت قليلا فقال لها ضاحكا...طب ما انتي لسه پتخافي اهوه امال مبترديش ليه ولا تحبي اكرر اللي حصل المره اللي فاتت تاني !
أردفت روز پغضب وألم انت عايز اي يا فاروق ! .. عايز مني اي تاني .. سيبني في حالي بقه انا تعبت ..
فاروق عايزك يا قطه تعقلي
مش فاهمه برضه شغلك ومبقاش ليا صله بيه بعد ما ابراهيم مسك كل حاجه حب مبتحبنيش ولا فكرت ابدا تتجوزني عايز مني ايه يا فاروق حرام عليك !!
وانتي عايزه تروحي فين عايزه تسيبيني وتروحي تشوفي واحد غيري وتكرري اللي عملتيه معايا .. دا بعدك يا روز اللي بيملكه فاروق ال فداء مبيكونش لحد غيره وانتي ملكي انا وبس فاهمه ..
نظرت له وقالت في برودجاي ليه دلوقت !
جاي عشان اشوفك ! اشوف عقلتي ولا منشفه دماغك بس الظاهر انه لسه زي ما انتي ..
فنهض وقال وهو خارجا من منزلها
شكلك لسه محتاجه كام يوم عشان تعقلي .. اجيلك بقه وقت تاني
اغلق عليها المنزل تاركا اياها تبكي في ندم وحزن.....
جلس بجوارها وهي نائمه علي الفراش بعد ما هدئ من روعه وسكنت انفاسه واطمئن علي وجودها أخذ يسترجع كل ما حدث وكيف كان قلقا عليها لم يدري انها عنيده الي ذلك الحد ربما لانه اول من تحدي ذلك العناد واصر علي ابقائها اخذ يتطلع الي رموش عينها الكثيفه في هدوء ويتعجب من ذلك الملاك النائم ويتحسس خدها ليري اثار يديه علي وجهها بارزه بشده ڠضب من نفسه وزفر في ضيق....لم فعل ذلك!!! هو دائما ما يتحكم بأعصابه لما چرح صغيرته الي ذلك الحد.....!!!
نعم هي مخطئه ولكن هذا ليس اسلوبه في العقاپ
هو يعلم جيدا انه كلما زاد رفضه كلما زاد عنادها اقسم علي نفسه انه لن يعاملها پعنف مره اخري.... يكفي ما تمر به تلك الصغيره يريدها ان تطمئن له لا تخاف منه راوده شعور بالذنب تجاهها واصر علي دخول البهجه لقلبها مهما كلفه الأمر...
نعم فهو من اعماق قلبه يريد ان يري ابتسامتها من جديد وسيعمل جاهدا علي ذلك...
اخذ يفكر ماذا يفعل الي ان وصل الي حل عيد ميلادها ! انا فاكر انه في الشهر ده بس يوم كام بقه ! ...
اخذ يدور في غرفتها علي شئ حتي وجد الدفتر الوردي الكبير الذي احضره معه مكتوب عليه بحروف بارزه يومياتي .. تناول ذلك الكتاب وبدأ في أولي
صفحاته حيث وجد مكتوبا بها بعض الكلمات التي شرع بقراءتها....
هاااي...!!!
انا مرام زكريا نادر ال فداء النهارده كملت 15 سنه ونويت اني اكتب من بدايه اليوم ده تحديدا قبل دخول الثانويه العامه لاني حاسه اني حياتي هتتغير ف المرحله وبناءا علي ذلك طلبت من ماما تجيبلي دفتر ذكريات كبير عشان اكتب فيه كل حاجه بتحصل معايا ف لو سمحت حضرتك دي حاجه خاصه بيا ارجو انك متقراش الكلام اللي جوا الدفتر ده لانه مهما كان انا لسه في مرحله المراهقه وعيب جدا يعني حضرتك......
بااااي
ضحك عبدالله علي طريقتها الطفوليه وبراءتها وبالفعل لم يقلب باقي الورقات الموجوده به واغلقه قائلا
يعني دلوقت عيد ميلادها بعد بكره....تمام جدا
ثم خرج الي عوض عم عوض !
عوض ملبيا نداءه ايوه يا عبدالله يا ابني اؤمرني!
عبداللهمعلش جيبلي الحاجات اللي في العربيه من ورا ..
والتي كانت عباره عن احبال سميكه جدا وطويله حلقات معدنيه لوح خشبي عريض وضخم فروع من الورود الملونه وبعض الادوات الاخري ..
قام بطلاء الخشب بألوان ورديه وزينه بأسفنج مضغوط جعله ذات الوان غايه في الجمال واوصل الحلقات المعدنيه بالحبال بعد ان زين الاحبال بفروع الورود وربطها ايضا باللوح الخشبي وربط كل من حبل منهم في شجره مما صنع ارجوحه طوييله جدا بأرتفااع الاشجار غااايه في الجمال والروعه...
ثم ذهب ليغتسل وبينما هو يفعل ذلك اطل عليها حيث وجدها جالسه ضامه ركبتيها كالعاده وتبكي في صمت...
جلس بجوارها بهدوء لكنها لم تنظر اليه وما ان تحدث حتي انتفض اثر حديثه مما اغضبه ذلك الفعل....
وجدها خائفه منه الي ذلك الحد مما ازعجه كثيرا وأخد يلعن داخله.. كيف له أن يفعل بها ذلك..
أقترب منها بحنان ورفقمرام مټخافيش مش هعملك حاجه صدقيني
ابتعدت عنه ولم تنظر اليه واستمرت في بكائها واضاف بلطف مرام انا مبحبش العند قلت لك قبل كده مش دلوقت استني كمان شويه وهخرج انا وانتي لكن انتي عاندتي ونيمتي عوض وخرجتي من ورانا خليتينا بندور عليكي زي المجانين انتي اللي خرجتيني عن شعوري في حين لو كنتي استنيتي شويه كنا عملنا كل اللي انتي عايزاه
نظرت له نظره عتاب ء قلبه دون ان تتحدث ثم اكمل حديثه پغضب... انتي مش شايفه انك غلطانه خالص !
قالت له في في عڼف مدافعه عن نفسها.. ايوه غلطت عارفه بس ده نتيجه انك اتحكمت فيا وانا مبحبش حد يمشي كلمته عليا
عبدالله بغيظ يعني والدتك مكنتيش بتسمعي كلامها ..!
مرامماما عمرها ما منعتني من الخروج لاني انا اساسا مكنتش بحب اخرج كتير
طيب انتي اهوه بتقولي انك مش بتحبي تخرجي اي اللي حصل وخلاكي تغيري رأيك
اردفت بنفس الڠضب
والصوت المرتفع من الطرفين...
عشان البحر انا بحب البحر وبعدين انا مقلتش هخرج كل يوم انا بس قلت شويه كنت مخنوقه مش اكتر لكن انت.....
وشرعت في البكاء مره ثانيه فرق قلبه كثيرا وقال في حنو..
طيب خلاص اهدي وبطلي عياط مش بحب اشوفك بټعيطي ووعد مش همد ايدي عليكي تاني أنا أصلا عمري ما مديت إيدي علي حد..
استشفت الصدق من كلامه وجففت دموعها ثم اكمل حديثه
ليكي عندي مفاجأه كبيره لكن كمان شويه كده لما اتأكد انك هديتي وهتسمعي الكلام ..
فنظرت له في هدوء وأومأت بالايجاب ثم أكمل في حده وتحذيربس والله العظيم يا مرام لو كررتي الغلطه دي تاني او استفزتيني تاني لهتشوفي وش اسود من كده ..
عبس وجهها وازاحت بصرها بعيدا عنه... عندما رأي ذلك تذكر ما فعلت بعوض فضحك بصوت مسموع حيث اراد ايضا رؤيه ضحكتها وهتف مش صعبان عليا غير عوض وانا بفوقه كان عامل زي اللي شارب حشېش هو انتي عملتي فيه اي !
ضحكت مرام هي ايضا ضحكه عاليه ونظرت له بخبث حطتله منوم في الشاي
عبدالله وهو ينظر إليها يا بنت الايه ! .. وجبتي المنوم منين!!!!
مرام بضحك ما حضرتك اللي جايبه من ضمن الحاجات اللي جبتها من شقه المعادي
عبدالله بتذكر اااااه .. دا افتكرت دوا انتي بتاخديه ولا حاجه.... ده الواحد ېخاف منك بعد كدن
مرام بخبث وضحك يا مسكييين ..
وظلا يضحكان سويا اخذ ينظر لها ولجمال ضحكتها وردد هائما ايضا ولكن يصوت سمعته جيدا... سبحان الله إيه الجمال ده!!!
توقفت عن الضحك ونظرت له في ايه !
عبدالله بتأكيد ضحكتك حلوه اوي علي فكره
ازاحت وجهها في حياء وخفضت عيناها وقالت شكرا....
رمقها بلطف مضيفا قوليلي يا ميمه انتي بتحبي ايه او نفسك ف ايه
مرام بتعجب مش فاهمه قصدك ايه !
عبدالله بتوضيح يعني حاجه نفسك تشتريها تاكليها اي حاجه ..
نفض عبدالله ذلك الشعور فجأه من رأسه وقال بصوت مسموع لا
استوقفت حديثها في دهشه بالغه لا اي .. مش عايزني اجيب دبدوب كبير ! .. مش انت اللي قلتلي قولي اللي نفسك فيه
نظر لها محدثا نفسه دبدوب اي بس دلوقت ثم نهض وخرج من غرفتها يلوم نفسه علي ما اراد فعله
وكيف انه فكر في مثل ذلك الامر....
هو فقط يعاملها مثل طفله لا يجب ان يشعر ذلك تجاهها أو أي شعور أخر... ثم تركها وذهب الي حوض الورود...
بقلم إيمان حجازي
إيمووو
لسه فاروق مدانيش رد لكن قالي انه قرب يوصل وعن قريب هتسمع خبر يفرحك....
قالها فراند وهو يتحدث مع باسل في الهاتف حول السوار المكمل المفقود...
فراند ياريت تشوف شغلك كويس مع فاروق احنا محتاجين السوار ده بأقرب وقت سامعني !
مفهوم يا باشا
يا السوار يا مۏته مفهوم !
مفهوم!
اغلق باسل معه ورفع رأسه لاعلي لكي تدلكه له روفا علي كرسيه مناديا ..
ميكيس بالانجليزيه والذي اتي علي الفور اجل سيدي !
هل من اخبار جديده !
لا
سيدي لم نتلقي الميعاد بعد
اومأ له باسل يالانصراف حين حدثه روفا قائله لما كل ذلك التأخير !
اجابها باسل في استرخاء لا ادري ربما اتت اوامر عليا بالتأجيل لا علينا الا الانتظار .....
اتي يوم عيد مولدها واخبرها ان لا تخرج من الفيلا وان لا تنظر الي الخارج فقط تنتظر مفاجأتها حيث احضر هو وعوض البلالين الكبيره الملونه وبلالين الهيليوم والغازات ايضا والصواريخ المشتعله وهدايا كثيره جدا منها اللاب توب والهاتف المحمول من ماركه الايفون وايضا دبدوب كبير جدا وافضل هديه الكمان التي كانت تريده وجلب ايضا جميع الاطعمه المفضله لديها اهمهم بيتزا ال chicken الساخنه وكعكه كيك كبيره مطبوع عليها صورتها وبداخلها شمعتان ال 7 و ال 1 ليكون رقم 17 وانزل الارجوحه التي صنعها لها ثم انتظر المساء وذهب اليها حاملا علبه خلف ظهره .. طرق باب الغرفه ففتحت له..
كل ده انا خلاص مش قادره استني عايزه اخرج اشوف عملتو ايه
ثم اشاحت ببصرها علي يديه واكملت وهو يبتسم في حب هو اي اللي ورا دهرك ده!
نظر اليها ثم قدم لها تلك العلبه قائلا بخبثاحنا لسه مشتريناش هدوم ليكي كفايه عشان كده جبت لك الفستان ده تلبسيه وده هديتي يارب تعجبك
نظرت له في ڠضب فهي توقعت اكثر من ذلك اكل هذا فقط تنتظر حبيسه غرفتها من اجل فستان نظرت له وقالت في ضيق شكرا هلبسه ...
ثم نظر لها ضاحكا وخرج لكي يترك لها حريتها .. نظرت الي الفستان وجدته غايه في الروعه باللون الاسود والابيض ومطرز بالليز شرعت في ارتدائه وبدت مثل الاميرات حقا...
نزل بالاسفل ليجد اللواء جلال اللذي لبي دعتوه علي الفور فقط من اجل ادخال السرور علي قلب مرام والذي يعتبرها كأبنته.. وعائلته المكونه من زوجته وابنه سيف الذي التحق ايضا بكليه الشرطه وابنته سمر الذي تدرس بكليه الصيدله.. ايضا اتي مروان وزوجته رحب بهم عبدالله جميعا الذي كان يرتدي بدله رسميه انيقه جدا وبرفيوم جذاب والتي لفت انتباه سمر كثيرا حيث لاحظ ذلك لكنه لا يعيرها اهتمامه ....
ظلوا منتظرين جميعا قدوم مرام التي عندما اطلت نظر جميع الموجودين اليها والتي انبهر بجمالها عبدالله كان ينتظر رؤيه وجهها وسعادتها عندما تجد كل ما صنعه من اجلها اراد رؤيه ضحكتها التي تداعب قلبه بشعور غريب
أخذ يبتسم بعدما رأي الفرحه مطلعه من عينيها وكأنه يخبرها ويؤكد لها أنه فعل كل ذلك من أجل تلك الأبتسامه فقط..
وسيفعل أكثر من ذلك من أجل فرحه عينيها تلك...
دق قلبه فور رؤيتها اراد لو ان يأخذها بمفردها ويحتفل فقط هو وهي الي انه بالفعل ندم علي وجود احد غيره والذي لم يكن يدري ان ليس هو وحده من ينظر لها بأعجاب بل توجد عين اخري ترمقها............
دق هاتف اللواء جلال الذي حينما نظر الي الهاتف حتي اخذ جانب بعيدا عنهم ليجيب علي الهاتف.....
نظر اليه مروان حينما رأه يتحدث بأهتمام من بعيد فأقترب منه وسمعه يقول پغضب...
اقفل دلوقت وانا هتصرف ..
بادر مروان علي الفور وسألهخير يا باشا !
هز اللواء جلال رأسه بحيره شديده وقلق
مصېبه يا مروان..........
الفصل السادس
وفي حضرتك كيف تنظر عيناي لغيرك...
مصېبه ايه قلقتني
قالها مروان في اهتمام وهو ينظر اللي اللواء جلال بعد ان انهي اتصاله حيث اجابه بوجه يبدو عليه الضيق قائلا عرفنا هما بيخططوا لايه .. هقولك كل حاجه بعدين يا مروان المهم دلوقت لازم نروح لهم عشان ميشكوش في حاجه ..
قال مروان في قلق تمام.... اتفضل يا باشا ........
وقفت مرام في سعاده بالغه عندما رأت تلك المفاجأت وكل ما صنعه عبدالله من اجلها اخذت تبتسم في فرح وذهبت اليه دونا عن الجميع والذي لم تنتبه لهم بالفعل وبدون سابق انذار قامت علي خده في حب برئ امام الجميع مما زاد من سعادته ودق قلبه سريعا حين قالت.. شكرا علي المفاجأه دي..
ولكن افاق من شروده علي صوت همهمات من الجميع علي فعله مرام وزاد ضيق عبدالله من تلك الردود التي تركها جانبا وقام بفرقعه الالعاب الناريه حولها والتف الجميع حول الشمع وكادت مرام ان تطفئه حتي....
مش هتتمني امنيه الاول !
قالها سيف وهو غاضب مما فعلت مرام
لعبدالله حينما قبلته لكنه اراد ان يشتت انتباهها بوجودهم وخصوصا وجوده هو نظرت له مرام في ضيق واغمضت عيناها وامسكت بيد عبدالله الذي بالفعل كان بجوارها وتمنت شيئا ما.... ثم اطفأت الشمع وقامت بتقطيع الكيك للجميع ورحبت بهم في خوف بسيط يتلاشي بوجود عبدالله بجوارها حيث كانت تنظر اليه من حين لاخر لتطمئن بوجوده والذي اغضب سيف جدا حين لاحظ ذلك .. واستغل سيف الفرصه بعدم وجود عبدالله وذهب متجها إليها كل سنه وانتي طيبه يا قمر انا سيف
وقام بمد يده اليها...
التفتت له في خنق وتوتر وبحثت بعينيها عن عبدالله ولم تجده بالجوار فقالت وهي تهم بالذهاب بعيدا عنه بعد ان سلمت عليه سريعا وحضرتك طيب عن اذنك ..
تحدث سيف مره أخري وهو يستوقفها استني بس رايحه فين !
وازداد من شده يده علي يدها... رمقته مرام بضيق شديد وحضرتك عايز ايه ممكن تسيب ايدي
سيف بإعجابنتكلم شويه ممكن !
تركت يده قائله في عڼف لا مش ممكن بعد أذنك...
وذهبت سريعا الي عبدالله الذي رأته خارجا من المنزل قائله بعصبيه ممكن متبعدش عني !
نظر لها في حيره وحنو قائلامالك يا ميمه زعلانه ليه مش سبتك تشوفي الهدايا براحتك
مرام بضيق أيوه يعني مكنش هيحصل حاجه لو فضلت جنبي انت عارف اني مليش في الناس دي
عبدالله ببساطه وتوضيح كنت في الحمام بس مش اكتر بغسل وشي وبعدين مالها الناس دي ما انتي عارفاهم كويس قبل حتي ما تعرفيني
مرام لا معرفش بس غير عمو جلال وعمو مروان الباقي دول معرفهمش وخصوصا اللي اسمه سيف ده
نظر عبدالله لسيف الذي كان يتابعهم ثم ردد پغضب عملك حاجه !
مرام لا بس مش مستريحاله وخلاص
مرام حاضر
قال في ابتسامه حانيه بقيتي بتسمعي الكلام !
ابتسمت هي ايضا وأردفت بعد اللي انت عملته ده لازم اسمع الكلام بجد متشكره اوي فرحتني
عبدالله بسعاده عجبك الهدايا
مرام بفرح جدااااا كل حاجه عجبتني اوي والله
في حين اخر كان يتحدث سيف مع اخته سمر التي كانت هي ايضا تنظر لهم هي متعلقه قوي كده بيه !
سمر وهي تنظر إليهم مش عارفه دي سايبه الكل وواقفه معاه عيب كده والله المفروض علي الاقل تقدرنا شويه
ثم نظرت الي اخيها وقالت في اهتمام هو يبقي لها ايه صحيح!
هز سيف كتفيه لما سألت بابا قالي انه خالها
سمر بتعجب خالها !!
سيف بعدم اقتناع أيضاايوه
سمر بحيرهمش صغير شويه علي خالها هي مامتها كانت عندها كام سنه يعني !
سيف مش عارف المهم انها ملهاش غيره دلوقت وهو المسؤول عنها ..
ابتسمت في انتصار حين تأكدت من خلاف ما كانت تفكر به وتمنت بالفعل أن يكون مجرد خالها فقط....
تجلس كعادتها وحيده حبيسه منزلها في حاله اكتئاب لا تنتبه لمرور الايام
التئمت چروحها الي حد كبير الي ان اخذت تفكر في كل ما حدث لها ولماذا نعم كانت انانيه حين تركت كل شئ وذهبت خلفه لكنه السبب الاكبر في كل ما حدث لها هو من دمر حياتها بدأت تفكر فقط كيف تهرب منه كيف تبتعد عن ذلك السچن اللعېن التي وضعت خلف قضبانه وتبعتد عنة كان يوجد لديها هاتف اخر لا يعلم عنه فاروق شيئا اشترته من باب الاحتياط لربما ينفعها وبالفعل قامت بتشغيله وارادت فقط الاطمئنان علي صحه والدتها واخبارهم انها قادمه اليهم مره اخري تطلب عفوهم التي ترجوه...
وانتظرت حتي استمعت للجرس
الو ..
أتاها صوت ضعيف يبدو عليه البكاء والكسره...
انتي تاني حسبي الله ونعم الوكيل فيكي يا سميه حتي امك مقدرتش تستحمل اكتر من كده ...
وازداد بكائها بشده الذي حين سمعته برقت عيناها وازاد خفقان قلبها حزنا وخوفا مما سمعت
ماما ! .. ماما مالها يا امل ! حصلها ايه اتكلمي!!!
اتكلم اقول ايه يا ست روز هانم ارحمينا بقه امك ماټت .. عايزه اي ! عايزه تموتينا كلنا .. مش انتي اللي اخترتي طريقك .. مش امك دي وطت عشان تبوس رجلك عشان تستني معانا وانتي اللي رفضتي .. ماټت وهي نفسها تشوفك...
ماټت !! ماټت ازاي !! ماټت من غير ما تسامحني .. ماټت من غير ما اشوفها للمره الاخيره و . لا مكنش لازم ټموت .. لاااااااا
حتي المۏت كمان عايزه تتحكمي فيه .. روحي يا سميحه ربنا عمره ما هيسامحك .. ابعدي عننا بقه
واغلقت الهاتف تاركه سميه في حاله صډمه وبكااء حار وصرااخ...
لااااااااا يا امي سبتيني ليه لوحدي ... ااااه يا امي انا عارفه اني غلطت سامحيني اااااه
وظلت علي تلك الحاله فتره ليست بالقليله من الوقت وانتبهت لحالها واخذت تفكر قائله بتوعد واڼتقام......
فاروق .. انت السبب .. انت اللي قټلت امي .. انت السبب مش هرحمك يا فاروق ..
وارتفع صوتها پغضب شديدسامعني يا عاااصي مش هرحمك......
كان ينظر الي اعلي وهو ممددا علي سريره في هيام يتذكر ما حدث في عيد ميلادها وكيف انها بكل سعاده مما جعل
ابتسامته تزداد علي وجهه اخذ يفكر فيما قالته له وانها تخاف الوجود بخلافه كيف حدثتهوبرجاء ان لا يذهب بعيدا عنها وان يبقي بجوارها....
عادت كلماتها وصوتها يرن بأذنه مره ورا الأخري وهو غير مصدق بأنها حقا تود قربه منها حتي وإن كانت مشاعرها بريئه... كان يجلس مغيبا عن الوجود يخفق قلبه بذكرها فقط..وكذلك كيف ڠضب ايضا عندما ذكرت ذلك ال سيف حين تحدث معها حتي ولم يظهر لها ذلك الڠضب نعم هو فقط من يحق له بالحديث معها...هو أقرب إليها من الجميع ويحق له ما يحرم علي سواه...
مش سامعني بخبط بقالي كتير ..!
قالتها مرام وهي تفتح باب غرفته حيث وجدته مستيقظا ولم يجيب لها فأزعجها قليلا...
عبدالله بإنتباه وضحك اي ده بجد معلش يمكن مخدتش بالي
ضيقت عينيها قليلا اممم بتفكر في حاجه ولا اي
عبدالله وهو يعتدل في جلسته اه كنت سرحان شويه
مرام بمرح ممكن اسرح معاك !
نظر لها في حب وقال محدثا نفسه انا اساسا كنت سرحان فيكي
لينتبه لها قائلا ياريت والله
مرام بضحكههههههههه طيب كنت سرحان في ايه بقه !
لا يدري بما يجيبها فأردف مغيرا دفه الحديثانتي كنتي عايزه حاجه !
مرام بدلع مش جايلي نوم حبيت اقعد معاك
عبدالله بحزم مش المفروض انك خلاص بتذاكري
مرام ايوه بس مش كل حاجه مذاكره مذاكره في فترات راحه
لا .. مفيش راحه .. مفيش وراكي دلوقت غير مذاكرتك مش عايزين دلع انا عايزك تجيبي اعلي من 100
هههههههه انت اكيد بتهزر ليه يعني انا مين عشان اجيب 100
وانتي اقل من اللي بيجيبوا 100 في ايه
أشارت له بيديهاكل واحد عنده قدرات انا اوعدك اني اقرب منها لكن مش هي بالظبط ..
المهم عندي انك تطلعي الاولي زي عادتك وتبقي دكتوره حلوه كده
مرام بتمني دكتوره حاضر ان شاء الله هبقي دكتوره قلب زي ماما...
ظل ينظر لها والي شعرها
وعيناها ويبتسم في هيام وهتف مرام هو سيف كان بيقولك ايه في عيد ميلادك ..!
مرام بإمتعاض كان عايز يتكلم معايا بس مرضتش
عبدالله بسرور ليه مرضتيش !
مرام مش عايزه اعرفه انا مش اجتماعيه قوي كده ثم ان هو اساسا شكله رخم
عبدالله طيب ليه كنتي عايزاني افضل جنبك !
مرام بتلقائيه عشان انت اقرب حد ليا دلوقت...... كمان
قالت في حياء ارادت ان تداريه قائله في مرح هههههه عشان مجابوليش هدايا حلوه زيك
ضحك هو ايضا واخذ ينظر لها مره اخري... ثم أضافت مرام بدلال برئ عايزه اخرج ممكن !
اجاب هائما بنفس الابتسامه قالها ممكن ..
هالو مرام فرحه هيييييه بجد والله انت عثل خلاص احنا من النهارده صحاب اينعم صاحب كبير شويه لكن اجمل صاحب في حياتي
اردف بود ايضا وحنان وهو يمد يده لها بفرح وماله يا ستي من دلوقت متخبيش عليا حاجه كل اللي نفسك فيه او بتتمنيه او حتي بتفكري فيه انا موجود
امسكت يديه في وضع السلام وقالت في مرح اتفقنا
ظل عبدالله ممسكا بيديها عده ثواني وهو يهيم بعينيها.. ولكن سرعان ما انقذ نفسه مرددا دلوقت يا انسه ميمه يا تذاكري يا تنامي !
مرام بأعتراض لا عايزه اقعد معاك كمان شويه
عبدالله بنفي لا
مرام بترجي عشان خاطري
عبدالله بأصرار قلت لا يا تذاكري يا تنامي
قالت في ضيق وهي تنهض مغادره غرفته خلاص خلاص عشان مش تتعصب .. رايحه انام تصبح علي خير
تمتم في حب وضحك وانتي من اهل الخير يا جميلتي
دلوقت يا باشا ايه الحل هنعمل ايه احنا كده في ورطه لازم نلاقي السوار ده قبلهم
قالها مروان وهو جالس مع اللواء جلال في مكتبه بعدما اخبره بمخطط باسل الذي ينوي فعله في مصرهما دلوقت بيدورو ورا فيروز
مروان طيب يا باشا الدكتوره مقالتش ليك حاجه خالص عن الموضوع ده !
اجابه جلال بأحباط ونفيللأسف لا اخر مقابله بيننا كانت متفقه معايا انها تقابلني بالليل وتحكيلي علي حاجه مهمه اي هي معرفش لكن قضاء ربنا كان اسرع مننا
مروان بتفكيرطيب ودلوقت اي الحل يا باشا تفتكر قالت لعبدالله حاجه لكن حاجه بالخطوره والسريه طي ممكن تقولها لعبدالله !!
انتبه اللواء جلال لنقطه مهمه وهو يتذكر حديثها معه عن عبدالله اللي انت متعرفوش انها بتثق في عبدالله جدا وانا كمان بثق فيه واهو احنا مش هنخسر حاجه لو سألناه ..المهم نوصل لأي حاجه....
يلا اركبي يا ميمه
قالها عبدالله وهو يركب سيارته مع مرام حيث كانو ذاهبين لشراء اغراض لها.. انحنت أرضا وهي تهتف حاضر حاضر بربط الكوتشي كل شويه بيتفك...
نظر عبدالله إليها وهبط من السياره ثم أنحني إليها وربط لها الكوتشي مما جعلها تشعر بالخجل الشديد منه نهض عبدالله ونظر إليها ممسكا لها من يديها بحب يلا اركبي
وبعد حوالي نصف ساعه وصلوا الي مول تجاري ضخم للملابس ذهبوا الي قسم السيدات واخذت تختار ما يناسبها وحين نظرت اليه وجدته يتحدث مع فتاه تعمل بالمول لا تدري لما شعرت بالضيق لمجرد حديثه مع اخري ظلت تنظر
له كثيرا وتوقفت عن الشراء الي ان رأها واتي لها واتجهت معه لشراء ملابس الخروج في ڠضب واضح علي ملامحها ولكنها صدمت حين قال لها ياريت بلاش بناطيل
قالت في صډمه قليله يعني ايه امال البس ايه !
عبدالله بتوضيح عندك جيبات وفساتين جميله جدا ممكن تختاري اللي انتي عايزاه ..
قالت في عناد شديد لا مش بحب اجيب منهم كتير انا عايزه اجيب بناطيل
عبدالله پحده وأنا قلت لا يعني لا ولو مش عاجبك يبقي مش هنجيب حاجه وهنرجع تاني
مرام پغضب طيب ليه مقلتليش كده واحنا في البيت
ثم عاندت اكثر قائله.. خلاص مش هشتري حاجه
وتركته وخرجت من المول واتجهت الي سيارتهم....
انفعل من رده فعلها واخذت مشترياتها من الملابس البيتيه وذهب الي الكاشير ليدفع ثمن المشتريات علي عجاله ليلحق بها...
وبالخارج لم تستطع مرام الدخول بالسياره لانها مقفله الكترونيا.. فظلت واقفه بجوارها يبدو علي وجهها كل علامات الڠضب حين...
ولم تشعر بذلك الذي كان يقترب منها بإعجاب وغزل....
اي
القمر ده يا نهار ابيض... ده ابيض أوي وعيون زرقاء..
انت خواجه مش كده
نظرت له في خوف وشرعت بالبكاء مبتعده عنه...
متضايق وبتعيط ليه بس يا جميل...
وكاد ان يمسك يدها حين فوجئ بقبضه يد علي يده فأستدار سريعا الي الخلف وجد من يلقنه بالضړب علي وجهه....
انا هعرفك هو متضايق ليه يا روح امك تعالالي
في نفس اللحظه تجمهر الكثيرون يراقبون ما يحدث.. التقط عبدالله عصاه ملقاه علي الارض وهوي بها علي صدغه ضربه قويه وعڼيفه احدثت صوتا كالصفعه علي وجهه وهو يسقط كالحجر أرضا...
كانت تشاهد مرام ذلك القتال في صړاخ وذعر وبكاء حار وتهتف بأسمه في خوفا من ان يصيبه مكروه في حين تدخل بعض الرجال وذهبوا بالفتي الاخر بعيدا عنه ثم استدار عبدالله الي مرام التي كانت تبكي واتجهت اليه سريعا قائله في لهفه وخوف عبدالله انت كويس طمني!
نظر لها نظره ڠضب قائلا في حده صارمه اتنيلي اركبي حسابك معايا بعدين ...
الجامعه بتاعتك هتبدأ امته .. اظن دي اخر سنه يا سمر!
قالتها زوجه اللواء جلال السيده فريده الي ابنتها وهم يحضرون وجبه الغداء.. التفتت لها سمر وهي نجيبهاكمان اسبوع يا ماما ان شاء الله ..
ثم قالت في اهتمام حول ما كانت تفكر به.. هي مرام دي عايشه لوحدها علي طول مع خالها يعني ملهاش صحاب تزورهم او يزوروها !
والدتها ببساطهمعرفش والله يا بنتي كل اللي اعرفه انهم ساكنين هنا جديد وجايين من بلد تانيه فأعتقد ان ملهاش حد ..
اجابت بأبتسامه نصر طيب هو مش ممكن ابقي اروح عندها يا ماما ازورها يعني اتعرف عليها اكتر !
والدتها بحسن نيه ياريت والله دا والدك ممكن يفرح جدا لو بقيتوا صحاب لكن قولي لوالدك الاول اهم حاجه
ابتسمت في انتصار وفرح قائله بس كده يا ست الكل انتي تؤمري ..
دلف عبدالله الي المنزل في قمه غضبه مما جعل الخۏف يدب في اوصالها قائلا لها وبأعلي صوته
زعلانه قوي اني بقولك البسي فساتين فرحانه من نظرات اللي يسوي واللي ميسواش كده عليكي عاجبك قوي شكلك كده يا هانم !!!
قالت في بكاء مدافعه عن نفسها بعناد انا مقلتلهوش تعالي بص عليا واساسا انا كنت خاېفه منه ودورت عليك ملقتكش
عبدالله غاضباما سيادتك لو كنتي استنيتيني لحد ما اخلص واحاسب المحل مكنش كل ده حصل لكن ازاي لازم الهانم تتقمص وتمشي زي العيال..
مرام بإنفعال انا مش عيله حضرتك...
عبدالله بإستنكار وضيقهو ده اللي فرق معاكي .. طلاما انتي مش عيله اي اللي انتي لابساه ده .. بنطلون هيتقطع من عليكي ولابسه نص كم في واحده محترمه عندها 17 سنه تلبس قله الادب والمسخره دي .. وشعرك .. اي شعرك ده فرحانه بيه !!
فأشتد النقاش بينهم واردفت بضيق وڠضب انا متعوده اني البس كده من زمان والله محدش كان بيقولي حاجه
ازادت حدته هو الاخر منفعلا من هنا ورايح في نظام جديد وكل لبسك ده هيتغير تماما واياكي اسمع منك كلمه لا مسمعش غير حاضر وبس والا وقسما بالله لاندمك .. فااااااااهمه !!!!
رمقته مرام پخوف من تلك اللهجه القاسيه ولكن حاولت التمسك برأيها لأ انا...........
برق لها عبدالله پغضب شديد وقسوه وهو يستنكر ما قالته بتقولي إيه.....!!!!!!
مرام پخوف اكبر مردده فجأه دون تفكير فاهمه حاضر حاضر ..
بقلم إيمان حجازي
إيمووو
كان يقف في ضيق واضح علي ملامحه مع محاميه ابراهيم الدسوقيلحد دلوقت مفيش نتيجه وهما منتظرين مني رد قلتلي هتصرف وبرضه معملتش حاجه ..
إبراهيم پخوف يا باشا والله انا مش قاعد انا مسبتش طريق الا ومشيت فيه .. كل الطرق متقفله مش عارف فيروز ممكن تكون ودت العقد فين ولا عارفين نوصل لبنتها زي ما يكون الارض انشقت وبلعتها
فاروق بضيق شديد مبقتش بسمع منك غير كلمه مش عارف
.. اومال انت عارف ايه .. انا مشغلك معايا ليه ..!!
ليقطع نقاشهم رنين جرس المنزل .. و هو يتحدث معه بالانجليزيه ذات اللكنه الايطاليه المتقنه هل احضرت العقد
ام احضرت موتك مسيو فاروق..
كانت تجلس في غرفتها تفكر فيما حدث معها....
كانت حزينه وخائفه قليلا من حدته عليها مره اخري ولكن هذه المره كان ما يشغل تفكيرها اكثر هو الاطمئنان عليه وعلي ڼزف انفه اثر ذلك الشجار الذي تعرض له بسببها.. تريد الذهاب اليه ولكنها خائفه من ان يزجها مره اخري ثم نهضت بإصرار محدثه نفسها هروح له واللي يحصل يحصل
وبعد قليل توقفت أمام باب غرفته بتوجس ممكن ادخل...!!
قالتها مرام وهي واقفه امام باب غرفته تنتظر الاذن بالدخول فأجابها عبدالله بأقتضاب عايزه ايه !
مرام برفق عايزه اطمن عليك..
رد عليها پحده بالغه وانا مش عايزك تطمني عليا واتفضلي روحي علي اوضتك
مرام بندم وأعتذارطيب انا اسفه ..
عبدالله بجمود مش متقبل اسفك ده واتفضلي امشي ..
مرام بمحايله طيب قولي انت كويس ولا لا وبعدين همشي.....!
عبدالله بأقتضاب شديدكويس ..
ظلت واقفه امامه بدون حركه ولم تقوي علي التفوه بشئ ولمعت عيناها بالدموع... لف عبدالله رأسه ونظر لها وجدها تبكي فرق قلبه لها بحنان رغما عنهطيب بټعيطي ليه دلوقت !!
مرام برقه شديده همستعشان مش عايزاك تزعل مني
دهش قليلا من ردها ذلك... اتلك الدموع من اجل غضبه منها!!!.أبتسم بحنان ليه...!! وانا افرق معاكي !
مرام مسرعه انت بتقول ايه ايوه طبعا
ثم نظرت لعينه بصدق وأضافت مبحبش أزعل القريبين مني.... وأنا مليش غيرك
عبدالله بعطف وحده قليله ..تمام يبقي كل كلمه قلتها تتنفذ بناطيل لا .. شعرك ده يتحجب مش عايز حد يشوفك بالمنظر ده غير انا وبس فاهمه !
فاقتربت منه وامسكت يديه وقالت حاضر
ابعدي عني روحي اوضتك دلوقت ومتجيش تاني ..
فتحت عيناها ونظرت له في حزن هامسه بس انا عايزه افضل جنبك ليه عايزني امشي !!
قال وپحده اعلي اناااا قلت امشي ..
وبالفعل ذهبت في ڠضب الي غرفتها حين حدث نفسه بعد مغادرتها قائلا وهو ينفي كل ما يشعر به تجاهها قائلا پغضب ..
لا مكنش لازم يحصل ده انا مش هفضل معاها طول العمر هييجي وقت وهسيبها مش لازم اي حاجه تحصل ومهما كان دي برضه عيله
ولكنه يعلم جيدا انه ېكذب علي نفسه بقوله تلك الكلمات وبداخله لا يتمني سوي قربها فقط....
أما هي فلا تدري لماذا اصبحت تود قربه وحديثه تفكر به دائما وتخاف ان اصابه مكروه سمعت كلامه وبالفعل وافقت علي تنفيذه فقط من اجل ان لا تغضبه لا تريد مقاطعته لا تريد غضبه منها ولكن ما زاد عندها له هو حديثه مع تلك الفتاه كيف له ان يحادثها ويتركهها بمفردها هو فقط لا يحق له سوي الحديث معها فقط من يحق لها الضحك معها........
مشاعر غريبه لأول مره تتعرف عليها ولا تدرك ماهيتها...
لسه صاحيه !
التفتت الي ذلك الصوت وجدته يدلف غرفتها فأعتدلت في جلستها وقالت متصنعه الڠضب...
ايوه .. حضرتك عايز اي مش قلتلي امشي !
عبدالله بضحك ههههههه انتي قلبك مش ابيض علي فكره ..
مرام بأقتضابشكرا
عبدالله بمراوضه طيب يا ستي متزعليش بقه ..
نظرت اليه في هدوء اخدت دوا ولا حاجه عشان الڼزيف
ثم أقترب منها بحنان مضيفا اه اخدت متقلقيش .. وهنروح الاسبوع الجاي عشان نجيب اللي مجبناهوش النهارده
تذكرت امر تلك الفتاه وقالت پغضب مكتوم طيب بس نروح مول تاني غير ده ممكن
عبدالله بمكر ليه!!... دا حتي حاجاته كلها كويسه ومفيش منه كتير
مرام پغضب كده مش عايزه اروح فيه تاني وخلاص
عبدالله بضحك طيب فهميني بس اي اللي ضايقك !
مرام بإقتضاب مفيش ..
ثم اشاحت بوجهها بعيدا عنه منتظره أن يتحدث ولكنه ظل صامتا وهو ينظر إلي ڠضبها...في حين مرام أضافت بأستياء
هو انت ليه كنت بتتكلم مع البنت دي !
فأجاب في تساؤل وحيرهبنت مين !
فقالت في عڼف وغيره واضحه البنت اللي كانت في المول وكانت عماله تضحك معاك قوي دي !
قهقه عبدالله حين سمع حديثه وايقن ان ذلك هو سبب رفضها لشراء ملابسها من ذلك المول مره ثانيه...
مرام بضيق انت بتضحك علي ايه !
عبداللهههههههههه لا مفيش مفيش .. بس انتي اي اللي مضايقك ما اتكلم معاها براحتي ..!!
تحدثت پعنف نعم!!!!
لا طبعا مش براحتك متتكلمش معاها تاني ومش رايحه اجيب من المول ده تاني بس.....
فجالت في باله فكره وقالطيب خلاص هنروح ومش هتكلم معاها تاني
قالت بغير قناعهماشي اما اشوف
وحين وجدته ينهض للمغادره امسكت بيده وقالتلا اقعد معايا كمان شويه لحد ما انام وبعدين امشي
وبالفعل لم يريد هذه المره ان يغضبها اكثر فجلس بجوارها اخذ يتحدث معها ويستمع اليها ..وكعادته يهيم بزرقاوتيها في عشق لم ينتبه اليه بعد........
للأسف انا معرفش اي حاجه عن الموضوع ده ولا الدكتوره فيروز الله يرحمها اتكلمت معايا في اي حاجه زي دي كل كلامها معايا كان عن مرام وبس
قالها عبدالله ل
اللواء جلال ومروان بعد ان قص عليه ما يمرون به من معضله.....
أطرق اللواء جلال صامتا قبل أن يؤكد عليهمطيب دلوقت احنا لازم نوصل لحل لازم نلاقي السوار ده ..
الټفتو جميعا الي ذلك الصوت الذي قطع حديثهم.....
انا اعرف هو فين ......
ارائكم
حلقه
بقلم الكاتبه إيمان حجازي
إيمووو
اغار علي تلك العنيده.... فلو كان بيدي لوضعتها تحت وسادتي وانا نائم...
ألتفوا جميعا الي ذلك الصوت الذي لم يكن سوي مرام حيث كانت تستمع الي حديثهم منذ فتره دون علمهم .. ليهب اللواء جلال واقفا بأتجاهها ويمسك رأسها بيده قائلا في دهشه حقيقيه
تعرفي مكانه يا مرام بجد.... قولي هو فين بسرعه!! ....
فلاش باك
قبل سنتان.....
زكريا بحب الله يسلمك يا حبيبتي ..
ثم تركها وذهب الي مرام التي قامت مسرعه اليه هي ايضا حبيب بابا .. وحشتيني
مرام بعفويه وانت كمان وحشتني اوي يا بابا .. جبتلي الدبدوب !
نظر اليها في حيره فهو بالفعل لم يحضر لها شئ ونسي تماما ذلك الامر فقال لها.. طبعا .. هو انا اقدر انسي حاجه تطلبها مرمر مني .. اخد بس شاور واطلع اجيب لك احلي دبدوب
ثم تركها وذهب ليأخد حماما دافئا... ذهبت خلفه فيروز تاركه مرام بمفردها .. حين نظرت حولها وجدت حقيبه صغيره فقالت محدثه نفسها.. اكيد دي الشنطه اللي فيها الدبدوب
واخذت تفتحها لتري ما فيها فوجدت علبه صغيره الي حد ما بداخلها عقدا ألماسي حزنت لان والدها لم يحضر لها ما تريد وظنت انه احضر ذلك العقد تعويضا عنه....ظلت تلعب به لفتره ولكن لم تستطيع غلقها حول معصمها أو رقبتها فنادت علي والدتها الذي خرجت مع والدها...والذي حين رأي ما تفعله حتي مرام قام بالصړاخ في وجهها في قلق وڠضب شديد...مرااااام سيبي البتاع ده من ايدك بسرعه ..
وركض بأتجاهها يأخذ السوار من يديها ويضعه بالعلبه مره اخري
خضت مرام من حده والدها وايضا دهشت والدتها ف لما كل تلك العصبيه اكل ذلك من اجل سوار أو تقدا بسيطا !
ازدادت دهشتها ايضا لما سمعت حديث ابيها مع امها...
فيروز بضيقمالك يا زكريا ! البنت مغلطتش يعني عشان العصبيه دي كلها ..!
ردد هو الاخر بنرفزهاسكتي يا فيروز ..انتي مش فاهمه حاجه متعرفيش السوار ده فيه ايه .. لازم نخبيه الاول في مكان امن وبعدين لما اخلص العمليه اللي ورايا هاجي واحكيلك كل حاجه ..
تفاجئت فيروز من نبرته تلك ولكنها تدرك طبيعه عمله جيدا فرددت بإيماء وتفكير اوك بس نخبيه فين يعني .. هنا ف الشقه ..!!
اسرع مرددا بحرص ونفيلا طبعا مضمنش مستحيل يبقي هنا .. ءأمن مكان اننا نوديه شقه اكتوبر
فيروزقصدك المخزن !
زكريا ايوه .. دي مهمتك يا فيروز لحد ما ارجع واشوف هنتصرف ازاي .. ياريت من غير اسأله وانا هبقي افهمك كل حاجه بعدين ........
باگ
يعني دلوقت السوار ده في شقه اكتوبر ! غريبه انا معرفش حاجه عن مكان الشقه دي
قالها جلال في حيره بعد ان استمع الي ما قصت عليه مرام....
ليبادر مروان بالحديث قائلا في تسرع بس الشقه دي مفيهاش حاجه .. انا متأكد السوار مش موجود هناك
ليجيب عليه جلال في عدم فهم لما يحدث قائلا بأستنكاروانت عرفت منين مكان الشقه دي يا مروان وهي بتقول ان مفيش غير زكريا وفيروز بس اللي يعرفوها واي عرفك ان مفيهاش حاجه ..!!
ثم اكمل في ارتباكواحتمال كبير بنسبه 90 انه يكون دور هناك عليه وملاقهوش والا مكنش لسه بيدور لحد دلوقت..
جلال بشك وطالما انت عارف ان في شقه تبع
زكريا ومحدش يعرف عنها حاجه الا قليل زي ما بتقول .. ليه مجتش بلغتني بحاجه زي دي !
اجابه مروان في توتر بالغ انا فكرتها معلومه غير مفيده يا فندم والا كانت وصلتنا لحاجه
جلال بعصبيه نعم يا سي مروان ! .. من امته بتخبي عليا معلومه سواء مفيده او غير مفيده .. انت بتهرج يا مروان ..!!
مروان بندم اسف يا فندم
جلال بنرفزه اسف اي بس وزفت اي دلوقت !!
لتقاطعهم مرام في اهتمام قائله هو يمكن يكون معاه حق يمكن يكونوا دورا بس ملقوش حاجه ولا هيلاقوا حتي لو حد تاني دور في الشقه دي
ألتفوا اليها جميعا في اهتمام ليسألها جلال قصدك ايه يا مرام !
قصدي ان الشقه دي فيها مكان سري محدش يعرفه غير ماما وبابا وبس مهما دورتوا مش هتعرفوا توصلوا لحاجه ..
اللواء جلال في تسرع ولهفهطيب وانتي تعرفي المكان ده يا مرام !
مرام بعفويه اه اعرفه
ليبتسم جلال في انتصار وفرح قائلا عظيم .. عظيم قوي يسلم فمك يا مرام .. بكره علي طول نروح نشوف المكان ده ..
مروان في توتر محورا دفه
الحديث بكره مينفعش يا باشا .. حضرتك ناسي العمليه اللي هتبدأ بكره .. احنا طالما عارفين مكانه وكمان مرام بتقول ان محدش يعرف مكانه غيرها ده معناه انه في مكان امن محدش يقدر يوصله .. عشان كده
ممكن نأجل الموضوع ده لبعد العمليه .. وبكده نكون مطمنين عليه
اللواء جلال بإيماء وتفهممعاك حق يا مروان خليه دلوقت طالما هو في امان ..
بقلم إيمان حجازي
إيمووو
انت لا تهتم پألمي لانك واثق اني لك...... اتظن بأنني ضعيفه سأترك لك حياتي تتحكم بها علي ملئ ارادتك اتظن بأنك اسرتني وجعلتني عبده ذليله لك وانك كسرت اجنحتي وحطمت اسواري .. يا لك من احمق غبي
بقلم إيمان حجازي
إيمووو
اي رأيك في الحجاب ده .. ده اللي عرفت الاقيه معلش بقه استحملي علي ما نخرج !
قالها عبدالله وهو يدلف غرفه مرام بيده حجاب لها والتي اجابته ضاحكه هههههه هو انا يعني اللي بعرف اوي فيهم اهي اي حاجه ممكن تداري وخلاص ..
عبدالله بأبتسامه طيب يلا اجهزي عشان خارجين دلوقت وياريت تلبسي حاجه واسعه
اجابت بنفس الابتسامه قائله حاضر ..
وبعد قليل دلف إليها مره ثانيه كل ده بتجهزي ..!
اجابت في ضيق بقالي ساعه مش عارفه اعمل البتاع ده .. طيب الله يخليك نروح هناك وممكن اطلب من اي حد من البنات تعلمني بيتعمل ازاي !
اجاب بخبث قائلا اه فعلا معاكي حق احنا نروح للبنوته الحلوه اللي كانت هناك دي وانا هقولها تعلمك ازاي تعمليه
اجابها عبدالله وهو يرمقها بنظره خاصه بس انتي أول واحده اعملها الحجاب ده
أشاحت مرام رأسها في توتر وخجل ثم ابتسمت تسلم... احم.. يلا نمشي..!!
ضحكا سويا وذهبا الي نفس المول التجاري واستقبلتهم نفس الفتاه السابقه في ترحاب اهلا وسهلا يا فندم اتفضلو نورتونا للمره التانيه ..
ما ان وجدتها مرام حتي نظرت لها في حقد وهي ممسكه في يد عبدالله قائله متشكره جدا ..
ثم وجهت حديثها الي عبدالله قائله وهي تشتد علي يده اكثر وتذهب به بعيدا عنهايلا يا عبده عشان تختار معايا اللبس
بينما عبدالله اخذ يشاهد ما يحدث وهو يقهقه بصوت خافض لما تفعله مرام والذي ليس له تفسير سوي
الغيره .. ماذا تفعل تلك المجنونه الصغيره!!! ولكن أعجبه ذلك الجنان جدا وكان قلبه كان يضحك أيضا...
كل ده يا جماعه بره ليه يعني .. !!
نظرا عبدالله ومرام لبعضهما البعض ثم عادت مرام ترمقها بضيق.......
بقلم إيمان حجازي
إيمووو
انا لحد دلوقت يا باشا مش فاهم رساله اي اللي جاتلك دي وازاي قلت لهم بكل ثقه انك هترجعلهم السوار في خلال اسبوع ..
قالها ابراهيم وهو يجلس امام مكتبه يتناول فنجان القهوه بهدوء واسترخاء مع ابراهيم محاميه حيث اجابه.. طبعا انت عمال تدور ف طرق كتييير وموصلتش لحاجه لكن مهما وصلت هتفضل برضه تتعلم مني
ليرد عليه ابراهيم في استغراب وبرضه لحد دلوقت مش فاهم قصدك ايه يا باشا !
قصدي ان فعلا تقريبا السوار بقي تحت ايدي وهياخدوه في خلال اسبوع او اقل كمان
ابراهيم پصدمه ازاي يا باشا مش فاهم !
فاروق بضحكه أنتصار انا هفهمك.................................
وبعدما أخبره بكل شئ ردد أبراهيم بذهول شديد يااااااااه يعني انت عارف مكانهم !
فاروقايوه طبعا يا غبي ..
إبراهيمامال سايبني ادور عليهم ليه كل ده !
عشان ده اللي يوصلهم لما يدورو ورايا عايزهم يعرفوا اني مش عارف حاجه واسيبهم يخططوا زي ما هما عايزين
علي كده فعلا السوار هيبقي مع ميكيس وروفا !!
فاروقبتأكيد وثقه اكيييد
إبراهيم طيب هما هيفضلوا قد اي في مصر !
بصراحه لسه مش عارف لكن كل اللي اعرفه انهم هيستنوا لحد ميعاد العمليه تقريبا وبرضه لسه مش عارف امته بالظبط ...
ثم اضاف في شرود وتوعد
تنتهي بس العمليه علي خير عشان اتفرغ للأستاذ عبدالله علي رواااق وتركيز...... ده أنا هعرفه اللعب علي المظبوط وإزاي يفكر يتحداني
بقلم إيمان حجازي
إيمووو
كانا ينظران الي ذلك الصوت والذي لم يكن سوي سمر التي اتت من قبل ساعه ولم تجدهم فشعرت بالضيق واخذت تنتظر قدومهم علي احر من الجمر .. نظر عبدالله ومرام الي بعضهم البعض في تعجب ثم بادر عبدالله الحديث مرحبا بها
اهلا يا انسه.. معلش انا مش فاكر اسم حضرتك ايه
قالت سمر في ضيق لأنه
لم يتذكرها وهي تمد يدها اليه للسلام حيث انه للمره الثانيه لم ينتبه اليها ولم يعيرها انتباهه مما ازعجها كثيرا سمر .. اسمي سمر يا استاذ عبدالله
عبدالله بجمود تشرفنا مره تانيه يا انسه سمر
سمر بإعجاب الشرف ليا حضرتك
ثم اشاحت بنظرها الي مرام التي انزعجت مما حدث بغير سبب واضح الي الان ومدت يدها هي الأخري لتسحبها من يد عبدالله وتبعدها عنه اهلا بيكي يا انسه سمر
سمر لا انا بالنسبه لك انتي سمر بس من غير انسه .. وكمان الاستاذ عبدالله لو يحب يقرب المسافات ممكن يناديني سمر بس من غير القاب
قالت جملتها تلك وهي ترمق عبدالله بنظره خاصه فهمها عبدالله جيدا ولم تعجبه مطلقا فردد عليها بإقتضابلا معلش انا بحب التقدير شويه والتحفظ بالنسبه للناس اللي مبيجمعش بيننا غير علاقه رسميه ومش هيكون في بعد كده
ليجيب عبدالله بنفس اللكنه تنورينا ف اي وقت..
مما زاد من انزعاج مرام ثم اكمل
عبداللهاتفضلوا جوه مش هنتكلم ف الجنينه ..
بقلم إيمان حجازي
إيمووو
تحدت ميكيس بالانجليزيه ذات لكنه ايطاليه في الهاتف قائلا مسيو باسل .. اطمئن لم يتبقي لنا سوي القليل ونحصل علي السوار المكمل
باسل بإيماء اجل .. احسنتم ولكن ابقوا متيقظين لذلك ال فاروق..... فأنه مراوغ
ميكيس لا تقلق سيدي سيظل حبيسنا بعد اخذ السوار لټنتقم منه بنفسك ..
باسل اجل ان خلاصه علي يدي لا محاله .. انتظروا قدومي عن قريب..... لا تتوقفوا عن بث الاخبار مباشره
اجل سيدي .. وداعا ..
بقلم إيمان حجازي
إيمووو
هو عبدالله راح فين !
قالتها سمر الي
مرام بعد جلسه طويله متقطعه معها حيث كانت بين حين واخر تنتظر قدوم عبدالله الذي تركهم وذهب الي غرفته.....لتجيبها مرام في حنق قائلهوهو انتي عايزه عبدالله في ايه!
سمر بمراوغه ههههه عادي يا مرموره نقعد مع بعض شويه مش هيجري حاجه ..!
مرام قاصده إحراجها بس انتي قلتي انك جايه عشان تقعدي معايا انا
سمر بتوتر متكبريش الموضوع يا مرموره .. انا بس حابه اننا نتغدي كلنا مع بعض مش اكتر وكمان انا اللي هعملكم الاكل بأيدي ..
مرام بضيق لتدخلها في حياتهم هكذا معلش لو سمحتي انا بعرف اعمل اكل كويس ومش محتاجه حد يساعدني
سمر لا انا كمان بعمل اكل كويس ومتهيقلي انتي مبتعرفيش زيي!
لتقول مرام في حده وغيرهلا انا احلي
سمر بخبث طيب انتي مټعصبه ليه انا عندي فكره .. احنا نعمل كل واحده اكله تمام....وعبدالله هو اللي يحكم مين فينا الاحلي اوك !
اجابتها مرام في غيظ وخوف.... ف لو رفضت ستعلن الاخري انتصارها ولو قبلت تخاف بالفعل ان تصبح اجمل منها وينبهر بها عبدالله اكثر فقالت في حسم وبرائهموافقه ..
وبالفعل بدأت كل واحده منهم بتجهيز طبقها والذي لم يكن سوي بيتزا اللحم الشهي...
قامت مرام بصنع البيتزا الخاصه بها والتي تعرف طريقه صنعها جيدا وتحفظ خطواتها ومقاديرها فهي بالفعل طباخه ماهره ثم نظرت اليها سمر في غل واضح وقالت لمرام في مكر...مرام في ممكن تشوفي صوت الميه ده جاي منين تقريبا من الحمام !!
لتجيبها مرام في براءهانا مش سامعه حاجه !!
سمر بمكر لا يا مرام اتأكدي كويس شوفي الحمامات كده ..
وبالفعل ذهبت مرام لتتأكد من الحمامات علي حسن نيه ..ثم عادت وجدت سمر مازالت تصنع خبزها قائله.. ملقتش حاجه يا سمر تلاقيكي كان بيتهيقلك بس
اجابت سمر في خبث ضاحكه اه يمكن برضه .....
وبعد نصف ساعه صعدت مرام لعبدلله لتدعوه لتناول الغذاء والذي اتي علي الفور وجلس امام المائده متعجبا وهو ينظر للطعام بضحك هما الاتنين بيتزا نوع واحد .. طيب اي الفرق بينهم !
اجابت سمر مسرعه في دلال قائلهاصل انا ومرام اتحدينا بعض وقلنا انت اللي تحكم مين فينا بتعرف تعمل اكل افضل من التانيه ..
لا يدري لما شعر عبدالله بشئ خاطئ حدث بينهم فهو لا يميل الي طريقه حديث سمر وايضا سلوكها تجاهه في حين نظرت لها مرام في ڠضب لا تريد اظهاره امامها ... بدأ عبدالله بتناول قطعه من البيتزا التي صنعتها سمر في حين جلست سمر ومرام في ترقب لاعطاء رأيه وجدها شهيه ذوق مذاق جيد قائلا ما شاء الله .. جميله اوي البيتزا بتاعتك يا انسه سمر....
انزعجت مرام كثيرا في حين ابتسمت سمر في انتصار وترقبت رأيه فيما صنعت مرام.....
ثم اتجهه الي البيتزا الخاصه بمرام واخذ قطعه منها ايضا واخذ يمضغ بها احس پحده وملوحه قويه ف فهم علي الفور ما خططت له سمر فهو ليس بالغبي لكي لا يفهم تلك اللعبه التي لعبتها سمر فهو يعرف مرام جيدا في الطهي حيث أنه بالفعل ذاق صنعها من قبل ف قال بأبتسامه وأعجاب
معلش يا سمر لكن مرام طول عمرها شاطره في الطبخ والبيتزا
بتاعتها اجمل بكتيير
تهللت اسارير مرام في فرح وابتسمت بشده اليه شاكره اياه وترك سمر في حيره واضحه......الي ان ترك عبدالله سفره الطعام ذاهبا لغرفته وقامت مرام وذهبت خلفه لي تشكره في انفراد وقبل أن تصعد رمقت مرام سمر بنظره أنتصار وتشفي.....
اخذت سمر قطعه من بيتزا مرام ولم تتحمل ان تضعها في فمها اكثر من حدتها ثم حدثت نفسها في تعجب.....
انا مش فاهمه حاجه ليه قال عليها حلوه ليه بيعمل معاها كده ليه انا كمان بيعاملني بالجفاء ده !! نظراتهم لبعض وكلامهم اللي ميدلش علي اي حاجه غير الغيره .. ده لو مكنش خالها كنت قولت انه بيحبها وبيموت فيها كمان عشان يعمل عشانها كل ده.... هو في إيه بالظبط
حاولت سمر بغير قناعه ان تتفهم ذلك علي انها صغيره وهو لا يريد ان يكسر بخاطرها ليس اكثر من ذلك.....
وبالأعلي وقف عبدالله أمام مرام ايه اللي حصل عشان تتحدوا بعض
يا مرام ف الاكل!
قالها عبدالله الي مرام داخل غرفته لتجيبه مرام في ضيق من حديث سمر وما فعلته قائله والله هي يا عبدالله اللي كل شويه كانت
بتسأل عليك وهي اللي قالت انها عايزه تعمل الاكل عشان تتغدي معانا ولما رفضت اقترحت الفكره اننا نعمل اكل وانت اللي تحكم بيننا
عبدالله بتفكير طيب كنتو بتعملوا مع بعض ولا كل واحد لوحده !
مرام ببراءه لا كل واحده بتعمل لوحدها
عبدالله طيب انتي مسبتيش الاكل بتاعك لوحده خالص ومشيتي ..!
مرام بنفي لا طبعا ....
وفجأه تذكرت واضافت مسرعه اه سيبته لما رحت اتأكده من الحمامات هي اللي قالتلي كده
ضحك في ضيق حيث تأكد مما كان يفكر به قائلاانتي طيبه اوي يا ميمه والله
لتضحك في خجل قائله شكرا جدا..... هي دي حاجه وحشه
أجابها عبدالله الطيبه حاجه كويسه بس مش دايما... في كتير بيستغلوا الطيبه دي غلط
مرام وانا مش فارق معايا.... وشايفه أن الطيبه والحنان شئ حلو
عبدالله بأعجاب من تلك الطفوله البريئه عايز اقولك حاجه .. سمر ضحكت عليكي وعملت حاجه في البيتزا بتاعتك خلت طعمها مش كويس خالص ياريت تاخدي بالك منها بعد كده.....
مرام بتعجب وصدمه حاجه زي إيه!!!!
عبدالله كان طعمها مالح جدا ومش حلوه
ڠضبت مرام مما سمعت وقالت متوعده لها والله ما هسكت لها
ثم همت بالنزول في حنق شديد اليها وتوبيخها الي ان استوقفها عبدالله قائلا اهدي بس سيبك منها دلوقت وبعدين هي عايزه بس تعرفني ان هي احسن منك واظن انا رديت عليها كويس..... وبدل ما هي اللي تفرح انتي اللي فرحتي وانتصرتي.....
تذكرت مرام حديثه واطرائه عليها بالاسفل فأزدادت ابتسامتها قائله طيب هو انت ليه قلت كده بما انها مش حلوه !
نظر لها عبدالله في حب قائلاعشان اشوف الابتسامه اللي زي القمر دي ..
رمقته مرام بضحكه أكبر وفرحه شديده وهو كذلك...
الي ان قطع شرودهم صوت مزمار سياره بالاسفل فذهبا ينظران من الشرفه والذي لم يكن سوي سيف.... نظرا له عبدالله ومرام في ضيق هما الاثنين لا يرحبان بوجوده علي الاطلاق....
اهلا يا سيف ازيك ..
قالها عبدالله مرحبا به بغير نفس أجابه سيف ببرود اهلا بيك يا عبدالله ..
ثم مد يده الي مرام في اعجاب وتعجب في نفس الوقت حين رأها بالفستان والحجاب ازيك يا مرام .. مبروك الحجاب..
لم تمد يدها له وامسكت بيد عبدالله الذي مد يده هو سريعا اليه وقائلا وهو يمنعها عنه معلش بقه مبقتش بتسلم كمان علي الرجاله الغريبه
قال سيف في احراج شديد وهو يسحب يدهاه واضح.. تمام مفيش مشكله
ثم نظر الي سمر مش يلا ولا ايه .. !
ذهبت معه سمر سريعا بعدما كانت تراقب الموقف هي ايضا في ضيق وعدم فهم علي الاطلاق لكل ما يحدث....
بقلم إيمان حجازي
إيمووو
سمعت صوت انزلاق باب منزلها فأزدادت سعادتها كم تمنت ذلك كثيرا وكانت في انتظاره ليدخل عليها كعادته مبتسما في تشفي قائلا.....
رجعتي زي الاول اهوه مبروك ..
لتجيبه في حقد وڠضب ادركت جيدا كيف تخفيه لترسم علي محياها ابتسامه الرضا والحب قائله حبيبي .. كل ده بعيد عني معقوله هنت عليك تسيبني كل ده يا فاروق ..!
انت عارف اني مليش غيرك في الدنيا دي يا فاروق عشان خاطر الايام الحلوه اللي بيننا تسامحني واوعدك اني مش هزعلك ولا هعصي اوامرك تاني يا حبيبي ..
لان قلبه ووقع في شباكها برقه قائلا
يعني خلاص عقلتي تاني وعرفتي ان ملكيش غيري فعلا ..!
روز بمكر والله خلاص اول واخر مره يا حبيبي
ابعدها عنه فاروق هو انتي احلويتي علي الضړب ولا ايه! .. يلا اجهزي عشان مبقتش قادر علي بعدك اكتر من كده ..
لتجيبه قائله
لا استني شويه
ناكل ونشرب كاسين الاول مع بعض ولا موحشتكش ..
قال لها لا طبعا وحشتيني اوي اوي اوي كمان...
روزبدلالاستناني هنا وانا هحضر الاكل والشرب
واجيلك
بقلم إيمان حجازي
إيمووو
كانا يجلسون سويا بعد انتهاء مذاكرتها يشاهدون تلك المسرحيه الكوميديه ويضحكون بأصوات مسموعه في بهجه وفرح عارمه انا بحب مسرحيه العيال كبرت دي قوي مهما سمعتها مش بزهق منها .. متتخيلش سلطان ده بيضحكني قد ايه!!!....
ليجيبها في اعجاب وسعاده وانا كمان بحبها وحبيتها اكتر لما اتفرجت عليها معاكي ..
نظرت اليه مرام في سعاده وهي تقترب منه اكثر في ضحك...
ظل ينظر لها عبدالله بين الحين والآخر الي ان غلبها النوم علي كتفه اثناء مشاهدتها للتلفاز....
واخذ يزفر وهو يلفظ تلك المشاعر معه وينكر كل احاسيسه تجاهها وينفي نداء قلبه لا طبعا مش بحبها .. اكيد ده مش اكتر من مجرد انجذاب بس ليها .. لازم احط كنترول وحد لنفسي .. لازم كل ده ينتهي قبل حتي ما يبدأ .. من بكره في تصرف تاني معاها
بقلم إيمان حجازي
إيمووو
عجبتيني قوي علي فكره .. ايوه بقه هي دي روز حبيبت قلبي..
قالها فاروق بعد ان استيقظ من نومه. لتجيبه روز التي مازالت مستيقظه من الامس حبيبي كله يهون عشان خاطر رضاك انت كل حياتي
فاروق انتي اللي حياتي يا قمر .. وعشان كل اللي عملتيه ده امبارح وعجبتيني .. خلاص ارجعي تاني اعملي كل اللي نفسك
فيه رجعتلك كل اللي كنتي بتملكيه ولو حابه النهارده تنزلي الشركه انا معنديش مانع نهائي
ابتسمت روز في انتصار وغل وتشفي قائله تسلملي يا روح قلبي انت ...
فهي لم تريد سوي تلك الفرصه في الوثوق بها مره اخري وها قد حصلت عليها...
بقلم إيمان حجازي
إيمووو
أستيقظت مرام من نومها وتذهب لتبحث عنها كعادتها اليوميه لتناول الفطور معه لم تجده بغرفته .. نظرت الي اسفل وجدته بالحديقه يروي احواض الورود ف ذهبت اليه مسرعه وهي تبتسم قائله صباح الخير
لم ينظر اليها بل ظل يروي الورد واجابها في جمود قائلا صباح النور
تعجبت من رده فعله تلك واضافت انا هجهز الفطار عشان نفطر
اجابها بنفس اللكنه ايضا انا فطرت افطري لوحدك وياريت تخلصي فطارك وتذاكري علي طول....
ثم تركها وذهب الي غرفته....
ازداد من تعجبها لحديثه معها بتلك النبره التي لم تعهدها منه مسبقا وظلت واقفه بجانب الورود في حيره تسأل نفسها ماذا فعلت من خطأ ليجيبها هكذا ... ثم ذهبت خلفه الي غرفته وجدتها مواربه شبه مفتوحه....ذهبت اليه قائله في لين هو انت زعلان مني ليه انا عملت حاجه غلط .. !
نظر اليها في جمود وصلابه واجابها پحده قائلا مش المفروض من باب الاحترام انك تخبطي قبل ما تدخلي يا انسه ولا ايه !
اجابت وهي علي وشك البكاء قائله انا اسفه والله بس الاوضه كانت مفتوحه عشان كده دخلت ..!
عبدالله بعصبيه طيب اتفضلي دلوقت علي اوضتك روحي ذاكري ...
اختلج قلبه من حديثه ولانت اهدابه واغمض عينه مقاوما سحر حروفها حين نظر اليها ووجد تلك العبرات متجمعه في مقلتيها الزرقاوتين....
ولكن نفض ذلك الشعور ايضا من قلبه واشتد عليها اكثر قائلا ..
مرااام بطلي دلع ومتتحججيش عن المذاكره اتفضلي يلا علي اوضتك
خاڤت مرام من حدته تلك وذهبت مسرعه وهي تبكي الي غرفتها قائله لنفسها..
ليه بيعاملني كده انا معملتش حاجه
ثم تذكرت ما حدث بالامس فمال قلبها وتمنت ان يعود اليها مثلما فعل واخذت تفكر به في لهفه ومشاعر غريبه من نوع خاص.....
بقلم إيمان حجازي
إيمووو
في صباح يوم اخر اتي مروان الي منزلهم فأستقبله عبدالله في ترحاب اهلا مروان ازيك !
ليجيب مروان علي
عجاله وتوتر اهلا ازيك يا عبدالله .. فين مرام ..!
تعجب عبدالله من حديثه قائلا فوق بتذاكر .. خير ..!!
مروانلازم تيجي معايا دلوقت عشان تقولنا علي مكان العقد لان جه وقته ..
نظر له عبدالله في قلق من حديثه ثم قال
طيب ليه جلال بيه مش معاك دلوقت مش المفروض تكونوا سوا ..!
مروان بتوترجلال باشا عنده عمليه مهمه دلوقت وهو اللي امرني اني اجيب مرام ليه وياريت تستعجل عشان الوقت ضيق ..
نادي عبدالله علي مرام التي اتت مسرعه اليه ظننا منها انه سيصالحها بحديثه مره اخري ولكنها فوجئت بمروان الذي معه فخاب املها ونزلت ببطئ ملبيه نداءه قائلهافندم !
ليجيبها مروان قائلا
يلا يا مرام عشان تقوليلنا علي مكان السوار ..
نظرت الي عبدالله الذي اومأ لها بالموافقه قائله اوك حاضر جايه
ثم اتجه عبدالله معهم في حين استوقفه مروان قائلا
معلش مش هينفع تيجي معانا الاوامر جاتلي بأني اجيب مرام بس لزوم التدابير الامنيه .. متقلقش يا عبدالله كلها ساعات وهترجع تاني..
في حين قالت مرام في هلع
لا انا عايزه عبدالله معايا ارجوك يا عمو
مروان بنفيمينفعش يا مرام لازم تيجي لوحدك
ثم وجههت حديثها الي عبدالله قائله في توسل وبكاء
ارجوك تعالي معايا .. ارجوك والله مش هزعلك تاني وهعمل اللي انت عايزه كله بس متسبنيش لوحدي
نظر اليها
مروان ورأي تأثير عبدالله الشديد عليها مما زاد من قلقه وخوفه فقال.. يلا يا مرام دلوقت .. مفيش وقت نضيعه
بقلم إيمان حجازي
إيمووو
عمو الله يخليك خلي عبدالله ييجي معانا .. عمو عشان خاطري خليه ييجي معانا
قالتها مرام في توسل وخوف الي مروان الذي كان يقود السياره بسرعه چنونيه مبتعدا عن المكان ولم يجيبها...
عمو الله يخليك خليه ييجي معانا ..
بقلم إيمان حجازي
إيموو
الفصل الثامن
وأحببتك حينما لم اضع بحسباني الحب....
وقف عبدالله حائرا لا يدري ماذا يفعل اخذ يذهب هنا وهناك من شده قلقه وهو يتصل باللواء جلال ولكن لا من مجيب مما أشعل القلق بداخله أكثر...
أخذ يهذي مع نفسه من فرط توتره....
اعمل اي دلوقت.. ميفرقش معايا كل اللي بيخططوله ولا اللي عايزين يعملوه... مرام اهم حاجه عندي دلوقت... مرام وبس.. ويولعوا كلهم في داهيه...
ثم استقل سيارته وذهب بأقصي سرعه خلف مروان دون التفكير في الأمر مجددا.....
اي يا زوزه اتأخرتي كل ده ليه !
قالها فاروق وهو يجلس بالمنزل منتظرا روز .. والتي اجابته بمكرحبيبي .. مش كنت في الشركه وكمان بجيب لينا الاكل والشمبانيا .. اديني بس 5 دقايق وكل حاجه تكون جاهزه ..
فاروق بإيماء اوك بس بسرعه لاني عندي شغل كتير
روز بدلال ماكر من عيوني ..
وبعد قليل خرجت روز ومعها اكل شهي وزجاجات من الشمبانيا وهي تميل نحو فاروق في دلال وأغراءحبيبي يلا كل شي جاهز.....
ثم اخذت تنظر
اليه وتفكر كيف تنفذ مخططها الي ان نهضت ووقفت خلفه مما اقلقه بعض الشئ....
روز مالك في اي مش هتاكلي ..!
عااااااا واخيرا يا فاروق الكلب.....
اجابها في ابتسام وتشفي رغم ضعفه
ما هو عشان انتي رخيصه يا روز وده اصلك مخدتيش في ايدي غلوه عشان اقنعك
اجابته بكل حقد وكراهيه
دا عشان انت اللي ۏسخ .. ودلوقت جيه وقت اني ادفعك تمن حياتي اللي ضيعتهالي ..
ليجيبها في غيظ وكره اكبر متوعدا ورحمه امي يا روز لاندمك علي اليوم اللي شوفتيني فيه
ثم اخذ يتألم اثر الضربه التي تلقاها منها لتجيبه
انت مش شايف ان حالتك صعبه اوي دلوقت عشان توعد او تهدد حد
ثم اكملت في ابتسام وهي تسخر منه طيب كنت اتشطر علي اللي اخد منك بنت اخوك وورثها كلها وانت وقفت زي الكلب مش عارف تاخد منه لا حق ولا باطل ..
أجابها فاروق في الم بصوت متقطع مصيرك ومصيره هيبقوا علي ايدي انا متسواش 5 جنيه
يلا انزلي قدامي !
قالها مروان الي مرام وهو يحثها علي النزول
من سيارته امام البرج الفاخر في مدينه السادس من اكتوبر...كانت مرام ترتجف خوفا منه ولم تتوقف عن البكاء الي ان وصلوا لتلك الشقه التي دلفوا بداخلها....
مروان پحده يلا دلوقت فين مكان السوار..... !
اجابته مرام في ارتجاف حقيقي هنا في المكان ده ..
ثم اشارت الي الجدران والتي كان نصفها من السيراميك ونصفها من الالوان والزخارف...ثم قال لها في عيد وڠضب انتي هتستعبطي .. بقولك فين المكان ده !!
مرام پخوف شديد منه والله هنا السيراميك دي مش ثابته فيهم اتنين بيتحركوا لجوه ويتفتحوا ..
وبالفعل ذهب الي تلك السيراميك المتحركه وذهل عندما رأي فعلا حركتهم للداخل والخارج...
قهقه في فرح وانتصار تلاشي تلقائيا عندما وجد كل ما كان يرجوه ذهب هباءا حيث ان المكان لم يكن سوي فارغ....
نظر مروان الي مرام في غل وغيظ وهو قائلا انتي بتضحكي عليا يا بنت الكلب !!
ارتجفت مرام في تلك اللحظه ولم تستطع قدماها حملها اكثر اكثر من ذلك.... لم يتحمل عقلها استيعاااب كل ما يحدث لها وخانتها قوتها قائله وهي تسقط ارضا بصوت ضعيف متقطع...
ع ب د الله..... با...با
وصل عبدالله الي نفس المكان ووقف بالأسفل أمام ذلك المبني في قلق.... يكاد قلبه ان ينشطر علي فقدان صغيرته وظل يراقب سياره مروان التي اصطفها بالجوار منتظرا قدومه بالاسفل وهو يحاول الاتصال باللواء جلال الي ان جائه الرد أخيرا....
الو ايوه يا عبدالله !
ليرد عليه عبدالله بكل عنفوان متناسيا مكانته ونفوذه
انت جاااااي دلوقت تقولي ايوه يا عبدالله .. انت فين من الصبح !
اهدي يا عبدالله وخليك اهم حاجه في الفيلا دلوقت وانا جاي لك
فيلا مين اللي افضل فيها مروان خدها من قدامي وانا معرفتش اعملها حاجه .. انا دلوقت واقف تحت شقه اكتوبر ولو مكنتش رديت كنت هطلع له واللي يحصل يحصل ان شالله اموت فيها ..
انت غبي ايه اللي خلاك تمشي وراه !
انت عايزني اسيبهاله
.. انت عارف كويس ان السوار مش فوق ..
مش هيعملها حاجه حتي لو معرفش يلاقي السوار برضه هو محتاجها .. خليك واقف مكانك متمشيش وراه يا عبدالله والا هيقتلك انت بالنسبه له مش مهم بالعكس ده ممكن يكون واخد اوامر پموتك فعلا .. متخليهوش يشوفك يا عبدالله ..
انا مش هاخد اوامر من حد تاني كفااايه .. ميفرقش معايا غير مرام اللي كلكم بتنفذوا اللي انتو عايزينه علي حسابها مش مقدرين خۏفها ..
ثم اغلق الهاتف في حده ومسك رأسه بيديه في عڼف واخذ يهذي.... اهدي يا عبدالله اهدي عشان تعرف تفكر
لم يستحيب لها وخرج مسرعا تاركا اياها في في صډمه وخوف....
سيف ببرودتلاقيه حصل حاجه في الشغل خلته كده ..
سمريمكن بس هو لسه تعبان ..
يا ستي هو انتي اول مره تعرفي ابونا ما هو طول عمره كده بياخد كل حاجه علي اعصابه
اه طبعا ما هو مفيش ابرد منك .. نفسي اعرف هو انت هتبقي ظابط ازاي بالبرود ده !
يا عم اقعد هو انت تطول اساسا ..
نظرت له سمر بخبث قائله وهي تغمز له
طب ما تقول بوضوح كده الواحد نفسه في مرام
سيف بمماطله مضحكه اي ده مين! فين! ازاااي !.. مين قال مرام دلوقت انا جبت سيرتها ..!!
سمر بضحكه ههههههه والله شكل السناره غمزت بس وقعت واقف المره دي ..
سيف هههههههههه لسانك ده هقطعهولك قريب
لترد عليه بجديه قليلا في اهتمام قائله هو انت فعلا حبيتها يا سيف !
اجابها بنفس الجديه قائلا
والله مش عارف بس انا اتشديت ليها قوي وفعلا اتمنيت انها تبقي معايا .. بس مش عارف خالها ده بحسه غريب كده ليه
إجابته سمر في اهتمام أكبرمش عارفه حاسه انه في حاجه غلط في موضوع عبدالله ده مش حاساه خالها نهائي... في ان في الموضوع ..
ليلقي عليها سيف بالمخده في وجهها قائلا اه يا فليسوفه عصرك ..واي
كمان يا سياده المفتش كرومبو ...
جسي مروان علي ركبتيه امامها وهو ينظر لها في ړعب حقيقي وترك مسدسه بجواره قائلا وهو يحاول ان يجعلها تفتح عينيها مراااام .. مرراااام اصحي متودنيش في داهيه... مرااااام......!!!!!!!
دلوقت مفيش قدامي غير اني اسلمها لعمها وهو اللي يتصرف بقه
وقام بالاتصال بفاروق وبالفعل اتجهه بها الي الشقه السريه لعمها والتي لم يعلم بها ايضا سوي القليل .. روز وابراهيم الدسوقي وهو ... نظر عبدالله امامه وجد سيارته تتحرك فركب سيارته هو ايضا مسرعا خلفه في عصيبه في حين اتصل به اللواء جلال.....
عبدالله...... سامعني !
ايوه معاك....
اي اللي بيحصل عندك دلوقت !
معرفش حاجه انتو مكتفيني مش معايا حتي احميها بيه....
بلاش تهور يا عبدالله وقولي حصل اي
نزل من الشقه دلوقت ومشي بالعربيه ومعرفش اساسا رايح فين...
انا عارف هو رايح فين دلوقت مقداموش حل غير يوديها لعمها بعد ما لاقاش السوار .. بحذرك للمره التانيه بلاش تهور ومتخليهوش يحس بيك والا هيقتلك ...
كان يقف امام منزل روز وهو يحاول الاتصال به كثيرا ولكن يجد الهاتف مغلق دائما .. قام برن جرس الباب ولكن لا من مجيب ايضا....
ليردف محدثا نفسه... قافل تليفونه ليه وهو المفروض مستنيني دلوقت .. والست روز دي كمان فين
ثم قام بالاتصال ايضا بهاتف روز فسمع رنينه بالداخل ولكن لا يوجد رد ايضا .. ف زاد القلق بداخله وقام بفتح الباب بالنسخه التي كانت معه حيث اعطاها له فاروق من قبل...
دلف ابراهيم بداخل الشقه ليجد ما لا كان يتوقعه علي الاطلاق..........
بقلم إيمان حجازي
إيمووو
دخل مروان وهو حاملا مرام علي كتفه الي شقه متوسطه الحجم بمدينه الشروق.... وضعها علي السرير بداخل احدي الغرف وقام بنثر قطرات الماء علي وجهها جيدا كي تستفيق غير مدرك بتلك العيون التي
ما أن رآها مروان بتلك الحاله حتي أردف لا لا لا من غير عياط خلي العياط والخۏف
ده لما عمك فاروق ييجي.....
ازداد نحيبها پخوف شديد وأخذت تمتم بتوتر عبدالله....
الحقني....
اخذ يضحك في غل وهو يربطها جيدا بالسرير قائلا....
عبدالله...عبدالله.... دوشتيني بعبدالله .. المفروض انك لسه صغيره علي الحب يا لوزه انتي لحقتي.... ولا انتي لقيتيها فرصه .. علي العموم متقلقيش مش هيكون مصيره اقل منك هجيبهولك هنا دلوقت ويشرف جنبك بس الفرق الوحيد بينكم انه ھيموت قدامك انما انتي لسه بدري عليكي شويه
ازداد بكائها وخۏفها عليه وارتجف قلبها وأخذ تبكي بصمت وألم وهي في صډمه شديده من خېانه مروان لوالدها وهو يعاملها بتلك الطريقه....
سمع مروان صوتا بالخارج فذهب مسرعا في قلق حيث وجد باب المنزل مفتوح فحدث نفسه قائلا اي الغباء ده سبت الباب مفتوح ازاي بس!!!....
ولم يفعل ذلك سوي شخصا واحدا فقط وهو عبدالله...
ذهب سريعا الي مرام وجدها في حاله لا يرثي لها...
انفطر قلبه علي رؤيتها بتلك الصورة وذهب سريعا اليها..
مرام حبيبتي انتي كويسه!
ثم اخذ يفك عنها الاربطه والتي بالفعل حررها منهم..
انت هنا يا عبدالله انت جنبي مش هتسيبني تاني ..!
لا يا حبيبتي انا جنبك ومش هسيبك تاني ابدا....ابدا...
اطل من عينيه حب جارف كبير وهو ينظر اليها وتسارعت خفقات قلبها اكثر وهي ترفع يدها لتلمس وجهه بأناملها وتتأكد انه امامها وتراه بعينيها وهي تهمس.... عبدالله
حتي قطع تلك الحاله عنهم وجعل قلب عبدالله يزداد خوفا اكثر مما قبل علي مرام هو تلك الصوت الذي كان بالفعل يراقب كل ما يحدث بتلك الشقه....
الله!!!.....إي المشهد الجميل ده ! حقيقي كان نفسي اعيش الحب ده وألاقي اللي يحبني كده......
مسيو باسل نورت مصر !!
قالها فراند مرحبا بباسل الذي اتي مصر من اجل تنفيذ المهمه التي تم تحديد ميعادها بالفعل....ليجيبه باسل في عنجهيه
اهلا فراند .. ميكيس وروفا فين دلوقت !
فراند في ضيافتي يا باشا هنروح ليهم حالا دلوقت اتفضل ..
وبالفعل اصطحب فراند باسل الي ميكيس وروفا اللذان تفاجئا من رؤيتهم له بدون سابق ميعاد وبقدومه أيضا... ولكنهم يعلمون بالفعل انه قادم قريبا... ليبادر ميكيس بالحديث قائلا بالانجليزيه اهلا بك سيدي سررت بقدومك ..
وترحب به روفا ايضا مسيو باسل اسعدتنا كثيرا بتلك المفاجأه ..
ليجيبهم باسل في هدوء تعلمون ان كل ذلك لابد ان يتم في سريه مطلقه لذلك لا يعلم احد بقدومي الي هنا
لتجيبه روفا متفهمة اجل سيدي نعلم ذلك جيدا
ليتحدث ميكيس ايضا هل تحدد ميعاد المهمه سيدي !
أجابه باسل اجل ميكيس .. سأخبرك حين قدومها ابقي مستعدا ..
ميكيس بإيماءفي الخدمه دائما سيدي
ثم وجهه باسل حديثه الي كل من فراند ميكيس وروفا قائلا هل احضرتم السوار ام ماذا !
ليرد عليهم باسل في حده وعصبيه وماذا تنتظرون اذهبوا له علي الفور ..
نظر عبدالله خلفه الي ذلك الصوت الانثوي والذي لم تكن سوي روز... حيث اكملت حديثها
تعرف .. كان في واحد بيحبني قوي كده بس انا للأسف كنت غبيه ورفضت حبه.......
رد عليها عبدالله في شذر قائلا في برود يااااااه مدام روز هنا...........!!!!! حربايه فاروق...!!!
ثم
هب واقفا وذهب اليها وكاد ان يشل حركتها اذ فاجأته وهو مه قائله اقف عندك.... حركه كمان وهتبقي في عداد الامۏات ..
وقف عبدالله مكانه في حين أكملت روز حديثها قائله اطمن مش هأذيك ..
ثم انزلت ووضعته بجانبها مما زاد من دهشه عبدالله قائلا
وإنتي متقدريش تأذيني اصلا ولا الشويتين يخوفوني أو انتي كلك علي بعضك تفرقي معايا... ثم هو انتي مفكره اني هصدقك بالسهوله دي......!
ضحكت روز قائله لا عارفه انك مش غبي ولا پتخاف والا مكنتش واجهت واحد زي فاروق.... بس اللي اتفاجئت بيه فعلا هو مروان... تؤ... تؤ.... تؤ.... فاروق ده مش سهل خالص
عبدالله بضيق انتي عايزه اي دلوقت وبتعملي اي هنا !
روز بإيماءهتعرف كل حاجه حاجه لما اقابل اللواء جلال بنفسي
نظر إليها عبدالله متعجبااللواء جلال .. !
لتومأ رأسها له باللأ يجاب في حين قطع محادثتهم تلك ذلك الصوت الذي عندما سمعته روز دب الخۏف في اوصالها
قصدك لما توصل جثتك للواء جلال ..
سيدي ليس لفاروق اثر في منزله ولا مقر شركته وايضا بحثنا عنه عند تلك المدعوه روز .. لا يوجد اثر لهم علي الاطلاق ..
قالها ميكيس الي باسل بالانجليزيه ذات لكنه ايطاليه اجابه باسل في عنفوان وحده وعصبيه قائلا في صړاخ اين ذهب هو ايضا ! اقسم ان لا تظهر عليه شمس الحياه مره اخري في حين اجده
ثم وجهه حديثه مشيرا الي فراند قائلا
انت من تعرفه اكثر مننا .. قل لي .. اين يختبئ هل تعرف له مكانا اخر بخلاف المعتاد .. فكر جيدا فراند..
ليجيبه فراند في تفكير اعتقد اني اعرف مكانا اخر له سيدي
شوفوا كل اللي اتحدوني واقفين
قدامي دلوقت زي الكلاب ..!
وجهه فاروق حديثه الي كل من روز وعبدالله ومرام .. بصحبته ابراهيم الدسوقي ومروان الذي وجوده ملقي علي الارض بعد ان اخذ ضربه علي رأسه ولذا عرفوا جيدا كيف يجعلوه يفيق منها.... و أيضا خمسه اشخاص من اقوي رجاله والذين قامو بربط كل من مرام وعبدالله وروز مكممين افواههم ليمنعوهم من الحديث......
ليستكمل فاروق حديثه وهو يمر عليهم واحدا يلو الاخر...بدايه ب روز
مع انك اكتر واحده عارفه مين هو فاروق ومع ذلك استضعفتيني وقللتي مني.... جايه هنا عشان تهدي كل اللي بنيته طول حياتي بغبائك.....عايزه تقدمي كل حاجه ضدي وتوديني ورا الشمس.....غبيه قوي يا سميه لما تفكري ان حته عيله زيك بالنسبه لي زي الصرصار افعصها وقت ما انا عايز ممكن تضحك عليا انا....
ثم قام علي الفور مما ارعد منظر مرام والتي لم تستطع تحمل ذلك المشهد وفقدت وعيها..... ثم وجهه حديثه لعبدالله قائلا
حبيبت القلب مسكينه قوي مقدرتش تستحمل....بس كويس انها غمضت قبل ما تشوف اللي انا هعمله في حرمها المصون....مصيرها برضه مش هيكون اقل منك بس اما اخد منها اللي انا عايزه....
ثم اكمل في تشف وهو يحتسي كوبا من الخمر قائلا
كنت فاكر نفسك ايه
يا صايع انت .. هربت مني وايدي مش هتطولك..... !
وضع احدي ساقيه فوق الاخري وهو يبتسم في ثقه وغرور
ثم هوي اليه بلكمه قويه في معدته جعلته يتأوه الما وعقب ذلك بلكمه اقوي ايلاما هوي بعدها علي وجهه وسالت ال ونظر الي فاروق في الم لم يظهره وكأن لم يحدث له شيئا....
فاروق بغرور ڠضبكان لازم تعرف حجمك من البدايه يا واطي وانك بتواجهه فاروق الفداء
ده تمن اللي يفكر ياخد حاجه من فاروق الفداء اما تحديك ليا وسرقتك وهروبك مع العيله دي لسه تمنه منتهاش ومش هينتهي.....
غبي يا فاروق.. اهو ده بالذات رقبته قصاد رقبتك.....
الفصل التاسع
هل جئت لعالمي حقا !! أم كنت طيفا نسيما بأحلامي !!
ألتفتو جميعا الي ذلك الصوت ليجدوا اللواء جلال وهو يدخل بكل ثقه وهدوء وبدون حمل الخاص به ليسرع اليه رجال فاروق لردعه ووقفه لكنه كان اسرع منهم قائلا وهو يشير بيديه حوله لا لا بلاش الشغل ده بصو كده حوليكم
نظر الجميع ليجدوا عدد مهول من رجال الشرطه اقتحم المكان اخذ كل منهم بتثبيت الرجال مما جعلهم يجسو علي أقدامهم في استسلام جميعا وتم سحب الخاص بهم أيضا
ليجيبه فاروق في برود محذرا مش هيسيبوك لو عملتلي حاجه مش هيسيبوك
ليجيبه جلال ضاحكا في سخريه لا ما اهو انت متعرفش هما كده كده مش عايزينك وعايزين بس اللي معاك اللي هو مش معاك اساسا ومع عبدالله
رمقه فاروق في في استغراب ودهشه قبل أن يردف مع عبدالله !
اللواء جلال پتأكيد ايوه مش بقولك رقبتك قصاد رقبته دا اذا كانت رقبتك تسوي حاجه اساسا مفاجأه مش كده
نظر فاروق الي عبدالله نظره ناريه بكل غل وڠضب ليجده يبتسم في ثقه وانتصار وضعف مما جعله لا يفكر سوي بالفتك به حيث انه للمره الثانيه علب التوالي ينتصر عليه
أضاف اللواء جلال اظن دلوقت نقدر نكمل كلامنا في مكان افضل من كده
ثم وجهوأوامره الي حاشيته قائلا يلا يا ابني
اقبض عليهم كلهم
وجهه نظره الي مروان قائلا اما ده سيبهولي انا هييجي معايا
ولم يكمل اللواء جلال حديثه حتي أمتلأ المكان فجأه بدخان كثيف مصحوب بغازات لم تمهل أي أحد فرصه علي الاستدراك وسقطوا واحدا يلي الأخر
وبعد فتره من الزمن
بدأ اللواء جلال في الاستيقاظ شيئا فشئا وهو يسعل
كح كح اي ده حصل اي !
ثم يتبعه رجاله واحدا يلو الاخر وهم في صډمه وغير وعي قليلا مما حدث أخذ يبحث جلال بعينيه حوله لم يجد فاروق ولا رجاله عبدالله ايضا قد اختفي ومرام كذلك ليردد في لهفه وخوف
هما فين ! عبدالله مراااام
كاد أن يفقد صوابه من الصدمه بينما اخذ رجاله يبحثون في كل انش من المنزل ولكن دون جدوي
نظر جلال حوله فوجد مروااان وابراهيم المحامي الخاص بفاروق ف ذهب الي مروان وبكل ڠضب اخذ يلكمه
هما فين انطق يا مروان والا قسما بالله هتكون دي نهايتك
اجابه وهو لم يستطع التنفس اقسم بالله ما اعرف
ثم اتجه ناحيه ابراهيم والذي استسلم قائلا في ذعر
والله انا كمان ما اعرف هما فين وهعترف علي كل اللي انت عايزه
ثم اخدهم لمقر العمل داخل غرفه مغلقه جلس مروان في تلك الغرفه امام جلال الذي يستجوبه بنفسه ويسأله عن مكان فاروق والي اين اخذوهم وكيف وعن سبب وجود
داخل مصر الذين ينوون تنفيذها بأستخدام ماسات الالماس بتلك السوار وعن الهدف الذين هم بصدده وموعد تنفيذه وانه ايضا علي علم بكل شئ منذ بدأ يخيانتهم اي انه لا داعي للأنكار
ولكن انكر مروان معرفته بكل ما قاله اللواء جلال وانه لا يعلم شيئا عن مكان فاروق ولا الي اين ذهب ولا تلك العاصابات الروسيه ولا
يعلم ان كانت في مصر ام لا
وقف اللواء جلال أمام مروان مروان انت دلوقت تحت ايدينا يعني في ثانيه الكل اتخلي عنك ولا هم هيسألو عليك اساسا تعرف ليه ! عشان انت بالنسبه ليهم ولا حاجه هما بس عملولك غسيل مخ وخلوك تبيع لهم نفسك بص كده حوليك شوف انت كسبت ايه ولا حاجه انت دلوقت واحد خاېن لبلدك يعني اقل حاجه ممكن تاخدها لما يكون عندنا رحمه هي الاعډام قولي يا مروان قولي حاجه نقدر نوصلهم بيها متضيعش كل حاجه من ايدك
ليجيب مروان قائلا في اصرار قائلا معرفش حد من العصاپات دي معرفش غير واحد اسمه فراند وده كان الرئيس اللي كنت بتعامل معاه وهو اللي وصلني لفاروق وخلاني اساعده بمقابل مادي مكنتش اتخيله
ثم اتجه الي ابراهيم بغرفه اخري والذي كشف له من هو فراند وباسل وايضا عن تلك العمليه ولكن بدون تحديد ميعادها والذي بالفعل لم يعرفه
ثم اعطاهم عنوان فراند وكل مكان يتعلق به وكل ما يعرفه عن فران ايضا ثم تركه اللواء جلال وانصرف ليبحث وراء تلك الخيوط التي اعطاها له ابراهيم ومروان أملا أن يستطيع إنقاذ عبدالله ومرام
ايه دا !! انا فين انا فيين !!
ردد عبدالله ذلك في قلق وتوتر بعد ان استعاد وعيه ووجد نفسه مازال مقيد اليدين ولا يعرف اين هو ولا يتذكر سوي ان اشخاصا هاجموه وافقدوه وعيه اثناء حديث اللواء جلال ما ان تذكر ما حدث لهم قبل ان يفقد وعيه حتي تذكر مرام واعتدل بسرعه محاولا الجلوس بالرغم من وهنه وهو يردد في لوعه
مرام فين ! كانت معايا !!! هي فين !!
استفاقت مرام ايضا وسمعت صوت عبدالله واجابته بصوت تشعر فيه بقليل من الاطمئنان لوجوده بجوارها عبدالله !! انا هنا جنبك
وقبل ان يفعل شئ فوجئ بأحد يرغمه علي الوقوف في مكانه فصړخ عبدالله بوجهه انت مين ! عايز ايه !
ستعرف الان
يلا يا سنيوره تعالي
استمرت في دفعها امامها وهي مقيده اليدين غير مباليه بتوسلاتها وصړاخها
وجد عبدالله نفسه امام شخص يبدو عليه اجنبيا ويقف بجواره فاروق وهو يقول لفاروق بلهجه مصريه
هما دول اللي اصريت اننا نخاطر ونجيبهم معاك !
ليجيب فاروق في رهب واصرار قائلا ايوه هما اللي عارفين مكان السوار
ثم اشار الي عبدالله وقال بالذات الواد ده !!
ثم اشاح باسل بنظره الي عبدالله قائلا في ثقه وهيبه طبعا انت مش محتاج تعرف انا مين ولا ممكن اعمل فيك ايه انت اكيد قبل ما تدخل دنيتنا برجليك كنت عامل حسابك إنك مش هتخرج منها حي ولا إيه
ليجيبهم عبدالله بنفس الثقه
لا عارف اني هخرح حي وان لو مكتوبلي أموت هنا هيكون ده قدري لكن مش علي إيديكم إنتو أضعف من إن حد يمس شعره مني محدش فيكم هيقدر يأذيني لان حاجتكم عندي
اشاح باسل بوجهه الي مرام في خبث ثم قال
انت متأكد ان مفيش حد ممكن يأذيك !
ثم وجهه حديثه لفاروق قائلا بخبث
برافوو عليك يا فاروق
انك جبتها كمان معاك
ثم نهض بأتجاه مرام قائلا في نشوه
من زمان وانا بحب الغزلان بس مشفتش غزاله يالجمال ده في السن ده قبل دلوقت عشان كده بحب اتمتع بصيدهم
علي مهل ورواق بمزاج زي ما بتقولو عندكم في مصر
ثم نظر الي عبدالله قائلا
ولا ايه رأيك !
أردف عبدالله پغضب دفين وتوعد طب حكمت علي نفسك إنك ټندفن بالحيا قبل ما تمس شعره منها وربي اشرب من ډم أهلك لو بس فكرت مجرد تفكير إنك تمسها ولو ده حصل إنسي إنك تاخد اللي انت عايزه مني!!
حاول عبدالله ان يهجم عليه علي الرغم من يديه المكبلتين لكنه لم يستطع بسبب قيوده فنظر اليه متوعدا في كراهيه شديده وڠضب
ھقتلك وقسما بربي ھقتلك
باسل يبقي زي الشاطر كده تقولي فين مكان السوار
اجابه عبدالله وقد خطط لشئ قائلا
هجيبهولك بس من غير ما تمس شعره منها والا مش هكون باقي علي حاجه ولا هتطول مني حاجه حتي لو قتلتني
ذهب فراند الي مخبأه الاكثر امانا وسريه والذي كان يقطن به ميكيس و روفا من قبل ينتظر اتصالا من رجال باسل ليحضر لهم السوار الصغير حين فوجئ بمن يشعل له زر الضوء بالغرفه قائلا
منير محمود الادهم يااااه تصدق ليك وحشه
ارتجف فراند عندما سمع ذلك الصوت وبسرعه فجائيه اخرج اللواء
جلال ولكنه فوجئ بمن يلكمه من الخلف ويأخذ منه حتي اسقطه ارضا امام جلال
كان ذلك المقدم حسن هو من فعلها
نظر اللواء جلال لحسن بإيماء ثم وجه حديثه لفراند بسخريه حركه غبيه منك يا سي فراند كنت مفكر انك هتهرب مننا معلش تتعوض مره تانيه
نعم روفا
فراند هل انت هناك
نعم هناك
اني قادمه اليك استعد للمغادره
في انتظارك
ثم اغلق فراند الهاتف ونظر الي اللواء جلال الذي قال
مين بقي روفا دي وجايه ليه !!
قال فراند في ارتعاد دي سكرتيره رجل تاجر الماس عالمي مشهور انا بشتغل معاه
وانكر معرفته الجديه بها في البدايه لانه خشي ان تكون متورطه في شئ ما يسبب شبهه لاسمه وعندما اصر انه لا يعرف شيئا عن المهمه والعمليه واجهه جلال بتسجيلات له بينه وبين فاروق لعمليات كثيره قاما بها معا وعن ايضا تلك السوار الذي يريدوه مما ازداد هلعه وخوفه اكثر ثم رفض الرد علي اي اتهام موجه اليه واي اسأله وطلب احضار محام له فأخبره جلال انه ليس في قسم شرطه ولا في محكمه عاديه هو الان متهم بأنه عضو في تنظيم دولي يخطط لعمليات
علي الاراضي المصريه
ثم بعد حوالي ساعه وجد من يدق الجرس والتي لم تكن سوي روفا
اخذ باسل ينظر في بهجه وانتصار الي السوار الذي بين يديه بعد ان دل عليه عبدالله وافصح عن مكانه لهم ذهبو جميعا الي كوخ صغير بين المناطق الجبليه والذي يعرفه كل من باسل فراند فاروق و روفا التي كانوا منتظرين قدومها بصحبه فراند والسوار الصغير الي ان تأخر الوقت ولم تحضر ايفا فأضطر باسل الي تنفيذ خطته الثانيه
بعد ان تم القبض علي روفا و فراند بواسطه جلال وبصحبته المقدم حسن والذي قدم ولائه اكثر من مره ويتخذ من جلال قدوه له اصطحبهم كل واحد علي حده في غرفه مغلقه ايضا ثم اتي الي جلال
بالشكل ده مش هنوصل لحاجه وممكن العمليه تتنفذ في اي لحظه !
قالها حسن وهو ينظر الي روفا و فراند من خارج الغرف عبر نافذتهم الزجاجيه ليجيبه جلال في حيره
فراند ده جبان لو كان عنده معلومه كان هيقولها يا حسن
غالبا باسل محتفظ بمكان وموعد التنفيذ مع اللي هينفذ بس
ليجيبه حسن واثقا
بس لو الواد ده مش عارف اكيد البت اللي معاه عارفه ده ان مكنتش هي اللي حاطاله الهدف ومحدداله الخطه كلها
ثم نظر له نظره خاصه فهمها علي الفور قائلا
سيبني انا اخلص الليله دي يا باشا
كانت روفا تجلس بتلك الغرفه حين فتح عليها الباب جعلها ترتعد من الخۏف حين تقدم نحوها حسن قائلا
سرعان ما بدأت تفهم كيف ڼصبو لها الفخ الذي سقطت فيه ووصلها نفس الاحساس الذي وصل الي فراند انهم مكشوفين من قبل اجهزه الامن ومراقبون منذ فتره ان لم يكن هناك خائڼ بينهم
ثم قطع حبل افكارها حديث حسن وهو يضع امامها السوار والسوار المكمل وهو يتابع
تستاهل انك تخاطري عشانها واكيد كل ماسه من دي تسوي كتير من غيرهم مش هتقدرو تنفذو مخططكم لأن اكيد العمليه هتتم في مكان الامن مشدد فيه المراقبه والتفتيش يا تري بقه فين المكان ده ومستهدفين مين !
ابتسمت روفا في برود وتكلمت بلهجه مصريه متقنه في تحد
حل عني عشان انت عارف إنك مش هتطلع من ورايا بحاجه
حسن بضحك أحل عنك !
روفا بتأكيد اه وريح دماغك زي الباشا بتاعك اللي بره بتاع البدله والكرفته دهة!
شمر حسن اكمامه وقال في بروده مصطنع قائلا
لا الباشا بتاعي أبو بدله وكرافته ده سيبك منه ممكن يتهمك بقيه تجسس ويحبسك يدخل بمفاوضات مع الجهاز بتاعك يعمل معاهم صفقه سلم واستلم كده يعني ده شغله عضمه كبيره بقه إنتي عارفه
فهمت ما يرمي اليه فقالت في قلق لم تستطع اخفاءه انا عايزه اتصل
بالسفاره بتاعتي
جلس علي الطاوله امامها وهو يتابع في سخريه
حقك حقك كمواطنه سويسريه صالحه لوطنك واحنا
منقدرش تيجي علي حفك أن شاء الله هنكلملك السفاره ونحجزلك في السينما وبعدها نطلع علي الملاهي الليليه كمان لو عايزه بس بعد ما نرغي مع بعض شويه
أستدار له باسل قائلا
انت غبي يا فاروق وضيعتنا كتير بغبائك كان قدامي فرص كتير اتخلص منك بس كنت مستني لما اعمل ده بنفسي في الوقت المناسب
ثم اشار لعبدالله واضاف
انا عارف انه زهقك كتير وانت كمان ضايقته عشان كده مش هحرمكم من بعض
ثم تركه وذهب امام عبدالله
اما انت فانا مبحبش الناس الشجاعه
زياده عن اللزوم ولا برضه الاذكياء بزياده الاتنين دول لما يتجمعوا بشخص واحد بيبقي خطړ وأنت بالنسبه لي خطړ لازم اتخلص منه
اخذ عبدالله يبتسم له مما استفز باسل كثيرا واشار الي مرام التي كانت في حاله فاقت الوصف لما يحدث حولها حيث تم تكميم فمها منعا من الصړاخ ولا تفكر بشئ في كل ذلك سوي نجاتها مع عبدالله فقط اتجه الي مرام وقال في ود زائف
اما الغزال الصغير ده مش هيكون مصيره غير تحت دراعي خساره الجمال ده كله ېموت دلوقت قبل ما اتمتع بيه الأول
نظر له عبدالله نظره تكاد ان تفتك به واخذ يهتز مقاوما الاكبال التي تربطه في عڼف
نظر باسل الي ميكيس وجده يصلح شئيا بسيارته فهتف له
اسرع ميكيس لنغادر
أشار إليه ميكيس بيديه اجل سيدي قادم خلفك
وبعد قليل في سياره باسل بعد ان ابتعد كثيرا الي حد ما عن ذلك الكوخ والذي يتواجد به عبدالله وفاروق
بووووم
الفصل العاشر
ظلت مرام في حاله صډمه مما حدث لا تستطيع تصديق كل ذلك..... فقدت والدها.... والدتها.... ولكن عبدالله ماذا حدث له.... هوي قلبها بين قدميها وهو يخفق في قوه وسط انفاسها المتسارعه من شده الخۏف والانفعال واخذت تصرخ في جزع ولوعه...
عبدالللللللله
واستمرت في البكاء والصرااخ الي ان ضربها باسل بالقوه افقدها وعيها....
نظر باسل خلفه فلم يجد سياره ميكيس فقلق كثيرا وقام بالاتصال به..
ميكيس اين انت لم اعد اراك خلفي !
ليجيبه ميكيس وهو يلهث
اجل سيدي انا قادم خلفك لا تقلق كنت اتفقد شيئا بسيارتي......
باسل اسرع ميكيس لا يوجد لدينا كثير من الوقت علينا الذهاب لليخت بسرعه
ميكيس نعم سيدي .. ستجدني هناك فورا ..
مفكرين نفسكم اذكياء اذا احنا روحنا هييجي غيرنا وينفذ العمليه ومش هننتهي ابدا
قالتها روفا في غل وقهر عندما اجبرها حسن علي الاعتراف بكل ما يخططون له والذي اجابها بنفس النبره واحنا برضه مستنيينهم وهيكون مصيرهم اكبر من اللي هيحصلك ده .. يلا انطقي....
اجابت في ضغط وهو يمسكها من شعرها ويشل حركه اذرعها ويجبرها علي التحدث
باسل دلوقت اكيد نفذ الخطه التانيه بعد ما طولت معاكم هنا ..
ثم اكملت وهي تبتسم في تشفي وسخريه
وعبدالله حبيبكم ده اكيد ماټ هو وفاروق بالكوخ .. اما السنيوره الصغيره اكيد هيساومكم عليها معايا بعد ما يعرف اني انقبض عليا ..
دارت الدنيا برأس حسن عندما علم بمۏت عبدالله ثم نظر الي جلال عبر النافذه الزجاجيه والذي كان يستمع للحوار عبر مكبرات الصوت والكاميرات .. ثم اومأ جلال لحسن بأن يستكمل أستجوابه لها.. فين الكوخ ده وباسل فين دلوقت !!
اعطته روفا عنوان الكوخ ومكان العمليه وموعدها وانها بالفعل كانت من ستنفذها بمهرجان عالمي في مدينه الغردقه.. ولكن ليس لديها ادني فكره ماذا سيحدث او من سينفذ العمليه بدلا منها في حاله القبض عليها...
تركها حسن وذهب مسرعا الي جلال قائلا في لهفه
عبدالله !! .. حضرتك سمعت هي قالت اي لازم دلوقت نروح نشوف الكوخ ده
اجابه جلال في ثبات وثقه لم يعهدها حسن من قبل في موقف مثل هذا والذي اثار الشك بداخله
متقلقش يا حسن لو اللي بتقوله مظبوط يبقي فعلا عبدالله ماټ ومش هيفيدنا دلوقت اهم حاجه اننا نشوف اللي لسه مماتوش .. مرام والعمليه اللي ھتموت الاف البشر دلوقت لازم نروح ل باسل ...
نظر له حسن في حيره وابهام وعلامات الاستفهام تكسو وجهه .. ثم ذهب خلفه لذلك ال باسل دون التحدث بأي شئ أخر....
ثم اتجه الي باسل الذي كان يحتسي كأسا في انسجام وقال له في توتر سيدي لدي خبر ليس سارا علي الاطلاق
أنتبه له باسل في يقظه قائلا اخبرني ميكيس ما الامر !
ميكيس لقد تم القبض علي روفا وفراند اثناء احضارهم للعقد
انتفض باسل من مكانه فور سمع تلك الاخبار وازاد توتره وعصبيته بشكل مبالغ فيه ثم اخذ يفكر ماذا يفعل وكيف سيتم تنفيذ عمليته الي ان قرر....
اعطني الهاتف ميكيس ..!
ناوله ميكيس الهاتف وهو يعلم جيدا ماذا سيفعل....
بالتأكيد سيجري تلك المساومه...
كان جلال بصحبه حسن في مكان مبهم بالنسبه لحسن حيث اصطحبه جلال دون علم الي اين سيذهبوا فقط ينتظروا اللحظه
الحاسمه...
ارتفع صوت رنين هاتف جلال ليكسر حاجز السكون بينهم الي ان نظر الي الهاتف ووجده رقم خاص ثم نظر الي
حسن الذي قال له في لهفه
افتح الاسكبير يا باشا ورد بسرعه انا متأكد انهم هما ..
لم يكد جلال يفعل ذلك حتي سمع صړاخ وبكاء مرام مستنجده
الحقووني ھيقتلوني......عبداللللله
مع صرخاتها واستنجادها خفقت قلوب الكل في قوه ولوعه وضغط جلال علي قبضته في مراره وڠضب ..عادت مرام تستنجد بهم ثم انقطع صوتها فجأه فأضطرب جلال وحسن مره ثانيه وهم يسمعون صوت باسل بدلا من صوت مرام وهو يردد
معلش يا قمر بس
هما زعلو عمو باسل كتير قوي... زعلوني بطريقه ممكن تخليكي تحصلي عمك..... وعبدالله ..
شعر جلال بالحنق والڠضب الشديد ثم قال له انت عايز اي دلوقت !
سمعوا جميعا صوته وهو يقول في صوت صارم
روفا.......والعقد قبلها .. مفهووم !!
ثم تفاجئ جلال وحسن وايضا باسل عبر الهاتف الي ذلك الصوت اللذي استكمل معهم المكالمه..
اللي انت عايزه عندي انا يا باسل
حيث اخذ عبدالله منهم الهاتف وتحدث حين سمع حديثهم... لم يستطع الصمود اكثر من ذلك من شده خوفه علي مرام حيث قال ذلك ل باسل الذي لم يكد يسمع صوت عبدالله حتي عرفه علي الفور... صمت لبضع ثوان ثم قال
عبدالله !!. دلوقت انا فهمت كل حاجه .. مش قلت لك مبحبش الذكاء ولا الشجاعه والله حسابك تقل عندي قوي يا ابن الحسيني ..
قال عبدالله في صرامه
سيب مرام ملهاش دعوه
اطلق باسل ضحكه ساخره عاليه ثم قال
قال عبدالله متوعدا في ڠضب
اجيلك نصفي الحساب كله ونشوف علي مفيش ولا علي عمرك
قال باسل مندهشا في ڠضب
والله انت فاجر وقادر .. انت بتهددني وسنيورتك تحت ايدي !!
نظر جلال الي عبدالله راجيا فنظر اليه وهو يقول عبر الموبايل... مرام مش هتلمس شعره منها ولو فاكر انك بتهددني فأحنا معانا اللي نهددك بيه
قال باسل انت يعني دلوقتي بتساومني بروفا ! يبقي متعرفش جمال السنيوره ده عمل فيا ايه !!
ليجيب جلال بدلا منه قائلا في نصر
لا طبعا ميقصدش بس روفا .. نسيت العقد ولا ايه ! .. انت عارف احنا عرفنا اي من روفا .. لا وشويه ضغط كمان ممكن نعرف اللي يوديك ورا الشمس ..
نظر عبدالله وحسن اليه في امل وابتسم عبدالله في ثقه وهو ينظر اليه بينما صمت باسل للحظات فعاد جلال يقول في صرامه...
العقد وروفا تحت ايدي .. عايزهم يبقي تسلملي مرام ..
ثم تابع محذرا ومهددا بس لو مرام اتلمس منها شعره يا باسل والله لاخليك تتحسر عليهم وعلي عمرك كله
استوقفني باسلبس لسه عندي شرط يا سياده اللواء ..
نظر الجميع لبعضهم البعض ثم قال جلال
شرط اي تاني يا باسل !
باسل عبدالله هو اللي ييجي مع العقد وروفا... لوحده
نظر جلال الي عبدالله الذي اومأ له بالموافقه في قلق ثم اكمل موافق يا باسل ..
باسل ماشي .. انتظرو مني مكالمه ثانيه ...
حمدالله علي سلامتك يا بطل
الله يسلمك يا باشا .. اهم حاجه عندي دلوقت هي مرام
اللواء جلال بتأكيد متقلقش هنرجعها ..
ثم قال حسن في حيره ما تفهمني يا باشا
في اي وعبدالله لسه عايش ازاي اي اللي بيحصل ..!
اللواء جلال علي عجاله هتفهم كل حاجه بعدين يا حسن اهم حاجه دلوقت ننجز بسرعه مرام في خطړ ...
في نفس الوقت كان حسن يتابع مع احد زملائه نتائج الاشارات التي تلقوها من جهاز التتبع الملحق بهاتف عبدالله ولكن انقطع الارسال وكان يتوقع حسن ذلك حيث من المؤكد ان شخصا مثل باسل لديه من الاجهزه الالكترونيه ما يمكنه التشويش علي هذه الارسالات وعليهم الان ان يبدأو البحث من حيث توقف ارسال الأشارات......
اريدك ان تتخلص منهم بمجرد ان اطمئن علي روفا والعقد
قال له ميكيس في اهتمام
والفتاه !
اشار اليه بيده محذرا
نظرت له روفا في ذعر وحنق بينما قاد هو القارب المسافه المتبقيه حتي وصل الي اليخت.......
عبداللللللللله...... انااا هناااا...... الحقني ..
قالتها مرام حين رأت ذلك المشهد كاملا واخذت تغمض عينيها وتفتحها مره اخري من هول المفاجأه وهي
ابتسم باسل في تهكم ونزل الي مكان عبدالله متخافش عليها يا روميو
نظر عبدالله له في كراهيه وهو رأس روفا نزلها وفكها يا باسل ..
نظر باسل الي بطرف عينيه الي ميكيس نظره خاصه فأسرع ميكيس يفكها وينزلها علي الارض ولم يكد يفعل ذلك حتي اسرعت مرام
تختبئ خلف عبدالله متعلقه في ساقه في خوف فقال لها مطمئنا
مټخافيش يا ميمه .. انا معاكي مټخافيش يا بابا
نظر له باسل وهو يضع يديه في جيبه ويقول في برود
البنت معاك .. اديني العقد و روفا
قال عبدالله في هدوء الماسات مع روفا يا باسل
وفتح يديه المحيطه بعنق روفا ليريه جهاز التفجير الصغير بها وهو يبتسم في ثقهوالمفجر معايا
تغيرت ملامح باسل فجأه وزال بروده ثم قال عبدالله في حزم خلي رجالتك يرموا أسلحتهم يا باسل
باسل پغضب مكتوم واذا.. هتعمل ايه ! هتفجر روفا وټموت مرام معاها !
عبدالله بتحد مرام وھتموت معايا وبطريقتي احسن ما اسيبها في ايد كلب زيك.... ونصيحه اخيره
يا باسل متحاولش ابدا تختبرني او تجرب دماغي لاني دايما هفاجئك وردي فعلي هيصدمك وعمرك ما تتوقعه
نظر باسل الي روفا التي كانت تستنجد به ثم نظر في حنق شديد الي عبدالله للمره التانيه مبحبش الاذكياء يا عبدالله ولأول مره اطلع انا الغبي .. مش عارف لحد دلوقت انت ازاي عايش.. إزاي طلعت من الكوخ
قال عبدالله في حده وعصبيه وحزم قولهم
قال لهم باسل بكل ڠضب وكراهيه القوا اسلحتكم ..
نظروا الي باسل في حنق وهموا بالقاء الاسلحه علي الارض فقال لهم عبدالله بالانجليزيه.... In the water
لأ.. القوها في المياه
عبدالله بتحد دلوقت جه معاد الحساب يا ابو الروس
ثم قام بدفع روفا الي باسل وهو نحوهما ولم يري عبدالله ذلك الحارس الخفي الذي خرج من اسفل اليخت يراقب ما يحدث وهو يصوب ناحيه عبدالله وعندئذ هم بالھجوم عليه وقرر ان يطيح به لكن
نظر حسن والضابط الشاب نحو الدخان الذي ملأ السماء وارتفع من خلف الجزيره التي امامهم ثم نظر الي الضابط في حزمأتحرك بأقصي سرعتك.....
انه يعلم جيدا ما سيحدثه فقد فجر الماسه التي تركها في القارب قبل ان يصعد اليخت فأنفجر ذلك القارب وايضا جزء من قارب باسل واشعلت النيران به واسقط باسل ومن معه ارضا وقبل ان تهدئ حركه اهتزاز اليخت وضع عبدالله مرام بداخل اقرب غرفه ونظر اليها في حزم وهو يقول في حنان
ميمه عايزك تستنيني هنا ومتتحركيش من مكانك مهما يحصل لحد ما ارجعلك تاني
امسكت به خائفه
متسبنيش زي بابا وماما ..
ثم خرج الي سطح اليخت ..
خلع باسل الشال الذي كانت ترتديه روفا ف فوجئ بالماسات تسقط من فمها عندئذ علم ان عبدالله معه اخر لهذه الماسات فأسرع يأمر ميكيس بأحضار قارب النجاه الذي بجوار اليخت ثم نظرت روفا الي باسل قائله...
ثم اتجه باسل ناحيه ميكيس وهو يقول له
ابق امامي دائما كي تحمني منهم ..
مسيو باسل .. بوليس
انهالت باسل علي قارب حسن ولكن دون جدوي حيث ان المركب مصفحه .. فقال حسن للضابط الذي يقود المركب افتح الباب الخلفي وادخل علي اليخت
في نفس اللحظه شعرت مرام بالاختناق كثير حيث ان الدخان قد ملأ الغرفه ولم تعد قادره علي التنفس مطلقا فأضرت الي مخالفه كلام عبدالله والخروج من الغرف وهي تسعل كثيرا حتي تسبب سعالها في ان تسمعه روفا وتكشف مكانه ..
كان باسل بأحدي الغرف الاخري وقد سيطر عليه شعور القلق عندما خرج وشاهد كل ما يحدث بالخارج واخذ يفكر في اي طريقه تؤدي لهروبه من الامن المصري قبل ان يتهدم امام عينيه في لحظات كل ما بناه في هذه السنوات بسبب غلطه لشخص مثل عبدالله ولم يكد يفكر في انه كيف ظن ان بقدوم عبدالله ستصبح مهمته في الهروب اسهل وفي نفس اللحظه اتت اليه روفا ومعها مرام وهي مكممه فمها .. شاهدها عبدالله علي الفور فقام باطلاق الڼار علي روفا واخترقت قدمها من الخلف مما ادي الي جذب انتباه باسل فأخذ منها
ثم اشار الي ميكيس سريعا قائلا في حده
هل احضرت القارب ميكيس ! اسرع بحمل روفا اليه وسوف نأخذ تلك الفتاه كرهينه معنا
ولكنه فوجئ علي رأسه قائلا في حده وثقه وبلهجه مصريه سليمه ومتقنه
سيبها والا مفيش راس ھتنفجر غير راسك انت يا أبو الروس....
نظر باسل خلفه في ړعب وذعر وكانت وهو لا يصدق عينيه من هول المفاجأه...فكانت له صډمه العمر حيث ان من
قال ذلك لم يكن سوي حارسه الوفي.... ميكيس....
الفصل الحادي عشر
نظر باسل خلفه ووجد ميكيس يصوب ويتحدث بلغه عربيه اصيله....
اسوء شعور بالعالم لم يضاهي شيئا بجانب ما شعر به باسل في تلك اللحظه.. فقد وضع كل ثقته ب ميكيس
ثم اشار الي حسن الذي هو ايضا كان يقف مذهولا مما يحدث ولكنه أبتسم حينما فهم كل شئ علي الفور حين قال له جلال مسبقا..
متخافش انا واثق انكم هتنجحوا لان دايما هتلاقي اللي يساعدكم في النهايه.. احنا لينا رجاله في كل مكان وعامل حسابي علي كل حاجه...
عندما تلقي حسن اشاره ميكيس فهمها علي الفور واتي بأصفاد لكي يكبل بها باسل ولكن باسل فاجئهم سريعا
صعد رجال الامن الي سطح اليخت وكان اول ما عثرو عليه بعد چثه باسل هي روفا علي قيد الحياه ولكن في حاله خطيره...
لهفه مرام وشوقها اليه لم يكن من الصعب عليه فهم مشاعرها اليه التي يصعب عليها اخفاؤها ببرائتها...ظل يحدث نفسه وهو يفكر عما سيحدث بعد ذلك .. كان ينوي الرحيل ولكن تلك المشاعر التي نمت بداخله وداخلها ايضا لا يريدها ان تنتهي الي ذلك الحد... قرر الذهاب اليها بعد الانتهاء من ضماده ...
حمدالله علي السلامه للمره التانيه يا عبدالله
قالها جلال وهو يدخل غرفته وانتشله من افكاره والذي اجابه بأبتسامه وهو ينهض للترحاب به معانقا اياه
الله يسلمك يا باشا ..
يبتسم له جلال في حنان قائلا
في فخر
الدور اللي عملته مش ممكن اي حد ينساه يا عبدالله .. ذكائك ومهارتك وشجاعتك هيفضلوا دايما جوانا
عبداللهعلي اي يا فندم انا مأدتش غير واجبي .. واظن دلوقت كل حاجه انتهت ..
ليزفر جلال في ارتياح
اااااااه فعلا كل حاجه انتهت .. في
كمان موضوع نبقي نتكلم فيه بعدين
ليفاجئهم دخول حسن ومعه ميكيس الي غرفه عبدالله
حمدالله علي سلامتك يا عم عبدالله
قالها حسن وهو يضحك ممازحا عبدالله
الله يسلمك يا عم حسن
ليستكمل حسن في مرح لا بس عملت شويه اكشن ولا الف ليله وليله ..
ليجيبه عبدالله بضحك اكبر
هو اللي شفته في الجيش شويه يا ابو علي دا انا طلعت روحي علي ما خلصته .. وكمان أنا متدرب علي أسلحه كتير وكان نفسي أشتغل في الحراسات الخاصه
حسن بإعجاب حلوه الحراسات ولو مشيت في الموضوع ده متأكد انك هتنجح.. بس بجد والله يا عبدالله انا بحييك علي شجاعتك وافكارك وكل اللي عملته عشان مرام
ليتذكر عبدالله مرام ويقول في الهام وهدوء
اهي دي الوحيده اللي محدش يشكرني علي حاجه عملتها عشانها .. كفايه اللي هي شافته في حياتها ..
ثم نظر الي ميكيس وقال في مزاح اكبر
بس الاخ ده اللي طلعلي من حيث لا ادري والله مكنتش اعرف من غيره هعمل ايه !
ليبتسم ميكيس قائلا بالانجليزيه
نعم الفضل يعود لي .. فلو لم اكن هناك .. لمتم جميعا اشكروني اكثر من ذلك رجاءا ..
ضحك الجميع علي فكاهته ويباغته عبدالله قائلا
ما خلاص يا عم متحورش علينا دا انت طلعت من شبرا
قهقه الجميع في ضحك واضاف حسن في تساؤل
طيب بما اني الوحيد اللي كنت ابيض في الليله دي فهموني بقه اي اللي كان بيحصل وازاي....
فلاش بااك
عندما استفاق عبدالله ووجد نفسه بمكان لا يعرف هويته وجد من يرغمه علي الوقوف في مكانه والذي لم يكن سوي ميكيس فقال له عبدالله
انت مين ! عايز ايه ..
اندهش عبدالله عندما وجد من يرد عليه بالانجليزيه
ستعرف الان....
ثم دفعه الي الخارج وهما في الطريق مال الي اذنه قائلا في حزم متقلقش واوعي اي حد يلاحظ عليك حاجه.... انا الرائد أدهم من المخابرات المصريه... لو
حصلك اي حاجه هتلاقيني في دهرك علي طول..
اندهش عبدالله مما سمع ولكن بداخله فرح كثيرا وازدادت ثقته بنفسه وهدت اساريره واطمئن اكثر علي مرام
خرج ميكيس وباسل بصحبه مرام ورجاله الاخرين بعد ان وضع ميكيس ذلك المفجر بداخل الكوخ تاركين كل من عبدالله وفاروق وهما مقيدين..
نظر باسل الي ميكيس وجده يصلح شيئا بسيارته فقال له
اسرع ميكيس لنغادر ..
مبكيس اجل سيدي قادم خلفك ..
ثم استدار ميكيس الي الكوخ سريعا وذهب باتجاه عبدالله واخذ يفك اسره وبالفعل حرره في مده لا تتجاوز العشر ثوان وسط دهشه وذهول فاروق مما يري حقا لا يصدق عينيه حين قال ميكيس علي عجاله
يلا يا عبدالله اخرج بسرعه قبل ما ينفجر انت عارف انت هتروح فين ..
قال له عبدالله وهو يستوقفه
معلش في حاجه لازم اعملها ضروري ..
ثم اتجه الي فاروق وبكل القوه والكراهيه والشماته التي وجدت به لكمه علي خده لكمه قويه جدا ادت الي ڼزيف اسنانه قائلا
دي عشان الدكتوره فيروز .. عرفت دلوقت الصايع ده عمل فيك اي !! .. علم عليك بقلم ھتموت بيه
ثم بنفس قوه اللكمه الاولي لكمه مره اخري مما ادي الي اضطراب رأسه من شده اللكمه وڼزفت اسنانه بشده اكثر وهو يقولاما دي عشان فكرت تقرب من مرام وتأذيها ..
ولم يرحمه حيث باغته بلكمه قاسيه أشد إيلاما طرحته أرضا وهو يردد ودي عشان خېانتك لبلدك..
ثم بصق عليه في كراهيه وڠضب
ارجو انك تستمع پالنار اللي هتتشوي فيها دلوقت غير ڼار جهنم
ان شاء الله ..
ميكيس عبدالله يلا بسرعه مفيش وقت
قالها ميكيس وهو ينظر الي ما يحدث بينه وبين فاروق ثم رأي ابتعاد سياره باسل فأزداد قلقه .. نظر عبدالله الي فاروق وابتسم في انتصار وشماته وخرج مسرعا
اڼفجر الكوخ انفجارا هائلا موجته الانفجاريه دفعت عبدالله وميكيس دفعه قويه علي الرغم من انهم كانوا قد ابتعدوا عن محيطه ونظر الاثنين نحو الانفجار مذهولين غير مصدقين اللحظات القليله التي فصلت بينهم وبين المۏت .. وقف ميكيس بسرعه واعان عبدالله علي النهوض واسرع به الي السياره وانطلق مبتعدا...
قالها ميكيس وهو يقود سيارته وبجواره عبدالله الذي تفهم الامر جيدا وشكره ثم نزل بالفعل من سيارته وذهب الي المكان الذي اخبره به جلال...
باك
يااااااااه انتو بجد انكتب لكم عمر جديد .. حمدالله علي سلامتكم
قالها حسن وهو متأثر بما حكي له عبدالله وميكيس ما حدث بينهم وبين باسل وكيف تم التعارف بينهم ..ليجيبه ميكيس وعبدالله في ود الله يسلمك ..
ثم اكمل حسن في تساؤل
لكن انت اسمك ميكيس ولا أدهم....!!
ليجيبه جلال بدلا منه في جديه
لا .. اسمه الحقيقي ادهم الشريف .. دراعنا اليمين بره من خلاله قضينا علي عمليات كتير زي باسل وغيره .. قدر لحد دلوقت انه يدخل
ويبقي فرد منهم بأسم ميكيس وجنسيه روسيه .. لحد ما عجب باسل وطبعا كل ده بتدبير مننا وخطه ورا خطه وعمليه بعد عمليه بقي دراعه اليمين والحارس الشخصي .. هو اللي قالنا عن السويسريه روفا صديقي وسهل علينا حاجات كتير ..
نظر له الجميع بفخر وأضاف حسن
علي كده يا باشا هو مش هيفضل في مصر وهيسافر تاني !
ليجيبه جلال في حيره
والله يا حسن هو نفذ لنا اللي احنا عايزينه وطبعا مننكرش اننا لسه محتاجينه لكن بنسبه اقل عن اللي فات ودلوقت القرار في ايده لو عايز يستني هنا ويستقر في عمله ك رائد وفي حياته احنا تحت امره ..
أجابه أدهم انت عارف يا باشا انا مليش في هنا .. انا مكاني هناك هي بس فتره راحه شهرين كده ولا حاجه وهرجع تاني انا اتبهدلت أوي ومحتاج ارتاح
قالها ميكيس مسرعا لينفي كلام جلال حول بقائه في مصر ..لليتحدث جلال ويخبر الجميع ..
دلوقت كلكم معزومين عندي بكره في البيت .. وانت يا عبدالله تجيب مرام طبعا معاك .. هي هتخرج النهارده من المستشفي
عبدالله بموافقهاكيد يا باشا تحت امرك ..
وجه جلال حديثه لحسنيلا يا حسن انت وادهم تعالوا معايا....
حمدالله علي سلامتك يا ميمه ..
سمعت مرام ذلك الصوت وهي تفتح عينيها ببطئ لتجد عبدالله جالسا بجوارها علي مقعد بجانب السرير وممسكا بيدها في حنو وهو يبتسم .. نظرت حولها محاوله التعرف علي المكان ليجيبها عبدالله حيث فهم علي الفور
انتي في المستشفي متقلقيش وهتخرجي النهارده بعد ما المحلول يخلص ..
عبدالله بإيماء انا كويس يا بابا متقلقيش عليا
مدت يدها الي يديه المطبقه عليه ومسحت عليها في رفق وضعف ثم أضافت بتنهيده اقولك حاجه بس تصدقني ..
قبل يداها مبتسما في حب جارف قائلا قولي يا ميمتي
انا مكنش ليا غير بابا وماما معرفتش غيرهم في الدنيا .. بابا ماټ وكنت عارفه ان عمي
ابتسمت في رقه واخفضت عينيها واكملت
لما خدني كنت
حاسه اني مش هشوفك تاني .. كنت مفكره انك سايبني عشان زعلان مني ومكنتش عارفه انت زعلان من ايه حتي بس كان نفسي متسبنيش..
تنهد عبدالله في عمق ثم قال في تأثر
ڠصب عني والله بس انا مسبتكيش .. مقدرتش اسيبك انا مشيت وراكي وخالفت اوامر جلال بيه ورحت كل مكان ورا مروان واستنيت بس اللحظه المناسبه عشان اجيلك..
امسكت يديه ونظرت الي عينيه في حب لم تعرفه بعد وعيون مازالت تدمعلما باسل فجر المكان وعرفت انك .. انك......
ثم اخفضت عينيها في بكاء مره اخري ..واكملت
مقدرتش استحمل .. مش قادره اوصفلك احساسي لحظتها كان عامل ازاي ! .. يمكن مكنش ده احساسي لما ماما ماټت.. اللي حسيته كان اصعب بكتيير اوي
ظل يستمع لها وقلبه يبكي و هو يشعر بكل حرف تنطق به..
عشان خاطري متبعدش عني تاني انا مش عايزه غيرك انا كنت بمۏت من الخۏف وانت بعيد عني مش هتحمل يحصلك حاجه تاني عايزه نرجع ونعيش مع بعض... أنا عايزاك جنبي
بتعلمي اي يا ميمه !
قاطعها صوت عبدالله الذي وجد باب غرفتها مفتوحا ووجدها
تقف صامته بجانب النافذه التفتت له وقالت في هدوء وهي تبتسم مفيش بس كنت بدعي لبابا وماما ربنا يرحمهم ..
عبدالله بحنان ربنا يرحمهم ويغفرلهم جميعا... خلصتي صلاتك
نظرت له في استياء وقالت هو لازم نروح قوي يعني هو مينفعش تتحجج وتقولهم اني عندي مذاكره .. انا فعلا عايزه اذاكر عدي نص شهور المذاكره يعني فاضل 5 شهور علي الامتحانات المذاكره ولسه قدامي كتير مذاكرتهوش
عبدالله طيب معلش يا بابا النهارده بس ومحدش هيزعجك تاني ..
مرام بابتسامه ساحره هوافق عشان خاطرك انت بس
عبدالله بحب تسلملي يا قمر .. يلا اجهزي ووريني اللي انتي هتلبسيه قبل ما تخرجي ..
مرامحاضر ..
وبالفعل ارتدت فستانا باللون الاصفر به تطريز من الاعلي وحزام من المنتصف وشيميز ابيض اسفله وحجاب باللون الابيض كانت تبدو جميله للغايه...ثم ذهبت اليه وقالت في دلالاي رأيك كده حلو يا عبده !
نظر لها في انبهار فهي تبدو اجمل في كل ما ترتديه ..قال في هيام واعجاب اي القمر ده بس .. لا انا شكلي هغير رأيي ومش هنخرج
مرام ليه بس !
عبدالله اخاڤ تتعاكسي مني وانتي كلك علي بعضك كده حاجه متتوصفش ..
ضحكت في دلال اكثر وقالت بأبتسامه تجعله يذوب اكثر بها
طب يلا عشان منتأخرش يا عبده...
عبدالله بضحك وعشق أنا بعد عبده دي مش عايز أخرج من هنا أصلا..
ضحكت مرام وكذلك هو ثم اتجها للخارج وأستقلوا سيارتهم متجهين إلي منزل اللواء جلال...
ايه يا عبدالله جاي متأخر ليه دا احنا كنا خلاص هناكل من غيركم !
قالها جلال وهو يرحب بعبدالله ومرام ويدعوهو الي داخل المنزل لتناول الغداء...
رحب عبدالله بالجميع وكان يريد التحدث اكثر معهم لكن قاطعه جلال قائلا...
نكمل سلامنا بعد الغداء يا جماعه انا ھموت من الجوع يلا اتفضلوا ..
واخيرا التف الجميع حول المائده الكبيره وجلس
عبدالله بجانب مرام وتفاجئ من جلوس سمر بجواره من الناحيه الاخري قائله
منور يا استاذ عبدالله اول مره تيجي عندنا ..
رد عليها عبدالله ببرود متشكر يا انسه سمر ..
نظرت إليهم مرام وشعرت بالضيق من حديثهم ولا تدري ما سبب ذلك الحنق الذي تكون بداخلها ما أن جلست سمر بجواره! .. وازداد ضيقها عندما وجدت سيف يجلس بجوارها ايضا قائلا عامله ايه يا مرموره !
رمقته مرام بغيظ افندم...!! اي مرموره دي هو انت بتكلم طفله !
نظر عبدالله الي مرام في ابتسام وقال في هدوء
كان يتحدث الجميع اثناء الطعام مع بعضهم البعض ولم يلاحظ احد تلك العيون التي كانت تراقب سمر في اهتمام وأعجاب....
اوشك الجميع علي انتهاء الغداء بأستثناء مرام التي لم تأكل شيئا
بالفعل اكتفت فقط بتناول كأسا من العصير..
اي يا مرام مش بتاكلي لي الاكل مش عاجبك !
قالها سيف في اهتمام وهو يري طبق مرام ما زال ممتلئا بالطعام ..والتي اجابته في ضيق معلش مليش نفس
ثم مالت الي عبدالله عبده انا هروح عند البسين شويه !
استأذنت من الجميع وذهب الي حمام السباحه الملحق بالفيلا بعيدا عن سخافات سيف الذي لا تستحب وجوده علي الاطلاق.....
خير يا جلال بيه....موضوع اي اللي كنت عايز تكلمني فيه !
قالها عبدالله بعد ما انفرد به جلال في حديقه المنزل وهم يتناولون فنجانا من القهوه والذي أجابه اللواء جلال
عايز اكلمك بخصوص مرام ..
عبدالله خير يا باشا مالها مرام ..!
جلال انت عارف دلوقت انه خلاص مبقاش في خطړ عليها من حد.. عمها وماټ وكل حاجه كانت متعلقه بيه
رمقه عبدالله في ضيق وقد فهم ما يرمي اليه دلوقت حضرتك عايزني اعمل ايه ! .. عايزني اسيبها !!
جلال انت هتحتاجها معاك ليه يا عبدالله انت كنت محتاج فلوس ودلوقت انت معاك نص ثروتها لوحدك متهيقلي اهلك هيكونوا محتاجينك اكتر ومرام متقلقش عليها هتكون معانا هنا في امان !
عبدالله پحده انا كنت محتاج فلوس فعلا في الأول لكن دلوقت لو أنت عايز الفلوس كلها خدها...بس انا مش عايز اسيب مرام...
نظر له جلال في شك ليسرع عبدالله مكملا حديثه
او علي الاقل دلوقت .. انت عارف انها اتعودت عليا قوي ومبتحبش الاختلاط وكده .. خليها حتي بعد ما تخلص الثانويه
لا يدري عبدالله بما يجيبه فهو حقا محتار ولكن مستحيل ان يخطأ بمشاعر مرام فهو يعرفها جيدا هي لا تريد
طيب معلش يا جلال بيه ممكن نسألها برضه الاول ...
قال ذلك لأنه متأكدا بأنها إن خيروها بينه وبين اي شخصا آخر حتما ستختار عبدالله...
جلالما انا قلت لك يا عبدالله لازم نجبرها انها تجرب الاول ما هي برضه متولدتش معاك ولا إيه
أردف عبدالله في ثقه بعد تفكيرطيب وبالنسبه لأن هي مراتي وحضرتك عارف ده كويس...!!!
نزلت تلك الوقعه كالحجيم علي مسمع تلك العيون التي كانت تراقب حديثم في صمت........
الفصل الثاني عشر
رمقه جلال بنظره ذات مغزي قائلا وانت عايز تستغل مثلا النقطه دي لصالحك ولا اي ! ما انا وانت عارفين
صاح به جلال ما أن رآه صامتا ما تنطق يا عبدالله ساكت ليه !!!
اجاب عبدالله سريعا في ڠضب
حضرتك اكتر واحد عارف ان انا مبفكرش كده ولا دي شخصيتي ولا انا اللي استغل مشاعر واحده اصغر مني ب سنين لمجرد انها متعوده عليا زي ما بتقول ولو كنت كده او دي أخلاقي اعتقد ان دكتوره فيروز مكنتش اختارتني دونا عن اي حد وجوزتني بنتها وخلتني واصي علليها.. لكن انا وانت عارفين كويس الدور اللي انا عملته عشان مرام تخرج من الحاله اللي هي فيها ورجعتها الي حد ما زي حياتها الطبيعيه منجيش احنا مره واحده ونقولها خلاص فترتك انتهت مع عبدالله ولازم تيجي تعيشي معانا .. هيجي في بالها مليون سؤال وسؤال طب ليه مجتش اعيش عندكم من الاول ! ليه كل شويه اروح مع حد جديد.. حضرتك مشاعرها وحياتها مش لعبه بإيدينا...هنشتتها وممكن نضيعيها في اكتر وقت المفروض تكون علي الاقل مستقره نفسيا فيها ..
أشاح جلال وجهه في الناحيه الاخري واخذ يفكر في حين اضاف عبدالله بنبره أقل ڠضبا
جلال بيه انا الكام شهر اللي قعدتهم مع مرام دول فهمتها اكتر من نفسها بقيت اعرف بتفكر ازاي عقلها ودنيتها فيها اي .. مكدبش علي حضرتك انا حسيتها زي بنتي حسيتها مسؤوله مني فعلا انا برضه مكنتش سد خانه في حياتها .. وبالنسبه لموضوع الجواز لما تخلص ثانويه تبقي تعرف علي الاقل يكون عقلها نضج .
فكر اللواء جلال عده ثواني ثم هز رأسه بإقتناع وهو يبتسم قائلا في اتزان وهدوء
لولا ان انا عارفك كويس يا عبدالله وعارف تفكيرك وعقلك اللي اكبر منك مكنتش سبتها... لكن اذا انت شايف كده إذا أنا متأكد ان انت الصح...
بعد سماعها لتلك الجمله اسرعت سمر الي غرفتها دون ان تستمع لبقيه الحديث اغلقت باب غرفتها خلفها
في عڼف وهي تمشي ببطئ من هول الصدمه التي وقعت علي مسمعها لا يتردد في اذنها سوي جمله واحده فقط طب بالنسبه حضرتك ان هي مراتي وحضرتك عارف ده كويس
اخذت تهزي محدثه نفسها غير مصدقه ما سمعته علي الاطلاق ولكن لا مفر من الحقيقه...
مراته !! يعني ايه مراته !! يعني مش بنت اخته !! يعني هو مش خالها !! اخر حاجه كنت اتوقعها انها تكون مراته .. طب متجوزها ليه وازاي !! يعني كل اللي كنت بشوفه بينهم ده حب فعلا مش مجرد انها عيله وعايز يراضيها ويجبر بخاطرها....
جلست علي مقعد
مكتبها الموضع في غرفتها واخذت تبكي في صمت وضيق شديد بعدما وقعت في غرامه بالفعل وأخذت تبني آمالا بعقلها معه....
الي ان رفعت وجهها الي الاعلي وقالت في غل واضح
لا مش هسيبهم .. انا حبيته .. هما اللي ضحكوا عليا .. هما اللي ضحكوا علينا كلنا وقالوا انه خالها يبقي يستحملوا بقه لكن انا مش هسيبه ليها....هو لازم يبقي بتاعي انا.... انا .. وبس وبكره تشوفوا انا هعمل ايه
ازاي عايزني ابعد عنها دي اجمل حاجه شفتها في حياتي
فاق عبدالله من شروده مرددا مش عايزه تقفلي
الشباك !
قالها عبدالله وهو يري اندماج مرام مع الهواء المطل من زجاج سيارته والتي نظرت له بنفس الابتسامه لا طبعا انا بحب الهوا قوي هو مضايقك ! ..
ثم نظرت الي الزجاج الذي بجانبه وقالت بنصف عين طب ما انت كمان فاتح الشباك اهوه
عبدالله هههههه ايوه بس حاطط وشي في الهوا زيك كده
مرام بأستمتاع علي فكره مفيش احلي من الهوا ده ..
ثم قال عبدالله وهو يبتسم ايضا في ود طيب تحبي اشغلك الراديو ولا حاجه
مرام بإيماء اه ياريت والله
وبمجرد ما ضغط علي الزر لتشغيل محطه الاذاعه سمعوا ذلك الصوت..
ودلوقتي معانا ومعاكم اصاله واغنيه اه من عيناه...
وبدأت موسيقي البدايه...
ابتسم عبدالله وأردف انا بحب اصاله خليها
مرام بفرحه اه طبعا سيبها أنا بحب الأغنيه دي
وبدأت اﻷغنيه وبدأت مرام معها بصوتها العذب..
أه من عيناه دا انا والله ما حب القلب سواه ..
اه لو من قلبه يقول ان انا هفضل علي طول وياه ..
وبقول لو اطول انا لحظه معاه ..
دا انا اسيب الدنيا واعيش وياه ..
وان جالي هوا في يوم قالي انساه ..
دا انا اموت والله....اه اه اه اه...
الي اخر الاغنيه...
استمعت مرام الي كل حرف نطقت به اصاله واحست انها تتحدث عنها وتعبر وتعبر عما بداخلها من مشاعر تجاه عبدالله احبت تلك الاغنيه كثيرا واحبت ايضا اصاله لان حبيبها يحبها...
مهلا .. حبيبها ! اي حبيب ذلك .. هي لا تعرف الحب ولا ماهيته كانت دوما ما تري حب والدها ووالدتها وتتذكر كل اللحظات التي كانت تدور بينهم هي بالفعل تريد ان تفعل ذلك مع عبدالله .. عبدالله فقط ...لا تري غيره لا تريد غيره واخذت تفكر في حيره ما هذا الذي اشعر به احقا احبه !!...
كان يشاهدها عبدالله منذ بدايه الاغنيه واندماجها وغنائها وابتسامها مع كلماتها وصوت اصاله الذي لا مثيل له ...
عبدالله ميمه !
لم تجيبه حيث كانت شارده بعض الشئ فأرتفع صوته أكثر مرااااام !!!!
انتفضت مرام علي صوته العالي وهو ينادي عليها نعم معلش مخدتش بالي
عبدالله بضحك كتتي بتفكري في اي !
مرام بتوهان فيك
قالتها مرام متسرعه بدون وعي مما جعله يبتسم
فيا ازاي يعني !
انتبهت الي ما قالت ثم اكملت بتراجع لا لا لا مقصدش فيك يعني اقصد....
ثم قهقه اكثر واكمل القياده وهو يراها تصفن مره ثانيه في تنهيده....وبعد عده دقائق فاجأته بسؤالها
هو يعني ايه حب ! .. اقصد اي هو الحب يعني...
قالتها مرام بعد فتره من التفكير مما جعل عبدالله يوقف السياره ويحملق بها..
ليه بتسألي السؤال ده !
انتبهت مره اخري لحديثها فأسرعت في ارتباك وظنت أنها قالت شيئا خاطئا انت وقفت العربيه ليه معلش كمل بس الطريق ولو مش عايز تجاوب براحتك بس انت عودتني اني اسألك علي اي حاجه
اكمل بالفعل قياده السياره ثم قال في تفكير فهو يعلم جيدا ما تفكر به والي ما ترمي في حديثها فقال..
سمر سمر سمممممممر بقالي ساعتين بنادي عليكي مبترديش ليه !
قالها سيف وهو يفتح باب غرفه اخته بعد منادات كثيره دون اجابه استدارت لها سمر ومسحت دموعها سريعا والتي بالفعل لاحظها سيف فقال في حيره وحنو مالك يا سمر بټعيطي ليه ! وبقالك 3 ايام مبتخرجيش من اوضتك ليه ! في حد مزعلك
قالت سمر في نبره حزن حاولت قدر المستطاع ان تداريها اي يا ابني مالك هو اساسا في حد يقدر يزعلني ولا اي !
سيف هههههه لا راجل يا بت امال مالك كده الاخت فريده بتقولي شوف اختك مالها !!
سمر ماما بس مزوداها شويه انا كنت عادي بذاكر وانام حاسه بخمول كبير الفتره دي ومحتاجه اذاكر لانها اخر سنه انت عارف
سيف بحنان طيب يعني
انتي كويسه !
سمر بضحك ياض اتلم بدل ما اقوم اعمل منك بطاطس محمره ..
سيف لا انتي كده زي الفل مش محتاجه حاجه الحمدلله امشي انا بقه
سمر استني بس رايح فين !
نطقت بها سمر وهي ممسكه ساعد اخيها وتمنعه من النهوض والذي أجابها بتمهل ايه عايزه اي تاني !
قالت سمر بتردد عايزه اسألك علي حاجه بخصوص مرام
ما ان سمع سيف اسمها حتي ابتسم وجلس علي الفور تسأليني علي اي !
سمر بخبث يعني .. هو .. هو انت لسه بتحبها ..
ليجيب سيف في ثقه وهو انا كنت بطلت اني احبها
اساسا انا تقريبا مبفكرش غير فيها
سمر بثقه اكبر وشجاعه .. ومكر طب ليه مش راضي تاخد اي خطوه لقدام في الموضوع ده
سيف بحيره اجابها اخد خطوه لقدام ازاي اروح اقول لخالها مثلا والنبي عايز اخطب البت ولا اتجوزها وهي لسه مخلصتش ثانويه عامه انا بس مستني اما تخلص ثانويه وانا هفاتح والدي في الموضوع ده علي طول .. ثم ان خالها ده اساسا مش عارف ليه حاسس انه تنك كده ومش طايقني ..
اشاحت سمر بناظريها بعيدا عنه وهي تبتسم بسخريه واستنكار محدثه نفسها بصوت سمعه سيف خالها !! .. خالها اه ..
سيف سمر !! انتي اتهبلتي يا بنتي ولا ايه ! .. ماله خالها !
قال سيف بتفكير تصدقي معاكي حق .. انا فعلا هعمل كده بس برضه مش دلوقت كل حاجه ليها وقتها انا مش عايز اخسرها ..
ثم قاطع حديثهم نداء والده علي سيف والذي لبي النداء مسرعا بابا بينادي يا سموره .. لينا كلام تاني بعدين باااي
مضت ثلاثه اشهر في سلام و ود والفه بين عبدالله ومرام وجو من البهجه في كل لحظه يجتمعان بها .. اصبحا صديقين حميمين حيث ادرك عبدالله جيدا بفطنته كيف يكسب عقلها كما فاز بقلبها ايضا فهو يعلم ذلك .. عرفت عنه مرام الكثير من شخصيته وهواياته وبعض المعلومات
عن عائلته كلما مر يوم عليهما كلما اصبحا مقربين لبعضهما اكثر حتي احتل كل منهما كيان وعقل وقلب الاخر اصبحت تفصح له مرام ما لايمكن ان تقوله لاحد قط واصبح هو رجلها الذي تعتمد عليه في كل شئ وتحتاج اليه في كل وقت
تعودا علي تناول الطعام دائما معا حيث تعلم كثيرا منها من مهارات الطبخ واصبح يشاركها كثيرا في صنع الطعام بجانب دراستها اليوميه حيث كان اكثر ما يحرص عليه عبدالله هو الدراسه وكان ايضا يساعدها في توضيح بعض النقاط لها واحيانا يذاكر جيدا بعض الدروس ويقوم بشرحها لها وكانت تسعد دائما بقربه واهتمامه بها وكان هو ايضا فخور بتقدمها ويعلم ان لها مستقبل باهر كم يتمني ان يصبح لها شأنا بالمستقبل .. يدرك جيدا مدي عشقها لها وهو ايضا يعشقها الي حد الجنون ولكن لا يريد الافصاح لها عن شئ الان فقط ينتظر انتهاء الثانويه ويبدأ بمصارحتها بكل شئ لكن الان لا يريدها ان تركز وتنتبه علي شئ سوي دراستها .. فقط ينتظر تلك الفتره اللعينه التي تحول بينه وبين من سلبت قلبه وعقله ........
وفي صباح باكر ذات هواء بارد في فصل الصيف استيقظ قبل شروق الشمس بكثير ادي فرضه وطرق باب غرفه مرام ببطي ولكن وجده ليس مغلقا بحث عنها ولم يجدها بالمنزل خرج الي الحديقه وجدها تجلس فوق الارجوحه وترتدي فستانا ابيض قطني وشعرها الطويل يكسو ظهرها وبيدها الكمان الخاص بها وتدندن في نغم وصوت عذب وهي تعزف غير مدركه بأنه يستمع له...
واشتدت علي اوتار كمانها اكثر وارتفعت نغمه صوتها وهي تغني ..
نفسي اقوله ياااه حلم كنت همووت واطوله .. نفسي اقوله ياااه اسم برتاح اما اقوله .. نفسي اقوله ياااه حب انا سنين اتعاشوله واتعاشت عليييه
.
عبدالله !!!!!!!
قالتها مرام حين رفعت رأسها للأعلي وهي مندمجه فيما تفعه ورأته يقف امامها هائما في صوتها وجمالها وكل ما تغنيه حيث يعلم انه نابع من صميم قلبها فهو يدرك جيدا انها لا تغني وتلحن شيئا الا وكان معبرا عنها ففهم جيدا الي ما ترمي اليه من كلمات له ...
اي ده ! اي الصوت والاحساس ده يا ميمه بجد فوق الوصف
ومين بقه اللي نفسك تقوليله كل ده !
انت ليه سبت حياتك وجيت تعيش معايا بعد ما عمي فاروق ماټ ! .. اصلا ليه قبلت انك تكون واصي عليا !
علي الرغم من ان سؤالها قد فاجأه وظهر ذلك علي وجهه بالفعل الا انه قال دون تردد
اولا السؤال ده غير ده خالص .. لاني قبل ما اشوفك كان ليا هدف وبعد ما عشت معاكي بقي ليا هدف تاني ..
اعتدلت في جلستها وقالت في حماس انا مش عايزه
اعرف غير حاجه واحده
نظر اليها في خبث وهو يسألها عايزه تعرفي اي يا مس كرومبو !!
لو في يوم من الايام الدنيا خيرتك بيني وبين حاجه
غاليه عليك ممكن تتخلي عني !
قال في ثقه حقيقيه وحب
انحني نحوها وهو يقول مؤكدا اسيب الدنيا كلها عشانك
فاجأها رده كثيرا وجعلها تحدق فيه لبضع لحظات فأبتسم قائلا ليه بتبصيلي كده !
قالت في شك وحيره انت بتتكلم بجد يا عبده !
اتسعت ابتسامته وهو يراها غير واثقه من كلامه
اكيد يا ميمتي انا .. انا معنديش حاجه في حياتي اغلي من ميمه ابدا
ارتسمت علي وجهها السعاده بكلامه ورأي هو في عينيها انها تصدقه ثم قالت في حماس
هو انا اي بالنسبه لك !
نظر اليها في هيام وعشق محدثا نفسه انتي
الحياه بأكملها صغيرتي
وكاد ان يفقد التحكم بكلماته ويعترف لها...
انتي .....
امسكت بذراعه راجيه
انا ايه ! ...
عبده هو انت مستني ايه !
تحاشا النظر في عينيها وهو يقول في ارتباك مستني ايه يعني ايه !
قالت في اصرار والدموع في عينيها
انت فاهمني يا عبده .. انت بتفهمني اكتر من نفسي وعارف انا اقصد ايه
نظر اليها في صرامه
مع توالي الايام والاشهر اصبح كل من ادهم ميكيس وحسن صديقين ظل حسن بجوار ادهم الي ان تعافي تماما وشفيت چروحه حيث كان يزوره بأنتظام ويقضي معه وقت ليس بالقليل من يومه اعتاد عليه ادهم كثيرا فهذا كل ما يحتاجه .. مجرد صديق من بلده يقف بجانبه بعد عڈاب سنوات كثيره بالغربه وحكي له ادهم عن حياته بعد ان ترك مصر وعمل لحسابها بالخارج الي ان عاد مره اخري ظل يحكي بأستفاضه حيث لم يكن هناك من يستمع له بعد رحيله وايضا حسن قص عليه حياته وكيف تزوج ومتي وتمني حسن ان لا يترك مصر مره اخري ......
اي يا عم ده كله نوم !
قالها حسن وهو يدلف باب شقه ادهم في وقت المغرب.. أجابه ادهم معلش بقه يا ابو علي والله مصدع بقالي يومين واستنيتك امبارح مجتش
حسن ااااااه لو تعرف اللي حصل انا كنت في دوامه من امبارح
انتبه له ادهم قائلا خير حصل ايه !
حسن مروان.......
ادهم مش اتحكم عليه بالمؤبد خلاص .. وبعدين انا مش عارف ليه خد مؤبد ده اقل حاجه اعدام ده خېانه لبلده
حسن بتوضيح لا ما هو جلال بيه كان ليه دور كبير في تخفيف الحكم لانه ساعدنا في الفتره الاخيره وهو في السچن
أدهم امال ماله يا ابني قلقتني .. اوعي تقول هرب
ضحك حسن متهكما اه هرب لفوق .. اڼتحر يا باشا
قال ادهم بدهشه اڼتحر !! ليه !!
حسن مقدرش يستحمل
ادهم طيب وجلال بيه عمل ايه !
هههه هيعمل اي يعني ! .. هو اساسا كان كاشفه من زمان .. زعل عليه اول ما عرف بخيانته لكن دلوقت ميفرقش معاه
يلا ربنا يرحمه ويسامحه هو اللي عمل في نفسه كده
انتبه حسن لادهم وقال في جديه انت اجلت ليه موضوع سفرك !
اشاح ادهم بنظره بعيدا وهو يضحك هو يضايقك اني مسافرش !
قال حسن بنصف عين لا سيبك مني عشان انت عارف اللي عندي كويس وبصلي وانت بتتكلم
ادار وجهه ونظر لعينيه وقال في ثقه اهوه يا عم .. نعم .. اتفضل ..
حسن بمكر سمر مش كده ! .. هو انت مفكرني مش واخد بالي ولا اي! ..
ادهم بضحك هو انا مفضوح قوي كده !
حسن بصراحه اه .. دا ان مكنش جلال بيه لاحظ كمان
ادهم هههههه يا نهار ازرق
ازرق اي
والوان اي !! .. ما تكلم جلال بيه يا ابني علي طول ولا تحب افاتحه انا في الموضوع وابقي ولي امرك قول قول متتكسفش انا عارف انك مقطوع من شجره وانا ممكن اشفق عليك عادي
ضحك ادهم علي دعابته وهب واقفا بأتجاه سور الشرفه واخذ يفكر....
قاطعه حسن اي يا عم رحت فين !
ادهم ااااه ما انا صابر اهوه امال اجلت سفري ليه !
قال حسن مغيرا الموضوع ومتصنع الجديه انت يا عم ماتضحكش عليا بكلمتين .. فين الاكل !
أدهم ههههههه يا ابني حرام عليك انت شطبت علي الاكل اللي عندي كله
حسن طب ما انت مقلبني اول بأول اتلم بقه وجيب لنا اكل
رمقه ادهم بغيظ ربنا علي المفتري ..
يا مساء الانوار .. اي يا عم عبدالله المفروض والله اغنيلك زوروني كل سنه مره ..
قالها مسعد صديق عبدالله في الهاتف بعد ان قام عبدالله بالاتصال به والذي اعتاد علي الاتصال به في الاونه الاخيره بعد انتهاء امر فاروق فهو صديقه المخلص ..
بطل غلاسه يا عم واحمد ربنا اني بكلمك اساسا ..
ههههههه طيب خلاص هزغرط اهوه انك كلمتني ...
قال عبدالله بجديه وضيق..
يوووه هقفل في وشك الخط ..
قال مسعد بجديه ايضا ..
طيب خلاص اهوه مالك بس في اي
طمني عنك الاول مراتك وبنتك عاملين ايه !
يا سيدي زي الفل والله كلنا انت بس اللي وحشتني داخلين علي سنه اهوه وانا لسه مشفتكش
معلش انت عارف اللي كنت فيه !
طيب اديك قلتها اللي كنت فيه .. طيب دلوقت بقه اي اللي مانعك انك تيجي !
تنهد
عبدالله وقال في هدوء
هي .. مش عايز ابوظلها حياتها دلوقت .. اما تخلص الاول
اي ده يا عبدالله ! .. اوعي تقول انك لسه مقلتلهاش انك بتحبها ..
لا طبعا مقلتلهاش انت بتهزر يا مسعد انت كمان وانا بقول انك هتفهمني !
يا ابني والله حرام عليك اللي انت بتعمله فيها ده .. طمن البنت بأي حاجه ..
لا هي مطمنه متخافش..
طيب اي اللي مانعك وانت عارف انها بتحبك اوي
هيتغابي هو كمان اهوه ..
اتغابي ايه ! .. انت مقفلها كده ليه ! .. يا ابني مش هي مراتك
ايوه مراتي
بس لسه صغيره عليا .. متستحملنيش دلوقت وبعدين لسه هيبقي عندها 18 سنه في شهر 8 الجاي يعني كمان 3 شهور .. ثم ان انت عارف كويس انا اتجوزتها ازاي ..
لولا اني عارف ان دماغك دي محدش بيفهم هي بتفكر ازاي .. بس انت ادري اكتر مني ومن اي حد ..
قال عبدالله في حنق
معلش يا مسعد اقفل دلوقت عشان اتخنقت هبقي اكلمك بعدين ...
وبالفعل قام بأنهاء المكالمه والقي الهاتف بجواره وهو يزفر ويجول بخاطره اخر لحظات مرت عليهما سويا وكيف كانت تتوسله من اجل تلك الكلمه ..فحدثه شيطانه
صغيره !! .. من اذاقتك جنون الحب صغيره!! .. .. من تتوسل حبك وتترجاه في كل ثانيه صغيره !!.. الا تريد الصعود اليها واطفاء نيرانك المشتعله في عشقها !! .. واحذر ماذا هي لن تمانع ...
قاطعه شروده رنين هاتفه برقم غريب لايعرف صاحبه فأجاب في ضيق
الوو ..
ايوه يا عبدالله.....................
انتفض عبدالله من مكانه وقال في خوف ولهفه
جاي علي طول في اقرب وقت مسافه الطريق بس ...
الفصل الثالث عشر
وكم ان تلك القلوب حمقي !!
في المساء تحديدا بعد الساعه العاشره مساءا فتحت مرام عيناها الزرقاوتين في بطئ وهي تنهض من فراشها في كسل
لاتتذكر متي ذهبت الي النوم وكيف غفت نظرت الي هاتفها وجدت الساعه العاشره والنصف وكثير من المكالمات الفائته من عبدالله .. فقالت محدثه نفسها هو حصل ايه وليه رن عليا كتير كده ..
وفجأه تذكرت عندما كانت معه بالاسفل علي الارجوحه وكيف رفض الاعتراف بحبها علي الرغم من عشقها له.. وادراكه لذلك جيدا .. تذكرت انها اوصدت باب غرفتها بالمفتاح جيدا وغفت في النوم من كثره البكاء والتفكير فظنت انه يهاتفها من اجل ذلك معتقده انه يريد التحدث معها لكي يصالحها كعادته دوما.. ولم يجول بخاطرها مطلقا انه امرا اخر قد حدث وان كل ما تفكر به ليس له ادني دليل من الصحه .. ذهبت الي الحمام الملحق بغرفتها وتوضأت وادت فرضها ثم قررت ان تنسي تماما ما حدث وتنتبه فقط لدراستها وان لاتحادثه مره اخري الا بحساب الي ان انتبهت لذلك الطرق علي الباب فظنت انه هو ولكن ارتجفت قليلا عندما سمعت ذلك الصوت الانثوي الذي تبغضهافتحي يا مرام كل ده نايمه ..
امام مشفي الهلال بأحدي محافظات مصر تحديدا الشرقيه..
مش عارف مش راضيه ترد ليه دي .. هو انا ناقص دلعها هي كمان ..
قالها عبدالله في ضيق ووجه غاضب وهو يحاول الاتصال بمرام والتي لم تجب علي مكالماته .. لينظر عبدالله الي هاتفه والي اشاره ضعف بطاريه الهاتف التي تنذره انه علي وشك النفاذ فأطمئن انه هاتف اللواء جلال بأمر مرام قبل نفاذ بطاريته .. ليردف في ضيق ايضا مش وقتك انت كمان خالص
صعد عبدالله علي الدرج مسرعا الي المشفي ليتفاجأ بأخيه محمد امامه عبدالله اخيرا وصلت .. عامل ايه يا اخويا ..
قالها محمد حيث اندفع بأتجاه عبدالله راكضا واغروقت عيناه بالدموع وكذلك عانقه عبدالله في لهفه وشوق
اهدي يا محمد انا كويس انت عامل ايه والجماعه كلهم !
محمد بحزن مفيش حد كويس يا عبدالله كلنا تعبانين كلنا محتاجينك .. واولهم ابونا .. تعبان قوي ومش بيبطل سؤال عليك والمفروض انه هيدخل يعمل عمليه تاني بس هو رافض ومصمم يشوفك
ربط عبدالله علي ظهره بقوه وفي حراره
متقلقش يا محمد .. خير ان شاء الله انا هدخله
ليردف محمد في اسي
مش دلوقت هو لسه واخد حقنه ونايم لما يفوق ادخله .. ادخله هو محتاجك قوي .. طول عمره بيحبك اكتر من اي حد في الدنيا حتي اكتر من رحاب ..
امسك عبدالله في ذراع محمد في تأثر وربنا وحده يعلم هو غالي عندي قد ايه .. ربنا يقدرني واقدر اوفي جمايله عليا طول عمري ..
ليتذكر امرا هاما ويكمل اوعي تكونو يا محمد معملتوش العمليه بسبب الفلوس !
ليجيب محمد مسرعا
لا ابدا يا اخويا لسه فاضل كتير قوي من الفلوس اللي انت بعتهالنا قبل ما تسافر احنا كمان اشترينا اراضي وبنينا بيت كبير قوي لينا كلنا زي ما كان نفسك دايما .. احنا اللي مش عارفين نقولك ايه علي كل ده .. لكن انت جبت الفلوس دي منين !
ليتذكر عبدالله صغيرته المتمرده ويبستم بطرف فمه..
هفهمك كل حاجه
بعدين يا محمد .. المهم دلوقت نشوف الحاج عامل ايه
الدكتور قال انه مش هيفوق قبل بكره الصبح .. تعالي دلوقت عشان تسلم علي امك وخواتك لانهم هيتجننوا عليك ..
وبالفعل ذهب كل محمد وعبدالله الي المنزل للأطمئنان علي بقيه الاسره التي لم تري ولدها منذ فتره ليست بالقليله ...
بعضهم من يشتاق حقا والبعض الاخري من يري ان بيده طوق النجاه.....
بقلم إيمان حجازي
إيمووو
امام حمام السباحه داخل الفيلا الكبيره الخاصه باللواء جلال كانت تجلس مرام ضامه ساقيها وبيدها كتابها التي لم تستطع التركيز عما بداخله من كثره التفكير بما يحدث حولها الي ان نظرت للخلف ووجدت سمر قادمه بأتجاهها
ممكن بقه تفهميني انا هنا عندكم بعمل ايه !
قالتها مرام في تساؤل وحيره وهي تستدير لسمر التي جلست بجوارها وقالت في حب مصطنع وحشينا يا
ستي وعايزينك تقعدي معانا شويه ولا مينفعش تفضلي معانا هنا
لتردف مرام پغضب وسخريه يعني انتي جيتي اخدتيني من بيتي بالليل وعبدالله مش موجود وقلتيلي في موضوع مهم لازم نتكلم فيه وقلقتيني عشان تيجي وتقوليلي اني وحشتكم !! انتي واخده بالك انتي بتقولي ايه ! وبعدين عبدالله ميعرفش ان انا هنا افرض رجع ودور عليا هقوله ايه وانا اصلا مش عارفه هنا بعمل ايه !!
قالت سمر بمكر محاوله تهدئتها عبدالله !! .. عبدالله اساسا هو اللي عايزك تيجي هنا ..
لتجيبها مرام في حيره ازاي مش فاهمه ! .. هو مش عايزني افضل معاه هناك
اسرعت سمر بنفس نبرتها الماكره مش بالظبط كده ! بس هو فعلا محتاج انه يرتاح شويه محتاج يبعد عن اي حاجه تتعبه او توجعله دماغه عشان كده ساب كل حاجه ومشي .. مټخافيش لما يرتاح هيرجع..
مرام بحيره اكبر وخوف يعني ايه ! .. يعني انا تاعباه و بۏجع دماغه .. انا مشكله في حياته .. وبعدين ازاي هو كان بيتصل بيا بس انا اللي مردتش !
سمر بخبث مترديش .. هو اصلا تلاقيه كان بس عايز يقولك انه هيبعد ومتكلمهوش تاني ولا حاجه .. عشان كده انتي كمان انسي وريحي دماغك زي ما هو مريح دماغه وركزي في مذاكرتك وبس وزي ما بيعاملك اتعاملي معاه
قالت مرام في ضيق وعدم تصديق هو مين اللي قالك كده !!
لتردف سمر ب براءه مصطنعههو كلم بابا وقاله انه هيبعد كام يوم كده وياريت مرام تفضل عندكم عشان متبقاش لوحدها في البيت .. عشان كده احنا جهزنالك اوضه الضيوف دي اللي جنب المسبح
مرام بعيون دامعهمتشكره
ثم نهضت الي الغرفه التي اشارت اليها سمر وتركتها وهي تبتسم بخبث محدثه نفسها
ولسه يا مرام انتي وعبدالله .. اصبرو عليا....
وقف الجميع بأنتظاره علي مشرفه منزلهم الكبير بعد ان هاتفهم محمد واخبرهم بقدومه حيث لم يلتقوا به او يهاتفوه منذ 10 اشهر بعد اختفاءه وقراره بعدم اخبار احد الي اين ذهب ..
خفق قلب امه الحاجه هدي بقوه وهي تري عبدالله قادما نحوها .. نزل عبدالله من السياره واستدار ذاهبا بأتجاه والدته ووقف الجميع يراقب هذه اللحظه الرهيبه عبدالله .. ابني
خرج الكلام من قلب والدته قبل صوتها....
كان قويا متماسكا علي عكس الجميع الذي انخرط في البكاء علي بكاء والدته الشديد وهي تجذب ولدها اليها لتأخذه بين ذراعيها وتضمه بكل قوتها وبكل حبها واشتياقها وحزنها والمها...
انا هنا يا امي متبكيش .. انا معاكي وجنبك .. خلاص متبكيش يا حبيبتي
ردد عبدالله هذه الكلمات وهو يربت علي ظهر والدته ليشد من ازرها والكل ينظر لهم وعبدالله ما زال يردد متقلقيش.... انا معاكي
هدي الزين ..والده عبدالله .. سيده ذات ال عاما .. عطوفه وكريمه واحيانا حاده الطباع تحب ابنائها بشده ولكن يبقي عبدالله فلذه الكبد عندها وذلك دائما ما كان يسبب غيره اخوته منه حيث والده المټوفي ايضا كان يحبه بشده علي الرغم انه لم يكن مدللا حيث كان حكيما و وقورا منذ صغره ويتعامل مع الامور بحكمه لذلك كان دائما يربح القلوب ويعمل له الجميع الف حساب .. لدي السيده هدي ثلاثه ابناء وفتاه .. يكبرهم محمد والذي تعرفنا عليه مسبقا يمتلك من العمر 33 عاما .. متزوج من ابنه عمته ولديه وليد ذات ال سنوات ..
والثاني هو عبدالله والاخير حمدي لديه من العمر 25 عاما شاب تخرج من كليه الاداب شعبه الاعلام يعشق التصوير بشده ذو شخصيه مرحه وجديه ايضا حيث كان دائما ما يتخذ من عبدالله قدوه له ويقلده بكل شئ حتي شخصيته لذلك دائما في غياب عبدالله كان الجميع يتوددون الي حمدي تعويضا قليلا عن غيابه ..
اما اخر العنقود فهي رشا ذات ال عاما بكليه التربيه الفتاه المدلله المحتشمه والمرحه ايضا يحبها الجميع بخاصه اخواتها حيث كانت تعاملهم جميعا بحب وتتخذ من عبدالله ايضا قدوه لها وصديق لفطنته وتفهمه لها جيدا
جلست عائله عبدالله داخل ردهه المنزل منتظرين قدوم العشاء والتي امرت
بتحضيره الحاجه هدي خصيصا لولدها بعد ان رحب
عبدالله بهم .. وقد لاحظ جيدا انتقال اسرته من طائفه الفقراء الي طائفه الاغنياء والذي يتضح جيدا من القصر الكبير الذي بني علي مساحات واسحه من الاراضي والاثاث الفخم حتي وان كان ذو طابع فلاحي قليلا وايضا الخادمات والسيارات فأصبح يعلم جيدا ان كل ذلك من الاموال الكثيره التي تركها لهم قبل رحيله وذلك ما كان يتمناه حقا .. ان تعيش اسرته في جو نقي ونظيف وفي عيشه هنيه ايضا .. لينتبه عبدالله من تفكيره علي صوت أحدهم..
كنت فين يا عبدالله كل ده وليه ټحرق قلبي كده يا ابني .. وابوك اللي مكنش بيعدي ليله واحده من غير ما يسأل عليك .. هنا عليك يا عبدالله تبعد عننا كل ده !
نطقت هدي بهذه الكلمات وهي تبكي شوقا بجوار ولدها والذي اجابها برفق والله يا امي ڠصب عني وانتي عارفه اني عمري ما كنت هبعد الا في الشديد القوي .. انا سبت لكم الفلوس عشان تعملوا اللي انتو عايزينه وتطلعوا من العيشه اللي كنتو فيها دي .. صدقيني يا امي لو كان بأيدي اني ارجع او حتي اعرف اكلمكم
لتردف اخته رشا هي ايضا مكمله حديث والدتها في شوق
طيب احكيلنا يا عبدالله انت كنت فين كل ده وجبت الفلوس دي منين ..!!
ليجيب عبدالله علي عجاله
معلش يا رشا كل حاجه ليها وقتها لكن اتطمنوا هي فلوسي انا ومش حرام وفي الوقت المناسب هقولكم علي حاجه .. لكن دلوقت اهم حاجه اشوف ابويا
أجابته والدته في حنوهنروحله كلنا بكره ان شاء الله لما الدكتور يسمح لنا .. والله لولا ان مرضيش حد يفضل معاه مكنتش سبته ابدا
عبدالله بإيماء بكره الصبح علي طول هروح اشوفه ..
أنتبهت الام الي حمدي قائله يلا يا حمدي اطلع نادي علي رحاب عشان الغدا وتيجي تسلم هي كمان علي عبدالله ..
ألتفت عبدالله الي ذكر اسمها قائلا رحاب عامله ايه دلوقت يا امي !
لتجيبه والدته في حزن يا حبه عيني مبطلتش عياط بقالها يومين من ساعه ما خدوا ابوك علي المستشفي ...
عبدالله بتمني ان شاء الله ربنا يقومه بالسلامه ويرجع ينور البيت من تاني ..
أشاح عبدالله الي الوراء عندما سمع ذلك الصوت الانثوي الضعيف ازيك يا عبدالله عامل ايه !
اجابها عبدالله في ود وترحاب الحمدلله يا رحاب انتي عامله ايه وليه العياط ده كله ..!
اجهشت في البكاء مره اخري قائله خاېفه اوي يا عبدالله .. خاېفه يبعد عني
ثم ارتمت بأحضان الحاجه هدي فهي بمثابه والدتها...
نظر لها الجميع في شفقه وقهر علي حالها وربت عبدالله علي كتفها لتهدئتها قليلا..
ثم التف الجميع الي مائده الطعام منهم من يأكل بشهيه ومنهم بلا شهيه ومنهم من يفكر مع كل لقيمه يأكلها والاخر في دنيا اخري بخياله بعيدا عنهم ينتظر قدوم الغد....
كانت تتحرك ذهابا وايابا بداخل غرفتها وهي لم تستطع تحمل الام قلبها في هذه الليله وهي تري حبيبها .. من تعلمت الحب علي يديه .. من خفق قلبها للمره الاولي من اجله .. وهو يراها مشكله وعقبه في طريق سعادته .. لم تستطع النوم وظلت طوال الليل تحاول التظاهر ان الامر لا يعنيها ولكن دون جدوي علي الاطلاق .. اخر ما يدور بذهنها هو حديث سمر معها حول حبيبها الذي تركها بدون علم ولا تدري ماذا فعلت كي يعاقبها ذلك العقاپ القاسې وبعد ليل طويل لم تستطع النوم ولو قليلا ..فقط البكاء والتفكير .. ومع زقزقات العصافير في صباح اليوم التالي .. اخذت تهزي مع نفسها
لا هو مش كده .. حبيبي مش بيعمل معايا كده هو علي طول صريح معايا اكيد هي كدابه .. هو قالي قبل كده ان مسمعش من اي حد ومصدقش اي حد .. لازم اسمعه واكلمه هو الاول .. هو اكيد عارف اني هفضل قلقانه عليه ..
ثم تناولت هاتفها بيديها ولامت نفسها علي عدم الرد عليه ثم قامت بالاتصال به ولكن لم يأتها رد .. ثم عاودت الاتصال مره اخري ولكنها تفاجئت بأنه يغلق بوجهها الخط رافضا محادثتها .. جنت مرام عند رؤيتها
له يفعل ذلك وقامت بالاتصال مره اخري ولكن وجدت الهاتف بأكمله مغلق ..
اما عند عبدالله فخرج من الحمام وجد الهاتف يرن بأسم ميمتي فأسرع ليجيبها في لهفه وقد دق قلبه سريعا فور رؤيتها ولكن نفذت بطاريه هاتفه قبل ان يجيبها فلام نفسه كثيرا كيف انه نسي ان يشحن هاتفه منذ انذاره له ليله الامس بضعف البطاريه ولكنه انشغل بدوامه اهله وابيه الذي يرقد طريح الفراش بالمشفي فوضع الهاتف علي الشحن وعزم علي محادثتها ولكنه فوجئ بوالدته..
عبدالله يلا عشان خارجين دلوقت رايحين لابوك المستشفي انجز بسرعه
عبدالله حاضر يا امي جاي اهوه
فقال محدثا نفسه الموبايل يشحن واما ارجع ان شاء الله هكلمك يا
ميمتي ..
واردف بهيام .. وحشتيني قوي .......
أخذت مرا تهزي مع نفسها مره اخري بدون وعي وپقهر
يعني ايه يا عبدالله .. انت مبتحبنيش وسمر معاها حق انت مش طايقني ولا طايق وجودي معاك وعايز ترتاح مني .. انا مشكله في حياتك....للدرجه دي حابب تبعد عني..معقوله مبتحبنيش ولا حتي طايق تكلمني ولا تكلم حد عشان كده قفلت موبايلك .... !!
ثم شرعت في بكاء مرير علي هجر حبيب قلبها لها الي ان سمعت طرقا علي باب غرقتها ...
لقيتك مبترديش قلقت عليكي وصوت العياط ده جاي منين !
قالها سيف وهو يفتح باب غرفه مرام ليجدها جالسه علي طرف السرير من الناحيه الاخري فأسرع اليها و وجدها هي من تبكي .. فقال في هلع وحب جارف وهو ممسكا يدها
مراام .. حبيبتي مالك بټعيطي ليه .. حصل ايه يا مرام !
لتنتبه اليه مرام والي يدها التي بين يديه وأسرعت تردد في ڠضب وانتفاضه ثائره وهي تسحب يدها
انت مجنوون .. انت ازاااي تمسك ايدي .. انت مين اصلا عشان تمسك ايدي ! محدش ليه حق انه او يمسك ايدي غير عبدالله.. وازاي تدخل كده عليا الاوضه من غير ما تخبط ازاي تسمح لنفسك انك تشوفني بالمنظر ده انا واحده محجبه ومحدش يشوفني كده غيره هو بس ومين سمحلك انك تقول حبيبتي .. انا حبيبتك من امته .. انا حبيبته هو بس ثم انت مالك اعيط ولا معيطش ملكش دعوه بيا ومتكلمنيش تاني مفهوووم !! واتفضل دلوقت اطلع بررررررررررره
صدم سيف من كلماتها وكيف لفتاه مثلها ان تقول علي خالها هذه الكلمات التي لا يردف بها غير عاشق لايري احدا في الدنيا غير من هوي واسر قلبه فقط .. فهو ليس بالاحمق كي يلحظ ذلك .. خرج من غرفتها وهو في حاله لا يرثي لها .. احبيبته من ملكت فؤاده تعشق احدا اخر ! .. اصبح لا يفهم شيئا مما يحدث.. أوحدتها وبقائها معه بمفردها هي من خيلت لها انه الوحيد الذي يحق له بذلك من باب التعود .. ام ان لقلبها تمرد اخر وهو ليس بخالها....
انفطر فؤاده علي حالها وقال محدثا نفسه ..
مفيش غير واحد بس اللي هيفهمني كل ده
ثم صعد الي الاعلي بأتجاه غرفه والده ...
في نفس الوقت ..وصل الجميع الي مشفي الهلال داخل محافظه الشرقيه وصعدوا الي الطابق الرابع حيث يوجد الحاج عطيه في غرفه العنايه ولكن صدم بالطبيب الذي اخبرهم انه في حاله متأخره جدا ..
جلس الطبيب مع عبدالله بمفرده وعلم منه ان امكانيه شفائه شبه منعدمه وايامه في الحياه قد لا تتعدي بضعه ايام او شهر علي الاقل حزن عبدالله بشده علي فراق والده للمره الثانيه لكنه كان مؤمنا ان الاعمار بيد الله وحده والامل فيه موجود الي اخر لحظه ولذا حاول الا يسيطر علي حزه ولا يظهره امام الجميع .. ثم قام بالدخول الي غرفه ابيه الذي كان دوما ما يطالب برؤيته .. نظر له عبدالله في شوق ولهفه وذهب سريعا بأتجاهه وقبل يده وجبينه في شوق جارف
وحشتني قوي .. كده تعمل فينا كده وتخضنا عليك ..
انتبه له الحاج عطيه وهو غير مصدق اذانه .. نعم انه صوت بني .. ولدي الذي احببته اكثر من الجميع نبض قلبه بشده وهو ينهض بأتجااهه كي يأخذه بين احضانه في ضعف والم
.. تفهم عبدالله ما يريده فباغته بحمله له وضمھ بكل قوته والدموع انهمرت منه والتي ادت الي بكاء عبدالله ايضا.. ابني حبيبي .. انت هنا يا عبدالله
انا هنا يا ابويا قدامك وبين ايديك
ثم اخذ يقبل يديه في طاعه وحب وشوق جارف قائلاومش هسيبك تاني ..
ليردف الحاج عطيه في وهن وضعف انا اللي هسيبكم كلكم يا ابني .. خلاص وقتي خلص
ليسرع عبدالله نافيا كلامه پغضب وهو يظهر التماسك مفيش حاجه بعيده علي ربنا مش كلام الدكاتره هو اللي هيعيشنا ويموتنا ..
اخبره عبدالله ان يضع ايمانه الكامل بالله وان يتجاهل حديث الاطباء عندئذ اخبره انه ليس حزينا علي نفسه وراضي بهذا الابتلاء ويعلم انه اختبار من الله له وكل ما يشغله الان هو ابنته رحاب بعد ۏفاته ...
وجه له عبدالله لوما شديدا بسبب قلقه علي رحاب ابنته والتي تربت معهم منذ الصغر ويعتبرها كأخت له فقال له انه يعلم جيدا انه سيعتني بها افضل منه لكنه فكر في امر ما جيدا يجعله تطمئن عليه للأبد ويريح قلبه وليس له امنيه سواه وهو اخر مطلب له في الحياه فسأله عبدالله بسرعه في لهفه ليحقق له ما يتمناه علي الفور ..
ولكن الذي اردف به كان صډمه أخري بالنسبه لعبدالله...
ردد الحاج عطيه بضعف وترجي
عايزك تتجوز رحاب بنتي وتبقي في عصمتك
ممكن اتكلم مع حضرتك شويه
قالها سيف وهو يدلف غرفه والده دون طرق الباب وجده يقرأ الجريده بدون تركيز عما يدور
حوله فأنتبه الي صوته
اي يا ابني مش تخبط قبل ما تدخل ولا انت بتحب تخض الناس كده !
قال سيف في انطفاء لم يعهده والده ووجه عابس اسف .. محتاج اتكلم مع حضرتك
انتبه له والده وقال في قلقخير يا سيف مالك! .. عايز تتكلم في ايه !! انا سامعك
ليرفع سيف نظره عيون والده قائلا بوجه خالي من التعابير هو عبدالله يبقي لمرام ايه !!. وياريت مسمعش كلمه خالها
وقعت الحروف علي مسمع والده كالصاعقه ثم نظر اليه في هدوء واخذ يقص عليه علاقتهم بأكملها...
دلف عبدالله الي غرفته بمنزلهم الحديث بوجه يقسم كل من يراه ان صاحب ذلك الوجه يحمل هموم العالم اجمع بل اذا وضعت هموم العالم بجانب ما يشعر به الان لأصبحت اقل بكثيير جدا .. وكيف لا يشعر بذلك بعد ان اصبح بين نارين .. ڼار ابيه وڼار حبيبته وطفلته .. تذكر عندما اخبرته اذا حدث امر وخير بينها وبين شئ اخر وكيف اجابها بأنه لن يخذلها ويتخلي عنها ابدا .. كان بالفعل يود اخبارهم بعد الاطمئنان علي ابيه بزواجه وحبه وعشقه لها .. الانسانه الوحيده التي سيطرت علي علي عقله وقلبه وكيانه كله .. حتي اصبحت مركز حياته التي يدور حوله كله وقبل ان يعلن عن مكنونات قلبه وسر فرحته فوجئ بأمنيه ابيه ...
مين دي يا عبدالله ! ..
قالها حمدي وهو يعبث بهاتف اخيه ويظهر صورا لفتاه غايه في الجمال وصورا اخري بصحبه عبدالله ونظره اخيه لها في صورها لا تدل الا علي عشق وهيام فهو يعلم اخيه جيدا .. ليس من الرجال التي تعبث مع الفتيات .. فازدادت سعادته عندما شعر بأن اخيه وقع في غرامها وانه سيتزوج اخيرا حيث كان دائما لا يعجبه احد ويري ان جميعهم غير لائقين علي الاطلاق ..
انتبه له عبدالله علي مرام بصحبته في الصوره وهما بالحديقه علي الارجوحه حيث كان دائما يهتم بحفظ كثير من الصور لها بمفردها وصور تجمعهم سويا ..
لم يعلم ان يوما ما انها ستصبح ليس اكثر من ذكريات
سيب الصور والموبايل واخرج بره لو سمحت
قالها عبدالله ببرود وغير وعي... ليزيده حمدي غلاثته قائلا
اي يا معلم .. لا بس ما شاء الله جميله .. اخيرا بقه حبيت يا عم عبدالله .. مش هسيبك الا اما تقولي مين .. ها .. ها .. وعرفتها منين .. ها .. !!!
ليبادر عبدالله بصفعه قويه لاخيه الصغير غير مدرك ما يفعله
مش قلت اخرج بره وملكش دعوه بحاجه انت ايه مبتفهمش !!..
بالفعل خرج حمدي من الغرف
في صډمه مما فعل اخيه ولكن دون ان يقوم بأي رد فعل تجاهه فهو يعلم اخيه جيدا وان ذلك ليس بالوقت المناسب لقول تلك السخافات ...ويترك عبدالله في بحر ذكرياته مع من سلبت عقله..
بعد منتصف الليل اطل القمر بنوره ليشق ظلمه السماء خرج عبدالله من غرفته واتجه الي سطح منزلهم الضخم وجد حمدي اخيه الاصغر يجلس علي احد المقاعد الهزازه في حزن وخيم ابتسم عبدالله في حزن واتي بمقعد وجلس بجواره وهو يربت علي كتفه في رفق..
متزعلش مني .. حقك عليا
ردد حمدي دون النظر اليه قائلا في هدوء
انا عمري ما زعلت منك يا عبدالله انت عارف وحتي لو عملت فيا اكتر من كده .. لكن انا زعلان عليك ..
ثم الټفت اليه وقال في اهتمام ونبره حنونه
ابويا قالك ايه يا عبدالله .. كنت حاسس من سؤاله عليك دايما انه عايز يقولك حاجه .. وحاجه مش بسيطه كمان ..!
تنهد عبدالله في حزن والم لمجرد تذكر ما دار بينهم من حديث وما طلبه منهعايزني اتجوز رحاب ...
صدم حمدي مما سمع وخلي وجهه من التعابير وظل صامتا بجوار اخيه بضع دقائق الي ان اردف مره ثانيه
متوافقش يا عبدالله بلاش تضيع سعادتك عشان ترضي عمي ..
ليبتسم عبدالله في سخريه اول مره تقول عمي مش ابويا ..
حمدي پحده ودفاعلان دي الحقيقه يا عبدالله .. هو مش ابونا هو عمنا .. اه ساعدنا ياما و وقف جنبنا كتير بس ياخد حياتنا هي التمن لكل ده ..!! .. ده يبقي ظلم وربنا ميرضاش بيه
لا يا حمدي عمك موقفش جنبنا زي ما بتقول .. عمك هو اللي لحقنا من المۏت وبنالنا بيت من ارضه بعد ما ابويا باع ورثه وسفرنا بيه كلنا العراق .. ورجعنا احنا بس .. انا وانت واختك واخوك محمد وامك .. رجعنا ملناش لا بيت ولا ورث ولا حتي فلوس .. عمك مرضاش يرمي لحمه .. موافقش يضيع عيال اخوه ربانا زي بنته بالظبط ويمكن كان بيحبني انا اكتر منها كمان بقي ابونا وصاحبنا.. وحبنا ودخلنا المدارس وكبرنا وعلمنا .. عايز بعد كل ده تقول عليه ده عمنا مش ابونا ..
ليردف حمدي في خجل انا عارف يا عبدالله مقصدش.. وانت عارف انا بحبه قد
ايه .. لكن دي حياتك انت مينفعش يتدخل فيها ..
عبدالله بتهكمهو انت بتقول كده ليه!.. مش يمكن اكون موافق .. اي عرفك اني رافض !
جلس حمدي امامه و هو يمسك يده في حب اخوي قائلا
لاني شفت في عينك نظره للبنت اللي في الصوره اول مره اشوفها في حياتي .. اول مره اشوفك فرحان كده والضحكه طالعه من قلبك .. مش عايز تقولي مين دي ..!
تنهد عبدالله في حراره وحسره وعيون عاشقه توشك علي هطول العبرات ااااااااه مرااام .. تبقي اجمل حاجه مرت عليا في حياتي كلها.. تبقي مرات اخوك
برق حمدي من هول الصدمه .. لم يستطع تصديق اذنيه قائلا
انت بتتكلم يجد .. انت اتجوزت يا عبدالله!
ابتسم عبدالله وقال في تنهدهحكيلك يا حمدي يمكن اخفف حملي شويه ..
وبدأ عبدالله في سرد حكايته مع من سړقت قلبه منذ بدايه لقائه بوالدتها الي الان ..وكان ينصت له حمدي بكل انتباه...
وبعد مده لسيت بالقصيره قال حمدي في حزن
يااااه يا عبدالله يعني كل اللي احنا فيه ده بسببها هي ومن فلوسها .. وعمك جاي يقولك اتجوز بنتي
عمك ميعرفش يا حمدي انا مقلتلهوش عليها .. كنت ناوي اقولكم كلكم اني ناوي اتجوزها بعد ما عمك يخف لكن دلوقت كل حاجه اتقلبت ..
وانت هتعمل ايه يا عبدالله .. هتوافق تتجوز رحاب اللي طول عمرك بتعتبرها زي رشا اختك .. وتسيب الوحيده اللي قلبك اختارها ..
هما الاتنين ملهمش حد يا حمدي .. انا مش عارف اعمل ايه!!
لا يا عبدالله .. رحاب احنا كلنا معاها ومش هنسيبها .. لكن مراتك مع مين ! .. دي ملهاش غيرك دلوقت وانت بتقول انها بتحبك ولسه صغيره .. هتكسر قلبها .. لا يا عبدالله اوعي تعمل كده ..
ردد عبدالله
في قهر وڠضب
مش عاارف مش عاارف .. حمدي ارجوك متخلنيش اندم اني حكيتلك .. سيبني دلوقت محتاج افكر مع نفسي شويه ..
حاضر يا عبدالله هسيبك وعارف انك هتختار القرار الصح زي عادتك دايما لكن ارجوك فكر كويس..
وبالفعل ترك عبدالله بمفرده وهبط الي الاسفل وهو يفكر ايضا كيف يساعد اخيه وينقذه من ذلك الزواج الي ان توصل لفكره وقرر تنفيذها ..
في صباح اليوم التالي ذهب عبدالله الي المشفي وقام بتقبيل يد عمه والاطمئنان علي صحته احتضنه ايضا في ضعف وقال
فكرت يا ابني .. !
نظر له عبدالله في حنو وثبات وربط علي يده قائلا
انا جاي اطلب منك ايد رحاب بنتك يا عمي ....
الفصل الرابع عشر
يا من تسكن اعماق الفؤاد.. كيف يحيد القلب لغيرك...!!
داخل الفيلا الكبيره الخاصه باللواء جلال كان يجلس جميع اهل المنزل علي مائده طعام الغداء ومرام وايضا ادهم الذي انضم اليهم بدعوه من اللواء جلال .. وعلي الرغم من ان الجميع علي سفره واحده ولكن كل منهم يهيم بوادي اخر منفصل عن الجميع .. سيف كان شاردا مثبت نظره للأمام ويتردد في ذهنه اخر ما سمع من والده حين قال له...
لا .. عبدالله مش خالها ولا حاجه دي تمثيليه عاملينها بس لان كان في ظروف صعبه مرام بتمر بيها واعتقد ان جالك فكره عنها في الايام الاخيره دي .. لكن دلوقت عادي مبقاش في خطړ عليها واي حد عايز يعرف هنقول الحقيقه .. عبدالله يبقي الواصي عليها لحد 21 سنه بأمر من والدتها وكل حاجه دلوقت تحت تصرفه هو بس ارتحت كده يا عم سيف ..
لم يدري سيف ان جلال ايضا لم يخبره بأمر زواجهم علي اعتقاد انهم سيتم انفصالهم عن بعض لاسباب كثيره .. ولكنه لم يري اعظم سبب يوصي ببقائهم وهو العشق الجارف النابع من صميم كل منهم .. شعر سيف بعد سماعه كلمات والده التي نطق بها منذ ايام بخناجر تمزق قلبه حيث انه يدرك جيدا بعد ما رأي عشق واضح وصريح واعترافها ايضا بحبها لعبدالله بدون وعي منها وكيف انها اذا خيرت بين اي حد في الوجود وبينه حتما ستختاره بالرغم من جرحه لها ومحاولتهم التفريق بينهم .. ولكنه عزم علي المحاوله مره اخري في كسب مرام وحبها ايضا واخذ يوهم نفسه انها احبته فقط بسبب عدم وجود البديل او بمعني اخر لا يوجد غيره معها فكان من السهل التحكم بها وبمشاعرها ولم يدرك ان ما يجمعهم اكبر من تلك الوصايه .. عزم علي جعلها له بأي ثمن..
كانت سمر ايضا تأكل بضع لقيمات صغيره وهي تتذكر صاحب العيون العيون السوداء التي اوهمها قلبها بعشقه غير مدركه ان للعشق قواعد واصول اخري بخلاف تلك السخافات التي تشعر بها تجاهه بعد ما ملأ قلبها الحقد والغيره لشئ لاتمتلكه بالفعل كسا قلبها الانانيه .. غير مدركه لتلك العيون الاخري التي تشرد بها في صمت وتود ولو قدرا بسيطا من الحب له يزهر دنياه ويملأ حياته الفارغه وينقذها من وحدتها البائسه ..
اما تلك العيون
الزرقاء انطفت نضرتها وكسا وجهها الحزن لم تعرف الابتسامه طريقها بعد ان هاجر حبيب الفؤاد بعيدا عنها .. تشتاق بشده لكلامه وهمساته واطرائه ... وحبه بل وعشقه لها .. تشتاق لمنزلهم الذي جمعهم تحت سقف واحد فأصبحت لا تعرف حياه من دونه .. فقدت شهيتها عن الطعام وعن ممارسه هوايتها .. كل ما تفعل لكي لا تفكر به هو دراستها فقط اصبحت تدرس ليل ونهار الي ان نفذت كل الكتب واخذت تعيد مذاكرتهم مره اخري دون توقف .. اصبح جسدها ضعيفا وفقد وجهها رونقه وكسا تحت اعينها السواد ..
انتبه جلال في وسط طعامه ان كل منهم في دنيا اخري غير منتبهين الي الطعام فأردف بصوت عالي قليلاايه يا ولاد في اي كلكم ! .. مبتاكلوش ليه
الټفت اليه الجميع فبادرت مرام الحديث وهي تنهض من علي سفره الطعام بصوت ضعيفمليش نفس ..
واتبعها سيف ايضا وهو ينهض الي غرفته وانا كمان ..
اما سمر قالت وهي تبتسم بسخريه علي حالهم انا شبعت الحمدلله ..
وقال ادهم ايضاانا
كمان الحمدلله يا باشا ..
استمع اليهم جلال في تعجب شديد وكست وجهه علامات الاستغراب الي ان قطعه رنين هاتفه بأسم عبدالله.......
مين مرام دي يا حمدي
وجهت الحاجه هدي ذلك السؤال الي حمدي وهي تنظر الي تلك الصوره علي الهاتف والتي تجمع بين مرام وعبدالله حيث جعلها حمدي تري تلك الصوره علي امل ان تمنع ذلك الزواج..
دي يا امي مرام بنت لسه عندها 18 سنه .. بنت جميله في كل حاجه فعلا .. مهذبه ورقيقه وعندها اخلاق واحترام وبراءه ونقاء متلاقيهومش في بنات اليومين دول .. وذكيه قوي وان شاء الله بكره يكون ليها شأن ف المستقبل .. وعبدالله .. عبدالله بيحبها قوي هي ملهاش في الدنيا غيره بعد ما ابوها وامها ماټو .. انا شفت في عينيه قد ايه هو بيحبها وعارف احساسه ناحيتها عامل ازاي وعارف كمان قد ايه هي بتحبه .. وواثق انه هيكون سعيد معاها...
جلست والدته في صمت وهي تفكر في كلامه وقد ارتسم الاسي والحزن علي وجهها ثم قالت بصوت منخفض
انا عارفه ابني كويس واذا اختار البنت دي وحبها يبقي مفيش في الدنيا زيها لكن..
جلس حمدي علي ركبته راجيا.. لكن اي يا ماما .. بالله عليكي متكسريش قلب عبدالله .. عبدالله طول عمره شايل همنا .. ميستاهلش مننا كده يا امي مع اول حاجه يطلبها مننا.. دي الوحيده اللي قلبه اختارها يا أمي
اوغرقت عيناها وهي تنظر الي ولدها في حزن
ياريت كان بإيدي حاجه اعملها يا أبني .. اخوك جالي من شويه وقالي انه طلب ايد رحاب بنت عمك وهما موافقين وهيكتبو الكتاب بكره...
داخل غرفتها الواسعه كانت تستلقي بظهرها علي سريرها وعبراتها تنساب ببطئ وهي تتذكر حديث والدها الذي قال لها بلهجه امره ان زواجها من عبدالله سيعقد غدا ظنا منه انها موافقه علي تلك الزيجه وانها مازالت تحبه منذ ايام طفولتها قبل دخولها الجامعه حيث لاحظ والداها اعجابها به .. ولكنه لم يدرك ان ذلك كان فقط حرمانا من حياتها وانها لم تجد سوي عبدالله شهما وعطوفا وحكيما وكل فتاه تنظر له بأعجاب ولكن هل اذا اعجبت به في فتره مراهقتها يصبح ذلك الاعجاب سجنا لها في ايام شبابها ونضوجها !! .. لم يدرك والدها ان الجامعه فتحت عليها ابوابا اخري من العلاقات والتي انستها عبدالله بالفعل وانغمست في حريتها داخل الحياه الجامعيه .. ارادت بقاء اخر امل لها بتلك العلاقه مع زميلها وقامت بالاتصال به وعيونها فياضه بالدموع ..
الو .. خالد
اجابها ذلك المدعو خالد وهو يبتعد عن الفتاه الجالسه بين يديه في ذلك الملهي قائلا في حب مزيف
حبيبت قلبي وحشتيني ..
اجابته بصوت مخټنق ..
محتاجالك قوي يا خالد .. ابويا هيجوزني..
قال خالد بفرح داخلي عرف جيدا كيف يخفيه
وانتي هتوافقي علي كده ولا ايه !
انا مقدرش اقول لابويا حاجه مقدرش اقوله لا..
فأردف خالد بسخريه
يبقي خلاص الف مبروك يا عروسه وربنا يتمم لك بخير ..
ڠضبت رحاب من كلماته تلك واردفت بعصبيه
انا بقولك كده عشان تيجي تتقدملي زي ما وعدتني مش عشان تقولي الف مبروك..
والله يا حبيبتي انا مفهمك قبل كده اني مش جاهز دلوقت ..انتي عارفه كويس فمتجيش وتقولي تعالي اتقدملي مش شغل عيال هو..
يعني ايه يا خالد هتسيبني اتجوزه .. اتجوزه ازاي وانا علي زمتك ..
ابتسم خالد ساخرا
زمتي ايه يا ماما
انتي .. قصدك الورقه العرفي اللي بيننا دي .. لا مټخافيش انا هقطعها ومش هقول لحد اني كنت اعرفك .. هستر عليكي يا قلبي .. شفتي انا جدع ازاي !!
هوت الكلمات علي مسمعها كالصاعقه ورددت
هو مش المفروض انت بتحبني ومش هتسمح اني اكون مع حد غيرك مش انت قلتلي اني ملكك انت وبس ومستحيل تخلي حد يقربلي ..
زفر خالد بعد ان ضاق خلقه
من بكائها
اووووف بقولك ايه يا رحاب خلاص يا حبيبتي اعتبريني مدخلتش حياتك اصلا .. واتجوزي ابن عمك ده وقلت انا مش هجيب سيرتك وهستر عليكي عايزه اي اكتر من كده وعشان اريحك بقه لاني زهقت انا مش بتاع جواز او بمعني اصح مش هتجوز واحده سلمتلي نفسها زيك كده .. ويلا بقه غوري في داهيه عشان مش فاضي ..
ثم اغلق بوجهها الهاتف وهي غير مصدقه علي الاطلاق ما حدث للتو .. اكل ذلك كان خدعه للأيقاع بها! .. احقا لم يحبها !.. ظلت تبكي طوال الليل وهي تفكر في حل لكل ما اوقعت نفسها به ..
دلفت غرفتها وبدأت في المذاكره مره اخري كل ما يسيطر علي تفكيرها في الوقت الحالي هو كلمات والدتها لها الاخيره وهي تقول .. مفيش حاجه هتنفعك غير دراستك .. متعمده نسيان عبدالله او ذلك ما اوهمت نفسها به .. الي ان شتت انتباهها طرق باب غرفتها فأغلقت كتابها وقالت في هدوء اتفضل
تقدمت سمر اليها قائله في نبره حنونه كاذبهاي يا مرمر مكلتيش ليه .. انتي اصلا الفتره اللي فاتت دي حالك مش عاجبني خالص كل ده ليه يا بنتي ! عشان حد مش بيفكر فيكي ولا انتي بتيجي في باله .. !
انتفضت مرام في ڠضب لازع لو سمحتي يا سمر انا اساسا مش عارفه انتي بتتكلمي في ايه .. انا مش بفكر في حاجه غير دراستي وبس وامتحاناتي اللي باقي عليها اقل من شهر ومفيش اي حاجه تانيه واخده تفكيري
ابتسمت سمر بداخلها علي نجاح ما تفكر به فأكملت بتنفيذ خطتها وبعد اقل من خمس ثواني دق هاتف سمر بأسم عبدالله فالتقطت الهاتف مسرعه بعد ان تأكدت ان مرام قد رأت هويه المتصل بالفعل .. فقالت علي عجاله معلش يا مرمر هرد علي المكالمه دي بسرعه ورجعالك
وذهبت بعيدا عنها .. استشاطتت مرام من الڠضب والغيره وتناست تماما ما تفكر به وذهبت مسرعه خلفها لكي تسمع حديثها وذلك ما ارادته سمر بالفعل وبعد ان تأكدت سمر من ان مرام تقف خلفها ..
ازيك يا عبده عامل ايه !
الحمدلله كلنا كويسين المهم انت كويس
ايوه بقه هو في حد زيك دلوقت .. عايش في الجنه بالفلوس اللي اخدتها من الدكتوره فيروز عشان تفضل مع مرام .. انا عارفه ان لولا الفلوس دي مكنتش قبلت انك توافق تبقي معاها وتبقي واصي عليها...
بتقول ايه ! .. مش سامعاك .. اه قصدك انك مش هترجع تاني دلوقت ..طب ومرام دي حالتها صعبه قوي من غيرك .. انا عارفه انك مش بتحبها ولا حتي طايق وجودها معاك لكن برضه مينفعش لازم علي الاقل تنفذ وصيه امها وترجع ..
طيب لازم تحاول تكلمها .. انا عارفه انها قافله موبايلها عشان زعلانه .. انا بحاول والله اخليها تنسيك اهوه وتعيش حياتها زي ما انت عايز بس لازم انت تكلمها وتقولها ده بنفسك ..
حاضر يا عبده
مستنيينك .. مع السلامه
ثم اغلقت الهاتف وهي تري مرام تراقبها في الخفاء ولكن تظاهرت انها لا تراها ولكنها لم تدرك ايضا ان هناك من استمع الي المكالمه بأكملها وهو مصډوم بكل ما سمع حيث انه ترك اللواء جلال وهو يتحدث الي عبدالله واتي الي من احبها قلبه و سمع كل ما كانت تزعمه ولا غير مصدق علي الاطلاق أنها بتلك الصوره البشعة
تقدمت مرام الي غرفتها بقدم لا تحملها من هول ما سمعت وأخذت تهذي
عبدالله مش بيحبني ومش قادر يستني معايا .. كان عايش معايا بس بسبب الفلوس .. فلوس ايه !! .. معقوله ماما اديته فلوس عشان يقعد معايا .. للدرجه دي انا رخيصه بالنسبه له! .. يعني كل حاجه حسيتها معاه كان بيضحك عليا فيهم وشايفني عبيطه قوي كده وانا اللي كنت دايما نفسي اقرب له نفسي يحبني زي ما انا بحبه كده .. ااااااه
مرااام افتحي انتي قافله الباب ليه !
سمعت مرام ذلك الصوت ولكن دون جدوي من تلك الصدمه التي تشعر بها والحاله التي تعيشها .. ليأتيها الصوت مره اخري مرااام افتحي عبدالله عايز يطمن عليكي ..
انتبهت الي ذكر اسمه فنهضت دفعه واحده مستشاطه من الڠضب وقامت بفتح الباب وبأعلي صوتها ونبره لم يعهدها احد منها علي الاطلاق ..
مش عايززززززه اكلم حد .. قول للباشا انه ميفرقش معايا وانه ولا حاجه في حياتي اساسا عشان اكلمه ..وخليه يتهني بالفلوس اللي اخدها ميشغلش باله بعيال .. انا مش محتاجه حد في حياتي ولو احتجت حد هيكون هو اخر واحد ممكن الجأ له مفهوم يا استاذ عبدالله .. كفااايه بقه كفاااايه عايزين مني ايه تاني ..!!
ثم دخلت غرفتها واغلقت الباب پعنف اصدر صوتا مزعجا وارتمت علي سريرها تبكي پعنف ...
استمع عبدالله عبر هاتف اللواء جلال علي كل حرف نطقت به مرام
وهو في حاله صډمه .. لا يدري ماذا فعل لكل ذلك أكل هذا من اجل ان رفض الاعتراف بحبها ! .. ماذا حدث لصغيرته!! وما هذه اللكنه التي لم يراها مسبقا !!فهو يعلمها جيدا لذلك ادرك ان شيئا ما قد حدث معها ..
عبدالله انا مش فاهم هي مالها ولا حصل ايه لكل ده ..
قالها جلال وهو ينتبه انه مازال علي الهاتف ردد عبدالله وهو ما زال مصډوما ومفطور الفؤاد علي صغيرته
انا راجع بكره بالكتير .. مش هقدر اسيبها اكتر من كده .. سيبوها انا هسيب كل حاجه وارجع لها ..
طب وفرحك يا عبدالله !
فرحي اي يا جلال بيه ! دا كتب كتاب بس مفيش اي حاجه هتحصل دلوقت .. خلاص انا خدت قراري انا جاي بكره ..
أغلق جلال الهاتف ونظر خلفه وهو يزفر في حنق ليجد كل من سمر وادهم وسيف وزوجته السيده فريده متجمهرين بعد ان سمعوا صړاخ مرام الذي وصل صداه في كل اركان المنزل ..لتبادر سمر وهي ك من سكب فوقها دلو من الثلج بابا .. هو عبدالله هيتجوز !
اردف جلال في ضيق ايوه كتب كتابه النهارده علي بنت عمه .. وهيرجع بكره عشان مرام ..
اسرح سيف بالحديث وهو فرحا بزواج عبدالله حيث اعتقد ان العقبه الكبري بينه وبين مرام
قد تمت ازاحتهاوياخدها ليه يا بابا ! .. هو مش خلاص هيتجوز ..!!
والده اي يا سيف ! .. مش هو المسؤول عنها بالقانون ولا ايه !
ردد سيف وهو يهز رأسه غاضبا يا بابا خلاص المفروض ملوش دعوه بيها واديك شفت هي عملت ايه ! .. هي كمان مش عايزه ترجع معاه يبقي ملوش لازمه .. وان كان علي القانون ف القانون بتاعنا واللي عايزاه مرام هنعمله ..
قال جلال وهو غير مقتنع بما يردده سيفعايزني اعمل ايه يعني ازور القانون عشان خاطر سيادتك ..!!. ثم ان انت مالك اساسا بالموضوع ده متتخدلش في اللي ملكش فيه تاني ..
وتركهم صاعدا للأعلي وذهب خلفه سيف ايضا الي غرفته وهو يحدث نفسه
لا .. مستحيل اسيبها بعد كده مش هترجع معاه وبكره يشوف اما ييجي انا هعمل ايه
وترك سمر وهي بوجه خالي من التعابير امام ادهم الذي لم تشعر بوجوده علي الاطلاق من هول ما سمعت فدار بذهنها
يعني معقوله كل ده مع مرام ومكنش حب وهو بيحب بنت عمه وهيتجوزها .. يعني اي .. كل اللي بعمله راح علي الفاضي وهتيجي واحده تاخده مننا احنا الاتنين ..
ثم قالت بصوت سمعه ادهم وهو يراقب ردود افعالها منذ ان علمت بأمر زواج عبدالله ازااي !!
قال ادهم وهو ينظر لها ولكن بنظره حيره تلك المره حضرتك بتقولي حاجه يا انسه سمر !!
انتبهت له سمر وبوجه عابس قالت لا حضرتك مفيش حاجه ..
ثم همت بالذهاب الي ان استوقفها ادهم مره ثانيه قائلا في اهتمام انتي كنتي بتكلمي مين من شويه علي الموبايل هنا ..
اردفت سمر بتوتر دي .. دي .. اميره صاحبتي.. عن اذنك ..
وقف ادهم مذهولا مما سمع وما قامت به سمر للوقوع بينهم فهو منذ الوهله الاولي ويدرك الحب المتبادل بين مرام وعبدالله وكان كل ما يشغل تفكيره تلك الفتره الاخيره هو ان سمر خجوله ولا تستطيع الحديث او الوقوع بالحب بتلك السهوله بل لم تنتبه له من الاساس .. ولكنه ادرك اليوم ما يحتل تركيزها فبات واضحا امامه انها تحاول التفرقه بينهم...
هي قد وقعت بحب عبدالله بالفعل وهي من خططت للوقوع بينهم بمكالمتها المزيفه والتي وصلت مرام الي تلك الحاله.. فعزم علي مراقبتها وكشف مخططتها وعلي ايضا طردها من قلبه قبل أن تحتله.....
تم عقد قران عبدالله علي ابنه عمه رحاب داخل قصر عائله الحسيني الحديث واقيم حفلا متواضعا بسيطا بناءا علي رغبه عبدالله وايضا ظروف مرض والدها حيث كان عبدالله لا يريد شئ سوي رؤيه ابيه سعيدا وعلي الرغم من ان هذا الزواج لن يصبح زواجا كاملا فقط اسما.. ولكن قرر عبدالله تفادي اي مشاكل لأجل خاطر عمه الذي كرس حياته في تربيته هو واخوته .. و قرر أيضا مصارحتها بالحقيقه منذ البدايه بأنه متزوج بأخري ولا يحب سواها.. وفي الزفاف كان اغلب الوقت شاردا لا يبتسم الا اذا التقت عيناه بعيني عمه ليجامله ولذا لم يكن مطمئن وشعر انه قد اجبره علي الزواج من ابنته دون ان يقصد ولم يكن هو الوحيد الذي شعر بهذا فوالدته واخوه قد شعروا بنفس الشعور وكان قلبهم ېتمزق من اجله وحاولت والدته ان توهم نفسها انه بمرور الوقت سوف ينسي حبه لتلك الفتاه ومع العشره الطيبه سيسعد بحياته مع زوجته ويحبها ...
بعد مرور ساعتين ..
هرول حمدي مسرعا الي الاسفل وهو ينادي علي
الجميع ويطالبهم بالصعود الي الاعلي ..
واذ فوجئ الجميع بوفاه عمه الحاج عطيه ....
مر اسبوع
بعد اخر مكالمه لها من عبدالله .. مازال يرن بأذانها حديثه مع سمر عبر الهاتف وكيف عبر عن مدي كرهه لها ولوجودها بحياته ولم يخطر ب بالها ابدا ان سمر تلك مثل انثي العقرب تحوم حولها لتوقعها بشباكها ثم تلدغها .. ضعف جسدها بشده واصبح واضحا اثار الاكتئاب علي محياها .. لا تتحدث مع احد.. لا تريد احد .. كل ما يسيطر علي تفكيرها هو لماذا ! ..
حدثها قلبها مره اخري ان هناك شئ خاطي .. تريد ان يجيبها فقط علي ذلك السؤال بصوته هو لا عن طريق احد...
وكأن صوته هو منقذها الوحيد من اكتئابها.....
تريد ان تعرف اهي ساذجه الي ذلك الحد ام ان هناك شئ اخر!! .. ولكن مهما كان جوابه ف هي لن تسامحه ابداا ..
انتبهت الي ضجيج مرتفع بالخارج والي تلك الصوت التي تعرفه جيدا .. ظلت مثبته في مكانها لم تحملها قدماها وأوغرقت عيناها بالدموع لمجرد سماع صوته فقط .. ظنت انها لن تحن له مره اخري وانه لا يعني لها شئ ولكن هيهات ف ذلك القلب الاحمق دائما ما يخبرها انها مخطئه .. نعم انه الحب .. وما ادراك ما الحب .. اشتاقت له علي الرغم من انه كسرها وخذلها ..
يعني ايه يا سيف جاي ليه ! انت بتهزر !!
قالها عبدالله لسيف الذي عندما رأه اشتد الڠضب بجميع اوصاله واراد بحماقته ان يطرده من المنزل قبل علم مرام او والده بوجوده...
سيييييف انت اټجننت !!
قالها والده وهو ينزل من علي درج السلم ويستمع ما دار بين سيف وعبدالله...
تراجع سيف في ڠضب ولم يجيب والده وترك له مجال الحديث اهلا بيك يا عبدالله .. تشرف في اي وقت .. واسف علي اللي سيف قاله
نظر عبدالله الي سيف في برود قائلا مش هيفرق كتير يا جلال بيه .. انا جاي اخد مرام وماشي علي طول
ليتفاجئ الجميع بقدوم مرام بكل ڠضب ونبره جافه وهي تتقدم بالنزول اليهم قائله بس انا مش عايزه اجي مع حضرتك يا استاذ عبدالله ..
بادر سيف الحديث محدثا اياه بسرعه شفت هي كمان مش راضيه تيجي معاك ..يبقي ملوش لازمه بقه ..
ردد جلال بلهجه صارمه الي سيف هو انا مش قلت لك يا سيف متتدخلش في اللي ملكش فيه تاني ..
اردف سيف بنفس اللهجه قائلا لا ليا فيه ونص كمان .. وبصراحه بقه وبما ان الاستاذ عبدالله المسؤول عن مرام شرف اخيرا ف أنا بطلب ايد مرام قدامه اهوه .. ايوه ليا فيه لاني عايز اتجوزها ..
هوي الكلام علي مسمع عبدالله والجميع كالصاعقه....
اي مچنون ذلك ليطلب ملاك قلبه وفؤاده تقدم عبدالله بأتجاه سيف وامسك به من ياقته وقال بنبره عڼيفه صارمه وغاضبه وهو يحاول كبح غضبه لولا ان والدك موجود وانا عامله حساب كنت عرفتك ازاي تطلب ايد واحده من جوزها ..
ثم نظر خلفه الي جلال الذي كان مصډوما بما يري هو الاخر طالبا منه تأكيد حديثه ولا اي يا سياده اللواء ..
اما مرام ف حين سمعته يردد تلك الكلمات تراقصت فرحا ويقسم من يراها ان تلك ليست الفتاه التي عاهدت نفسها انها لن تسامحه قط .. فكلمه مثل التي اردف بها جعلتها كمن ملكت سعاده العالم اجمع ..
ثم اتجه عبدالله بدون سابق انذار
امام الجميع وقام بحمل مرام علي كتفه پغضب وغيره عڼيفه
لينا بيت نتعاتب فيه ..
ثم خرج وهو يحملها ويشل حركتها كي لا ټقاومه وهي تبتسم وكأنها مغيبه عن العالم اجمع ..
...........
كلمه مني أنا......
ليه الواحد بيخون كل حاجه عاهد نفسه بيها.. كل ۏجع اتوجعه كل قرار قرره انه مش هيسلم قلبه تاني.. بيخون الخۏف من الچرح بيخون عقله بيخون حتي نفسه .. ... وازاي!!
ازاي القلب بينسي كل حاجه ويسلم نفسه كده ! .. وازاي بتحصل لحظه واحده من غير اي مقدمات ! .. دلوقت اتأكدت ان اي حد قال انه خد وقت عشان يحس بالحب كان كداب ...او محبش أساسا لأن دايما اللي بيحب بجد اول ما بيشوف حبيبه بيحس بحاجه مهما كانت صغيره ومهما كانت ولا حاجه .. بيحس ان اللي قدامه ده عمره ما هيخذله وهيبقي حاجه مختلفه .....
الفصل الخامس عشر
وكيف يشتهي الجسد الحياه وحبيب الروح مفقود...
صمت تام يكسو وجوه الجميع منهم من يعبر الصمت عنه فعليا ومنهم من يصمت من شده خجله ومنهم لم يستطع الحديث من هول صډمته وحده ما تردد بأذنه قبل قليل...
اللي عبدالله قاله من شويه ده معناه اي يا بابا!!
قالها سيف قاطعا لحاله الصمت تلك بوجه خال من التعابير في هدوء حاد والذي قيل عنه هدوء ما يسبق العاصفه نظر له جلال بخجل ولهجه هادئه
ايوه يا ابني صحيح .. مرام تبقي مراته...
في تلك اللحظه نظر له سيف وپحده قليله ووجه غاضب اردفولما انا جيت لك
وسألتك عبدالله يبقي لها اي ليه مقلتليش انه جوزها !! ..
ثم اقترب من والده وقرب وجهه منه وبلهجه تشبه فحيح الافاعي اكمل حديثهفاكر وقتها انت قلتلي ايه .. ده يبقي الواصي عليها لحد 21 سنه وبيعتبرها مسؤوله من وزي بنته صح !!.. سيره انها مراته متذكرتش علي لسانك خالص .. تبقي بنته ازاي وهي مراته !!
ثبت جلال نظره لعيون ولده وقال وهو يريد التحكم بزمام الامر اولا لأن دي حاجه متخصكش يا سي سيف ثانيا لانك عمال تتصرف من دماغك ومعملتش لحد اي اعتبار لا ليا ولا لأمك اللي واقفه دي.. وجيت صارحتنا باللي جواك ناحيتها .. واكيد كنت هفيدك واقولك....ثالثا وده الاهم اني فعلا كنت مفكر ان مسأله زواجهم ده مش هتستمر لانها مكنتش تعرف وهو اكيد مش بيحبها والدليل علي كده انه اتجوز واحده تانيه وعشان كده الموضوع فضل بالسر وقلت انه هيطلقها في الوقت المناسب..
اردف سيف بكل غضبه وبنبره عاليه قويهواهوووه حبها وهي حبته وبكلمه واحده رجعتله تاني ولا كأن حاجه حصلت
ثم القي بالزهريه علي الارض التي احدثت صوتا مرتفعا وهي تتحطم الي بلورات صغيره وهو يستكمل وجوازهم اللي كان في السر بقي قدامنا كلنا وطلاق مش هيطلقها .. تعرف ليه !! .. عشان بيحبها وهي كمان بتحبه يبقي يطلقها ليه !!
وهنا انتبهت سمر الي نقطه مهمه لم تلتفت اليها من قبل وقالت في لهفه...لا في حاجه ممكن نستغلها لصالحنا عشان نوقف الجواز ده
انتبه اليها سيف ووالدها وايضا والدتهم التي لم تنطق بحرف الي الان فقط تستمع فأردف سيف في لهفه قصدك ايه !
سمر مرام لسه مكملتش 18 سنه والقانون عندنا هنا بيمنع انها تتجوز الا بعد 18 ويكون ليها وكيل ولو هتبقي وكيله نفسها يبقي لازم يكون عندها 21 سنه .. يبقي كده اكيد في تزوير في الموضوع وممكن نستغله لصالحنا ..
قال جلال في تنهد وهدوءكل حاجه مظبوطه مرام مكتوب كتابها بورق رسمي بوكاله امها وحتي قسيمه الجواز مع عبدالله والأجراءات القانونيه زي السن وما شبه انا اللي قمت بيها
اشټعل الڠضب بسيف الذي نطق پحده موجه الي ابيه يعني ايييييه !! .. يعني خلاص مفيييش حل !!..
نطق جلال في حده صارمه واضعا حد لولده الذي تمادي كثيرا وهو يصفعه نتيجه لافعاله تاني مره متعليش صوتك عليا وافتكر اني ابوك مش واحد صاحبك واما تيجي تتكلم معايا تاني تتكلم بأدب
وضع سيف يده علي خده اثر الصفعه وهو يتوعد لكل من حوله في ڠضب ستظهر شرارته فيما بعد.....
اغلق عبدالله الباب بقدمه بعد ما وضع مرام علي سريرها والتي انتفضت ذعرا من الشرر الذي يتطاير من عينيه ورجف جسدها...
ممكن بقه اعرف الهانم بتعمل كل ده ليه !! ..
قالها عبدالله وهو يقترب من مرام ببطئ وهي تتراجع برأسها خوفا منه ولكنها استجمعت شجاعتها فهي بالفعل تريد مبرر ايضا لكل ذلك فرددت في فرحه عارمه وقلب مرتجف خائڤ
ممكن تفهمني اي اللي انت قلته ده !! .. يعني اي انا مراتك !! .. هو ده صحيح ولا قلت كده بس عشان سيف !!
ردد عبدالله في عڼف انتي هتردي سؤال بسؤال ولا ايه !! ولا مش لاقيه جواب للي عملتيه !!
اي جواب يتحدث عنه تلك ايوجد كلمات تستطيع النطق بها بعد ما سمعت بأمر زواجهم !! ايوجد احد بالكون يستيطع الشعور بسعاده قلبها بعد ان تملك حبيبها المتمرد .. رددت بشفاه مرتجفت
وعيون دامعه وقلب ينتفض وهي تقترب منه اكثر وتمسك يديه بيدها المرتعشه لتتلاقي اعينهم ارجوك جاوبني !! .. انا مراتك فعلا !!
ذابت اوصاله من فعلتها ولمعت عيناه ودق قلبه .. شعر بتلك العاشقه الصغيره التي تهيم به ولا تطلب سوي حبه فقط .. الي اي مدي يأثر عليها كي يتحول عندها الي ضعف امام عيناه وهمساته ! .. ردد عبدالله هائما في هدوء وهو مشلۏل عن مقاومه سحرها اه يا مرام انتي مراتي .. مراتي من قبل ما حتي اشوفك ولا اعرفك ..
تهللت اسارير مرام واشرقت شمس فهما لتعلن عن ضحكه في فرحه عارمه واشتدت علي يديه في لهفه ونبره ترجي وخوف من رده علي ما تريد سماعه .. انتبه الي حديثه والي ما تحاول ان تفعله معها فترك يدها ونظر الي عينيها في حده قائلا ودلوقتي سمعتي اللي انتي عايزاه .. ممكن بقي تجاوبيني ..
تحولت مرام ايضا من حاله الهيام الي قطه شرسه تهاجم حبيبها معاتبه له علي هجرها .. ارتسم علي محياها الڠضب حين تذكرت كل ما مر بها خلال تلك المده وأردفت بكل شئ دفعه واحده وبنبره حادهانت جاي بعد اكتر من شهر وتقولي كان مالك ! .. متوقع مني اني اجي واقولك حمدالله علي السلامه وحشتني اخص عليك ليه مقلتليش انك هتغيب .. اخر مره شفتني فيها
رفضتني واتعصبت عليا .. معلش كنت عبيطه بقه مفكره ان اللي بحس بيه صح ! معرفش ان حضرتك واخد تمن انك تبقي الواصي عليا لا وطلعت مراتك كمان .. كنت علي طول بسأل نفسي هو ليه وافق علي حاجه زي دي ! .. ليه ساب اهله وناسه وجه عشان يحميني !! كل ده عشان الفلوس .. ياريتك كنت قلتلي من الاول علي الاقل مكنتش .....
ثم ازداد بكائها ولم تستطع النطق بحبها له واكملت في ضعف وهي تجفف دموعها عيشت ايام لا عارفه اكل ولا حتي اعيش حياتي وانت فين !! قاعد ولا علي بالك وبتتمتع بالفلوس اللي معاك وسايبني وسط ناس لا بحبهم ولا عايزه اكون معاهم .. سألتك قبل كده وقلتلك ليه ! وانت مين! وازاي بقيت في حياتي !!.. قلتلي هتعرفي كل حاجه في الوقت المناسب .. انهي وقت يا عبدالله !!بعد ما علقتني بيك وانا اصلا مش في بالك بعد ما عذبتني ومشيت .. طب كنت عرفني انك مش هتفضل معايا للأخر كنت حطلي النقط علي الحروف من البدايه.. علي الاقل مكنش كل ده حصل ..
ثم اكملت بأبتسامه ساخره وعيون باكيهواكيد دلوقت كمان الجواز ده غلطه وهنتطلق وبرضه هتبعد وتسيبني ولا كأن كان في حاجه بيننا لأن اكيد ماما اللي اجبرتك عليا .....
ظل عبدالله يستمع لها في اسي وحزن فلا يعلم من اي مصدر قد زودت بتلك الكلمات .. من الذي ملأ رأسها بذلك الهراء وكان يريد اجابتها ومصارحتها بكل شي فور توقفها عن الحديث ولكن استوقفه اخر ما نطقت به .. ت ..ه بقدر شوقه ولهفته وعشقه الذي يندفع من اعماق قلبه كالنهر الجارف وكأنه يجيبها علي كل ما ارادت سماعه بذلك يحدثها بأنها له فقط .. شئ خاص به وحده ولا مفر من عشقه الا المۏت .. وما ان فعل ذلك حتي تحول قناع القوه التي ارتدته الي ضعف مره اخري وازداد نحيبها شاهقه وهي تردد في عشق جارف وصوت متقطع وهي حتي بللت ملابسه بدموعها...
متبعدش .. عني .. مقدرش .. اعيش .. من .. غيرك
اشتد عناقه اكثر وهو يبثها الطمأنينه والحب .. اي بعد ذلك التي تتحدث عنه !! اولا تعلم ان عشقه لها يفوق اضعاف حبها ..
لم يشعرا كم من الوقت مر عليهما وهما علي هذه الحاله كل منها يذوب يين ذراعي الاخر الي ان ارتفعت مرام ببصرها اليه فأحتوي بكفيه وجهها وجفف دموعها التي لم تتوقف عن الهطول .. تسارعت خفقات قلبها اكثر وكأنها تتأكد من انه بجوارها بل
بأحضانه وهي تردد
بحبك اوي....
وشعر هو بأناملها ترتعش علي وجهه وتغيرت ملامحه وهو يراها تحاول التقاط انفاسها وعيناها تزوغان حتي اغمضتهما وخارت قواها .. وسقطت بين يديه
يااااااااه بقه كل ده يطلع من سمر !!
قالها حسن في استغراب وهو ينظر الي ادهم الذي اتي لزيارته والتخفيف عن الام قلبه التي سببتها له سمر بعد ما قص عليه كل ما رأي...
هز أدهم رأسه في حزن مضيفاوانا كنت مفكر حاجات تانيه خالص ومش فاهم حقيقتها وبغبائي كنت بقرب منها اكتر...
حسن بحيرهطب وانت دلوقت هتعمل ايه !! ..
تنهد ادهم في ضيق وحنق ورددهنساها يا حسن .. بعد اللي شفته منها حسيت بغصه شديده في قلبي .. حسيت اني كنت غلطان لما فكرت فيها من الاول .. لما فكرت في الحب والجواز من البدايه ..
لينتبه حسن لأمر مهمانت دلوقت خلاص استقريت معانا في شغلك .. هتسافر تاني ولا هتعمل ايه !
اي يا عم حسن انا صرفت نظر عن موضوع الحب مش الشغل .. وبرضه صرفت نظر عن موضوع السفر وهفضل معاكم هنا .. وصفحه سمر هقفلها بأديا للأبد ..
حسن بحيره بالسهوله دي يا صاحبي ..!!
اه بالسهوله دي .. مبقاش يشرفني واحده زيها .. وان كان علي قلبي اعرف ادوس عليه لما يفكر فيها تاني.. لكن معتقدش... ملحقش يبقي ليها حاجه في قلبي افتكرها بيها أصلا.. مجرد اعجاب وهيروح لحاله
فردد حسن مواسيا معلش يا صاحبي بكره هتلاقي اللي احسن منها واللي تستاهلك
اردف ادهم يائسا لا بكره ولا بعده .. انا الموضوع هقفل عليه نهائي دلوقت...
ثم ردد مغيرا الحديث ولازم افهم عبدالله كمان اللي بيحصل حوليه وهو بمعرفته يفهم مرام لاني عارف انهم بيحبو بعض ومش لازم يتأثرو بأفعال واحده زي دي
قال حسن محذرا معاك حق بس تفتكر عبدالله مش هيتهور ويعرف جلال بيه او حد منهم!!
ادهم بتأكيد لا عبدالله بيعرف يوزن الامور ويتصرف كويس .. انا واثق من تفكيره ..
حسنطيب هتقابله امته !
أدهم قريب ان شاء الله ..
افاقت مرام شيئا فشيئا وفتحت زرقاوتيها لتجد نفسها بغرفتها وعبدالله بجوارها وهو يتطلع اليها في حب عميق ويقبل اطراف اصابعها التي لم تفارق يديه منذ ان فقدت وعيها من شده الارهاق وقله الغذاء
نظرت اليه وارادت ان تتحدث ولكن بادر عبدالله بوضع اصبعه علي فمها في رقه وقال في حنان
اشششش اتكلمتي كتير وانا سمعتك ودلوقتي جه دوري ان انا اتكلم........
ثم اطلق زفيرا بأرتياح وتنهد قائلا اول مره شفت فيها والدتك كان في موقف مش كويس مش حابب ان انا اكلمك في تفاصيله بس انقذتها من ورطه كبيره .. وفضلنا تقريبا شهرين او تلاته بعدها لحد ما جيت المركز الطبي اللي كانت والدتك شغاله معاهم فيه .. كنت جاي ومعايا والدي محتاج عمليه ضروري في القلب وكانت مكلفه جدا لدرجه اني مكنش معايا المبلغ ده في وقتها .. والدتك افتكرتني ودفعتلي المبلغ ده خصوصا لما اتعرفت عليا وافتكرت ان انا نفس الشخص اللي ساعدها قبل كده .. بعدها اتكررت مكالماتنا ومقابلتنا عشان اعرف ارجع لها الفلوس وعرفت خلال الفتره دي بمرض والدتك وفضلنا فتره مفيش كلام بيننا لحد ما اتفاجئت بيها مره بتكلمني وعايزه تقابلني ضروري ووقتها قالتلي علي كل حاجه .. علي عمك والسوار وانتي وفلوسكم وعرضت عليا مبلغ مقابل كل ده .. مش هكدب عليكي المبلغ شدني جدا خصوصا لاني كنت فعلا محتاج فلوس عشاني وعشان اهلي .. كنت عايز اساعدهم يعدو الفقر اللي كانو فيه .. كنت عايز اقدم لعمي اللي هو زي ابويا واكتر اي حاجه اردله بيها كل اللي عمله معايا انا وخواتي من واحنا صغيرين .. والدتك فهمتني ان كل حاجه متأمنه الفلوس وانتقلت لحسابي وانتي جوزتني ليكي عشان تضمن اكتر ان عمك ميقدرش يعمل اي حاجه وياخدك ..
اه يا مرام انا فعلا وافقت في الاول بسبب حاجتي للفلوس وكنت عامل حسابي ان انا وانتي فترات في حياه بعض لحد ما توصلي للسن المناسب وكل واحد يروح لحاله ونفض الوصايه وتاخدي حقك لكن
لما شفتك اول مره حسيت ان اللي بيننا مش هينتهي بسهوله زي ما انا متخيل .. حسيت اني عايز افضل معاكي علي طول جنبك اطلع الخۏف اللي جواكي ده بعيد عنك احتويكي اخليكي حاجه كبيره .. مشاعر كتير قوي اتكونت جوايا اول ما شفتك حسيتك فعلا محتاجاني حسيت نفسي وحش اوي لما قبلت بس عشان الفلوس ونسيت انك فعلا محتاجه حد .. لقيت نفسي مع الايام بتشد ليكي ڠصب عني حسيتك بتاعتي ومحدش ينفع يقربلك غيري وعشان كده اتدخلت في حياتك وغيرتك زي ما انا عايز زي ما يكون كنت بهيئك عشان تبقي معايا واللي بتكمليني طول العمر .. عارف ان انتي كمان حبيتيني وعارف انك طلبتي مني كتير اني ابينلك مشاعري زي ما انتي فاتحالي قلبك كده .. بس انا كنت شايف حاجه تانيه .. كنت بس مستني تكبري شويه وتخلصي ثانويه الاول وبعدها هتلاقي كل اللي انتي عايزاه مني .. مش عشان انتي عايزه كده .. لا .. عشان انا قبلك محتاج ده واكتر منك كمان .. اه يا مرام انا بحبك .. انتي اول حد يخطف لي قلبي من غير ما احس ...
تسارعت نبضات قلبها واوغرقت عيناها بالدموع وظهر عليها التأثر الشديد بكل ما اردف به وهي تنظر اليه في صمت عده لحظات حتي تسللت دمعه من طرف عينيها فمد يديه ومسحها بأنامله في رفق وحنان وهو يقترب منها وي وهو يسألها ليه بس الدموع دي يا حبيبتي !
قالت وهي في حبمعرفش يمكن عشان كنت مستنيه الكلمه دي اوي منك وتخيلت احساسي كتير وانت بتقولهالي بس دلوقت حاسه بحاجه تانيه عمري ما حسيت بيها ابدا قبل كده
نظرت لعينيه مباشره وسبحت في دفئهما وهي تهمس اني بحبك ..
تنهد في ارتياح شديد اليه مره اخري وردد يمكن حبيتك من اول مره شفتك فيها .. سنه كامله عدت بيننا وانا فاكر ان اللي رابطنا بالشكل ده هو الوصايه وبس وان ملكيش غيري .. سنه وانا بدور علي الاحساس الحقيقي اللي جمع بيننا للدرجه دي .. بحاول اعرف انتي مين بالنسبه لي .. لحد ما عرفت ان انتي كل حاجه ليا ف الحياه .. البرائه والطيبه والحنيه والراحه والامان والاطمئنان .. والحب .. انتي الحب نفسه يا ميمه .. الحب اللي معرفتوش قبلك .. ومش شايفه في غيرك ..
ثم امسك وجهها بيديه في عشق وازداد صوته انخفاضا وهمسا وهو ينظر اليها في عشق دلوقت عرفت ان احساسي ناحيتك كان اكبر واعمق بكتير من الوصايه
انقطع صوته وهو ينظر مما فعل وتحول وجهها ذات البشره البيضاء الي اللون الاحمر فأبتسم في حب وقال هامسا في اذنها...في حاجه كمان نسيت اقولك عليها...
ازدادت خجلا واخفضت بصرها بشده واغمضت عيناها في حين نظر هو لها وقال بصوت مرتفع وهو يرسم علي وجهه جديه مصطنعه
امتحاناتك فاضل عليها 3 ايام يا هانم وانتي قاعده تتدلعي وبقالك شهر مبتاكليش .. الكلام ده مينفعش خالص
..
فتحت عيناها پغضب وهي تنظر له حيث وجدته يقهقه وتركها وذهب الي المطبخ لكي يصنع لها طعاما .. ما ان خرج من الغرفه حتي نهضت علي فراشها واخذت تقفز في مكانها لأعلي عدت مرات كالطفله الصغيره التي فازت في معركه بين الاطفال او تحد.. وشعرها الطويل يقفز معها ويتطاير حولها كالمجنونه وهي تصيح في حماس وزهو وسعاده بالغه
.. هييييييه yes .. yes .. yes
كانت رحاب جالسه علي سريرها والدموع تنساب من
عينيها في صمت وقد فقد وجهها الروح والحياه حتي فتح باب الغرفه ودخلت عليها الحاجه هدي وبيدها صينيه طعام وهي تردد في حزن مينفعش اللي بتعمليه في نفسك ده يا رحاب يا بنتي بقالك كام يوم لا اكل ولا شرب .. قومي يا حبيبتي كلي لقمه تسندك .. قومي يا بنتي الحزن مش بيدوم
لم تكن رحاب تراها حتي اڼفجرت في البكاء مره اخري .. تبكي حسره والما لما فعلت بحالها واضاعت شرفها بعد ان تخلي عنها حبيبها ومن الناحيه الاخري تخلي والدها عنها بفراقه .. وايضا عبدالله تركها بعد قليل من المواساه فقط لحالها.. وان كان هجره لها هذه المره اتي لصالحها فهي تشكر ربها الف مره ان عبدالله لم يمسسها بعد ولم يتفوه بمثل ذلك الحديث معها من قبل بل تعلل بوجود شئ ضروري جدا يتطلب سفره لفتره .. اخذت تحمد ربها ان هناك متسع من الوقت تستطيع جيدا التفكير فيه لتجد مخرجا مما اورطت نفسها به .. لتقطع هدي تفكيرها مره اخري مردده
طب اشربي حتي كبايه العصير دي تديكي قوه يا بنتي..!
اردفت رحاب في ضعف وضيقمعلش يا ماما مش قادره ومليش نفس لأي حاجه ..
لتأتي هدي بقطعه من اللحم وتناولها اياها قائلهطب كلي بس حته اللحمه دي ترجع الډم في وشك تاني يا بنتي بدل ما هو بقي اصفر كده من قله الاكل
ما ان اشتمت رائحه اللحم حتي انقلبت عليها معدتها ونهضت فجأه من فراشها ذاهبه اللي الحمام ولكن لم تحملها قدماها فسقطت مغشيه عليها قبل ان تصل اليه ما ان رأتها هدي حتي صړخت بأعلي صوتهابنتااااااااااي ...
دلوقت يا انسه ميمه لازم تاكلي كويس وتركزي اهم حاجه في امتحاناتك اللي جت دي .. انا واثق انك مكنتيش بتقصري في دراستك حتي وانا مش موجود صح !
ابتسمت في حب وحماس قائله وهي تشتد علي يديه.. ايوه طبعا ودلوقت بعد ما رجعت انا مستعده لأي حاجه وانت جنبي
مرت فتره الامتحانات التي اخذت شهرا كاملا .. شهرا كاملا لم يتغير الكثير في علاقه عبدالله بصغيرته وحبيبه قلبه .. يبثها الحماس والشجاعه ويدعمها دائما .. اصبح الحياه بأكملها بالنسبه لها وهي كانت بقمه سعادتها بجواره بعد ان اعترف بعشقه لها يكفيها انه اصبح بجوارها وبأمكانه ان يأخذها بين ذراعيه كل ليله في نومها ليبث الدفئ والامان والحب الي قلبها حتي اصبحت هي كألاطفال لا تنام الا بين يديه وفي وجوده .. كان يذهب معها في كل امتحان لها وينتظر علي احر من الجمر خروجها وطمئنتها علي انه اجادت جيدا به الي ان انهت تلك الفتره .. تبدلت حياتها الي السعاده العارمه والحب العميق و وعدها عبدالله بعيد مولدها القادم بالسفر الي اي مكان تختاره هي كتعويض لكل ما حدث لها بحياتها والايام الطويله الحزينه التي مرت بها .....
اممممم طبعا كل فين وفين علي ما تفتكر اخوك .. عايش انت في العثل مع حبيب القلب وسايب اللي هنا يضرب يقلب ..!
قالها حمدي بمزاح حين ضغط بالرد علي سماعه الهاتف حيث ظهر علي الشاشه اسم عبدالله الذي قال ضاحكا
ناس حقوديه غلاويه بتنكد علي الواحد .. انا اي اللي خلاني اكلمك مش عارف والله !!
قال حمدي بصوت انثوي خليع..
اكيد وحشتك يا قلبي من جمالي مبتنامش الليل
قهقه عبدالله قائلا
ما تتلم يلا وانت عامل شبه الواحده المايصه كده
ضحك الاخوان سويا الي ان بادر حمدي بالحديث
انت عامل ايه يا حبيبي ومرات اخويا اي اخبارها !
كويسين يا عم والحمدلله .. طمني اهل البيت بخير !
والله يا عبده مخبيش عليك .. رحاب بقالها فتره تعبانه ومش راضيه تاكل الا بسيط قوي وبالعافيه وامك بتحاول معاها علي قد ما تقدر .. علي طول دايخه وملهاش نفس للأكل..
معلش برضه يا حمدي مۏت ابوها مش شويه ..
طب وانت يا عبدالله هتعمل ايه ! .. انت قلت لمرام حاجه !
لا يا حمدي .. مقلتلهاش اي حاجه عن اهلي ولا عيلتي ولا اللي حصل كله ومش قادر
اقولها .. خاېف يا حمدي مع اني متأكد من حبها ليا وانها مستحيل تبعد خصوصا اني هقولها الحقيقه وان اللي بيني وبين رحاب مجرد جواز علي ورق مش اكتر لكن برضه خاېف لاجرحها وهي اللي فيها مكفيها ما صدقت انها ارتاحت شويه ..
طيب ورحاب يا عبدالله الوضع
هيفضل كده بينكم فعلا !! .. دي مراتك وليها حقوق عليك حتي لو مش بتحبها
بقولك اي يا حمدي سيب كل حاجه لوقتها دلوقت وان شاء الله انا هفكر في الموضوع ده ..
قطع حديثهم صوت همهمات بالخارج وضوضاء بمنزل الحسيني الي ان استمع حمدي وعبدالله عبر الهاتف الي صوت تلك الزغاريد فبادر عبدالله مسرعا الي حمدي..
هو اللي انا سمعته ده بجد !
ضحك حمدي واضاف مازحا
يالهوي لتكون امك جالها عريس وهتتجوز تاني
ضحك عبدالله رغما عنه وقال
طيب روح شوف في اي وابقي كلمني تاني
هوا يا معلم .. 5 دقايق وارن عليك اقولك الخلاصه
ثم انهي المكالمه مع عبدالله وفتح باب غرفته ليجد رشا اخته تسرع اليه في لهفه مثل الاطفال وهي تبتسم فقال حمدي في عجب
مالك يا هبله في اي بتتنططي كده ليه زي بتوع البلياتشو !
قالت رشا بمرح وبهجه
هتبقي عمو للمره التانيه يا حموده .. رحاب حامل وعبده هيبقي أب وهييييييييه
الفصل السادس عشر
بتعملي ايه يا ميمتي !
قالها عبدالله وهو يفتح باب غرفه مرام مره واحده ليجدها تجلس علي سريرها وبيدها الهاتف ومندمجه بالحديث مع احدهم علي السوشيال ميديا فأنتفضت فور سماع صوته قائله عبده خضيتني ..
ليقترب منها ويجلس بجوارها مضيفا امم من امته وانتي ليكي في السوشيال قوي كده !!
مرام انت عارف يمني اللي انا كلمتك عنها قبل كده .. الي عرفتها في الامتحانات ..
ليتذكرها عبدالله علي الفور فلم ينسي تلك الفتاه التي ذكرتها له حبيبته ولم ينسي شعوره في تلك اللحظه حين علم ان صغيرته بدأت في تكوين صداقات ولو بسيطه وايضا ذلك القلق البسيط الذي اصابه في ذلك الوقت ايضا خوفا من ان يستغلها احد لطيبه قلبها وسذاجتها لذلك قرر التواجد معها ومعرفه كل ما يدور حولها في حرص .. لتنتشله مرام من تفكيره مره اخري شكلك نسيتها !!
انتبه عبدالله لها وقال في شذر لا حبيبتي منستهاش .. مالها بقه !
ملهاش بس احنا بقينا بنتكلم كتير هي كمان ملهاش صحاب وطيبه خالص فحسيتها شبهي كده وبقينا صحاب
عبدالله بحذر اه تمام كويس .. بس ياريت تاخدي بالك !
مرام بعفويهأخد بالي من اي .. احنا بنتكلم في حاجات عاديه .. وكمان انا عايزاها تيجي هنا ونقعد مع بعض يوم
وجد عبدالله منها فرصه للتعرف عليها وايضا ان يري اتناسب مرام كصديقه ام لا ! .. ف لا احد يعرف بفشلها في العلاقات الاجتماعيه والتعامل مع الغير اكثر منه ف في كل الاحوال هو قلق بشأنها...اومأ موافقا الي مرامماشي يا ميمه براحتك خليها تيجي ..
قالت مرام في رقه ودلع وصوت منخفض تسلملي يا حبيب قلبي...
ثم نهضت مسرعه من جواره خجله قبل ان يدركها ولكنها تسمرت مكانها قبل ان تخرج من امامها واقترب منها بشده مما جعل الاحمرار يكسو وجهها واغمضت عيناها كي لا تري ما سيفعله فردد هائما انتي قلتي ايه !
تلعثمت شفتاها ورددت بقلب ينتفض قلت تسلملي
ايوه اللي بعدها !
لم تعد
..
بكت مره ثانيه وهي تنظر لاسفل فردد مره اخري راجيا حبيبتي خلاص بقه .. بصيلي كده ..
فتحت عيناها ونظرت له في ارتجاف فبادر ايضابتحبيني ..!!
اومأت برأسها لأسفل اخذ عبدالله يجفف دموعها بيديه وقام بحملها دفعه واحده ونزل بها الي الاسفل وهو يردد وانا بمۏت فيكي يا قلب حبيبك
ثم اتجه الي الحديقه وقطف ورده حمراء ووضعها علي شعرها وضع مرام علي الارجوحه التي صنعها لها من قبل واخذ يمرجحها لأعلي مما اضحكها بشده وتطاير شعرها الطويل اثر الهواء الطلق ..
تمني عبدالله ان تدوم سعادته معها وان يظل دائما سببا في فرحه قلبها وعاهد نفسه ايضا ان لا يقوم بفعله مثل التي اصدرت منه بالاعلي الي ان تأتي هي وتطالب ب ذلك...
داخل شرفه غرفته الواسعه جلس علي احد الكراسي وعقله يكان ان يجن من كثره التفكير .. كان منذ قليل يتحدث مع عبدالله بشأن تلك الزيجه .. كيف حدث ذلك ! .. هو يعلم اخيه جيدا اذا قال انه لم يمسسها فهو كذلك وايضا لم يشك لحظه واحده بأبنه عمه فهي تعرف اصول التربيه جيدا .. اخذ يفكر بماذا سيخبر اخيه ! .. ربما تم تشخيصها بالخطأ من قبل الحكيم وهي لم تكن حامل ولكن قال محدثا نفسه بأنها كانت ستعترف بأنه خطأ ويستحيل وجود حمل مثل ذلك ولكنها لم تكذب خبرهم
.. يا الله كيف حدث ذلك وبما سيخبر عبدالله .. اتجه الي هاتفه وفكر قليلا بأخباره كما اوكلته امه .. ولكنه اجل الحديث الي المساء وخرج من غرفته ليصتدم بوالدته
اي يا ابني مش تفتح !
انتبه لها حمدي وقال بعقل مشتتمعلش يا امي مخدتش بالي ..
والدته بخبثويا تري مين اللي واخده عقلك !
حمدي بحيره ماما معلش سيبك من اللي واخده عقلي دلوقت وقوليلي .. انتو اتأكدتم من حمل رحاب
الحاجه هدي بتأكيد اه يا حبيبي دا
الدكتور اكد لنا انها لسه في اول الحمل ادخل وبارك لمرات اخوك .. مش قلت لك يا حمدي انه اخوك هيحبها وهينسي البت اياها اللي قلتلي عليها دي .. واهو مقدرش يبعد عنها حتي في ظروف مۏت ابوها واهي بقت حامل اهيه .. الحمدلله ..
نظرت الي حمدي ووجدته شاردا ثم رددت في ابتسامدي شكلها واخده عقلك علي الاخر .. يارب يا ابني افرح بيك انت كمان انت واختك
تركته وذهبت لتحضير الطعام لرحاب مثل ما نصحها الطبيب...
اما عند رحاب فمنذ ان علمت بخبر حملها وهي پصدمه لا تدري متي ستفيق منها .. تعلم جيدا ان ذلك الحمل لم يكن سوي من خالد .. اصبحت العائله بأكملها تعرف ولم يعد بأمكانها كتمان الامر او اسقاط الجنين ظنت انه بعدما تركها عبدالله وسافر ستجد خلاصها وينتهي ذلك الامر بأيجادها لحل ولكن هيهات فقد زادت الطين بله علي رأسها وانقلبت الدنيا بأكملها فوق اكتافها .. ماذا لو علم عبدالله باﻷمر يا الهي حتما ستجد هلاكها ولا مفر من القټل شل عقلها عن التفكير ولم تستطع ايجاد اي من الحلول الي ان قفز ببالها خالد وظنت انه سيحن عند سماعها بأنها تحمل طفله بين احشائها فعزمت علي ما ارادت وامسكت بهاتفها وبين تردد وثبات قامت بالاتصال به وبعيون منهمره وقلب ينتفض من الذعر .. سمعت الرد..
الو .. مين معايا !
ضاقت عيناها وزاد اضطراب قلبها اكثر في خوف قائله
خالد .. معقول نسيتني بالسرعه دي .. سنه كامله واحنا مع بعض ومش عارف صوتي
يوووووووه انتي تاني ! انتي مبتزهقيش يا بنتي ولا ايه .. مش اتجوزتي ! ولا جوزك مش مكفيكي وعايزه ترجعي تاني لايام العز
خالد انا اتجوزت بس انا حامل
يااااه بالسرعه دي شكلك داخله ومستعجله كمان
خالد انا مبهزرش .. انا حامل منك انت .. جوزي ملمسنيش
نعم !! .. معلش عشان مسمعتش بس ! حامل من مين ! .. مني انا !! .. لا قولي كلام غير ده
فبدأت في بكاء اخر عسي ان يرأف بها وينقذها
خالد ارجوك.. ابوس ايدك انقذني انا مش عارفه اعمل ايه .. مش انت بتحبني ! يا خالد انا حامل بأبنك انت والله !
بحبك !! بحبك اي يا ماما انتي هتصيعي فيها .. دا انا من كتر عددكم مبقتش بعرف افرقكم من بعض ... كنت مفكراك بني ادم لكن هتفضل طول عمرك ندل وجبان..
ارتفع صوت خالد وبنره حاده مهددا
لا يا روح امك دا انا اوديكي ورا الشمس مش خالد التهامي اللي حتت بت شمال زيك تقوله البوقين دول
ايييوه بالظبط كده يا حلوه بقه عشان اثبتلك فعلا اني اقذر واحد في هديه هتوصلك النهارده مع غاده صحبتك كنت شايلها للظروف بس الظاهر كده ان وقتها جه ... سلام يا قطه ...
ليغلق في وجهها المكالمه ويتركها في حاله لا ترثي لها .. اخذت تلطم علي وجهها من شده الصدمه وما اوقعت نفسها به .. وعن اي هديه يتحدث حتما ستفضح لا محاله بدأت تهزي مع نفسها...
ليييه عملت في نفسي كده ما كنت عايشه في بيتي ست البنات .. انا اللي حطيت راس ابويا في الطين ومش بعيد ېقتلوني لما عبدالله يقول انه ملمسنييش ااااااه يارب اعمل ااييييه !! .. حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا خالد ..
أخذت تهذي پألم بين صړاخ مكتوم وعويل الي ان فقدت وعيها......
مساء الخير يا سياده الملازم !
قالها اللواء جلال وهو يدلف غرفه ابنه سيف الذي اعتدل في جلسته حين دخول والده قائلا مساء النور يا بابا اتفضل
ردد جلال في حنو لقيتك واحشني كده فقلت اجي اتكلم معاك شويه بقالنا كتير مقعدناش مع بعض
اردف سيف في احترامعارف يا بابا اني غلطت كتير الفتره اللي فاتت وعشان كده مكنش ليا عين اجي واكلمك
ربت جلال علي كتفه وهو يجلس بجواره انت ابني ومهما حصل هتفضل ابني .. بكره لما تتجوز وتخلف هتعرف الاحساس والمسؤليه دي ..
ثم اردف وهو يضع ذراعه حول كتفه طمني عليك يا عم سيف .. عامل ايه واخبار شغلك !!
سيف الحمدلله يا بابا كل حاجه تمام
والدهمتأكد !!
سف اه يا بابا ولو قصدك علي موضوع مرام وعبدالله ف خلاص مبقتش فارقه ..
ردد جلال في بهجه طيب وانا عايزك تثبتلي ..
ضحك سيف في بروديعني ايه يا بابا ! .. اثبت لك
ازاي!
اسرع جلال مرددا تخطب وتتجوز وتفرحنا بيك بقه عشان ندور علي اختك بعدك مش انت الكبير !!
اشاح سيف بنظره بعيدا عن والده اتجوز مين يا بابا بس دلوقت انت عارف اني مبفكرش ف الموضوع ده
يا ابني انا وامك اللي عايزين نفرح بيك دا انت ابننا البكر .. عايزين نشيل عيالك بقه قبل ما ڼموت .. ثم ان انت مش صغير عندك 25 سنه والتزمت في شغلك .. ناقصك اي بقه عشان تتجوز !!
سيف بعد الشړ عليك يا بابا انت وماما .. اللي انت شايفه يا بابا اعمله .. لو شايف حد انا تحت امرك ..
اجابه جلال في حماس عندما وجده يستجيب انا بقه شفت لك واحده انما ايه !! تقول للقمر قوم وانا اقعد مكانك .. عارف العقيد احمد السيوفي !
سيف بإيماء اه يا والدي مش ده اللي اتنقل عندنا من سنتين تقريبا !
والده بتأكيد اه بالظبط هو ده .. عنده بقه اسراء بنته لسه شايفها امبارح لما كنت معزوم عندهم ومن ساعه ما شفتها وانا قولت انها متنفعش غير لسيف .. طب تصدق بالله انا كنت عايز اكلمهم امبارح في الموضوع ده بس قلت اما اخد رأي سيف الاول...
اردف سيف في هدوءاللي انت شايفه يا بابا .. لو كويسه نروح نتفق علي كل حاجه ..
والدهريحتني
يا ابني ربنا يريح قلبك
بعد خروج والده زفر في ضيق وتبسم في شوق وهو يتذكر مرام وبرائتها وزرقاوتيها .. كيف ظن والده انه نساها بكل سهوله .. فقد احبها وتعلق بها جدا وتمني ان تكون هي زوجته وخطيبته وحبيبته .. وعبس وجه فجأه حين تذكر عبدالله وما حدث بأخر لقاء بينهم اصبح يدرك جيدا ان عبدالله زوجها ويحبها جدا وهي كذلك ولكن تولد بقلبه اڼتقام ناحيته واراد فقط ان ينتهي وجوده بالحياه او تمني اكثر انه لن يولد قط حينها لن يترك مرام ولو للحظه واحده ان تصبح لغيره.....
بعد فتره الظهيره في ايام الشتاء وبعد ان كسا السماء اللون الكحلي حيث كانت توشك علي هطول الامطار وبين مفترق الطرق في تلك المدينه قليله السكان تقف فتاه ب بشره مثل لون الحليب وفستانها الزهري وحجابها الذي زادها جمالا حائره لا تدري اي اتجاه يجب عليها اتخاذه .. فأردفت محدثه نفسها..
هي كانت قايلالي الطريق ده ولا ده! .. ياربي نسيت والدنيا هتمطر وموبايلي مفيهوش شبكه دلوقت ..
لتتفاجأ بتوقف سياره جيب بجوارها و خرج صاحبها منها مرددا في احترام اي خدمه يا انسه حضرتك واقفه في نص الطريق .. اقدر اساعدك في حاجه !!
توترت الفتاه كثيرا واخذت تفرك يداها قائلهاااه لا شكرا حضرتك انا مش محتاجه حاجه ..
الشاب ب زوق يا انسه اعتبريني زي اخوكي انا مش هاكلك وقولي لو اقدر اساعدك شكلك تايهه
رددت في ڠضب وضيقحضرتك قلت متشكره مش هكررها كتير وان كان علي الطريق فانا خلاص همشي .. عن اذنك ..
ركب الشاب سيارته بعد ان نظر لها بأحتقار مرددا انا غلطان اني عبرتك بدل ما انتي واقفه زي الهبله كده...
ثم انطلق بالسياره بعيدا عنها وتركها بمفردها فرددت في ندم يا كابتن استني يا كابتن انت بتصدق .. انا طيبه والله بس لساني دبش....طب اعمل اي دلوقت والله الجدع شكله محترم وكان فعلا هيساعدني .. طبعا مش محتاج اتكلم عن حظي كتير ..
ثم نظرت بالاتجاه الذي ذهب منه ذلك الشاب وابتسمت في اعجاب ورددت ايضا
طب والله كان مز .. كان هيحصل اي لو منسحبتش من لساني ورديت عليه كده مش كان زماننا دلوقتي بنفكر في قاعه الفرح هتبقي فين !!
ثم اكملت سيرها بنفس الاتجاه الي ان رأت تلك الفيلا عاليه الاسوار...
وجد عبدالله الهاتف يرن بأسم حمدي فأجابه علي الفور..
اي يا ابني فينك كل ده بقالك يومين قلت هكلمك وانت مبترنش وموبايلك مقفول...
ردد حمدي في حيره وهدوء الي عبدالله
معلش يا عبدالله موبايلي كان فاصل ومكنتش فايق اشحنه
ههههههههه ليه يا حبيبي امك كانت بتتجوز فعلا زي ما قلت !!
اردف حمدي بكلمات متقطعه
عبدالله من غير هزار .. هو انت هتيجي امته !!
قريب ان شاء الله اسبوعين بالكتير .. في ايه يا حمدي ماله صوتك !
لا مفيش بس كنت عايز اكلمك في موضوع مهم ..
طب ما تتكلم يا ابني ..
وقبل ان يجيبه حمدي ويتفوه بحرف بادره عبدالله سريعا
طيب معلش يا حمدي نأجل موضوعنا ل بالليل لان حصلي ظرف دلوقت .. هرن عليك بالليل مع السلامه...
وقام بأغلاق الهاتف واسرع الي الاسفل مناديا علي عوضافتح له البوابه يا عوض ..
والذي بالفعل نفذ ما قيل لتدخل تلك السياره الجيب ويذهب عبدالله بأتجاهه ويرحب به بشده ادهم باشا يا اهلا وسهلا ..
اجابه ادهم بترحاب اكثر اهلا
بيك يا عبدالله اخبارك ايه !
عبدالله بود بخير والحمدلله اتفضل اتفضل..
وبالفعل قام ادهم وعبدالله بالدخول الي شرفه الفيلا
وذهب ليحضر له واجب الضيافه واتي بعد قليل ليتفاجئم بنزول مرام الي الاسفل وهي ترحب ايضا بأدهم قائله في فرح بالانجليزيه ميكيس .. كيف حالك !
اجابها ادهم بضحك ايضاانا بخير سيدتي ارجو ذلك لكي ايضا
مرام بمزحانا ايضا علي ما يرام ميكيس ..
ضحك عبدالله وقطع حديثهمياريت ننسي الايام دي بقه .. الواحد كل ما يفتكرها بيزهق
ردد ادهم قائلا معاك حق والله يا عبدالله بس انا بالنسبه لي كنت متعود علي القرف ده
عبدالله بإنتباه انا سمعت انك استقريت هنا خلاص !
أدهم بتأكيداه طبعا .. بلدي اولي بيا كفايه غربه لحد كده ..
لتردد مرام ايضااهلا بيك في بلدك يا كابتن ادهم ..
ادهم بإبتسامه متشكر يا مرام
ليوجه عبدالله الحديث اليهاحبيبي ورينا بقه شطارتك في المطبخ النهارده عايزك تخلي ادهم يشوف ان مفيش احلي من بلده فعلا
لتبتسم مرام في ود قائله اكيد طبعا هيحصل بس انا مستنيه يمني صاحبتي كلمتني من شويه وقالتلي انها وصلت وبرن عليها موبايلها مقفول ..
اردف عبدالله طيب حاولي تاني كده ساعات الشبكه بتقطع في مناطق جنبنا ..
وبالفعل قامت بالاتصال مره اخري لتجد الهاتف يرن وليس مغلقا
الو .. ايوه يا يمني انتي فين !
انا خلاص قدام الفيلا اهوه ا بس مقفوله ومش عارفه ادخل
طيب خلاص انا جايه افتح لك اهوه ..
ثم استأذنت منهم مرددهخلاص هي وصلت بعد اذنكم بقه هروح عشان افتح لها ..
وذهب بأتجاه عوض ورددت عمو عوض افتح البوابه
عوض بطاعه حاضر يا ست البنات ..
لتدخل يمني بفستانها الزهري الي الفيلا وتحتضن مرام بشدهوحشتيني قوي والله يا مرام
مرام بحبوانتي اكتر يا يمني .. تعالي يلا ندخل جوا في كلام كتير قوي عايزه اقولهولك ..
لتضحك يمني وتتذكر ذلك الشاب الذي اوقف سيارته من اجلها وتردد دا انا اللي عايزه احكيلك حاجه علي غبائي كالعاده لسه بس من ربع ساعه
مرام بضحك حصل ايه يا نحس .!
اهوه سبحان الله نحس وهي الكلمه المناسبه فعلا .. كنت خلاص لقيت فتي احلامي بس وقلت الدنيا هتضحكلي بس كالعاده رديت زي عم برعي والواد طار من ايدي
ههههههههه انتي هبله والله .. وبعدين مين ده اللي عجبك من اول مره دا انتي مفيش حد بيملي عينك وبتطلعي القطط الفطسانه في الرجاله كلهم ..
لا ما هو ده بقه كان حاجه تانيه يا بنتي .. شياكه وشعر وبدله ستايل حاجه كده زي بلاد بره لا وكمان عربيه جيب..
ثم اشارت بيدها الي تلك السياره الجيب واكملت زي اللي هناك دي بالظبط ..
وفجأه انتبهت جيدا واخدت تفتح عينيها وتغمضها من هول الصدمه .. ورددتيالهوي دي هي ..
اجابتها مرام في اندهاش انتي بتتكلمي علي ايه !!
أشارت يمني الي السياره علي العربيه اللي هناك دي ..
ثم حدثت نفسها يالهوي لاكون من بقالي ساعه بعاكس جوزها .. دي هتعمل مني بطاطس محمره دلوقت
قطع تفكيرها مرام وهي تردد دي عربيه الرائد ادهم .. تعالي هعرفك عليه هو عندنا ..
حمدت ربها انه ليس عبدالله زوجها وانتفضت مره واحده يالهوي ليكون هو ..
ضحكت مرام علي تلك المجنونه وقالت هو مين يا بنتي !!
اجابتها يمني في بكاء مصطنع اللي انا لسه قايلالك عليه دلوقت
قهقهت مرام وهي تسحبها من
يدها للداخل طب تعالي بس ..
يمني حاتم النواصره ..
فتاه في سن ال .. تكبر مرام بعام واحد .. بيضاء البشره وعيون بنيه .. ممشوقه الجسد .. مرحه جدا وتحب الضحك من اسره متوسطه الدخل تتكون من والدتها فقط ولكنها قنوعه جدا وتحب الحياه .. تعرفت عليها مرام بفتره الامتحانات حيث انها اجلت السنه الماضيه من دراستها لظروف مرضيه وقدمتها هذا العام مع مرام ولذلك تعرفت عليها حيث وجدت منها اشياءا مشتركه كثيره مثل طيبه القلب والهدوء والاحترام والالتزام ايضا وليس لديهم اصدقاء
لذلك كانت فرصه تعرفهم فريده من نوعها واتخذت كل منهما للأخري صديقه مقربه....
دلفت يمني بجسد مرتجف خوفا من ان تري ما لا تريد واخذت تردد وهي مغمضه عينيها يارب ميكونش هو يارب
مرام اتفضلي يا يمني .. احب اعرفكم يمني صاحبتي..
فتحت يمني عينيها ببطئ واول ما رأت هو ذلك الشاب الذي رأته في الطريق برقت عينيها بشده وازداد اضطراب قلبها في حين هب ادهم واقفا واردفهو انتي !!
قالت يمني وهي تستجمع شجاعتها اه انا فيها اي يعني شفت بعبع .. الدنيا متقلبتش ولا حاجه في ايه مالك كده!
أدهم بغيظ انا غلطان اني اتكلمت اساسا مع واحده زيك دا انتي لسانك عايز قطعه ..
يمني ببرود كويس الأعتراف بالغلط مش عيب وانت عارف لوحك انك غلطان..
ضحك عبدالله ومرام بشده وبادر عبدالله هو انتو تعرفو بعض !!
لتجيب يمني في هدوء الي ذلك الصوت اكيد حضرتك استاذ عبدالله!
رحب عبدالله بها ورددايوه انا .. شرفتينا يا يمني اهلا وسهلا ..
يمني بإبتسام الشرف ليا حضرتك ..
ثم قالت مرام في ضحك يعني فعلا كابتن ادهم هو اللي
قلتيلي انك قابلتيه بره !
نكزتها يمني في ذراعها علي امل ان تصمت ولا تفضحها اكثر من ذلك فردد ادهموقالتلك ايه بقه يا مرام ! .. قالتك ان لسانها ده اطول منها وردت عليا وكأني كنت هخطفها ..
قالت مرام مؤكده بالظبط يا كابتن .. دي صاحبتي وانا عارفاها ..
اسرعت يمني في خجل طيب عن اذنكم انا يا جماعه..
ثم امسكت مرام من ذراعها قائله في همسيلا نمشي في حته تانيه من هنا ..
تألمت مرام وقالت حاضر يلا بس سيبي دراعي وجعني يا مجنونه ..
مالك يا رحاب يا بنتي! .. فيكي ايه ! .. مۏت ابوكي تاعبك قوي كده .. ولا زعلانه عشان عبدالله مش جنبك ..
قالتها الحاجه هدي وهي تحتضن رحاب بعد ان فاقت من فقدان وعيها حيث رددت رحاب في كسره وتعبلا يا ماما والله انا بس يمكن الحمل تاعبني شويه .. جه في وقت مش مستعده نفسيا ليه ..
الحاجه هدي بحنانلا يا بنتي متقوليش كده .. ده العيال دي نعمه من عند ربنا ..
بكت رحاب في صمت وهي تفكر اه لو تعرفي ان اللي في بطني ده مش حفيدك مش بعيد انتي اللي تقومي تقتليني دلوقت
أضافت الحاجه هدي طيب يا حبيبتي عبدالله بيكلمك وبيطمن عليكي !!
تذكرت رحاب ذلك اليوم قبل سفره حين قال لها هبقي اكلمك كل فتره يا رحاب عشان اطمن عليكي
اسرعت بالرد قائلهمعلش يا عبدالله انا هقفل موبايلي الفتره دي عشان صحابي كلهم بيكلموني وانا مش قادره اكلم حد .. انا هبقي كويسه متخافش وان حصل حاجه اكيد هيبلغوك ..
قالت رحاب للحاجه خدي بتوتر اه يا ماما بيكلمني ..
الحاجه هظي طيب انتي قلتيله انك حامل ..
انا قلت لحمدي يبلغه عشان يرجع بسرعه بس مش عارفه هو قاله ولا لا .. !!
اعمله مفاجأه واقوله انا..
ابتسمت هدي في رضا وقالت ماشي يا حبيبتي انا هشوف كده حمدي واقوله ميقولهوش لاني حاسه ان عبدالله لسه ميعرفش برضه...
رحاب پخوفربنا يخليكي ليا يا ماما ..
ثم انتبهت لامر هام واضافت ماما في واحده صاحبتي جايه كمان شويه ياريت تدخليها ليا علي طول ..
الحاجه هدي بإيماء من عنيا يا حببتي حاضر .. اقوم بقه انا احضرلكم لقمه تاكلوها انتي وصاحبتك ..
تسلميلي يا ماما متشكره ..
وبعد ان خرجت هدي تنفست رحاب الصعداء فهي لا تريد معرفه عبدالله بالامر الي ان تتحدث مع صديقتها وتفكر في حل ثم قامت بالاتصال بها لتعلم اين هي ومتي ستصل ..
اي اللي انتي عملتيه ده يا مرام احرجتيني ..!
قالتها يمني داخل المطبخ في حين ازدادت مرام في الضحك انا مش متخيله ان في صدف كده ..
يمني بضحك قصدك في خيبه اكتر من كده !
مرام بتأكيداه معاكي حق فعلا .. هو حلو وشغل اجانب ليكي حق تعجبي بيه ..
يمني بتحذير مرام انتي عارفه اني بهزر طبعا .. مش معجبه بيه ولا حاجه ده اساسا رخم كده ودمه تقيل ..
مرام ههههههه ميكيس دمه تقيل !! انتي فعلا متعرفهوش
يمني بحيره وانتي يعني اللي تعرفيه .. وبعدين ايه ميكيس ده اسم كلب ولا إيه
مرام بضحك شديد هههههههههه.... اه اعرفه بس مش كتير برضه لكن هو محترم وظابط واجتماعي كده .. اما بقه ميكيس فده مش أسم كلب ولا حاجه...دي حكايه لوحدها هبقي احكيهالك .. لانك لسه متعرفيش كتير عني ..
يمني بضحك يعني ميكيس ده اسمه !!
مرام ايوه أسمه بس أسم حركي.. لكن اسمه الحقيقي ادهم .. هبقي احكيلك كل حاجه .. المهم دلوقت نعمل نجهز اكل كويس عشان الغدا لان والله اعلم كلنا هنتغدي مع بعض النهارده ..
اسرعت يمني في ذعر اي ده !! .. لا لا لا بصي ناكل انا وانتي لوحدنا وهما لوحدهم يا ستي انا معنديش استعداد اشوفه تاني ..
مرام ههههههه يا بنتي هو هيعضك .. ثم اني مش باكل غير جنب عبده بقه وان كان عاجبك
يمني بزعل مصطنع اي الدلع ده !! خلاص يا ستي مش هاكل انا وهروح بيتنا اكل هناك
مرام يمني كبري عقلك بقه .. وان كان عليه متكلمهوش خالص ..
وبالفعل وافقت يمني علي ذلك وانها لن تتحدث معه علي الاطلاق...
اما عند عبدالله وادهم...
خير يا ادهم ! كنت عايزني في ايه !
قالها عبدالله ف انتبه له ادهم وردد في هدوء مش عارف ابدأ لك منين يا عبدالله لكن انا فرحان جدا ان انت ومرام علاقتكم ببعض كويسه وشايف حب كبير بينكم .. وبجد متمني ان مفيش حاجه تفرقكم بعد كل اللي شفتوه ..
تعجب عبدالله من حديثه وقال قصدك ايه يا ادهم ومين اللي يفرقنا .. !
اجابه ادهم بثقهسمر ..
ضحك عبدالله وقال بنفس الثقهطب ما انا عارف .. عارف ان سمر كانت بتحاول تقرب من مرام عشاني .. شفت نظراتها وكلامها الكتير قوي وتلميحاتها ليا انا مش غبي للدرجه
دي عشان معرفش لكن مكنتش بتكلم لان مفيش حاجه تتقال أصلا ..
ثم انتبه لامر مهم وأضاف بس انت اي دخلك بالموضوع ده !! .. وعرفت ازاي !
اشاح ادهم بعيدا عنه وزفر في ضيق حتي انت
كمان عارف وكأن كل حاجه بتقولي اني كنت غلط لما.......
عبدالله حبيتها صح....!!
أدهمللأسف ايوه .. لكن دلوقت خلاص فعلا مبقاش ليها مكان جوايا ولا كأنها موجوده اصلا نزلت من نظري بشكل غبي لدرجه اني مش شايفها أساسا..... كل اللي عايز اقولهولك ان مرام صغيره ولسه عقلها مش ناضج كفايه عشان يفهم ويواجه حد زي سمر...
عبدالله يواجهه ازاي !! سمر اساسا خلاص مش هيبقي ليها علاقه بمرام تاني..
ادهم معتقدش يا عبدالله انها هتستسلم بالسهوله دي.. اللي انا شفته وسمعته ميدلش علي كده
عبدالله بحيره قصدك ايه .. سمعت ايه وشفت ايه .. احكيلي..!!
قص عليه ادهم كل ما سمع ورأي تلك الليله وكيف خدعت مرام بحديثها الوهمي الي عبدالله في نفس الوقت الذي كان يتحدث عبدالله عبر الهاتف الي اللواء جلال وما قصته عليه حرفيا وعلي محاولتها للتفريق بينهم ..
ذهل عبدالله مما سمع وهنا ادرك كل شئ كان يحدث ولماذا تغيرت مرام والكلمات اللازعه التي اردفت بها له وقرر الويل من سمر ولكن بطريقته الخاصه..
عاد ينظر لأدهم بإمتنانانا مش عارف اشكرك ازاي يا ادهم ..
علي ايه يا عبدالله ! .. انا بس مش عايز حد قلبه يتكسر ولا يحصل بينك وبين مرام فجوه بسبب واحده زي دي ...
ربت عبدالله علي يديه في ود وقال ربنا يخليك يا ادهم وان شاء الله مفيش حاجه هتحصل ..
ثم ردد مغيرا الحديث..يلا عشان الغداء تلاقيه جاهز دلوقت
ادهم معتذرا لا غداء ايه .. انا همشي دلوقت المفروض اكون في مكتبي بعد ساعه ..
عبدالله بضحك متخافش هطلعك من هنا قبل الساعه ما تخلص ب٣ دقائق
ثم اتجه الي المطبخ ونادي مرام والتي اسرعت كل حاجه جاهزه يا حبيبي ويلا اتفضلو الاكل خلاااص علي السفره اهوه ..
مال ايدك يا حبيب القلب ..
وذهب مسرعا للخارج... اما هي خجلت بشده من فعلته واحمرت خدودها ووضعت يديها عي خدها في هيام..
الله الله .. قيس وليلي يا خواتي...!!
قالتها يمني وهي تضحك من الخلف حين رأت ذلك المشهد فرددت مرام في خجل اكبر اي ده انتي شفتي حاجه !!
يمني بضحك لا مشفتهوش وهو لا ..
ضړبتها مرام علي ذراعها مردده بطلي بقه اسلوبك ده ..
جلس كل من مرام وعبدالله وادهم ويمني علي سفره واحده بعد ان جهزت مرام بمساعده يمني ما لذ من الاطعمه .. كانت يمني خجله جدا من ذلك الادهم الذي هو ايضا كان ېختلس اليها النظر بين حين واخر وهو يريد الفتك بها وبلسانها قبل منها وهي تنظر له أيضا مع تناول القليل من الطعام وتمنت كثيرا ان تنتهي تلك الزيجه ويذهب بعيدا عنها الي نظرت له مره اخري فوجدته ينظر اليها ايضا......
انتفضت مسرعه وتظاهرت بأنها ستذهب الي الحمام ولكنها فقط ارادت الهروب منه ..الي ان انتهي الغداء وغادر ادهم سريعا متعللا بالشغل واثناء قيادته للسياره كان يفكر بتلك المجنونه سليطه اللسان وهو يبتسم ..
وبعد ساعات غادرت يمني ايضا مودعه صديقتها التي اندمجت كثيرا معها بالفعل واحبتها بصدق.....
جلس حمدي داخل غرفته بعد ان احكم اغلاقها جيدا وهو ينوي الحديث مع عبدالله اخرج هاتفه من جيبه وقام بالاتصال به وهو يستحضر كلماته....
الرقم الذي طلبته غير متاح حاليا .. يمكنك ترك رساله بعد سماع الصفاره
فوجئ عندما سماع ذلك الرد وقام بأعاده الاتصال مره بعد اخري ولكن لا من مجيب ..
وضع عبدالله هاتفه علي الشحن بعد ان نفذت بطاريته واتجه الي
غرفته وجد تلك الحوريه تقف امام المراه تمشط شعرها الحريري ولكن كعادتها لم تستطع التحكم به كليا .. فذهب اليها وامسكه بيديه ونظر لها بألمراه فأخفضت وجهها خجلا..
كل مره كده مش هتعرفي تعمليه...!!
قالها عبدالله وهو يبتسم بحب الي مرام التي إجابته ما هو طويل وانا قلت لك قبل كده اقصه انت مش راضي ..
عبدالله بتحذيراوعي يا مرام تعملي حاجه زي دي .. صدقيني هتزعلي مني جامد ..
مرام انت اتضايقت ليه انا بس بتكلم !!
مال الي اذنها في همس محضرلك مفاجأه ..
تهللت اساريرها فهي بالفعل تعلم ذلك انه سوف يأخذها الي شرم الشيخ فرددت في بهجه ولهفه شرم الشيخ صح !!
اجابها وهو يخرج تذاكر السفرايوه طبعا
رددت في سعاده بالغه وهي تأخذ التذاكر من يديه كالاطفال مهلله هيييه هييييه انا بحبك قوووي يا احلي عبده في الدنيا ..
قام..
مرام طيب هنروح امته !!
عبدالله بكره علي طووووول مش هنضيع وقت اكتر من كده
اخدت تعلو وتهبط في تنطيط وفرحه ثم قالت ودلوقتي السفر ده ليه شروط .. اولا يا فندم لازم نكون انا وانت فقط ومفيش اي ازعاج يعني مفيش موبايل .. مفيش لاب توب ..مفيش مكالمات
.. انا وانت وبس ..
!
قالتها رحاب الي غاده وهي تدلف باب غرفتها في قلق حيث اجابتها مش انا اللي اتأخرت .. انا كنت مستنيه اشوف خالد ده عايز يديني ايه .. !
انتفض قلب رحاب ورددت هو اداكي ايه !!
ناولتها غاده ظرف مغلق وهي ترددمعرفش هو في ايه .. افتحيه وشوفيه ..
اخذت رحاب منها ذلك الظرف وفتحته بيد مرتعشه وقلب يرتجف الي ان رأت ما بداخله حتي صړخت بشده والقته بعيدا عنها....
الفصل السابع عشر
أقاسيه المشاعر اليا ردي...لهيب عواطفي وچحيم حسي
ارتجفت غاده من فعله صديقتها ونهضت بقلب مرتجف الي تلك الصور المنثوره علي الارض وقامت بجمعها كلها ثم نظرت الي واحده منهم وشهقت من هول الصدمه وسط بكاء وعويل رحاب وهي تهذي بأنفاس متقطعه وتلطم علي وجهها
رحت في داهيه يا غاده رحت في داهيه .. اعمل ايه لو حد عرف ولا عبدالله اقوله ايه .. ھيقتلوني يا غاده هيقتلوووني ااااااه..
قطع نحيبها صوت طرقات علي باب حجرتها ارتبكت غاده بشده وايضا رحاب فقامت غاده بجمع تلك الصور سريعا ومن شده قلقها لم تنتبه الي تلك الصوره اللي سقطت من بينهم علي الارض وضعت غاده الصور تحت الوساده وهي تردد في ربكه الي رحاب التي انتفضت ذعرا ايضا امسحي دموعك ولا قومي روحي الحمام اغسلي وشك بسرعه وانا هفتح الباب .. قومي يلا وهنبقي نفكر في حل بعدين ..
بالفعل ذهبت رحاب الي الحمام وقامت غاده بهندمه نفسها وهدئت من روعها ثم فتحت الباب لتردف الحاجه هدي
اي يا بنات كل ده عشان تفتحوا الباب !
رددت غاده بتوترمعلش يا امي بس رحاب كانت بتغير هدومها ..
ولا يهمك يا بنتي .. المهم انا عملت لكم عشا حلو اهوه عشان الدكتور قال ان رحاب لازم تتغذي
ثم مالت علي اذنها وقالت والنبي يا بنتي خليها تاكل عشان اللي في بطنها هي بتحبك وبترتاح معاكي خليكي معاها
رددت غاده في هدوء مصطنع حاضر مټخافيش انا استأذنت من امي اني افضل معاها النهارده لانهم مسافرين وبدل ما اقعد لوحدي ..
خير ما عملتي يا بنتي ربنا يخليكم لبعض .. انتي برضه اختها ..
غاده بتوتر ربنا يخليكي يا امي ..
الحاجه هدييلا اسيبكم انا بقه ..
خرجت الحاجه هدي من الغرفه فأحكمت غاده غلقها جيدا ثم اتجهت الي رحاب التي كانت تبكي بشده داخل المرحاض يا بنتي مينفعش ټعيطي في الحمام .. يلا بس اطلعي من عندك ..
رحاب پبكاء وقهرسيبيني يا غاده يارب اموت واترحم من العڈاب ده ..
غاده ياما حذرتك يا رحاب وقلتلك خالد ده مش سهل ولا اهله سهلين ومش هتعرفي تاخدي منهم حق ولا باطل انتي اللي نشفتي دماغك
رددت رحاب في نحيب شديدحبيته يا غاده وكنت مفكره ان الحب اعمي وان مهما حد فرقنا مش هسيبه .. طلعت انا اللي كنت عاميه وهو ابن كلب ..
الحب ده مع اللي يستاهله يا غاده ويكون شاريكي مش اللي يقولك نضرب ورقتين عرفي عشان مش مستعد اني اتجوز دلوقت .. تقدري تقوليلي واحد زي ده اي اللي ناقصه عشان ميتجوزش !! عنده 25 سنه .. اهله من اغني اغنياء البلد وعايزينه يتجوز بس هو اللي بيحب القرف وانه كل يوم مع واحده شكل ..
خلاص يا غاده .. ابوس ايدك كفايه انا مش ناقصه .. دوريلي علي حل يا اما اقسم بالله ھموت نفسي قبل ما هما ېموتوني ..
ضيقت غاده عيناها واشاحت بوجهها بعيدا ورددت في مكر
اهدي بس كده وانا هلاقيلك حل مظبوط ..
بقلم إيمان حجازي
إيمووو
دلف كل من عبدالله ومرام الي تلك الغرفه الفخمه ذات الاثاث الفاخر بذلك الفندق الخمس نجوم بشرم الشيخ بعد ان اغلق هواتفهم النقاله فقط لقضاء الوقت معا دون اي ازعاج من احد..
حلو قوي الجناح ده ..
قالها عبدالله ف التفتت له مرام وهي تبتسم بشده وتردد في فرحه عارمه جميل قوووي واجمل
حاجه اننا مع بعض
يلا يا ميمتي عشان وراانا حاجات كتير
الاميرات وحجاب شرقي..
اخذها عبدالله لتناول وجبه العشاء والذي لم يكن سوي مشاوي علي النيران يصنعها رجال البدو ثم اتجهوا بعد ذلك الي تلك السيدات التي يرقصن بحركات واسلوب واحد وايضا رداء واحد .. التف عبدالله ومرام الي تلك السيدات واخذو يهللوا ايضا معهم مبهورين بأدائهم وتردديهم لتلك الاغاني البدويه التراثيه .. انتبهت واحده من تلك السيدات الي مرام وحجابها وردائها فأدركت انها من اهل مصر فقامت بسحبها معهم.. ازدادت ضحكه مرام بشده وهي تقلد حركاتهم التي حفظتها بسرعه وهي تنظر الي عبدالله الذي كان يبتسم ايضا وهو يري الفرحه والسعاده علي محيي صغيرته ولكنه تحول الي ڠضب عندما رأي تمركز الناس اكثر حولهم وزياده تهليلهم عند دخول مرام مع تلك السيدات فذهب اليها عبدالله في اي !
قالتها مرام في الم وهي تهرول خلفه مثل المجنونه..في حين توقف عبدالله عن المشي والټفت لها
وردد في ڠضب مش شايفه اللي كانوا هياكلوكي بعنيهم ولا ايه وانتي عماله تتمايصي !! .. وحركه زي دي مش هتحصل تاني ..
انتفضت مرام ثائره والله مش حضرتك اللي كنت فرحان وبتضحكلي مقلتليش ليه من الاول متروحيش معاهم ! ثم ان انا مالي باللي بيبص واللي مبيبصش انا مكنتش بتمايص غير عشان انت اللي تشوفني وبس...
علي الرغم من غضبه وثورته ولكنه توقف عند اخر ما نطقت وردد في بسمه وهيام وهو ينظر لها ثبتيني انتي هاا !
اخفضت وجهها في حياء واشاحت ببصرها بعيدا وهي تبتسم ..
الاسفل .. مسك طابع الحسن بيديه ورفع وجهها اليه وهو ينظر الي عينيها الهائمه .. اقترب من عينيها بشده وهي مسلمه له في عشق وكاد ان وهم يهللون ايضا .. ابتعد عنها عبدالله في غيظ وردد بغيظ مكتوم يلا نروح بيتنا احسن من المولد ده بدل ما ارتكب چريمه هنا ..
اتسعت ابتسامتها في سعاده وذهبت خلفه وهو ممسكا بيديها وبقلبها اوصاف ملامح سرور وبهجه العالم اجمع ...
في تلك الليله كانت تسير السياره بسرعه وسط امواج الظلام المتلاطمه لا يفكر سوي بتلك الزيجه التي حدثت منذ قليل مع هذه العائله .. عائله العقيد احمد السيوفي .. حيث تم قراءه الفاتحه علي تلك الفتاه المدعوه اسراء ..فهي فتاه جميله وهادئه ومحتشمه ايضا واعجبت بسيف الذي لم يعيرها اي اهتمام علي الاطلاق ولم يفكر فقط سوي بمرام .. كيف ينظر لها وقد اعلن قلبه حكمه علي معشوقه اخري حتي وان كان ذلك الحب تملك وعناد ليس اكثر .. شعر به والده اثناء حديثه مع اهل الفتاه وايضا حاول بقدر المستطاع ان يشتت انتباهم عن سيف الذي كان شاردا معظم الوقت هناك .. ظن والده ان مع تقدم الزمن وايضا الحقيقه التي اصبحت واضحه امام الجميع ان مرام متزوجه من عبدالله سينساها ويفكر فقط بخطيبته ..
سيف ..
لم ينتبه سيف الي والده مما جعل والده يكرر مناداته مره اخري بقوه اكبر سيييييف ..
انتبه له سيف فقال نعم يا بابا ..
جلال مقلتليش بقه .. اي رأيك في اسراء !
سيف بشرود اسراء مين يا بابا .. !!
نظر له والده بأشمئزازنعم يا اخويا !
سيف بإنتباه اه معلش يا بابا .. هي اسمها اسراء !!
ارتفع صوت جلال قائلاولااا فوق كده معايا مالك في ايه ! .. هو انت هناك مبلم ودلوقت مبلم ..!!
ردد سيف
في توتر بالغ اسف يا بابا بس في حاجات في الشغل واخده بالي شويه
هتف جلال شذرا اتمني ان يكون الشغل فعلا ..
اردف سيف بقلب حزينمتخافش يا بابا هو الشغل وبس ..
ابتسم جلال واراد تصديق قوله وردد في فرح طيب مقلتليش بقه ناوي تعمل الشبكه امتي !!
سيف بعدم إهتمام اللي تشوفه يا بابا .. وياريت تعزم كل معارفنا
اتسعت ابتسامه جلال ظنا من ان ولده يريد نسيان الماضي والانتباه فقط الي مستقبله اكيد طبعا يا حبيبي هعزم الكل .. ومين اللي مش هيحضر شبكه سيف باشا الشافعي ..
اومأ سيف وهو يردد في حيره وطبعا يا بابا متنساش عبدالله بيه وحرمه ..
نظر له جلال شذرا واجابه مسرعا في ضيقمش هنا يا سيف .. هما في شرم بيقضوا شهر العسل ارتحت ..
ابتسم سيف بوجه خالي من التعابير خلاص نخلي الشبكه لما يرجعوا بالسلامه ..
ظفر جلال في ضيق واشاح بوجهه بعيدا عنه بعد ان فقد امله في ابنه الذي لا يريد النظر لمستقبله وما زال متعلقا بها....
كانت تتدثر بلحافها في برد الشتاء وبيدها الهاتف الخاص بها وهي تتذكر ذلك الادهم حيث شغل تفكيرها كثيرها خلال ذلك اليومين الماضين ارادت الوصول لحسابه علي الفيس بوك ولكن لا تدري ماذا تكتب في قائمه البحث فهي لا تعرف اسمه وربما زاد حيرتها ايضا ذلك الاسم المستعار ميكيس الذي عرفته من مرام .. فجال بخاطرها فكره تمنت نجاحها .. فتحت الحساب الشخصي لمرام صديقتها ووجدت عبدالله زوجها وقامت بفتح حسابه ايضا واخذت تبحث عنه بأصدقائه الي ان وجدته بالفعل فأخذت تردد في فخر واعجاب بنفسها
ايوه بقه .. مين اذكي واحده في المجره ناااو !!
دخلت علي حسابه وجدته صارم بعض الشئ .. اخذت تقلب في صوره وهي ترددمز مز يعني .. باشا مصر والله ..
بعد ما رأت كل صوره ارادت الخروج منهم لرؤيه منشوراته ولكن اصبح الهاتف ثقيل جدا اخذت تضربه يمينا ويسارا وعلي شاشته ولم تري ذلك اللايك الذي وضع علي احدي صور ادهم وهي تهتف في ضيقموبايل سامسونج الحقېر ده امته اتخلص منه بقه !!
ولكنه اصبح بطيئا اكثر فقامت بفصل بطاريته وغلق الهاتف بأكمله ووضعته علي الشحن .. ثم استلقت علي السرير وهي تفكر به..
بكره اكمل بقه .. هيييييييح شكلي هحبه ولا ايه !!
فتحت مرام عيناها في صباح اليوم التالي لتجد عبدالله محكم عليها في احضانه وغارقا في
النوم .. اقتربت منه واخذت تلاطف وجه بأصابعها في توتر بالغ الي الحمام واغلقته بأحكام وهي تهدئ من روعها......
في حين عبدالله اخذ يبتسم بشده وهو يتذكر الخلاب الذي يطل علي البحر بعد حدائق واسعه جعله ايه من الجمال .... بعد قليل خرجت مرام وشرعت في ارتداء ملابسها وحجابها .. دلف الي الغرفه مره اخري ونظر اليها وجدها متعمده ان لا تنظر اليه من شده حيائها .. قام بتشغيل التلفاز علي تلك الاغنيه...
دي قصه حب علي شاطئ الهوي....
اجمل حكايه قلب ابطالها احنا سوا....
فيها اللي اتمنيت وياااه حسيت اجمل احسااااس....
أحلي كلام بالعين قولناه لبعضنا....
دقه قلوبنا حنين ونسينا نفسنا....
ونسينا كل الناس أنا وأنت خلاص.. خلاص هنعيش.....
كان يخطف النظر اليها بين الحين والاخر وهو يستمع لتلك الاغنيه فوجدها لم تستطع احكام الفستان الخاص بها من الخلف فذهب اليها ووقف خلفها وهو يتطلع اليها في المرأه اما هي خافضه رأسها في خجل...
احكم لها فستانها ثم وضع رأسه
اصبحت لمساته تذيبها ټلعن تلك الليله التي رفضته بها وقالت انها لا تريد ذلك .. ارادت الخضوع له بالفعل وتمنت ان لا يفصل بينهم اي حواجز .. ارادت ان تصبح زوجته فعليا ..
بعد مده ليست بالكثيره تناول كل منهم وجبه الافطار في ذلك الفندق وخرجا للتمشيه سويا علي صخور المياه وهو ممسكا بيديها كعادته الي ان فقد رباط حذائها عقدته فأحدث خلل بقدمها .. نظرت الي قدميها بعد ما توقفت ووجدته علي تلك الحاله وعندما همت بالانحناء لاسفل لربطه مره اخري...
استوقفها عبدالله وانحني بدلا منها كي يصلحه لها عندما رأي ذلك الحشد الكبير من البشر ونهض مره اخري قائلا لها في حب
طول ما انتي بره لو حاجه زي دي حصلت انا اللي اعملها .. متنزليش قدام الناس مفهوم .. !!
وتعلن للعالم انها تعشقه..
نظر حوله ووجد بلالين كثيره وغزل البنات ايضا منتشرا.. رمقها بلطف وضحكه اجيبلك غزل البنات !!
تهللت اساريرها وردد في فرح اه ياريت جيب منه كتير ..
ذهب بعيدا عنها وهو يبتسم علي تلك الطفله التي عشقها..
ظلت واقفه تنظر الي تلك الجموع من البشر وكالعاده معظهم من الاجانب والشئ الذي لفت انتباهها وبشده ذلك الرجل الذي يتمشي بجانب زوجته او صديقته وهو يتطلع في الخفاء بشهوه التي تلك النساء العراه ذات البشره الفاقعه البياض .. ڠضبت جدا من ذلك المنظر واشاحت بنظرها بعيدا..
هي الرجاله كده .. متملاش عينيهم واحده بس
التفتت مرام الي ذلك الصوت وجدتها سيده تقريبا في الاربعين من عمرها.. رمقتها بأستغراب حضرتك بتكلميني انا !!
السيده بأبتسامه حانيه اه اصل شفتك مستغربه من الموقف اللي شفتيه ده ..
ثم اضافت باسمه في اعجاب ولطفبس مټخافيش انتي معاكي واحد بيحبك وده الفرق يا بنتي .. لما يكون معاكي حد بيحبك وحد واخدك عشان حاجه عجبته فيكي مش اكتر ..
اضافت مرام في حيره وانتي مين اللي قالك انه بيحبني !!
ابتسمت تلك السيده ورددت انا كنت ماشيه وراكم بالصدفه بس شفته بيعاملك ازاي وحتي يمكن انتي مخدتيش بالك انه كل شويه وهو ماشي يبص عليكي .. ومش بعيد دلوقت يبص عليكي يلاقيكي بتكلميني فېخاف ويرجعلك تاني ..
نظرت له مرام في فخر واعجاب برجلها وبعد ثوان وجدته بالفعل ينظر لها ووجد تلك السيده قريبه جدا منها وهي تحدثها .. بالفعل ترك ما كان يفعله وعاد اليها علي الفور مما زاد من ضحكه تلك السيده .. فربتت علي يديها في ود وقالت مغادره انا همشي عشان ميحصلكيش حاجه بسببي
ثم مالت الي اذنها هامسهانا لو كنت لقيت حد يبحبني ربع الحب ده مكنتش استخسرت فيه عمري كله .. خلي بالك منه ربنا يسعدكم ..
عاد عبدالله اليها في لهفه ونبره حنونه مين الست دي وكانت بتقولك ايه !!
نظرت لها مرام في عشق واعجاب وفرح بحبك قوي يا عبدالله
عبدالله اكثر غير مبال بمن حوله وقال في حب وانا حبي ليكي فاق اي وصف يا مرام
ثم مسك وجهها بيديه واضاف بنره قلقليه بس الدموع دي !! .. مش عايزه تقوليلي كنتي واقفه مع مين وكانت بتقولك ايه !!
ابتسمت مرام وهي تنظر لعينيه قائله في هيام مش عايزه ابعد عنك اكتر من كده !
زادت دهشته وسألها قصدك ايه !
ارتبكت كثيرا ورددت في حيرهممكن توديني عند
مول للملابس ولا حاجه .. انا بس في حاجات ناقصاني نسيت اجيبهم معايا
اغمض عينه وفتحهم في حيره واردفهو انتي كويسه يا بابا .. !! ليه حاسك مش علي بعضك كده !
مرام بتوتر مفيش بس وديني زي ما قلت لك معلش محتاجه بجد اشتري حاجات ..
عبدالله بإيماء حاضر يلا بينا امري لله ..
ذهب معها للبحث عن مول تجاري مثل ما ارادت وهو يشعر انها تخطط لشئ وليس فقط
لا يزال يفكر بذلك الامر قام بأجراء عده مكالمات لعبدالله ولكن الهاتف كالعاده مغلق .. تذكر
انه لم يتحدث مع رحاب ابدا او علي الاقل يطمئن عليها من باب الاخوه التي بينهم .. ذهب الي غرفتها وقام بالطرق عليها ولكن لا من مجيب فأزدادت حدته ولكنه فوجئ بأن الغرفه ليست مغلقه قام بفتح بابها ودلف بداخلها ولم يجدها بالغرفه .. ذهب الي الشرفه الملحقه بغرفتها وفتح بابها مما ادي الي ولوج الهواء بشده داخل الغرفه .. بحث بالشرفه بأكملها ولم يعثر عليها الټفت للعوده الي الخلف ولكنه وجد تلك الورقه البيضاء الكبيره اسفل قدمه .. لم ينتبه لها جيدا في بادي الامر وظن انها ورقه من دفتر معين تطايرت تحت قدمه اثر الهواء فقام بألتقاطها فوجدها سميكه بعض الشئ فأدرك علي الفور انها ليست بالورقه العاديه وانما صوره ..
ادارها الي الناحيه الاخري ليجد اپشع منظر ممكن ان يراه علي الاطلاق .. اخر شئ ممكن ان يأتي بفكره .. اتسعت عيناه وبرقت بشده وفرغ فااه من هول الصدمه وهو ينظر الي
! .. واي اللي موقفك في اوضه مرات اخوك !
قالتها الحاجه هدي وهي تنظر الي حمدي الماثل امامها بتلك الحاله .. انتبه لها وردد في حنقهي رحاب فين يا امي
رحاب خرجت مع غاده يتمشوا شويه يا حبه عيني البت مش مبطله عياط ولا راضيه تاكل اي حاجه وكل شويه يغمي عليها واخوك مش سائل فيها خالص يا ويله مني لما اشوفه .. ازاي يسيب مراته وابنه في الحاله دي ويمشي ..
انتبه حمدي لشئ في حديثها بعد ان ادرك كل شئ الان من تلك الصوره التي بيديه .. في حين اضافت هدي قولي يا حمدي هو لسه عبدالله برضه قافل موبايله !
نظر لها حمدي شذرا وامسك بتلك الصوره وذهب من الغرف وهو يجيب والدته اه لسه قافله ..
تركها في حيرتها وهي تردد ماله الواد ده
ثم انتبهت الي عبدالله الغائب وحدثت نفسها متوعده له
ماشي يا ابن بطني ان ما رجعتك لبيتك تاني ولمراتك الغلبانه دي مبقاش انا هدي الزين ..
فتحت عيناها علي صوت والدتها وهي تردفقومي بقه يا زفته انتي المغرب هيأذن وانتي لسه نايمه..
قالت لها يمني بتثاوبانا عارفه انك بتقولي كده عشان تقلقيني وخلاص واحنا لسه بدري..
والدتها بضيقبدري من عمرك يا نضري .. والله خلاص المغرب قرب اهوه
انتبهت يمني جيدا الي ما اردفت به والدتها حيث انها حلفت بالله نهضت من علي سريرها وقامت لتأديه صلاتها وقامت بتشغيل الهاتف الخاص بها وتركته وذهبت لمساعده والدتها بعمل المنزل الي ان انتهت وذهبت الي غرفتها مره اخري لتجد رسائل كثيره واشعارات علي ذلك الذي يسمي ماسنجر فتحت الهاتف سريعا لتجد صورته علي دائره الماسنجر .. لم تصدق عينيها اهي بحلم ام علم !! كيف حدث ذلك !!
فاردفت وسط دهشتها وهي تردد يمكن عشان ظابط وكده يكون
مأمن الحساب بتاعه وعارف مين بيدخل ويشوفه وكده ولا ايه !!
ثم ضړبت جبهتها بكف يدها وهي تهتف اي الهبل اللي انا بقوله ده كمان !! هو في حد بيعرف مين اللي شاف حسابه اصلا !! دا علي كده بقه كانت الدنيا كلها راحت في داهيه .. طب ما افتح واشوف هو بيقول ايه ..
ثم ضغطت علي فتح المحادثه ورأت رسالته وهو يقول..
انتي هي ولا مش هي.......يارب تكوني هي
ابتسمت وبدون وعي منها اجابته علي الفور دون ان تدري ماهيه ما يقصده او بمعني اخر ارادت جوابه بالموافقه وارسلت..
اه انا هي ..
ظلت تنظر الي الرساله لمده عشر ثواني الي ان رأته شاهد الرساله واونلاين خفق قلبها بشده عندما رأته يكتب لها مره اخري
يعني انتي يمني صح !!
اتسعت عيناها من شده الصدمه وتذكرت انها لم تطلق اسمها الحقيقي علي الفيس بوك وانما اسما مستعار يسمي أوراق الخريف .. فكيف عرف انها هي !! وهنا ادركت انها المقصوده بالفعل...
فأجابت وهي خجله جدا
هو حضرتك عرفت منين !
من اللايك اللي انتي عملتيه امبارح علي صوره عندي .. معرفش ليه حسيت انها انتي عشان كده سألتك .. واللي اكدلي اكتر اني لقيتك معلقه عند مرام ..
رأت يمني تلك الرساله ولم تستطع الرد من شده خجلها فأرسل لها مره اخري
سكتتي ليه !! .. طب مش ناويه تقولي اي اللي دخلك علي صفحتي برضه !!
ضړبت وجهها بيديها عندما رأت تلك الرساله ولامت نفسها كثيرا علي فعلتها تلك ولم تدر بما تجيبه .. الي ان فكرت بفكره سريعه وارسلت
انا بس كنت حاسه اني رخمه اوي لما كنت بتكلم مع حضرتك فقلت اتأسف لاني احتمال مشوفكش تاني واقدر اعتذر لك..
طيب لو عايزه تعتذري اتفضلي ..
اي البرود ده المفروض تقولي لا ويهمك .. حصل خير .. كده يعني زي الناس الجنتل ..
لا اله الا الله .. مش انتي اللي بتقولي جايه اعتذر ولا هو شغل عيال ! ثم ان واحده زيك مينفعش فعلا يتقالها ولا يهمك
وكويس انك عارفه برخامتك..
تصدق انا غلطانه اني جيت اعتذر فعلا .. والله غلطانه وبدل الاعتذار هتاخد بلوك
ثم بالفعل قامت بعمل بلوك وهي تردف
واحد قليل الزوق والله انا ليه بس قلتله اني جايه اعتذر اهوه بقيت بطه بلدي في الاخر ..
علي الناحيه الاخري اخذ ادهم يضحك كثيرا علي ردها .. وكيف كانت تجيبه برسائلها .. تذكر بالامس عندما وجد تسجيل اعجاب من ذلك الحساب الذي يسمي أوراق الخريف لا يدري لما حدثه قلبه انها تلك الفتاه ولذلك ارسل لها علي الفور .. علي الرغم من كثره الفتيات الذين يتغزلن به علي السوشيال ميديا ويودون ولو اهتمام بسيط من ناحيته ولكنه لا يعيرهم اهتمام علي الاطلاق ...
ثم شرد بعقله يفكر بها ولكن قطع تفكيره فجأه تلك المدعوه سمر وما فعلت .. تذكر برائتها وهدوئها وادرك ان وراء كل ذلك حيه خبيئه تدعي البرائه .. كيف انه وقع بغرامها ولم يستطع فهم ما تفكر به جيدا الي ان شاهد بعينيه وقد لاحظ جيدا انه علي وشك الوقوع بنفس الخطأ مره اخري .. نفض ذلك الشعور الذي شعر به تجاه يمني وحمد ربه انها لا تريد محادثته ايضا وقرر هو الاخر ان لا يفكر بها مره اخري ثم ترك هاتفه وغادر الغرفه بأكملها ..
جميله عيناكي تشع
نور يملأ المكان كمشاريخ الاولتراس في المدرجات..
جلست امام مرأتها بداخل غرفه الفندق الواسعه وتركت عبدالله بالغرفه الملحقه بالخارج حيث طلبت منه الانتظار قليلا الي ان تخرج واوصدت باب الغرفه جيدا نظرت الي ذلك
الفصل الاخيرة
الحلقه اﻷخيره..
من يشبهك يا أنت!... لا دنيا تقارن بك... ولا وطن يغني عنك..
مع حلول الظلام وسكون الليل وكعادتهم الدائمه كل منهم يقضي سهرته بمنزل الاخر يتحدثون عن امورهم ومشاكلهم .. دلف ادهم غرفه المعيشه ليجد حسن ممدا علي الاريكه الخاصه بأدهم وهو يهتف
تعالي ياض جبتلك حته فيلم تحفه والله ..
اندهش ادهم منه ونظر اليه شذرا وقال انت اهبل يا بابا .. انت اهبل يا حبيبي .. انت في بيتي ومشغل المونيتور الخاص بيا والفلاشه بتاعتي اساسا وتقولي جبتلك فيلم حلو .. !!
اجابه حسن في برود طيب وفيها ايه ما انا وانت واحد وبعدين انا جاي اودعك ..
قالها حسن ببرائه ولكن لا يدري لما شعر ادهم بغضه اثر هذه الكلمه فرددمتقولش وداع دي يا عم بكرهها ..
حسن بضحك هههههه يا قلبك الحنين ! ..
القي ادهم بوساده عليه وهو يهتف بضيق مصطنعقوم يلا من علي الفوتي بتاعي انت قاعد هنا ليه اصلا !!
ردد حسن في ثقه وعيون حاميه مش قايم واللي عندك اعمله .. ولو طولت زياده في الكلام مش بعيد تبات بره الشقه النهارده ..
قهقه ادهم قائلا انت هتتحول ولا ايه .. الطيب احسن يا عم .. علي العموم انا سامع الفيلم ده قبل كده اسمعه انت براحتك ..
حسن طب كويس والله حتي تسيب براح وانت خارج بقه تشد الباب في ايدك وبعدها بدقيقتين تكون عاملي فنجان قهوه وياريت كمان شويه فشار لو مفيهاش ازعاج
نهض ادهم وهو يغلق الشاشه وردد في غيظ وهو يتجه اليه ليساعده علي النهوضلا دا انت زودتها قوي كده .. انت تاخد حاجتك ومن غير مطرود وتتفضل علي بيتكم ..
حسن لا استني بس انت رايح فين دا انا بايت معاك النهارده ..
ادهم لا بات في بيتكم...
قال حسن في تمثيل فكاهي المدام عند امها وانت عارف اني بخاف انام لوحدي...
ادهم ههههههه انت بتتكلم بجد!
حسن وانت مين اصلا عشان اهزر معاك !!
قطع حديثهم اتصال من اللواء جلال لهاتف حسن والذي اجابه مسرعا بعدما تلقي التعليمات...
تمام يا فندم جاي حالا ..
اغلق الهاتف وهو يلتقط الجاكيت الخاص به في توتر بالغ مما اثار دهشه ادهم فردد حسن في عجاله شكلك كده مفيش مفر من سفرك يا ادهم ..
قلق ادهم بشده وهتفخير يا حسن ..
حسن بجديهمن امته شغلنا بييجي وراه خير .. ادعيلي يا ادهم ..
ثم قام بأحتضانه بشده وهو يربت علي اكتافه مرددا في حناناشوف وشك بخير يا صاحبي....
ذهب حسن تاركا ادهم في ذهول وحيره شديده وازدادت تلك الغصه بقلبه...... جلس علي الاريكه يهدئ من روعه قليلا الي ان اتاه رساله اخري من يمني .. شعر انها اتت بموعدها كان يريد حقا التهوين عن نفسه قليلا .. فتح الرساله..
عشان مبقاش قليله الذوق فعلا .. حبيت اشكرك علي النتيجه قبل الحظر مره تانيه...
لا يدري من اين اتته تلك الابتسامه .. حقا تلك الفتاه مختله عقليا .. بعث لها برساله اخري
ونعم الاحترام والله.......ربنا ياخدك
تسلم يارب .. عقبالك
هو انتي لسانك كده طبيعي يعني !
لا كيصري.....
يا بنتي متضحكنيش انا مش ناقص
ليه بيتك بيولع .. !!
اعوذ بالله من لسانك يا شيخه
لا شيخه مين ! .. من دلوقت اسمي الدكتوره يمني وياريت الالقاب تبقي محفوظه
لا احفظيها لنفسك بقه انا سايبلك البلد كلها ..
هتهاجر
! طب يبقي احسن والله اهو توفر علي مصر فرد
اه ههاجر ومش راجع تاني وهريحك مني اهوه ..
هو انت مسافر فعلا !!
اه طبعا .. الظاهر كده اني مش هعيش بأسم ادهم ده كتير
هتبقي ميكيس صح ! مرام قالتلي .. بس موضحتليش .. هو انت اي طبيعه شغلك بالظبط !!
كان ادهم فعلا يحتاج للفضفضه قليلا ليهدأ من روعه شعر بالأرتياح مع حديثها ولا يدري كم من الوقت مر عليهما وهو يقص لها طبيعه عمله فيما عدا خصوصيات عمله السريه طال الحديث الي ان تحول الي مكالمات هاتفيه حكي عن عودته للبلاد مره اخري وعلاقته بحسن وكم احب وجوده كصديق من
بلاده وقلقه ايضا من تلك المكالمه التي اتته من اللواء جلال قصت هي ايضا عليه حياتها باكملها وعلاقتها بوالدتها وتلك السنه اللي اجألت فيها الدراسه لظروف مرضها....
شعر كل منهم بود مختلف تجاه الاخر....
وكأن القلب علي مشارف نبض من نوع اخر يتبادلون نوعا من اللاشئ الممتلئ بالمشاعر لم يكن ظاهرا ليخفي ولم يكن طيفا ليتم اجتيازه فقط اللاشي الذي يمكث بكل شئ فهل يخفي اللاشي........
رحب عبدالله بحمدي وقدمه الي زوجته مرام لتتعرف عليه احبها حمدي كثيرا واطمئن ان عبدالله لديه زوجه مثل مرام تحبه وتقدم له سعاده العالم وتمني ان تدوم سعادتهم الي الابد تعجب عبدالله في البدايه حول مجئ حمدي فجأه وبدون معاد فأخبره حمدي انه كان دائما يجد هاتفه مغلق فتذكر عبدالله امر غلق الهواتف اثناء السفر .. شعر عبدالله من حديث اخيه بالقلق والتوتر وكأنه يريد الحديث بامر خاص فأستأذن من مرام وذهب بصحبته الي غرفه مغلقه من احدي غرف الفيلا الواسعه.....
انا عارف انك جايلي مخصوص عشان في مصېبه .. وشك مش بيقول اقل من كده !!
قالها عبدالله في توتر الي حمدي وهو يغلق باب الغرفه استدار له حمدي وهو يخرج ورقه بين يديه ويطبق عليها جيدا وهو يرتجف من رده فعل اخيهفعلا يا عبدالله في مصېبه ومحدش هيعرف يحلها غيرك .. البيت كله مقلوب هناك ..
نظر له عبدالله في اهتمام وقلقخير يا حمدي .. اتكلم علي طول...
ردد حمدي بلسان يتلعثم وقلب ضعيف البيت هناك عرف انك متجوز ومش ناويين يعدو الموضوع علي خير .. انا اسف يا عبدالله مكنتش اقصد...
زفر عبدالله شذرا واجابه كده كده كانوا هيعرفوا يا حمدي دي مراتي قبل رحاب وعمري ما هتخلي عنها ابدا.. ومن ناحيه السكوت فخليهم يعملو اللي هما عايزينه دي حياتي وانا مبتهددش.... انا اتجوزت رحاب عشان عمي مش عشان بحبها.. واساسا كنت ناوي اجيب مرام لهم الايام دي واواجهم بيها عشان بس يكونو عارفين... وميفرقش معايا اذا كانوا هيتقبلوها ولا لا..... اطمن الموضوع هيتحل ان شاء الله
هز حمدي رأسه في أطمئنان قليل قبل أن يتذكر الأمر الأخر الخاص برحاب بس ده مش الموضوع اللي انا جاي فيه بالظبط...
عبدالله بحيرهامال ايه حصل ايه تاني !!
اخفض حمدي وجهه ناظرا الي الارض وهو يناوله تلك الورقه التي بيديه والتي لم تكن سوي الصوره التي رأها لرحاب مع ذلك الشاب وبيد مرتجفه ردد
رحاب حامل يا عبدالله...
في صباح يوم جديد يوم قلب السعاده رأسا علي عقب للجميع....
اغلقت يمني الهاتف بعد مكالمات دارت ل ساعات بينها وبين ادهم انذرها هاتفها بضعف البطاريه فأغلقته ووضعته علي الشحن وذهبت في نوم عميق وهي تتذكر حديث ادهم معها..
بعد ان انهي ادهم حديثه مع يمني والذي استمر لصباح اليوم التالي وقبل ان يذهب الي النوم فوجئ بمكالمه هاتفيه من احد زملائه بالعمل يخبره بمقټل صديقه حسن واغيال اللواء جلال ايضا اثناء مطاردتهم لاحدي عمليات الماڤيا وقع الخبر علي مسمع ادهم كالچحيم المبكر ولم يستطع الحراك من مكانه انش واحد فقط......
فجأه مر امامه شريط ذكرياته مع حسن في لمحات كالطيف... وومضات كالبرق...
دلف عبدالله الي غرفته الخاصه به عندما رأته مرام ذهبت خلفه واحتضنته في شوق ورددت في دلع اي يا حبيبي سايبني لوحدي طول الليل كده هنت عليك !!
لم يجيبها عبدالله وذهب الي الدولاب مباشره واخرج ثيابا جديده وبدل ملابسه ثم الټفت الي ذلك الخاص به ووضعه اسفل حزامه وسط ذهول مرام فهتفت في خوف هو انت هتاخد ده ليه ! مش خلاص مبقتش محتاجه بعد مۏت عمي...
لم يجيبها عبدالله ايضا وشرع في ربط حزائه مما اغضب مرام هو انت مبتردش عليا ليه يا عبده !! .. انت زعلان مني !!
نهض عبدالله ونظر اليها بوجه خال من التعابير وبلكنه لم تعهدها منه من قبلانا راجع البلد دلوقت مرضتش امشي بالليل عشان متبقيش لوحدك .. الزمن من هنا لهناك بياخد ساعتين .. هرجع لك بالليل برضه عشان متبقيش لوحدك .. كلمي يمني صحبتك تيجي تقعد معاكي واياكي تتحركي من الفيلا لحد ما ارجع ..
تعجبت
مرام بشده من حديثه فهتفت في قلق ولهفه
طب فهمني في ايه !!
اجابها بنفس اللكنه وهو يذهب الي الاسفل الي حمدي الذي كان بأنتظاره اللي قلت عليه يتنفذ.......
ذهب عبدالله بصحبه حمدي وتركها وهي في شده قلقها وخۏفها عليه ومن ذلك ايضا ايقنت ان زياره حمدي تلك لم تكن سوي السبب الرئيسي لكل ذلك .. تناولت هاتفها وقررت الاتصال علي صديقتها الوحيده لتقص عليها ما حدث وتطلب منها المجئ الي منزلها ولكنه اخبرها ان الهاتف مغلق فرددت في ضيق
كالعاده طبعا موبايل فاصل وعلي الشحن وهي نايمه شكلي هتضطر اقعد لوحدي استناه لحد بالليل..
فجأه سمعت مرام انذار البوابه الخارجيه فأكملت في نفسها..
اي ده هو ده شغال ليه .. مبيشتغلش الا اما يكون عم عوض مش موجود يا تري مين اللي جاي يمكن يكون عبدالله رجع تاني...
نهضت من مقعدها وذهبت الي الخارج لتفتح البوابه بنفسها ما انا رأت هويه القادم حتي برقت عيناها في ڠضب وحده وذهول وهي تهتفسمر !!!!
ابتسمت سمر في كراهيه وخبث وهي تقول اي شفتي عفريت !! .. اه سمر...
ابتسمت مرام ساخره وربعت ذراعيهاوليكي عين تيجي بعد اللي اتعمل فيكي !!
اجابتها سمر بأبتسامه ساخره ايضا مټخافيش .. انا مش هطول بس جيت ابلغك حاجه نسيت اقولهالك .. انتي عارفه طبعا غلاوتك عندي واني مقدرش اسيبك علي عماكي ..
هتفت مرام في صرامه بطلي تهري في كلام ملوش فايده وانجزي قولي انتي عايزه ايه عشان مش فاضيالك ..
رددت سمر في استفزاز امال عبدالله فين مش شايفاه !!
ازدادت حده مرام وهي تهتف عبدالله ملكيش كلام معاه ولا عليه ولتاني مره بحذرك ابعدي عن جوزي يا اما هتلاقي وش تالت مني مش هيعجبك...
ابتسمت سمر في سخريه
لا بقيتي بتخربشي يا مرام وبيتخاف منك.... بس يا تري بقه مراته التانيه بتحبه زيك كده !! .. ده يبقي محظوظ فعلا..
نظرت اليها مرام في ذهول مرات مين !! انتي عبيطه!!!
شهقت سمر في تمثيل بالصدمهاي ده هو انتي متعرفيش !! ازاي ميقولكيش انه متجوز بنت عمه هناك في بلدهم .. لا بجد زعلت ازاي يخبي عليكي حاجه زي دي !!
ابتسمت مرام في تحدي وهي تعقد ساعديها امام صدرها في ثقه لو انتي مفكره انك كده هتخليني اصدقك واعيط بقه واعمل فيها مصدومه تبقي غلطانه .. انا خلاص مبقاش ينضحك عليا من واحده زيك ومش انتي اللي هتبعدينا عن بعض.... انا عارفه نيتك وطريقتك بقت مكشوفه خلاص
اشاحت سمر وجهها وهي تبتسم ايضا مسكينه يا مرام فعلا !! .. واكبر دليل علي انك لسه عيله انه فعلا مضحوك عليكي ونادي علي عبدالله دلوقت قدامي واسأليه .. وشوفي هيقولك ايه !!
اردفت مرام بنفس الثقه والكبرياءاولا عبدالله مش هنا .. حتي لو كان هنا مش هيفرق معايا ولو الدنيا كلها جت وقالتلي كلامك ده مش مصدقه... تعرفي ليه !! .. لانه بيحبني .. ومعلش بقه انا عذراكي اصل الغل والحقد ده بيبقي مرض يا سمر فحاولي تتعالجي ..
ڠضبت سمر من حديثها وهتفت في ضحك مصطنعانا مبكدبش يا مرام واما ييجي عبدالله ابقي اسأليه...
ههههههههه خليكي كده احړقي في سعراتك الحراريه وانتي بالنسبه لي زيك زي الحيطه بالظبط ...
قطع جدالهم دخول طرف اخر في الحديث وهو يعلق علي حديث مرام في حده
بس هي معاها حق .. ودي قسيمه جوازهم .. شوفي بنفسك...
نظرت مرام الي تلك السيده التي تنظر لمرام نظرات فولازيه وهي تتناول الورقه من بين يديها وهي تردد في خوف مين حضرتك !!
انا الحاجه هدي الزين .. ام عبدالله... يعني حماتك...
اتي لسمر اتصالا من والدتها لتجعلها تنتفض خوفا وهي تردد في بكاء انتي بتقولي ايه !! انا جايه حالا ..
وذهب سمر تاركه مرام مع تلك السيده........
بعد مرور ساعتين وصل عبدالله وحمدي الي منزل عائله الحسيني بالشرقيه .. دلف عبدالله الي منزله ليجد الجميع متجمهرين والحزن مخيم عليهم نظر بينهم دون القاء السلام عليهم فلم يجد والدته ولا رحاب فأردف بوجه خال من التعابير موجهها سؤاله الي اخته رشارحاب فين !!
توترت رشا من لكنته فخاڤت انت تسأله عن شئ وجاوبته فقط في الاوضه فوق ..
تركهم عبدالله وصعد الي غرفه رحاب فتح باب الغرفه دون ان يطرق عليه ليجد رحاب بصحبه غاده وكانو علي وشك الرحيل .. ما ان راته رحاب علي سقط قلبها بين يديها ولم تحملها قدمها فسقطت علي الارض وهي تنظر له في ذعر دب في كل خليه بجسدها وجه عبدالله حديثه الي غاده التي لم تكن اقل حالا من رحاب قائلا اطلعي بره يا غاده ..
ارتجفت غاده وبسرعه البرق اختفت من الغرفه ليذهب عبدالله خلفها ويوصد باب تلك الغرفه جيدا ونظر الي رحاب المجثيه علي الارض وهو يقترب منهايا تري كنتي رايحه فين يا عروسه !
لم تستطع رحاب نطق اي شئ فأخذت تبتعد بجسدها بعيدا عنه في ړعب وبكاء
مرير ارتفعت نبره صوته في حده وڠضب وهو ينزل لمستواها ليصبح مواجهها لها
ما تردي ...
انتفض جسدها اثر تلك الكلمه ولم تسطيع الحديث ايضا وازداد بكائها بشده .. ليعاود عبدالله حديثه بقناع القوه الذي يرتديه انتي حامل من مين يا رحاب !!
في تلك اللحظه ايقنت رحاب ان عبدالله حتما سيقتلها حين رأته يخرج من موضعه وهو ينطق بتلك الكلمه
وتملك الخۏف كل خليه بجسدها اخذ جسدها يرتجف وقلبها يخفق كطبول الحړب وهي تلهث في ذعر وتردد كالمجنونه بسرعه چنونيه حين ادركت انه المۏت لا محاله
يارب سامحني يارب اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله.......
لحظه يتوقف عليها الزمن فعليا أخذ ينظر الي رحاب ويري الخۏف متملكا منها والدموع تغرقها من كل جانب...
ليأتي بعقله تلك الايام ايام طفولتهم سويا تذكر حين اتي مع والدته واخوته ليحتمي بعمه تذكر عندما فتح عمه ذراعيه له ولأبناء اخيه وردد انتم ولادي ومقدرش اسيبكم بيتي مفتوح لكم لاخر العمر واللقمه هنقسمها سوا ..
تذكر حين كانت رحاب صغيره وكانت تأتي اليه لتشتكي ان بعضا من الاولاد يرضبونها ويغضبوها حيث كانت دائما تعتبره رجلها وكيف كان يأخذ لها بحقها ولا يسمح لاحد بأغضابها ابدا اخر ما اوتي بعقله هو اخر حديث بينه وبين عمه وهو يوصيه عليها
بنتي امانتك يا عبدالله انت الواصي عليها من بعدي انا واثق فيك يا ابني اوعي تخذلني في يوم من الايام خليك اب ليها مكاني
هربت الدموع من اعين عبدالله وهو غير قادر علي اطلاق الڼار عليها خارت قواه وهو ينظر الي جسدها المرتجف وعيناها المغمضه وهي تنطق الشهاده اثر الخۏف .. تغلبت طبيعته الطبيه وقلبه الحنون علي قسوته فاطلق عبدالله في الهواء والقي علي السرير.....
فتحت رحاب عينيها لتجد نفسها علي قيد الحياه ولكن من شده الخۏف لا تشعر بأي الم ولا تدري اكأنت تلك اخترقت جسدها ام لا !!
نظرت الي جسدها ولم تجد شئيا تطلعت اليه بقلب ينتفض ذعرا لتجدته يقف كالتمثال وهو يبكي مد لها عبدالله ذراعيه وهو يومأ برأسه لها كي تطمئن امسكت رحاب بيديه فجذبها عبدالله الي احضانه وهو يذرف دمعا مريرا ولم تكن رحاب بأقل منه مر بضع دقائق وهم علي هذه الحاله الي ان تركها فنطقت رحاب بكلمات متقطعه..
س...سا محڼي... يا عبد الله
امسك وجهها بين يديه وهو يجفف دموعهاليه يا رحاب ! .. ليه يا بنت عمي تعملي فينا كده ! .. ليه تخليني في الحاله دي ! طب اقول لعمي ايه لما اقابله !!
هتفت رحاب پبكاء مرير وهي تمسك يديه وتقبلها انا اللي غلطانه يا عبدالله .. انت ملكش ذنب حقك عليا انا اسفه...
ثم اتجهت الي وبيد مرتجفه امسكته واتجهت به اليه وهي تهتف في ندم وبكاء اقټلني يا عبدالله انا مستاهلش انك تسامحني ا
انتي تحت وصايتي يا بنت عمي ومقدرش اعمل كده في وصيته ..
ثم امسكها من يديها واجلسها بجواره علي السرير وهو يهتف في توعد واڼتقاماحكيلي يا رحاب قوليلي كل حاجه ..
شعرت رحاب باﻷمان من حديثه وتذكرت حينما كانت صغيره وكانت تشعر باﻷمان ايضا في حضرته بلعت رحاب ريقها وبدأت في الحديث وهي تقص عليها حكايتها
مع خالد من بدايتها الي أخر ما وصلت إليه.......
دق جرس منزلها فنهضت مسرعه لتفتح الباب حيث تعلم جيدا هويه القادم وكانت بأنتظاره .. ما ان فتح الباب ورأتها قامت بأحتضانها في لهفه وخوفمرااام مالك يا حبيبتي فيكي ايه !!
نطقت مرام وهي ټحتضنها في بكاء وقهر الدنيا كلها جايه عليا بشكل قاسې قوي .. والله العظيم تعبت
دلفت مرام بصحبه اولفت الي منزلها وهي تسندها ثم قامت بأحضار كوب من العصير اليها كي تهدئ من روعها وجلست بجوارها وهي تربط علي اكتافها في حنو احكيلي يا مرام حصل ايه !! .. من وقت ما كلمتيني وقلتي انك جايه وانا مش مطمنه !!
رددت مرام بنبره ضعيفه منكسره وهي تبكي مش قادره يا طنط .. لما اهدي هحكيلك كل حاجه
أولفت طب ارتاحي يا حببتي وروقي
ثم اخذتها في احضانها مره اخري وهي تربط عليهاكويس انك جيتي انا زي والدتك برضه...
كفت مرام عن النحيب لكن عبراتها لم تتوقف عن السقوط .. حين تذكرت تلك السيده التي تدعي هدي الزين وما اخبرت به مرام والي جرأه ما طلبته منها او بمعني اخر الي ما امرتها به....
بعد قليل نهضت من بين ذراع السيده أولفت وهي تجفف دموعها وتحكي لها كل ما حدث بعد مۏت والدتها الي اخر شئ حدث قصت عليها ما علمته من والده عبدالله وما امرتها به حين سمعت أولفت تلك الاعترافات من مرام حتي شعرت بالانتصار مره اخري وارتسمت علي وجهها ابتسامه حاولت بقدر الامكان ان تخفيها ونطقت بحزن مصطنع ودفاع انتي ازاي تسكتي علي حاجه زي دي يا مرام وليه تسمحي لنفسك
من الاول بعيشه زي دي ..عبدالله مكنش مناسب ليكي من الأول
ردفت مرام بنبره حزينه انا بحب عبدالله وهو بيحبني ومش عارفه هو عمل كده ليه !! .. بس انا هستني لما يجي ويبرر لي ليه اتجوز بنت عمه !! .. بس مقدرتش اقعد في البيت يا طنط .. كنت حاسه اني هتخنق لو فضلت لوحدي
دهشت اولفت من حديثها وشعرت بمدي سيطره عبدالله عليها وذلك ما سيجعل مهمتها اصعب ولكنها اعلنت عدم هزيمتها مره اخري طيب انا هعرض عليكي عرض وياريت تفكري فيه كويس وتردي عليا قبل ما اسافر ..
وبعد ان استمعت مرام الي حديث اولفت وما اخبرتها به حتي تحولت نبرتها الي هجوميه ودفاععبدالله ده اغلي حاجه في حياتي .. حتي لو غلط في حقي انا متعوده اني اسمع منه هو وبس ولو قالي هو عمل كده ليه هسامحه....انا مبصدقش غيره .. ومستحيل انفذ اللي انتي بتقولي عليه ده ..
هتفت اولفت بنبره حنونه كاذبه فكري يا مرام انتي زي بنتي وانا عايزه مصلحتك ..
تركتها وغادرت الي غرفه اخري بينما مرام جلست ضامه ركبيتها بين يديها وهي تحدث نفسها في بكاء..
مستحيل اعمل كده هو كل حياتي ليه كده يا عبدالله !!
بعد ان استمع عبدالله الي حديث رحاب وكل ما فعلته مع ذلك المدعو خالد تركها تبدل ثيابها وتهدئ من روعها كي تذهب معه وهو سينتظرها باﻷسفل......
هبط من غرفتها الي اسفل وهو يحاول التفكير في كيفيه الاڼتقام لها .. وفجأه هبطت علي عقله صوره مرام وتذكر حبها له وبرائتها وطفولتها وكل يوم جميل قضاه بجوارها يتلذذ عشقها الي ان اتاه اتصال من عم عوض....
خير يا عم عوض !!
الست مرام يا عبدالله يا ابني مش موجوده في البيت كله من الصبح ..
شعر عبدالله بالقلق الشديد وخفق قلبه في توتر
يعني ايه يا عم عوض .!!. هتكون راحت فين !!
والله انا جيت ملقتش حد هنا خالص والبوابه مفتوحه علي وسعها ..
التفتت عبدالله للخلف عندما سمع والدته تهتف
ومش هتلاقيها يا ابن بطني ..
نظر عبدالله الي والدته في قلق وهتف في حنق شديد بعد ان تأكد ان والدته لها يد في ذلك الامر وخصوصا انها لم تكن بينهم حين وصل اليهمعملتي فيها ايه !! مرام فين !!
هدي عملت اللي كان لازم اعمله عشان ارجعك تاني لبيتك ومراتك وابنك اللي جاي في الطريق ده ..
وصلت عصبيه
لذروته وهتف بكل ڠضب انا مش عيل صغير عشان تقرري حياتي هتمشي ازاي ..وعشان اريحكم دي هتبقي اخر ايام اقضيها معاكم هنا .. اما الولد اللي بتتكلمي عليه ده ومراتي دي............
وقبل ان يهتف بها وجد رحاب تنظر اليه وعيونها مليئه بالدموع فبتر كلامه وابتعد عنهم جميعا وتناول هاتفه وهو يجري اتصالا بمرام......
كانت ممده علي السرير وهي تبكي في شقه السيده أولفت عندما سمعت رنين هاتفها وردت علي الاتصال وسمعت صوت عبدالله يقول
هان عليكي تسيبيني وتمشي يا مرام !
اعتدلت في مكانها ورددت في نبره تكسوها البكاء
عبدالله !!
كنتي فاكره ايه اني مش هعرف انك سبتي البيت !! رحتي فين يا مرام !
عند طنط اولفت
مكنش المفروض تسيبي البيت من غير علم جوزك .. كان لازم تسمعيني وتفهميني قبل ما تتسرعي في الحكم عليا .. مهما كان اللي قالتهولك امي..
قصدك اللي قالتهولي عن رحاب مراتك !
وانتي كمان مراتي .. وحبيبتي...
في النهايه اخترتها هي وسافرتلها .. وخبيت عليا انك متجوز .. معقوله انت بتحبني !!
صدقيني يا مرام في حاجات كتير انتي متعرفهاش .. هي اتفرضت عليا .. انا اخترتك انتي وحبيتك انتي .. واتجوزتك انتي...
وانا مش مصدقاك
قال عبدالله في صرامه شديده
وانا مبكدبش يا مرام .. الموضوع كله حصل بسرعه في وقت مكنتش متوقعه .. ومكنش في قدامي فرصه اني اقولك وقتها وبعدها كنت معاكي انتي ومقدرتش ابلغك عشان محبتش اجرحك وخصوصا ان الموضوع كله كان علي ورق بس وانا متجوزتهاش زي اي اتنين متجوزين.. وانا دلوقت هنا عشان في مشكله كبيره هحلها .. وبعدين هاجي ارجعك معايا ڠصب عنك واعرفك ازاي تعملي عمله زي دي من دماغك...
قالت في ڠضب مصطنع وقلبها فرح من عدم تخليها عنه
لا مش هتقدر يا عبدالله
اسمعي يا مرام احسنلك متتحدنيش في حاجه اني عارفه كويس اني اقدر اعملها وبطلي تعاندي معايا عشان متخسرنيش في النهايه....
استمعت اليه في صمت وسمعته وهو يزفر في ضيق ثم قال بنبره صوت اهدأ عندما وجد رحاب خلفه واستمعت الي المكالمه
معلش يا مرام مضطر اقفل معاكي دلوقت وهكلمك تاني بكره لان الوضع سئ جدا هنا .. خليكي واثقه فيا مرام ومن حبي ليكي .. مع السلامه ..
الټفت عبدالله الي رحاب التي كانت تبكي ندما علي انها فعلت ذلك مع عبدالله ولم تخبره منذ البدايه عبدالله الزوج والاخ والصديق والحبيب الاول
اوعي تبعد عنها يا عبدالله
قالتها رحاب الي عبدالله الماثل امامها
ربت عبدالله علي كتفها وهو يردد في حنو
متقلقيش يا رحاب .. ويلا بينا نروح نشوف مشكلتك ..
متصنعا الثباتانت مين ! وقصدك ايه !
عبدالله پغضب ميخصكش انا مين .. اللي يخصك دلوقت انا ممكن اعمل فيك ايه !!
اردف خالد بنبره خوف عرف ان يخفيه جيدا وصوت عال انا مبتهددش علي فكره ودي اخر واحده انا ممكن اتجوزها وبعدين اتجوزها ازاي وهي متجوزه .. !!
هتتطلق .. ولما تخلص عدتها هتتجوزها ودلوقت عشان الضمان هتمضيلي علي ورك وشيكات تعدي المليار جنيه لحد ما تتجوزها وتطلقها برضه بس بعد ما تثبت اللي في بطنها بأسمك....
وضع عبدالله ذلك المبلغ بعد تفكير حيث يعلم ان عائلته من اغنياء البلد ولكن ثروه مثل هذه بالفعل لا يقدر عليها حتي وإن باعوا أملاكهم بأكملها
هتف خالد في تحدي اوعي تفكر انك كده بتخوفني لا انا متجوزها ولا ثابت حد بأسمي ولا برضه همضي علي حاجه واللي انت عايزه اعمله.....
ثم نظر الي رحاب بوقاحه واضاف في استنكاروانا ايه ضمني انه ابني !!
هتف عبدالله في ڠضب يبقي انت الجاني علي روحك...
واطلق اخترقت ذراعه من الطرف وخرجت منه مما سببت الما مدويا الي خالد وهو ېصرخ بذراعه من شده الالم والڼزف الذي حدث اضاف عبدالله وهو بذراعه الاخر كي يصيبه نفس الاصابه فلا احد يضاهيه في هدفه .. وقبل ان يضغط علي الزناد رددهتتجوزها وتمضي ولا اشوف دراعك التاني ..
هتف خالد صارخا من هول الالممواااااافق .. مواااافق اعمل اللي انت عايزه....
هنا انزل عبدالله واشاح بوجهه بعيدا
عنه وهو يقوم بالاتصال بحمدي اخيه كي يجهز له الاوراق المطلوبه كي يمضي عليها خالد الذي حين رأه تشتت بعيدا عنه .. اخرج من الدرج المجاور له في هدوء وهو يصوبه بأتجاه عبدالله...... لمحته رحاب وبسرعه البرق ذهبت مدافعه عن عبدالله وهي تصرخ عبدالللللللله
ما ان نظر اليها عبدالله حتي وجد اخترقت قلبها لتسقط بين يديه وهي تلهث بأنفاس متقطعه
سامحني.. يا .. ابن .. عمي
بعد مرور شهر....
سمع ادهم رنين جرس منزله فلم يبالي كعادته ولم يتحرك من مكانه لكن ذلك الصداع لم يهدأ ابدا وظل اكثر من ساعه يضرب دون ملل فأضطر ادهم الي النهوض لرؤيه القادم ما ان فتح الباب حتي رأي اخر من كان يتوقعه علي الاطلاق
يمني !!
كان التوتر والقلق يجري بجميع اوصالها حين رأته علي تلك الحاله ثياب عته.. وذقن كبيره.. ووجه شحب ..وجسد ضعيف...
بقالك شهر قافل علي نفسك انا عرفت الخبر وكل يوم كنت بكلمك بس انت مبتردش ..
قالتها يمني وهي تدلف باب شقته في خوف فتلك المره الاولي التي تقوم بعمله مثل هذه .. ولكن حقا صدق مشاعرها وبرائتها هما من قادوها علي فعل ذلك نظر اليها ادهم وكأنها الوحيده التي كان يحتاجها حقا تلك الايام .. وبدون سابق انذار ارتمي بين ذراعيها كطفل صغير فقد امه يبكي بشده .. ظلت يمني ثابته مكانها لا تدري ماذا تفعل ولكنها حقا تشعر به وبأوجاعه علي فقدان صديقه ربتت عليه في حراره دون ان تنطق حرفا ظل ادهم ويمني علي تلك الحاله الي ما يقارب النصف ساعه .. وفجأه نهض ادهم ونظر اليها في ثقه وتعبيرات غريبه طالت كثيرا مما اربك يمني بشد...
..
بعد ان اصبح السبب الرئيسي في كل ما حدث لعبدالله وسمع نطق القاضي بالحكم....
حكمت المحكمه حضريا وبأجماع الاراء علي المتهم عبدالله احمد الحسيني بالسجن لمده سبع سنوات .. رفعت الجلسه
اتجه سيف كالمچنون الي الفيلا التي يقيم بها عبدالله ومرام حين رأه عم عوض حاول منعه بالقوه واخبااره ان مرام ليست بالمنزل وايضا عبدالله اطلق سيف اخترقت قدم عم عوض واتجه الي داخل الفيلا يبحث عنها في كل الغرف ولكن ليست بأي واحده منهم....
صعد الي سطح الفيلا والي اسفلها ولم يجدهاا فصړخ عاليا وهو يهتف في ڠضب..
مرااااااااااااااااام......هلاقيكي يعني هلاقيكي مش هتهربي مني... هتكوني ليا....
كانت تجلس في المطار بصحبه السيده اولفت وبيدها اخر رساله وصلت لها من عبدالله والذي اعادت قرائتها مرارا وتكرارا وهي غير مصدقه علي الاطلاق ان عبدالله تخلي عنها بكل تلك السهوله لم تكف عن البكاء منذ يومين حين تسلمت تلك الرساله من حمدي ولم يخبرها اي شئ كما طلب منه عبدالله فقط اعطاها الرساله وذهب والذي كان محتواها...
مرام.. ميمتي وبنتي وجميلتي... إنتي الحاجه الوحيده اللي عمري ما حبيت قدها في حياتي.. انتي اللي اتمنيت من قلبي أنها تفضل معايا لأخر عمري... والوحيده اللي هتفضل في قلبي لحد اخر نفس ليا.. سامحيني يا مرام انا وعدتك اني هاجي أخدك ونرجع بيتنا بس مقدرتش.. لأول مره اوعدك بحاجه واكون عاجز اني انفذ وعدي ليكي.. ڠصب عني يا مرام انا فعلا عاجز إني أكمل معاكي... عارف انك مصدقاني لأنك عارفاني اني مبكدبش.. سامحيني يا مرام علي اللي عملته ده.. وسامحيني لأني.... لأني هبعتلك
ورقه طلاقك
طوت مرام الورقه بيديها وهي توجه حديثها الي السيده اولفت.....
يلا يا طنط عشان منتأخرش علي الطياره.... مبقاش ليا مكان في مصر خلاص.....
يا ليت الزمان يعود واللقاء يبقي للأبد..... ولكن مهما مضي من سنين سيبقي الفراق هو الأنين....وستبقي الذكريات قاموسا تتردد عليه لمسات الوداع والفراق.....
انتظروووني في الجزء التاني من..
.
الفصل الاول
الجزء التاني
الحلقه الأولي..
وأنك شخصي الأحب ومأمني وأماني وروحي الأخرى التي أهرب إليها..
بعدما تجاوزت الساعه الثانيه بعد منتصف الليل في ليله أظهرت السماء ڠضبها بالأمطار الغزيره وتلبدت الغيوم المكثفه بسمائها والتي أظلمت علي قمرها ليعتم السماء بأكملها علي الرغم من منتصف الشهر الهجري..
حاول ذلك الشاب النهوض من موضعه ولكنه فشل وكذلك يديه أخذ يهز رأسه يمينا ويسارا في محاوله منه للأستيقاظ عما هو به ولكن ثقل رأسه أثرالذي أعطي له كان اقوي من أن يفعل ذلك.. لا يدري أين هو الأن أو ما مصيره ومن فعل ذلك به!! لا يتذكر شيئا سوي أنه كان مع صديقته صوفيا وأظلم المكان فجأه بشيئا يشبه الغاز منعهم من النهوض من موضعهم...
حمدي.. حمدي إنت فين..سامعني
كان ذلك صوت صوفيا والذي خرج بضعف شديد أثر ثقل رأسها ولسانها هي الأخري بعدما أستقيظت سمعها حمدي وعدل وضع رأسه قليلا بصعوبه كي يستطيع التحدث اليها صوفيا إنتي هنا... إنتي كويسه.. أنا مش شايف حاجه
لم يري حمدي شيئا حيث حالت تلك العصبه علي عينيه ضد الرؤيه وكذلك هي تحدثت صوفيا مره أخري ولا أنا كمان.. احنا فين وبنعمل ايه هنا
شعر حمدي بالخۏف وحاول التحرر مره أخري من تلك القيود ولكنه لم يقوي علي فعلها فردد بعصبيه وخوف انا مربوط مش قادر أتحرك.. اعمل ايه!!!
وقبل أن تجيبه صوفيا أو يجيبها بحديث أخر أنصت هو وكذلك هي الي تلك الأصوات التي كانت بالخارج القريب منهم.. اصوات سيارات مدويه توقفت ولكن لا احد يعلم أين هي بسبب انعدام رؤيتهم.. وفجأه تسلل الي أذنهم صوت انزلاق باب حديدي ضخم تبعه اصوات لأشخاص تتحدث بالأنجليزيه ولم يكن حمدي مغفلا حتي لا يعرف هويه ذلك الشخصين.. دب الفزع بداخله وهو يتذكر اخر شئ قام بإرتكابه في حقهم..
أستمع حمدي لصوت العواصف بالخارج التي كانت بقلبه من الخۏف أيضا وهو لا يدري بما سيفعلون به هو وتلك المسكينه صوفيا..
ولم تكن صوفيا بأقل منه في تلك الحاله من الخۏف بل تمكن الهلع بأعماق قلبها بعدما أستمعت لحديث روبرت ورعد مع بعضهم البعض..
اعدا ذلك الشخصين المكان حولهم لأستقبال سيدهم..
وقبل أن يفعل حمدي شيئا فوجئ بمن يركله بقوه في بطنه ممسكا به من تلابيبه ويرغمه علي الوقوف فتأوه حمدي پألم شديد وهو ېصرخ أنت بتضربني ليه إنت مين
أجابه ذلك المدعو روبرت باللغه الأنجليزيه أصمت أيها الحقېر
كانت كلمته تلك تأكيدا له ولصوفيا علي هويه من يمسك بهم.. فهمت صوفيا ما يحدث حولها وتمكن منها الخۏف حينما أحدا أخر غير الذي مع حمدي ليرغمها علي الوقوف هي الأخري بالقوه وهو يتحدث بلكنه مصريه سليمه وإنتي يا صوفيا... يلا يا حلوه علي الباشا مستنيكي
عندما تعرفت علي صاحب الصوت وسمعت ما قاله فأستنجدت بذراعه في خوف شديد وترجي رعد.. أبوس إيدك بلاش توديني عنده.. رعد ارجووك احنا مصريين زي بعض وولاد بلد واحده ينفع تعمل كده فيا
قاطعها في برود وهو يدفعها أمامه بلد واحده يلا يا أختي بدل ما بحالتها و خوفا من لقاء ذلك الكافوري..
توقف حمدي الأبن الأصغر من عائلة الحسيني وكذلك تلك المدعوه صوفيا أمام ناجي الكافوري وتمت
أزاله تلك العصبه التي كانت تقيد عينيهم بواسطه الحراسه الخاصه لذلك الكافوري وهما روبرت ورعد..
فتح حمدي عينيه ليجد نفسه أسفل قدم ذلك الكافوري الذي كان رافعا قدميه في عنجهيه علي المكتب أمامه ويشرب غليونا فاخرا من السچائر وبيديه كأسا من الخمر..
نظر ناجي الي حمدي وردد بتشفي وانتصار وبلهجه مصريه سليمه أهلا باللي فكر نفسه هيفلت من تحت إيدي ويرجع علي بلده
أطلق زفيرا ضخما من سجارته الغاليه ورفع رأسه لأعلي مؤكدا مش عارف انت مريض ولا سمعك تقيل عشان متسمعش وتعرف كويس مين هو ناجي الكافوري.. اللي حتي لو كنت فلتت من البلد دي ورحت ارضك كنت أعرف أمسخرك قدام اللي فيها
نظر إليه حمدي في كراهيه شديده وكأنه لا يبالي بما يلقيه عليه ناجي بينما بادله ناجي النظرات وپحده صړخ بأسم روبرت
تحرك روبرت علي الفور وأمسك بحمدي من أذنيه ورقبته ليجبره علي النهوض.. حاول حمدي مجددا مقاومته ولكن لم يسعفه جسده الضعيف أمام ضخامه وعضلات جسد المدعو روبرت.. لم تلبس بضع ثوان حتي لحق به رعد وأمسكوا الأثنين بحمدي واحدا من كل جهه فأصبح كالمعلق بينهم الأثنين..
شعر حمدي بالذل الشديد وهو بين يديهم وغلي الډم في عروقه ولم يشعر بنفسه الا وهو يضرب بكوعه ذلك المدعو روبرت حيث لا يعلم من اين تملكته تلك القوه فجأه ولكنها لم
تحميه كثيرا إذ فوجئ بروبرت يرد عليه تلك الضربه أكثر إيلاما وقوه في معدته أدت إلي صراخه بشده ولم يستطع التنفس لبعض الثواني وشعل بدوار يهاجمه.. زغللت عينيه ولكن كان قادرا علي رؤيه ناجي وهو يضحك بتهكم أمامه..
مشكلتك انك صدقت نفسك يا حمدي ومعرفتش تفرق كويس
وتعرف مكانك وحجمك قدامي.. انت حته كلب بالنسبه لي..
قالها ناجي أمام حمدي مما جعل حمدي يبتسم بانتصار ضئيل وحاول التحكم بالمه ليجيبه لا ما انا عارف... عارف وحاسس قد إيه الكلب ده أذاك وكان في أيده يدمرك ويخليك تلحس التراب
ضاقت عينيا ناجي في ڠضب شديد وهو ينظر إليه والذي ما أن رآه روبرت هكذا وعلي الرغم من أنه لا يفهم ما قاله له ولكن نظره سيده له الغاضبه كانت أمرا له بأن يرد عليه بيديه..
ضربه روبرت ضربه قويه في معدته مره أخري جعلته يبصف الډم من فمه ويقع أرضا أمام ناجي.. صړخ حمدي بقوه ضعيفه حيث لم يقوي علي التألم أكثر منها..
حمدي!!!!!!!!!
ما أن استمع إليه حمدي حتي ردد علي الرغم من ألمه أبعد عنها يا ناجي الكلب... خليك راجل واتعامل مع الرجاله..
ومش لاقيه اللقمه الحاف.. كبرتك وعيشتك في ملكوت الكافوري اللي مكنتيش تحلمي تبقي فيه خدامه.. عملت منك واحده يتقال عليها ست.. وشغلتك معايا.. وتيجي في الأخر تبيعيني وتساعديه هو علي دماري.. واللي بيضحكني اكتر في الموضوع كله انك مصدقاه.. مصدقه أنه فعلا هيحميكي ويرجعك بلدك وتعيشي معززه مكرمه.. ده كان هيسلمك للمخابرات وهتتعدمي..
نظرت صوفيا لحمدي غير مصدقه كلامه بينما صړخ حمدي پغضب اوعي تصدقيه يا صوفيا والله العظيم ما كنت بكدب عليكي انتي بنت بلدي وزي أختي وعمري ما كنت هأذيكي.. انا كنت عايز انقذك متسمعيش كلامه.. السبب في وجودي هنا دلوقت هو انتي والله العظيم
هتف حمدي بكراهيه شديده وهو ينظر إليه في تحد مش انت عاملي فيها ابن بارم ديله.. يبقي اعرف انت مكانها بقه يا دكر......
لم يكد حمدي يبتسم بتشفي وانتصار حتي تبلد وجه ناجي وأشتعل الڠضب به فانهال عليه حراسه مره أخري إلي أن كاد يفقد وعيه بين يديهم ولكنه مازال يقاوم پغضب وعڼف وصړخ به اوعي تفكر اني خاېف منك حتي لو يا كافوري.. انا عندي اللي هيجيبلي حقي منك تالت ومتلت ويدفعك تمن كل نقطه ډم طلعت مني..
قال ناجي متهكما تقصد شويه الظباط بتوع المخابرات اللي عندكم تقصد حكومه بلدك كلها... غبي يا حمدي!!
أبتسم حمدي پألم وتهكم حكومه بلدي كلها تقدر تنسفك من علي وش الأرض انت وأسيادك اللي عاملينك لعبه وبيحركوك لحسابهم لو فكرت بس تقرب منها.... لكن مش دول اللي انا بتكلم عليهم... انا اقصد اللي هيقف في وشك عشان ياخد حقي انا منك لو انت أذيتني.. اللي هيدفعك تمن كل خدش سببته ليا.. اللي هيدمر ملكوتك كله فوق راسك ويهد كل اللي بنيته.. ومش حقي انا لوحدي.. حتي لو قربت من الدكتوره أو فكرت تنفذ اللي انت ناوي عليه معاها صدقني هتبقي نهايتك جهنمه الحمرا اللي هتعصف بكيانك كله ومش هيعتقك منها أبدا
ضغط ناجي بيديه علي وجهه في شراسه متخلقش لسه علي وش الأرض اللي يفكر يقف في وشي ويتحداني..والدكتوره خلاص بقت تحت ايدي ودخلت ملكوتي
تحدث حمدي من بين ألامه في تشفي لأ.. اتخلق.. وبينه وبينك عشر أيام بس وناره هتطولك... والدكتوره مش هتلحق تعمل معاها أي حاجه.. مجرد ظهوره وعودته مره تانيه هيهد حياتك كلها.. وهتعرف انك بتواجه موتك...
ناجي پغضب شديد وهو لا يعرف عن من يتحدث بكل تلك الثقه.... خليه ييجي وانا هبعته علي جهنمي انا اللي هبعتك انت كمان ليها دلوقت.....
صړخت صوفيا راجيه في مكانها سيبه يا ناجي يعيش ارجوك متقتلهوش وانا هنفذ لك اللي انت عايزه..
نظر إليها ناجي پحقد وڠضب مع أنك فاجره وخاينه لولي نعمتك لكن اقدر اسيبه لو انتي قولتيلي مكان الحاجه اللي معاه فين
هتفت صوفيا بنحيب شديد ونفي أقسم بالله ما أعرف كل حاجه كانت معاه هو..هو وبس اللي يعرف
هز ناجي رأسه بإمتعاض وبرود يبقي أسيبه ليه
أستدار ناجي الي روبرت ورعد وهتف اليهم.. وما أن رأي روبرت ورعد تلك النبره الآمره من سيدهم حتي توقفا عن ضړب حمدي وعلموا أن ساعتته قد أتت..
روبرت المميز بأضلاع مربعه ووضع به كاتم الصوت والذي لن يستخدم أحدا أي نوع من تلك الاسلحه الا أذا كان قناصا عالميا يهوي .
حمدي!!!!!! لاااااا
سقط حمدي قتيلا امامهم دون شفقه أو
رحمه فصړخت صوفيا تلك الصرخه پألم شديد وبكاء...
فما ذنب حمدي كي يقع بين انياب تلك الوحوش الضاريه
دفع ثمن تجرئه وحبه لوطنه وأرضه وهو يحاول إزاحه الستار حول ملكوت ناجي الكافوري السري..!!
لم يكن مصيره بأقل من الكثير قبله الذين دافعوا عن وطنهم وأستشهدوا في سبيلها....
رجعه بلده هديه مننا لحبايبه اللي هناك..
قالها ناجي بكل غرور وبرود وهو يشعل
إلي أن قطع انسجامه ذلك صړاخ صوفيا وبكائها علي حمدي
وجه ناجي بصره إليها في شړ يا خساره يا صوفيا مش هتلحقي تبكي عليه كتير لأنك هتحصليه بس بطريقه تانيه...
أبتلعت صوفيا ريقها في صعوبه وارتجاف بينما تابع ناجي حديثه اللي بيلعب پالنار لازم تلسعه.. وانتي ملعبتيش پالنار ده انتي لعبتي جوه جهنم....
أستدار برأسه ناحيه رعد وتحدث بلكنه حاده رعد!!!.. احنا محتاجين تمويل من النوع ده ولا لأ
أبتسم رعد بعدما فهم ما يرمي اليه سيده احنا محتاجين لكل حاجه يا بوص.. البحر يحب الزياده
هتف ناجي بتشفي مؤكدا فعلا... البحر يحب الزياده.... واحنا مبقولش لأ علي حاجه...خدوها واتمتعوا بيها قبل ما تتسلم لمصيرها....
ناجي الكافوري رجل ذات الأربعين عاما.. وسيما جذابا من يراه يقسم أنه فقط في العشرينات من عمره.. ذات عيون رماديه وشعر بني..يرتدي معطفا غايه في الاناقه من افخم الماركات العالميه وكذلك سلسه ذهبيه حول رقبته وخاتم النمر بأصبعه...
ظننتك وطني.. وفاجئتني بغربتك..
حلفت لي قسم البقاء.. وصدمتني بهجرك..
تركتني كالقشه الضعيفه في مهب الريح العاتيه..
كنت عشقي الوحيد ولكن لا أعدك بأن تظل..
أتظنني سأظل تائهه.. ضائعه.. ضعيفه.. منكسره..!
أو أنني سأعاني غربتك كثيرا..!
اتظنني سأعيش سجينه أحزاني وانا أرجوا لقائك..!
أتعتقد بأنني سأنتظرك الي مماتي....!
هيهات لتلك الأحلام التي ترسمها بخيالك..
أقسم لك بأن تري امرآه أن تعهدها من قبل..
أقسم بأنني سأتخذ من ذلك الدرس الذي مازال أثره بداخلي درعا لحمايتي..
تلك الصغيره التي كانت بين يديك كورقه خريف ذابله أنت من أضعتها ولن تجدها وهي في ريعان ربيعها..
انت من قطعت ورقتك من كتابي وانا من حرقتها حتي أصبحت رمادا إزاحته الريح..
أقسم لك بأن أراك ضعيفا ټلعن فراقي وأنت تبكي دما علي هجري..
وأنا أقف امامك بشموخي واطئ علي قلبك واركل حبك بقدمي..
أنت من اغلقت باب الحب بيننا وأنا من سأوصده..
وإلي أخر العمر.....
وسيأتي غدا وأنت نادما لضياع القلب الذي أحبك..
فأنا ذاهبه... وان اصفح عنك..
الي أخر العمر....
ومع كل رفعه والأخري كان يتذكر تلك الكلمات التي حفظهم ظهرا عن قلب.. والتي كانت بمثابه اخر تذكار تركته له حبيبته مرام قبل أن تغادر البلاد مع تلك السيده التي أصطحبتها وتركته هو خلف أسوار السچن....
تلك الكلمات التي لم يقرأ سواها طوال السبع سنوات الماضيه.. كلمات علي الرغم من قسۏتها إلا أنها كانت تمس قلبه بلوعه الشوق والفراق..
سبع سنوات منذ أن تسلم ذلك الجواب من حمدي حينما بلغه أن ذلك أخر ما كتبت له مرام وهو لم ينظر الا لصورتها الممزقه التي بعثت مع الجواب حيث أنه تسلم بداخل الظرف أيضا صورتهم سويا حينما كانوا بشرم الشيخ ولكن كل واحد منهم علي حده بعدما قطعتهم مرام لتخبره من خلال تلك الصوره الممزقه أيضا رساله اخري..
كان عبدالله نازعا قميصه عن جسده والذي كان زيا خاص بمساجين السچن وهو مازال يؤدي
تلك العدات من الضغط ولا يدري كم من الضغطات فعل.. فقد كان شاردا بعالم اخر خاص به وحده مع من سلبت منه فؤاده وفرت هاربه الي بلد اخري..
أخذ يبتسم في فخر وهو يتذكر حديث حمدي عنها وعن ما وصلت إليه ليعد ذلك الشئ الوحيد الذي يبرد نيران قلبه التي يجمع حطبها من سبع سنوات ليشعل بداخلها كل من تسبب له بوضعه في هذا المكان...
من اجل تلك الچريمه التي ارتكبها بملئ إرادته ولم ينكرها بعد كل المتاعب التي تسببت له..
تلك الواقعه التي قضت علي حريته وحياته..
تلك الواقعه التي تسببت في أن يبعد عن قلبه حب عمره الوحيد..
تلك الحاډثه التي جعلت من اسمه متهما واقترنت بها طوال سبع سنوات.. المتهم عبدالله أحمد الحسيني
فاق عبدالله من شروده وجلس أرضا بعدما انتهي مما كان يفعله علي صوت أحدهم وهو يفتح باب زنزانته....
عبدالله بيه...الأكل يا أبني...!
كان ذلك صوت الشاويش مجدي بعدما دلف إليه.. إبتسم عبدالله بهدوء وهو ينظر إليه مجففا عرقه انت لسه مصمم برضه تقولي عبدالله بيه..... انت شايف الوضع اللي انا فيه حاليا يسمحلك تقولي بيه يا شاويش مجدي
تقدم إليه الشاويش مجدي في ود وهو ينظر اليه وهفضل اقولك عبدالله بيه لأخر يوم في عمري... البيه بيتولد ويعيش بيه يا أبني..
أبتسم عبدالله في ود وهو يربت عليه يعيش بيه في أي مكان يا شاويش مجدي الا في السچن.. السچن مش بيعمل منك غير مسجون زيك زي اي واحد هنا..
لمعت عين الشاويش مجدي بالعبارات وهو يعترض علي كلامه اوعي تقارن نفسك يا ابني بأي حد هنا.. انت مش شبيه ليهم.. السچن مش بيدخله غير المجرمين والحراميه وقتالين القټله.. وانت مش منهم ولا عمرك هتكون منهم... انت يا أبني....
قاطعه عبدالله متهكما انت بتنفي حقيقه يا شاويش مجدي.. حقيقه مش أي حد بيشوفها.. القانون بيتعمي ومبياخدش غير بالأدله والبراهين وبس.. لكن القلوب
هي اللي بتشوف الحقيقه وللأسف مش الكل بطيبه قلبك يا شاويش مجدي
بدي الضيق واضحا علي ملامح
الشاويش مجدي وهز رأسه بنفي وإصرار وانت مش محتاج تكون في السچن عشان يعرفوا اصلك الطيب ويشوفوا صورتك الحقيقيه اللي انا شفتها.. لا السچن ولا قطبانه ولا أي مكان يقدرو يلغوا شخصيتك ولا يغيروا حقيقتك واحترامك يا إبن الناس المحترمه... انا عمري ما هنسي الجميل اللي عملته معايا ولا مع بنتي بعد ما اتكفلت بمصاريف عمليتها كلها وانقذتها وأنقذتنا معاها.. انت يا ابني جميلك فوق راسي يا أبن الأصول
أبتسم عبدالله في حنان وأمتنان وهو يربت علي يديه ربنا يعزك يا شاويش محمد أنا معملتش غير الواجب... المهم يا راجل انت.. انت هتاخدني في دوكه وتنسيني أسألك ليه انت اللي جايبلي الأكل بنفسك...!!
أجابه الشاويش مجدي في ود شديد مش حكايه اكل يا ابني.. ده انا بس حبيت أقعد معاك شويه في اخر ايامك هنا.. حبيت أشبع منك قبل ما تسيبني وتمشي..والله ما تعرف فراقك هيعز عليا قد إيه!
ضحك عبدالله وهو ينظر إليه مضيفا والله لولا أني عارف اللي في قلبك كنت قلت انك مش عايزني أخرج من هنا
كسا الحزن ملامح الشاويش مجدي واجابه مبتسما انت عارف إني عايزك تخرج عشان تجيب حقك.. عايزك ترجع من تاني واقوي من الأول.. لكن زعلان انك هتقطع بيا...
عبدالله بطيبه مين قال اني هقطع بيك يا شاويش مجدي.. انت من الناس القليله اللي كسبتهم هنا وانا مبنساش حبايبي ولا أي حد وقف
جنبي....
نظر الشاويش مجدي الي الطعام وجذبه أمام عبدالله وهو يردد طيب يلا كل بسم بالله.. انا جايبلك البيض واللبن اهوه زي عادتك.. كل واتغذي عشان لما تخرج تبقي جاهز ومستعد تقف قدام اللي ظلمك وانت احسن من الأول
ما ان هتف الصول مجدي بتلك الكلمات حتي اتت صوره سيف الشافعي امام اعين عبدالله فضغط علي اسنانه وهو يتوعد له پغضب شديد.. سبع سنوات قضاها عبدالله خلف القطبان بسببه .. لم ينسي عبدالله ذلك الذكري التي حولت حياته لچحيم ومنعته من كل ما كان ينوي علي فعله لمستقبله ومستقبل حبيبه قلبه مرام ...
قبل سبع سنوات...
كان يجلس عبدالله بغرفه التحقيقات الي ان دلف من باب الحجره سيف جلال الشافعي ..
اهلااا يا عبدالله باشا تصدق هو ده مكانك فعلا اللي يليق بيك...
انتبه له عبدالله ونظر اليه في ڠضب ودهشه سيف !! .. انت ايه اللي جابك !! دي مش قضيتك ولا ده مكانك اصلا !!
ابتسم سيف ساخرا لا ما هو انا من ساعه ما سمعت الخبر وانا مقدرتش امسك نفسي .. قلت اما اجي اشوفك بنفسي .. واه .. الظابط اللي ماسك القضيه صاحبي وحبيبي .. وسبحان الله انت معترف دا ايه الجرأه اللي انت فيها دي !! مكنتش اعرف انك شجاع كده !! ..
ابتسم عبدالله متهكما انا اعترفت لان دي الحقيقه وهخرج منها لان كنت بدافع عن نفسي وعن بنت عمي ..
وقبل ان يكمل عبدالله حديثه قاطعه سيف لا لا لا .. متحاولش تبينها دفاع عن النفس وبكده تاخد برائه لا ..
ثم مال الي اذنه مضيفا في تشفي هو انا مقلتكش... الكاميرات اللي كانت محطوطه في شقه خالد اللي انت قټلته واللي بتبين أن قټلك ليه كان دفاع عن النفس حاليا في جيبي واللي ظهر وهيظهر في النيابه والمحكمه أن البيت مكنش فيه كاميرات اصلا.. وكام شاهد بقه حلوين من عندي كده علي أهل القتيل يقولوا أن انت اللي قټلته مع سبق الاصرار والترصد.. ايوه هيبقي حكم مخفف لانه في جميع الاحوال في واحده .. لكن برضه هتاخدلك كام سنه سجن .. لأن سبحان الله القانون هنا بيقولك متاخدش حقك بدراعك وانت يا عيني خدته بدراعك وده غلط يا عبدالله....البلد فيها قانون برضه..
ثم اعتدل سيف في جلسته مره اخري وهو يضع قدما فوق الاخري لكن لو انت عايز نخليها دفاع عن النفس نخليها والتسجيلات اللي محدش عرفها غيري دي ممكن تظهر للنيابه عادي والمحكمه وتطلع براءه.. بس تنفذ المطلوب منك
كسا الڠضب ملامح عبدالله فهتف پقسوه اسمع يا سيف انت مش هتهددني انا اعترفت اني قټلته دفاع عن النفس وهاخد برائه .. البصمات بتاعت مسدسه عليه وكان ممكن ېقتلني عشان كده دافعت عن نفسي وانتقمت لرحاب .. وده اللي هيوصل للمحكمه والمحامي اللي هيتولي القضيه بتاعتي .. واموامرك اللي انت عايزني انفذها دي تبلها وتشرب مېتها
ابتسم سيف في ثقه ابقي وريني محامي مين اللي هيقف في وشي... هتدفع له جنيه هدفعله عشره .. هتدفع له مليون هدفع له اتنين .. خلاص حطيت القضيه دي في دماغي وبقت بتاعتي
اشاح عبدالله بنظره بعيدا عنه وهو يفكر في مرام فقط .. كيف ستصبح من بعده.. صمت قليلا
ثم تابع انا مش خاېف منك ولا من عشره زيك وواثق ان ربنا مش
هيخذلني
والبلد فيها قانون زي ما بتقول .. ولا هو بعد جلال بيه ما ماټ مبقاش ليك حاكم !! ..
قهقه سيف بالظبط كده انا مليش حاكم احسنت اختيار الكلام .. وعشان مرغيش معاك كتير لاني مش فاضي .. شرطي انك تطلق مرام وتجوزهالي بوكاله منك بما انك الواصي عليها وتديها كل املاكها وفلوسها وتحول وصايتها ليا انا .. واوعدك اني اخرجك بالبراءه .. لو رفضت يبقي قول علي نفسك يا رحمن يا رحيم هنا في السچن لاني برضه مش هرحمك ..
تحول وجه عبدالله الي السواد من شده الڠضب وهو يهتف دا يبقي اخر يوم في عمرك يا سيف لو قربت لشعره واحده من مرام .. حتي لو هقضي عمري كله في السچن هنا
نهض سيف وهو يتجه الي باب الخروج لا اوعدك مش هتلحق تكمل عمرك هنا .. معاك لحد بكره قبل ما تتعرض علي النيابه .. فكر وقولي
خرج سيف وترك عبدالله يكاد ينفجر من شده الڠضب ويلعن اللحظه التي دخل بها سيف الي حياته وحياه صغيرته ...
حرص علي ان يعرف اخبارها من حمدي واوصاه بزيارتها دائما عند السيده اولفت .. حين اخبرته مرام بامر المنحنه والدراسه بالخارج وذلك ما اخبرتها به اولفت وطلبت منها التفكير جيدا ولكن مرام كانت تنتظر عبدالله ومعتقده انه سيأتي اليها ..
بعد ان نفذ سيف تهديده فعلا وحذف كل الادله علي براءه عبدالله ورفض كل المحامين التمسك بقضيته حيث لم يكن هناك شاهدا اخر غير عبدالله في تلك القضيه .. علم جيدا ان مصيره السچن بسبع سنوات .. سبع سنوات سيقضيها ظلما وتوعدا لمن تسبب له بها .. فكر جيدا وقام بأرسال رسالته الاخيره الي مرام من خلال حمدي كي تحثها علي الرحيل والذهاب للخارج بعيدا عن اعين سيف المتجبر حتي وان ابعدتها عنها وظنت انه تخلي عنها .. كتب لها رسالته بقلب يكاد ان ېتمزق وهو يخيل له وجه حبييته وصغيرته حين تقرأها ... ولكن حمايتها هي مهمته دائما مهما كان عواقبها .. واوكل حمدي ان يظل بجوارها دائما ويتابع اخبارها ويقوم بزيارتها وان امكن العمل معها فليعمل ايضا .. كي يطمئنه عليها ويريح قلبه وطلب منه ان يخبرها ان ذلك لن يعرف به عبدالله وايضا ان لا يخبرها بأي شئ حول سجنه وان يخبرها فقط ان عبدالله ترك البلاد بأكملها وهاجر بعيدا دون ان يخبر احدا ...
بالفعل نفذ حمدي كلام اخيه وظل مرافقا لمرام طوال تلك السنوات ويبث اخبارها ونجاحها الي عبدالله كي يطمئن قلبه في سريه تامه .. وكانت تلك الاخبار بنجاحها وعلو شأنها هي ما كانت تجعل قلبه يتراقص فرحا حتي وان كان سجينا ..
كان حمدي يزوره كل شهر بعد ان يجمع اخبار عن مرام كافيه لكي يقصها عليه دون علم مرام او احد ممن معها...
لذلك كان حمدي هو الوحيد الذي سمح له عبدالله بأن يقوم بزيارته فقط ليستمع الي مرام وأخبارها..
افاق عبدالله من شروده وذكرياته علي صوت الشاويش مجدي رحت فين يا عبدالله يا ابني !!
اجابه عبدالله في حزن معاك يا شاويش مجدي.. متخافش مش هرحم اي حد كام السبب في اني اكون هنا
ربت الشاويش مجدي علي كتفه وهو يقول ربنا يعينك ويقويك يا ابني .. هانك كلها كام يوم وتخرج من هنا
شرع عبدالله في تناول طعامه وبجواره اللشاويش مجدي وهم يتبادلون أطراف الحديث الودي
الذي ظل قائما بينهم لبعض الوقت إلي أن انتهي عبدالله وقبل أن يخرج الشاويش مجدي الي الخارج تقدم اليهم فردا أخر من العساكر وهو يخبر عبدالله بأن هناك أحدا قادما لزيارته..
تبادل الشاويش مجدي وعبدالله بعض نظرات الحيره الشديده فهذا لم يكن ميعاد حمدي كي يزوره ولم يستقبل عبدالله أو يتقدم أحدا لزيارته سوي حمدي فقط...
تلاقي حمدي اخوك جاي يزورك زي عوايده.. مع أنه جاي في نص الشهر المفروض لسه بدري علي ما ييجي..
قالها الشاويش مجدي وهز عبدالله رأسه في شرود تأكيدا علي كلامه وخفق قلبه بدقات غريبه بعدما علم بقدوم حمدي لزيارته مبكرا..
شعر بأن هناك شيئا جديدا سيقصه عليه بشأنها..
أغمض عينيه في تمني وازدادت ضربات قلبه العاشق وهو يشعر بأنه يشم رائحتها وسيلتقي بها قريبا..
المملكه العربيه المغربيه..
مرام زكريا نادر الفداء
أول طبيبه لجراحه القلب عربيه الأصل مصريه المنشأ تتقدم الي تلك المكانة العالميه في مقتبل العمر.. بدأت دراستها بألمانيا منذ سبع سنوات فقط كدراسه خاصه الي الأن.. تحدت نفسها وتفوقت عليها من خلال دراستها المكثفه والتي تستغرق لأطباء أخري سنوات من الأبحاث كي يصلوا إلى ما وصلت إليه.. تخصصت في جراحه القلب في وقت قصير جدا حيث منحتها الدوله لألمانيه تلك المنحه الخاصه وذلك لتفوقها وذكائها النادر من نوعه الذي تبحث عنه كل دوله ليصبح
رمزا يشرفها وتفتخر به.. وكتب عنها بخط عريض.. نافست وتفوقت تلك الطبيبه علي
أطباء عالميه يهتز لها الشموخ في هذا العمر فماذا لو تقدمت قليلا كيف ستصبح
يحكي عنها أيضا بإنها لم تصل الي تلك المكانة او تستقر علي دراسه جراحه القلب بمحض الصدفه فهي إبنه الطبيبه المصريه المشهوره فيروزه سليمان وكذلك والدها البطل الشهيد زكريا الفداء بطل قومي شجاع يتذكره أهل بلده بالقوه والرساله دائما..
عملت الدكتوره مرام الفداء لمده سنه كطبيبه ودكتوره جامعيه تدرس لأناس يكبرونها عمرا في مجال المهنه بجانب تكمله دراستها وابحاثها وأجرت جراحات يعجز عنها اطباء لهم هيبه ومكانه..
وحصلت المراكز الطبيه العالميه التي أنشأت تحت اسمها لجراحه القلب علي المركز الأول عالميا منذ نشأتها ولقبت مرام بطبيبه القلوب وذلك لأن تلك المراكز كانت تدعم الفقراء ومعډومي الدخل وكذلك حققت نجاح تلك المراكز منذ اليوم الأول أنشأتها كما صرحت أيضا الدكتوره مرام بأن حبها للخير وللفقراء لم يقتصر علي صرح طبي واحد فقط بل ستستمر دائما في العمل علي ذلك المنهج لتصبح مراكزها بمعظم البلدان واولهم البلدان العربيه...
تم تكريم الدكتوره مرام من قبل المؤسسه العالميه للعلوم الطبيه وتتويجها بلقب طبيبه القلوب وتم إذاعه هذا التتويج بعد حصولها علي اللقب علي الصفحه الرئيسيه المؤسسه العربيه المغربيه بعد افتتاحها للصرح الطبي بالمغرب وذلك بحضور ملك المملكه المغربيه والرئيس العام لجامعه الدول العربيه ونخبه من اشهر الأطباء العالميه..
وصرحت المنظمه الطبيه أيضا بأن اختيارهم للدكتوره مرام الفداء في هذا المكان العريق تشريفا لها ولما حققته وبذلته من جهود وأبحاث مكثفه متواصله من أجل أعلاء شأن الطب والأطباء في العالم بشكل عام والوطن العربي بشكل خاص..
كانت مرام بنجاحها وانجازها المبكر اسطوره وقدوه ورمزا مشرفا ونموذجا يحتذي به.. أصبحت حلما لكل فتاه ترغب بدراسه الطب أو القلب بشكل خاص..
اصبحت فخرا لنفسها ولأهلها ولوطنها ولكل مكان تتواجد به...
وضعت ايمان المجله من يديها بعدما قرأت ذلك الجزء من المقال الذي عرض ملخص حياه الدكتوره مرام في احدي الصحف المغربيه في حماس شديد وهي تجلس داخل جناح خاص بأحد الفنادق السياحيه
الفاخره في المغرب مع صديقتها داليدا التي كانت تستمع اليها ايضا في حماس وسعاده بالغه ..
ايمان قطب شابه مصريه تصغر مرام بعام واحد متوسطه الطول رفيعه الجسد ذات بشره بيضاء وعيون بلون الزيتون واكثر ما يميزها ويجعلها فريده من نوعها ذلك الخمار التي ترتديه علي ملابس من اشهر الماركات العالميه للمحجبات .. اتمت دراستها للغه الانجليزيه والفرنسيه وتعرفت علي مرام منذ خمس سنوات في المانيا فبعد انتهاء دراستها اتخذتها مرام كصديقه ورفيقه درب تعويضا عمن فقدتهم في مصر مخلصه وطيبه القلب ولكنها عنيده ولا تنجذب الي رجال الغرب المنحلين ..
داليدا مينا .. شابه أردنيه في نفس عمر ايمان بيضاء البشره ذات عيون بنيه وشعر كيرلي طيبه الملامح وخفيفه الظل تعرفت علي مرام في الأردن حيث موطنها ولعل أكثر ما يظهر شخصيتها هو حبها لأصدقائها وتعاونها معهم..
انا بجد مش مصدقه يا داليدا.. حاسه اني بقرأ وانا مبهوره وكأن دي مش مرام صاحبتنا..
قالتها ايمان بعدما اغلقت المجله من يديها في وعلقت داليدا علي كلامها انا كمان يا ميمو مش مصدقه والحمدلله أن الكلام اللي انكتب ده اتوصل بطريقه تليق بيها وبنجاحها.. تتويجها بطبيبه القلوب وافتتاح الصرح الطبي هنا في المغرب من أهم الإنجازات اللي حصلت في حياه مرام العمليه.. ولسه مع كل افتتاح صرح جديد ليها هتكبر اكتر
طالعت ايمان المجله مره أخري وقرأت بحماس وفي كمان برامج عايزه تستضيفها وتغطيه اعلاميه علي صرح المانيا وبيروت والزرقاء والمغرب.. وعايزين كل حاجه تبقي لايف
نظرت ايمان لداليدا ثم رددت في فخر انا فرحانه قوي عشانها يا داليدا .. هي تحدت نفسها وتفوقت عليها ووصلت لمكانه مستحيل حد يوصلها بسهوله
ابتسمت داليدا في ود هي فعلا تستاهل كل اللي وصلتله
ثم اشارت اليها في جديه خدي بالك أن بعد حصولها علي اللقب امبارح هيخلي مسؤلياتها اكبر واسمها هيكبر اكتر واكتر وعشان كده لازم تكوني معاها وتقومي بدورك لأن الصرح الطبي الجديد واللي بعده هيبقي معظمه في البلاد العربيه.. وتحديدا موطنها الأم.... مصر...
قالت ايمان في حيره اعتقد انك عارفه كويس ردها علي موضوع السفر لمصر يا داليدا
اومأت داليدا رأسها ايجابيا المشكله اني عارفه كويس ده لكن مش مدركه السبب.. مش عارفه ليه رافضه
ابتسمت ايمان ابتسامه باهته وهي تتذكر شيئا ما لكن أنا مدركه ليه.....
نظرت اليها داليدا في لوم طب ما تفهميني انا كمان يا ميمو!!
حاولت ايمان تغيير الموضوع مش لسه هحكيلك يا داليدا مفيش وقت دلوقت.. عايزين نجهز لزيارتها للمستشفيات بالليل اللي في الصرح و ...
وقطع كلامهم عندما فتح باب الجناح ودخلت مرام عليهم..
وبظهورها كأن شمس اشرقت..
بجمالها الطاغي وحضورها المبهج..
هتفت مرام في مزاح مشوفتش في بجاحتكم أقسم بالله... إنتي يا هانم انتي وهي مش كل واحده
فيكم ليها اوضتها.. ايه اللي جابكم عندي
ضحكت داليدا وخلفتها ايمان معقبه قلبك
ابيض يا جميل.. وبعدين احنا زي اصحابك برضه يعني نعمل اللي احنا عايزينه ولا إيه يا دكتوره
ذهبت كي تجلس معهم قائله والله وايه كمان!!
ناولتها داليدا احدي المجلات وهي تقول مداعبه شوفي كده يا ست الدكتوره الكلام القمر ده...!!
قالت مرام في سعاده شوفتها كلها يا داليدا وانا راجعه من الجامعه وحقيقي كنت مبهوره وفرحت جدا..
قالت داليدا في اعجاب انا مش مصدقه اني قاعده حاليا مع دكتوره الكل بيتمني يتكلم معاها ويعرفها.. احنا فخورين بيكي اوي يا مرام
نظرت اليهم في امتنان وحب وانا اللي
فخوره ومبسوطه اني اتعرفت علي صحاب زيكم.. انتوا اللي معرفتكم كنز بالنسبه لي مش انا والله..
هتفت داليدا في لهفه بقولك يا مرموره بما انك لسه حاليا قائله قصيده مدح في صحباتك.. ما تاخديلك اجازه اسبوع كمان نستجم كلنا في المغرب هنا ونشتري شويه حاجات و.........
قالت مرام معترضه بسرعه لا لا يا داليدا كان علي عيني والله لان المغرب من اجمل البلاد فعلا لكن كفايه اسبوع واحد .. النهارده همر علي المستشفيات اللي في الصرح والحالات اللي فيها صعبه وبكره الصبح نرجع علي الأردن .. في حد معين منتظرني في الزرقاء
نظرت اليها داليدا في حيره حد حد مين يا مرام
قالت مبتسمه حد خاطف قلبي ومش قادره ابعد عنه اكتر من كده.... ولازم ارجع عشانه
ادهم!!!! .. انت اللي جاي تزورني
قالها عبدالله بعد ما رأي صاحب الزياره والذي كان ادهم وليس حمدي.. حيث لم يراه هو أيضا منذ ان تم سجنه .. منذ سبع سنوات....!!!
الفصل الثاني
الجزء الثاني
حلقه 2
فسلاما علي من اردنا ان نبقي بقربهم يوما فرفضوا فلو رأونا اليوم لكرهوا انفسهم...
استقلت مرام الطائره المغادره لبلاد المغرب بصحبه ايمان قطب و داليدا مينا بعد ما اتمت علي كل الحالات الحرجه التي تحتاج الي تشخيصها شخصيا في اشهر مستشفيات وكذلك الصرح الطبي الخاص بها لتصل الي بلدها الثانيه الأردن لتجد كثير من الفخورين بها من طلاب الجامعات الطبيه وايضا الذين يريدون وسطه منها لكي يتم علاجهم في مجمع المستشفيات العالميه الخاصه بها فشخصيه مثلها لا يرد لها طلب او التماس .. وبالفعل كانت سعيده جدا بما يحدث معها وحصل الفقراء منها علي تصريحات للعلاج مما اسعدهم كثيرا واخذو يقدمون لها الورود والازهار المتنوعه وحدث ذلك تحت من الصحفيين والاعلاميين الذين كانوا بانتظارها وتم اعلان ذلك في الصحف والمجلات...
وبعد مرور ساعه وصلت الي قصر كبيير جدا يشبه قصور العصور الوسطي في متانتها وعراقتها .. دلفت داخل ذلك القصر وما ان رأتها تلك الاطفال حتي اسرعو اليها في لهفه وشوق وبصوت موحد مامي .. مامي .. وحشتينا قوي قوي
اسرعت ايضا مرام اليهم في شوق وحنو وانتو وحشتوني قوي يا حبايب مامي .. اوعو تكونو تعبتو طنط اولفت في غيابي
بادر دومي الحديث والذي يمتلك من العمر ست سنوات في براءه والله لا يا ماما احنا كنا هادين وبنسمع الكلام زي ما قلتيلنا
لتكمل تمارا التي تصغره بعام واحد مؤكده علي حديثه والله يا مامي مش عملنا حاجه وكنا مؤدبين
قبلتهم مرام بشوق ولهفه واخذت
تركتهم مرات لترحب بأولفت في شوق ايضا وحشتيني قوي يا طنط عامله ايه !
ردت الفت عليها ايضا الحمدلله يا قلب طنط .. الف مبروك يا مرام علي النجاج الرهيب ده مبروك يا ملكه قلوبنا كلنا...
اجابتها مرام ممتنه انا مكنتش هوصل لأي حاجه من اللي انا فيه ده لولاكم جنبي وكنتو بتدعموني ومسبتونيش ولا لحظه .. بجد شكرا لأنكم وقفتو جنبي
اجابتها اولفت انتي ازاي تقولي كده يا مرام ده انتي زي بنتي بالظبط
اسرعت اولفت لا استني احنا لازم نتغدي سوا النهارده .. في حد مهم جاي وحابب يشوفك .. مش حرام اللي بتعمليه فيه ده.. ده حتي قالي انه عايزك في موضوع مهم !
تذكرت مرام امر ذلك الشخص فعبس وجهها وقالت بود مصطنع طيب يا طنط متقلقيش .. انا هستني هنا لحد بعد الغدا واقابله
ابتسمت اولفت قائله منحرمش منك يارب يا رمرومه .. اروح انا بقه اشوف الغدا بنفسي
تركتها وذهبت تلعب مع الاولاد ولكن يذهب تفكيرها الي ذلك الشخص الذي لم تحبب وجوده علي الاطلاق ولكنها مجبره علي وجوده بحياتها فهو الممول الاساسي لكل ما وصلت اليه ..
وعلي الجانب الاخر كانت تجلس داليدا بصحبه ايمان يشاهدون الموقف فبادرت داليدا الحديث حتي اليوم اللي مرام هترتاح فيه برضه هتقضيه مع الاولاد .. اومال لو كانوا ولادها كانت عملت ايه !!
ابتسمت ايمان في ود هو انتي تايهه عن مرام وطيبه قلبها يا داليدا .. !! .. سيبك من الولاد وشوفي وشها اتقلب ازاي لما عرفت انه
جاي
وضعت داليدا يدها علي فمها كي تمنع نفسها من الضحك هو الراجل ده مبيزهقش ! معندوش ډم خالص ! كل مره يترفض
وبرضه لسه مصمم !
ضحكت ايمان ايضا علي وضعه وهي مرام اي
حد ولا ايه ! .. دا زي ما يكون بيقول اهي فرصه ومش هضيعها وماسكها من ايدها اللي بتوجعها بسبب الشغل
رددت داليدا وهي تنظر الي مرام مرام اللي اختارت وهي المسؤوله عن اختيارها في شغلها معاه .. بس برضه مش فاهمه هي لي مرام رافضه الجواز منه وكل شويه تعلقه كده !
انتبهت ايمان الي امر هام فقررت عدم الحديث والله دي حياتها وهي حره محدش عارف هي بتفكر في اي !
لكزتها داليدا قائله عليا انا برضه !!.. والله حاسه انك عارفه حاجه ومخبيه عليا !!
اجابتها ايمان متصنعه عدم الفهم لا طبعا هخبي ايه ! .. قومي قومي نشوف مرام ونهون عليها من اللي جاي ده
يااااه ادهم باشا .. عاش من شافك والله... وده إيه اللي فكرك بيا
هتف بها عبدالله ساخرا لائما حينما رأي ادهم الماثل امامه نظر اليه ادهم في اشفاق وخزي بالله عليك يا عبدالله لا وقت عتاب.. ولا وقت نشوف مين الغلطان ومين اللي علي حق
ضړب عبدالله بيديه علي المكتب امام ادهم قائلا في ڠضب اومال وقته امته !! جايلي ليه دلوقت !! .. جاي بعد سبع سنين تفتكرني !! .. انت كنت تقدر توقف سيف عند حده وكنت تقدر برضه تطلع برائتي.... معاك حق ما انت برضه اكيد مش جايلي عشان نتعاتب واكيد جايلي لسبب.. سامعك..
هتف ادهم في حنق معاك حق يا عبدالله بس والله العظيم ما هسيب حقك يضيع .. وفي كلام كتير انت متعرفوش ولما تعرفه هتتأكد اني متخلتش عنك برضه
ابتسم عبدالله ساخرا لا بلاش تفتح في القديم والنبي وسيبك منك... حقي انا هعرف اخده كويس هانت كلها اسبوع واخرج لكل حد اذاني ..
ثم نظر اليه في ثقه وأضاف ومتحاولش تقنعني انك بعد 7 سنين جاي تزورني او تواسيني .. اي اللي جابك يا ادهم !!
لا يدري ادهم بم يجيبه وكيف سيعلن له الامر فاخذ ينظر له في حيره الي ان حسم امره واخرج هاتفه وهو يردد في تردد عبدالله .. انا عارف ان الصدمه هتكون كبيره عليك لكن مهما حصل ارجوك توعدني انك بعد ما تشوف اللي هوريهولك ده تسمعني للأخر .. انا محتاجلك يا عبدالله مفيش حد هيقدر يعمل كده غيرك
استشعر عبدالله الجديه من حديثه هتوريني ايه !! .. ومحتاجني ليه !!
ناول ادهم هاتفه بقلب مرتجف الي عبدالله والذي كان يحتوي علي بعض الصور لأخيه حمدي وهو چثه هامده واثار الټعذيب كست وجهه بأكمله.... تناول عبدالله منه الهاتف وما أن نظر إليه وأخذ يطالع تلك الصور حتي انقبض قلبه فجأه ولمعت عينيه پألم شديد وهو غير مصدق ما يراه...خرج صوته متحشرجا مخټنقا ده...!! ده حمدي صح!!!.. ده حمدي أخويا
قال ادهم في اشفاق وحزن وهو ده اللي انا جايلك عشانه يا عبدالله
نكس عبدالله رأسه أرضا في صډمه شديده وخانته بعض العبرات علي الرغم منه وهو يتذكر أخيه ومازال غير مستوعب لما حدث له... كيف ولماذاا..
امضي بعض الوقت علي تلك الحاله وادهم بجواره لا يفعل شيئا فقط ينظر إليه بحزن شديد..
أطل الڠضب من عيني عبدالله وعاد مره أخري ينظر إلي الهاتف
بتفحص شديد إلي كافه الصور.. ثم عاد ينظر لأدهم مين اللي عمل في أخويا كده ولييه انت بالذات اللي جاي تقولي الخبر ده ايه علاقه اخويا بشغلك يا ادهم
كان ادهم في حاله من التردد الشديد وهو يري تلك النيران التي تخرج من عينيه.. فصړخ به عبدالله في ڠضب ما تنطق يا أدهم.. ايه اللي عمل في حمدي كده
ربت ادهم علي يد عبدالله الذي كان يشتغل من الداخل اهدي يا عبدالله وانا هفهمك كل حاجه وهقولك انا محتاجك ليه !!
سيدي .. تمت المهمه!!
اجل سيدي .. نحن مستعدون...
بعد نصف ساعه وصل كل من ناجي الكافوري ورجاله الي ذلك القصر الكبير العتيق .. ما ان دلف بداخله حتي اتجهت اليه اولفت في سعاده وترحيب فهو اخيها الاصغر من والدتها اهلا بيك يا ناجي اتفضل
سلم ناجي عليها ولكن عينيه كانت تبحلق في مكان اخر بنشوه اهلا بيكي يا اولفت
ثم اتجه الي مرام والتي لم تشعر بخير في وجوده نهائيا فحاولت بقدر المستطاع ان تبدو لطيفه اتجه اليها نورتي بلدك تاني يا دكتوره .. الف مبروك علي نجاحك العظيم ده
ابتسمت مرام مجامله الله يبارك فيك يا ناجي ..
نظر اليها نظرات متفحصه والي خصله الشعر البنيه تلك التي تمردت عن حجابها فزاد توترها وقامت بهندمته مره اخري وحاولت الاستئذان معلش يا ناجي انا هروح اشوف الاولاد
جذبها ناجي من يديها في نشوه وحب مطصنع اي يا مرام ! بتهربي مني ليه ! .. لسه لحد دلوقت مش راضيه تديني رد في الموضوع اللي كلمتك فيه !
بلعت مرام ريقها في توتر بالغ
وسحبت يدها في لطف معلش يا ناجي انا لسه محتاجه
وقت .. مش مستعده دلوقت لأي حاجه
حاول ناجي الاقتراب منها وبلهجه اشبه بالفحيح اعرفك بقالي خمس سنين يا مرام ولسه لحد دلوقت بتفكري كل مره تتحججي بحاجه .. دلوقت اي هي حجتك ! هتعترضي علي اي !! هتوصلي لفين اكتر من كده !!.. عملتلك كل اللي بتتمنيه وبرضه لسه مش موافقه
شعرت مرام بالعجز ولكنها مستحيل ان تسلم له لا تدري الي متي تنتظر ولكنها تؤمن ان حتما سيأتي الوقت القريب كي تتخلص منه فرددت معلش يا ناجي اديني بس كمان شويه وقت متضغطش عليا
زفر ناجي في خيبه امل مره اخري مضيفا في حب مصطنع تحت احمرك يا ملكتي انا .. خدي الوقت اللي يريحك وانا جاهز
ذهبت باتجاههم أولفت وكانت بمثابه المنقذ لمرام من حصاره لها يلا الغدا جاهز .. هتفضلوا واقفين كده كتير
بعد تناول وجبه الغداء نهضت مرام بصحبه صديقاتها فهم ايضا لم يشعرو بالراحه في ذلك القصر وايضا علي اتم الاستعداد علي وصول اشاره من مرام للمغادره .. ولكن ناجي فهم ما تود فعله فأسرع اليها ووجه حديثه اليهم قبل الذهاب دكتوره مرام
توقفت مرام في موضعها وزفرت في ضيق
والتفتت اليه هي وصديقاتها افندم يا ناجي
ذهب باتجاها وتحدث في ثقه مقلتليش قرارك في موضوع مصر
تحدثت مرام بعصبيه انا قراري في موضوع مصر قلته من زمان .. انا خلاص هستقر هنا
حاول ناجي كتم غضبه والسيطره علي اعصابه في نبره خادعه فكري يا مرام .. لان كل حاجه تقريبا جهزت ومصر مستنياكي .. دي مهما كان بلدك ومحتاجينك .. معقوله تحققي نجاحك في بلاد تانيه وترفضي بلدك .. ثم ان انا خلاص مضيت العقد وبلغت الجميع انك هتوصلي عن قريب والبرنامج بس مستني وصولك وهيبدوا فيه
هنا انتفضت مرام ثائره بوجهه انت ازاي تعمل حاجه زي دي من غير رأيي .. انا بلغتك من زمان اني موافقه لكن كل حاجه هتبقي عن طريق الانترنت ومفيش سفر فعلي ولا عقود
ردد ناجي في نبره حنونه كاذبه اهدي يا مرام .. انا بس فكرت رفضك للسفر ده رفض مؤقت مش اكتر وهتوافقي بعدين
ازدادت حده مرام لا انتم اكيد بتهزرو .. اكيد .. عن اذنك
ثم سحبت الاولاد بيديها وخرجت من القصر متجهه الي ڤيلتها وذهب خلفها صديقاتها تاركه ناجي يكاد يشتاط من غضبه ..
وجد زجاجه مياه من بلورات الثلج فقام بتحطيمها الي قطع صغيره جدا من هول عصبيته المفرطه والحاله التي تركته بها مرام وهو يهتف لااااا هفضل صابر عليكي لحد امته !!
تقدمت اليه اخته اولفت في خوف وړعب وهي تحاول تهدئته اهدي يا ناجي .. وانا هلاقيلك حل
الټفت اليها ناجي بنفس الحده وصړخ انتي بالذات تخرسي .. حسابك معايا بعدين .. كل شويه تقوليلي اصبر انا هقنعها .. اصبر انا هلين دماغها وانتي ولا بتعملي اي حاجه وارجع الاقي كل مره دماغها انشف من اللي قبلها
رددت اولفت في هدوء وخوف والله انا بعمل اللي عليا وبحاول علي قد ما اقدر اقنعها لكن ...
هتف ناجي في عصبيه لكن ايه ! .. عماله تدلع وشويه بفكر وشويه مش عارف ايه !! .. انتي اللي جبتيها وانتي اللي بلغتيني ان دي هتبقي الحل للي احنا محتاجينه .. مش بعد ما كبرتها وصرفت عليها تيجي وتقولي لا .. قدامك يومين يا اولفت .. يومين بس وتيجي تقوليلي انها علي الاقل موافقه علي موضوع مصر.. فاهمه !!
انتفضت اولفت مردده فاهمه .. حاضر
ثم استدار بجسده الي موضع ذهاب مرام بسيارتها وتمتم في توعد وانا اللي هخلص عليها بأيدي بعد ما تنفذ لنا المطلوب.. عشان اوريها حجمها واعرفها ازاي تتنطط عليا
ذهبت داليدا الي منزلها وتركت مرام بصحبه ايمان حيث لم تود ايمان الذهاب الا بعد ان تطمئن عليها فهي اقربهم لقلبها وتعرفها جيدا .. دلفت مرام داخل فيلتها الصغيره والتي اشتراها لها ناجي الكافوري ومعها الاولاد ما ان راتهم الخادمه ميان حتي اسرعت اليهم مساء الخير يا دكتوره .. تحبي انيم الاولاد في اوضتهم !
التفتت اليها مرام قائله لا معلش هما هينامو النهارده معايا في اوضتي .. طلعيهم هناك لو سمحتي يا ميان
ميان بإبتسامه تحت امرك
جلست مرام علي احد مقاعد الردهه الخاصه بالفيلا وتبعتها ايمان سائله مالك يا مرام ! .. هو انتي يعني مش عارفه ناجي !!
ترقرقت دمعه في اعين مرام لا عارفاه وعماله استحمل .. بس مش عارفه هقدر اقاوم لحد امته !!.. حاسه ان طاقتي قربت تنفذ !
حمحمت ايمان قائله هو انتي
يعني اللي مضايقك في موضوع السفر هو .. اقصد يعني انتي لسه من جواكي ...
قطعتها مرام في ضيق نافيه انا فاضيه من جوه ومن بره .. مبقاش في حاجه تشدني .. يمكن الحاجه الوحيده اللي كنت بتمناها في حياتي
هو .. وهو عمل ايه !! .. دمرلي
حياتي
سألت ايمان مره أخري في حيره انتي متأكده !! ..
ايوه متأكده .. ودلوقت هطلع انام عشان مصدعه وعندي شغل بكره
امم بتطرديني بالذوق يعني .. تمام انا كمان همشي عشان تعبانه
اسرعت مرام انتي عارفه انه مش كده وانا ياما اتحايلت عليكي انك تفضلي معايا هنا بدل ما تكوني هناك لوحدك
اخفضت رأسها في الارض شذرا واجابتها انتي عارفه يا مرام موقفي من الموضوع ده .. يلا تصبحي علي خير
ابتسمت مرام وانتي من اهله
وبعضا منها في باريس ولندن ولكنها كانت تريد ان تتخذ من المانيا موطنا لها .. اخبرتها اولفت وبالتأكيد بعد اخذ الاوامر من ناجي ان تنتقل الي الأردن لتشتهر في الوطن العربي واخذت تقنعها ان ذلك الافضل لها كي تظل بجوارهم وايضا ان الناس هناك في غايه الطيبه والود ويشبهون المصريين كثيرا ولن تشعر بالغربه بينهم وظلت تحاول تقنعها حتي بالفعل تركت المانيا وسافرت معهم واصبحت شبه مستقره في بلدها الثانيه الأردن.. وها هم يريدون منها الذهاب مره اخري الي مصر .. كيف يتجرئون الي فعل ذلك ! .. علي الرغم من رفضها القاطع الذهاب اليها الي ان الشوق الي بلدها مصر كان يتغلب عليها وكان يدمي قلبها ..
ومع تذكرها لوطنها الأم مصر.. تذكرت ذكرياتها فيه..
اول ما جال بخلدها هو ذلك الشخص الذي كان السبب في هروبها منه بعدما تخلي عنها.. فلم يكن منها بد سوي أن تترك تلك البلاد باكملها وكل ما يذكرها به..
رحلت وتركت له الوطن بكل ما فيه من ذكريات جمعت بينهما... القاسيه.. والجميله
تمتمت في بكاء عايزينني ارجع تاني ازاي ! .. مش هقدر ..
دلوقت عايز تروح فين يا عبدالله !
قالها ادهم وهو يقود السياره بعد ان اتم اجراءات خروجه من السچن فقطعه من شروده وقال في برود وديني عند بيت الحسيني .. في حاجات لازم اخدها من هناك وبعدين هترجعني علي فيلتي القديمه
تسائل ادهم في شك انت لسه برضه مصمم علي اللي في دماغك !
اجابه عبدالله بنفس اللكنه انت طلبت مني حاجه وانا هنفذها لان ده طريقك وانا وانت في الاخر هنستفاد منه زي ما بتقول .. لكن انا كمان ليا طريقي ومتحاولش تمنعني اني امشي فيه
تمتم ادهم في نفسه انا عارف مين اللي هيرجعك عن اللي في بالك يا عبدالله وبرضه هيمشيك في الطريق اللي ان عاوز تمشيه بس من غير ما تاخد بالك
اخذ عبدالله يتذكر ما قاله له ادهم بعد اخباره بمۏت اخيه انه يريده في امر مهم قبل اسبوع .. هتف
ادهم . كنت عارف من زمان انك نفسك تفتح شركه امن يا عبدالله .. وده اللي انا بطلبه منك دلوقت
اجابه وقلبه يعتصر وهو يطوي الصوره بيديه شركه ايه في الظروف دي يا ادهم !!.. ومين الشخصيه اللي هتقبل ان واحد رد سجون زيي يأمنها
اسرع ادهم نافيا صدقني .. عشان مۏت حمدي لازم تعمل كده .. امشي معايا في طريقي عشان نوصلهم .. والشخصيه اللي هتأمنها هي اللي محتاجاك انت تحديدا
ضاقت عينا عبدالله وهو ينظر له في شك قصدك ايه !! .. اي علاقه ده بمۏت حمدي ومين الشخصيه دي !!
اجابه ادهم ممهلا ممكن تهدي وهفهمك كل حاجه بس في الوقت المناسب .. الشركه انا بالفعل جهزتها وكل حاجه مستنيه بس وصولك .. حتي الشخصيه اللي هتتأمن كلها أسبوع بالكتير قوي وهتكون موجوده في مصر دا اذا موصلتش قبلها
زفر عبدالله في ضيق انت ليه بتكلمني باﻷلغاز .. يا تكون صريح معايا يا اما انسي اني انفذ لك حاجه .. اما مۏت اخويا فأنا هعرف ازاي اوصل للي عملو فيه كده وادفعهم التمن غالي قوي
ربت ادهم علي ساعده مترجيا ارجوك يا عبدالله صدقني مش هتندم .. انا فعلا محتاجك عشان اوصلهم .. متعاندش عشان نعرف نرجع حق حمدي
وافق عبدالله بعد توسلاته فأجابه ببرود وثقه .. موافق اني امشي معاك في طريقك .. بس ده ميمنعش اني كمان اعمل اللي انا عايزه وامشي في الطريق اللي يريحني
ابتسم ادهم في انتصار قائلا براحتك طبعا اعمل اللي انت عايز .. مع اني واثق انك في الاخر هتعرف ان انا الصح وهتكمل في طريقي
افاق عبدالله من شروده مره اخري علي صوت ادهم وهو يتوقف بالسياره ويهتف .. خلاص وصلنا يا عبدالله ..
كانت تجلس مرام بصحبه اولادها في الطائره المتجهه الي مصر بعد الحاح كبير من جميع من حولها في ان ذلك خيرا لها لطبيعه عملها وتعيينها بمكانه كبيره
في الوطن العربي وان حياتها المهنيه وسمعتها تتوقف علي ذلك بالفعل فليس من الممكن ان تجوب بلاد العالم ولم تخدم بلدها وموطنها الاصل التي نشأت به .. فأخبرتها اولفت ان بقائها في مصر لن يستغرق الا سنه واحده فقط كي تممم علي المجمع
الطبي للقلب وامراضه الذي سيتم افتتحاحه بأسمها في بلدها والذي يضم الحالات الحرجه وايضا الفقراء .. فبعد ان اخبرتها ان بلدها تحتاجها هي الاخري واخذت تعرض عليها حالات لأناس فقيره مريضه ټموت من قله الاهتمام وعدم توافر مكان لعلاجها مستغله طيبه قلبها وحبها لمساعده الغير فأقتنعت بالسفر الي مصر .. بعد سبع سنوات .. سبع سنوات بعدتها عن موطنها واصلها .. تغللت غصه عميقه داخل قلبها حين تذكرت تلك السيده التي تدعي هدي الزين واخر لقاء جمعهم والذي كان بدايه الهجر واول اسباب انفصالها عن من أسر فؤادها...
تسللت دمعه رقيقه من مقلتيها وهي تتذكر تلك الايام وتتمني ان لا تستعيد اي منها مره اخري ....
علي الجانب الاخر كان يقف عبدالله علي مشرفه منزلهم .. منزل العائله الكبيره عائله الحسيني .. اخذ يتطلع حوله ويتأمل المكان .. لم يتغير كثيرا عن قبل بأستثناء بعض النباتات التي نمت في مقدمه المنزل الواسعه ...
عبدالله .. خد تعالي هنا مش كل مره هتعذبني عشان تاكل!!
ليجيبها الطفل في مرح يا ماما مش عايز اكل تاني شبعت انا عايز العب
نظر عبدالله خلفه ليجد طفل صغير يخرج من ذلك القصر وبيده كره ووالدته تجري خلفه بالطعام فظل واقفا مكانه عندما تعرف علي هويتها .. اخته رشا صغيرته التي طالما احبها ودللها وكان بمثابه الاب لها .. تزوجت وانجبت .. يبدو ان الكثير قد تغير خلال تلك السبع سنوات .. عندما كان حمدي يزوره لم يقص عليه اخبار اهله فقط يخبره انهم بخير .. حيث اخبره ان والدته منعتهم جميعا من زيارته وكأنه لم يكن من بينهم يوما وكأنه لم يكن طفلها المدلل وفلذه كبدها .. ظنت انه كان سببا رئيسيا في مقټل رحاب ولم تسامحه ابدا .. ولا يعرف احد حقيقه الامر غير حمدي ..
طلب حمدي منه كثيرا ان يخبرهم بهويه رحاب والذي كانت تحمله في احشائها ولكن عبدالله رفض بشده كي لا يشوه سمعه ابنة عمه كي يتذكرها الجميع بالدعاء لها وليس عليها اما هو فبكل الاحوال تم نطق الحكم عليه بسبع سنوات ولا مفر في ذلك ..
عبدالله !!!!!!
قائله انت اللي وحشتني قوي يا عبدالله .. خرجت امته وليه مقلتلناش انك خارج !!
انزلها عبدالله من بين يديه وهو يردد في سخريه وكان هيفرق معاكي يعني !! .. كنتي هتيجي مثلا تقابليني لما اخرج !!
systemcodeadautoads امك منعتني عنك وعن البيت كله لو كنت عملت كده وده بأيدها وتقدر تعمله .. لكن انا برضه عملت اللي بأيدي اعمله وسميت ابني علي اسمك يا حبيبي ڠصب عنها وعشان تفضل جنبي دايما
ثم اشارت الي طفل صغير يراقب ذلك المشهد فنادت عليه .. عبدالله .. تعالي سلم علي خالك عبدالله يا حبيبي
اي اللي جابك علي هنا يا عبدالله !! ... مش حمدي الله يرحمه بلغك انك ملكش مكان هنا تاني .. رحاب ومكفكش !! .. فضلت مشغل اخوك ورا اللي ما تتسمي اللي اتجوزتها من ورانا لحد ما رجعلي هو كمان مېت .. جاي ليه !! .. جاي تكمل علي باقي اللي في الدار وتقتلهم !!
خرج كل من كان بالقصر خلفها يستمع لحديثها ويري عبدالله منهم من يكن له الكراهيه مثل والدته ومنهم من يشتاق له ويشعر ببرائته ..
وعلي الرغم من ان حديثها كان ېمزق قلبه فهي تظل باﻷخير والدته مهما بذر منها .. ولكن تغلب كبريائه ولم يجيب علي حديثها ووجه حديثه الي اخته قائلا في برود وكأن شيئا لم يكن وصليني علي اوضه حمدي يا رشا وتعالي معايا
نظرت رشا الي والدتها في تردد ثم قوت قلبها وبكل ثقه فيها .. هاخد اللي محتاجه ومش هتشوفو وشي تاني.... مع إنه بيتي أنا ومن فلوسي
ثم صعد الي غرفه حمدي بصحبه رشا اخته واخذ يقلب بها وكل الاوراق التي تخصه واللاب توب الخاص وايضا الكاميرا خاصته اخذ يلملم كل ما يراه مهما امامه كي يبدأ في طريقه او يجد اي خيوط توصله الي من فعل به هكذا .. جمعتهم له اخته في شنطه صغيره .. شكرها علي ذلك وودعها هي وصغيرها واعطاهم عنوانه كي تأتي هي وزوجها لزيارته حتي وان كان ذلك دون علم والدتها فأخبرته ان زوجها لا يكترث لحديث والدته وهو ايضا
يريد زيارته والتعرف عليه من جميل ما سمعه منها عنه...
ترك عبدالله قصر الحسيني وسط ذهول الجميع بمجيئه وذهابه ايضا اتي في وهله .. وذهب في وهله اخري وكأن شئيا لم يكن ..
وجد ادهم ما
زال بالخارج ينتظره فاسرع اليه يلا يا ادهم وصلني علي فيلتي في حاجات برضه محتاجها من هناك ..
تسائل ادهم في عجب يعني انت مش هتستقر هناك برضه !!
اجابه عبدالله وهو يتذكر من سلبت عقله في حزن والم عجيب تسلل داخله لأ.. ليا ذكريات هناك لو
فضلت فيها مش هقدر اكمل الطريق اللي عايز امشيه ..
قاد ادهم سيارته الي تلك الفيلا التي كانت ايضا سببا في لقاء من ملكت قلبه واخذ يتذكر ذلك اليوم الذي رأها به ولكن عندما تذكر اخر لقاء جمع بينهم يثير الڠضب بداخله وينفضها علي الفور من رأسه ..
نظر الي عبدالله في انتصار وهو يري مدي شوقه وعناده ايضا حول تلك الحوريه .. الحوريه خاصته .. فتمتم في داخله فرحا كل مره بتثبتلي اني صح يا عبدالله وان فعلا مفيش غيرها اللي هترجعك عن اللي في دماغك .. الصبر يا ابن الحسيني... الصبر
توقفت السياره امام الفيلا ليهبطو من السياره ويجدو سيده تنتظر امام البوابه الكبيره لها.. دهش كل منهم عندما راوها وما ان اغلقوا باب السياره حتي انتفضت تلك السيده من الصوت والتفتت بأتجاههم وهي تنظر اليهم...
هتف ادهم في ذهول
سممر !!!!!!..
الفصل الثالث
الجزء الثاني
حلقه
ويفرح قلبي بسماع صوتك كصوت مفاتيح تقترب من زنزانه سجين مظلوم..
هبطتت دموع مرام علي الرغم منها ودق قلبها پعنف ما أن هبطتت الطائره علي ارض مصر بلدها التي تغربت عنها سبع سنوات وها هي تعود اليها الأن بعد كل هذه السنوات من اجل نجاحها والأحتفال بها ايضا ببلدها تلقت استقبالا حافلا من المعجبين والصحفيين ودق قلبها احساس فخر من نوع خاص وهي تقف مع أطباء بلدها المعجبين بها.. احساس لا يضاهيه اي احساس اخر عاشته في بلد اخري..حيث كانت تفتخر بأنها طبيبه مصريه ناجحه علي ارض مصر بين ناسها واهلها لكن مع كل ذلك لم تكتمل سعادتها .. ذلك الالم المستمر الذي لم يتركها طوال تلك السنوات تلك الغصه المريره التي تذكرها باللحظات العصيبه التي مرت بها علي تلك الارض مازال طيف اخر رساله يمر بعقلها وكلماتها تتردد في اذنها وكأن كل حدث حدث بالامس ..
شعرت بها ايمان فحاولت فض تلك الزيجه من حولها وامرت بالانطلاق الي المسكن مباشره ...
حمدالله علي السلامه يا عبدالله!
هتفت بها سمر بعد ان رأت عبدالله ماثل امامها ولكنها لم تكن تتوقع وصول ادهم معه فأجابها عبدالله في استنكار الله يسلمك يا سمر
قالت سمر في تلعثم انا عارفه اني جيت من غير معاد بس حبيت اطمن عليك بعد خروجك وحابه اتكلم معاك كمان في موضوع ....
وقبل ان تكمل سمر حديثها جذب عبدالله بسرعه البرق من اسفل حزام ادهم وصړخ بأعلي صوته وهو يدفع ادهم بأقصي قوته حتي ارتطم بالأرض.... حااااااااسب ياااااا ادهم
ثم قاام بأطلاق الڼار علي هؤلاء الملثمين بعد ان علي زجاج سياره ادهم .. كانوا عباره عن اثنين من الرجال قادمين بأقصي سرعه في سياره سوداء مقفله غير مرأيه من كل الجوانب بأستثناء موضع رؤيه للقياده و نافذه لم يتم فتحها بأكملها وذلك حرصا لعدم كشفها ..
وجه عبدالله اخترقت ذراع من كان يطلق الڼار قبل ان تصيب احدا منهم .. فدخل مسرعا الي السياره قبل ان يصيب اي من ادهم او عبدالله وقام صاحبه الاخر بالانطلاق سريعا وهو يريد الفرار بعد ان فشل مخططهم ادرك عبدالله سريعا انهم علي وشك الهروب وحرفيه شديده الي اطارات السيارات الخلفيه فأنفجرو الاثنين في صوت مدوي كالزلزال مما اختلت حركه السياره واخذت تهوي في كافه الاتجاهات حتي ارتطمت بجذع شجره ضخم علي جانب الطريق ..
اسرع عبدالله وادهم غير مبالي بما حدث لجسده والډماء التي تخرج منه الي هؤلاء الملثمين .. قام ادهم بالاتصال بأحد اصدقائه كي يأتو علي الفور الي موضع الحدث كي يتم احتجاز هؤلاء الاوغاد قبل ان يصحوا من اثر الاصطدام الي حين التحقيق معهم من قبل ادهم ..
بعد ان انهي ادهم اتصاله وجد عبدالله ينظر الي ذراعه بقلق وهو يتفحصه فبارده ادهم اي يا عبدالله في ايه !!
اجابه عبدالله في قلق انت مش حاسس بدراعك خالص ! .. اقلع كده الجاكت ده خليني اشوف الډم دا كله منين !
بالفعل نزع ادهم سترته ليجد چرحا عميق متغلل داخل اذرعه ازداد قلق عبدالله خوفا من ان تكون احدي هؤلاء الاوغاد نفذت داخله وسببت له ذلك الالم ولكن تلاشي هذا الشعور فور اكتشافه انه چرح فقط وليس .. الحمدلله مش ! .. بس الچرح كبير قوي يا ادهم لازم يتخيط
ردد ادهم وقد استشعر بدايه الالم انا يمكن من الخضه بس مكنتش حاسس بيه لكن دلوقت فعلا ابتدا يألمني .. هستني اما عمر يجي الاول وبعدين هروح المستشفي اخيطه ..
ردد عبدالله في حذر وياريت
ترتاح كمان بكره ولا حاجه عشان الچرح !
هتف ادهم مسرعا في نفي لا لا ارتاح ايه !! دا انا بكره الصبح في عندي مشوار مهم هخلصه واجيلك ... وجهز نفسك انت كمان عشان هتبقي بكره طول النهار معايا .. نروح الشركه وتتعرف علي الافراد اللي هناك وكمان النادي عشان التدريب والمهارات .. وبكره بالليل هتقابل
الشخصيه اللي كلمتك عنها
هتف عبدالله في حيره كل
ده سهل يا ادهم .. لكن دلوقت المفروض نعرف مين دول وكانو عايزين ايه !
قال ادهم في قلق شكل الموضوع ده يخصني انا يا عبدالله
ثم هتف مضيفا وهو ينظر حول موضع سمر التي تركوها وذهبو خلف هؤلاء الملثمين .. او يمكن سمر ....... يا بنت ال..... هي راحت فين !!
نظر عبدالله الي مكانها ولم يجدها ذهب مسرعا كي يبحث عنها ولكن ايضا لم يظهر لها اثرا علي الاطلاق فعاد الي ادهم ثم ابتسم عبدالله بخبث وهو يفكر بشئ يخطط له حتي لو كانت هربت .. انا متأكد ان سمر ملهاش دخل بالموضوع ده .. حتي لو كان ليها .. معلش يا ادهم سيبهالي انا وملكش دعوه بيها .. انا متأكد انها هترجع تاني .. وكمل انت تحقيقاتك مع ولاد الكلب دول ..
اردف ادهم في الم وضيق مش وقته يا عبدالله اللي انت بتفكر فيه .. احنا عندنا حاجات اهم
اسند عبدالله جسده علي السياره وهو يتوعد في داخله لكل من اذاه ولو بقدر قليل ثم ردد متخافش .. انا معاك وزي ما وعدتك
بعد ان وصلت مرام الي مسكنها والتي عباره عن فيلا فخمه من الاثاث الراقي والديكورات العالميه حيث قدمها لها ناجي ايضا كهديه لها من بين اشياء كثيره يقدمها ايضا كي تري ان لا يوجد غيره امامها وتوافق علي مطلبه بأمر الزواج .. كان يتواجد معها بتلك الفيلا اصدقائها داليدا وايمان وايضا اولادها وكذلك السيده أولفت اما ناجي فقدم اعتزاره وقال ان هناك امر مهم سينهيه وبعد ذلك سيأتي لهم علي الفور ..
جلس الجميع بمشرفه الفيلا فبادرت السيده اولفت نورتي بلدك من تاني يا مرام
ابتسمت مرام مجامله مصر منوره بأهلها يا طنط
ثم وجهت حديثها الي اصدقائها قائله طبعا انتو قاعدين معايا !!
اسرعت ايمان قائله لا يا مرام انا فهمتك قبل كده ..
ثم اكملت وقلبها ينتابه شعور من الحزن في ناس مستنيني كمان شويه .. انا بلغتهم بوصولي وهما مش راضيين ينامو الا اما اوصلهم
اردفت مرام بقلق وهتروحي دلوقت دي الساعه 10 بالليل وعلي ما توصلي هتكون 11 يا ايمان
ربتت مرام علي كتفها وهي تودعها ربنا هو الحافظ يا مرام .. يلا تصبحوا علي خير وبكره ان شاء الله هجيلك
غادرت ايمان بعدما ودعت مرام وتركتها في قلق بامرها .. نظرت مرام الي داليدا ففهمت مقصدها وقالت لها مطمئنه مټخافيش انا مش هسيبك ومعاكي اهوه .. انتي عارفه اني مليش حد في مصر
بعد ان تناولت مرام العشاء بصحبه الاولاد وصديقتها وعمتها ذهبت الي غرفتها وبعد ان تأكدت من نوم تمارا ودومي .. اوصدت باب الغرفه جيدا ثم القت بنفسها علي الارض ببطئ وهي تعتصر الما شرعت في بكاء مرير وقلب ينتفض من هوج ذكرياتها فرحها حزنها ... وايضا شوقها .. نعم علي الرغم من كل ما حدث فهي تشتاق ولا تريد سوي اجابه واحده علي سؤالها .. لماذا!! .. القت قناع القوه والكبرياء التي ترسمه علي محياها امام الجميع وتركت العنان لدموعها تلك الطاقه الكبيره التي تمتلكها نفذت وخارت قواها .. ظلت تتذكره وهي تنحب بشده وتردد بين دموعها ليه سبتني !! .. ليه اتخليت عني !! .. انا عملت ايه عشان تعاقبني العقاپ ده !!
استيقظ علي صوت بكائها الذي ازداد
اسرع دومي قائلا بدفاع ما انتي كنتي نايمه اصلا ومسمعتيش ماما وهي بټعيط ومش صحيتي
اندفعت تمارا ايضا نحو مرام ببرائه
اسرعت مرام نافيه لا يا حبيبة مامي دا بس انا كنت تعبانه شويه بس خلاص بقيت كويسه
هتفت تمارا ببرائه هو ازاي الدكتور بيتعب !! مش المفروض هو اللي بيخلي الناس تصحي !!
ضحكت مرام ايضا واجابتها هو مش الدكتور ده بشړ برضه زيكم ولا هو جاي من كوكب تاتي !!
ضحك الاولاد وايضا تبدلت حاله مرام الي المرح واخذت تلعب معهم في سعاده .. فهم
الان يمثلون مصدر سعادتها وفرحها ...
بعد ان ترك عبدالله امام منزله القديم وتسلم عمر صديقه الملثمين الذين قامو باطلاق الڼار عليهم .. استقل سيارته مسرعا الي اي مشفي قريبه كي يضمد جراحه او يقوم بخياطه الچرح حيث انه لم يعرف مشفي بعينها فهو ايضا اتي الي مصر بعد فراق سبع سنوات قضاهم في مطارده العصاپات والقضاء عليهم للدفاع عن بلده مصر ولم يأتي فقط الا من اجل حمدي وما حدث له.. فوجه سيارته الي ان تصله
لمقصده والتي بالفعل وجدها .. مشفي خاصه حديثه كما يبدو عليها لف الجاكيت الخاص ب الي المشفي ليجدها شبه خاليه بأستثناء بعض الممرضين .. فوقت مثل هذا بالليل بالتأكيد لم يجد بها الكثير .. توقف عند الاستعلامات واخبر الفتاه الجالسه علي المكتب بأمره فسجلت بياناته ونادت علي ممرضه كي تتولي امره .. اخذته الممرضه الي غرفه الجراحه بالدور
الثاني وكشف ادهم عن جسده كي تري الچرح جيدا وبالفعل اخذت تجفف الډماء وتنظف الچرح بالمطهر الي ان وجدته عميق جدا فأدرفت في قلق لا الچرح ده محتاج خياطه مستحيل يفضل كده .. لحظه واحده هنادي علي الدكتوره
اومأ لها ادهم ايجابيا فتركته وذهبت كي تستدعي الطبيبه .. نهض ادهم من علي فوتي المړضي وتوجه الي النافذه يستنشق بعض الهواء ..
بعد مرور دقيقتين سمع صوت انثوي من الخلف .. اتفضل لو سمحت عشان اشوف الچرح
استدار ادهم بجسده الي الخلف لينظر لها ويجدها .. يجد من كان لا يريد رؤيتها مره اخري .. من احبها بصدق ومن وشعر ايضا بحبها له من رأي انها فقط من تستحق ان تظل بجواره الي الابد من تركت عادات المجتمع وسمعتها وذهبت الي منزله وهي في قمه القلق عليه وهي تعلم انه وحيد فقط كي تطمئن عليه فهي ايضا احبته بشده .... نظر اليها وهو لا يصدق عينيه ! ايعقل بعد كل هذه السنوات يعود اليها مره اخري !!..
ما ان تطلعت بنظرها اليه حتي سقط قلبها بين يديها واخذت تتسارع دقاته كطبول حرب اعلنت عن الاشتعال .. ذلك الذي عشقته دونا عن اي احد اخر .. هو الذي علي الرغم من انانيته معها بأخر لقاء بينهم ولكنها تؤنب نفسها علي رفضها له طوال تلك السنوات .. لم تستطع ان تري احدا غيره يستحق حبها وقلبها .. اول من بدأ قلبها بالخفقان لأسمه .. ما ان نظرت لعينيه حتي اتي بعقلها اخر ما دار بينهم من حديث قبل الفراق......
يمني .. تتجوزيني !
قالها ادهم بعزم وقلب مفطور علي مۏت صديقه وحاجته اليها قبل رحيله فهي الوحيده التي تستحق ذلك..
انتفضت يمني من بين يديه ورددت لا طبعا انت فهمتني غلط .. انا جيت اطمن عليك عشان بقالك شهر مش ظاهر .. لكن انت فسرت مجيتي ليك غلط .. انا اسفه
اسرع ادهم في حب لا يا يمني انا عمري ما فهمتك غلط .. انتي الوحيده اللي مهما عملت عمري ما هشوفها غير بحسن نيه .. انا فعلا كنت ناوي اكلمك بكره واعرف عنوانك عشان اتقدم لك
دق قلبها بسرعه شديده ولكنها علي الرغم من عشقها له تري انه فقط يحتاجها كي تملأ فراغ تركه له احبائه وليس من اجل الحب فاسرعت ليه يا ادهم ! .. ليه عايز تتجوزني !!
لفها اليه ادهم في قوه وڠضب وردد انتي شايفه اني طلبي ليكي دلوقت مجرد احتياج .. اه انا حكيتلك اني في مره حبيت او كنت مفكره حب .. لانه لو كان فعلا حب مكنتش قلتلك عليه وبلغتك عنه .. لو كان ده فعلا حب مكنتش دخلتك حياتي اصلا وحكيتلك كل تفصيله مريت بيها ..
انا حسيت معاكي بأحساس عمري ما عشته قبل كده ولا حتي ممكن اعيشه مع واحده غيرك ..
الحب اللي بجد بيبقي الشخص علي الأقل من جواره عارف إنه مش هيتعوض والحب ده مكنش موجود اصلا عشان يتعوض.. لكن انتي اللي حبك ولا احساسك هيتعوض.. معقوله مش حاسه !!
تسللت دمعه من عينيها فهي تعلم انه محق بكل ما يقوله ادهم .. انا اسفه .. بس صدقني صعب عليا
ادهم وهو ينظر لها راجيا لو علي والدتك ناخدها معانا الموضوع مش صعب وهتبقي امي هي كمان وهعملكم كل اللي تحتاجوه وهخليكي تدرسي بأحسن جامعه برا ..
ابتعدت عنه پبكاء قائله ماما مش هتوافق انها تسافر يا ادهم وانا عمري ما هسيبها دي ملهاش غيري في الدنيا... اسفه يا ادهم انا رافضه طلبك
هنا تجمد ادهم وادرك موقفه وتبدلت عاطفته قائلا في صرامه تمام يا انسه يمني .. اتفضلي معلش امشي لاني محتاج ارتب شنطي عشان السفر ..
ثم اتجه الي الباب وقام بفتحه لها وهو ينظر خروجها .. تقدمت اليه بقلب مرتجف وعيون باكيه ادهم ارجوك افهمني ..
قطع حديثها قبل ان تكمله بحزم اظن سمعت انا قلت ايه .. اتفضلي
خرجت يمني بقدم لم تحملها علي الرحيل وتركته ولكنها فوجئت بصفع الباب بشده في وجها ..
مازالت تلك الصفعه ترن بأذنها الي ان انتشلتها من تلك الذكريات وعادت تنظر الي ادهم الماثل امامها بعد سبع سنوات ...
تصنع البرود امامها وانها لا تعنيه شيئا .. علي الرغم من ان كل خليه بجسده تشتاق لها .. فشل خلال تلك السنوات ان يعشق او يري غيرها .. مرحها وجنانها وجمالها وبرائتها
لم يفارقاه خلال تلك السنوات لعڼ قلبه الذي يشتاق لها ولكن اقسم ان لا يعود اليها مره اخري وان ينفض كل شعور بالشوق اليها .. اغمض عينيه وفتحهم مره اخري وهو يهز رأسه ثم وجه حديثه اليها ببرود اي يا دكتوره!! .. مش ناويه تيجي تشوفي الچرح .. ولا انتي مبقاش يفرق معاكي چرح حد !!
تداركت يمني المغازي الخفي خلف
كلماته تلك ولم تعلق..اتجهت اليه يمني بيد مرتجفه ولسان متلعثم قائله وريني دراعك .. واتفضل هنا ..
اتجه ادهم الي الفوتي مره اخري وعزمت هي الاخري ان تتصرف علي هذا المنوال وانها ايضا لم يعد تكن له اي مشاعر ..
قامت بتطهير جرحه مره اخري ثم شرعت في خياطته الي ان انتهت منه ووجهت حديثها اليه في ثبات هكتب لك علي مضاد حيوي تاخده عشان الچرح يلم بسرعه وطبعا تتغذي كويس مع زياده نسبه البروتين في الاكل ..
اومأ لها ادهم رأسه ايجابيا في برود وهو يأخذ روشته الدواء . ثم نظر لها نظره اخيره لم تفهمها يمني ولكنها بادلته بنظره حنونه نادمه .. ثم تركها وغادر المشفي .. تركها تبكي بشده وهي تتذكره ولم تصدق انه منذ لحظات كان بين يديها مره اخري .... بعد سبع سنوات ...
كان عبدالله يجلس بغرفه
النوم الخاص به بتلك الفيلا القديمه التي جمعت بينه وبين تلك الاميره التي سلبت عقله وقضي معها اجمل ايام حياته .. كان جالسا علي سريره وبيده اللاب توب الخاص به والذي وجده مع كل الاغراض الخاصه به وب مرام كما هي لم يتغير بها شئ .. بعد ان اتم شحنه واعاد تشغيله مره اخري ظهرت امامه صورتها .. دق قلبه سريعا واخذ يتحسس ملمسها علي الشاشه حيث كان مصممها كصوره خلفيه علي الجهاز ..ظل يتذكر ايامهم سويا واخذ يفتح جميع ملفات الصور كي يملي عينيها من جمالها مره اخري وهو لا يدري اين هي الان وماذا تفعل .. وهل حقا تشتاق اليه ام ذهب حبه هباءا معها ومحيت تلك الذكريات من ذاكرتها ولم تعد تتذكره .. اخذ يقلب جميع الصور التي جمعتهم ويتذكر مكان ومناسبه كل صوره منهم وهو يبتسم بشوق شديد .. اشتاق اليها من كل اعماق قلبه ولكنه يدرك علي انه و الرغم منه .. يظل هو من اختار الفراق ومن ابعدها عنه..
سمع صوت طرق علي باب الحجره التي يقطن بها .. فأعتدل في جلسته وهب واقفا بأتجاه الباب يري من تجرأ ودخل المنزل فتح الباب بقوه والذي لم يكن مغلقا بل كان مواربا قليلا فدهش من زيارته له مره اخري قائلا في تعجب وهو يري هويه القادم .. ادهم !!!!.. دخلت ازاي !!
نظر له ادهم نظره خاليه من التعابير وردد بنبره حزينه سايب البوابه الكبيره مفتوحه وباب الفيلا مفتوح وحتي باب الاوضه ده ومستغرب اني دخلت !! ..
ابتسم عبدالله علي الرغم منه قائلا اي ده بجد !! .. يمكن مخدتش بالي .. تعالي تعالي
دلف ادهم الغرفه فأسرع عبدالله الي اللابتوب وهو يغلقه فبارد ادهم قائلا سيبه يا عبدالله ... انا عارف انت كنت بتتفرج علي ايه .. انا شاهدت علي كل حاجه زمان يعني مش غريب
ترك عبدالله الشاشه مفتوحه علي تلك الصوره القوتغرافيه التي تجمع بينه وبين مرام حينما كانو في شرم الشيخ .. كانت تنم عن حب جارف بينهما وسعاده بالغه تحيط بهما ..
ابتسم ادهم قائلا كانت بتحبك قوي يا عبدالله ..
ضحك عبدالله شذرا في سخريه معاك حق .. كاانت ..
تابعه ادهم في نظره خبيثه طيب وانت اي عرفك ! .. مش يمكن تكون لسه بتحبك ومستنياك ..
نظر اليه عبدالله في خبث متبادل قصدك ايه بالظبط ! .. انت تعرف حاجه عنها.... ادهم!!!
اسرع ادهم قائلا في نفي لا طبعا مش قصدي ..انا معرفش عنها حاجه .. لكن اذا انت لسه بتحبها وعايزها ممكن تكون هي كمان عايزاك ايه عرفك !
تمتم عبدالله في شجن عايزاني ! .. بأماره ايه ! .. باماره ما بعدتها عني بأيدي وخذلتها وقطعت كل حاجه ممكن ترجعها ليا بأبشع الطرق.. لا طبعا بعد اخر حاجه حصلت اكيد نسيتني وعاشت حياتها
ومين أكد لك الكلام ده !!
أطلق عبدالله تنهيده مريره حتي لو مش متأكد يا ادهم ... اخر حاجه عرفتها من حمدي الله يرحمه عنها انها بقت حاجه كبيره ومشهوره قوي ووصلت لمركز كبير وكمان قالي ان في مفاجأه هيقولهالي عنها لما يزورني المره الجايه بس هو مجاش.... تفتكروانت بقه بعد كل ده انا الشخص المناسب ليها دلوقت
وليه لا !
لأنها حاليا دكتوره عالميه مشهوره الكل عارفها وانت عارف ان اهم حاجه عندها حاليا هي سمعتها وانا اهوه زي ما انت شايف متهم ومچرم وزي ما بيقولوا رد سجون... ارتباطها بشخص زيي مش هيضيف لها حاجه
في حياتها بالعكس.. ده ممكن يهد كل اللي هي وصلتله في لحظه... زي ما هي شافتني اناني وبعدت واتخليت عنها.. مش هبقي اناني تاني وارجعلها عشان ادمرها...
عبدالله انت مش متهم ولا مچرم .. انت كنت بتدافع عن نفسك وعن بنت عمك .. قولي كده لو كانت مرام هي اللي مكانها وواحد قټلها كنت هتعمل ايه !
اسرع عبدالله وهو يميل اليه قائلا
في حده وڠضب كنت هدبحه مليون مره بمجرد تفكيره بس أنه ممكن ېلمس شعره مرام
يبقي
بلاش تبقي ظالم وتحكم علي نفسك بالظلم .. بلاش تظلم نفسك انت كمان .. انا عندي يقين ان لو مرام عرفت الحقيقه.....
الحكايه كلها مش متعلقه بمرام يا ادهم .. انا عارفها وعارف تفكيرها كويس.. وعارف هي عايزه ايه!.... لكن متعلق بيا انا .. انا جرحتها وخذلتها وبعدت عنها بأبشع طريقه ممكن تتخيلها .. مش ممكن اقبل اني ادمر لها حياتها بأنانيتي مره تانيه
حبك ليها دلوقت بقي انانيه يا عبدالله!
ثم تذكر يمني وقال شاردا انا مش عارف انتو بتفكروا ازاي !! .. كل واحد عاجبه دماغه ومقتنع باللي بيعمله وفي ستين داهيه اي حد تاني مش فارق معاه قلبه اللي اتكسر زمان وحتي لما بيرجع تاني وبيبقي في فرصه لجبر الكسر ده مبيستغلهاش.. بيدوس اكتر عليه عشان يحطمه مليون الف مره وكأنه هوايه ومتعه !
الټفت اليه عبدالله ومن لكنته التي تبدلت مع شروده مالك يا ادهم !! .. قصدك ايه بكلامك ده !!
نظر اليه ادهم قائلا في حزن .. بعدين يا عبدالله .. انا جيتلك بس عشان مقدرتش اكون لوحدي .. خليني معاك هنا النهارده وبكره الصبح عندي مشوار مهم قبل ما نروح الشركه او النادي
وقاطعه رنين هاتفه فوجد المتصل عمر زميله فأجابه علي الفور اي يا عمر .. اي الاخبار
كله تمام يا باشا .. العيال دول في الحجز دلوقت بعد ما اتعالجو .. مش مستنيين بس غير انك تيجي وتحقق معاهم زي ما امرت..
تمام يا عمر ياريت يبقو في حجز انفرادي لحد بعد بكره لاني بكره مش هقدر اشوفهم ..
طب ما تسيبني انا يا باشا اجيلك الخلاصه بتاعتهم ..
لا يا عمر دول بالذات انا اللي هشوفهم ..
تحت امرك يا باشا انا دلوقت دوامي انتهي ومروح علي البيت ..
ماشي يا عمر بيه .. اتفضل ..
اغلق ادهم الهاتف وجلس يستريح علي مقعد عريض وهو يتذكرها .... الي ان غلبه النوم....
طرقت باب المنزل بعد فراق خمس سنوات بعدتها عنهم او هروبها ايضا ممن يفطر قلبها بينهم علي الرغم من اشتياقها لهم جميعا .. فتحت لها سيده في الخمسين من عمرها والتي كانت بأنتظارها بالفعل منذ ان علمت بقدومها الي مصر مره اخري بعد ان اخبرتهم من قبل عبر المكالمات الهاتفيه انها ستستقر في الأردن حيث موضع عملها كمديره اعمال طبيبه مشهوره عالميه واستقرارها معها حيثما تتواجد .. زوجه عمها مديحه بشوق ولهفه وطيبه قلب وعيون تترقرق بها العبرات منه وهي تسأل عن اخبارهم واحوالهم جميعا ازيك يا عمتو وحشتوني كلكم عامله ايه وعمي عامل ايه !
اجابها السيده مديحه في حب وترحاب احنا كلنا كويسين يا غاليه يا بنت الغاليين .. كده يا ايمان .. هننا عليكي يا بنتي تبعدي عننا كل المده دي!! .. وكمان عايزه ترجعي ومتشوفيناش مره تانيه !!
اجابتها ايمان بأنكسار انتي عارفه اني ڠصب عني يا عمتو .. انتي اكتر واحده كنتي قريبه مني وبعتبرك والدتي بعد ما اهلي توفوا .. حتي الشخص الوحيد اللي حبيته انتي عارفه كان رده ايه .. يبقي ايه اللي هيخليني استني .. استني عشان اشوفه متجوز واحده تانيه ويخلف منها وافضل انا اعذب في نفسي .. كان لازم حد يمشي .. وهو ملهوش ذنب فمشيت انا
الي قلبها مره اخري تفضلي عشاني انا يا ايمان .. عشان عمك وعمتك اللي بيحبوكي وبيتمنولك الرضا .. عشان حقك وورثك يا بنتي
انتي عارفه يا عمتو ان كل ده ميفرقش معايا ... وحتي مكنتش عايزه ارجع عشان مشوفهوش مع ... مع مراته ..
وكزتها عمتها في عتاب وانتي مفكره اني جوزتهاله .. ورحمه امك الغاليه ما ادخل واحده تانيه البيت ده غيرك ابدا .. ولو هو عايز يتجوز .. ياخدها ويبعد عننا
تراقص قلب ايمان فرحا من حديث عمتها واخبارها بان حبيبها لم يتزوج بعد ولكن عاد الحزن مره اخري يسيطر عليها وهي تتذكر رفضه لها وباتت تعلم انه
حتي وإن لم يتزوج غيرها فهو لا يحبها ولا يميل اليها ابدا .. فحاولت ايمان تغير الحديث قائله .. انسي الكلام ده وقوليلي هو عمي فين !!
عمك يا بنتي كان هيبات في الشركه النهارده عنده شغل كتير متأخر لكن لما قلتله انك جايه قال هيسيب كل حاجه ويرجع .. تلاقيه مسافه السكه وجاي !
وقبل
ان تكمل حديثها وجدت باب يوضع به مفتاح كي يتم فتحه .. مجرد سماع مديحه ذلك الصوت حتي تابعت اهو عمك وصل اهوه يا ايمان
ولكنها صدمت حين وجدته ليس بعمها ونهضت من مكانها ورددت بصوت مرتجف وقلب ينتفض..
عمر !!
في مساء اليوم التالي كان عبدالله يقود السياره بدلا من ادهم بسبب حرج اذرعه متجهين الي الهدف الذي سيقوم عبدالله بتأمينه كما اخبره ادهم بعد ان اتم
عبدالله علي شركه الامن التي انشأئها ادهم له وافرادها واحدا يلو الاخر واختبر قواتهم والتي انبهر بها ادهم كثيرا حيث لم يجد شيئا تغير به .. بل ازادت قوته وعنفوانه واصبحت اشرس .. تدرب معهم عبدالله في النادي الخاص الذي اخبرهم به ادهم اعجب كثيرا بميزات عبدالله وخمن انه اقوي منه بالفعل علي الرغم من مواجهاته الكثيره للافحال والماڤيا ولكن بالفعل عبدالله يفوقه في كل شئ حتي هدفه الذي لم يخطئ ابدا .. اطمئن قلبه وتأكد ان لا يوجد غيره لتلك المهمه ..
بادر عبدالله الحديث وهو يقود السياره انت لسه مصمم متعرفنيش احنا رايحين فين وعند مين !!
انتبه له ادهم واجابه في قلق مستعجل علي إيه ما خلاص اهوه كلها دقايق ونوصل وتبقي قدام عينيك.....
هو انت ليه محسسني انك رايح تخطبلي وعاملهالي مفاجأه
كتم ادهم ضحكاته واسرها في نفسه لا مش للدرجه دي.....!!
اممم طيب والشخصيه دي راجل ولا ست ولا عارفه أننا رايحين أصلا ولا ايه ظروفك بالظبط.. شكلنا هنطب عليهم فجأه..
من غير معاد ازاي ! .. امال انا شغلي ايه ! .. ما انا كنت الصبح عندها هنا مش سبتك ورحت المشوار اللي قلتلك عليه .. والمشوار ده كان هنا عند الشخصيه دي !
هتف عبدالله في ضيق مش راضي تفهمني حاجه وعمال تقولي شخصيه شخصيه .. حتي مش راضي تقولي هو راجل ولا ست !!
ابتلع ادهم ريقه وقلق بشان ان يفشل ما يخطط له الصبر يا عبدالله .. خلاص وصلنا اهوه اتفضل
هبط عبدالله وادهم من السياره وترجل ادهم الي الداخل بعد ان اخبر عبدالله ان ينتظر الي ان يتم اخبارها بوجودك لكي يقابلها ...
وقف عبدالله مرتديا بدلته الانيقه امام بوابه تلك الفيلا الفخمه...
كانت هي تقف اعلي سلم الفيلا الداخلي بالطابق الثاني متألقه في ثوبها الاسود الرائه وحجابها التي لم تتخلي عنه طوال تلك السنوات .. ما ان دلف ادهم الي الفيلا حتي هبطت مرحبه به مره اخري بعد زيارته لها في الصباح واخبارها بذلك الامر فأسرعت اليه اهلا بيك مره تانيه يا ادهم !
ابتسم ادهم ومد يده هو الاخر للسلام ثم ردد نورتي مره تانيه بلدك يا دكتوره.. الشخص اللي انا بلغتك عنه مستنيكي بره
قالت مرام في تعجب واستنكار انا لحد دلوقت مش فاهمه .. مخاطر ايه اللي هتدور حوليا هنا وليه مصمم علي موضوع الحراسه ده !!.. ما انت كنت بتشوفني كتير في الأردن ومراكش والمانيا وكنت عادي بمشي من غير حاجه .. هاجي في بلدي وهمشي بحراسه .. لا وشركه امن كلها ....
!!!!
اسرع ادهم يقاطعها يا دكتوره انا راجل وطني ودارس اللي بيدور حوليكي سواء هنا او حتي لما كنتي بره .. !!
ثم اضاف وهو يجذبها للخارج .. تعالي بس قابلي مدير الشركه وبعدين نبقي نشوف هنعمل ايه !!
قالت بنفاذ صبر هقول ايه بس يا ادهم... ! يلا هروح اشوفه اهوه
اتفضلي يا دكتوره وانا وراكي علي طول....
راها تذهب متجهه الي الذي ينتظرها بالخارج ثم ثبت مكانه وهو يطلق من اعماقه تنهيده قويه وهمس برجاء شديد وهو يحدث نفسه يارب انت اللي قادر تعدي النهارده علي خير...
ما أن وطئت
الټفت بسرعه ليرحب بها ولكنه
تسمر مكانه وخفق قلبه بقوه عندما وقعت عيناه عليها....
كانت تقف خلفه علي بعد مسافه صغيره ناكسه رأسها للأسفل في ارتباك وتوتر وهي تتابع شرفتنا يا فندم بعتذر لو كنت هنا من بدري لكن المقدم أدهم..........
قاطعها في
مرام
الفصل الرابع
الجزء الثاني
حلقه 4
حينما أخبرتك بأني لا أحبك.. كنت اكذب من شده الصدق..
رجفه طفيفه دبت بأوصالها ورفعت بصرها لأهلي مسرعه إليه.. لم يكن من الصعب عليها التعرف علي صوته حتي وأن يلفظ سوي كلمه واحده فقط..
مرام!!!!!
همس بأسمها مره أخري وعينيه تعلقت بها في حاله من الذهول التام وهو لا يصدق عينيه التي تراها أمامه في لحظه غير متوقعه علي الأطلاق..
انتقلت تلك الحاله من الذهول الي مرام الذي سمعت اصوات دقات قلبها من قبل عبدالله...
همسات بأسمه في صډمه شديده.......عبد.. الله
لحظه يتوقف عندها الزمن.... لحظه جعلتهم يتوقفوا كل منهم مكانه دون حركه أو همس.. وعينيهم مازالت عالقه علي بعضهم البعض..
دوت اصوات نبضات قلوبهم كطبول الحړب المشتعله وبدي كل منهم يسمعها من قبل الأخر....
تحركت أقدامهم لاشعوريا ببطئ شديد بإتجاه بعضهم البعض بأتجاه ذكرياتهم.. أياهم.. حياتهم.. عشقهم.. كل ما عاصروه سويا أخذ يمر امامهم مثل الدائره المتواصله من الحلقات السريعه الخاطفه...
ومازالت الصدمه والذهول متملكه لكل منهم..
إلي أن تبدلت تلك المشاعر من صډمه وذهول الي لهفه ولوع وشوق....
عبدالله....!!!
ميمتي!!!
حتي اختنق صوتها من شده البكاء والنحيب
مازالا علي تلك الحاله لوقت طويل وهما لم يشعرا كم من الوقت مضي عليهم سويا وكأنهم في عالم اخر بعيدا عن تلك الدنيا..
عالمهم خاص بهم وحدهم فقط..
كل دقه قلب متشوقه لسماع الدقه المقابله لها من الاخر..
كل فم مشتاق للنطق بأسم الأخر مره اخري..
كل
عين لم تصدق أنها وقعت علي الأخر بعد سبع سنوات من الحرمان...
حتي نسيا كل منهما اين هما .. وماذا يحدث حولهما...
كان عبدالله يهمس بشوق قلبه الي مرام وهو في تلك الحاله..
ميمتي !! حياتي وعمري اللي ضاع مني!!.. انتي بجد دلوقت معايا .. انتي بين إيديا!!!
لا يا ميمتي مش حلم .. انا فعلا معاكي وبين ايديكي..!!
مرااام .. في ايه !! .. حصلها ايه !!
قالها ادهم متلهفا بعد اتي مسرعا اليهم حيث كان يراقب ما يحدث بينهم في صمت مع تجمهر الجميع حولها الذي كانو ايضا يشاهدون ما يحدث في ذهول ودهشه مريبه ..
نطق عبدالله في خوف ولهفه انت اللي بتسأل مالها !! .. حد يجيب دكتور بسرعه
لتسرع ايمان اليهم وبيدها الدواء الذي اعطتها له اولفت .. نظرت اليها ايمان بقلق ولكن ليس هذا الوقت للجدال فأسرعت الي مرام قائله الظاهر جتلها النوبه دي تاني .. ساعدني افتح بقها عشان تاخد الدواء ..
قال عبدالله في جزع نوبه ايه دي اللي بتحصلها ودواء ايه !!
هتفت ايمان بجزع يا استاذ عبدالله ساعدني وبعيدن افهمك...!
بالفعل قام عبدالله بفتح صك فهما المغلق واسنانها المعتضه بشده .. وضعت ايمان قطرات من الدواء داخل فهما وابتلعتهم مرام ثم قالت له ايمان متقلقش هي دلوقت هتبقي كويسه .. استني بس ربع ساعه ولا حاجه وهي هتبتدي تفوق !!
اسرع عبدالله في لهفه واحنا ليه نستني لما تفوق !! .. جسمها هدي اهوه .. ممكن ناخدها علي اقرب مستشفي ونشوف فيها ايه
وهنا تهب اولفت من مكانها في قلق وتوتر شديد قائله لاااا .. مينفعش تروح المستشفي ..
نظر اليها عبدالله في شك .. فتلعثم لسانها اكثر قائله قصدي يعني .. هي من زمان يعني .. بتجيلها الحاله دي .. وهي .. وهي .. كشفت قبل كده وعرفنا انها حاجه عاديه .. بس بتيجي من الزهق .. والدكتور كان قايلنا انها لما يحصل لها كده ..
تاخد من الدوا ده .. واهي خلاص اهيه هديت .. وكمان شويه .. هتفوق
لا يدري لما لم يصدق عبدالله حرف مما اردفت به للتو .. فهو منذ سبع سنوات حين رأها ولم يطمئن قلبه لها .. فأخذ يتطلع اليها من تحت عينيه وخطط لشئ برأسفه ثم تظاهر انه يصدقها واومأ برأسه ايجابيا لها تمام .. متشكر يا مدام علي اهتمامك بيها .. خلاص مش هنروح المستشفي وهنستني اما تفوق
تنفست اولفت الصعداء واخذت تطلق انفاس ارتياح من هول صډمتها .. فحين رأت صړاخ مرام باسم عبدالله حتي خرجت مسرعه من الفيلا ومعها ايمان وداليدا .. صعقټ اولفت حين رأته وعاصرت المشهد الذي حدث بينهم .. ظلت واقفه كمن ثبتها أحدا تحت ټهديد واخذ يلقي فوقها حمم بركانيه مشتعله .. لا هي قادره علي الحراك و لا أيضا في مقدرتها منع ذلك من الحدوث .. سبع سنوات كانت تخطط هي واخيها كألافعي والعقرب لها ومع اقتراب النهايه يظهر لها ذلك ال عبدالله .. ارتعدت اوصالها واخذت تلعنه وټلعن اللحظه التي ظهر بها .. كل ذلك يعد شيئا بسيطا ولكن الذي لم يخطر ببالها ابدا .. ناجي .. سيأتي غدا !! .. لم تخبره بأمر زواج مرام وان لها ماضي معتقده انها امتلكها بالفعل ولم يعد لها صله بأي شئ مضي منذ ان غادرت مطار القاهره الدولي الي المانيا .. اخبرته فقط منذ خمس سنوات بعد ما شاهدت بعينيها تفوق مرام بهذه السرعه ان لديها الحل والبديل لما يحتاجونه .. ماذا بعد قدوم عبدالله اليها مره اخري!! .. حتما سيهد كل ما كانت تبنيه هي وناجي طوال تلك السنين .. لم تستطع فعل شئ معه ولا ان تمنعه .. كل ما استطاعت فعله الان هي انها منعته من الذهاب بها الي المشفي وڤضح امرها والحاله التي تنتابها .. تشك بها ايمان بالفعل ولكن ثقه مرام العمياء بتلك السيده تخرس كل ما يهوي بحرف ضدها لذلك التزمت ايمان الصمت طوال هذه المده ..
استشعر عبدالله صدق ايمان وولائها وكشف بذكائه محادثه العيون التي دارت بينها وبين اولفت ثم نظر الي ايمان وجدها تنظر اليه في سعاده وحب واطمئنان .. فاقتربت منهم مطمئه وهي توجه حديثها اليه حمدالله علي سلامتك يا استاذ عبدالله
ثم مالت اليه في خفه متصنعه انها تطمئن علي نبض مرام وقالت له بصوت يشبه
الهمس ولكن عبدالله استطاع سماعه جيدا .. محتاجه اتكلم معاك ضروري في اقرب فرصه .. اوعي تبعد عن مرام تاني صدقني هي في خطړ وانت الوحيد اللي اقدر اتكلم معاه
رفع عبدالله رأسه بأتجاه ادهم الذي كان يطأطأ رأسه خجلا حرام عليك يا ادهم .. ازاي مترضاش تقولي من الأول أن اللي انا جاي عشانه هي .. ليه داريت وعنها هي كمان ليييه !!
رد ادهم بصوت مضطرب عشان
قلقان وخاېف لو اتقابلتوا .. انا عارفك كويس وعارفها .. لسه امبارح سألك بخصوص الموضوع ده فاكر قلتلي اي !! .. مكنتش هتوافق طبعا .. وهي.... هي مچروحه منك من سبع سنين ومقرره أنها تبعدك عن حياتها للأبد وكانت هترفض .. كنت عايزني أعمل ايه ما انتو السبب .. انتو اللي اجبرتوني اني أعمل لقائكم بالصوره دي...
نظر عبدالله اليها وايضا ادهم والتقت عيناها بعينيه ثم وجهت حديثها الي ادهم وهي تنظر لعبدالله ليه خبيت عليا
! .. يا تري قالك ايه الباشا عبدالله الحسيني وأجبرك انك تعمل كده فيا!!
اعتدلت پعنف وسحبت يديها من يديه وهي تضيف بلغك أنه بيعتذر ومش هيقدر يييجي صح.. !! .. بالظبط زي ما عمل من سبع سنين ومرضاش ييجي وباعني
ظل عبدالله صامتا وقلبه يعتصر الما فهي محقه بكل ما تنطق به بينما قال ادهم .. لا يا مرام انتي فاهمه غلط .. عبدالله مكنش يعرف أصلا..........
قاطعته في انفعال شديد والدموع تسيل من عينيها مكنش يعرف اييييييييه!!! .. ليه باعني .. ليه اتخلي عني يا ادهم بالصوره دي... وياتري انت كمان عارف إنه مش باعني وبعد عني لأ ده طلقني وقطع كل حاجه بتربطني بيه
ثم اكملت في انكسار جوزي ضحي بيا وطلقني عشان ايه !! .. عشان متجوز واحده تانيه !! .. لو كان جه قالي وقتها هو اتجوزها ليه كنت هسامحه.. والله العظيم كنت هسامحه حتي لو بټعذب من جوايا .. كل ده كان هيبقي اهون عليا من انه يبعد عني ..
وهنا نطق عبدالله لأول مره لو كنتي فعلا عايزه تستني وتسمعي انا ليه اتجوزت واحده تانيه زي ما بتقولي .. كنتي علي الاقل خالص مسبتيش البيت لحد ما ارجع يا مرام وكنتي استنيتيني وخصوصا وقتها اني قولت لك هاجي بالليل عشان مش هسيبك لوحدك وهرجع لك
انتفضت مرام ثائره في وجهه انت عايز بعد اللي الحاجه هدي الزين عملته فيا افضل في البيت !!
مهما كان اللي قالته امي برضه مكنتيش تسيبي البيت وتمشي...
جلست مرام في بكاء بعد ان خارقت قواها وهي تتذكر تلك السيده وما فعلت بها ورددت في قهر وشرود ياريت تيجي علي حد الكلام وبس !! .. لكن هي عملت اللي اكتر من كده
فلاش باگ
قبل سبع سنوات حين اتت السيده هدي وبيدها قسيمه زواج رحاب من عبدالله واظهرتها لمرام قائله لها في صرامه شوفي بعينك جواز ابني من حبيبته وبنت عمه واللي حامل بأبنه ..
بعد ان شاهدت مرام قسيمه الجواز وهي غير مصدقه علي الاطلاق ما يحدث .. عبدالله !! .. مستحيل ان يتزوج بغيرها .. وعن اي حبيبه واي حمل تتحدث تلك السيده !... فأردفت مرام غاضبه في عناد وثقه في حبيبها حتي لو اللي بتقوليه ده صحيح انا بحبه ومش هسيبه ومش بسمع اي كلام لحد غيره .. ولولا انك والده عبدالله كنت اتصرفت معاكي تصرف مش كويس ..
ثارت الحاجه هدي من تلك الصغيره اللعينه وهجمت عليها كالنمر المفترس وهي تمسكها من شعرها الطويل بقوه بقي انتي يا بنت ال تتصرفي معايا انا .. والله لأربيكي وما اخلي شمس تطلع عليكي
ظلت مرام تصرخ بأسم عبدالله لعل ان ينقذها من بين يدي تلك المتوحشه ولكن دون جدوي .. قالت هدي مهدده مرام مش عايزه اشوف وشك في البيت ده تاني .. مش عايزه ابني يرجع يلاقيكي هنا .. انا اللي هستني ابني هنا وانتي هتغوري في داهيه تاخدك متوريش وشك لينا تاني .. فاهمه !!
بالفعل تركتها هدي بمنتصف الطريق وعادت الي الفيلا واغلقت بوجها بوابتها ..
استوقفت مرام تاكسي وهي بحاله لا يرثي لها
من البكاء والنحيب والشعر المبعثر .. وامرته بالتوجه الي عنوان السيده اولفت .. لم يكن لديها نقود كي تدفع له فطلبت من السائق وسط شهقاتها ان يوصلها وبعد ذلك ستدفع له الثمن من عند عمتها ولكنه رفض واستوقف في منتصف الطريق غير مبالي بحالها وامرها ان تعطيه مالا والا سينزلها بتلك المنطقه ويتركها .. فأخرجت هاتفها من يديها وقامت بالاتصال بأولفت اخبرتها انها قادمه الي منزلها .. ثم اخرجت شريحه الهاتف معها علي امل ان تعاود الاتصال بعبدالله او ان يقوم هو بالاتصال بها .. وضعت الشريحه في جيبها واعطته الهاتف بعد ان مسحت كل ما يحتويه من ملفات.. كتعويض له عن
ثمن التوصيل ..فرح به السائق بشده فثمنه يفوق ما كان يتوقعه بملايين الاضعاف فهو من ماركه الايفون .. وبعد ان وصلت الي منزل اولفت وضعت شريحتها بهاتف من هواتف اولفت كي تتحدث مع عبدالله والذي بالفعل حاډثها بنفس اليوم ...
باك
عايزني كنت استني هناك بعد اللي حكتهيولك ده!! .. كنت استني لحد ما امك تقتلني ولو كنت عاندت كمان شويه والله كانت هتقتلني !!
فانتقضت من بين يديه بسرعه وهي توجه
حديثها اليه پغضب .. لييه !! .. سبتني واتخليت عني لييه !!
التزم عبدالله الصمت ولم يدر بما يجيبها واشاح بنظره بعيدا في قهر فتدخل ادهم في اشفاق وضيق من اجله قائلا عبدالله كان مضطر ومجبر علي كده يا مرام .. عبدالله مكنش مسافر زي ما حمدي بلغك ولا هرب منك .. عبدالله كان في ال ....
قاطعه عبدالله پحده شديده ولكنه غاضبه مانعه عن التكمله في ايه يا أدهم!!!! ......
اڼفجرت مرام في وجه عبدالله إيه انت !!!! بتوقفه ليه خليه يكمل .. اي اللي انت مخبيه عني ومش عايزني اعرفه..
انطق يا عبدالله... اتكلم وقولي ازاي قدرت تعمل فيا كده!!! ازاي هنت عليك ټحطم قلبي وتكسرني بالطريقه دي.. ليه سبتني وحطمتني كده!!ليه اتخليت عني في عز ما انا محتاجالك... ازاي تتخلي عني وتسيبني اعاني في حياتي لوحدي واواجه كل ده!!! مصعبتش عليك وانت بتطلقني وبترميني بالشكل ده!!! اتكلم يا عبدالله اتكلم.....
ولكن القدر رتب له ترتيبات اخري ...
استوقفها عبدالله قائلا في همس وهو يمسك قبضتيها في حنان وهي مازالت تبكي انا مكدبتش عليكي ابدا يا مرام ..ورحمه أبويا لو كان في ايدي اني اي حل غير اني اتخلي عنك ومسبكيش كنت عملته ولا انك تشوفيني بالطريقه دي!!!
شعرت بالصدق في حديثه ثم رفعت رأسها اليه ودموعها مازالت كاسيه وجهها فأكمل حديثه حاليا مش هينفع اقولك ايه اللي أجبرني اني اعمل كده .. لكن لحد ما يييجي الوقت وتعرفي كل حاجه حصلت انا معنديش غير رجاء واحد منك وهو انك ترجعي تاني يبقي عندك ولو واحد في المئه ثقه فيا وفي حبي وفي الايام اللي كانت بيننا وانك تتأكدي اني لا عمري حبيت ولا هحب حد قد ما حبيتك.... حتي لو كنت اتجوزت واحده تانيه فكان ليها اسبابها الخاصه ..لكن انتي اللي قلبي اختارها وبقت مراتي ..
كاد أن يسقط قناع كبريائها أمام دفئ عينيه الذي كانت تذوب هياما بها مثلما كان يفعل معها دائما.. ولكن فلتت بنفسها وحضر عقلها بين لحظه وأخري قبل أن تقع بين حصونه مره اخري فمازال قلبها مذبوحا ولم يلتئم جرحه هصدقك انك معرفتش تيجي تاخدني وترجعني بيتي وان في حاجه كبيره منعتك زي ما
بتقول .. لكن تقدر تفسرلي اسباب طلاقك ليا ايه يا..... يا طليقي
كانت تنظر إليه مرام بتحد وهي تردف بتلك الكلمه طليقي .. كي تؤلم قلبه كما فعل فعل وفطر فؤادها.. وكذلك لتذكره بأنه طلقها وتخلي عنها ولم تعد هي زوجته ولا صغيرته الذي كان يأكل يضحك علي عقلها لمجرد أنها تحبه فقط....
أنت... بتحلم... انا... مستحيل... أسامحك....
رفع عبدالله رأسه إليها وتعلقت عينيه بها وهو يهتف في نبره جاده وصارمه ده إيه اللي بتقوليه ده...!! وانا مش عايزك تسامحيني ولا ترجعيلي ولا أي حاجه يا مرام... انا اهوه بطلب منك تنسيني خالص...
وهنا ثارت مرام مدافعه عن كبريائها الذي چرح وشعرت بكرامتها تثور وأطلقت ضحكه متهكمه ههههههههه ده ايه الاوهام اللي انت عايش فيها دي!! انت بجد متخيل اني لسه هقدر .. اكيد بتهزر ومش مستوعب انا بقيت ايه !! .. حضرتك انا بقيت أشهر دكتوره قلب في الوطن العربي .. وصلت لده بس في سبع سنين .. لو كنت فعلا مش نسيتك كنت عالاقل بقيت زي ما انا معملتش حاجه كنت فضلت مرام الضعيفه المسكينه اللي بټعيط لو بعدت عنها.. لكن بالعكس انا نسيتك وبعدك عني قواني يا عبدالله ومبقاش ليك مكان في قلبي خلااااص ونجحت وأسمي بقي فوق ولسه هوصل أكتر من كده....
ابتسم عبدالله واحس بالنشوه من داخله فخرا بها وبما وصلت اليه ..ويؤكد ڠضبها المصطنع ذلك انها مازالت تحبه بل تهيم به عشقا حتي وأن أردفت بغير ذلك .. فلا احد يعرفها ويفهم ما تفكر به اكثر منه.. هو من نضج عقلها علي يديه وحفظها أكثر من نفسها....
اغضبها تلك الضحكه التي ارتسمت علي محياه اثر حديثها فاكملت وهي تشير بسبابتها في وجهه
انت بتضحك علي ايه !! .. بقولك مبقاش ليك في قلبي مكان خلاص... انا كتبتلك رسالتي اللي وصلتك وبقولك وللسه عند كلامي اني رميت حبك ودست عليه.. لأخر العمر... سامعني يا أبن الحسيني!! رميتك من قلبي لأخر العمر...
انتفضت مرام پعنف وڠضب وهي تبتعد عنه ابعد عني ملكش دعوه بيا.. زوري مش واجعني ولا.........
قاطعها عبدالله وبزغت عينيه
ففي صرامه شديده وعصبيه وهو ينظر اليها أنا قلت أسكتي!!!
أنتفض جسد مرام لاشعوريا أثر تلك الكلمه وصمتت نهائيا وكتمت انفاسها في تعجب واستنكار شديد لأمره وهي تراه الآن له الحق في أن يلقي عليها أوامره بتلك الطريقه وما أزعجها أكثر أنها بعد كل ما اردفت به استمعت لأوامره وصمتت ولم تقوي علي فتح فمها مره اخري...
نظر عبدالله اليها بنفس نبره الصرامه والحده قائلا مكنتش أعرف أن هيحصل كل ده بمجرد
ظهوري مره تانيه يا حضرت الدكتوره المشهوره متقلقيش خالص انا مش هزعجك تاني .. انا لما جيت هنا مكنتش اعرف اني هقابلك .. وبما ان ادهم طلع بيضحك عليا .. فانا خلاص مش هكمل معاه اللي طلبه مني .. انا عندي طريق لازم امشي فيه .. انا اللي هبعد عنك المره دي يا مرام ..وقدامك مش مضطر اني ابعتلك رساله ولا انتي تردهالي
نظر عبدالله الي ادهم وكانه يوجه له هو الاخر اوامره بتخليه عن مساعدته .. وخرج من فيلا مرام وذهب خلفه ادهم ...
اما هي فشعرت بقلبها يخرج من موضعه مره اخري .. كان منذ دقيقه بين يديها
وها هي تشاهده يبتعد من جديد .. لم تعد قادره علي تركه لسبع سنوات اخري !! كم سبع سنوات يتبقي في العمر كي تعيشهم في فراق بعيده عنه ..
خرج وتركها في دوامه من الدموع اصبحت كالبحر الفياض بالعبرات
جلست في موضعها علي الارض واخذت تشهق بقوه الي ان شعرت بضيق تنفس ولم تعد قادره علي المقاومه اكثر .. فسقطت مره اخري مغشيه عليها .....
الكلام اللي قلته ده صحيح يا عبدالله !!
وجه ادهم ذلك السؤال الي عبدالله وهو يقود السياره عائدا الي فيلته فاجابه عبدالله في هدوء وثقه مستحيل طبعا .. مش هبعد عنها مش هسيبها بعد ما لقيتها خصوصا اللي انا شاكك فيه.. مرام في حاجه غلط بتدور حوليها .. مش هسمح لبنتي حد يأذيها يا ادهم .. كنت في مقام ابوها قبل ما ابقي جوزها وحبيبها مرام لسه تحت وصايتي ... والاب عمره ما يسيب بنته ابدا مهما حصل .. بس هفضل متابعها من بعيد عشان اكمل مشواري في موضوع
بعد ان فرح ادهم بحديثه عن بقائه معها واطمئن ان عبدالله هو من سيحل عقده تلك القضيه بأكملها وينقذ مرام ايضا من براثم الذئاب التي تحوم حولها .. صعق من حديثه بامر استكماله لقضيه حمدي وانه لن يظل معها بل جوارها من بعيد فردد ادهم رافضا يا عبدالله مينفعش .. لازم تبقي جنبها .. انا مكنتش محتاجك انك تشوفها ويحصل بينكم لقاء وعتاب وبس .. انا لما قلت لك علي موضوع شركه الامن وان محتاجك تأمن شخصيه كنت بتكلم جد .. انا فعلا محتاجك تأمن مرام
تذكر حديث ايمان وهي تقول له انها بخطړ وتطلب منه ان لا يتركها وايضا نظرات اولفت ولعثمتها زادت شكوكه اكثر وها هنا حديث ادهم يؤكد له اكثر واكثر هول المخاطر التي تحيط بها فسأله پخوف انت قصدك ايه يا ادهم .. ما تفهمني ارجوك !!
والله انا كمان معنديش معلومات كفايه لكن كل حاجه بتأكد ان فعلا مرام في خطړ وعشان كده انا عايزك تفضل جنبها معاها في كل خطوه ..
اطرق عبدالله مفكرا بضع لحظات ثم قال له ادهم انا مش عايز انام .. انا هتمشي شويه بالعربيه .. لو عايزني اوصلك لبيتك معنديش مانع لو عايز تنزل تقضي الليله عندي .. الفيلا كلها تحت امرك
جالت فكره ببال ادهم وعزم علي تنفيذها كي يقطع الشك باليقين حول سير عبدالله في طريق قټله اخيه فقال متصنع التعب لا خلاص اذا وصلنا البيت عندك خليني ارتاح هنا شويه والفجر كده همشي عندي شغل مهم
انزله عبدالله من السياره وادخله منزله ومال ادهم علي الفراش متصنعا النوم من شده الارهاق .. تركه عبدالله واستقل سيارته وذهب بعيدا ..
ما ان تأكد ادهم من رحيل عبدالله حتي نهض مسرعا وهو يبحث عن تلك الشنطه الكبيره التي تحتوي علي اشياء تخص حمدي حين اتي بها من منزل الحسيني .. وجدها بالفعل وشرع في فتحها يبحث عن كل الاوراق التي توجد بها .. وجد بعض من عقود المنزل الذي كان يقطن به بالأردن وايجار سيارات واوراق اخري غير مهمه .. فتح اللابتوب الخاص به وقام بالدخول الي مقاطع الفيديو ليجد اپشع منظر ممكن ان يتخيله احد علي الاطلاق ليردف ادهم محدثا نفسه في حزين الناس بقت عباره عن وحوش .. بس بجد برافو عليك يا حمدي
قام بتحميل كل تلك الفيديوهات والصور وايضا اخذ هارد الكاميرا ليترك كل من اللابتوب والكاميرا فارغين تماما ..
هتف ادهم في ثقه متحديا عناد عبدالله ابقي وريني بقه هتكمل ازاي في موضوع حمدي ده وانت مش في ايدك اي حاجه
توصلك لأي طريق يا أبن الحسيني
وبمكان أخر بعد ان فتحت مرام عينيها مره اخري من الصدمه التي تعرضت لها وجدت نفسها بين ايدي ايمان وهي تربط عليها في حنو وشفقه قائله حمدالله علي سلامتك يا مرام ..
شهقت مرام في حسره قائله مشي صح !! .. سابني تاني يا ايمان .. هيبعد عني سبع سنين تاتي !
اجابتها ايمان في لوم مش انتي اللي رفضتي يا مرام وقولتيله مش عايزاك !!
اسرعت مرام مدافعه كنت
مقهوره يا ايمان .. وبعدين هو خلاص يعني ما صدق يلاقيها فرصه عشان يبعد عني تاني !! .. دا مشي ولا كأنه راجع بعد يومين مش بعد سبع سنين
رددت ايمان بحزم انتي دلوقت عايزه ايه !!
اجابتها مرام في تردد مش عايزاه يبعد عني تاني
ابتسمت ايمان في ثقه بخبث قائله يبقي مش هيبعد عنك تاني
سألتها مرام في تعجب اي الثقه دي ! .. هتعملي ايه يعني!!
اشاحت وجها بعيدا وهي تنهض من علي فراش مرام كي تعود الي منزلها لا انا مش هعمل حاجه لكن هو اللي مش هيرضي يبعد .. انا واثقه فيه .. وبرضه حاسه بيكي .. يلا اسيبك انا بقه عشان ارجع لان ي قلت لعمي اني هرجع قبل 12
ماشي يا ايمان وياريت متتأخريش الصبح...
قبلتها ايمان علي خدها مودعه لها قائله يلا بقه يا روما تصبحي علي خير
وانتي من اهله
وقبل ان تخرج ايمان من غرفه مرام تواجهت مع اولفت وهي تستعد للدخول لمرام .. نظرت اولفت اليها والشرر يتطاير من عينيها وكانها تتوعد لها .. بادلتها ايمان بأبتسامه نصر وثقه حتي وان كانت خائفه بداخلها ولكن تعود اليها الثقه مره اخري فور تذكر مواجه عبدالله مع مرام وانه عاد اليها وسيحميها من كل ما يحول حول نجاحها ومستقبلها المهني .. ثم تركت اولفت تكاد تشتاط من القهر ...
ذهبت اولفت بأتجاه مرام قائله في قلق مصطنع عامله ايه دلوقت يا حبيبه طنط !
الحمدلله كويسه يا طنط
ثم اكملت وهي تتمني ان تنجح بالتأثير عليها نسيتي انه طلقك وانتي حامل !! .. نسيتي الايام اللي عيشتيها بتنادي عليه وهو سايبك ولا فارق معاه الالم اللي كنتي عايشاه !! .. الم المذاكره والولاده وتربيه ابنه وجايه ببساطه كده تهدي كل ده !! .. لا يا مرام توقعت انك تكوني اقوي من كده وأنه ميرجعش يأثر عليكي تاني
اكملت اولفت في خبث لو انتي عايزه نرجع تاني علي الأردن مفيش مشكله لو شايفه ان ده هيكون بفايده اكتر من انك تفضلي هنا... ولو علي ناجي انا ممكن اتفاهم معاه
لم تنطق اولفت بذلك خوفا علي مرام انما خوفا من سيطره عبدالله عليها مره اخري وخصوصا انها رأت بعينيها مدي تأثيره عليها كما السابق تمام .. وخۏفها من اخيها حين يعلم بأمر عبدالله .. سيقضي عليها قبل ان يقضي علي عبدالله ومرام ... فأجابتها مرام لا يا طنط انا مكمله في بلدي .. انا وعدت ناس كتير عايزه تتعالج هنا اني هشرف علي علاجهم بنفسي والصحافه والاعلام سجلو كل حاجه .. مش ممكن ارجع
الا اما انهي اللي بدأته .. وان كان عليه فهو مجرد طليقي زي ما قلت
زفرت اولفت في ضيق وقلق وخيبه الم وخوف من المجهول مع ذلك ال عبدالله واخيها اللي يريحك يا حببتي .. تصبحي علي خير
وانتي من اهله
اشرقت شمس صباح جديد علي مرام وهي مستيقظه لم تذق طعم النوم .. ظلت اشتاقت له بكل ما يحمله من حب وڠضب وثوره وخفقان قليها باتت متأكده انها مازالت تذوب عشقا به مازالت تراه كما كانت تراه فيما مضي .. حتي تأثيره عليها .. مازال كل شئ لم يتغير حتي بعد الفراق ..
تركت الاولاد غرفتها وهي تشاهد شروق الشمس محدثه نفسها ليه رجعت يا عبدالله !!.. ليه ظهرت تاني في حياتي !!.. اه لو تعرف انا عملت ايه عشان اعود نفسي علي عدم وجودك في حياتي واتأقلم !!.. ليه !!
رفعت رأسها الي الاعلي وكأنها تطلب من ربها ان يجيبها علي سؤالها .. ولم تكن تعرف انه يراقبها .. يراها وهي رافعه رأسها الي السماء ..
ظل طوال الليل متيقظا هو الاخر لم يذق طعم النوم .. اخذ يتطلع الي شعرها الطويل الحريري الذي اشتاق اليه .. يتأمل حركته اثر الهواء .. وهو يقف علي الضفه المواجهه لفيلتها .. لم يرفع عينيه من عليها وتسارعت خفقات قلبه وارتسمت ابتسامته الحانيه علي وجهه وراح يحدث نفسه .. حكمه ربنا وترتيباته دي غريبه أوي يا ميمتي .. اكيد ربنا ليه حكمه وسبب اننا نتقابل تاني وفي الوقت ده تحديدا .. بس كل اللي هقدر اقولهولك اني عمري ما هسيبك تاني .. مش هضيعك من ايدي تاني يا مرام .. مش هتفضلي وسط الناس اللي معاكي دي ..
انا خرجت وعدت تاني ليكي..
وعلي الناحيه الأخري..وصل ادهم امام العماره التي يقطن بها حتي اتاه اتصالا من عمر زميله فأجابه علي الفور...
ايوه يا عمر !
ادهم باشا .. في عندي اخبار مش كويسه خالص..
انجز يا عمر حصل ايه !
العيال اللي اتقبض عليهم امبارح .. اتصفو هما الاتنين ..
يعني ايه ..ماټو !
لا يا باشا .. اټقتلو ..
مين اللي عمل كده !! ..
محدش يعرف .. لازم تيجي يا باشا الموضوع مش سهل ..
تمام يا عمر انا
جاي دلوقت ..
اغلق الهاتف وهو يزفر في ضيق حول هؤلاء الاوغاد الذين ارادو عبدالله لم يدري من المقصود بتلك ولكن ما كان يعلمه جيدا ان ورائهم سر سيقومون بكشفه .. وبات متأكدا ان م الكبير الذي حرضهم علي
صعد الي شقته كي يضع الهارد الذي اخذه من منزل عبدالله ويقوم بالذهاب الي عمله ليتفاجأ يسيده كبيره في العمر تقف امام منزله...
حضرتك بتدوري علي حد هنا !!
وجه ادهم ذلك السؤال الي تلك السيده والتي اجابته في حنان وود ايوه يا ابني .. بدور عليك .. مش انت الظابط ادهم اللي
ابتسم لها ادهم بحنو ايوه .. خير .. مين حضرتك !!
اجابته في تردد وهدوء انا .. انا ابقي .. ام يمني
تلفصل الخامس
الجزء الثاني
حلقه 5
عن ألف شخص عن ألف معنى عن ألف حب أنت تغنيني عن ڪل شيء..
رحب ادهم بدواعي الضيافه علي تلك السيده بالرغم من ذلك الشعور الغريب الذي ينتابه تجاه زيارتها المفاجأه له وفي مثل هذا الوقت .. ردد ادهم في احترام اهلا بيكي يا حاجه .. نورتي
ابتسمت الحاجه يسر في هدوء النور نورك يا ابني .. اكيد انت مستغرب من زيارتي ليك .. وانا عرفتك ازاي !
بادلها ادهم الابتسامه قائلا والله موضوع عرفتيني ازاي ! فده اكيد من يمني .. لكن فعلا انا فعلا استغربت من زيارتك .. خير ان شاء الله !
ابتلعت الحاجه يسر ريقها قائله في توتر بص يا ابني .. انا اعرفك من زمان .. من وقت ما بنتي خلصت ثانويه عامه .. او تحديدا الوقت اللي انت سافرت فيه علي حسب ما عرفت من يمني
ثم تابعت في توتر اكثر وعارفه برضه اللي كان بينك وبينها .....
وقبل ان تستكمل حديثها قاطعها أدهم في حده انا مفيش بيني وبين بنتك اي حاجه .. ده موضوع انتهي قبل ما يبتدي اصلا
تعصبت الحاجه يسر ايضا وكأنها تأمره بلاش تعاند انت كمان واسمعني للأخر .. ولما هو مفيش اي حاجه بينكم .. انت متعصب كده ليه وردك جاهز علي لسانك !
ازدادت عصبيه ادهم انا مش متعصب وبتكلم بهدوء .. فياريت حضرتك تتفضلي تقولي اللي عندك عشان عندي شغل
عادت الحاجه يسر الي هدوئها مره أخري بص يا حضرت الظابط .. انا بنتي عملت زيك بالظبط .. هي ضحت بيك زمان وانت دلوقت بتضحي بيها .. زمان هي رفضت تتجوزك بسببي .. لاني ست صاحبه مرض ومينفعش تسيبني وتمشي .. وقتها ان لمتها قوي .. محدش بيلاقي الحب بالساهل وخصوصا لما عرفت انك كنت شاريها وهي اللي باعت .. لو كانت قالتلي وقتها قبل ما ترفض كنت انا اللي هاجي واديهالك ڠصب عنها ..
ليقاطعها ادهم مبتسما في سخريه يعني انتي دلوقت عايزه توصلي لايه ! .. انتي بتتكلمي علي حاجه مرت اكتر من سبع سنين !!
رمقته بنظره خاصه قبل أن تردف يعني انت عايز تفهمني انك نسيتها وحياتك مشيت !! .. طيب فين مراتك وعيالك والأسره اللي انت كونتها مع الأيام
اشاح ادهم بنظره بعيدا لتكمل السيده يسر انا عارفه اني مجيتي هنا غلط وكمان اللي بقولهولك واللي هطلبه منك ده برضه غلط وميصحش في حق البنت لكن .....
ليرفع عنها ادهم الحرج قائلا قلتها زمان ليمني وهقولهالك دلوقت .. انا اعرف كويس معدن الشخص اللي قدامي .. مټخافيش ..
لترد عليه بعتاب ونبره دافئه ولما انت تعرف معدن الشخص اللي قدامك .. معرفتش معدن بنتي ليه وفهمت انها لسه بتحبك .. سبع سنين وهي رافضه الجواز من اي حد ومبتفكرش غير فيك وعماله تحمل نفسها ذنبك.. سبع سنين كانت عايشاهم بالطول او بالعرض مش هتفرق لكن الاسم كانت عايشه وخلاص لحد ما ظهرت تاني .. وحالتها بقت اصعب من الاول .. انا اللي خلاني اجيلك هنا اني كنت عايزه اتأكد من حاجه وخلاص اتأكدت منها من نظره عينيك .. والحاجه التانيه اني عايزاك تنقذ بنتي
رق قلبه لحديثه ولا يدري لما تلك الندبه التي دبت بأوصال قلبه تجاهها دفعه واحده قائلا انقذها من ايه ! .. مش فاهم يمني مالها !
اغمضت عيناها قائله كفايه عند يا
ابني .. كفايه انت وهي لحد كده .. العمر مبقاش فيه كتير وانا عايزه اتطمن علي بنتي اللي ملهاش غيري في الدنيا .. مفيش غيرك اللي هيقدر يحميها
من خواتها من بعدي
دهش ادهم وشعر بالخۏف علي حبيبته قائلا خواتها !! .. خواتها مين ! انا اللي اعرفه ان يمني ملهاش خوات وهي الوحيده !!
لا ليها خوات كبار من ابوها .. انا كنت مراته التانيه وهي تبقي الصغيره بتاعتهم .. خواتها ناس من كبرات البلد اللي مبيرحموش وعايزين.... عايزين.......
اشتد ادهم علي يديها قائلا في خوف عايزين ايه ! .. اتكلمي
استرخت الحاجه يسر بعد ان فرت تلك الدمعه من عيونها قائله انا هحكيلك يا
ابني علي كل حاجه .. واسمعني للأخر واتمني انك توافق علي اللي هطلبه منك .....
مازال ينظر الي شرفه منزلها وهو يراقبها من بعيد حين خرجت اليها تشاهد شروق الشمس ليومها الجديد .. الي ان اختفت مره اخري لتعود لغرفتها .. فهم هو ايضا بالرحيل وقبل ان يشغل سيارته وجد هاتفه يصدع بالرنين برقم غير معروف فأجابه علي الفور ليجد صوت انثوي رقيق
صباح الخير .. استاذ عبدالله !
ايوه يا فندم مين معايا !
انا ايمان قطب .. اللي كلمتك عند مرام وطلبت اني اشوفك..
انتي اللي بتلبسي خمار !
بالظبط ..
انا فعلا كنت محتاج اتواصل معاكي لكن مكنتش عارف اوصلك ازاي بعيدا عن الست اولفت..
انا عارفه وعشان كده انا اللي قدرت اوصلك ..
تمام يا انسه ايمان .. تحبي نتقابل امته وفين ! ..
ياريت دلوقت وقبل ما اروح عند مرام .. انا خارجه من البيت في كافيه جنبنا علي طول لو تقدر تيجي هنا في العنوان ..
مسافه السكه ان شاء الله وهكون موجود ..
لتغلق ايمان الهاتف وينتاب قلبها شي من السعاده والاطمئنان ورددت في راحه وهيام وهي تتذكر الحب اللذي جمع مرام وعبدالله .. في ناس انت وحشتها وكفايه تبعد عنها اكتر من كده
استدارت ايمان بعد ان وضعت الهاتف الخاص بها في حقيبتها لتجد من كان يراقبها پغضب ليردف عشان كده رافضه تكلميني او حتي تتعاملي معايا زي الاول !!
قالها عمر پغضب وغيره شديده حين سمع حديثها الاخير وانها علي وشك مقابله شخص ما وهي تشتاق اليه ولابد من عودته اليها .. اردفت ايمان بهدوء مصطنع وثقه قصدك ايه بكلامك كده ! .. ومهما كان اللي وصلك ولا اللي تقصده ميفرقش معايا اصلا .. اما موضوع بتجاهلك ورافضه اكلمك ده سوء فهم من عندك انت مش مني خالص .. انا بتعامل معاك في حدود الادب والرسميه واللي المفروض يكون بين واحده وابن عمها يا ابن عمي .. انت شخص غير محرم عليا وعشان كده بتعامل علي الاساس ده .. يمكن زمان مكنتش بعمل كده عشان كنت صغيره و مكنتش فاهمه كويس .. لكن دلوقت الحمدلله فهمت
ثم اكملت متعمده اغاظته اما بقه احب ولا محبش فدي حاجه ترجعلي انا .. دي حياتي
وانا حره فيها .. احب ولا اتجوز ولا اۏلع في نفسي دي حاجه ترجعلي وانا مش صغيره ..
لتكمل بأبتسامه خبيثه زي بالظبط كده لما انت رحت اتجوزت من غير موافقه حد ..
اسرع عمر مجيبا في حده انا متجوزتش وانتي عارفه ده كويس ان الموضوع متمش
رددت ايمان ببرود وكبرياء حتي لو تم .. صدقني مكنش هيفرق معايا .. زي ما هو مش فارق دلوقت بالظبط .. وعن اذنك عشان عندي شغل
تركته وغادرت الغرفه قبل ان تراه يغضب مره اخري لتهم بالخروج من المنزل لتجد يد تشدها الي داخل غرفه اخري وهي تبتسم في انتصار برافو عليكي يا ايمان
تنفست ايمان الصعداء قائله في قلب ينتفض انا مش عارفه هفضل اتعامل معاه بالطريقه دي لحد امته !!
لكزتها مديحه في خبث اوعي .. اوعي تديله ريق حلو خليكي كده دايما .. خليه يندم ويشوف الفرق بينك وبين اللي كان عايزها
لتجيبها ايمان في حسره وحزن وهيفرق ايه لما يشوف الفرق يا عمتو .. هو يعني كان بيحبني !
لامتها مديحه قائله يبقي انتي مشوفتهوش لما سبتينا وسافرتي كان عامل ازاي .. مفرقش معاه جوازه اللي اتلغي قد ما فرق معاه انك مبقتيش موجوده .. طول الخمس سنين وهو عايز يكلمك بس احنا مرضيناش زي ما انتي طلبتي ..كل مره كنا نفتح معاه موضوع الجواز كان بيرفض .. يمكن وقتها مكنش عارف يحدد مشاعره الحقيقيه يا بنتي .. لكن دلوقت .. ھيموت عليكي .. ده ابني وانا عارفاه اكتر حد في الدنيا .. بس برضه مش بالساهل كده
تأثرت ايمان بحديثها ونظرت الي موضع غرفتها التي تركته بها قائله في تمني وحب يارب يطلع كلامك صح يا عمتو .. يلا بقه اشوفك بالليل
هو انتي رايحه تقابلي مين يا بنتي خلاه يتعصب كده !
ابتسمت ايمان وهي تتذكر حالته قائله لا مټخافيش .. ده كله شغل تبع الدكتوره اللي شغاله معاها
ربتت ربنا يوفقك يا بنتي ويصلح لك الحال
امنت ايمان علي حديثها قبل أن ترحلامين يارب
دلف ادهم مكتبه في مقر
عمله بعد حوالي ثلاث ساعات منذ ان ترك تلك السيده .. عقله ما زال مشغولا بحديثها وما طلبته منه بأمر حبيبته العنيده وعلي الرغم من ان ذلك لمست قلبه ووجد هناك طريقا مفتوحا امامه للوصول اليها لكن تظل نقطه رفضها له منذ سبع سنوات عالقه بذهنه وتناديه بتخليه عنها مثل ما فعلت في الماضي .. فأجل تفكيره في هذا الموضوع حين الانتهاء من عمله علي الرغم من انه اخذ قرارا مبدئيا حول امرها ....
اخيرا حضرتك وصلت
.. اتفضل يا باشا شوف الكارثه اللي حصلت..
قالها عمر وهو يرحب بأدهم الذي بادره بقلق مقدرتوش برضه توصلو لحاجه ومين اللي له يد في الموضوع ده !!
ادهم بشكهنشوف دلوقت
هز رأسه بإيماء
تمام يا عمر
ثم امر احد العساكر قائلا نزلي يا ابني الاتنين دول
نفذ العسكري امر سيده وقام بانزالهم الي الاسفل .. تقدم ادهم بأتجاهم وفحصهم جيدا وهو يبتسم بخبث ثم استدار الي عمر قائلا .. تعالي يا عمر علي مكتبي
عمر بعمليه تمام يا فندم
بعد ان دلفو الي المكتب الخاص بالمقدم ادهم واغلق عمر الباب خلفه استدار له ادهم قائلا في ثقه مين الحراسه اللي كانت موجوده بالليل يا عمر .. او تحديدا وقت وقوع الچريمه دي !
حضرتك امرت اننا نحطهم بحجز انفرادي لوحدهم وعشان كده مكنش عليهم غير العسكري خليفه طول الليل...
جيبلي خليفه هنا يا عمر بسرعه
تحت امرك يا فندم بس انا عرفني في ايه !
عمر وهو يأدي التحيه العسكريه تمام يا فندم
خرج عمر وهو يتذكر ذلك اليوم اللذي تم اطلاق الڼار عليه هو وعبدالله ويتذكر سمر التي ظهرت واختفت فجأه ليردف في تفكير يا تري ايه اللي جابك يا سمر وقتها .. دا اذا مكنتيش انتي اللي ورا الليله دي كلها.. ما هو إنتي ليكي في كل خرابه عفريت ولو مكنتيش كده متبقيش سمر!!
قاطعه عمر وهو يدلف غرفة مكتب ادهم .. ادهم باشا ..
طنط ايمان .. ثباح الخير ..
انحنت ايمان لتقبل تلك الصغيره الجميله في حب وهي تقلدها يا ثباح الثكر يا قمر .. ماما فين يا تموره !
أشارت تمارا برأسها إلي الداخل في طفوليهماما بتاخد شاور وكانت مستنياكي...
ماشي يا قمر روحي بقه انتي العبي مع دومي عشان عايزه اقعد مع ماما لوحدنا...
اومأت لها الطفله بإيجاب وذهبت مسرعه الي اخيها في حين خرجت مرام من الحمام بعد ان اخذت حماما دافئا .. وجدت ايمان تجلس بالغرفه فرحبت بها .. صباح الخير يا ايمان
رمقتها ايمان بنظره متفحصه صباح النور يا دكتوره .. عينك بتقول انك منمتيش طول الليل ..
توجهت مرام بوجهها الشاحب الي المراه واخذت تمشط شعرها في حزن مبقاش يفرق يا ايمان .. من امته وانا بنام اصلا ..
لتجيبها ايمان بحزن طيب انا مفطرتش وعارفه انك مكلتيش حاجه امبارح .. هجيب فطار ونفطر مع بعض انا وانتي والاولاد اي رأيك !
هزت مرام رأسها بنفي مليش نفس يا ايمان .. كلو انتو .. وياريت تشوفيلي جدولي عشان عايزه انجز مشواري هنا في مصر
للدرجه دي عايزه تهربي وتبعدي !
شرعت مرام في بكاء وقهر بالعكس انا متمسكه بيه لأبعد حد بس هو اللي بايع .. وانا مش عايزه افرض نفسي عليه اكتر من كده .. انا جيت لهدف هخلصه وارجع تاني... زي ما هو ظهر لهدف برضه ومش عايزني...
رددت ايمان وهي تكز علي اسنانها في ترجي يا مرام فكري !! .. صدقيني مش هيسيبك انا متأكده
لتهب مرام واقفه في حده وبكاء مش هيسيبني ازاي ! .. هو انتي مسمعتيش قالي ايه ! .. قالي انه هو اللي هيمشي المره دي وقدامي .. مش عايزني يا ايمان .. صدقيني ... تلاقيه دلوقت عنده مراته وابنه اللي كانت حامل فيه.. مستحيل يرجعلي .....
اسرعت ايمان تسندها في قلق مالك يا مرام .. مرام .. مرام ردي عليا
وغابت مرام عن الوعي بين يديها .. كتمت ايمان صريخها ووجدتها الفرصه المناسبه لتنفيذ مخططتها .. حملتها الي السرير مسرعه في توتر وهي تنظر الي باب الغرفه لتري ان كان احد رأي ما حدث ام لا .. اسرعت الي الباب لتغلقه وتوصده جيدا .. ثم اخرجت من حقيبتها سرنجه طبيه وسحبت عينه من الډم من وريد مرام وهي تردد في قلق حقيقي سامحيني يا مرام .. كله عشان مصلحتك .. لولا انك بتثقي في العقربه اللي اسمها اولفت دي مكنتش عملت معاكي كده
وضعت ايمان الحقنه بداخل حقيبتها مره اخري وهندمت نفسها ثم خرجت اليهم لتخبرهم بامرها .. دلفت اولفت الغرفه مسرعه
وبيدها الدواء الخاص بمرام وهي تقول بلهفه مصطنعه دا اكيد عشان مأخدتش الدوا
لتجيبها ايمان مسرعه وهي تأخذ منها الدواء في اكيد يا اولفت هانم .. لو سمحتي جيبيلها كوبايه ميه وانا هديها الدواء
لتكمل ايمان بنبره ثقه لتاكد علي حديث اولفت وياريت بعد كده محدش ينسي مواعيد الدوا بتاعها لو سمحتو عشان متقعش مننا تاني زي ما حصل كده..
وشرعت ايمان في فتح زجاجه الدواء ورأتها اولفت متلهفه وهي تعطيها الدواء فاطمئنت مبدأئيا علي ان ايمان لم تكشفها بعد ..
ما ان خرجت اولفت من الغرفه حتي ملأت ايمان الدواء بسرنجه اخري كي تأخذ منه عينه هو الاخر .. ثم اعطت مرام حقنه مقويه بها الفيتامينات التي تحتاجها مؤقتا حتي تساعدها علي النهوض حتي اتمام الامر التي تفكر به ...
دلفت اولفت الغرفه وبيدها الماء فأسرعت ايمان بأخذها منها وجعلت مرام تتناولها في هدوء فتسائلت اولفت في توتر خدت الدواء يا ايمان !
نظرت اليها ايمان بثقه ايوه طبعا .. اهم حاجه صحتها .. وياريت تلتزمو بيه عشان ميحصلهاش مضاعفات
لتبتسم اولفت بعد ان اطمئنت علي مقصدها ايوه طبعا ودي حاجه تفوتني ..
نهضت ايمان وبيدها حقيبتها قائله .. مضطره اني اسيبها دلوقت لاني عندي فحص مهم زي كل سنه .. ساعتين بالكتير وهرجع لها تكون فاقت
اولفت بأبتسامه ماكره طبعا اتفضلي
ازاي ده !! .. مش ممكن تكون كل حاجه فارغه...!
قالها عبدالله وهو يمسح بيده علي رأسه من شده التوتر بعد ان قام بفحص الكاميرا واللابتوب الخاصين بأخيه حمدي ووجدهم فارغين تماما من اي ملفات.... يعني مفيش حاجه توصلني للي عمل فيه كده !!
شعر عبدالله بغصه في قلبه وهو يتذكر صوره اخيه المېت علي هاتف ادهم لتشتد عروقه ويهتف في ڠضب وكانه يطلب من الرب اجابته ياااارب .. ليه كده !! .. انا كده مش هوصل لحاجه .. مفيش اي حاجه قدامي امشي فيها ..
تذكر ادهم حين اخبره بأن يسير معه في طريق حراسه مرام وكل شئ سيتم علي ما يرام وسيصل الي هدفه .. ربط عبدالله الخيوط ببعضها وشك بالفعل بما يحدث حول مرام وصله اخيه وشغله واخباره الدائمه التي كان يخبره بها عن مرام .. واصرار ادهم ايضا علي حمايتها من قبل عبدالله وايضا حديث ايمان معه حين التقي بها منذ ساعتين اخبرته عن ما يدور حول مرام....
اولفت دي مش سهله يا استاذ عبدالله ومحدش قادر يوقفها ومرام عاملالها خط احمر يعني ممكن تبيع اي حد مننا وتشتريها .. وعشان كده واخده حريتها علي الاخر وانا شاكه انها
بتتدبر لمؤامره كبيره سواء هي او اخوها لمرام......
ليتوقف عبدالله عند ذكرها لأخيها قائلا لحظه واحده !! .. مين اخوها ده !
لتبتسم ايمان شذرا ناجي بيه الكافوري .. اتمني اني متكلمش عنه وانت تشوفه بنفسك
اجابها عبدالله وقد احس بالخطړ الحقيقي تمام اكيد هقابله ..انا دلوقت عايز اعرف مرام مالها واي الحاله اللي وصلت لها دي !
الحاله دي بتيجي لمرام من حوالي شهر .. وقتها كشفت بس كانت هي واولفت لوحدها ومحدش عارف عندها اي غير اولفت بس .. لكن من وقتها وانا شاكه فيها ودايما كانت بتبعدني عنها والدوا بتاع مرام علي طول بيبقي معاها مش بتديه لحد غير وقت اما مرام تيجي تاخده .. ولما تخلص بتاخده تاني معاها بحجه انها خاېفه عليه وكمان عشان تلتزم بمواعيده مع مرام لانها بتنسي....
ليتأكد عبدالله من حديثها ان هناك امرا خاطئا بالفعل يحدث معها فلعنها الف مره وهو يتوعد ان كان ما يشك به صحيح .. فنظر الي ايمان قائلا ايمان .. عايزك تنفذي اللي هقولهولك ده بالحرف
لتسرع ايمان في تساؤل ولهفه اكيد هنفذ اللي حضرتك هتقوله .. لكن قبل اي حاجه .. انت هتبعد عن مرام تاني !!
اجابها عبدالله علي الفور وقلبه يخفق في حب وقلق لا .. مش هبعد عنها .. وهبقي معاها في كل خطوه سواء برضاها .. او ڠصب عنها
ابتسمت ايمان في انتصار وفرحه وهي تردد دلوقت ايه المطلوب مني يا سياده الحارس الخاص
ليقطع عبدالله من شروده رنين هاتفه بأسم ادهم فأجابه علي الفور
ايوه يا عبدالله انت فين !
انا في الفيلا يا ادهم..
تمام .. جاي لك دلوقت ..
لينهي اتصاله معه ويقوم باجراء اتصالا اخر...
انسه ايمان .. نفذتي اللي قلت لك عليه..
ايوه طبعا ودلوقت انا في الطريق علي العنوان اللي قلتلي عليه ..
اهم حاجه ..حد عرف !
لا اتطمن محدش عرف حاجه .. حتي مرام اغمي عليها ومعرفتش اني خدت منها عينه ..
دق قلبه في مراره وهو يسمع حول ما اصاب حبيبته فردد..
طيب تعالي مستنيكي علي طول ..
اغلق الهاتف معها وهو يتذكر لقائهم وينتفض قلبه تلقائيا بمجرد شكوكه بأمر الخطړ الذي يدور حول مرام ومرضها الذي اصبح مصاحبا لها منذ اكثر من شهر ..
نظر من نافذه الغرفه
ليجد سياره ادهم تدلف من البوابه الكبيره فنزل اليه علي الفور...
اهلا يا ادهم .. خير !
اجابه ادهم علي عجاله قررت ايه في موضوع الحراسه !
عبدالله بتأكيد موافق .. مفيش قدامي غير الطريق ده .. همشي معاك واشوف هنوصل لأيه !
أبتسم ادهم في انتصارطمنتني .. كل الاجراءات هنتفق عليها وانا هبلغ الدكتوره بقرارك عشان يكون عندها خبر .. وفي حاجه كمان حابب انك تعرفها
خير !
اجابه عبدالله في قلق وحيره طيب بعيدا عن مين اللي كان مستهدف .. ده ايه علاقته بمرام !
اجابه ادهم وهو يفكر بدهاء الموضوع ده يا اما تبع سمر وخصوصا بعد ظهورها واختفائها المفاجئ .. وكمان انا دورت عليها ملقتش ليها اي اثر لا في بيتهم القديم ولا اي مكان ومش عارف راحت فين
.. واتمني انه يكون ليه علاقه بسمر فعلا ونقدر نحله .. يا اما ..
يا اما ايه !!
يا اما ليه علاقه فعلا بمرام والناس اللي بيدورو وراها وعايزين يصفوها ويبدأو بينا لمجرد خروجك من السچن ورجوعي مصر مره تانيه.. وده اللي انا خاېف منه فعلا عشان كده كنت عايزك متفارقش مرام وتبدأ من النهارده كمان
انت لحد دلوقت مش راضي تفهمني حاجه لا بمۏت اخويا ولا مين اللي عايزين يدمرو مرام وبرضه بتكلمني بألاغاز !
ليفاجئهم دخول ايمان المفاجئ عليهم وهي تهتف كل اللي طلبته مني نفذته يا استاذ عبدالله ودول العينتين ..
لتنظر خلفها قبل ان تستكمل حديثها وتجد ادهم ينظر لها بهدوء فرددت بخجل وتوتر انا مكنتش اعرف ان حضرتك هنا يا كابتن ..
ليجيبها أدهم علي الفور ولا يهمك .. بس اي اللي كان مطلوب منك !
تحدث عبدالله بديلا عنها قائلا لا متاخدش في بالك .. دي حاجه كده كنت طالبها منها
ابتسم ادهم بخبث وانتصار ايضا فهتف وهو يهم بالذهاب انت كده ابتديت تمشي في الطريق الصح .. واحده واحده وهتوصل لكل اللي انت عايزه .. متنساش النهارده عند مرام ..
انتبهت ايمان الي عبدالله قائله انا خاېفه يكون شك في حاجه !
متقلقيش .. ادهم معانا مش علينا .. المهم دلوقت انت لازم ترجعي لمرام .. وانا ساعه بالكتير وهكون هناك لكن في مشوار مهم لازم اعمله بس اهم حاجه محدش يعرف اننا مع بعض .. وهاتي العينات اللي معاكي
اطمن .. انا واخده بالي كويس .. دول العينات اللي طلبتهم .. عن اذنك
بذلت مرام مجهودا كبيرا لتخفي فرحتها امام ادهم الذي اخبرها ان عبدالله سيتولي حمايتها وتأمينها اثناء فتره بقائها في مصر وانه وافق علي ذلك .. تأكدت مرام انه مازال يهتم بها ويحبها ولو بقدر قليل .. استطاعت ببراعه ان تخفي فرحتها امام ادهم ولكن لم تستطع ان تخفيها امام ايمان التي كانت تراقبها حين كانت تتحدث في الهاتف وتري اتفعالاتها ومدي تأثير ذلك الخبر عليها لتبتسم في عفويه وتتمني لها صلاح الحال ..
ايمان ! .. انتي هنا من امته !
قالتها مرام في قلق وهي تنتبه الي ايمان الواقفه امامها في ابتسام وهي تجيبها انا هنا من وقت ما رديتي علي المكالمه .. لو حاولتي تخبي عليه فمش هتعرفي تخبي عليا انا فرحتك دي .. مش قلت لك مش هيتخلي عنك
اموت واعرف جايبه الثقه دي منين !!
من الحب يا حضرت طبيبه القلوب!
نطقت مرام في خبث قائله طيب متعرفيش هييجي تاني امته !
غمزت لها ايمان قائله ايه وحشك !
اجابتها مرام في عشق جارف وهيام وحشني قوي .. قوي يا ايمان .. مش مصدقه اني هشوفه تاني
ايمان بضحك يا سيدي علي الحب .. متقلقيش تلاقيه جاي كمان شويه
دلفت اولفت الغرفه علي حديثهم ووجدت مرام في سعاده عارمه ولا تقل ايمان عنها فرددت في قلق وحيره بعد ان استمعت لاخر ما اردفت به ايمان هو مين اللي جاي مخليكم مبسوطين كده !
اجابتها ايمان في تحدي وثقه دا عبدالله باشا .. اللي هيبقي الحارس الخاص للدكتوره مرام ان شاء الله
هوي قلب اولفت بين قدميها وارتعد لسانها ورددت بعد ان بلعت ريقها هو .. هو مش قال خلاص هيمشي !! .. اي
اللي رجعه تاني !!
اجابتها ايمان بنفس الثقه القلب يا اولفت هانم .. القلب ده غريب قوي .. عقله يقوله حاجه ويقرر ينفذها ويجي القلب يغير كل ده في ثانيه ..
ثم نظرت لها نظره خاصه وبعدين مرام فعلا محتاجه اللي يحميها .. اصل الذئاب كترت قوي حواليها .. عن اذنك يا اولفت هانم ..
لتتركها ايمان وتلتفت الي داليدا التي دلفت الي الغرفه حديثا وتوجه كلامها اليها داليدا هانم .. يا تري كنتي فين !
ابتسمت داليدا
بمرح قائله كنت بتفسح شويه .. اول مره اجي مصر ايه مش من حقي اتفرج عليها !
رايحه تتفسحي في الظروف دي !
ما هو انا مش فاهمه اي حاجه من اللي حصل اول امبارح ولا حد راضي يفهمني فقلت اما اخرج افك عن نفسي واديني رجعت ..
يا برودك يا بنتي والله.....
خرجت مرام من الحمام ورأتهم علي وشك المشاكسه كعادتهم المرحه دا ادم وتمارا مش پيتخانقو مع بعض زيكم كده .. اعقلو شويه !
ضحكت ايمان وهي ټضرب داليدا ضربه اخيره حاضر يا فندم خلاص
خلصنا
غادرت اولفت الغرفه وهي تبتلع ريقها في قلق شديد وقلبها ينتفض من الخۏف وهي تحدث نفسها ناجي قالي انه جاي في الطريق دلوقت .. واللي اسمه عبدالله ده كمان معرفش طلع لنا من انهي داهيه .. هقول ايه لناجي لما يشوفه ! .. ولا لما يشوف مرام بتتعامل معاه ازاي ! دا مش بعيد ېقتلني لو عرف انها كانت مراته ! .. يارب استر
في ذلك الوقت كان يدلف عبدالله من بوابه الفيلا الكبيره مرتديا قميصا اسود وبنطلونا من الجينز واسفل حزامه يدس الخاص وكان في غايه الاناقه وقلبه يكاد يرقص فرحا للقاء محبوبته مره اخري .. ولكنه صعق حين رأي سياره كبيره الحجم ذات ماركه عالميه باللون الاسود غريبه الاطوار ويتفاجأ بأشخاص غرييه داخل الفيلا....
رجلان ضخمان كالحرس الخاص او رجال امن يقفان بالقرب من البوابه والذي نظرو اليه في ريبه .. كانو ېدخنون السچائر معا ويبدو عليهم انهم ليسو مصريين او من العرب فمن الواضح عليهم انهم اجانب .. نظر اليهم عبدالله في اهتمام وشك .. من يكونو وما علاقتهم بمرام !!
استكمل عبدالله طريقه داخل الفيلا ليجد اجابات علي اسئلته تلك ...
الفصل السادس
الجزء الثاني
حلقه 6
إن رأيتني معك فكن معي وإن رأيتني أتجاهلك فكن أيضا معي فربما هنالك حزن منك ولا علاج منه إلا بك..
عبدالله....!!!
مرتعشا وهي تراه ينظر اليها ثم رأته ينقل بصره بينها وبين ناجي وهو يحدق فيه من قمه رأسه وحتي اسفل قدميه ثم عاد ينظر اليها ويتطلع الي ما ترتديه
شعرت مرام بقلبها يرتجف وهي تراه ينظر اليها هكذا وهو يتقدم بخطوات ثابته نحوهما في صمت وبطئ انتفض قلبها حين شعرت بالذي قد يكون فهمه من هذا المشهد فأسرعت تبتعد عن ناجي وهي
اسرعت نحو عبدالله في حذر والدموع تترقرق في عينيها وصوتها يرتجف عبدالله .. ارجوك .. اوعي تفهمني غلط .. واديني فرصه افهمك بس........
ظل ينظر اليها غير قادر علي التفوه بحرف واحد وكأن الصدمه افقدته القدره علي الحديث .. ليتدخل ناجي وهو يلوح بيديه في عصبيه نعممم!!! .. مين ده اللي تفهميه يا مرام !!! .. يبقي مين حضرته!!!
تحولت نظره عبدالله من الصدمه الي الڠضب وهو ينظر الي ناجي فور انتهاء حديثه وقال عبدالله في صوت تكاد البراكين تشتعل به مين الراجل ده يا مرام !!
نظرت الي ناجي ثم الي عبدالله وهي متردده وعيونها تفيض بالعبرات وبعد ان طال صمتها كرر عبدالله سؤاله مره اخري في ڠضب اشد مش بكلم أمي انا بسألك مين الراجل ده!!
تقدم ناجي نحوه وهو يتطلع اليه في ڠضب ودهشه انت اللي مين !!! .. وبتعمل ايه هنا في فيلتي وڤيله خطيبتي!!
هوت الجمله علي قلب عبدالله وهوي قلبه بين قدميه واتسعت عيناه وفغر فاه غير مصدق إفندم!!!.... خطيبه مين
نقل نظره الي مرام التي اسرعت تقف امامه تاركه ناجي خلفها وامسكت بيديه قائله في نفي واصرار لا لا والله العظيم كداب يا عبدالله .. والله العظيم مش خطيبته ..
ثم نظرت خلفها الي ناجي وهي مازالت
تدارك ناجي الموقف وبداخله زلازل علي وشكولكنه حاول تليين اعصابه مبتسما في حب مصطنع
واستدارت الي عبدالله وبدون سابق انذار وقفت أمامه قامت بتجريده من جاكيت البدله الخاص به وارتدته وسط زهول ناجي وعبدالله الذي لم يمنعها أو يعترض علي ما فعلت...
ثم وجهت حديثها الي ناجي قائله في حده وصرامه كلمه نور عيني دي مسمعهاش منك تاني وانا بالنسبه لك الدكتوره مرام .. ده اولا .. ثانيا انا مش خطيبتك والبيزنس اللي بيننا حاجه وانك ټقتحم حياتي بالاسلوب ده حاجه تانيه خالص كل اللي وعدتك بيه اني افكر .. افكر وبس غير كده ملكش الحق تتصرف علي الاساس ده ... لسه مبقتش لا خطيبتك ولا مراتك ولا تربطك بيا اي صله زفت قرابه.....
شعر عبدالله بغصه مريره داخل حلقه وهو يري الحديث بينهم وانها وعدته بالتفكير بأمر زواجهم .. مجرد وعدها له بالتفكير فطر قلبه ونظر الي ناجي وجده ينظر اليه في ثقه وبرود وهو يجيب علي اخر ما اردفت به مرام انتي فعلا لسه مبقتيش خطيبتي .. لكن هتبقي يا مرام .. هتبقي خطيبي ومراتي وحبيبتي .. وده اللي علي وشك انه يحصل
وازدادت حده صوته وغلظته وهو
من عبدالله متحديا وهيحصل ..
نظر عبدالله الي مرام وجدها صامته في بكاء فقط ثم عاد النظر اليه في كراهيه وحقد ولكنه شعر بالعجز وقله الحيله وهو يري ذلك الشخص سيد الموقف وله الحق هنا .. كانت مرام ستنطق وتعترض حديث ناجي ولكن فاجأها عبدالله بصوت مخټنق مجروح تمام انا بعتذر لحضرتك
ثم نقل نظره الي مرام وهو يتطلع اليها بنظره تكاد تفتكها من الالم .. بعتذر يا دكتوره مرام .. والف مبروك ليكم
ازدادت ضربات قلب مرام في حنق والم حين سمعت اخر ما اردف به وتلك
النظره التي مزقتها الما .. رأته يستدير ويذهب
حيث اتي......
عبدالله ابوس ايدك استني....
قالتها مرام وهي تحاول اللحاق به ولكنها فوجئت بناجي يجذبها من يديها في ڠضب هو مين ده اللي يستني يا مرام ما تفهميني .. مين الراجل ده !!
تحولت نظره مرام من انثي عاشقه تلهث خلف محبوبها الي نمره شرسه تنظر اليه في ڠضب دفين وابعدته عن ذراعيها في قوه وهي تلقيه صفعه مدويه ايدك دي لو لمستني تاني انا هقطعهالك... مفهوم يا ناااجي !!
ضاقت عينا ناجي وهو ينظر اليها والي تحولها المفاجئ وتلك الصفعه التي تلقاها منها وهو غير مصدق علي الاطلاق ليردف في ڠضب انتي بتضربيني !!! .. وايد مين اللي هتقطعيها يا مرام
يا ناجي لو حاولت تقربلي تاني .. لو انت فاكر انك هتمسكني من ايدي اللي بتوجعني عشان البيزنس اللي بيننا تبقي غلطان .. ولو فاكر انك عشان تبقي اخو طنط اولفت وبكده انا هخضع لك وهتفرض نفسك عليا يبقي جرا لمخك حاجه .. لازم تنتبه كويس قوي وانت بتتعامل معايا وتعرف ان في فرق بيني وبين بنات الليل اللي انت بتجيبهم من الخرابات والملاهي الليليه عشان تشغلهم عندك وتنام معاهم ... ولو حاولت تتطاول معايا او تغلط انا هعرف ازاي اعرفك غلطك كويس يا ناجي ..
نظر اليها ناجي وهو لا يستطيع فهم او تصديق اي شئ فنطق وهو مصډوم مشيرا الي نفسه الكلام ده ليا انا يا مراااام !!
علت حدتها وازداد صوتها في الارتفاع وهي تقول ايوه ليك يا ناااجي .. وفي حاجه كمان اساسا مكنتش عايزاها من الاول انها تتم .. موضوع الخطوبه والجواز او الارتباط بيا ده تمحيه من دماغك خالص .. تنساه للأبد ....
ثم تركته يقف والشرر يتطاير من عينيه في صډمه وذهول فاردف متوعدا في ڠضب دفين ماشي يا مراااااام .....
ظل واقفا مثبت في موضعه داخل حديقه الفيلا الي ان رأي ايمان تسرع من داخل الفيلا الي الخارج خلف مرام التي اسرعت خلف عبدالله نظر اليها ناجي في كراهيه شديده وڠضب فطالما كرهها وكره عملها مع مرام وصداقتهم وكأنه يريد ابعادها عنها لكنه لم يستطع ...
والان لم تعد ايمان فقط العقبه في طريقهم حيث كان يخطط للتخلص منها فور اقتراب الهدف اللذي يطمح له .. لكن ظهر شخص اخر غريب لم يراه من قبل .. ورأي بنفسه كيف كانت مرام ترتعد وترتجف من اجل ارضائه.......
نظر ناجي الي مدخل الفيلا وهو ينوي الدخول الي اولفت التي كانت تشاهد ما يحدث وقلبها بين قدميها من شده الخۏف وهول الصدام الذي حدث بين ناجي وعبدالله .. الصدام الذي طالما خاڤت من حدوثه ولكنه اتي لا محاله ....
جلس عبدالله بسيارته امام بوابه الفيلا غير قادر على الحراك يسترجع الاحداث التي حصلت منذ مده قصيره ويكاد الڠضب والقهر يفتك به .. تناثرت حبات العرق علي جبينه من شده عصبيته وغيرته وايضا العجز وقلة الحيله التي شعر بها اثناء حضور ذلك الشخص .. تذكر حين اخبرته ايمان انه من الافضل ان لا تتحدث عنه بل يقابله شخصيا .. هنا فهم مقصدها والي ما كانت تخشاه .. ولكن مرام .. كيف تسلم نفسها هكذا وكيف تواعد شخصا اخرا بالزواج ! .. لم يخطأ احساسه ابدا بصدق حبها له ولكن...
قطع تفكيره صړاخ مرام من بوابه الفيلا خلفه مناديه بأسمه وخلفها ايمان .. ما ان راها في مرأه السياره حتي ادار محرك سيارته بكل ڠضب وقوه وانطلق مسرعا من امامها .. لم تتوقف مرام عن اللحاق به فذهبت تعدو خلفه بأقصي سرعتها وهي تبكي بشده وتصرخ الي ان تعثرت بحجاره ضخمه لم تراها من فرط سرعتها فقفزت قفزه كبيره ادت الي ارتطامها بالارض وفرارها علي الاسفلت لمسافه كبيره .. رأها عبدالله من المرأه حتي خفق قلبه بشده من الخۏف واستدار بقوه وسرعه شديده الي الخلف من شدتها احدثت صوتا مدويا وكاد ان يصتدم بجذع شجره علي الطريق ولكنه لم ينتبه له وذهب مسرعا الي مرام التي
علي الرغم من خروج . تقدمت اليها ايمان في لهفه حقيقيه واسرعت خلفها داليدا التي خرجت خلف ايمان .. اخذو الاثنين يرفعونها من الارض ولكنها اخذت بكل قوتها
الضعيفه جدا تبعدهم عنها پغضب وعقل لا يسيطر عليه الا رؤيه عبدالله فقط فصړخت بهم اوعو .. ابعدو عني .. انا عايزه عبدالله .. اوعو ..
وهمت بالنهوض وسط دمائها ونحيبها الي أن وقفت ولم تحملها قدماها وقبل ان تسقط علي الارض تلقاها عبدالله في عشق وخوف حبيبتي .. حصلك ايه !! ..
نطقت مرام بعشق متملك ولهفه وسرعه وهي تنفي حديث ناجي وهي متناسيه امر الډماء التي اغرقتها والله العظيم كداب يا عبده .. انا عمري ما حبيت غيرك
اخرج عبدالله منديل من جيبه وهو يجفف فمها ووجها حبيبتي
مش وقته الكلام ده دلوقت .. اهدي يا مرام اهدي
لتكمل وسط نحيبها وهي تحاول بقدر المستطاع المحافظه علي ما تبقي من وعيها انت .. حبيبي ... وبس ... انا ...
ولم تكمل مرام حديثها لتفقد وعيها كليا .. صړخ عبدالله بأسمها وهو يلوم نفسه الف مره علي خروجه وابتعاده عنها بتلك الطريقه .. حملها بين ذراعيه بعنايه وقلب محطم علي رؤيه معشوقه فؤاده علي هذه الحاله .. وضعها بداخل السياره من الخلف وذهب معه ايضا داليدا مينا وايمان قطب ليتوجه بها علي اقرب مستشفي....
دلف ناجي الي الفيلا بملامح خاليه من التعابير وكأنه يتوعد من داخله لتلك ال مرام التي وجهت اليه صفعه مثل هذه وايضا ذلك الحديث .. لا يستطيع فهم اي شئ ليجد امامه اولفت هانم .. تقف بكل توتر وتنظر اليه بقلق دفين والعرق يتصبب منها اثر تلك الحاله التي وصل اليها ناجي ... وقف ناجي امامها وظل ينظر الي عينيها وهي لا تسطيع ترجمه ما يدور بعقله ولكن شعورها بالخۏف يزداد اكثر بعد كل ثانيه عن الاخري .. نطق ناجي وهو مازال ينظر لعينيها طبعا انتي شفتي كل حاجه !! ... ممكن افهم مين ده !
بلعت اولفت ريقها في توتر وهي تجيب ده .. ده يبقي الحارس الخاص بيها ..
احني ناجي رأسه وكانه يخبرها بمدي غبائها ففهمت مقصده واكملت وهي ترتجف بص يا ناجي .. لما مرام جت مصر في ظابط كان صديقها والظاهر كده انه ليه يد كبيره في الدوله فهمها انها محتاجه حراسه وده لأمانها مش اكتر .. وعشان كده بعت لها شركه امن واللي انت شفته ده يبقي الحارس الخاص ليها مش اكتر
لم ترد اولفت ان تخبره بأمر زواجهم فحتما ان علم بذلك الامر فسوف تلقي مصرعها علي يديه .. ارادت فقط اخبارهم انه الحارس الخاص بها الي ان تحاول اقناع مرام باﻷمر او الي ان تتخلص منه ان رفضت مرام ذلك .. ظل ينظر اليها مستنكرا وبدات ملامح الڠضب تكسوه حين شعر بتوترها حارسها الشخصي !!!! ... انت مفكراني ايه يا اولفت !! لسه تلميذ في المدرسه !! . انا شفت بعيني كانو بيبصو لبعض ازاي .. الراجل ده مش مجرد راجل امن ولا شركه حراسه او علي الاقل بالنسبه لها ..
ثم امسكها من ذراعها پعنف وهو يقول وهو يضغط علي كلماته دي كانت بترتجف لما شافته وهو بيبصلنا .. كانت ھتتجن عشان تراضيه
ازداد توتر اولفت وهي تشعر بالاختناق وتريد فقط الفرار من حصاره لها صدقني معرفش .. كل اللي اعرفه ان مرام كانت بتحب واحد قبل كده من مصر بس مش عارفه اذا كان هو ده ولا لا .. لكن معرفش غير انه يبقي دلوقت الحارس الخاص ليها وبس ...
ثم اكملت وهي تحاول تغيير وجهه الحديث ثم انت ايه اللي خلاك تعمل كده ! ..
قال في ڠضب وتحد انا مش هستأذن عشان ادخل بيتي .. انا اعمل اللي انا عايزه وفي اي وقت .. البيت ده انا اقدر ارميها بره منه .. ومش من البيت ده وبس ده من البلد كلها وفورا لو
حبيت ...
اهدي يا ناجي .. خلينا ننجز في اللي احنا جينا مصر عشانه وبعد كده نسافر وناخدها معانا ومش هيبقي معاها لا حارس خاص ولا اي حد من مصر ووقتها ابقي اعمل فيها اللي انت عايزه....
ثم اكملت بنبره تعهدها جيدا مينفعش نعمل كده معاها دلوقت غير لما نتطمن علي مقصدنا .. وكمان عشان محدش يقول انك طردت واحده ست وليه يعني وهي وحيده ملهاش حد..
قتل ناجي متهكما متهيقلي مبقتش لوحدها .. كل مره بيطلع لنا حد جديد
اشارت اليه اولفت وهي تحاول تهدئته اسمعني بس .. انت عارف مرام .. جميله وطيبه ومحترمه وبتقدرنا اوي .. وتحديدا انا .. انت عارف انها بتثق فيا ومش بترفضلي طلب .. سيبهالي بس يومين تلاته وانا ههدي الامور بينكم .. واوعدك اني هصلح كل حاجه .. وموضوع الجواز اللي هي رفضته ده انا بضمنلك انها هتوافق عليه وتقبل الجوازه ونبارك لكم قريب
نظر اليها ناجي في شك وهو يفكر ثم سألها في اهتمام تقدري !!
تنفست اولفت الصعداء فهي
تعلم انها امام معضله كبيره ولكنها ابتسمت في ثقه محاوله طمأنته انت متعرفش انا ابقي ايه بالنسبه لمرام !! ..سيبلي بس انت كل حاجه وانا بوعدك اني اقدر
دلف عبدالله الي فيلته الخاصه به بعدما أمر شركه تنظيف كامله بتنظيفها بأكملها وتعقيمها وتطهيرها جيدا....حاملا مرام بين ذراعيه وخلفه ايمان وداليدا الذي قررا مصاحبتهم ورفضو تركها وحيده بتلك الحاله ... صعد بها عبدالله الي غرفتها او غرفتهم التي جمعت بينهم باجمل ايام ولحظات مرت بينهم منذ سنوات مضت ..
رددت داليدا بكل هدوء انا داليدا مينا .. كمان ابقي صديقه مرام
وكنا ماسكين مجمع المستشفيات الخاصه بيها في الأردن والمغرب تحت رئاسه اولفت هانم وناجي بيه طبعا .. بس انا غيرهم .. انا مرام بالنسبه لي اكتر من اخت
من أسمها وشعرها الذي من دون حجاب أدرك أنها قبطيه وليست مسلمه...نظر عبدالله الي ايمان وكانه يطلب منها تأكيد علي كلامها فأومات له ايمان بالايجاب والاطمئنان اطمن يا عبدالله بيه .. داليدا تبقي صاحبتنا
نظرت له داليدا بتساؤل وحيره طيب دلوقت حضرتك عرفت انا مين .. ممكن تعرفني بنفسك لاني من ساعه ما جيت وانا مش فاهمه اي حاجه
اومأ لها عبدالله وقبل ان يجيب عليها اسرعت ايمان تقطع كلامه عبدالله يبقي صاحب مجموعه الامن .. شركه الحراسات اللي هتامن مرام .. اما بالنسبه للي شفتيه بينهم فده لأنه كان يبقي خطيب مرام من سبع سنين وكان بينهم قصه حب وحصل ظروف بينهم مقدروش يكملوا مع بعض ..
نظر لها عبدالله في شك ولكنه لم يرد نفي ما اردفت به فقط لانه مازال لا يعلم هويتها جيدا.. اكد عبدالله علي حديثها الي ان يتحدث مع مرام ويفهم كل ما يدور حولها .. وجهت ايمان حديثها الي داليدا قائله داليدا .. معلش انا جيت انا وانتي هنا وسبنا دومي وتمارا هناك تلاقيهم قالبين الدنيا عشان مرام سابت البيت من غير ما تقولهم .. وكمان لما مرام تفوق هتسأل عليهم ومش بعيد تروحلهم .. فلو سمحتي روحي جيبيهم هنا لان مرام تقريبا هتفضل هنا النهارده
تعجب عبدالله
من حديثها وتسائل مين دومي وتمارا دول !
صمتت ايمان بتوتر بينما اجابته داليدا متفهمه .. دول يبقو اطفال يتيمه مرام اللي ربتهم من وهما صغيرين وبيعتبروها والدتهم
علي الرغم من ان حديثها حول هؤلاء الطفلين لم يقنعه ولكنه ايضا اومأ متفهما ووضع ذلك الامر ضمن الامور التي ستوضحها له مرام ..
اجابت داليدا علي ايمان قائله تمام يا ميمو بس انا جعانه اوي .. نعمل اي اكل وبعدين اروح اجيب تموره ودومي
اكد عبدالله ايضا علي حديثها اه ياريت كمان عشان مرام تاكل عشان العلاج بتاعها
نظرت له ايمان مؤكده معاك حق دي تقريبا مكلتش حاجه بقالها يومين .. احنا هننزل نجهز اكل دلوقت عشانها كمان ..
اتفضلي... المطبخ جاهز تحت والتلاجه فيها كل اللي ممكن تحتاجيه...
توجهت كل من ايمان وداليدا الي المطبخ الخاص بالفيلا وتوجه عبدالله الي غرفه مرام كي يشبع عينيه من شوقه لها علي ابتعادها عنه طوال تلك السنوات....
في نفس الوقت كان يجلس ادهم علي مقعده داخل مكتبه وهو يضع قدمه علي المكتب شاردا الي ان تلقي اتصالا هاتفيا فأعتدل في جلسته علي الفور وهو يجيب ..
الو .. اهلا بحضرتك يا فندم ..
........
اكيد يا فندم ودي حاجه تفوتني .. دا سير تحركاته داخل مصر كلها في ايدي .. هو دلوقت لسه في فيلا الدكتوره مرام مخرجش ..
........
متقلقش يا فندم الدكتوره متأمنه كويس .. علي ضمانتي وانت عارف اني مبهزرش...
......
تحت امرك يا فندم .. مع السلامه
ليتنفس ادهم الصعداء وهو يتوعد لناجي والله وجيت برجليك لمصر يا ناجي .. ومفكر انك هتطلع منها كسبان .. الصبر يا ابن الكافوري .. وانت هتدفع تمن ډم كل برئ صفيته انت او اسيادك اللي شغال معاهم
اتي بعقله مشهد لقائله بعبدالله الذي لم يحضره ولكنه سمع كل ما دار بينهم من مراقبته لناجي الصوتيه والذي لم يعلم بها ناجي شئ ولا يستطيع معرفه ذلك الامر علي الاطلاق .. شعر بسعاده بالغه عندما كان يستمع الي حديثه مع اولفت ومدي خوفه من عبدالله وايضا تردد اولفت من اخباره حقيقه عبدالله وهويته الصحيحه فاخذ يبتسم بنشوه وهو يستمع الي حديث هؤلاء الذئاب .. شعر ادهم انه وضع الشخص المناسب في المكان المناسب وايضا قرب تحقيق هدفه .. كان يشعر دائما بسعاده حين رؤيته للمشاعر المنجرفه من كل من مرام وعبدالله .... حتي اتت علي باله حبيبته البعيده .. ھجم علي قلبه اشتياق من نوع غريب اليها و ود هو ايضا لو يلتقي بها حتي تذكر لقائه الاخير بوالدتها وحسم امره في تلك اللحظه علي الموافقه لما طلبته منه فكفاه بعدا .. وامسك هاتفه وقام بالأتصال برقم والدتها ولكن لا من مجيب ..
كرر الاتصال مره اخري واخري واخري ولكن لا من مجيب ايضا .. لا يدري لما شعر بالقلق تجاههم وخصوصا عندما تذكر حديث والدتها الاخير بشان اخوتها وما يودون فعله معها ... اخذ يطمأن نفسه محاولا اقناع نفسه انه ربما تكون مشغوله وليس بيدها الهاتف .. عزم علي الانتظار للمساء وان لم يتلقي ردا سوف يتخذ اجراءا اخر ...
بعد مرور ثلاث ساعات وبعد ان ذهبت داليدا الي الفيلا الخاصه بمرام كي تحضر الاطفال اليها .. دلف كل من عبدالله وايمان الي غرفه المكتب للحديث بشأن الامور الدائره حولهم ولكن قبل ان يتحدث
كل منهم بحرف واحد حتي دلفت مرام اليهم بخطوات هادئه وبطيئه .. وجدت عبدالله ېدخن سيجارته وتجلس ايمان امامه .. فأسرعت ايمان اليها قبل عبدالله تساعدها ولكنها منعتها قائله وهي تنظر الي عبدالله الذي هب واقفا اليها كي يطمئن عليها فرددت انا كويسه يا ايمان متقلقيش
ما ان سمعها عبدالله وبعد ان كان سيذهب اليها ايضا عاد وجلس الي الاريكه مره اخري وهو ينظر الي الطاوله امامه في هدوء فشعرت مرام بوخزه في قلبها اثر فعلته تلك .. ذهبت اليه وجلست بجواره علي الاريكه بالقرب منه دون ان تتكلم ...
اخرج عبدالله طبنجته من اسفل حزامه ووضعها امامه
علي الطاوله في عڼف فأرتجفت مرام قائله في عتاب ..
نظر اليها وعينيه كلها الم وعتاب انتي عارفه اني مقدرش
ثم وهو يشد اجزاءه في عڼف متوعدا وهو ينظر اليها لكن اقدر ادمر اي حد يقرب لشعره منك يا مرام
واكمل في قهر وهو يشيح بعيدا بس ده لو ... لو مكنش خطيبك
قالت مرام في انفعال وضيق يا عبدالله والله كداب .. ما انت سمعتني وانا بقوله انك كداب وهو مش خطيبي
ضحك عبدالله متهكما في انفعال وعصبيه سمعتك اه !! ... كنتي عايزاني اشوف ايه تاني اكتر من كده عشان يبقي جوزك مش خطيبك !!!!
نظرت اليه مرام وهي تدير وجهه اليها بيديه في رقه وحنان وعشق اي اللي انت بتقوله ده يا عبدالله !!..ده جوزي!!!... انا متجوزتش حد غيرك
اضطرب قلبه وخفق في عشق وارتياح حين سمعها تنطق بتلك الكلمات .. فتابعت في انفعال وانا قولت لك يا عبدالله والله العظيم مش خطيبي .. هو طلب ايدي قبل كده كتير وانا قلتله هفكر بس ..
قال عبدالله في لوم وضيق تفكري!! .. وازاي تسمحي لواحد زي ده اساسا انك تديله فرصه في انك تفكري !!.. انا شفته وكانه .. وكانه في بينك وبينه ...
قاطعته مرام في ترجي ولوم وعيون باكيه عبداالله ارجوك لا .. اوعي توجهلي انا الكلام ده وتبصلي البصه دي .. اوعي غيرتك تعميك وتنسيك مين هي مرام بنتك اللي فتحت علي ايدك
يا مرام ده مش غيره وهتعميني زي ما بتقولي .. دا انا شفت بعيني واللي قدامي دي مش بنتي لأن مرام اللي انا اعرفها متعملش كده....
شفت بعينك غلط والله العظيم غلط .. انا مكنتش مستنيه غيرك لما عرفت انك جاي وهتبقي الحارس ليا .. وكنت لابسه الفستان ده عشان مكنش في حد ف الفيلا غير حريم ومكنتش اعرف انه هييجي اصلا هنا .. والله العظيم كنت مفكره انه انت مش هو .. انا اتفاجئت بيه زيك بالظبط .. هو اللي فرض نفسه عليا بالاسلوب الھمجي ده .. هو كده ودي طبيعته .. بني ادم مغرور ومتسلط وقليل الادب الي ابعد حد .. بيتحامي في سلطته ونفوذه ومركزه ومبيهموش حاجه...
ارتفع صوت عبدالله في ڠضب وانفعال علي نفسه يا مرام مش عليا واعلي ما في حياه يركبه .. ومركزه وسلطته دول يبلهم ويشرب ميتهم.. بالنسبه لي في اقرب صفيحه زباله... وقلت ادبه ووقاحته دي لو ظهرت ياخد باللي في رجلك علي دماغه
طيب ما ده اللي انا عملته .. انت مشيت قبل ما تشوفني وانا بضربه بالقلم وببهدله وبرفض الجواز منه نهائي لاني مستحيل اوافق علي واحد زيه .. وعشان كده خرجت وراك يا عبدالله افهمك اللي حصل .. ودلوقت انا قدامك اهوه بعتذرلك....
اخذ ينظر اليها في في صمت وتنهد بعد ان ظفر في ضيق واغلق عينيه في حسره والم مرام .. سواء هو او غيره .. انتي فعلا ممكن تتجوزي !
امسكت بساعديه وهي تقترب منه اكثر مؤكده في عشق انا عمري ما شفت نفسي مع راجل غيرك يا عبده .. حتي بعد كل اللي عملته فيا
اخفق قلبه بقوه وتحولت نظراته الي حب جارف وهي تتابع من وقت ما طلقتني وانا بس مش بفكر غير في مستقبلي ودراستي وبس اما فكره الارتباط دي حاذفاها من حياتي نهائي .. والا مكنتش استحملت رخامه اللي زي ناجي وغيره كتير حاولو يتقربو مني
نظر اليها واسمك بذقنها في
اشفاق وحنو وهو يرفع وجهها اليه وليه عشمتيه من البدايه يا مرام انك هتفكري اصلا في موضوعه .. بعد كل اللي انتي عارفاه عنه ده
اشاحت بوجهها بعيدا واطلقت العنان لدموعها وهي تتنهد ناجي ده يبقي اخو طنط اولفت يا عبدالله .. طنط اولفت اللي وقفت جنبي في عز ما انت اتخليت عني
وقعت كلماتها عليه كالسكاكين تقطع بقلبه .. ود لو صړخ بها واخبرها الحقيقه ولكنها حين وجدته صامتا استكملت وهو كمان يبقي الممول الرئيسي
لكل اعمالي سواء الجامعه او مجمع المستشفيات في الأردن او المانيا او المغرب .. هو صاحب كل ده بس طبعا بأسمي
ما انا مبقتش اشهر جراحه قلب من شويه ..
واختنق صوتها اكثر وهي تقول وعشان كده متعشم قوي بأن يكون بيننا حاجه وهو شايف ان مفيش غيره واني مش ممكن ارفضه ...
شعر عبدالله بالضيق اكثر والڠضب يملأ قلبه فتابعت مرام انا للأسف يا عبدالله متورطه معاه في ديون كبيره جدا وحاجات كتير انا قدمتها لفقراء كتير علي نفقته دا غير طبعا كل ده بأسمي وماضيه علي كل حاجه عملها معايا .. مش بقولك مبقتش مشهوره من شويه... عشان كده كنت مجبره استحمله لحد ما اشوف حل او افكر في اي حاجه تبعدني عنه
استدار عبدالله بجسده اليها غير مصدق قائلا اي اللي انتي بتقوليه ده يا مرام .. ديون اي دي و ورطه ايه اللي معاه ..فهميني !!!
ابتسمت في مراره وتهكم مش بقولك في حاجات كتير حصلتلي انت متعرفهاش
امسك بساعدها في رفق وهو يقول بصرامه وحزم يبقي انا لازم اعرف كل حاجه ودلوقت يا مرام .. قبل كده كنتي لوحدك ومش عارفه تتصرفي معاه لكن دلوقت انا رجعت وجنبك ومش هسيبك .. ولا هسمح له يتمادي معاكي ولا تتورطي اكتر معاه .. اتكلمي يا مرام .. قولي كل حاجه بالتفصيل من وقت ما سبتك لحد دلوقت حصل ايه !!! ..
انتفض عبدالله وهو ينادي بأسمها في قلق ولوعه .. فهبت ايمان اليها التي كانت تستمع فقط الي حديثهم وحين راتها بتلك الحاله حتي نظرت الي عبدالله في خيبه امل واحباط وهي تقول بحزن متخافش يا استاذ عبدالله .. دي الحاله اللي بتجيلها زي ما قلت لك .. هي محتاجه الدواء او حقنه مقويات زي اللي اخدتها دلوقت لكن مش هينفع تمشي علي حقنه المقويات اكتر من 3 مرات لازم تاخد الدوا
أغلق عبدالله عينيه في الم وحسره وقال لها لا يا انسه ايمان .. متديهاش الدواء ده دلوقت .. اديها دلوقت حقنه المقويات وانا المفروض اروح النهارده عشان اشوف نتيجه التحاليل لحد ما اعرف هي عندها ايه واي الدواء اللي بتاخده ده ..
حملها عبدالله وذهب بها الي الغرفه الاخري ووضعها علي السرير وقبل جبينها في حزن ومراره وهو يتنفس عبيرها قائلا في توعد والم وحيات كل دقيقه قضيتها بعيد عنك يا مرام ما هرحم اي حد اذاكي .. وهرجعلك حقك قدام عينيك ..
بعد ان انهي عمله الشاق بتلك القضايا التي لم تنتهي .. حتي وان يكن مشتتا قليلا بخصوص امر والدة يمني التي لم تجب علي مكالماته بعد .. عزم علي ان تكون تلك اخر محاوله له للأتصال بها وان لم تجيبه سيذهب اليهم علي الفور وليحدث ما يحدث .. تناول هاتفه وقام بالاتصال بها ولكن هذه المره دونا عن المرات الاخري سمع صوتا يتحدث في الهاتف ولكن لم يستطيع سماعه جيدا اثر ضوضاء حوله فأخذ يهتف بقلق ...
الو .. الو .. يا حاجه يسر .. سامعاني !!
لم يتلقي ردا وازاد ارتفاع اصوات تلك الضوضاء فعاد الكره مره اخري مناديا عليها الي ان استمع اخيرا الي ذلك الصوت .. صوت انثوي رقيق مخټنق اثر بكاء شديد ونحيب وصړاخ ايضا....
ادهم !! .. الحقني يا ادهم !!
لم يكن من الصعب عليه معرفه صوتها حتي ولو بعد مئه عام وليس فقط سبع سنوات .. خفق قلبه بشده وهو يستمع اليها تستنجده فردد في لهفه ولوعه وقلق
يمني !!!!!!!
وعلي الناحيه الأخري..كان عبدالله في ذلك الوقت يجلس بذلك المختبر الصحي الكبير في انتظار الطبيب الخاص كي يخبره بحاله مرام الصحيه .. بعد ان بات متأكدا انه يوجد شيئا خطأ بالفعل بمرام وهو ما يسبب لها تلك الحاله ولكنه ظل يدعو الله ان يكون
ليس بالخطېر وان يقف الله بعونه كي يشفيها منه فهو ليس مستعدا علي الاطلاق لخسارتها من بين يديه .. وسط انتظاره وقلقه يجد هاتفه يصدع بالرنين ليجدها ايمان قطب فاجابها علي الفور وأستمع لصوتها
استاذ عبدالله اسفه
اني بكلم حضرتك دلوقت .. يا تري قدرت تعرف مرام مالها !
للأسف لسه منتظر يا انسه ايمان ..
تمام معلش انا بستأذن عشان الساعه عدت 12 ولسه قدامي ساعه علي ما اوصل البيت .. داليدا رجعت وهي مع مرام دلوقت هي والاولاد .. انا مضطره امشي وبكره الصبح هكون موجوده ..
لو حابه تستني اما ارجع واوصلك البيت بنفسي يكون اضمن الوقت اتأخر اوي ..
لا متشكره جدا انا هاخد اوبر كالعاده لحد ما ابقي اجيب عربيه وكمان مش عايزه اتأخر اكتر من كده ..
تمام يا انسه ايمان .. خلي بالك من نفسك
ربنا هو الحافظ .. مع السلامه
اغلق عبدالله الهاتف ليتفاجئ بدخول الطبيب اليه وهو يحمل بيده ملفات بها تقارير عن حاله مرام ومضمون التحاليل التي قام بفحصها سواء عينيه الدواء او عينه ډم مرام ..
نظر الي عبدالله نظره جعلت الخۏف يدب اوصاله واردف
بعد ان ابتلع ريقه .. خير يا دكتور !!!!!
مش خير ابدا يا استاذ عبدالله..........
الفصل السابع
الجزء الثاني
حلقه 7
وأكتر واحده بتحبك... واخدها صديقه من جهلك..
متعرفش انها بتحلم... تكون وقت الۏجع اهلك...
الدرويش عمرو حسن
بعد ان تخطت الساعه الواحده منتصف الليل دلفت ايمان الي الفيلا الخاصه بعمها بخطوات بطيئه حريصه علي ان لا تصدر صوتا فهي تعلم ان الوقت قد تأخر لعودتها .. نظرت وهي مازالت في حديقه المنزل علي انوار الفيلا لتجدها مغلقه فحمدت ربها انهم ذهبو الي النوم ولا يوجد احد كي يعاتبها علي كل هذ التأخير .. مرت بجانب المسبح الخاص بالفيلا بهدوء ولكنها تسمرت مكانها علي صوت سعال احد ما .. انتابها خوف بسيط داخليا ولكنها تظاهرت بالشجاعه كعادتها واخذت تلتفت حولها بحثا عن ذلك الصوت الي ان وجدته يجلس علي احد المقاعد بجوار المسبح .. تقدمت اليه بثقه ظنا منها انه مستيقظ
ما ان وضعت يديها عليه كي توقظه حتي ردد عمر بصوت اجش علي الرغم من مرضه ممكن افهم اتأخرتي ليه !! .. كنتي فين !!
بعد ان كانت قلقه بشأله وقلبها ينتفض خوفا عليه رددت ببرود اكيد كنت في شغلي.. وبعدين انت مالك اصلا !
فهمت ايمان الي ما يرمي اليه فاجابته بعنادالفصل السابع
الجزء الثاني
حلقه 7
وأكتر واحده بتحبك... واخدها صديقه من جهلك..
متعرفش انها بتحلم... تكون وقت الۏجع اهلك...
الدرويش عمرو حسن
بعد ان تخطت الساعه الواحده منتصف الليل دلفت ايمان الي الفيلا الخاصه بعمها بخطوات بطيئه حريصه علي ان لا تصدر صوتا فهي تعلم ان الوقت قد تأخر لعودتها .. نظرت وهي مازالت في حديقه المنزل علي انوار الفيلا لتجدها مغلقه فحمدت ربها انهم ذهبو الي النوم ولا يوجد احد كي يعاتبها علي كل هذ التأخير .. مرت بجانب المسبح الخاص بالفيلا بهدوء ولكنها تسمرت مكانها علي صوت سعال احد ما .. انتابها خوف بسيط داخليا ولكنها تظاهرت بالشجاعه كعادتها واخذت تلتفت حولها بحثا عن ذلك الصوت الي ان وجدته يجلس علي احد المقاعد بجوار المسبح .. تقدمت اليه بثقه ظنا منها انه مستيقظ .. خفق قلبها خوفا عليه وتقدمت اليه وهي تحدث نفسها مچنون ده .. لابس اللبس ده في عز الشتا وقاعد هنا في التلج !!
عندما والمرتجف ايضا فشعرت بالخۏف والقلق دفعه واحده .. بالطبع لم تتركه هكذا علي الرغم من عنادها معه واعلانه لها بعدم حبه ولكنها حتي وان انكرت عن العالم اجمع مازال قلبها ينبض له ..
ما ان وضعت يديها عليه كي توقظه حتي شعرت بحراره جسده المرتفعه فأزداد قلقها واخذت تهزه پعنف كي يستيقظ من ذلك الوضع المؤلم .. انتفض جسده اثر هزاتها له وفتح عينيه ووجدها امامه .. هب واقفا علي الرغم من ضعف جسده ونظر حوله ليجد نفسه مازال بالحديقه عاد بنظره مره اخري اليها ليتذكر اخر شئ كان يفعله وهو انتظاراها ... ردد عمر بصوت اجش علي الرغم من مرضه ممكن افهم اتأخرتي ليه !! .. كنتي فين !!
بعد ان كانت
قلقه بشأله وقلبها ينتفض خوفا عليه رددت ببرود اكيد كنت في شغلي.. وبعدين انت مالك اصلا !
عمر اكثر وهو ينظر لساعته قائلا بغلظه شغلك لحد الساعه اتنين الا ربع بالليل .. وده يبقي شغل من نوع ايه بالظبط !
فهمت ايمان الي ما يرمي اليه فاجابته بعناد وثقه والله بقه براحتي ومش انت اللي هبررلك شغل ايه بالظبط .. ولو سمحت عديني عشان مرهقه وعايزه انام
وهمت بالذهاب ولكنها فوجئت به وهو يستوقفها شغل لحد الساعه اتنين ومرهقه طب والله حلو .. امال لازمته ايه الخمار ده بقه اللي حطاه لينا ليل ونهار ولا انتي عامله فيها محترمه علينا احنا بس !!
قال جملته الاخيره وهو يحاول بقدر المستطاع جسده المتعب وعيونه التي علي وشك الانغلاق ..لتندفع به ايمان مدافعه قلت لك ايدك دي .. ومحترمه ڠصب عنك يا عمر ولا انت بقيت اعمي البصر
والبصيره بعد الرقاصه اللي كنت عايز تتجوزها .. لا فوق واعرف انت بتكلم مين ودي اخر مره هسمحل......
وبترت ايمان حديثها حين شعر لي ان سقط علي الكرسي خلفه وكاد ان يسقط بالكرسي ايضا ولكن ايمان الحقت به وحاولت بكل جهدها منعه من السقوط بسبب ضخامه جسده امامها وهي تصرخ في لوع وخوف عليه متناسيه تماما ما كانت تردف به عمر مالك يا عمر انت كويس !!
ازداد ارتجاف جسده وهو يردد بصوت متقطع انا تعبان قوي .. خليكي جنبي يا ايمان
هتفت ايمان بحنو وقلب يخفق بحبه انا كنت جنبك.. وهفضل جنبك يا عمر
عادت مره اخري الي عمر ومعها بعض الادويه واناء به ماء مثلجه للكمادات .. ساعدته علي النهوض لاخذ الدواء لكي يتحسن قليلا من تلك النوبه علي الاقل في هذا الوقت ثم شرعت في عمل الكمادات له ولكنها
اخذت تنظر له بحب وحنو
مجيبه نعم يا عمر
انا اسف اني ضيعتك من ايدي .... متسبنيييش..
كان يضرب مقود السياره پعنف وسط الظلام الدامس متوجها الي فيلته التي ترك بها حبيبته بعد أن خرج من مركز الطبيب المختص بتحاليل مرام.... اصبح الخۏف والقلق مسيطرين عليه وهو يلعن تلك الايام التي تركها مع هؤلاء الذئاب .. يلعن كل شخص كان سببا في التفرقه بينهم بعد ما استمع الي اخر ما اخبره به دكتور التحاليل حول نتائج مرام .....
مش خير ابدا يا استاذ عبدالله....
اجابه عبدالله بقلب ضعيف مرتجف عما سوف يسمعه حول حبيبه فؤاده انا كنت عارف ان في حاجه غلط وانه مش خير زي ما بتقول .. بس انا واثق ان ربنا كبير ومش هيضرني فيها ..
شعر الطبيب بالحزن علي حالته وردد كل حاجه وان شاء الله يكون ليها حل بس ...
اتكلم يا دكتور .. ياريت توضحلي كل حاجه بالتفصيل ..
اومأ له الطبيب بالايجاب وهو يعرض امامه الاوراق قائلا ده الفحص الاول للدواء.. في الظاهر عباره دواء طبيعي مستخدم عالميا للتشنجات والاعصاب والاضرابات القلبيه وفعلا معظم عناصرالمتكونه منه بتقول كده .. لكن فحص الډم بيقول ان في جسمها نسبه قليله من..... جلايكول الايثيلين
نظر له عبدالله بدهشه وقلق ايضا ففهم الطبيب حيرته واكمل موضحا جلايكول الايثيلين ده يعتبر من اخطر المركبات اللي ممكن تدخل جسم الانسان ماده سائله في ظاهريتها بتستخدم كمضاده للتجمد وليها
استخادمات تانيه كتير .. لكن علي جسم الانسان تبقي مصېبه ومفعولها كله علي المدي الطويل .. طعمها حلو ومحدش بيكتشفها وبتخدع الكتير من كتر حلاوتها لكن بتبقي في جسم الانسان عباره عن... حمض الاكساليك .. وده اللي بېموت ببطئ .. يعني لو حد عايز يتخلص من حد يديله جرعات من دي علي فترات وفي الاخر هيبان انه ماټ طبيعي ....لكن ...
كان عبدالله يستمع ايه وقلبه يعتصر من شده الالم .. اشتد علي اسنانه وهو يحث الطبيب علي الاستكمال لكن ايه !!
اكمل الطبيب في حيره ده مش اعراضه اللي انت قلتلي عليها خالص .. انا فاكر كويس انك قلتلي بيحصلها اغماء ووشهها بيتحول للزرقه وتشنجات بسيطه .. في حاجه تانيه غلط .. انا قلت لك الفحص الاولي للدواء مبينليش حاجه لكن لما لقيت في الډم الماده عملت فحص تاني للدواء بماده مضاده للماده دي عشان تكشفها و فعلا لقيت نسبه بسيطه جدا من الماده دي .. يعني اللي عامل الدوا ده حد ذكي جدا وعارف هو بيعمل ايه ..
اسرع عبدالله بفطنه يعني ده معناه ان الدواء ده ممكن يكون فيه ماده تانيه برضه صعب انها تتكشف ودي اللي بتسبب لها الاغماء والاعراض اللي بلغت حضرتك عنها
ابتسم الطبيب بثقه بالظبط يا استاذ عبدالله .. لكن تحليل الډم مش بيقول غير وجود الايثيلين جلايكول .. وهنا اقدر اقولك ان ممكن تكون في ماده تانيه فعلا في الدوا ده بس بتدوب بسرعه وبتندمج مع الدوا وبرضه في الډم وده اللي يمكن يكون مصعبها علينا اننا نكتشفها .. لكن انا برضه مش هسكت وهعيد برضه التحاليل دي من تاني ومش هرتاح الا اما اعرف اي الماده التانيه .. لكن لو ممكن اشوف الحاله دي
اجاب عبدالله نافيا لا .. مش هينفع انها تيجي خالص حضرتك متعرفش اي الظروف اللي هي فيها دلوقت .. لما حضرتك تتأكد من كل التحاليل انا اقدر وقتها اقدر احل المشكله دي واجيلك بيها
مفيش مشكله يا استاذ عبدالله انا بس كنت محتاح اشوف الاعراض بنفسي وعلي الاساس ده هعرف اتعامل في كشف الماده التانيه .. لو هي مش هتقدر تيجي انا اقدر اروح عندها ..
اجابه عبدالله بعد تفكير تمام موافق .. لكن انا مش عارف الحاله دي بتجيلها امته
اجابه الطبيب مطمئنا هي اخر مره جت لها امته !
من حوالي 3 ساعات
والمره اللي قبلها !
من يومين بالظبط
ده حلو جدا .. كده في ايدنا لسه امل
ان شاء الله وكمان زي ما بلغتك ان نسبتها في جسمها لسه قليله وبكده تبقي فرصتنا اكبر في اننا نشفيها
تنفس عبدالله برتياح بسيط في حين اضاف الطبيب الحاله دي هتجيلها كمان يومين بالظبط تاني ..
واخرج كارت صغير من درج مكتبه وهو يناوله اياه قائلا وده رقمي .. كلمني بعد يومين بالظبط اجي اشوفها لما تجيلها الحاله .. لكن دلوقت بلاش تاخد الدوا ده تاني وخليها ماشيه بالمقويات وتتغذي كويس لحد ما نشوف لها العلاج
تناول عبدالله الكارت منه وهو يشكره بشده متشكر جدا يا دكتور وان شاء الله اكلم حضرتك
دا واجبي يا استاذ عبدالله .. شرفتني
افاق عبدالله من شروده حين وجد نفسه امام الفيلا الخاصه به ..ركن سيارته وقام بأغلاق البوابه الرئيسيه للفيلا وصعد الي الاعلي .. وجد كل من داليدا ومعها طفله صغيره تلعب معها ما ان ظهر أمامهم حتي توقفوا عن اللعب
وقامت تمارا تتخبي اكثر بداليدا خوفا منه .. ابتسم لها كي يطمئنها ولكنها لم تستجيب له وتشبثت اكتر بداليدا ..
مساء الخير!
قالها عبدالله الي داليدا بوجه خالي من التعابير لترحب به داليدا بود مساء النور يا استاذ عبدالله .. حمدالله علي السلامه
الله يسلمك .. مين القمر دي !
دي تموره اللي بلغتك عنها قبل كده...
ليتذكر عبدالله قائلا بس انتي قلتي ان هما اتنين !
اه ما هو دومي جوه مع مرام .. مرضاش يسيبها لوحدها..
قال عبدالله پحده بسيطه سايباه معاها وانتي عارفه انها تعبانه وفي الحاله دي
!!
والله هو اللي اصر وكان هيعيط .. ومرام بتحب يفضل معاها كتير عشان كده مرضتش امنعه
لم يجيبها عبدالله وذهب مباشره الي غرفه مرام عازما علي ان يبعد ذلك المشاغب عنها.....
ما ان فتح باب غرفتها حتي وجد خلاف ما كان يتوقعه علي الاطلاق رق قلبه بشده علي ذلك المشهد واخذ يبتسم بحنو وهو يقترب من السرير .. وجد ذلك الطفل يجلس علي السرير مربعا قدميه الاثنين حول بعضهم ورأس مرام علي قدميه المربعه مستغرقه في نوم عميق وهو يضع رأسه فوق رأسها في ارتياح وايضا مستغرق في النوم .. جلس عبدالله بجوارهم ونظر الي ذلك الطفل وجد شعره الحريري مغطي علي عينيه فأزاحه بيديه في رفق كي يري وجهه ولكن الطفل شعر بيديه وفتح عينيه ورفع رأسه كي ينظر اليه .. اخذ عبدالله يتطلع اليه في صمت وقلبه احس بشعور غريب تجاهه بعد ان رأي حنوه علي مرام وتعامله معها كاد عبدالله ان يتحدث اليه ولكن نطق ادم بصوت منخفض جدا الي عبدالله مش تتكلم لو سمحت مامي تعبانه ونايمه .. انت مشيت المره اللي فاتت وخليتها ټعيط .. لو سمحت امشي عشان مش تشوفك وټعيط تاني
تعجب عبدالله من نبرته .. كيف لطفل صغير ان يكون قريب منها الي هذا الحد فأبتسم له قائلا متخافش مش هخليها ټعيط تاني .. بس ممكن تسيبها ترتاح .. وكمان تلاقي رجلك ۏجعتك من القعده كده
اجابه ادم بنفس لكنه الهمس لا انا بحب مامي تنام كده لما تكون تعبانه ومش بتوجعلي رجلي ....
مرام فبادر ادم الحديث بثقه لا تناسب عمره ممكن بقه تفهمني حضرتك مين !
ادرك عبدالله انه يتحدث عن ذلك اليوم الذي التقي فيه بمرام فاجابه بأستنكار هي مرام عيطت وقتها !! ..
ايوه مامي عيطت وعلي فكره الناس الغريبه بتقول عليها دكتوره مرام مش مرام .. ليه كلكم بتخلوها ټعيط !! ..
عمو ناجي وطنط اولفت وناس تانيه كتير بتشوفهم وبتيجي ټعيط في الاوضه .. انا لما شفتك وشفت ماما فرحت لما انت جيت انا كمان فرحت بس انت كمان خليتها ټعيط .. ممكن اعرف انت مين !!
علي الرغم من ان حديثه الم قلبه ولكنه اجابه بهدوء انا ابقي عمو عبدالله .. ومتخافش يا بطل .. زي ما ماما فرحت لما شافتني انا هخليها فرحانه علي طول .. ومش هتعيط تاني
ابتسم الطفل ببراءه بجد يا عمو!!...
متخافش .. مش هخليها تشوفه ولا تتضايق تاني !!
مد له الطفل يديه في براءه ومرح كده نبقي اتفقنا .. ممكن تبقي صاحبي !!
سلم عليه عبدالله عليه بود وشعور غريب قائلا ممكن طبعا وليا الشرف كمان
تمام يا صاحبي..
لا طبعا هنام بس مع ماما...
طيب بس بالراحه عشان متضايقهاش ..
انا بحبها ومش بضايقها ولا بزعلها..
... زفر عبدالله بضيق وهو يسترجع حالته وحديث الطبيب عن تلك الماده التي تتناولها مرام ..ذهب اليها وجلس بجوارها من الناحيه الاخر
.. ناجي انت واولفت ..وقسما بربي لندمكم علي اليوم اللي اتولدتو فيه ..
وفرت دمعه هاربه منه حين تذكر الحاله التي تأتي لمرام اثر الدواء التي تتناوله ..
قالها ناجي موجها حديثه الي اولفت وهو يدلف باب غرفتها بكل ڠضب لتتوتر اولفت وتجيبه مش قلت سيبلي الموضوع ده يا ناجي وانا هحلهولك .. !!
الټفت اليها في ڠضب ما انا برضه عايز
اتطمن .. هي فين دلوقت وهتفضل لحد امته !!
ابتلعت اولفت ريقها في قلق وكالعاده لن تخبره الحقيقه التي علمتها من داليدا حين اتت كي تأخذ الاطفال فقالت هي دلوقت في بيت ايمان قطب صاحبتها .. اطمن هي كويسه
وانا مالي كويسه ولا بټموت .. انا ميفرقش معايا غير انها تكون تحت عينيكي وتاخد الدوا .. ايمان دي انا مش بستريح لها
زاد توترها فهي تعلم جيدا انها بمنزل عبدالله وليس ايمان والذي سوف يزيد الطين بله ان علم ذلك فأصبحت تتنتبه لحديثها كي لا تخطأ .. متخافش ايمان متعرفش حاجه ولا حد هيعرف اصلا .. انت ناسي الدوا ده عباره عن ايه !!
ابتسم ناحي بخبث وانتصار طبعا .. صعب جدا حد يعرف الدوا ده ايه !! .. دا اللي عامله حد بيحب مرام قوي .. ما صدق اني اطلب منه حاجه زي دي !!
لتجيبه اولفت متلهفه مش عايز
تقولي برضه مين الشخص اللي بيعمل الدوا ده !!
انتبه لها ناجي قائلا في ثقه مش من مصلحتك تعرفيه .. كل اللي مطلوب منك دلوقت انك تخلي مرام مدمنه للدواء ده وتحت سيطرتنا مفهوم !! .. احنا لسه في اول الطريق وده اهم حاجه لانها تقدر تستغني عنه وده مش لازم يحصل.. بعدين هيبقي الوضع صعب انها تبطله وهتبقي تحت ايدينا اكتر .. انا سايب لك الموضوع كله .. واياكي يا اولفت .. اياكي اسمع انك فشلتي
اشاحت بنظرها بعيدا في توتر متخافش .. مش .. مش انا طمنتك !!
نظر لها بثقه اما اشوف
اخذ يجول بسيارته في شوارع تلك الحاره الضيقه بحثا عن رقم العماره التي تقطن بها يمني ووالدتها .. منذ ان سمع صوتها تستنجد به اثناء اتصاله برقم والدتها وهو لا يستطيع التحكم بأعصابه من شده القلق عليها .. استقل سيارته علي الفور وذهب الي العنوان الذي اعطته له والده يمني اثناء زيارتها الاخيره له .. وجد ادهم المكان هادئ وخالي من السكان بأستثناء بعضهم .. وصل الي مقصده فركن سيارته وظل ينظر الي العماره ورقمها جيدا ليتأكد منها وبالفعل وجدها نفس العنوان .. صعد علي السلالم بسرعه شديده ولهفه الي الطابق الرابع ليجد شقتين متقابلتين فادرك انها الشقه التي علي اليمين .. ولكنه وجد الطابق هادئ ايضا علي عكس ما كان يستمع في الهاتف .. اخذ يطرق الباب بقوه ولكن لا من مجيب .. ظل ينادي باعلي صوته علي الحاجه يسر ويمني ولكن ايضا لم يتلقي اجابه فظن انه اخطأ بالعنوان وكاد ان يعود ادراجه مره اخري الي ان استمع لصوت يأتيه من الخلف
بتدور علي مين يا ابني !!
انتبه ادهم الي ذلك الصوت متلهفا واستدار ليجدها سيده كبيره في العمر ترتدي رداءا اسود اللون تحدثه من الشقه المقابه اسرع اليها بلهفه لو سمحتي .. كنت بسأل علي الحاجه يسر وبنتها الدكتوره يمني .. متعرفيش هما فين !!
اجهشت تلك السيده في البكاء قائله عيني عليهم .. ميستاهلوش اللي حصلهم والله .. ربنا يجازي اللي كان السبب
ازاد قلق ادهم بشده وهو يستمع اليها وخيل ان حبيبته اصابها مكروه فردد بقلب مفطور متسائلا هما فين !! .. وحصلهم ايه يا حاجه !!
اجابته وهي مازالت تبكي يسر تعيش انت .. جاتلها جلطه وماټت فيها .. والبت خدوها يا نضري خواتها ومحدش قدر يحوشهم عنها وهيجوزوها ڠصب عنها هناك بعد ما ضړبوها وبهدلوها .. الكل كان بيتفرج .. محدش قدر يعملهم حاجه .. ربنا
يتولاها برحمته
هوي قلب ادهم بين قدميه وهو يستمع الي حديثها فاسرع اليها انتي عارفه هما فين دلوقت خواتها دول !! .. تعرفي عنوانهم !!
اه يا ابني . يسر الله يرحمها كانت قايلالي .. هما هناك في في قنا في
اخذ ادهم العنوان واسرع الي سيارته وادارها بسرعه البرق وكانه يسابق الزمان اللي اخذ منه حبيبته ..
اشرقت شمس نهار جديد لتعلن بدايه يوم اخر علي الجميع.. ظلت ايمان متيقظه لم تذق طعم النوم من شده قلقها علي حبيب طفولتها وايامها .. ظلت طوال الليل منشغله في عمل الكمادات والدعاء له الي ان اتي الصباح .. فتح عمر عينيه ببطئ ليجدها امامه مره اخري تبتسم في حب قائله صباح الخير يا حضره الظابط
بادلها عمر الابتسام قائلا بهيام انا بحلم صح !!
ضحكت هي الاخري قائله لا طبعا ..
ثم اقتربت منه اكثر تطمئن علي حرارته قائله باطمئنان لا انت كده زي الفل .. الحمدلله .. لكن إيه اللي حصلك لده كله..
عمر بهدوء وهو يتذكر حالته بقالي تلات ايام منمتش ولما جيت البيت كمان كنت في الحاله اللي انتي شوفتيها مجرد ضغط جسدي....
ايوه بس انتوا مخابرات يعني المفروض تتحملوا اللي أصعب من كده...
احنا بشړ حضرتك مش انسان ألي.. نتحمل يوم من غير راحه يومين ونبقي بنخلص لكن الان ايام لا
كده بنستعبط بقه...
أبتسمت ايمان وهي تضع يديها علي فمها بخجل في حين تعلق عمر بإبتسامتها وأرتسمت ضحكته أيضا والتي ما أن لاحظتها ايمان حتي حمحمت بحرجدلوقت مضطره اسيبك عشان عندي شغل
ما ان تفوهت بتلك الكلمات حتي تذكر ليله امس وقدومها في مثل ذلك الوقت المتأخر فنهض في عصبيه انا عايز اعرف شغل ايه ده يا ايمان اللي يرجعك نص الليل !!
زفرت ايمان قي ضيق قائله اه تمام .. رجعنا تاني اهوه وهتقول برضه كلام ملوش لازمه
تقدم عمر اليها في حده وهو يقول كلام ملوش لازمه !!.. لما ترجعيلي نص الليل واسألك كنتي فين يبقي ده كلام ملوش لازمه .. دا انا فضلت مستنيكي 4 ساعات في عز البرد وحتي معييش رقم موبايلك ارن عليكي اشوفك فين !!
لترتفع نبره ايمان ايضا ومين قالك استناني ولا رن عليا .. قلت لك قبل كده دي حياتي وانا حره فيها وزي
ما بتدخلش في حياتك انت كمان متتدخلش في حياتي
اقترب منها بشده وهو يهتف پغضب لولا ان امي قالتلي اطمن عليكي مكنتش استنيتك اساسا ولا عبرتك .. هما مشيو عشان كانو مضرين يسافرو امبارح وامي وصتني اني اطمن عليكي لحد ما يرجعو .. بس فعلا انا غلطان .. جاي من الشغل مرهق وتعبان ومكلتش من الصبح ومستني معاليها عشان تيجي تقولي .. انا بقول كلام ملوش لازمه ..
شعرت بالندم من حديثه وتذكرت الحاله التي وصل اليها ليله البارحه فرددت في هدوء طيب .. عمر .. انا اسفه .. بس .....
اردف عمر پغضب وهو يتركها بلا اسفه بلا نيله يا شيخه الواحد اساسا غلطان انه عبرك
خرج من الغرفه وتركها متجها الي الحمام .. اما هي فعلي الرغم من شعورها بالندم هتفت ايضا بصوت سمعه جيدا علي
فكره زي ما انت غلطان انك استنيتني وندمان قوي كده .. انا كمان غلطانه اني ضيعت راحتي وفضلت سهرانه جنبك طول الليل .. كنت مفكره انك هتشكرني او هتقولي كلمه حلوه .. لكن ازاي !! ازاي عمر باشا يعتذر وييجي علي نفسه !! ميصحش طبعا ... سايبهالك وماشيه انا كمان
استمع لها هو ايضا وهو نادم علي ما اردف به ولكننه علل لنفسه انها من استفزته بحديثها دائما عن الماضي وانه المخطئ الوحيد به ويعلم انها محقه فقرر في نفسه علي مصالحتها وتصحيح اخطائه ..
اما هي فتركت المنزل وهي تظفر في ضيق من شده الڠضب متجهه الي منزل مرام لتري ماذا حل بصديقتها ...
بعد مرور حوالي ساعه دلفت ايمان الي الفيلا لتجد عبدالله يجلس بالحديقه شاردا ويكسو وجهه الضيق فتقدمت اليه صباح الخير يا استاذ عبدالله
الټفت اليها عبدالله مرددا في وجه عابث صباح النور .. تعالي يا انسه ايمان .. محتاج اتكلم معاكي
لتهتف ايمان بقلق شكلك بيقول ان نتيجه التحاليل طلعت .. انا كنت عارفه اولفت دي مش بييجي من وراها خير
أجاب عليها عبدالله في ڠضب ولما انتي عارفه ليه فضلتي ساكته !!
يا استاذ عبدالله ما انا قلت لك .. مرام بتثق فيها جدا ولو اتخيرت بيننا هتتخلي عني انا وتشتريها .. عشان كده انا اتطمنت لانك رجعت .. انت الوحيد اللي تقدر تسيطر علي مرام حتي لو بينت قدامك انها رافضه او عاندك .. ده من بره بس .. لكن من جواها لسه نظرتها فيك متغيرتش
ابتسم عبدالله متهكما اتمني فعلا .. لكن حتي لو اتضريت اني اعمل حاجه ڠصب عنها عشان مصلحتها .. مش هتتردد لحظه
ابتسمت ايمان في ود كنت عارفه .. المهم دلوقت التحاليل فيها ايه !!
عبث وجهه مره اخري وهو يقول قوليلي انتي .. هي اخدت من الدوا ده كام مره !! ..
اخذت تفكر ثم اجابته تقريبا 8 مرات .. بس ليه !!
قص عليها عبدالله ما اخبره به الطبيب حول حالتها وايضا شكه بان هناك ماده اخري لم يستطع التعرف عليها وبحاجه الي رؤيتها .. تأثرت ايمان بشده وهي تستمع الي ما يردف به وحسبنت علي تلك الافعي المدعوه اولفت واخيها .. ليردف عبدالله مؤكدا انتي كده عرفتي كل حاجه .. مش هوصيكي ان الموضوع يفضل سر علي الاقل الفتره دي !!
اطمن يا استاذ عبدالله
ليستمع كلاهم الي صوت يأتي من الخلف انتو واقفين هنا وسايبيني لوحدي فوق !!
الټفت عبدالله وايمان الي ذلك الصوت ليجدو مرام بصحبه داليدا التي بادرت هي ايضا مستئذنه معلش يا جماعه مضطره امشي دلوقت .. هاجي لكم بالليل
ارتجف قلبها و ودت لو تلقي
اومأت لها مرام قائله ياريت يا ايمان انا فعلا حاسه بالجوع قوي
ضحكت ايمان في خبث وهي تنظر لها ولعبدالله قبل ان تغادر ما اكيد نفسك انفتحت دلوقت
خفضت مرام وجهها في خجل وهي تنظر لعبدالله بنصف عين ففهم مقصدها وضحك وهو يراها مازالت تلك البريئه العاشقه التي لا تشعر بالراحه ال
داخل قصر كبير بأحدي قري مدينه قنا .. كان يجلس رجلا ذو هيبه ونفوذ في مجلسه الحاج نواصره وحوله علي ابنه الاكبر .. و ياسين حفيده الاكبر و ممدوح حفيده الاصغر
الفرح هيتم النهارده .. ومفيش كلمه تانيه هتتقال بعد كلمتي...
قالها الحاج نواصره وهو يوجه حديثه الي ابنه الاكبر علي الذي اشاح بوجهه بعيدا مستنكرا من حديث والده فأكمل الحاج نواصره الكلام ليك يا علي .. عقل ابنك وخليه يوافق بدل ما نبقي مسخره علي لسان اللي يسوي واللي ميسواش
نظر له علي وتحدث في ضيق ما بصراحه يا ابا ابني معاه حق .. انا بذات نفسي مش موافق علي الجوازه دي .. بنتنا ومقلناش حاجه.. نربوها بمعرفتنا بس متشيلش ابني عارها وتخليه هو اللي يتجوزها
اجابه ياسين پغضب وهي اختي بقت عار ولا ايه !! .. ما تحفظ لسانك يا عمي
ليرد عليه علي پغضب اكبر وانت عايز تربيه يسر الفاجره
ييجي من وراها ايه غير العاړ .. دي هربت بيها علي مصر عشان تدور علي حل شعرها بعد مۏت اخويا .. وتلاقي بنتها زييها ..
كاد ان يرد عليه ياسين ولكن اخرسه صوت جده قائلا في صرامه في ايه يا ولاد النواصره !! .. هتردو علي بعض قدامي ولا ايه !! .. وانت يا علي .. من امته وانت بتكسر لي كلمه !! .. و ولدك ليه مجاش يقعد معانا هنا ويشوف هنتفقو علي ايه !
علي بضيق العفو يا ابا انت عارف اني مقدرش اقصر كلامك بس انا قلت لك ولدي مش موافق علي الجوازه دي
ليجيبه الحاج نواصره بس انا قلت اللي عندي يا علي وحمزه ولدك هيتم جوازته علي بنت عمه النهارده .. مش علي اخر الزمن شويه عيال هما اللي هيبقي ليهم كلمه
قدامي.. بعد الجواز ابقو اعملو فيها ما بدالكم وربوها كيف ما تريدو .. لكن متصغروناش قدام الخلق
كانت تستمع سيده في الخمسين من عمرها تدعي فوزيه الي حديثهم بالاسفل وعلي وجهها علامات الضيق والحقد .. دلفت الي يمني الجالسه تبكي منذ ان احضروها ليله امس ولم تتوقف عن النحيب فرددت فوزيه في قهر بقي انتي يا بنت يسر الفاجره تاخدي ولدي حمزه زينه الشباب .. !!
لم تجيبها يمني وازاد بكائها علي ما توصلت اليه من اسوأ علي يد هؤلاء المزعومين اهلها .. اجابتها سيده اخري اكبر منها في السن ااااه عليك يا حمزه يا ولدي .. علي اخر الزمن هتاخد عره البنات وانت الف مين تتمناك !!
لتجيبها فوزيه ما ابويا الحاج اللي مصمم علي الجوازه دي .. نفسي اعرف ليه يديها لولدي ما تاخد لها اي غفير من الغفر اللي بره عشان يعلمها الادب بنت يسر ...
لترد عليها السيده الاخري الحاج مش هيوافق ومصمم يجوزها لحمزه .. خدي بالك منها يا ام حمزه دي اللي عماله تبكي من امبارح وعامله فيها بريئه هتطلع ميه من تحت تبن ومش بعيد تكون عاشقالها واحد من بتوع مصر
لتهتف فوزيه بويل يا ميله بختك يا ولدي .. طول عمرك حظك قليل وجايين عليك
ظل كل منهم ترد علي الاخري تاركين يمني في قهرها وهي تستمع لحديثه وغير قادره علي فعل شئ .. ولا علي اخراسهم ووضع لهم حد كي يصمتو .. ولا علي ايقاف تلك ال
التي تحدث بالاسفل حول زواجها من حمزه ابن عمها....
الي ان استمع جميعهم الي ضوضاء عارمه بالاسفل واصوات سيارات كبيره واخر ما استمعو اليه هو ضړب الذي وصل صداه الي اخر القريه .. لتهب كل من السيدتين الي الخارج لتري من اين ذلك الصړيخ ليتفاجئو جميعا من هول المشهد......
الفصل الثامن
الجزء الثاني
حلقه 8
وكان صوتك منقذني كمن كاد ېقتل عطشا في صحراء فأروته السماء انهارا...
يمني!!!!
لم تهتم بتلك الاصوات التي فر اليها الجميع لم تعبأ بما يخططون او يدبرون لها من مصير فهي تعد نفسها من قائمه الامۏات فهل يشعر بحياه!.. ولكنها توقفت عن بكائها حين سمعت ذلك الصوت .. شعرت انها تخيلته من شده حاجتها اليه .. فأخذ جسدها ينتفض وخيلت انها بحلم وكادت ان تشرع في البكاء مره اخري الي ان انتشلها ذلك الصوت ثانيه .. وثالثه .. لم تشعر بقدمها التي وضعت علي الارض في قوه لم تدري من اي مصدر زودت بها .. نهضت مسرعه الي الخارج وهي تنظر الي الاسفل لتجده .. هي ليست بحالمه .. وعادت الي اليها الحياه مره اخري كمن انعش قلبها پصدمه كهربائيه قبل أن يفقد روحه..أخذت تقفز درجات السلم كطفله في الروضه تستقبل والدها الذي اتي لها بحلوي .. توقفت عن الركض حين مثلت امامه .. نظر اليها بشوق ولهفه والم وهو ينظر الي كميه الچروح والكدمات التي كست وجهها اثار ضربهم المپرح لها ..
تطلعت اليه يمني في عتاب ولوم ... وعشق ..
عريتينا يا بنت .. انا هخلص عليكي بيدي دي...
قالها ياسين وهو في طريقه اليهم يحمل بيده الخاصه بالعائله و الخلف في حركه قتاليه لتصدر صوتا جعله يشعر پألم وصراخه وصل الي مسمع الجميع فردد ادهم متوعدا ايدك دي لو مش مستغني عنها يبقي تحاول بس
ليأتي اليهم ممدوح مسرعا وهو يهتف غير مصدق هي مين دي اللي مراتك !!.. تطلع مين انت !!.. جايبلنا شويه رجاله
ابتسم ادهم متهكما وهو يلقي بياسين من يديه لا عارف انتو مين .. بس الظاهر انكم متعرفوش انا مين ولا اقدر اعمل فيكو ايه لو واحد بس حاول يعترض طريقي
ثم اظهر شيئا من جييه ووضعه امام اعين ممدوح في غرور وثقه ليدب الخۏف في قلب ممدوح وترتجف اوصاله ويذهب مسرعا الي جده النواصره الذي كان يشاهد ما يحدث دون
ان يتفوه بحرف واحد ويلحق به ياسين .. مال الي جده وعمه واخيه وهو يهمس اليهم ببعض الكلمات جعل ملامح الخۏف والذعر ايضا تنتقل اليهم .. رأهم ادهم وابتسم في انتصار وعلم انه نجح فيما يخطط له .
ثم نظر خلفه واشار الي احد ما ليفهمها علي الفور ويتقدم اليه بسرعه ومعه المأذون...
شرع المأذون في فتح الكتاب الخاص به وقام ادهم بسحب يمني التي كانت تنظر اليهم جميعهم في كبرياء وانتصار وهي تجلس بجواره في فرحه عارمه .. ما ان التقت عيناهم حتي شعرت يمني بالتوتر والخجل قائله في همس ادهم..... انت هتعمل ايه !!
اجابها بثقه وحب
هعمل اللي كان لازم يتعمل من زمان .. بس المره دي مش هاخد رأيك .. ده ڠصب عنك
ابتسمت في خجل شديد وهي تأخد نفس الحريه مره اخري
وتطلقه بأرتياح وتنهد .. ليبادر المأذون بالسؤال مين هيبقي وكيل العروسه !
كاد ادهم ان يجيبه بأنه تبلغ من العمر ما يكفي لتزوج نفسها ولكن اراد استفزازهم اكثر .. فنظر الي الحاج نواصره في تحدي قائلا عيب يبقي في حد وكيلها غير جدها طبعا .. مش هو الكبير !!
شعر الحاج نواصره بالتوتر الشديد وهو يخرج منديلا يمسح به حبات العرق التي تراكمت علي جبينه وهو يجيب اه .. اه .. معاك حق
اتم ادهم زواجه علي يمني بوكاله جدها وشهاده عمها واخواتها واثنين اخرين .. كل منهم كان مجبر علي تنفيذ ما يمليه ادهم عليهم بعد ان رأوو هويته .. كانت حريم المنزل تنظر اليها بنظرات رديئه في كره وڠضب وهم ينعتوها باقبح الالفاظ ولكن غير قادرين علي التفوه بها بصوت مسموع بعد ان شاهدو صمت رجالهم وتنفيذهم لطلبات ذلك الذي ظهر اليهم كالبركان ..
وضع ادهم يده علي كتف يمني
ابتلع الحاج نواصره ريقه في توتر خوفا من اكبر كوابيسه وهي مطالبته بورثها .. فقال ادهم حق يمني ونصيبها من الاراضي والقصر والارباح علي مدار السنين من اول ما اتولدت واتسجلت بأسم حاتم النواصره .. ييجي دلوقت
هوي قلب الحاج نواصره بين قدميه وتوتر الجميع خوفا من الرفض ومن بيع اراضيهم وممتلكاتهم بتلك السهوله لهذه التي خذلتهم جميعا .. تقدم الحاج علي عمها ينظر لأدهم بثبات مصطنع احنا مبنبيعش اراضينا ولا املاكنا .. الارض دي عهد وهتفضل ملكنا لأخر العمر
ابتسم ادهم متهكما حقك والله .. وانا مقدرش اجي علي حقك عيب ..
ثم نظر الامام ونادي بصوت اجش يا متر!!
تقدم اليه المحامي الخاص به واخرج اوراقا من حقيبته وهو يهتف اراضي الحاج النواصره هنا وارض الفيوم بالمزارع قدره 100 مليون .. بعد القسمه علي اتنين وبعدها القسمه علي خمسه يبقي نصيب الدكتوره بالظبط 10 مليون .. دا غير القصر .. قدره حاليا 10 مليون بعد القسمه علي اتنين وبعدها علي خمسه يبقي نصيب الدكتوره فيه مليون .. وبجمع كل ده يبقي الورث كله عباره عن 11 مليون جنيه ... وكل ده في الورق قدام حضرتك اتفضل ..
ازداد توتر الجميع وهمسات حاقده من الحريم بعد سماعهم الي ما اردف به المحامي فردد ادهم موجها حديثه الي علي انتو مش بتبيعو الاراضي بتاعتكم .. بس تقدرو تمضولي دلوقت شيك بقدر 11 مليون مقابل انها تتنازل عن نصيبها في الورث ..
نظر علي الي ابيه بوجه محتقن ليجده ډافن راسه بين يديه غير قادر علي اجابتهم او التفوه بشئ .. نظر الي اخوتها وكانه يستشيرهم ليجدهم ليسو بأقل حال من جدهم الذي اعلن استسلامه .. رفع الحاج نواصره وجهه واردف بثقه تاخدال 11 مليون جنيه حقها .. هاتولي شيك امضيلها عليه
نظر اليه علي مره اخري والشرر يتطاير من عينيه فأردف وهو يكتز علي اسنانه في اصراره علي الرفض وهو يقول ابوووي !!!
نظر له الحاج نواصره بثبات اللي قلت عليه يتنفذ .. حقها وهتاخده .. بس من هنا ورايح لا هي بنتنا ولا نعرفوها .. تاخدها ومترناش وشها مره تانيه
ابتسم ادهم في ثقه وهو ينظر اليه ومين قالك اني خليها وسط ناس خسيسه زيكم !!
كاد ان يردو عليه علي وياسين ولكن اخرسهم الحاج نواصره وهو يضرب بعصاه علي الارض الكلام خلص ..
اعطي الحاج نواصره ليمني كامل حقوقها كما ذكرها له ادهم وقامت بالتنازل عن ورثها لهم .. خرج بها ادهم وسط ذهول الجميع وصدمتهم .. لتنتهي قصه معاناتهم بالزواج.. او لتبدأ قصه حبهم من جديد ..
دلوقتي خلصنا فطار .. ممكن بقه تحكولي كل حاجه من طأطأ لسلامو عليكم..!!
قالها عبدالله الي مرام وايمان بعد ان توجه بهم الي حجره الجلوس الخاصه بالفيلا .. نظرت
مرام وايمان الي بعضهم البعض فبادرت مرام انا هحكيلك يا عبدالله
اخذت مرام نفسا عميقا واطلقته ببطئ وشرعت في الحديث الحكايه ابتدت من سبع سنين ..
ثم نظرت له نظره خاصه .. تحديدا بعد ما اتخليت عني وطلقتني
.. لما طلعت الأولي علي الجمهوريه .. طنط اولفت عرضت عليا اني اسيب مصر وابعد عن العالم كله وتحديدا انت مقابل اني ادرس الطب في المانيا وهي هتتكفل بكل حاجه .. رفضت في البدايه لاني فكرت في امل انك ترجعلي لكن طبعا ده محصلش .. وافقت علي العرض بتاعها وسافرنا المانيا ولما سافرت اكتشفت ان انا هدرس الطب كمنحه من الدوله تقديرا لتفوقي والمركز اللي وصلتله .. درست دراسه مكثفه جدا تقريبا مكنتش بنام لمده سنتين .. او لحد ما ظهر ناجي في الصوره وطلع اخو طنط اولفت .. وهو من وقت ما ظهرت قدامه وهو مشالش عينه من عليا..
قالت جملتها الاخيره وهي تتحاشا النظر عنه بعد ان اطل الڠضب من عينيه ..
فأكملت .. بس اللي وصلي انه بالرغم من
اخوها الصغير لكن هي پتخاف منه وبتعمله الف حساب .. طنط اولفت فضلت تمدح فيا كتير وعن ذكائي وتفوقي واني علي طول الاولي وازاي تخطيت مراحل كبيره في وقت قصير .. اعجب بيا جدا ووعدني بعد انتهاء السنه التالته بنفس المستوي هيبني لي مجمع طبي بأسمي .. رفضت طبعا في الاول وازاي يعملي حاجه زي كده ومقابل ايه !! .. طنط اولفت اقنعتني ان ده هيكون مفيد ليا وهيشهرني اكتر واقدر اوصل لنجاحي اسرع لأن بكده كنت اتميت يعتبر السبع سنين طب في مصر....
وصمتت مرام فهمت ايمان سبب صمتها لتكمل الحديث بدلا عنها قائلا بعد انتهاء السنه التالته مرام كانت خلصت الامتياز وبالفعل ناجي عمل لها المجمع الطبي وطبعا بأسمها .. وكان مفكر انه بكده هيقدر خالص .. تقريبا ساب كل اشغاله وركز بس في مرام وحياتها .. كان تقريبا لازق لها في كل حاجه .. تخرجها .. استلامها لدكتوره في الجامعه .. كل مرحله كان حاشر نفسه فيها وكان بيظهر معاها في اي حاجه تخص الاعلام والميديا .. اتخصصت مرام في جراحه القلب وتم تكريمها من جهات كتير واخر حاجه وصلت لها في التكريم الأخير وانها اشهر طبيبه قلب في وطنها العربي .. وطبعا كل ده بمساعده ناجي والمراكز اللي فتحها كلها بأسمها في اكتر من دوله تحت اشرافها ونجحت في شفاء ناس فقراء كتير بالمجان وده اللي ساعدها اكتر في شهرتها لانها اخدت دعم من كتير جداااا من الطبقات الفقيره من المجتمع ..
وهو يقول كملي ..
تابعت ايمان اتفاجئنا كلنا بأولفت وهي جايه تترجي مرام انها توافق تتجوزه .. طبعا بعد ما عرض عليها كتير خلال السنين اللي فاتت بس هي كانت رافضه .. اولفت قالتلنا انها خسړت كل فلوسها في صفقه قدام ناجي وعليها فلوس كتير ليه كمان.. ودلوقت يا تقنعها بانها توافق تتجوزه يا اما هيحبس اولفت ..
ضحك عبدالله متهكما حلوه الحبكه دي والله ..كملي ..
تابعت ايمان ناجي مسك ديون كبيره جدا علي اولفت .. فمرام اقترحت عليهم انها هتمضيله علي كل حاجه هو عملها عشانها .. يعني كل المجمعات الطبيه اللي اسسها بأسمها ..طبعا كان التمويل منه هو ومفيش ورق لده .. مرام قررت ان كل يبقي بورق وتمضي كمبيلات علي نفسها وايصالات بملايين ملهاش حصر من ناحيه عشان تحرر اولفت منه .. ومن ناحيه تانيه عشان تخلي تعامله مع مرام خصوصا انه بيعاملها بطريقه كويسه عن اولفت .. وطبعا مرام قالتله انها هتسدد له كل ده علي اقساط من ارباح المجمعات دي كلها خصوصا ان زي ما كان بيدخلها فقراء كان برضه بيدخلها مليالديرات ... وبكده بقت مرام هي اللي مديونه لناجي مش اولفت .. وطبعا غيرت رأيها قدامه في موضوع
الجواز وقالتله هفكر عشان مياخدش قرار غلط ضدها ... وطبعا الفيلا اللي كانت اولفت شارياها في المدينه الزرقاء ليها هي ومرام اتكتبت بأسم مرام واترهنت لناجي من ضمن الديون
سألها عبدالله في اهتمام يعني كده كل حاجه بأسم مرام !!
اجابته مرام وهي تخفض رأسها كل حاجه يا عبدالله .. سيطر علي كل حاجه كانت طنط اولفت بتملكها .. وانا اتورطت بسببها .. عشان مكنش ينفع اسيبها بعد كل اللي عملته معايا
نظر اليها عبدالله في جديه وصرامه ما تغور في ستين داهيه اولفت.....انا ميفرقش معايا دلوقت غيرك انتي .. عايز اعرف اي الورق اللي ماسكه بالظبط وديونك قد ايه عنده
قالت ايمان موضحه الديون كبيره فعلا يا استاذ عبدالله .. بس هو بعد ما مرام مضت علي كل حاجه فضل صابر عليها ولحد دلوقت برضه صابر ومش بيطالبها ..
اومأ عبدالله متفهما في سخريه وهو ينظر لمرام بنظره خاصه طبعا لازم يصبر .. مش مرام وعدته بأنها تفكر في الجواز !!
نظرت اليه مرام في ضيق وحزن يا عبدالله ارجوك بلاش البصه دي .. والله ما عملت كده الا لما هدد طنط اولفت انه هيسجنها
..
نظر اليهم في شك هيسجن اخته !!!
رددت ايمان ويسجن عيلته كلها .. انت لسه متعرفهوش يا استاذ عبدالله
نفث عبدالله دخان سيجارته قائلا في توعد بس هعرفه .. انا وهو والزمن طويل ..
استدارت اليه مرام في اعتراض لا يا عبدالله ارجوك .. بلاش تدخل معاه في مشاكل احنا في غني عنها .. وانا هتعامل معاه....
قاطعها عبدالله في حزم شديد لا انتي تخرسي خالص..وتعاملك معاه ده تنسيه نهائي.. ومن هنا ورايح انا اللي اقولك تتعاملي معاه ازاي .. لحد ما تخلصي من المشكله دي وتستقري هنا
قالت مرام في دهشه هنا !! ..
نظر اليها في صرامه اه هنا .. مش بلدك اهم ولا ايه!! .. ولا انتي حابه المرمطه في بلاد بره
نظرت اليه في حرج واطرقت في صمت فقال في ود لازم
تفضلي في بلدك يا مرام وتكملي نجاحك ومشوارك هنا وسط اهلك وناسك
اسرعت ايمان لكن ده مستحيل دلوقت يا استاذ عبدالله .. مرام جايه مصر عشان تفتح مجمع جديد للمستشفيات وجراحه القلب وبعدين لازم ترجع تاني
قال عبدالله في بساطه انا مبقولش دلوقت .. لازم بس الاول اطلعها من الورطه اللي هي فيها مع الكلب ده قبل ما يستغل ده لصالحه ويشوه سمعتها
قالت ايمان ايوه ده اللي انا اقصده
اجابها متفهما انا اكتر واحد يعرف الاشكال دي بتفكر ازاي
نظرت له مرام في خوف انت ناوي علي اي يا عبدالله
شعر عبدالله بخۏفها فأقترب منها وامسك بيديها في حنو ناوي مسيبش بنتي متورطه اكتر من كده مع حد .. لازم اخلصك من كل القرف ده
ثم اضاف وهو يفكر بشئ ما ولازم تعرفي ان مهما كانت ديونك بامر الله مقدور عليها .. انتي ناسيه ان ورثك كله كان مليارات .. بس طبعا انتي متعرفيش حاجه عن الموضوع ده لانك تحت وصايتي وانا لسه متنازلتش عنه ليكي .. لكن انا سايب دي اخر حاجه الجأ لها لأني شاكك في الموضوع كله من اوله لأخره ...
ابتسمت كل من مرام وايمان في ارتياح بعد اخبارهم بأمر النقود لتهتف مرام بفرحه غير مصدقه انت بجد تقدر علي الفلوس !!
اجابها بثقه وحنو ايوه طبعا واكتر من كده بكتير .. متقلقيش
نظرت ايمان اليه بشك وهي تنتبه لامر ذكره عبدالله فسألته قصدك ايه وايه اللي انت شاكك فيه !!
ترك عبدالله يد مرام وهو يقف ثم بدأ يتمشي الي النافذه مفكرا ليه ناجي عمل كل ده !!.. ليه مشي ورا مرام وفضل يبني لها مجمعات ويدعمها بالفلوس .. الصفقه اللي اولفت دخلت فيها دي وخسړت اكيد كان هو السبب في خسارتها عشان يخليها تروح لمرام وتطلب منها اللي طلبته ده
اجابته ايمان بهدوء ما انا قلت يا استاذ عبدالله .. هو عايز يتجوز مرام ومش راضي يشيل عينه من عليها
علي الرغم من ان حديثها كان
لازعا عليه ولكنه اجابها نافيا في ثقه وذكاء كعادته لا لا لا اللي فهمته علي ناجي انه مش بتاع حب ولا مجرد جواز عادي .. في حاجه كبيره هيكسبها من ورا مرام .. ودي اللي مخلياه صابر عليها لحد دلوقت وكمان يكون عايز يتخلص ....
قال جملته الاخيره وهو علي وشك اكمالها بأمر قټلها علي المدي البعيد مثلما علم من التحاليل التي اجراها علي الدواء الخاص بمرام .. لكنه توقف عن الحديث حين تذكر حديث ايمان حول ثقه مرام باولفت وحبها لها وهذا ما اكتشفه ايضا حين علم بأمر الديون التي تورطت بها فقط من اجل انقاذ اولفت .. ولذلك قرر عدم الحديث....
اجابته مرام بتفكير يمكن يكون فعلا معاك حق
لتكمل ايمان متسائله طيب وانت هتعمل ايه يا استاذ عبدالله دلوقت .. !!!
قال عبدالله واثقا في هدوء انا مش هعمل حاجه .. انا هستني مكاني هنا وانتو معايا .. واولفت هي اللي هتعمل .. هي اللي هتبقي مرسال السلام بينكم .. لأن ده من مصلحتها اوي
ضحكت ايمان في تهكم والله انت بتفكر فعلا صح .. في كل مره بيحصل بينهم خناق كانت اولفت تيجي وتهديهم وتخليه هو كمان يتأسف لمرام
ابتسم عبدالله وهو ينظر الي مرام بطرف عينيه ليه .. هي مرام هزقته كتير ولا ايه !!
نظرت اليه مرام مبتسمه في عتاب فقالت ايمان يالهوووي .. كتيير والله يا استاذ عبدالله .. زي ما تقول كده الراجل مرام استحلفت انها تمرمطله كرامته في الارض وهو يسكت
علي الرغم من تلك الجمله زادت من قلقه اكثر ولكنه ضحك وهو ينظر اليها في اعجاب وفخر وحب .. تأكد انها كما هي بريئه ونقيه محافظه علي ما كان بينهم ولم تتغير برغم كل ما مرت به .. حتي بعد انفصالهم ...
اي اللي حصل يا حاج !!.. خلاص .. بنت يسر خدت فلوسنا كده وانتو فضلتو ساكين !!
قالتها فوزيه زوجه علي موجه حديثها اليه وهي تهرول مسرعه بالنزول اليهم ..
لتجد الجميع في حاله صمت لتعيد الكره مره اخري ما حد يرد عليا .. ساكتين ليه !!
اخرسها الحاج نواصره قائلا اظن شفتي كل حاجه يا ام حمزه .. فملهاش لازمه كلامك اللي ملهوش عازه ده
لتكمل حديثها في مراره انا قلت لكم .. هي مش سهله وفاجره زي امها وعشقالها واحد لحد ما جبته زاحف هنا .. زي ما امها عملت زمان ولافت علي حاتم ابن عمي
ليرفع الحاج نواصره وجهه اليها قائلا في صرامه وانتي بقه متضايقه من انه حاتم اتجوزها ولا عشان موافقش بيكي قبليها زمان
بلعت ام حمزه ريقها وهي تردد قصدك ايه يا حاج !!
اجابها بحزم انتي عارفه قصدي كويس .. والكلام في الموضوع ده انتهي .. وبنت حاتم اخدت نصيبها وراحت لقضاها
ليجيبه علي پغضب بس ده
مكنش كلامك من شويه يا بوي .. مش انت مكنتش عايز تفرط في ارضنا للغريب
ليجيب النواصره واما مفرطش في ارضنا وهي خدت نصيبها .. وبعدين انت اخر واحد تتكلم .. مش انت مكنتش موافق تديها لولدك حمزه !!
ليجيبه علي ايوه بس كانت تفضل تحت طوعنا ومعانا
ردد النواصره في ضيق وهي دلوقت تحت طوع جوزها .. انا مبقاش في عمري كتير عشان اموت من قهرتي عليكم لو جوزها ده عملكم حاجه
ليردد علي هيعملنا ايه يا بووي .. ده واحد بيتحاما في مركزه وسلطته .. وطلقه متسواش خمسه جنيه هتجيبلك اجله الارض
هتف الحاج نواصره اللي هيتكلم هنقطع له لسانه .. بنتنا اتجوزت وانا اللي جوزتها وغير كده مش عايز اسمع .. وقفلو علي الموضوع ده مش عايز اسمع حد بيحكي فيه مره تانيه
ثم نهض الي غرفته بألاعلي وترك
الجميع .. لينظر ياسين الي عمه بنظره تأكيديه فهمها عمه علي الفور .. وقررو تنفيذ ما يخططون....
انتو هنا وانا عمال ادور عليكم...!
قالها ادم وهو يدلف باب الغرفه
ليتدخل عبدالله قائلا في مرح اي يا صاحبي .. انا بغير علي فكره
نظر اليه دومي طيب عضلات خماسيه وعندك قوه الوحوش كده !!
اڼفجرت كل من مرام وايمان من الضحك ليجيبه عبدالله لا والله معنديش قوه الوحوش ولا حاجه انا القوه بتاعتي عاديه
دومي يعني مش زي حراس القوه كده وبتقضي علي الاشرار !!
عبدالله لا يا عم دومي .. احنا فين وحراس القوه فين !!
اجابه ادم في لماضه امم علي العموم احنا بقينا صحاب بس بما انك بقيت الحارس لمامي اتمني ان قوتك تعجبني وتقدر تقضي علي عمو ناجي الشرير وتنقذ ماما
الجميع من الضحك مره اخري .. كانت مرام تراقبهم في حنان وهي تبتسم حتي رأي عبدالله ابتسامتها وقال ده سكر قوي يا مرام... فعلا ليكي حق انك تحبيه قوي كده
قالت في صوت خاڤت انت كمان هتحبه قوي
وضع عبدالله يده علي شعره الناعم يداعبه وهو يقول هو انا لسه هحبه .. دا دخل قلبي خلاص .. مش بيقولك بقينا صحاب
قال دومي الي مرام مامي انا جعان ..
قبل ان تجيبه مرام حمله عبدالله علي كتفه في مرح وهو يقول انا اللي هأكلك يا بطل .. اي رايك !!
اجابه دومي وهو ېصرخ بمرح موافق ونلعب مع بعض وتعلمني حركات عشان يبقي عندي عضلات زيك كده عشان اما اكبر ابقي ظابط وابقي انا الحارس بتاع مامي
ضحك عبدالله موافق يا بطل .. يلا بينا
قال دومي الي مرام مودعا باباي يا ماماي .. انا رايح مع صاحبي عشان ابقي حارس القوه ..
ظلت مرام تراقبهم في حنان ثم تنهدت وهي تهمس محدثه نفسها في تأثر اااه يا عبدالله ازاي مخدتش بالك منه... ازاي مشفتش خفه ډم اختك رشا وغيرتك انت عليا جواه.. طيب مشفتش انه نسخه منك في الشكل .. بس انا عاذراك...
ما انت مكنتش تعرف اني بعدت عنك وانا شايله حته منك جوايا... وأصريت علي حمدي أنه ميبلغكش... يا تري هتعمل ايه لما تعرف
كان يقف شاردا في شرفه منزله يشاهد غروب الشمس الممزوج بحبات المطر التي اضافت لقرصها الذهبي جمالا من نوع اخر ..الي ان سمع صوتا يصدر من خلفه فأتجه اليها وجدها تتقلب في الفراش ببطئ وهي تفتح عينيها البنيه .. اتجه اليها سريعا وهو يساعدها علي النهوض حمدالله علي السلامه
تثائبت في الم وهي تتطلع اليه بنظرات مبهمه وتتذكر ما حدث انا فين !!
ابتسم ادهم وهو يهندم شعرها المبعثر انتي في بيتك يا عروسه
هزت يمني رأسها غير مصدقه بالحيا زي ما عملو مع امي
هزت يمني رأسها بحيره والم انا اصلا معرفش انت عرفت منين !! ولا جيت ازاي !! .. لما كلمتني في الموبايل انا اه عرفت صوتك بس فكرت اني بحلم زي عادتي او ان دي تهيؤات من اللي كنت فيه .. حتي لما ناديتني هناك .. برضه مكنتش مصدقه انه انت
ابتسم ادهم بهدوء وحنو للدرجه دي فاقده الثقه فيا واني هسيبك
اخفضت رأسها في الم وندم
ومفكرش في كده ليه واخر مره شفتني فيها اتعاملت معايا ولا كأنك تعرفني .. ولا كأنهم سبع سنين ..
في الم وقال كنت مقهور منك اوي .. لكن اللي في قلبي عمره ما اتغير من ناحيتك
قالت يمني في مراره انا فكرت سنين البعد قللت من حبك ليا ونسيتني ...
.. مبيضعفش .. وانا حبيتك ومقدرتش اشوف غيرك
في حب ودموع وحب .. فقال ادهم في حنو ليه الدموع دي يا
حببتي !!
ازداد بكائها وشهيقها انا اسفه يا ادهم ..
قاطعها ادهم وهو يجفف دموعها مره اخري ششششش .. خلاص ننسي اللي فات .. متفكريش دلوقت غير انك بقيتي معايا وبس ..
داليدا
قالتلي انها جايه دلوقت .. الساعه بقت عشره ولازم انا امشي لان كل مره بروح متأخر..
قالتها ايمان الي مرام التي كانت تلعب مع تمارا وايضا عبدالله الذي لم يقطع لعبه مع دومي منذ الصباح .. انتبهو لها جميعا واجابتها مرام ماشي يا ميمو .. مستنياكي بكره الصبح
قلق المفروض الحاله دي تجيلها بكره .. ازاي جتلها النهارده!! .. في حاجه غلط ..
امسكت ايمان بألاولاد الذي حالهم لم يقل قلقا عن الكبار علي والدتهم .. بينما وضع عبدالله مرام علي الفراش وهو يشعر پألم حول امرها وانتابه قلق شديد .. اخرج هاتفه علي الفور وقام بألاتصال علي الطبيب الذي اجابه مسرعا وطلب منه المجئ حيث ازدادت حالتها .. وافق الطبيب وطلب منهم الانتظار لمده خمس دقائق فقط وسيصل اليهم .. ما ان انهي عبدالله اتصاله حتي سمع رنين المنزل فظنت ايمان انها داليدا وذهبت مسرعه الي الاسفل كي تفتح لها ولكن هربت الډماء من عروقها حينما وجدتها ليست داليدا وإنما تلك العقربه أولفت...
الفصل التاسع
الجزء التاني
حلقه 9
كإنك الوطن اللي تاه عني...كإنك الحلم اللي عايش فيه..
توترت ايمان بشده حين رأت أولفت واخذت تفرك يدها من شده التوتر ولكنها فكرت بذكاء وحاولت بقدر المستطاع ان تبدو طبيعيه .. ابتسمت ابتسامه ثقه كاذبه وهي ترفع بصوتها لأعلي عن عمد وهي تقول اهلا اهلا يا أولفت هااانم ... نورتي يا أولفت هااانم
سمعها عبدالله فشعر بالقلق هو ايضا ونظر من الاعلي ليجدها بالفعل مع ايمان .. اسرع الي الغرفه مره اخري وقام بالاتصال بالطبيب والذي اجابه علي الفور ..
ايوه يا دكتور انت فين !
انا خلاص قدام الفيلا اهوه وهدخل...
لا لا .. استني متدخلش خالص دلوقت في ظرف حصل ومش هينفع تيجي..
طيب يا استاذ هو في حاجه اهم من صحه المړيض وخصوصا لما تبقي حاله زي دي !!
لو سمحت انا هكلم حضرتك في وقت تاني لكن دلوقت اسف مش هتقدر تيجي ..
طيب .. دلوقت ممكن تدوها حقنه المقويات ودي اخر مره تقدر تاخدها .. بعد كده هتبقي حالتها اصعب لو مخدتش الدوا .. او الدوا المضاد..
تمام يا دكتور .. متشكر جدا ..
اغلق عبدالله الهاتف وهو يتنفس الصعداء .. ثم نظر الي وجه مرام وحالتها الصعبه .. ليجلس بجوارها وهو يضع رأسه علي جبينها في اسف قائلا سامحيني يا حبيبتي .. كله عشان مصلحتك والله
ثم قبل جبينها في الم واخذ نفسا طويلا وهو يستعد للنزول الي تلك الحرباء المدعوه أولفت
اهلا يا مدام اولفت .. جيتي في وقتك...
قالها عبدالله وهو ينزل من علي الدرج في ثقه وكبرياء مرحبا بها بود مصطنع ولكنه اصبح يدرك جيدا كيفيه التعامل معها لتجيبه بترحاب مصطنع ايضا اهلا بيك يا عبدالله بيه .. واسفه علي الزياره المتأخره دي بس انا مرام عندي اهم من اي حاجه ..
اجابها عبدالله وهو يجاريها ايوه طبعا .. دي حتي مرام حكتلي انتي ازاي وقفتي جنبها طول السنين دي وكنتي بتدعميها ووصلتيها للمكانه دي .. بجد مش عارف اشكرك ازاي !!
ابتسمت اولفت مرام دي زي بنتي يا استاذ عبدالله وحرام ذكائها ونبوغها ده يندفن هنا في مصر
اه طبعا .. خير ما عملتي..
نظرت له اولفت بخبث وتوتر مغيره دفه الحديث هي مرام صحتها عامله ايه دلوقت !!
شعر عبدالله بتوترها وفهم مقصدها فأجابها والله مخبيش عليكي .. مرام لسه جايلها النوبه اللي بتجيلها دي وكنت لسه هرن عليكي وأسالك علي اسم الدوا اللي بتاخده عشان اجيبه
اسرعت اولفت في توتر شديد لا يا عبدالله بيه اوعي تعمل كده
نظر لها عبدالله متصنعا عدم الفهم لټندم علي تسرعها قائله وهي تتهته قصدي .. قصدي يعني مش هتلاقيه هنا اصله مش موجود في الصيدليات المحليه ده بييجي من بره .. انت بس قولي وانا اجيبهولك
اجابها عبدالله في لهفه مصطنعه طيب دلوقت مرام تعبانه ومحتاجه الدوا هنجيبوه منين !!
اخرجت اولفت زجاجه من حقيبتها قائله ما انا عملت حسابي وخفت يحصلها حاجه وجبتها معايا اهي .. اتفضل
تناول عبدالله الزجاجه من يدها وهو يشكرها بشده بجد متشكر جدا يا مدام اولفت .. انتي انقذتينا ..
تنفست اولفت بهدوء وهي تبتسم بخبث فأعطي عبدالله الزجاجه لايمان
قائلا بقلق مصطنع بسرعه يا ايمان اطلعي ادي لمرام الدواء قبل ما حالتها تسوء
تناولت منه ايمان الدواء في تفهم لما يشير اليه وصعدت الي الاعلي لتجد الحقنه الطبيه المقويه علي الاريكه بجوار السرير .. جهزتها واعطتها لمرام وهي تتمني لها الشفاء وتدعو بالاڼتقام لمن سبب لها هذا ..
اي يا عبدالله بيه هي مرام هتفضل هنا كتير .. ده حتي مش حلو عشان سمعتها .. الناس هتقول عليها ايه !! .. محدش يعرف اللي كان بينكم غيري .. اللي واصل للناس انك الحارس بتاعها .. معقول تقعد في بيت البادي جارد بتاعها !!
قالتها اولفت بقلق مصطنع ونبره خبيثه مدركه جيدا الي ما ترمي اليه ففهمها عبدالله واجابها لا طبعا متقلقيش .. يومين بس وهترجع تاني الفيله عندكم .. انا برضه سمعه مرام تهمني ..
لكن هي اللي اختارت تفضل هنا بعد اللي حصل من ناجي هناك .. وانا مقدرتش امنعها ..وبصفتي الحارس الخاص بيها لازم ابقي متواجد معاها في اي مكان
رددت اولفت في دفاع ولهجه تبدو واثقه وانا مسكتش طبعا علي اللي حصل ده وناجي بنفسه هييجي يتأسف لها .. انا عارفه انه غلط لكن بقه تقول ايه .. مكنش قادر يستحمل بعدها عنه كام يوم .. اصله بيحبها اوي
قالت جملتها الاخيره وهي ترمي اليه جيدا مغزي وصله وعلي الرغم من حرقه قلبه الا انه تصنع البرود وهو يجاريها الكلام ده لما تبقي مراته .. لكن دلوقت اللي وصلني انهم لسه متجوزوش ..
ابتسمت في مكر وعشان كده انا جايه اصالحهم وكمان نمشي في موضوع الجواز ده .. ولا انت ايه رأيك !!
اجابها عبدالله متفهما مقصدها والله دي حاجه ترجع للدكتوره يا مدام أولفت .. والرأي رأيها .. انا مجرد البادي جارد وصديق مش اكتر ...
اطمئنت اولفت من حديثه قائله طيب ياريت بقه ننجز في موضوع قعدتها هنا .. انا مفهمه ناجي انها في بيت ايمان .. لو عرف انه بيتك مش هيحصل طيب
اطمني يا مدام اولفت .. وزي ما بلغتك .. لما الدكتوره تفوق هبلغها بزيارتك وهي هتبقي تكلمك...
نهضت اولفت وهي تمد يدها اليه مودعه تمام يا عبدالله بيه .. تصبح علي خير
صافحها عبدالله في امتنان مصطنع متشكر للمره التانيه يا مدام اولفت نورتينا
قام عبدالله بتوصيلها الي مخرج الفيلا لتركب سيارتها وتهم بالذهاب وقبل ان يغلق البوابه خلفها وجد داليدا قادمه من بعيد .. ترك البوابه مفتوحه الي ان وصلت مساء الخير يا كابتن
ردد عبدالله في ود مساء النور يا داليدا .. كنتي فين لحد الوقت ده !!
اجابته داليدا في توتر لا ابدا مفيش كان عندي كام مشوار كده خلصتهم وبعدين عديت علي كنيسه السيده العذراء .. ومحستش بالوقت وانا هناك بصلي .. اسفه لو اتأخرت
ابتسم عبدالله ولا يدري لم شعر بشئ خطأ في حديثها ولكنه ابتسم لها مرحبا ربنا يتقبل منك
اجابته وهي تدلف الفيلا امين .. انا هروح اشوف مرام
اغلق عبدالله البوابه خلفها ودلف الي الفيلا ايضا ...
في نفس الوقت كان عمر يجلس في غرفته وهو ينتظر ايمان في قلق وعصبيه حيث تاخرت كعادتها اليوم .. ولكنه اخذ يقنع نفسه بانها بلا شك في عملها وانها بالفعل ليست مثل اي فتاه عرفها من قبل في احترامها وتدينها ..فعزم علي ان يصالحها علي ما بذر منه في الصباح وايضا يشكرها علي وقوفها بجانبه اثناء مرضه طوال الليل.. قرر ان يتعامل معها بلطف هذه المره حتي وان منعه كبريائه فقلبه سوف يهزمه.. وان يسمع منها طبيعه عملها تلك التي تؤخرها الي مثل هذا الوقت .. وقرر ايضا ان يهديها سياره ويعلمها القياده اذا لم تكن تعرفها .. علي الرغم من عناده معها ولكن قلبه يحدثه انه علي مشارف الڠرق بعشق تلك المختمره ابنه عمه...
في حلول الساعه الرابعه فجرا فتحت ايمان عيناها في تثاقل شديد لتجد نفسها علي سرير مرام في وعي غير مكتمل .. تثائبت ببطئ وهي تنظر في ساعتها لتجدها الرابعه صباحا .. قفزت ايمان دفعه واحده وهي تهتف يالهووووووي
فتحت مرام ايضا عينيها في بطئ اثر صړاخها ووجدت ايمان تتحرك بسرعه شديده مالك يا ايمان !!
اجابتها ايمان پخوف وقلق اتاخرت قوي يا مرام دا الفجر اذن وانا نمت هنا .. الظاهر اني عشان منمتش امبارح محستش بنفسي وانا نايمه جنبك
ضحكت مرام ببراءه يا بنتي وفيها ايه .. كملي الليله معايا ولو حابه تمشي الصبح مفيش مشكله
اسرعت ايمان وهي تربط حذائها مينفعش يا مرام خالص .. دول تلاقيهم قالبين الدنيا عليا هناك وموبايلي فاصل شحن
رددت مرام في خبث اممممم تلاقي عمر مفيش غيره
اجابتها ايمان وهي تتذكره منكرش انه ممكن يكون مستنيني .. بس احنا مټخانقين من الصبح وكالعاده پنتخانق .. لكن عمي ومرات عمي تلاقيهم رجعو ومستنييني برضه .. اساسا عمي عرض
عليا كتير اني مشتغلش
واخد نصيبي وورثي لكن انتي عارفه اني رافضه الموضوع ده ومقدرش اسيبك
ابتسمت مرام في حب عارفه يا ميمو .. ربنا ما يحرمني منك ..
استمعا لطرق علي باب الحجره فأسرعت ايمان تفتح ليردد عبدالله اي الدوشه دي !! .. اي اللي مصحيكم دلوقت !!
اجابته ايمان في ضيق المفروض اصلا مكنتش نمت .. انا لازم ارجع دلوقت
ردد عبدالله في استغراب انتي عارفه الساعه كام دلوقت!! .. الفجر لسه مأذن من ربع ساعه يدوبك صليته .. هتروحي ازاي دلوقت !!
مينفعش استني صدقني .. اروح دلوقت اهون من اني استني الليل كله ويبقي اسمي قضيت الليله بره
اجابها عبدالله متفهما طيب يلا وانا هوصلك ..
اجابته باعتراض شديد لا مينفعش خالص .. معلش انا هتصرف واروح
كانت تستمع اليهم مرام وتفهمت جيدا موقفها فاسرعت قبل ان يجيبها عبدالله مش هينفع يا ايمان مش هتلاقي حاجه تروحك دلوقت .. عبدالله هيوصلك وانا هاجي معاكم انا كمان عايزه اشم هوا الفجر
اجابتها في قلق لا يا مرام انتي تعبانه .. قلتلكم انا هتصرف
قطع عبدالله كلامهم في صرامه قومي يا مرام البسي .. وانتي يا انسه ايمان متعانديش كتير .. خمس دقايق وتنزلو تحت وانا هنزل ادور العربيه ..
استسلمت ايمان لرغبتهم ودعت ربها بالستر وهي تنزل الي الاسفل بصحبه مرام الي السياره .. ركبت مرام بجوار عبدالله وايمان في الخلف فقالت ايمان والله يا جماعه هتعبكم معايا .. هتسيبو الولاد لوحدهم !!
اجابها عبدالله ادم كان نايم معايا ولسه نايم .. وتمارا مع داليدا .. متقلقيش ..
بعد مرور ساعه وصل عبدالله الي منزل عائله ايمان .. هبطت من السياره مودعه مرام وعبدالله لتتفاجئ بكلب يتجول امام المنزل لتسرع الي الخلف بشده من الخۏف الحقوني في كلب حد ييجي يمشيه بالله عليكم
قهقه عبدالله علي خۏفها من ذلك الكائن الصغير فهبط من السياره بعد ان اردفت مرام كلب !! .. لا معاكي ربنا انا بټرعب منهم
ردد عبدالله ضاحكا تعالي تعالي انا هبعده ..
ظلت تمشي خلفه الي ان وصلت امام البوابه وفتحت بالمفتاح الخاص بها وهي تودع عبدالله في امتنان شاكره متشكره جدا يا استاذ عبدالله .. مع السلامه
مفيش شكر ولا حاجه .. خلي بالك من نفسك...
اغلقت ايمان البوابه خلفهم غير منتبه الي من كان يراقب ذلك المشهد وعيونه تشع بالشراره وبداخل صدره نيران ان تجمعت قطرات مياه العالم اجمع لم تستطع اخمادها ....
عاد عبدالله الي مرام وجدها تبتسم فتعجب لها قائلا مالك !!
انتبهت له قائله مفيش عادي بضحك
تحبي نرجع البيت !!
اجابته بنصف عين لا احب ناكل
ضحك عبدالله قائلا طيب يلا بينا نشوف حاجه من اللي بتفتح 24 ساعه وناكل لأني شكلي كمان جعت
رددت مرام بتفكير امم تعالي نروح النادي انا نفسي اجري .. بقالي مده كبيره مجرتش .. حتي انت لابس حتي لبس رياضي اهوه
هتف عبدالله متسائلا وانتي تجري ليه اصلا !!
رددت في ثقه لااااا انا مهتميه جدا بالرياضه خصوصا جري الصبح ده .. لكن بطلته من شهر تقريبا اول ما ابتديت اتعب
اومأ لها عبدالله متفهما في الم متعمدا عدم الحديث بخصوص مرضها وانتي بقه بتعرفي تجري !!
هتفت بثقه وهي تضع يدها حول خصرها طبعا .. دا حتي كنت بدخل مسابقات في المانيا وفزت مرتين
اممم طيب هنشوف يا حضرت الدكتوره
ادار سيارته واتجه الي النادي القريب .. رحب بهم العاملين به وطلب منهم احضار طعام املته عليهم مرام واخبرتهم بان يحضروه بعد ساعه ..
ليه قلتلهم ساعه .. انتي مش جعانه !!
قالها عبدالله وهو ينظر اليها بحيره فأجابته انا حابه اجري الاول
اومأ لها بالايجاب وهم بخلع الجاكيت وهو يشتد علي رباط الكوتشي الخاص به مستعدا للركد .. كانت تختلس النظر اليه دون ان يلاحظها فطالما كانت تعشق جسده الرياضي المتناسق وعضلاته البارزه...
رفع
وانطلق كل منهم الي التراك الخاص بالجري والذي كان شبه خاليا مما اسعد عبدالله حيث جعل الفرصه اكبر لأخذ حريتهم ..
وبعد ساعه متواصله من الركض سويا ابطئت مرام من سرعتها وهي تنظر الي عبدالله اي رأيك .. حابب نستمر !!
كان عبدالله خلفها يلتقط انفاسه في بطئ نستمر ايه !! .. دا انا نفسي اتقطع .. انا فعلا منفعش ابقي من حراس القوه زي ما قال دومي
اخذت مرام تضحك بشده وهي تنظر اليه فتقدم اليها وقال لا بس بجد اي الشطاره دي !! .. برافوو عليكي
وضعت يدها في كبرياء في حاجات انت لسه متعرفهاش عني اتغيرت الفتره اللي عدت
ابتسم اليها في اعجاب طب ما تيجي ناكل وتحكيلي علي الحاجات الكتير اللي معرفهاش دي
ابتسمت وهي تتطلع اليه في حب موافقه
امسك بها من يديها وهو يركض نحو المكان يلا بينا
ضحكت اكثر وهي تجري معه بالراحه شويه يا عبده
ظل ممسكا يدها وهو يركض معها ضاحكا بالراحه ايه !! .. دا انا ھموت
واتكلم معاكي
لمعت وجوههم وعادت اليهم الحياه مره اخري وفي قلوبهم روح تجددت بالعشق .. فقط لوجودهم سويا من جديد ..
تحركت ببطئ علي سريرها بداخل بيتها الجديد لتنهض في تكاسل وألم وهي تنظر حولها بداخل الغرفه لتجده غير موجود بها لتبتسم في هدوء وهي تتذكر كيف كان يدافع عنها امام اهلها الذي لم تربطها بهم سوي الاسم فقط تتذكر حنوه عليها ومعاملته لها بلطف لتشعر بأشتياق يجتاح قلبها له مره اخري ..
خرجت من الغرفه بحثا عنده لتجده في غرفه اخري يجلس امام المكتب وامامه اللابتوب الخاص به ومندمج فيما يشاهده لدرجه انها نادته ولم يسمعها فتقدمت اليه في بطئ وذهبت خلفه لتري ما يشاهده والذي اثار دهشتها بشده...
ايه ده يا ادهم !! .. انت ناوي تسيب شغلك وتبقي دكتور !!
اوقف ادهم تشغيل الفيديو وهو يلتفت اليها في ذهول وعقل مشتت مرددا انتي صحيتي !! .. عامله ايه دلوقت !!
اجابته بتنهد ومازال عقلها منشغلا بما رأته انا دلوقت حاسه اني احسن شويه .. لكن هو اي اللي انت بتشوفه ده !!
عاد ادهم بنظره مره اخري الي اللابتوت وقال لها في اهتمام بصي .. انتي طبعا دكتوره وخلصتي دراستك صح !!
حمحمت يمني وهي تقول انا اه خلصت لكن فاضلي التخصص .. يعني انا دلوقت درست الجسم كله بس ..
اردف ادهم مسرعا بنفس الاهتمام حلو اوي .. انا هوريكي الفيديو من الاول وانتي تقوليلي بالظبط هو بيعمل ايه .. تمام !!
اومات له بأهتمام وتشويق تمام
شغل ادهم الفيديو من البدايه ليظهر امامها رجل ضخم البنيه يمسك بيده ادوات جراحيه منها المألوف ومنها الغريب الي حد ما ويتجه بهم الي چثه او ما يبدو عليها ذلك ويبدأ في تشريحها بۏحشيه شديده لتوقف يمني الفيديو بيدها قائله في خوف ده مستحيل يكون دكتور يا ادهم .. الراجل اللي شغال فيه ده مكنش مېت .. شفت انتفاضه جسمه اول ما بدأ
بالجزء العلوي من الجمجمه ..
واشارت بيدها الي اثار خياطه حديثه بجنبه الايمن وهتفت ده واضح انه لسه عامل عمليه قريب واحتمال كبير الزايده كمان .. ولسه مفاقش من البنج .. الطريقه اللي شغال بيها علي الچثه دي متدلش علي اي حاجه غير انه دكتور دا لو كان دكتور فعلا مش جزار .. انه اتجرد من كل معاني الانسانيه
بالبشريه لينظر لها ادهم مره اخري ليجدها تضع يدها علي فمها في قهر وتأثر .. نظرت له والدموع تغرقها قائله في صړاخ وانفعال احنا درسنا الطب عشان نعالج الناس ونكون سبب في شفائهم.. مش عشان نعمل فيهم كده يا ادهم .. ده جزار مستحيل يكون دكتور ابدا .. الراجل كان لسه عايش يا ادهم ..
لم يكن ذلك الفيديو سوي واحدا من عناصر كثيره وصور وجدهم بالفلاشه الخاصه بحمدي التي اخذها من فيلا عبدالله دون علمه .. والشئ الذي لم يعلمه الجميع ان تلك الفيديوهات والصور كانت سببا رئيسيا كلفته حياته حيث دفع حمدي عمره باكمله وهو ېقتل بتلك الۏحشيه .. حين حاول انزال الستار عن مملكه ناجي الكافوري ورؤسائه...
مش هنكر طبعا .. واجهت صعوبات كتير جدا ومشاكل..
قالتها مرام الي عبدالله داخل النادي الرياضي وهم يشربون القهوه بعد تناولهم للطعام . وهو يستمع اليها فتابعت من بدايه دراستي وتفوقي كانو دايما بيبصولي بصات غريبه .. منهم اللي كان سعيد وبيحفزني ومنهم اللي كان بيبصلي بعنصريه اللي هو ازاي واحده مسلمه محجبه زيك تبقي هي اعلي مننا كلنا .. يمكن كل ما كنت بوصل اكتر كنت بلاقي ناس اكتر بتهاجمني وناس تانيه بتدافع عني .. وزي ما لقيت دول ودول .. لقيت برضه ناس تانيه خالص بتفكر بتخلف ومرض وان عشان ظروفي يعني واحده حلوه ومطلقه ولوحدها ملهاش سند فتبقي صيده سهله ويلا اللي عايز يقدم عروض .. انت عارف الناس دي بتفكر ازاي !!
احس عبدالله بضيق شديد وبالتحديد حين ذكرت انها ليس لها من تحتمي به فقال في حنق طبعا فاهم .. وعملتي ايه !!
اشاحت نظرها بعيدا وهي تبتسم في مراره اكيد طبعا كان لازم اعدي كل ده
ولا كأن في حاجه .. سبت اللي بينتقد واللي بيشجع يخبطو في بعض وكملت انا .. كان لازم اكمل عشان انجح واحقق حلمي ..
سألها في اهتمام وبعدين !!
اكملت وبعدين اتخرجت واتعينت .. وطبعا بالرغم من ان المجمعات اللي بيبنيها لي ناجي كانت بتقلقني ومش بتطمن لاهتمامه الزايد ده بيا او بمعني تاني مش حابه اهتمامه بيا .. لكن .. كنت ببقي سعيده اوي لما يجيلي حد مريض وبعد ما فقد الامل في شفائه ومحتاج لي وبفضل ربنا بقدر اني ارجعه تاني للحياه .. متتخيلش كانت فرحتي وقتها بتبقي عامله ازاي وانا شايفاه بيدعيلي هو او اهله .. انت حاسس !!
ابتسم بفخر وهو يمسك بيدها طبعا .. طول عمرك بتدواي يا مرام .. عمرك في يوم ما اذيتي حد... وتستاهلي لقب ملكه وطبيبه القلوب عن جداره
ابتسمت في خجل واكملت وهي تحاول اخفاء خجلها بس .. وبعدها كنت بتقبل بقه الحاجات اللي كان بيعملها ناجي بس عشان ده كان مفيد للناس .. لكن انا طبعا حطيت نفسي في اخر خانه واضطريت استحمل .. وبعد خمس سنين كنت في الأردن مع الاولاد بعد ما اقنعوني طبعا استقر فيها
نظر اليها في فضول وتسائل مين ادم وتمارا دول !!
نظرت اليه في توتر فابتسمت ابتسامه مصطنعه دول اطفال انا اتبنيتهم
اتسعت عيناه في دهشه اتبنتيهم !!
قالت في توتر حاولت اخفائه بالهدوء ايوه .. امهم كانت حامل في تمارا في التاسع .. عملت حاډثه هي وجوزها وادم كان لسه بيتعلم المشي لانه كان عنده سنه وقتها فكان بيجري بعيد عنهم وده كان من نصيبه انه ميموتش معاهم .. انقذو البنت واتولدت بس مقدروش للاسف ينقذو امهم .. كانو هيسلموهم لدار ايتام لكن انا بصراحه مقدرتش اقاوم لما شفتهم وقلت هيبقي نصيبهم من نصيبي هيعيشو معايا وابقي انا مامتهم وبالفعل اتكفلت بكل حاجه واخدتهم
نظر اليها في دهشه قائلا مش عارف ازاي عملتي كده !! .. كان المفروض تسلميهم لدار ايتام
انتفضت بسرعه مفاجأه مستحيل طبعا
تعجب من رده فعلها تلك واخذ يحاول ان يستنتج لما تعصبت هكذا فسالها طيب هما عمرهم قد ايه !!
خفق قلبها حين شعرت انه سيعرف الحقيقه ولكنها تصنعت اللامبالاه الشديده وهي تقول تمارا عندها خمس سنين تقريبا
ردد عبدالله طب وادم !!
اجابته في برود مصطنع يعني .. ممكن يكون
6 سنين
فأسرعت وهي تحول وجهة الحديث يعني تقريبا كده ادم يبقي في نفس عمر ابنك ولا بنتك اللي كانت رحاب حامل فيه قبل ما امشي... الا صحيح مراتك وأبنك عاملين ايه!
قالت جملتها وهي تنظر اليه نظره ذات مغزي فهمه جيدا ..
تغيرت ملامح عبدالله وظهر علي وجهه التأثر الشديد فأشاح بوجهه جانبا فقال بصوت خاڤت انا معنديش اولاد يا مرام
صعقټ من رده هذا ولم تستوعب ما قاله فرددت في حيره ودهشه نعم !! .. ازااي !! .. والكلام اللي والدتك قالتهولي يوم ما جاتلي الفيلا بان رحاب مراتك وحامل في ابنك .. ده معناه ايه !!
اخذ يشتد علي سيجارته وهو يقول پألم ظهر عليه وهو يتذكر ما حدث بأبنه عمه في اليوم ده تحديدا .. ريحاب واللي في بطنها ماټو .. حتي من قبل ما ييجي علي الدنيا
اتسع فم مرام في دهشه وعدم تصديق وشعرت بالحزن والألم والاسي علي حالتها حتي وان لم تراها من قبل .. هذه التي ظنت انها سړقت زوجها وتركت البلاد لها ظنا منها ان عبدالله فضلها عليها .. ظلت تنظر اليه في صډمه وهو يتابع بتأثر الحاډثه اللي حصلت لها وماټت فيها كانت اهم سبب خلاني مروحلكيش وارجعك تاني .. تقريبا كده ده كان عقاپ ليا علي اللي عملته معاكي
هبطت دمعه متمرده من عيونها وهي تتابعه في تأثر فاطبقت علي يديه ورددت بصوت خاڤت عبده انت بتقول ايه !! .. انا بجد اسفه والله .. انا مكنتش اعرف
ابتسم ابتسامه باهته وهو يربت علي يدها الممسكه بيده عارف يا مرام .. عارف انك متعرفيش .. ما برضه زي ما انتي حصلك حاجات كتير انا كمان مريت بحاجات كتير متعرفهاش
اخذت تربت علي يديه في حنو وشفقه ولكن يجتاح عقلها حيره شديده ..
اخبرها للتو ان زوجته توفت وبنفس اليوم الذي زارتها والدته به .. فلما طلقها بتلك السهوله !!!! .. لما لم يذهب خلفها ويحضرها للعيش معه واكمال حياتهم ما دام فقد زوجته وابنه .. والسؤال الاكبر بكل ذلك .. اين كان طوال السبع سنوات الماضيه !!!
قاطع تفكيرها اتصال من اولفت فنظرت الي عبدالله قائله دي طنط اولفت
انتبه لها عبدالله وقال في اهتمام .. ردي وافتحي السبيكر
نفذت ما قاله لها واجابتها
صباح الخير يا طنط..
صباح النور يا عيون طنط .. عامله اي دلوقت يا دكتوره
الحمدلله كويسه وانتي عامله ايه !!
لا انا زعلانه منك خالص يا رمرومه .. بقي كده
تسيبي بيتك وتروحي بيت ايمان صحبتك !! كل ده عشان اللي عمله ناجي !!.. طيب ليه مرجعتيش ليا !! .. ولا انا مليش خاطر عندك !!
تعجبت مرام من ذكرها ﻷمر منزل ايمان فاولفت تعلم جيدا انها بمنزل عبدالله او بمنزلهم القديم فنظرت الي عبدالله في شك لتجده يحثها علي مجاراتها في الحديث وبالفعل اكملت
معلش يا
طنط انتي غاليه عندي طبعا .. بس اللي عمله ناجي ميتسكتش عليه...
معاكي حق يا رمرومه .. وعشان كده احنا هنجيلك كمان شويه عشان يتأسف لك بنفسه .. دا كله الا زعلك يا حببتي..
جايين فين يا طنط !!
عند بيت ايمان صحبتك !! مش انتي هناك !!
نظرت الي عبدالله مره اخري فاومأ لها بالاستمرار فاكملت
ايوه طنط .. تشرفي في اي وقت اما نشوف اخرتها مع ناجي بيه !!
اخرتها هتبقي خير علينا كلنا يا دكتوره .. ساعتين زمن ونبقي عندك
اغلقت الهاتف معها لتجد عبدالله ينهض وهو يتناول الجاكيت الخاص به ومفاتيح السياره والهاتف ويضع مالا علي الطاوله قائلا يلا بينا
فرددت في عدم فهم يلا فين انا مش فاهمه حاجه !
مش فاهمه ايه !! .. بتقولك جايين كمان ساعتين يعني يدوبك نلحق نروح وتستعدي لمقابله ناجي ده .. مټخافيش انا جنبك وهقولك تتصرفي ازاي !!
قالت وهي تنهض ايضا في تنهد وقلق امري لله .. يلا
وقبل ان تركب السياره بجواره وجدت اتصالا اخر ..
بعد ساعات فاشله في محاوله للنوم ..نهضت واخذت حماما دافئا وبدلت ثيابها وخرجت من غرفتها لتجدهم بغرفه الطعام فالقت عليهم تحيه الصباح وبداخلها قلق بأمر تأخرها ليله امس صباح الخير
الټفت اليها عمها خليل وايضا زوجه عمها مديحه في ترحاب صباح النور يا ايمان
وانتبهت الي عمر الذي لم يجيبها مثلهم فظنت انه مازال غاضبا منها منذ صباح الامس ولكنها تعجبت من انه مازال غاضبا الي الان فهو دائما يتخاصم معها ولكن يعود مره اخري ويقوم بمشاكستها بعناد .. لينتشلها صوت عمها معاتبا ايه يا ايمان يا بنتي !! .. بقي احنا نفضل مستنيينك لحد الفجر ومترجعيش .. دا شغل ايه ده يا ايمان اللي يمرمطك كده !! .. قلتلك مېت مره انتي ليكي نص الشركه نصيبك .. لو حابه تشتغلي تعالي معايا وانا اخليكي نائب المدير .. ولو حبيتي تمسكيها كلها انا معنديش اي مانع وهدربك بنفسي وافهمك الشغل ماشي ازاي وهبقي جنبك ..
حمحمت ايمان في هدوء واجابت باحترام اولا يا عمي انا بجد اسفه علي التاخير .. بس طبيعه شغلي انسانيه اكتر من الماديه .. انا اه ابقي مديره اعمال شخصيه مهمه جدا لكن اللي بيربطني بيها الصداقه والمحبه اكتر من الشغل ..
فتابعت ايمان وحضرتك طبعا الخير والبركه يا عمي .. محدش يقدر يمشي الشركه غيرك انت عارف اني مليش في الشغل ده
هتف عمها خليل بنفاذ صبر يعني لا انتي راضيه تيجي ولا البيه راضي ييجي .. امال مين اللي هيشيل الشركه من بعدي !
اسرعت ايمان في لهفه بعد الشړ عليك يا عمي .. ربنا يطول لنا في عمرك
لتقطعه زوجته مديحه في اهتمام موجهه حديثها الي ايمان طب يا بنتي اي اللي اخرك اوي كده امبارح !! .. كنتي علي الاقل كل يوم بتيجي علي الساعه 12
اجابتها ايمان بصدق وكعادتها والتي فسرت كليا بالخطأ لعمر الذي تداخلت النيران بصدره والله يا عمتو كنت تعبانه ونمت هناك ڠصب عني .. وعشان كده رجعت اول ما فوقت علي طول
نظرت لعمر وهي تحاول جذبه في الحديث قائله مش انت يا عمر يا ابني قلتلنا امبارح انك عايز تجيب لها عربيه !! .. ياريت تعجل في الموضوع ده عشان تبقي علي راحتها ومتتبهدلش
نفض عمر فنجان القهوه الذي كان يتناوله پعنف وهو يضع اسفل حزامه ويلتقط مفاتيح سيارته قائلا في لهجه مبهمه صارمه ما عندها فلوسها تروح تجيب اللي هي عايزاه .. ولا تجيب ليه ما تقريبا كده هي حابه شغل اخر الليل ده بيبسطها
ثم نظر الي والدته وقال مټخافيش مبترجعش لوحدها ولا بتتبهدل خالص في المواصلات ..
ثم اعاد نظره الي ايمان في ڠضب ولكنه ذات مغزي هي الظاهر كده بتتبهدل في حته تانيه .. لا وبتحب البهدله دي اوووي كمان
ثم اردف بتلك الجمله قبل خروجه من المنزل اصل الشيخه ايمان بتشوف شغلها بدقه اوي مع الشخصيه اللي بتشتغل معاها
هب والده واقفا وهو ينادي عليه
عمر .. استني عندك
توقف عمر واستدار لوالده وقال في برود معلش يا والدي .. متأخر علي الشغل .. عن اذنكم
ثم خرج وترك والده ووالدتها في حاله صډمه اثر كلماته التي القي بها دفعه واحده دون الانتباه لمشاعرها او لبرائتها شئ .. اما هي فشعرت بندبه حاده بداخل قلبها .. بماذا يتهمني ذلك ال عمر !! اي كلمات يحاول القائها علي سمعتي .. لتجهش في بكاء مرير وبنفاذ
طاقتها امامهم لتضمها مديحه زوجه عمها برفق ويتجه اليها عمها ايضا في تساؤل انتي بتشتغلي مع مين يا ايمان !!
رفعت ايمان رأسها اليه وهي تهتف في الم ايه يا عمي .. انت كمان هتعوم علي عومه !!
وبسرعه اخرجت الهاتف من حقيبتها وهي تقوم بالاتصال بمرام وفتحت السبيكر والتي اجابتها علي الفور...
اي يا بنتي لحقتي تنامي !!
لا معرفتش انام يا دكتوره...
ايمان انتي بټعيطي !! صوتك ماله !! حد من اهلك عملك حاجه لما عرف انك نمتي عندي !!
اشار اليها عمها بان لا تجيبها الحقيقه ولكنه لا يدري مدي قربهم ببعض وايضا مدي صدق ايمان فقالت لها بصوت مخټنق..
لما اجيلك هبقي احكيلك يا دكتوره..
دكتوره.. دكتوره !!! .. ايمان انتي اكتر من اختي من امته الرسميات دي !!
معلش يا مرام مخنوقه شويه .. انا جايالك دلوقت..
طيب متتأخريش مستنياكي
اغلقت ايمان الهاتف وهي تنظر لعمها بلوم وعتاب فردد في ضيق وندم يا بنتي انا مكنتش مكدبك .. انتي بنتي يا ايمان واخر واحده ممكن اشك بأخلاقها .. انا بس سألتك عشان عايز اعرف هو ليه عمر قال كده !!
اجابته ايمان وهي تضع هاتفها داخل الحقيبه مره وهي تهم بالخروج بعد ان جففت دموعها والله عندك اهوه .. ابقي اسأله .. عن اذنكم عشان متأخرش
وبالفعل خرجت وتركتهم ينظرون الي بعض بلوم والم علي حال تلك المسكينه التي تعاني بسبب ولدهم الاعمي....
وصلت ايمان الفيلا واستقبلتها مرام بالعناق مهونه عليها اثر صوتها الباكي الذي استمعت اليه في الهاتف فرأهم عبدالله وقرر عدم الذهاب اليهم لترك الحريه لايمان وصديقتها لانه ايضا شعر بالقلق حين سمع مرام تتحدث عن بكائها .. اخبرتها انه ليس بالوقت كي تخبرها بما حدث من اهلها بالمنزل وتحديدا عمر وقررت تاجيله الي بعد انتهاء الزياره الخاصه بأولفت وناجي حيث رأت سيارتهم قادمه الي داخل الفيلا واحده بها اولفت وناجي والاخري لحراس ناجي .. روبرت ورعد ..
فنزل عبدالله الي الاسفل بعد ان راهم فنظرت اليه واومأ لها بالذهاب ثم وقف هو بجوار ايمان ينظرون اليهم ..
خير يا ناجي بيه .. اي اللي جابك !!
تقدمت أولفت نحوها معاتبه كده برضه يا مرام !! دي طريقه تستقبلي بيها ضيوفك !!
نظرت اليها مرام في هدوء وهي ټحتضنها يا طنط انتي علي راسي من فوق .. لكن ناجي !!!
قاطعهم ناجي وهو يقترب منها ناجي بنفسه جاي يتأسف لك يا سلطانه قلب ناجي وينول الرضا
تأففت مرام من كلماته ثم تابع بخبث وهو ينظر الي عبدالله مكنتش اعرف انه الراجل ده يفرق معاكي كده !!
قالت مرام في حده تاني يا ناجي كلامك اللي ملوش لازمه ده !!
تدخلت أولفت محاوله تهدئتها اهدي يا مرموره وتعالي نتكلم
نظرت مرام الي محل الجلوس بالحديقه بعد ان زفرت في ضيق اتفضلو
ابعد عبدالله نظره عنهم وتوجه الي تلك الرجال الذين اتو بصحبه ناجي ينظر اليهم جيدا ويراقبهم كما يفعلو هم بالتحديد .. شعر عبدالله بفخر وثبات حين راي نظراتهم له وكانه يدرسونه جيدا ..
دول اكيد كلاب ناجي صح !!
وجه عبدالله ذلك السؤال الي ايمان الواقفه بجواره فاجابته علي الفور ايوه طبعا .. اللي علي اليمين ده روبرت الماني انجليزي .. كان شغال قبل كده مع ماڤيا القرنصه ..
تعجب عبدالله وسالها في دهشه ماڤيا القرصنه !!
نظرت ايمان بطرف عينيها الي روبرت ورعد وقالت وطي صوتك لأنه اللي جنبه ده من أصل مصري......
نظر لهم عبدالله دونا ان يلاحظا فتابعت ايمان بيفهم تقريبا اربع لغات .. وهما مش بس حراسه دول دراعه اليمين كمان
تطلع عبدالله
اليهم بنظره خاصه ثم سألها هو ناجي ده بيشتغل ايه يعني ايه طبيعه عمله!!
استدارت له ايمان وهي تعطيهم ظهرها لتجيبه ناجي متعرفلوش عمل معين .. طبعا انا بتكلم علي العمل الظاهر قدام الناس لكن طبعا كل سلطته وفلوسه دي شغل من تحت الطربيزه.. وطبعا برغم كل اللي هو فيه ده هو ميجيش حاجه في وسط الناس اللي شغال لحسابهم.....
ظهرت علي وجهه عبدالله المفاجاه وهو ينظر اليها من اسفل النظاره السوداء ليسألها بلهفه هو انتي عرفتي كل ده منين !!! .. ومرام عارفه كل ده !!
اشارت اليه بان يخفض صوته مره اخري بينما تابعت هي ناجي مش بيكرهني من شويه .. عشان كده مكنش بيحب وجودي مع مرام وشايفني عقبه في طريقه .. مش مهم بقه انا جبت المعلومات دي منين ... ومرام طبعا مستحيل تعرف حاجه زي دي لانها طيبه وبتصدق اولفت زي ما قلت لك وانا مفيش في ايدي دليل اقدمهولها بس متأكده من كلامي.. كنت بسمع وبشوف بعنيا حاجات عمري ما كنت أصدقها في يوم..
كان في ذلك الوقت يلعب كل من داليدا وتمارا وأدم بالكره في حديقه المنزل فستأذنت داليدا منهم للذهاب لتجيب علي الهاتف حيث اتاها اتصالا خاص .. افتقدها ادم وكذلك تمارا
فهم يريدو اكمال اللعب بكره المضرب .. نظر ادم الي كل من روبرت ورعد الذي يبغضهم بشده وقام بضړب الكره بالمصري بأتجاه روبرت لتصتدم ببطنه...شاهد ذلك عبدالله وهو ينظر اليهم في قلق فقالت له ايمان جيب الولد من عندهم يا استاذ عبدالله ده بيكرهم أوي...
نزع عبدالله نظارته وذهب اليهم في لهفه وهو ينادي ادم ادم .. تعالي هنا يا حبيبي...
نظر اليه ادم وابتسم حيث شعر بالامان لوجود عبدالله الذي يعده بطل خارق خلفه واستمر في اللهو معهم فأخذ الكره مره اخري وضربها بالمضرب فاندفعت نحو روبرت ولكن بقوه هذه المره لتستقر في صدره بقوه ألمته...
اتجه روبرت وبكل ڠضب الي ادم ثم حمله پعنف والقي به علي الارض ليرتطم بالارض وهو ېصرخ بشده في حين قال روبرت بالانجليزيه طفل غبي
قفز عبدالله تجاه ادم وهو يسرع ليحمله من علي الارض وهو يقول لروبرت بالانجليزي لا يوجد هنا احد غبي سواك ايها الاحمق اللعېن
ثم اخذ يربت بيديه علي ظهر ادم محاولا استرضائه وكفه عن البكاء الي ان نظر له روبرت في تحد وڠضب وهو يتقدم نحوه من هو الغبي والاحمق ايها الساڤل!! سألقنك درسا ايها الحقېر..
وقبل ان يتجه الي عبدالله وجد من يضربه علي ظهره بقوه من الخلف بجذع شجره .. والتي لم تكن سوي مرام مدافعه عن ابنها كأنثي الأسد التي تحررت من قفصها للتو... وما أن فعلت مرام ذلك حتي أشتعلت الأجواء من خلفهم ليهب جميع من بالمكان علي قدم وساق مع تلك النيران التي خرجت شرارتها ولن تهدأ أو تصبح ڼارا في يوم ما..........
الفصل العاشر
الجزء الثاني
حلقه 10
مليش غيرك وطن تاني ولا صاحب ولا مطرح...
كانت مرام تجلس مع ناجي وأولفت حين سمعت صوت صړاخ طفلها عندما حمله روبرت والقي به علي الارض في عڼف فأسرعت اليهم وامسكت بجذع شجره ملقي علي الارض وهوت به علي ظهره في عڼف وڠضب .. استدار لها روبرت وهو يكشر عن انيابه كالثور المسعور وقبل ان يتخذ فعلا فوجئ بها ايضا تهوي علي وجهه بصفعه مدويه اشعلت نيرانه فرفع يديه عاليا في ڠضب وهو ينزلها علي وجهها كي يسقطها ارضا ..ولكنه ما ان انزلها لتهوي علي وجهها .. وجدها تهوي علي وجه عبدالله الذي اسرع ووقف حائلا بينهم وأستقبل تلك الضربه بدلا منها.....
كانت مرام تقف خلفه في خوف وكادت ان تهجم علي روبرت مره اخري علي تجرأه لتوقفها يد عبدالله في صرامه وهو يبعدها عنه زي ما أنتي أوعي تتحركي..
ما ان رأت تلك النظره بعينيه حتي هوي قلبها بين قدميها وعلمت انه لم يمر ذلك مرور الكرام .. فأخذت ولدها في خوف وبكاء ..
بينما رفع عبدالله رأسه الي روبرت الماثل امامه وفجرت ثوره غضبه المكبوته .. هوي بيديه علي وجهه بصفعه احدثت صوتا كالزلزلال وجعلته يترنح يمينا ويسارا اثر شدتها وهو يطأطأ رأسه لأسفل غير متزن ليباغته عبدالله وهو يهوي بقدمه اسفل ذقنه في حركه شديده قتاليه لتجعل الډماء تتطاير من فمه ويقع أرضا في ألم ..
ما ان رأي دومي ذلك المشهد حتي ترك حضڼ والدته وهب واففا في ابتسامه نصر وحماس وهو يشجع عبدالله ببراءه مقلدا ذلك الكرتون الذي طالما كان مهوسا به حراس القوه فوووووو .. قوه ضړب القدم... تفعيييل
لم يكد رعد يشاهد ذلك المشهد الذي حدث خلال ثوان حتي اسرع الي عبدالله يهاجمه من الخلف وما ان استدار عبدالله اليه ليجده امامه فهبط بجسده الي الارض في حركه فجائيه فأصبح رعد امامه يثبت قدمه علي الارض بعد ان ذهبت ضړبته لعبدالله هبائا ليفاجأه عبدالله بضربه بقدمه علي ظهره جعلته يتقدم للأمام في اندفاع شديد ليرتطم وجهه بالشجره ويهتز رأسه من شده الالم ..
صړخ ادم مره اخري وهو يصفق بيديه في فرحه عارمه وهو يهتف بأسم عبدالله مشجعا صااحبي .. صاحبي .. اقتل الاشرار دول كلهم
نهض رعد في الم لم يهدأ ويحاول مهاجمه عبدالله مره اخري فأسرع اليه عبدالله واخذ يلكمه بقوه علي وجهه حتي اڠرق وجهه بالډماء ولم يعد به طاقه اخري وسقط ارضا .. وقبل ان يهدئ جسده حتي وجد من يطوق عنقه من الخلف فأستشعر قوته المعدومه فضړب بكوع يديه في بطنه پعنف لېصرخ رعد مټألما وهو يمسك ببطنه فأستدار اليه عبدالله وامسك به پعنف وألقاه بقوه علي روبرت ليصتدم به في صوت مدوي .. وهو ينظر لناجي نظره ناريه وكأنه يخبره حجمه الحقيقي وحجم من معه ..
هلل ادم بشده وفرح فخورا بعبدالله وكاد ان يذهب اليه ولكن منعته مرام وهي تضمه پخوف حين وجدت ناجي يذهب بأتجاه عبدالله وهو ينحني أمامه كنوع من الأعجاب....
بنحني قدام مهارتك دي وبحييك بجد شابوه....
قالها ناجي وهو يتجه الي عبدالله مصفقا بيديه وهو يقف امامه .. توقف عن التصفيف وهو يكمل كنت مفكر ان
مفيش حد يقدر يهزم الاتنين دول لكن انت اثبتلي العكس حقيقي برافوا
ثم وجه نظره الي مرام قائلا مكنتيش غلطانه أبدا يا دكتوره لما شفت نظره الخۏف في عينيكي منه وانك
تحطيه رقم واحد في حياتك قدامنا كلنا.... كان معاكي حق
اجابته مرام خوفا علي عبدالله ده شغله يا ناجي انه يحميني ورجالتك هما اللي ابتدو... هو معملش غير شغله وبس....
نظر اليها عبدالله قائلا في صرامه ادخلي جوه يا مرام ومعاكي الاولاد
كادت ان تعترض ولكن امسكت بها ايمان وبنظره خاصه فهمتها مرام وذهبت معها الي الداخل ولكن قلبها مازال بالخارج قلقا عليه من بطش ناجي....
مرام كده من غير دكتوره.. لا واضح انك بتقوم بشغلك فعلا..طيب اي رأيك لو عرضت عليك انك تكون معايا.. شوف انت عايز ايه يرضيك...شركه الأمن بتاعتك كلها ممكن اشتريها واشتريك انت كمان بأي سعر تحطه... ولو حبيت ممكن تبقي المايسترو علي رجالتي كمان... شوف ايه اللي يرضيك وسيب مرام وتعالي معايا انا
قالها ناجي الي عبدالله الذي اخذ يبتسم بثقه قائلا في برود وفر فلوسك يا ناجي بيه .. انا مباخدش من مرام فلوس... ومش انت اللي عندك رضايا..
ضحك ناجي متهكما مرام تاني من غير القاب .. لا حلو امال بتحرسها مقابل ايه...
هز عبدالله كتفيه في لامبالاه قائلا ميخصكش !!
ابتسم ناجي في سخريه اممم واضح فعلا انه ميخصنيش والظاهر كمان ان هي بس اللي بتعرف ترضيك وترضيك بالطريقه اللي تليق بيك وبيها..
ثم مال علي عبدالله قائلا بصوت يشبه الهمس معاك حق الثمن شكله غالي اوي .. لا وجامد كمان .. بجد تستاهل انك تضحي بأي سعر قدامها...
ما ان رفع وجهه مره اخري حتي اندفع به عبدالله يمسكه من سترته پعنف قائلا في تحد واضح وغاضب أسمع يا كافوري.. انا بقالي كام يوم هنا مع مرام واللي معاها وخلال الكام دول مش بسمع علي لسانهم غير حاجه واحده وهي قد إيه انت سطوتك وقوتك كبيره وعلاقاتك ومعارفك ناس من السما.... لكن مشكلك الوحيده انت وقعت تحت ايدي انا وانا بقه لا بيهزني سطوه... ولا قوه... ولا أتخن دكر خلقه ربنا.. وهتشوف ده بنفسك
ضحك ناجي بشده وهو مازال تحت يدي عبدالله وهو يجيبه لو كنت فعلا سمعت عن سطوتي وقوتي زي ما بتقول كنت عرفت ايه مصير اللي يقرب من ناجي ولا من الحاجه بتاعته
اشتد عبدالله علي قبضته وهو يهتف في حزم وصرامه المكان ده مفيهوش حاجه بتاعتك .. ومتخلنيش انفذ ټهديدي لانك زي ما انت شايف انا مبيهمنيش ..ومفيش حاجه اخاڤ عليها واخسرها
وجه ناجي بصره الي مرام والطفلين وهو يبتسم في خبث متأكد !!
ادرك عبدالله مقصده فنظر اليه متوعدا في ڠضب لااا كده تبقي بتمضي علي فرمان موتك بأيدك
قال اخر كلماته وهو يلقي به تجاه رجاله وكاد ان يسقط فوقهم لولا ان تدخلت أولفت تلتقطه وتساعده في النهوض والثبات قائله له في ضيق وخوف شديد من مصيرها بعد ان ينفرد بها ناجي يلا بينا يا ناااجي .. كفايه اوي اللي حصل ده... خلصنا
ثم وجههت نظرها الي مرام معاتبه فاخفضت مرام وجهها ارضا .. فهتف ناجي معقبا علي حديثها وهو ينظر الي عبدالله يلااا يا أولفت.... لكن صدقني لسه اللي بيننا منتهاش ولا خلص...
قال عبدالله في هدوء وهو ينظر اليه متحديا انا عارف انه منتهاش.......ومستني
ناجي پغضب مش هتستني كتير...
أخرج عبدالله أمام ناجي بتهك شديد وثقه هنشوف.......
ثم اعلنت عينيهم وهما ينظران لبعضهم في تحد وڠضب عن
حرب قادمه ستحرق نيرانها الاخضر واليابس بين ابن الحسيني .. و ناجي الكافوري
تري من سينتصر.....!!!
نظرت اليه في هدوء وبصوت خاڤت نطقت الحمدلله ..
اسرع ادهم قائلا في عاطفه انا عايزك تنسي اللي شفتيه ده خالص لو هيأثر عليكي .. انتي عارفه طبيعه شغلي واني مش ظابط عادي ولا بشتغل مع ناس عاديه .. مش عايزك تعرفي بس غير ادهم جوزك اللي معاكي هنا في بيتنا .. وانا وعد مني اني مش هدخلك في اي حاجه تخص شغلي مره تانيه ..
فرت دمعه هاربه من عينيها في قهر فرأها ادهم وجففها مش قلنا كفايه دموع يا حبيبتي !!
ازداد نحيبها وهي تحتمي بذراعيه في خوف ادهم .. انا مليش غيرك .. انا خاېفه عليك اوي
ابتسم ادهم في هدوء وهو وجهها بحب وحنان ليه بس يا حبيبي !! .. هو انا جديد علي الشغل ده !! .. دا انتي المفروض تفتخري بيا
ابتسمت ايضا في دموع انا طول عمري فخوره بيك .. لكن ڠصب عني والله ..
اللي مكتوبلي هيحصلي مهما عافرت خليكي عارفه ده كويس....
ابتسم عبدالله وهو يرد له القبله قائلا يا حبيب قلب صاحبك دا انا مقطعتهومش غير عشانك انت وبس بس
اجابه ادم وهو
يضع يده علي فمه بضحك لا مش مشكله تقطعهم حرام ېموتو دلوقت انا عايزهم ينضربو اكتر قبل ما ېموتو .. بس انا فرحان قوي انك ضړبت عمو ناجي .. هو شرير وانا مش بحبه
سأله عبدالله وهو يجاريه
امال بتحب مين بقه !!
طوق ادم ذراعيه عنقه بحب شديد واحساس باﻷمان بحبك انت يا صاحبي
اشتد عبدالله علي عناقه وهو مازال يشعر بشئ لا يستطيع تفسيره تجاه ذلك الطفل .. ظلت مرام تراقبهم في سعاده بالغه وتري كم تعلق ادم به بعد ما دافع عنه وعنها .. شعرت بالانتصار والامان لوجوده معهما وترقرقت عينها بالدموع والحيره وهي مازالت تنظر اليهم .. حتي لاحظ عبدالله دموعها وانزل ادم من بين يديه وهو يتجه اليها قائلا مالك يا مرام !!
نظرت اليه بحزن وخوف قائله انت متعرفش ناجي ورجالته .. انا خاېفه عليك يا عبدالله ومش مستعده اخسرك تاني بعد ما لقيتك .. ناجي مش هيعديها لبر !!
ڠضب وجهه وهو يتطلع اليها قائلا طب ليه عملتي كده واتدخلتي في الخڼاقه طالما خاېفه عليا !!
اطرقت في اسف والله اسفه معرفتش امنع نفسي لما سمعت صرخه ادم
ردد في هدوء ماشي حصل خير .. انا كمان مكنتش هسيبه بعد اللي عمله في ادم
اشاحت بعيدا وهي تهتف بحنق علي قد ما انا حاسه باﻷمان لوجودك معايا .. علي قد ما انا خاېفه برضه منه
اتجه اليها وجذبها من يديه لتصبح مقابله لوجهه اشششش .. مش عايز اسمع كلمه خوف دي تاني طول ما انا معاكي... انا طول عمري هفضل أمانك وحمايتك مهما كان اللي بيربطنا بعض...
اومأت برأسها ايجابيا وهي تضع يديه تحت خدها في حب وشوق وهي تنظر اليه .. فضم عبدالله وجهها الي صدره قائلا كنتي .. ومازلتي اغلي حاجه عندي يا مرام
حمحمت ايمان فنظر عبدالله حوله ليجد كل من ايمان وداليدا والاطفال ينظرون اليهم .. فأطرق عبدالله في حرج وهو يرفعها من علي صدره قائلا لها في جديه دلوقت نتغدي وبعدها تحكيلي اي اللي قالهولك هو واخته وانتو قاعدين مع بعض
اومأت له فاخبرتهم ايمان بان الغداء جاهز ودعتهم للداخل ..
وصل كل من ناجي ورجاله الي الفيلا التي اشتراها لمرام بمصر .. نزل من سيارته في وجه خالي من التعابير ليلحق به رجاله .. الټفت اليهم ناجي في قرف مشيرا اليهم بأن يعالجو نفسهم وينتظرو بالخارج .. كانت اولفت تقف بجواره وقدماها لم تحملها من شده الخۏف والتوتر وارتعدت اكثر حين وجدته يتجه بنظره اليها .. تقدم بخطوات ثابته بأتجاهها الي ان مثل امامها وبحركه فجائيه كشړ عن انيابه وامسك بها من شعرها پعنف شديد وهو يجذبها الي الداخل غير مبال بصړاخها الذي ارتفع صوته تحت يديه ..
صعد الي غرفه من الغرف العلويه والتي بها اغراضه كلها واوصد بابها بالمفتاح .. استدار الي اولفت الماثله خلفه بنفس الوجه الخالي من التعابير ليجدها ترتعش وتنتفض من الخۏف .. رفع وجه اليها قائلا مين عبدالله !!!!
ابتلعت اولفت ريقها وهي تشهق من الذعر فرددت بكلمات متقطعه ما .. انا .. قلت .. لك هو .. هو يبقي الحارس بتاعها .. و .....
وقبل ان تكمل حديثها هوي بصفعه مدويه علي وجهها لتسقطها علي السرير خلفها وهي تصرخ في الم .. لم يبالي بها ناجي وكرر سؤاله مره اخري مين عبدالله !!!
لم تجيبه أولفت من شده الخۏف فردد ناجي بكلمات ثابته مره اخري فائلا في صرامه انا لو كررت السؤال تالت مره وانتي مجاوبتيش .. انتي عارفه انا هعمل فيكي ايه
قال جملته الاخيره وهو يتجه الي شنطه سفره ويخرج منها سوط جلدي متين
ورفيع ويتجه به اليها .. ما ان رأته حتي هبت واقفه وهي تقول في ذعر شديد انا هقولك .. هقولك .. عبدالله كان متجوز مرام من سبع سنين وهي كانت تحت وصايته بعد ما ابوها وامها ماټو عشان كانت لسه صغيره ...
ثم ازداد بكائها وهي تقول بلهفه بس طلقها .. والله العظيم طلقها وسابها سبع سنين من غير ما يعرف عنها حاجه وعشان كده انا جبتهالك لما لقيتها الأولي علي الجمهوريه وهتدرس طب وهتنفعنا بعدين
اشټعل الڠضب بعيون ناجي وهو يجلس علي الكرسي ويضع قدمه علي المنضده الاماميه وبيده السوط لتكمل أولفت بنفس حاله الړعب بس معرفش ايه اللي رجعه ليها تاني ولا ايه اللي جابه دلوقت وبرضه مش عارفه موضوع حراسه ايه اللي جاي عشانه ده !! .. وهي كانت قالت انها خلاص مش عايزاه وكرهته .. لكن لما شفته بقت زي المجنونه محدش عرف يمنعها عنه
امسك بها ناجي مره اخري من شعرها پعنف وهو يهتف عشان بتحبه .. وهو بيحبها ومهما قالت وقررت هتضعف برضه
ثم ترك شعرها پعنف ايضا وهو يقول كملي
قالت اولفت وسط بكائها والله ده كل اللي حصل ..
والباقي انت عارفه
رفع ناجي رأسه للأعلي مفكرا وهو طلقها ليه !! .. وكان فين السبع سنين دول طالما بيحبها أوي كده !!
والله ما اعرف ولا هي ذات نفسها تعرف ..لا اي السبب اللي بعده ولا ايه اللي جابه...
ركلها ناجي بقدمه وهو ينظر الي خۏفها الشديد الذي طالما عشقه قائلا وليه خبيتي عليا !!
قالت وهي تتالم اثر ركلته خفت والله خفت .. وبعدين هو كان طلقها وهي قررت تسيب كل حاجه وتمشي .. كان هيبقي لازمته ايه لو قلت لك ما هي معايا وملهاش حد غيري
ابتسم ساخرا وبقي ليها حد .. والله واستقويتي يا مرام .. بس علي مين .. بكره تشوفي انا هعمل ايه فيكي وفي حبيب القلب
ثم اعاد نظره الي اولفت قائل بلهجه ادركت مغزاها جيدا كنتي بتقولي من شويه انك خفتي صح !!
ارتعدت وهي تعلم ماذا سيفعل بها ايوه ..
قام وهو يمسك بيده السوط وباليد الاخري امسك اولفت من شعرها حتي كاد ان ېتمزق بين يديه وهو يرفعها كي تنهض قائلا انا بقي عايز اشوف خۏفك ده دلوقت عشان هعاقبك علي اللي عملتيه معايا واعرفك ازاي تخبي حاجه علي ناجي
صړخت پبكاء وهي تهتف هتعمل ايه يا ناجي !!
ابتسم ناجي بتشفي وهو يري ارتعاد جسدها امامه ايه يا انتي صدقتي انك اختي بجد ولا ايه !!
بقلم إيمووو
رددت يمني وجسدها يرتجف ثانيه في صوت خاڤت وترجي ادهم !!
وضع ادهم رأسه
يمني بخجل شديد وإرهاق ادهم دي أول مره مش قادره بجد أستحمل.....
وأنا أستحملت 35 سنه مش هتيجي علي الشويه دول... ده دورك أنك تستحملي
صړخت يمني قائله في خجل وعشق يااا مجنوون ..
قال وهو يتجه بها الي الغرفه مره اخري ما انا اټجننت خلاص بيكي يا مزتي
وبعد فتره طويله تلملمت يمني علي الفراش في ألم فنهض اليها ادهم قائلا اسف يا حبيبتي لو تعبتي خلاص ..
ثم نهض وذهب الي موضع الادويه وجلب الكريم الخاص بچروحها وقبل ان يقوم بوضعه عليها حتي استوقفته في خجل قائلا ادهم .. انا هعرف احطه
ده .. انتي مراتي ومفيش حاجه هتخبيها عني خلاص انا خدت منك اللي أكتر من إني اشوف جسمك .. مفهوم !!
اومأت برأسها لأسفل وتركت جسدها له فقام بوضع المرطبات بلطف وهو يري چروحها التي سببها لها اهلها الاندال ليزداد كرهه لهم اكثر ويشعر بندم علي انه تركها بينهم تعاني ..
انتهي ادهم وارتدت يمني قميصا قطني الخامه كي يصبح لطيفا علي كدماتها .. ثم ذهبت لتستلقي علي السرير بجواره ليجذبها ادهم وترتمي بين احضانه واضعه رأسها علي صدره فهمس لها من هنا ورايح ده مكانك .. متحاوليش تبعدي عنه !!
نظرت له وهي ترفع وجهها المفروض كده انزل ممارس عام في المستشفي وكده يبقي فاضلي التخصص اللي هو الامتياز !!
اشتد عليها ادهم في حب قائلا بأهتمام وانتي حابه تتخصي ايه !! .. انا من رأيي تخليكي في القلب .. عشان انتي تاعبه قلبي قوي
ابتسمت في هيام وخجل انا برضه !! .. قسم جراحه القلب كويس بس صعب ..
قال ادهم وهو يفكر بشئ لا مش صعب ولا حاجه .. خليكي بس حاطه في بالك انك هتدرسي جراحه القلب .. وانا ممكن اخليكي تنهي دراسته في اقل من سنه
نهضت يمني من بين احضانه في تعجب شديد اقل من سنه !! .. دا ازاي ده مستحيل طبعا
نظر لها ادهم بثقه وابتسامه معهوده لما تبقي اشعر أستاذه وجراحه وطبيه قلوب الوطن العربي شخصيا هي اللي تدرسلك يبقي ممكن تاخدي اقل من سنه
ارتسمت علي وجهه يمني علامات الاستفهام وهو تهز رأسها بعدم فهم قائله قصدك ايه .. انا مش فاهمه
ضمھا الي صدره مره اخري هو انتي مسمعتيش عن حد تم تكريمه واخد لقب طبيب القلوب قبل كده
لا طبعا سمعت واخر حد اخدها كان
دكتور مشرفه يونس الله يرحمه بعد كل اللي عمله واللي قدمه في المجال ده..
ومتعرفيش مين اللي بعده...!
ارتفعت ببصرها اليه مره اخري في فضول شديد وهي تهز رأسها بالنفي وتحثه علي الحديث فنطق اسمها ببطئ قائلا
دكتوره مرام زكريا نادر الفداء....
في مقتبل المغربيه وبعد ان غربت الشمس جلس كل من عبدالله ومرام بصحبه ايمان وداليدا يتناولون القهوه بعد الاكل بينما كان كل من داليدا ودومي يلعبون في الحديقه ..
شرع عبدالله في الحديث قائلا قولي بقه يا مرام .. اي اللي حصل في القعده !!
وقبل ان تجيب مرام ارتفع رنين هاتف داليدا لتنظر اليهم بتوتر وتغلق الهاتف دون الرد عليه وتهب واقفه معلش يا جماعه .. هستأذن انا
نظرو لها الجميع بتعجب بينما اختلفت نظره عبدالله الي الشك .. سالتها مرام بأستغراب علي فين يا داليدا .. دا خلاص اهوه داخلين علي الليل
اجابتها داليدا وهي تلتقط حقيبتها النهارده كان الاحد وانتي عارفه اني المفروض كنت اروح اصلي
بس عشان اللي حصل النهارده مرحتش .. وحتي انا عرفت ناس وصاحبتهم واتفقت معاهم اني هقابلهم النهارده عشان هنعمل شويه طقوس وتلاوات ومباركات .. فأسفه بقه .. عن اذنكم
خرجت داليدا من الفيلا وعين عبدالله تراقبها في قلق لتنتشله مرام من شروده قائله عبدالله !!!! ..
نظر لها عبدالله ومازال يتذكر افعالها فسأل مرام بحيره حقيقيه هي داليدا دي مين وعرفتيها منين !!
نظرت له مرام بعتاب ولوم وهي تقول لاااا اوعي تسرح بخيالك لبعيد .. داليدا دي اطيب حد ممكن تقابله في حياتك والله .. انا عرفتها من اربع سنين في مؤتمر طبي .. هي دكتوره صيدلانيه شاطره جدا وكان نفسها تتعرف عليا ومن وقتها بقينا صحاب
اندهش عبدالله من حديثها قائلا في تعجب اي ده !!!! .. هو انتي اي حد يقولك انا معجب بيكي يلا نبقي صحاب تقوليله يلا بينا .. انتي مجنونه يا مرام ولا عبيطه مش فاهم انا !!
هزت رأسها في نفي وڠضب قائله اكيد مش بالسهوله دي يعني .. احنا اتقابلنا كتير بعدها و واحده واحده بقينا مع بعض لما انا احتاجتلها وعرفت انها لوحدها فبقت معانا
زفر عبدالله في ضيق وهو يخبط بيديه فوق بعضهم من شده الڠضب انا مش عارف ايه السذاجه اللي انتي فيها دي .. عماله تورطي نفسك في حاجات ملهاش اي تلاتين لازمه
قالت مرام مهدئه من روعه يا عبده والله البنت كويسه وعلي طول بتخدمني وتقف جنبي زي ايمان كده .. عمري ما شفت منها حاجه وحشه
استوقفها قائلا في حنق بعد ان نفذ صبره خلاص خلاص .. هو قرف وانتي وقعتي فيه من كله وانتهينا .. ان شاء الله اقدر اخلصك من كل ده
ثم نظر اليها في اهتمام قائلا اي اللي حصل في القعده وقالولك ايه !!
اجابته بهدوء عادي .. كان بيعتذر وطبعا فتح معايا الموضوع اللي احنا جايين مصر عشانه
تناول عبدالله وهو يقول اللي هو ايه !!
اللي هو افتتاح اكبر صرح طبي لأمراض القلب هنا في مصر وبالمجان .. وطبعا زي ما انت عارف انه بأسمي وتحت اشرافي بالكامل ودي هتبقي خدمه لأهل بلدي لأني طبعا اللي اصريت وهو وافق...
زفر عبدالله دخان سيجارته بضيق في تفكير بالمجان !!! .. بالمجان ليه !! .. حتي لو انتي اللي اصريتي عشان تخدمي بلدك .. هو
ايه اللي هيكسبه لما يبقي بالمجان !! دا بالعكس دا كده هيدفع ډم قلبه ومش هيكسب حاجه.. لا وهيخسر اكتر كمان
اردفت مرام بتلقائيه والله انا كنت شارطه كده من الاول وهو وافق بكل ترحاب ..ومعرفش اجابه سؤالك ده !!
ظل عبدالله ېدخن بشراهه وهو يفكر يا تري يا ناجي بتفكر في ايه وإيه آخره اللي انت بتعمله ده !! .. بس مسيري هعرف
ثم وجهه حديثه مره اخري الي مرام قائلا وامته الافتتاح ده !!
الاسبوع الجاي علي طول هو قالي ان كل حاجه تقريبا جاهزه منتظرين الافتتاح...
تدخلت ايمان في الحوار مضيفه وطبعا في مؤتمر صحفي كبير هينشر الخبر عشان التغطيه الاعلاميه .. وكمان برنامج عالمي هيستضيفها ..
ردد عبدالله بتفهم اممم حلو .. وكل ده الاسبوع الجاي !!
اجابته ايمان ايوه .. انا هتفق مع اولفت هانم وناجي بيه عشان التفاصيل بما اني مديره اعمالها وهبقي ابلغكم طبعا ..
ثم نهضت ايمان هي الاخري وهي تلتقط حقيبتها ومعلش انا كمان مضطره امشي .. حاسه اني مرهقه ومش عايزه ارجع بدري النهارده
قالت مرام بتفهم وحنو ماشي يا ميمو توصلي بالسلامه !!
نظر لها عبدالله قائلا في اهتمام تحبي اوصلك يا انسه ايمان
اسرعت ايمان لا متشكره يا استاذ عبدالله .. لسه المغرب مأذنش هروح لوحدي ..
ثم خرجت ايمان هي الاخري لتتركهم بمفردهم .. نظر عبدالله الي مرام بنظرات مبهمه فشعرت بالقلق حيالها ثم اخذت تحك برأسها في تفكير وهي تنظر له .. ضيقت عيناها في تمعن قائله...
تاكل كب كيك !!
اومأت له اولفت وهي بعد اللي حصل النهارده تفتكر هتكمل !!
هتف ناجي پحده وعصبيه هو شغل عيال ولا ايه !! .. طبعا هتكمل ڠصب عنها مش بايديها انها ترفض ..
تسائلت اولفت وايه اللي يجبرها !!
ابتسم ناجي متهكما سمعتها طبعا .. ودا غير قلبها الطيب اللي بيحب يساعد الناس ومش هيتحمل يشوف اهل بلده محتاجينه ويسيبهم
معاك حق .. بس انت مش شايف انك لما تعمله بالمجان هيبقي موضع شك ليك!! .. دا غير الخساره هتبقي كبيره !!
قهقه ناجي في سخريه ويبقي موضع شك ليا ليه !! هو انا الدكتور !! .. دا معاليها هي اللي دكتوره والصرح بأسمها ..
ثم استدار بجسده وهو يقول بتمعن اما موضوع الخساره ده فمش فارق معايا .. انا بعد ما افتتح المجمع لو خسړت بعدها جنيه .. هكسب مليون
تعجبت أولفت قائله يعني ايه !!
قال ناجي قي ثقه كبيره ونصر أشهر جراحه قلب في
الوطن العربي صاحبه لقب طبيبه القلوب.. اللي اقسمت اليمين وبقت رمز مشرف لبلادها العربيه والعالم واخذت منح كتيره بحسن السير والسلوك .. تفتكري حد هيدور وراها !!
نظرت له أولفت بإبهام فتابع ناجي مصر من اكتر الدول اللي فيها نسبه الفقر والمړض مرتفعه .. لما يبقي المجمع بأسم شخصيه زي مرام وبالمجان ... تفتكري كام واحد فقير هيدخل المجمع يتعالج في اليوم .. مش هقولك في
الشهر ولا السنه !! .. لما يحصل خمسه او سته حالات وفيات في اليوم حد هيشتكي !! حد هيسأل هما ازاي ماټو ولا هيدور اصلا !! .. لا طبعا ده قضاء ربنا وقدره .. ولا هتعارضو طبيبه القلوب...!!
ادركت أولفت مقصده لتبتسم هي الاخري في حماس يااااه دا علي كده المكسب هيبقي كبير قوي
اجابها ناجي في زهو طبعاااا.. عشان كده برنامج مصر ده اهم برنامج عندي عن الدول التانيه .. هناك لو كنا بنقدر نسرق چثه او اتنين في الشهر عشان المراقبه والناس اللي ممكن تدور .. هنا ممكن ناخد اضعافهم في اليوم .. فهمتي !!
تقدمت اولفت وهي تحضر كأسين من الخمر وتناوله ايااه في نهم طبعا ..
سألها ناجي في اهتمام اي اخبار العلاج اللي بتاخده !!
ابتسمت اولفت بثقه وهي تناوله متخافش .. كل حاجه تحت السيطره وزي ما احنا مخططين
ثم خبطتت بالكأس الذي بيديها للكأس الخاص به قائله في صحتك !!
اشار بيده اليها نافيا في صحه نهايه مرام زكريا الفداء
قهقهت أولفت في انتصار والحق بها ناجي وهما يتواعدان لمرام وعبدالله .... ونهايتهم ...
تحبي اي مساعده !!
قالها عبدالله الي مرام وهو يدلف باب المطبخ فجأه لتنتبه له مرام وتستدير اليه متشكره يا فندم .. تعرف عني اني محتاجه مساعده في المطبخ !! .. ولا انت نسيت !!
تقدم اليها وهو يبتسم في حنان وفخر لا طبعا .. وعمري ما انسي .. ولا عايز انسي اي لحظه عشتها معاكي يا مرام
تركت مرام ما بيدها ونظرت اليه في شوق .. وعتاب .. وحب .. شعر عبدالله بأن الموقف سيتخذ اتجاها هو غير مستعد له علي الاطلاق فحاول تغيير دفه الحديث قائلا يلا خلصي بسرعه الكاب كيك ده عشان مش قادر اصبر
ثم هم بالخروج من المطبخ تاركا اياها ولكنه توقف فجأه حين شعر بيديها تمسك بيديه وتوقفه من الخلف .. استدار اليها في حزن ليري بعينيها نظره لا يفهم مغزاها من صعوبتها .. اهي نظره الم .. شوق .. حنين .. لوم .. عتاب .. تداخلت مشاعره وهو يفسر نظرتها له .. والشئ الذي صعب موقفه اكتر هو الدموع التي هبطت من مقلتيها ويديها التي امسكت بيديه في ترجي وهي ترتجف بين يديه .. اقترب منها عبدالله وهو ينظر اليها بأسف .. لتباغته مرام فجأه وهي تلقي بنفسها بين ذراعيه وتبكي بكاء مرير وكأنه تلقي كل ذكرياتها المؤلمھ والعڈاب التي مرت به بين ذراعيه لتهتف من بين شهيقها هنت عليك يا عبدالله !! .. هنت عليك تسيبني !!
ضمھا عبدالله بشده اكبر وهبطت دموعه رغما عنه هو ايضا قائلا في تأثر شديد ڠصب عني يا مرام .. والله العظيم انا عندي اموت ولا اني اسيبك يا حبيبه قلبي .. سامحيني ..يا اجمل ما شافت عنيا
وحبيبتي والوحيده اللي اخدت قلبي ومعرفتش أطلعه منها
علي الرغم من انها تريد ان يخبرها حقيقه هجره لها ولكنها شعرت بصدق كلماته فأندفعت مره اخري تعانقه بعمق وشده ليضمها هو الاخر بحب جارف... وصمت يتحدث عن العشق الذي جمع بينهم .. العشق الذي لم تكتب سطور اكتماله بعد..
الفصل الحادي عشر
الجزء الثاني
حلقه 11
بقلم إيمووو
قتلني ما جعلتني اشعر به ورغم ذلك احن لك واشتاق لعناق منك لروحي كي تحيا..
دلفت ايمان ڤيلة عمها لتجد كل من عمر وعمها جالسين بغرفه الطعام وزوجه عمها تجهز مائده العشاء بمساعده خادمه لها .. القت عليهم تحيه المساء وكادت ان تدلف غرفتها الي ان ناداها عمها غيري هدومك يا بنتي وتعالي عشان تتعشي
اجابته بنبره حزينه وهي تنظر اليهم مليش نفس يا عمي .. اكلت الصبح لما اكتفيت .. عن اذنكم
ازدادت نبره صوت عمها خليل صرامه وحزم وهو يقول اظن انا قلت غيري وتعالي اتعشي .. مش هكرر كلمتي تاني .. يلا
ادركت ايمان ما يرمي اليه عمها فأجابته في طاعه حاضر يا عمي
بعد مده ليست بالكبيره خرجت ايمان وذهبت اليهم وجلست علي المائده دون ان تلتفت اليه أو تري نظراته التي تكاد ان تفتك بها .. ظلت تقلب في طبق الطعام دون ان تأكل في الوقت الذي كاد ان ينهي الجميع طعامهم فانتبت اليها زوجه عمها مكلتيش ليه يا ايمان !!
نظرت اليها بنفس مكسوره قائله ما انا قلت لكم مليش نفس بس محبتش ازعل عمي
كان ينظر اليها بين الحين والاخر في ڠضب وغيره شديده
كلما تذكر ذلك الشخص الذي كان معها .. جزء منه يحدثه بانها ليست تلك الفتاه التي تفعل امورا مثل هذه .. وجزءا اخر يقول له لما لا !! فقد قضت خمس سنوات في المانيا بين الانحلال الثقافي وقله الحياء .. وبين ذلك وذلك لم يتوصل لها هي .. لم يحاول التعمق بأفكارها وشخصيتها الفريده .. حكم عليها فقط بما راته عينيه واراد الاڼتقام لقلبه وارضاء غروره الذي سيدفع ثمنه ندما بعد ذلك .. تناول كأس من العصير بعد ان انهي طعامه ثم ارتدي نظارته وهو يقول بابا .. ماما .. في موضوع حبيت ابلغكم بيه
انتبهو له فاكمل وهو ينظر اليها من اسفل النظاره انا قررت اخطب
ما ان وقعت تلك الكلمه علي مسمعها حتي دق قلبها پغضب وكانه علي مشارف الصرع .. علي عكس والدته التي تهللت اساريرها ظنا منه انه سيتقدم لخطبه ايمان فاردفت مسرعه بفرحه دا يبقي يوم المني يا حبيبي اخيرا هتفرحنا بيك
ردد والده في سعاده ظنا منه ايضا انه يحب ابنه عمه والله يا ابني انا كمان نفسي تستقر واشيل عيالك .. شوف انت هتعمل ايه واحنا معاك
ردد عمر وعينيه معلقه علي ايمان بحيث كده تمام .. بكره ان شاء الله بالليل تيجو معايا عشان نتكلم في الرسميات والذي منه...
نظر كل من الحاج خليل وزوجته لبعضهم البعض ثم توجهو بنظرهم اليه مرددين في ان واحد ايه!! ..
فهم عمر ما كان يخططون له وشعر بانتصار عظيم فقال هو ايه اللي ايه !! .. مش المفروض برضه انكم اهلي وتيجو معايا امال هروح لوحدي !!
قال واحده بابهام وعدم فهم
ومين دي وهتروح لها فين !!
اجابه عمر واحده اعرفها اسمها مريم عماد ..
ثم اكمل حديثه وهو يرمي بالحديث علي ايمان بنت محترمه ومتربيه كويس والوحيده اللي اقدر استأمنها علي اسمي
فاض الكيل بها بعد كل تلك الاټهامات التي لم تعرف من اين اتي بها .. نهضت من علي سفره الطعام وهي تحاول بقدر المستطاع التمسك بالثبات عن اذنكم يا جماعه .. محتاجه ارتاح شويه .. تصبحو علي خير
ليسرع عمر اليها قائلا ايه يا بنت عمي !! مش هتقوليلي مبروك !!
نظرت له ايمان بابتسامه مزيفه متصنعه اللامبالاه لا طبعا ودي تيجي !! .. الف مبروك وربنا يتمم لكم علي خير ويجعلها خير زوجه ليك .. عن اذنكم
ابتسم عمر بنصر بعد ان شعر بقهرها فنظر الي والده وقال ها يا والدي !! هتيجي معايا بكره انت والحاجه ولا ايه !!
نظرت اليه والدته بعتاب ثم تركته وذهبت فنظر هو الي والده وهو ينتظر رده فنطق والده وهو يضرب بيده فوق بعضها لله الامر من قبل ومن بعد .. ربنا يهديك يا ابني
تناول عمر مفاتيحه وهو ينوي
الخروج ايوه يعني هتيجي ولا لا !!
ردد والده بخيبه امل ربنا يسهل
تركه وخرج وهو يدعو اليه بالهدايه في حين توجهت والدته الي غرفه ايمان وما ان دلفت حتي وجدتها منهمره في البكاء وحالتها لا ترثي لها .. كانت عازمه علي ان تتحدث معها ولكن لم يتحمل الموقف اي حديث فاندفعت اليها تأخذها في احضانها وهي تربط عليها بشده وحنو ...
مرااااام .. مراااام مالك اي الډم ده !!
وضعها عبدالله علي المقعد بجواره واجاب ادم علي عجاله هتبقي كويسه يا حبيبي معلش هسيبك لوحدك هنا خلي بالك من اختك وانا مش هتأخر واجي
اومأ له الطفل بالايجاب ولكن قلبه مازال يشعر بالخۏف علي امه ولمعت عينيه بالدموع...
بعد وقت قليل وصل عبدالله بمرام الي ذلك المركز الصحي ورأه الطبيب حين خرج من غرفه المعمل فذهب اليه مسرعا وقال كنت عارف ان ده هيحصل ..ډخلها جوه بسرعه
ارتبك عبدالله حين سمع ما هتف به الطبيب ولكنه نفذ ما قيل ووضعها بالداخل .. نادي الطبيب علي ممرضه لمساعدته وقام باخراج حقنه طبيه غريبه الشكل واعطاها لها في وسط ذهول عبدالله الذي لم يفهم شيئا ولكنه شعر بقليل من الاطمئنان حين وجدها ترتخي شيئا فشيئا .. وضع الطبيب ايضا بعض قطرات من محلول معين داخل فمها ثم نظر الي عبدالله ودعاه الي حجره اخري تاركين مرام كي ترتاح ...
انت قلتلي انك كنت عارف ان ده هيحصل !! ..
قالها عبدالله الي الطبيب في قلق والذي اجابه باتزان ايوه يا استاذ عبدالله ولسه حالا كنت بعملها الدواء
عبدالله بحيره بس انت قلتلي ان في حاجه كمان لسه متعرفش ايه هي وعشان كده كنت عايز تشوفها لما الحاله تجيلها
الطبيب استاذ عبدالله انا من وقت ما عرفت هي مين وانا مفيش قدامي غير حالتها واكتشفت اي الماده دي وعشان كده متأخرتش ثانيه واحده وعملت لها العلاج علي طول
هز عبدالله رأسه في عدم فهم فاكمل الطبيب بعمق وهو ينظر لعبدالله تعرف الاسكندر المقدوني !! .. أو سمعت عن البلوز روبرت جونسون
!!
عبدالله بحيره ايوه سمعت عنهم بس دا ايه علاقته بمرام !!
الطبيب بهدوء تقريبا كده الدكتوره مرام عايزينها ټموت بنفس الطريقه او جزء منها .. الدواء ده كان فيه استركنين عباره عن ماده بتدوب بسرعه جدا في اي حاجه لا ليها لون ولا طعم ولا ريحه معدل مۏتها زي معدل الايثيلين جلايكول كده فاكره !! ..الماده دي بقه هي اللي بتسبب لها التشنجات اللي انت شفتها .. والمصېبه بقي الاكبر انه علي المدي البعيد لما الجسم يوصل لكميه معينه منه المړيض بيتحول الي الاله .. بيبقي زي المنوم مغناطيسيا لفتره معينه قبل الوفاه يعني عايزينها تكون تحت سيطرتهم ويتحكمو فيها في اخر ايامها ....
لا احد يتخيل كم من الالم الذي شعر به عبدالله في تلك اللحظه وهو يستمع الي الطبيب .. اكمل الطبيب ساخرا سبحان الله .. اللي جايب المادتين دول ودامجهم ببعض مش حد سهل ولا عادي .. ده خبير عشان يتوصل لحاجه بالمفعول ده والنتيجه دي
سأل عبدالله الطبيب في اهتمام حضرتك قلت من شويه انك عملتلها الدواء !!
مكنتش جيت انا كنت هجيلك عشان تاخد الجرعه قبل فوات الاوان
عبدالله بيأس وكل مره بقه علي كده هنستدعي حضرتك عشان تعمل العلاج وتديهولها .. انت عارف انا جاي دلوقت وبتمني ان محدش يعرف اننا هنا او انها اصلا بتتعالج لحد ما اخلصها من كل ده .. هي بذات نفسها متعرفش هي عندها ايه !!
الطبيب استاذ عبدالله حياه الدكتوره فعلا مهدده وده مش مجرد عداء شخصي مع حد .. الحاجه دي اكبر بكتير والدواء اللي بتاخده ده قتل عظماء قبل كده ومش سهل حد يوصله
عبدالله بالم طب والحل ايه دلوقت !! .. ما هو اكيد مش هسيبها كده
الطبيب بهدوء انا دلوقت مش محتاج غير دكتور صيديلي شاطر يبقي معاك علي طول وتكون بتثق فيه لأن زي ما فهمتك الموضوع مش سهل ....
امسك الطبيب بورقه كبيره واخذ يخط بها كلام كثيرا باللغه الانجليزيه ومنها الاتينيه .. اخذ ما يقارب النصف ساعه في كتابتها من الجهتين ثم ناولها لعبدالله قائلا لو عندك الصيدلي او الكميائي اللي تثق فيه وتعتمد عليه.. اديله بس الورقه دي وهو هيفهم كل حاجه .. بس زي ما بلغتك محتاجين نقاء وهدوء وياريت حد تثق فيه .. وكل يوم جرعه وعلي 10 ايام بالظبط كل الاثار هتختفي وهترجع الدكتوره طبيعيه جدا
تناول عبدالله منه الورقه وهو يفكر فيما قاله الطبيب وعزم علي ان ينفذ ما قاله لأجلها حتي لو اضطر الي شراء طبيب صيدلي بالمال كي يخلص له .. هم عبدالله بالنهوض شاكرا الطبيب وكافأه بشيك به مبلغ مالي كبيرتقديرا منه علي ولائه ومساعدته له.. ثم اتجه الي مرام وحملها بحب وعنايه متجها بها الي السياره عائدا الي منزله ..
كان بين الحين والاخر يتطلع اليها مطمئنا وهي ماثله بجواره حتي اتاه اتصالا فنظر الي الهاتف وجدها ايمان فاجابها ..
انسه ايمان ! مساء الخير
مساء النور .. انا اتصلت بمرام بس ادم كلمني وقالي انها تعبانه وانت اخدتها .. هي عامله ايه !!
الحمدلله .. لحقناها في الوقت المناسب..
يعني انتو دلوقت فين .. وصلتو الفيلا ولا لسه بره !!
لا لسه موصلناش..
طيب ممكن طلب يا استاذ عبدالله..
اكيد اتفضلي
ممكن تعدي عليا هنا وتاخدني .. عايزه اتطمن علي مرام وكمان هفضل معاها..
تعجب عبدالله بشده ولكنه شعر من نبره صوتها بالاختناق فلم يتحدث اكثر واخبرها انه قادم اليها ليصطحبها معهم ..
ما ان اغلق الهاتف معها حتي وجد اتصالا اخر من ادهم فاجابه ايضا..
عبدالله باشا .. اي اخبار الدكتوره !!
افندم !! .. انت قصدك ايه بالظبط !!
هو اي اللي قصدي ايه !! .. هي يا ابني مش معاك دلوقت وكانت تعبت جامد!!
نعم !!!!!!! .. وانت عرفت منين انت كمان !!
ههههههه انت بتسالني انا سؤال زي ده !!
اااااه .. طبعا سياده المقدم ادهم .. المخابرات كلها ازاي ميكونش عارف !! .. اي الغباء اللي انا فيه ده .. بس مكنتش اعرف انك بتراقبني !!
هههههه اولا اهدي كده واعقل ده شغلي .. ثانيا انا مش براقبك بالطريقه اللي انت فاهمها دي صدفه حصلت وانا ربطت الخيوط ببعضها مش اكتر .. المهم انا جايلك لما اخلص شغل .. كمان اربع ساعات كده استناني ..
طيب مستنيك ..
بعد فتره وصل عبدالله الي منزل ايمان والتي كانت بأنتظاره فرحبت به واتجهت الي السياره وعلي وجهها اثار بكاء لم يهدأ بعد ..
تحرك عبدالله بالسياره تاركا ذلك الذي وصل للتو ليري ذلك المشهد ويجن جنونه اكثر .. ولكن هذه المره ليس حبا بها او غيره عليها ولكن ندما علي انه فكر بها وتمناها زوجته في يوم من الايام وعزم بشده علي تنفيذ مخططه...
وصلو جميعا الي الفيلا ذات الاسوار العاليه فحمل عبدالله مرام مره اخري الي الداخل
ووضعها بحرص علي السرير وذهبت ايمان تطمئن علي الاولاد لتجد تمارا نائمه اما ادم فكان يقظا منتظر عودتهم وما ان راهم حتي اسرع اليهم للأطمئنان علي والدته فراه عبدالله انت لسه صاحي !! .. تمارا فين !!
ادم
ببراءه تمارا نامت وانا مش عارف انام عايز اشوف ماما ..
عبدالله بتفهم حبيبي ماما تعبانه دلوقت ونايمه .. سيبها ترتاح
ادم بزعل بس انا عمري ما تعبتها وانت عارف كده .. انا هدخل اشوفها عشان وحشتني
ابتسم عبدالله بتلقائيه وسمح له بالدخول وترك عبدالله وايمان بالخارج .. توجهت ايمان الي الشرفه الواسعه تستنشق الهواء في تنهد وترخي اعصابها .. بعد قليل وجدت من يمد له يده بفنجان من النسكافيه قائلا اتفضلي عملتلك معايا
ابتسمت ايمان بود شاكره اياه وهي تأخذه من يده متشكره جدا
ردد عبدالله باهتمام مش من عادتي الفضول في الحاجه اللي مليش فيها .. لكن تسمحيلي اسألك مالك !!
ابتسمت مره اخري ساخره وهي تنظر الي الامام عارف يعني ايه تكون باقي علي حد مش باقي عليك .. يعني بتقبل انك تعيش مذلول بحجه انك بتحبه .. لا منك عايش ولا منك مېت زي الغريق اللي متعلق بقشايه ..هتفضل عايش تحت رحمته منزوع منك الامان والثقه .. ودول لو خلصو من اي علاقه مستحيل تكمل .. التعلق بالشخص بيبقي عامل زي اللعنه بالظبط اللي ربنا وحده هو اللي قادر يخلصك منها ويقلب قلبك علي حب الشخص ده
تناول عبدالله رشفه من الماج الخاص به مفكرا وردد بثقه انتي اللي سامحه لنفسك تكوني جوه الدائره دي .. انتي اللي حابه تعيشي مذلوله تحت رحمته مستنيه منه انه ييجي ويفك اسرك او يفك اللعنه دي عشان ترتاحي .. وده غلط كبييير ..
نظرت له ايمان باهتمام يعني ايه !!
ابتسم عبدالله بهدوء لازم تكوني عارفه قيمه نفسك .. مش اي علاقه تنتهي تكتأبي وتضايقي .. مش اي شخص يخرج من حياتك تعتبريه خساره كبيره .. في ناس مكنتش اصلا تستاهل انها تدخل حياتك .. هتلاقي غيرها مستنيكي ..احنا مش عايزين حد يدخل بخلي حياتنا سوده اكتر ما هي .. لو اللي هييجي مش هينورها يبقي ميجيش احسن
تنهدت ايمان وكان الحديث مس اوتارها بس انا مش حمل اتعلق بحاجه وتروح مني تاني
عبدالله بثقه يبقي هي مش ليكي من الاول .. فأتعملي تفارقي الحاجه اللي مش بتديكي قيمتك حتي لو روحك فيها .. واعرفي ان ربنا هيعوضك
ايمان بتنهد اكبر وارتياح معاك حق في كل كلمه والله .. انا اللي عملت في نفسي كده
عبدالله بأبتسامه اتمني اني اكون فيدتك بحاجه ولو قليله
ايمان وقد تبدلت حالتها لا طبعا مش قليله .. دي كبيره قوي .. كنت دايما بسمع من مرام ان قد ايه عقلك كبير بس دلوقت شفت .. كان معاها حق تحبك اوي كده
عبدالله بغرور مصطنع مبحبش اتكلم عن نفسي كتير بس ..
ضحكو سويا ولم ينتبهو الي تلك التي كانت تستمع اليهم وقررت التحدث بعد انتهائهم مساء الخير
الټفتو الي مصدر الصوت ليجدو داليدا خلفهم ويرتسم الڠضب علي ملامح عبدالله وهو يسألها في اهتمام وهي الكنيسه برضه بتبقي فاتحه لحد الساعه اتنين بالليل
داليدا بتوتر ايوه عادي بتفتح .. وبعدين انا مكنتش في الكنيسه لحد الوقت ده انا كنت بتمشي مع صحاب اتعرفت عليهم
لم يعجبه عبدالله حديثها ابدا وردد طيب تعملي ايه لو كنا نايمين والبوابه دي مقفوله مثلا !!
رددت داليدا پغضب مكبوت متقلقش يا استاذ عبدالله انا خلاص اتفقت في شقه صغيره هفضل فيها لحد ما المده اللي هنقعدها في مصر تنتهي ..
عبدالله پغضب اكيد انا مش قصدي المعني اللي وصلك ..
قاطعته داليدا ولا قصدك يا كابتن عادي انا مقلتش حاجه انا بس هنا عشان شغلي مع مرام مش اكتر
هب عبدالله واقفا وهو يدلف الي الداخل تمام
تركهم وذهب للاطمئنان علي مرام وهو يفكر في امر داليدا ويزداد شكوكه اكثر حول امرها .. وتذكر حديث الطبيب حين قال له ان كميائي ذكي هو من يصنع ذلك الدواء .. لذا قرر ابعاد مرام عن داليدا نهائيا تلك الفتره او عن العالم اجمع اذا استطاع فعل ذلك ..
داليدا انتي بجد ليه بتتأخري بره قوي كده وبتروحي فين !!
وجهت ايمان ذلك السؤال لداليدا
في اهتمام والتي اجابتها بتوتر متصنعه الفتور هو انتي تعرفي عني اني بقعد هاديه كده عادي .. ما انا في اي مكان باخد حريتي وبعمل اللي انا عايزاه
ايمان بنفي ايوه بس الكلام ده لما نكون في فترات راحه او اجازه وكمان في بلدك لكن انتي هنا في بلد تانيه وشايفه الحاله اللي احنا فيها
داليدا ببرود علي فكره انا شايفه ان مفيش حاجه اتغيرت ومرام لسه مفيش شغل والحاله اللي هي فيها ما شاء الله ابو عضلات سداسيه ده وانتي مهتمين بيها جدا ومفيش وجود ليا
كتير .. ف ليه مش عايزيني اخد حريتي
ايمان بنفاذ صبر فهي تعلم تفكيرها وعقلها جيدا داليدا .. براحتك
لاحظت داليدا ڠضب ايمان مما ازعجها ذلك فهي تحبها بصدق .. حاولت بمرحها تغيير دفه الحديث قائله اممم بس علي فكره انا سمعت اللي قلتوه من شويه ..
نظره لها ايمان شذرا وايه يعني هتكوني سمعتي ايه مثلا !!
ضحكت داليدا متعمده اغاظتها يعني انتي بتحبي يا ميمو واحنا منعرفش .. لا ده انتي طلعتي بتخبي اهوه
ابمان ببرود والله لا بخبي ولا حاجه
امال ليه مبتتكلميش عنه !!
عشان خيبه قلبي متبقاش في العلن..
ضحكت داليدا بشده وقالت بأهتمام لا بجد ليه وهو مين اصلا!!
ايمان بضيق بصي ملخص الحكايه .. زي بالظبط ما تكوني بتقربي قوي وتتعشمي وتبني بيت جميل وفجأه مره واحده تاخدي علي دماغك وتيجي غيرك تسكن فيه .. فهمتي حاجه !! .. اشك
ضحكت داليدا مره اخري ثم قالت بجديه بعد ان رات العبوس علي وجه صديقتها هو انا مش فاهمه .. بس حاسه
لم تجيبها ايمان مره اخري فقالت داليدا بمرحها المعتاد
مره اخري اقولك نكته !!
نظرت لها ايمان لا بلاش بالله عليكي .. اخر مره قلتيلي كنت عايزه اقلع الجزمه واضربك
قهقهت داليدا وقالت للدرجه دي مشكوك فيا .. طيب خلاص اسمعي دي بما انك زعلانه
نظرت لها ايمان ببرود فهي تعلم انها حتما ستقولها حتي وان رفضت اتنيلي قولي
داليدا بضحك مره قهوه شافت صاحبتها زعلانه قالتلها coffee عن البكاء ههههههه
وانطلقت في ضحك عارم وهي تردد عسل يا بت يا داليدا وربنا
لم تضحك ايمان وتصنعت الڠضب وانها ستهجم عليها بالضړب فاسرعت داليدا الي الداخل وهي تقهقه .. ما ان وصلت الي غرفه تمارا حتي اوصدت الباب بحرص كي لا تحدث صوتا واخرجت الهاتف واجرت اتصالا ....
كعادته يجلس مع والدته اثناء فتره مرضها ويضع رأسها علي رجليه وكاد ان يغفو في النوم حتي سمع رنين هاتف والدته مره اخري ليجد المتصل بأسم اولفت .. انسحب ادم ببطئ كي لا يوقظها وذهب الي الشرفه واجاب علي الهاتف
نعم..
اي نعم دي !! فين ماما يا ادم !!
مامي تعبانه ونايمه في حاجه تاني !!
تعبانه مالها يا حبيبي .. نفس التعب اللي بيجيلها علي طول.!
ملكيش دعوه ويلا عشان هقفل عشان مامي ترتاح..
ولد اتكلم باحترام .. والا هقول لمرام..
قوليلها هه..
سمعت أولفت الهاتف يغلق بوجهها قبل استكمال حديثها لتنظر الي الهاتف بتعجب وضيق غير واعيه للذي يجلس بجوارها وهي تردد عيل ثقيل زي ابوه .. اي البجاحه دي !!
سمعها ناجي وتوقف عند كلمه والده وهتف باستنكار ابوووه !! .. هو انتي تعرفي ابوه !!
نظرت له أولفت في توتر وهي تتذكر انها لم تخبره بأمر ادم وانه ابن لعبدالله فأخذت تفكر اتخبره الحقيقه ام لا .. ولكنها تذكرت عقابه لها حين اخفت عنه امر زواجها فقررت اطلاعه علي هذه الحقيقه ايضا كي لا ينفذ تهديده معها فقالت ايوه .. اعرفه .. ما هو انا كمان مكنتش قلت لك ان ادم يبقي ابن مرام ...و عبدالله
نظر لها ناجي والشرر يملأ عينيه وليه مقولتليش حاجه زي دي .. كنت عايزه تخبي عليا تاني !!
اسرعت أولفت هو انا لو عايزه اخبي عليك هقولك ليه ما لسه امبارح قايلالك علي حكايه مرام كلها بس نسيت والله اقولك علي ادم
ضيق ناجي عينيه في خبث يعني الاولاد دي
عيال مرام .. حلو .. دي كده احلوت قوي
اولفت بنفي لا لا ادم بس .. البنت مش بنتها هي متبنياها فعلا .. هي كانت حامل في ادم بس لما طلقها
ابتسم ناجي بخبث وانتي ازاي تنسي تقوليلي حاجه زي دي !! .. والله ولقيت حاجه امسكك بيها يا ابن الحسيني من غير ما افكر
ردد اولفت بحذر بس خلي بالك هو اساسا ميعرفش انه ابنه .. فا متهيقلي مش هيبقي كارت كسبان او علي الاقل دلوقت
ناجي بخبث اكبر ليه !! بالعكس دا عز الطلب
اولفت مش فاهماك يا ناجي !!
ناجي بابتسامه استني الوقت المناسب وانتي هتشوفي .. المهم تتفذي اللي هبقي اقولك عليه
أولفت حبيبي انا من ايدك دي لأيدك دي .. اومرني بس
ناجي لما اخطط له الاول .. المهم اتطمنتي علي انها بتاخد الدوا !!
اولفت ايوه طبعا كله تمام .. تقريبا لسه جايالها الحاله من شويه واخدت الدوا وحاليا نايمه .. كله تحت السيطره
ناجي بأبتسامه انتصار هنشوف يا ابن الحسيني مين اللي هيكسب في الحړب اللي انت بداتها .. لما اخد منك مراتك وابنك واحده.. واحده
اما عند ادم .. دخل عبدالله ليجده اغلق الهاتف ومازال بيده فيبادر عبدالله بالحديث هو انا مش قلت متزعجش ماما وخليها ترتاح !!
ادم وهو يتجه اليه وبصوت منخفض انا كنت برد علي الموبايل عشان كان بيرن وماما متصحاش
تناول عبدالله الهاتف من يده بقلق وهو ينظر الي من كان يجري اتصالا معه ليهتف بقلق
انت كنت بتكلم أولفت !!
ادم ايوه
عبدالله وقلت لها ايه !!! .. كانت عايزه ايه !!
ادم كانت عايزه تكلم ماما وقلت لها انها نايمه وتعبانه وخلاص !!
عبدالله بقلق اكبر قلتلها ان انا اخدتها ومشينا بالعربيه لما تعبت !!
ادم بنفي لا طبعا .. قلتلها ان هي تعبانه وخلاص .. هي سألتني اذا كانت تعبانه زي كل مره ولا لا انا مردتش عليها وقفلت في وشها السكه
تنهد عبدالله بأرتياح وهو يحتضن ادم الله يطمن قلبك .. المهم يا حبيبي اوعي اي حد يسألك علي اي حاجه بتحصل هنا وتقوله .. اي حد يسالك قوله معرفش اتفقنا !!
ادم بأبتسام اتفقنا يا صاحبي
ضمھ عبدالله الي صدره بشده وهو يردد يا روح قلب صاحبك انت
اتجه كل منهم بجوار مرام التي مازالت تحت تأثير الدواء .. قبل عبدالله جبينها بحب والم وهو يمسح حبات العرق المتراكمه عليه بحنو ثم اخذ يمرر يديه علي شعرها في حنان وحب وهو يفكر بحديث الطبيب ومن الذي سياتمنه علي حياه مرام بهذه السهوله .. كاد ان يشل من التفكير خوفا من ان يشتري شخصا ويبيعهم وتحديدا لوجود داليدا الذي لم يطمئن لها علي الاطلاق ولكن اجل امرها لبعد انتهاء مرام من مرضها ذلك ثم اخبارها بالحقيقه .. وفجأه خطړ علي باله شخصا معينا وتعجب بشده كيف لم ياتي علي باله من قبل .. فهو اقربهم له واكثرهم امانه وصدقا .. كان ياتمنه علي كل شئ ويعرف مرام وقصته معها حق المعرفه كان يعده بمثابه اخيه حمدي ان لم يكن اكثر من ذلك .. فقال محدثا نفسه ازاي مجاش في بالي حاجه زي دي !! .. ده اقرب حد ليا
وهم بالنهوض من جوار مرام وادم ذاهبا الي غرفه اخري كي يبحث عن صديقه القديم ولكن استوقفه رنين هاتفه والذي لم يكن سوي ادهم يخبره بانه وصل للتو الي منزله .. ترك عبدالله ما كان يفكر به واسرع الي الاسفل لأستقبال ادهم الذي رحب به بشده ودعاه للجلوس بعد ان صنعو سويا فنجانين من القهوه ..
اي رياح هبت بك الي هنا يا سياده المقدم !!
قالها عبدالله بمزاح مع ادهم الذي اجابه بنفس اللكنه ونعم الاستقبال والله .. طول عمرك اصيل .. انا بس جيت اتطمن عليكم غلطت انا كده !!
عبدالله تطمن علينا ليه مش احنا متراقبين !!
اشار ادهم الي جزء معين من سور الفيلا قائلا لا مش متراقبين .. انا بس معرفش غير مين اللي دخل ومين
اللي خرج .. لكن المراقبه الفعليه اكيد مش عليك .. فبطل الطريقه دي معايا هه
عبدالله بضحك انت خليت فيها طريقه !! .. ما علينا انا مش هتدخل في شغلك .. المهم ايه اللي جابك .. ومتقوليش جاي تطمن علينا هه
ادهم بضحك يا ابني بطل الشغل بتاعك ده .. شغل المخابرات ده ليا انا مش ليك !! ..
عبدالله ههههه معلش بقه من عاشر القوم .. المهم برضه ايه اللي جابك
ادهم بجديه والله فعلا هو كنت جاي الاول عشان حاجه بس الظاهر انها مش هتنفع دلوقت بعد حاله الدكتوره دي .. فهضطر اجل الموضوع شويه
عبدالله بأهتمام واي بقه المواضيع دي !!
ادهم محاولا عدم الضحك عادي .. والله انا .. اصل انا اتجوزت
عبدالله بعدم تصديق نعم يا اخويا !! .. اتجوزت !!
ادهم هههههههه شفت نفس الصدمه والله انا كمان اټصدمت زيك كده لما اكتشفت اني اتجوزت.. بين يوم وليله يا ابني محستش بنفسي غير وأنا متجوز
علي الرغم من الموضوع جدي ولكن انفرط عبدالله من الضحك ايضا حين سمع النبره التي تحدث بها ادهم وده حصل ازاي ده .. شربوك مثلا حاجه اصفره وغرغرو بيكي يا بيضه !!
ادهم بضحك هههههه لا يا عم مش للدرجه دي
عبدالله بجديه الظاهر ان فعلا الموضوع جد !! .. حصل ازاي ده !!
ادهم كل الحكايه اني اكتشفت اني بعاند نفسي واني مقدرش اعيش من غيرها وكفايه لحد كده بعد .. وعناد
كان يتحدث وهو يدرك ما يقوله جيدا وكانه يوجه حديثه الي عبدالله الذي فهم مقصده جيدا فابتسم بذكاء يمني ... مش كده !!
ادهم بايماء يااااه فكرتك نسيت ..
عبدالله مبنساش بسهوله حاجه شفتها وحسيتها قبل كده .. المهم حصل ايه احكيلي
ادهم والله الموضوع فعلا جه بسرعه مش جواز زي اي اتنين ما بيتجوزو كده ..
بدا ادهم في الحديث واخبره كيف تزوج منها وكيف انقذها من بين يدي اهلها واعاد اليها حقها .. كان عبدالله يستمع اليه بتأثر الي ان انتهي من الجديث ..
يااااااااه .. كل ده حصل !! .. دا البنت دي برضه شافت كتير ..
ادهم وهو يقول بتأثر شديد تعرف يا عبدالله !! .. انا يمكن كنت بكابر برضه وبعاند ومش ناسي ليها اخر حاجه عملتها معايا .. بس للحظه حسيت انها ممكن تضيع مني
ومشوفهاش تاني .. مستحملتش ومفكرتش دقيقه اني اسيبها .. وقلبت الدنيا عشان تبقي معايا واحس الاحساس اللي انا حاسه دلوقت
كان ادهم دقيق في اختيار الفاظه ظنا منه انه بمثل هذه الكلمات سيأثر علي عبدالله ويجعله يفكر ولو قليلا بامر رجوعه الي مرام .. ولكنه لم يدرك ان عبدالله اذكي بكثيرا من ذلك وفهم الي ما يرمي فتصنع اللامبالاه بمهاره وهو يقول والله فرحتلك .. ربنا يسعدكم ويتمم لكم علي خير .. وابقي هاتها هنا عشان تقابل مرام دي هتفرح قوي لما تشوفها
زاد عبدالله بلامبالاته تلك استفزاز ادهم فزفر في ضيق وهو يقول بنبره شبه مرتفعه علي فكره .. الحياه عمرها ما هتديلك كل حاجه بس برضه بتدي فألحق اللي ادتهولك وخده .. ومتبصش علي اللي خدته منك علي الاقل دلوقت وشوف بس اللي في ايديك .. انت كنت عايز ايه !! .. فلوس !! حب !! استقرار !! اهتمام !! عشق !! .. كل ده دلوقت بين ايديك .. فأيه اللي مانعك !! عايز توصل لايه اكتر من كده !! اي افتراضات تانيه دور عليها بس بعد ما تكونو مع بعض وهي عمرها ما هتسيبك ولا تخذلك .. لكن اوعي .. اوعي العمر يفوت وترجع ټندم بعد ما الحياه تاخد منك كل ده تاني وترجع تقول ياريتني .. وانت عارف ان الحياه غداره وتعملها
نظر له عبدالله بضيق وحنق انت عايز توصل لأيه يا ادهم !!
ادهم بسخريه والله اللي وصلني منك انك مش غبي عشان تقولي انك مش عارف انا عايز اوصل لايه .. عن اذنك انا ماشي.. اصل مراتي مستنياني
وهم ادهم بالنهوض وكاد ان
يركب سيارته حتي استوقفه عبدالله ادهم .. تعرف تجيبلي تذكارتين باريس الطياره اللي جايه دي علي طول
هبط ادهم مره اخري وهو ينظر له بتعجب ليجده مبتسما فساله انت بتتكلم بجد !!!
عبدالله بنفس الابتسامه وهو انا ههزر في حاجه زي دي ليه !!
ادهم وقد فهم مقصده مما اسعده اكثر فقال بثقه الطياره اللي جايه هتكونو انتو الاتنين فيها استني مني مكالمه كمان ساعه بالكتير
وصعد الي سيارته وهو يبتسم واخرج هاتفه ليجري عده اتصالات هامه في حين صعد عبدالله الي غرفه مكتبه واخذ يبحث عن رقم هاتف صديقه وعنوانه الذي تركه له منذ سنوات قبل سفره الي باريس..
وبعد ما يقارب الساعه وصل ادهم الي منزله وبعد ما انهي اتصالاته قام بأجراء اخر اتصالا الي عبدالله اخبره بها بأن الطائره ستقلع عند الساعه الثامنه صباحا واسمهم بقائمه المسافرين ..
وبداخل منزل أدهم..كانت يمني تضع بعض التحف فوق المكتبه العاليه بمنزلها الجديد بعد ما غيرت معظم معالمه ليلسق بعروس جديده..
ما ان سمعت صوته فارتبكت بشده ودق قلبها وحاولت الهبوط من علي السلم الخشبي .. لم تسعفها قدميها وكادت ان تسقط حتي التقطها ادهم بحرص ولهفه وهو ينظر الي عينيها بشوق قائلا
المره الجايه لو وقعتي وانا مكنتش جنبك مش هتلاقي اللي ينقذك!
ظلت تحدق بعينيه بعشق وقالت
مينفعش متبقاش جنبي
ليه يعني .. اشتريتيني !!
لا .. بعتلك نفسي...
وبداخل الڤيلا وجد عب دالله بالفعل رقم صديقه وعنوانه وازادت سعادته حين وجد الواتساب الخاص به نشط منذ خمس ساعات فقط فهم بأرسال رساله له ولكنه ابتسم بخبث وهو يضحك بشده لتذكره احدي الطرائف بينهم فشرع في كتابه الرساله والذي كان محتواها....
حبيبي .. الايام من غيرك صعبه قوي وحشتني فوق ما تتخيل وخلاص مبقاش فيا حيل استحمل بعدك اكتر من كده .. استناني في طياره الساعه 8 بكره هتلاقيني قدامك علي طول......
أمضاء حبك القديم...
الفصل الثاني عشر
الجزء الثاني
حلقه 12
وإذا سألتني عن الأمان اقول هو تلك اللحظات التي قضيتها برقه من أتوكأ علي همس يديه..
كانت الساعه السادسه صباحا عندما سمعت زهره رنين هاتف زوجها مسعد علي الطاوله الصغيره في غرفه نومهم كانت تقرأ روايه علي ضوء خاڤت بجوار زوجها المستغرق في النوم بعمق بعد ان قضي يومين متواصلين من العمل دون راحه .. وضعت زهره الروايه بجانبها وذهبت الي الهاتف مسرعه وبحرص كي لا يستيقظ زوجها لتجد رساله علي الواتساب من رقم مجهول يتحدث باللغه المصريه والتي جن چنونها حين قرأت محتواها واشتعلت النيران بصدرها فذهبت الي زوجها توقظه پغضب وبيدها الهاتف ..
مسعد .. اصحي يا مسعد دلوقتي حالا
استيقظ مسعد منزعجا وهو ينظر اليها بضيق يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم .. يا بنتي مش قلت لك عايز انام تعبااان
اردفت زهره پغضب ما هو انا كنت هخليك تنام بس لقيت رساله مهمه علي الواتس فقلت اما اشوف مين بقي اللي بيبعتلك رساله زي دي والساعه 6 الصبح
امسك مسعد الهاتف بضيق وقال وانتي ايه اللي خلاكي تفتحي الواتس بتاعي .. وبعدين هيكون مين !! .. واحده بتحبني مثلا !!
وضعت يدها في وسطها وهي تقول بعصبيه ايوووه طبعا ..
وليه لأ!!
قال لها في غيظ عشان انا مستحيل اعرف واحده بتصحي الساعه 6 الصبح اساسا
قالت هي الاخري في ضيق متهكمه طب ما تشوف الاول الرساله وبعدين ابقي دافع عن نفسك مش هنختلف علي المواعيد
نظر الي شاشه موبايله هيكوون مين يعني انتي بتكبري مواضيع علي الفاض......
بتر كلامه حين قرأ الرساله وبلع ريقه في توتر وقال ضاحكا في تهكم حين راي الشرر يتطاااير من اعين زوجته ايييييييه يااا جدعااااان .. هو اللي بنعمله في الناس هيطلع علينا ولا ايييييه !!!!!
زهره بعصبيه انا دلوقتي عايزه اعرف مين دي يا مسعد .. ويعني ايه حبك القديم هه .. انت پتخوني يا مسعد !!
مسعد مفكرا وهو مازال يضحك الست بتقول حبي القديم .. يعني انتي الحب الجديد و مبخونكيش اهوه !! .. متبقيش قفوشه بقه
وقبل ان ترد وجد رساله اخري فألتقطت منه زوجته الهاتف مسرعه وهي تقرأ الرساله وقالت بتقولك هي نازله في فندق وسايبالك رساله هناك في الاستعلامات علي الساعه 4 العصر تكون في انتظارها متتأخرش
اخذ مسعد يضحك اكثر وربنا ما اعرف حاجه .. ومش رايح لحد عشان اثبتلك اني فعلا معرفش حد لا قديم ولا جديد غيرك وهقضي اليوم كله نوم
ليرتفع نبره صوتها پحده نعم!!! .. مش رايح ده ايه دا انا رجلي علي رجلك نروح نشوف مين دي !!
مسعد بضيق ومازال يتذكر المقالب الذي كان يفعلها مع اصدقائه وظن ايضا ان هذا ليس اكثر من فخ .. ولكنه تذكر انه بباريس وليس مصر فمن يفعل ذلك !! .. لم يخطر علي باله هويه صاحب الرساله ... فقال لزوجته مش هو قالك الساعه 4 .. طيب نبقي نروح هناك ونسأل عشان ترتاحي .. وياريت تسيبيني انام بقه
سحب الغطاء علي جسده ولوهله تذكر عبدالله فأبتسم بحزن ولكنه ظن انه ابعد ما يكون هو بعد ما حدث له ..
ذهبت زهره كي تجهز بنتها نور للدراسه ولكن عقلها مازال منشغلا بصاحبه تلك الرساله التي قلبت حالها ...
غادرت الطائره مطار القاهره الدولي متجهه الي لؤلؤه الارض باريس .. بعد ان أمن عبدالله علي الفيلا جيدا بوضع حراسه مشدده عليها وترك الاولاد بصحبه ايمان وداليدا ولم يخبرهم الي اين هم متجهون ولكنه اوصي ايمان بشده علي الاولاد ولمح لها انه ذاهب في رحله قصيره خاصه بعلاج مرام فتفهمت الامر ولم تزيد في الاسئله واستمعت بحرص الي ما امرها واخبرها به علي عكس داليدا الذي زاد فضولها بشده حول ذهابهم والي اين يتجهون !!.. لكنها لم تصل الي اجابه مقنعه فالتزمت الصمت .. أما مرام فأخبرها عبدالله حين استيقظت انهم ذاهبون الي رحله قصيره بصحبته فقط .. علي الرغم من انها كانت في حيره شديده .. الي اين
ولماذا !! ولكنها نفذت ما اخبرها به وأجلت اي سؤال الي حين يجاوبها هو في الوقت المناسب كما اخبرها .. فيكفيها انها بصحبته فقط حتي وان ذهب بها الي اخر العالم ستكون اسعد مخلوقه بالكون .. فماذا تريد اكثر من ذلك !!
حلقت الطائره في السماء فوق الجبال والغيوم بين السحاب لتجذب اليهم سحر اخر ولحظه سعاده وفرحه دبت لقبيهما فقط لحضورهما معا .. نظرت له مرام قائله دلوقت يا فندم انا فهمت اننا رايحين باريس .. ممكن بقي اعرف ليه !! .. انت قلت لي هقولك لما نكون في الطياره
امسك عبدالله بيدها ثم نظر لها هائما وحشتيني فقلت اخطفك كام يوم قبل افتتاح الصرح الطبي وتبدأي شغل .. اي رايك في المفاجاه دي !!
قشعر جسدها من السعاده وهي بعينيها قائله دي احلي مفاجأه شفتها في حياتي ..
عبدالله بمكر يعني انتي واثقه فيا لدرجه اني اخطفك !!
مرام بحب وابتسامه كبيره واثقه فيييك لدرجه انك لو حطيت سکينه علي رقبتي هكون متأكده انك مش هتأذيني ابدا
كنت احاول البقاء بجانبك بأي طريقه ولكنك لم تفهم ذلك بالشكل الصحيح كنت اقاتل من اجلك حتي وجدت اني من قتل
قرأت ايمان تلك العباره علي الفيس بوك أثناء تصفحها عليه وشعرت بأنها تتحدث عنها..حتي اتاها اتصالا من زوجه عمها مديحه فأجبتها بعد تنهيد
ايوه يا عمتو..!
مشيتي ليه يا ايمان !! بتستسلمي بسهوله ليه !!
استسلم !!! .. عمتو انا بحارب في حرب خسرانه .. وعمري ما هدخل مكان مش ليا بالڠصب .. هو ربنا يسعده معاها انا مليش دعوه..
طب ولما ده تفكيرك ليه سبتي البيت !!
عشان اتخنقت .. مش مستحمله كل شويه يلقح عليا بكلام انا مش فاهمه معناه اصلا .. متقلقيش انا مرتاحه هنا
طيب .. كنت .. هو اتفق علي الخطوبه والشبكه بكره
هههههه بكره مره واحده !!
والله يا بنتي انا مش عارفه الواد ده اټجنن ولا حصله ايه !!
لا يا عمتو .. ربنا يوفقه ويسعده .. محدش بياخد اكتر من نصيبه..
طيب احنا رايحين !! .. وانتي ايه !!
جايه
معاكم طبعا عشان بس اثبت له انه مش فارق معايا .. بكره جايه علي طول ..
ربنا يسعدك يا بنتي..
يارب يا عمتو .. مع السلامه
اغلقت ايمان الهاتف وانطلقت العنان لدموع حبيسه بمقلتيها الزيتونيه ولكنها سرعان ما جففت عبراتها وهي تستجمع شتات نفسها في ثبات حين تذكرت حديثها مع عبدالله انا عمري ما كنت ضعيفه ولا هسمح لنفسي بكده .. هنساك يا عمر حتي لو روحي فيك وهندمك علي الكلام اللي انت قلته ..
قطع تفكيرها ادم الذي اتي اليها مسرعا في مرح قائلا طنط ايمان تعالي العبي معانا
انخفضت له ايمان وقالت حبيبي العب مع تمارا
ادم پغضب لا هي عايزه تلعب بالعروسات وانا عايز العب كاراتيه زي ما صاحبي بيعلمني
ايمان بضحك طيب انا مبعرفش كاراتيه .. اعمل ايه دلوقت
ادم يوووووه هو هييجي امته !!
ايمان بحب كمان كام يوم كده .. متقلقش
ادم طيب انا جعان تعالي نعمل اكل
ايمان بمرح وهي تمسك بيده وتجري للداخل يلااا بينا
وما أن دلفو الفيلا حتي استمعو الي ضجيج بالخارج .. التفتت ايمان الي الخلف مره اخري لتجد البادي جاردز الذي احضرهم عبدالله من شركه الامن الخاصه به كي يحرسو الفيلا في شباك مع احد ما ..
اتجهت ايمان اليهم في قلق كي تري مع من ذلك العراك .. ما ان وصلت اليهم حتي وجدت أولفت تقف بجوار سيارتها امام البوابه وممنوعه من الدخول .. ما ان رات ايمان حتي اسرعت تنادي عليها علي الرغم من انها لا تطيقها ولكن لأجل مصلحتها تفعل اي شئ ايماااان .. اي اللي بيحصل هنا ده
!!.. دول مش راضيين يخلوني ادخل
ايمان بابتسامه غرور معلش يا أولفت هانم ده شغلهم انهم ميدخلوش حد غير ناس معينه بس .. اسفه هما ميعرفوكيش
اولفت بنفاذ صبر طيب يلا خلاص .. لما ادخل واشوف مرام هبقي افهم منها كل حاجه .. قوليلهم يفتحو الطريق
ايمان ببرود لا والله ده مش شغلي اني اقولهم يفتحولك هما اللي معاهم الاوامر مش انا .. اما مرام فهي مش هنا اصلا هي سافرت ..
اولفت پصدمه سافرت !! .. سافرت ازاي ومع مين !! .. وازاي تعمل كده وانا معرفش .. والبرنامج اللي بعد كام يوم ده !! .. انتو بتهزرو !!
ايمان بكبرياء والله الكلام ده تقوليهولها مش تقوليه ليا انا ..اما سافرت فين فانا معرفش لما ترجع ابقي اسأليها
أولفت پغضب يعني ايه متعرفيش !! .. اومال مديره اعمالها ازاي !! .. واكيد عبدالله بيه معاها مش كده !!
ايمان هي مقالتش لحد مسافره ليه وفين واعتقد هي عامله حسابها وادري بشغلها كويس
اولفت بعصبيه شديده ده اسمه استهتااار .. لما مرام تيجي هيكون ليا كلام تاني معاها .. وبرضه هقولها انك منعتيني من الدخول عشان تشوف شغلها معاكي
ايمان بابتسامه غرور شرفتي يا أولفت هانم
انطلقت أولفت بسيارتها والڠضب تملكها بشده وهي تضغط علي المقود في حين اخذت ايمان تضحك علي حالتها بتشفي ..
غادر عبدالله مطار باريس العالمي بصحبه مرام التي كانت تقفز من السعاده كطفله مراهقه مع حبيبها في رحله للمدرسه.. اخذت تبتسم وهي تري جمال هذه البلد من خلال نافذه الحافله التي استقلوها كي توصلهم الي عنوان الفندق .. اما هو فلو سافر اليها لسبب اخر غير علاج مرام لكان اسعد منها فهو يعرف باريس ويعشقها عشقها جما وكان يود منذ قديم الازل ان يذهب اليها وعلي الرغم من هذا حاول ان يبدو سعيدا مثل مرام كي لا يفضحه امره ...
وصلو الي الفندق وبعد ان صعدو الي الجناح الذي احتجزوه امسك الموبايل واخبر عمال الفندق ان يتصلو بصديقه ويخبروه بوصول الزائر القادم من مصر ..
غادر مسعد بصحبه زهره التي كانت متعجله والغيظ ېقتلها الي الفندق ووقفو امام موظفه الريسبشن واكتشف انه لا يدري عمن يسأل .. فتقدمت زوجته تسأل بجراءه ان كان عندهم نزيل مصري ترك رساله او اتصالا باسم مسعد فؤاد .. فوجدتها تبتسم وهي تشير بسبابتها خلفهم في نفس اللحظه التي نزل فيها عبدالله ومرام اليهم وقال حين رأه من بعد...
اقسم بالله كنت عارف ان مراتك جايه .. تعيش وتاخد غيرها...
اتسعت عينا مسعد في ذهول حيث ميز ذلك الصوت بمهاره واستدار خلفه بسرعه وحدق في عبدالله الواقف مبتسما وهو ېصرخ غير مصدق يااااا ابن الاييييييييه والكعبه الشريفه ما مصدق اني شايفك !!
اتسعت ابتسامه عبدالله حين رأي صديقه مصډوما وقال والله ليك وحشه يا ندل
اندفع مسعد نحو عبدالله راكضا وقفز فوقه كألاطفال وهو يعانقه في حراره ودموع اقسم بالله ما مصدق انك قدامي .. عامل ايه يا عبده.. واحشني يا حسيني
ربت عبدالله علي علي ظهره بقوه وهو يحمله انت كمان واحشني اوي يا صاحبي
وبعد عناق حار وطويل نظر مسعد الي عبدالله اخبارك ايه يا عبده .. اقسم بالله انا طاير من الفرحه اني شفتك ..
وكمان هنا في فرنساا !! .. دي حاجه متت....... مين دي!!
بتر مسعد حديثه حين رأي مرام واقفه خلفه تبتسم بشده والدموع تملأ عينيها من التأثر .. ذهبت بأتجاهها ووقف امامها مبتسما وقال بسعاده واعجاب اذا مكنتش غلطان .. فأنتي تبقي الدكتوره مرام زكريا .. صح !!
مدت له يدها تصافحه بحراره وهي تومئ له بالايجاب فرحب بها مسعد بشده .. وفي نفس الوقت تدخلت زوجته زهره وهي تقول اي يا عم عبدالله مش شايفني خالص ده مكنش في حد بيخلص لي الملوخيه غيرك
قهقه عبدالله وهو يرحب بها مصافحا اياها وعرفها علي مرام ولكنهم بالفعل كانو يسمعون عنها وعن نجاحها وايضا كان يتابعها مسعد مطمئنا من بعيد بعد ما علم الذي حدث لصديقه ..
قالت زهره
وهي تضع يدها في وسطها بلهجه غريبه بقي انت يا عبدالله حبه القديم !!
كتم عبدالله ضحكته وهو يري نظرات مسعد المتوعده ايوه طبعا حبه القديم .. احنا صحاب من اعدادي ولا ايييه !!
قال مسعد پغضب مصطنع وهو يشمر عن ساعديه كي يلكم عبدالله الذي فر مسرعا حبي القديم وانا مراتي كانت هتطلقني يا ابن ال...
فر راكضا خلفه في مرح فبدو كالأطفال تماما مما جعل كل من زهره ومرام يقهقهون بشده وهم يذهبون خلفهم ....
كانت تتحرك ذهابا وايابا في عصبيه وتوتر بعدما انطردت خارج الفيلا دون تنفيذ ما كانت تسعي اليه ..
كل ده بره ومبتردش ليه يا ناجي علي الموبايل !!
قالتها اولفت پغضب وهي تندفع نحو ناجي الذي دلف للتو وقال كنت في اجتماع مهم مع البوص والشركاء قبل الافتتاح .. اكيد مش هقدر ارد علي حد والموبايل يكون صامت .. خلاص مفاضلش غير خمس ايام علي البرنامج مش لازم نستعد ولا ايه !!
أولفت بسخريه تستعد !! .. ااااه .. استعد لوحدك بقه وافتح انت الصرح ده
ناجي بعدم فهم قصدك ايه !!
اولفت پحده ست الحسن والجمال.. معاليها سافرت .. هي والحارس بتاعها
ناجي پغضب سااافرت !! .. ازاي تسافر وراحت فين !!
أولفت معرفش هتجنن .. لما وصلت الفيلا لقيت عليها حراسه مشدده ومرضوش يدخلوني .. بس اللي اسمها ايمان دي عارفه كل حاجه ومخبيه .. دي عامله زي الحيه
ناجي پغضب اكبر ازااي تسافر!! .. اي شغل العيال ده!! .. دي كده هتهد كل اللي ببنيه ..لازم ترجع وفورا حتي لو بالقوه
أولفت مستحيل ايمان تقولك.. دا اذا عرفت اصلا تدخل الفيلا
ناجي بعصبيه سيبك من ام الفيلا دلوقت هو انتي مفكره ان حتي لو قدامها جيش كامل انا مش هعرف ادخلها !! .. انا دلوقت في مرام اللي سافرت هي والبتاع اللي معاها ده .. ايمان لو حتي لو قټلتها مش هتقول هما فين .. معناه ده هنأجله دلوقت ونعرف الاول هي راحت فين !!
أولفت ايوه يعني دلوقت هتعمل ايه وتتصرف ازاي !!
ناجي پغضب هشوف راحو فين بمعرفتي وبكره بالكتير هيكونو هنا
اولفت بحذر ناجي متتهورش .. احنا لسه محتاجينها حتي بعد الافتتاح
ناجي بتفهم انا عارف انا بعمل ايه ..
خرج ودفع الباب خلفه پغضب وهو يتجه الي المطار وبعلاقاته ظن انه سيدرك الي اين ذهبت .. في حين كان ادهم يضحك بشده علي حديثهم الذي استمع اليه بالحرف داخل مكتبه وهو يقول دور يا ناجي .. وابقي قابلني
وعلي الناحيه الأخري بباريس الشرق..
ده مين الكافر اللي عمل كده يا عبدالله !!.. مستحيل يكون بشړ وليه مله ودين..!!
قالها مسعد الي عبدالله بعد ما قرأ الورقه التي اعطاها له وارتسم علي وجهه كل علامات الڠضب في حين اطرق عبدالله صامتا وكسا وجهه الحزن قائلا امال انا جايلك انت بالتحديد ليه يا مسعد .. مفيش غيرك اقدر استأمنه علي سري
انحني مسعد اليه بأسي وهو يربت علي يديه انا تحت امرك يا صاحبي ومتقلقش .. التقرير بيقول ان لسه المړض متمكنش منها قوي وده في حد ذاته كويس وفرصه النجاه اكبر .. وكويس اننا لوحدنا دلوقت
امسك عبدالله بيديه قائلا بحذر مسعد .. مرام متعرفش ايه اللي عندها .. انا اصريت نتكلم لوحدنا قبل ما نوصل البيت او نتجمع كلنا مع بعض .. خلي بالك
مسعد بتاثر وشوق حاضر يا عبدالله .. يلا دلوقت منضيعش وقت.. المفروض تاخد الجرعه التانيه في خلال 4 ساعات واحتمال كبير تبدا تحس بالتعب كمان شويه .. المعمل قريب من هنا
عبدالله وهو يحمد ربه يلا بينا ..
بعد مرور بعض من الوقت اتصلت زهره بهاتف زوجها تسأله اين ذهبو وتخبره ان مرام ليست علي ما يرام وحالتها حرجه ولم تدري ماذا تفعل .. اخبرها مسعد بأن لا تفعل شيئا وأنهم خلال الخمس دقائق سيصلون الي المنزل ..
شعر عبدالله بالقلق عليها فربت عليه مسعد قائلا متخافش هتبقي كويسه .. خلاص وصلنا
نزل كل منهم
من السياره وصعدوا الي منزل مسعد بسرعه شديده .. ما ان
دلفو الي المنزل حتي ذهب عبدالله الي مرام بقوه وخوف وهو يحملها بين ذراعيه ودموعه فرت منه ڠصبانا وألما فقال مسعد اعدلها يا عبدالله عشان تاخد الحقنه
بالفعل اعدلها عبدالله وامسك بذراعها ولكنه لم يضعها أرضا وظل حاملها في .. ما ان دخل السائل الي دمائها حتي اشتدت علي يديه اكثر بحب وتملك مما اثر علي زوجتة مسعد التي ظلت واقفه في تاثر وعدم فهم لما يحدث حولها .. ارتخت مرام بين يديه واستكانت داخل في ارتياح .. فتركهم مسعد وهو يسحب زوجته الي خارج الغرفه في هدوء وحرج بعد ما رأي حالتهم ..
اخذ عبدالله يمرر يده بين خصلات شعرها في رقه وهو يشم رائحته الورديه فتململت مرام بين ذراعيه بقوه وكانها تشعر به مما جعله يزداد من لها وهو يتذكر ايامهم سويا التي اشتاق لها بكل جوارحه ..
بعد ما يقارب الساعه خرج عبدالله اليهم ونظر الي زهره ثم الي مسعد فتفهم مسعد نظرته تلك وقال متقلقش يا حسيني .. زهره اختك ومتطلعش السر بره انا فهمتها كل حاجه
اطمئن عبدالله بايماء عارف يا مسعد .. عارف
قالة زهره بحنو مغيره دفه الحديث ايه يا جماعه متقلبوهاش نكد بقه .. انا هروح اعملكم شويه ملوخيه وفراخ من اللي قلبكم يحبهم ..
اسرع عبدالله شاكرا لا لا يا زهره معلش مليش نفس .. خليها بكره ولا حاجه لما مرام تفوق .. لو انتو جعانين كلو
مسعد لزهره خلاص يا زهره سيبيه دلوقت .. بكره نبقي ناكل كلنا
ثم وجه حديثه الي عبدالله ادخل انت مع مراتك خليك جنبها ..احنا عملنالكم الاوضه دي ..
اشاح عبدالله وجهه في حرج لا يدري ماذا يقول فشعر مسعد بتوتره فهزه برفق قائلا عبدالله .. مالك
عبدالله بحنق ماهو .. معلش مش هينفع ..
مسعد بابهام هو اي اللي مش هينفع بالظبط
عبدالله بنفس اللكنه انا ومرام.. متطلقين
زهره ومسعد بنبره واحده اييييه !!
عبدالله بتهكم زي ما سمعتو كده
زهره بتعجب ليه يا عبدالله اتطلقو بعد الحب الكبير اللي سمعته زمان واللي لسه شايفاه لحد دلوقت !!
عبدالله بحزن ظرووف ..
تفهم مسعد موقفه وقال لزهره اعمليلنا يا زوزه فنجانين قهوه عشان شكل سهرتنا صباحي .. وسيبينا لوحدنا
نفذت ما قاله لها زوجها بطاعه في حين توجه كل من مسعد وعبدالله الي شرفه منزله الواسعه ليعلم ما مر به صاحبه بالتفصيل .. ذكرياته السعيده .. والمؤلمھ ..
كانت الساعه الثانيه عشر دهرا حين دلف ناجي بكل ڠضب الي الفيلا ومعه الحارسان روبرت ورعد الذين صعقو من شده غضبه تلك .. وصل الي أولفت التي استقبلته بفضول كاد ېقتلها لمعرفه اين ذهبت مرام مع عبدالله ها .. عرقت تجيبهم .. هما فين !!
اخذ ناجي بعصبيه شديده يكسر في اي شئ امامه وهو يهتف مش لاقيييهم نهاااااائي .. مش لاقييهم .. اختفو
اولفت پخوف اهدي بس يا نااجي وفهمني قصدك ايه !!
ناجي وهو يحاول كتم غضبه طالعين من مصر علي استراليا واتأكدت بنفسي .. وصلو استراليا بالظبط من 4 ساعات وبرضه اسمهم في قائمه الوصول .. لكن هما فين !!.. مش موجودين .. استخدمت كل علاقاتي وقلبت استراليا كلها مش لاقيهم ولا ليهم اي اثر
اولفت بتوتر مش يمكن يا ناجي مدورتش كويس .. هي استراليا دي أوضه لحقت تدور فيها
ناجي وهو يشير بأصبعه بعصبيه لا مش ده السؤال اللي يتسال لاني عارف كويس ادور ازاي وفين .. السؤال هنا هما سافرو فين!! لأنهم بنسبه ميه في الميه مسافروش استراليا
أولفت بتفهم انت قصدك انهم مسافروش استراليا ودي خدعه مثلا !! .. مستحيل.. ليه كل ده !! وراحو فين !!
ناجي وهو يضع نظراته التي اخفت شرر عينيه ده اللي هعرفه من ايمااان
تركها وذهب الي الاسفل وهو ينوي التوجه الي فيلا التي توجد بها ايمان وبصحبه الاولاد واقتحامها بالقوه لمعرفه تلك الحقيقه ...
اما في باريس كانت الساعه مقبله علي الثالثه فجرا
يااااااااه يا عبدالله .. كل ده عانيت منه يا صاحبي !!
قالها مسعد في تأثر بعد ان استمع لحكايه صديقه الذي اكتشف انه لم يعرف عنها شيئا علي الاطلاق عبدالله في شرود وقال كل اللي عانيت منه ده كووم .. وفقداني لمرام وحمدي كوم تاني خالص
ردد مسعد بحنق والدموع تراوده مره اخري ربنا يرحمك يا حمدي .. انا لحد دلوقت مش مصدق ليه وعشان ايه !!
عبدالله وهو ينفث دخان سيجارته بحنق مش عارف ملقتش اي حاجه تجاوبني علي السؤال ده .. لكن هوصل لاني متاكد ان ادهم عارف
مسعد بحيره وهو ليه ادهم مخبي عنك !!
عبدالله بتوضيح رمالي مرام في سكتي واستغل حبي ليها عشان عارف اني هسيب اللي في ايدي وانقذها هي الاول.. واديني مستني زي ما وعدني
اخذ عبدالله ېدخن پعنف مما اثار شكوك مسعد وقال من امته وانت پتدخن بالطريقه دي يا
عبدالله مش كنت بطلت بعد شهر العسل !!
عبدالله بضيق مخنووق يا مسعد .. محدش حاسس پالنار اللي جوايا .. سيبني الله لا يسيئك
مسعد بحنو طب يلا قوم معايا نصلي الفجر عشان نلحق ننام لنا شويه قبل النهار ما يطلع
نهض معه عبدالله لتأديه فرضهم بعد ان داعبت نسمات الفجر وجوههم .. فادو صلاتهم وخلدو الي النوم معا في غرفه الاطفال ....
وصل ناجي ومعه خمس من سيارات الجيب الضخمه بجانب سيارته كل واحده منهم بها اربعه رجال من ذوي الاجسام العملاقه اما هو فكان يوجد بسيارته روبرت ورعد .. هبط ناجي من السياره والڠضب يتمكن من كل خلاياه الي بوابه الفيلا العاليه ليكتشف انها خاليه تماما من اي حراسه حولها من الخارج .. نشر رجاله كي يبحثو حولها جيدا ويدرسو الامر ولكن ايضا لا يوجد شئ.. توجه برجاله ﻷقتحام بوابه الفيلا لتزداد دهشته اكثر حين وجدها مفتوحه ودلفو بداخل الفيلا دون ادني مقاومه .. زادت حيره ناجي بشده وظن انه فخا فاخبر رجاله كي يأخذو حذرهم ويبقو مستعدين للهجوم .. بحثو داخل الفيلا باكملها ولكن ايضا لا يوجد بها جنس مخلوق .. كادت الحيره والڠضب تفتك بناجي وهو يمسك بيده التي تحمل ويضغط علي رأسه من شده الضيق والتفكير ..
في حين قام ادهم بالاتصال بإيمان واطمئن انها وصلت بالاولاد الي منزل عمها بعد ما علم بمخطط ناجي واخبرته انهم بخير جدا وسوف يقضون الليله هناك ....
وصل ادهم الي منزله بعد وقت ليس بالكثير بعد اطمئنانه علي فشل مخطط ناجي وتأمين ايمان والاولاد ..
دلف لمنزله وهو يشم عبير المنزل الذي انقلب حاله وتحول الي جنه بعدما سكنته محبوبه قلبه .. وظهر التغيير علي كل ركن به حيث بدي كأيه من الجمال والذي انبهر به ادهم كثيرا .. كانت تبحث عيناه علي مقصدها حتي وجدها تنثر بعض الورود بغرفه
رفعت وجهها اليه وهي تنظر له بحب مردده وانت كمان .. وحشتني اوي .. هنروح امته الحفله !!
ادهم وبدي علي وجهه ضيق مصطنع وهو بهمس حفله ايه بقه مش بتقولي وحشتيني .. ولا انا موحشتكيش!!
ادهم وهو وده عز الطلب ..
امسكت يمني بوجهه ثم تركته مسرعه الي الحمام قائله في مرح ضحكت علييييك .. يلا عشان منتاخرش انا هاخد شاور واطلع اجهز وبعدين انت بعدي
ادهم في ضيق مصطنع ماشي يا يمني وربنا لاطلعه كله عليكي ..
يمني وهي ټخطف نظره اخيره اليه قبل ان تغلق باب الحمام موافقه تطلعه عليا بس بعد اما نيجي
اخبرو ذات العيون الخضراء ان ادوات الزينه محظوره عليهن فتنه عيونهن تكفي وتزيد..
كانت ايمان ترتدي فستانا من اللون الفضي المطرز بفصوص من الؤلؤ محتشم من كافه الاتجاهات .. يضيق من الصدر والخصر وايضا الذراعين به حزام يجسده من منطقه الوسط لينفرد بوسع كبير بعدها مما جعلها قمه في الروعه والجمال .. ثم لقت حجابها بطريقه جميله ووضعت فوقه تاجا بلون الفستان زاد من جمالها فبدت كملكه متوجه .. جلست امام المراه واصرت عدم الاكتراث من مساحيق التجميل فوضعت لمسات بسيطه جدا تكاد غير ملحوظه ..
دلف اليها ادم وهو يرتدي بدله انيقه جعلته وسيما للغايه كعادته دوما .. ما ان رأها حتي اطلق صفيرا حارا وهو يقول اي الجمال ده يا طنط ميمو ده انتي اجمل من العروسه بكتييييير !! .. تسمحيلي اعاكسك !
علي الرغم من الحزن المخيم بقلبها ولكنها ابتسمت اليه وقالت حبيب قلب طنط انت تعمل اللي انت عايزه
دلفت اليهم تمارا ايضا وهي ترتدي فستانا زاد من جمالها الهادئ .. اصطحبتهم ايمان للخارج في حين راتها زوجه عمها حتي ذهبت اليها مسرعه وهي غير مصدقه ما تراه عينيها بسم الله ماشاء الله .. الله اكبر .. انتي يا بت ناويه تجننيه ..
ابتسمت ايمان بثقه لا يا عمتو مش دي شخصيتي ولا دي طريقتي ابدا .. انا بس جهزت نفسي لمجرد ان في حفله في البيت ومش اي حفله .. دي حفله خطوبه اخويا
مديحه بعتاب اخوكي ....!!!
ايمان بكبرياء ايوه اخويا .. خلي بالك من الاولاد عشان اسلم عليهم وابارك لهم .. مش ده الواجب ولا ايه !!
مديحه پخوف من نبرتها تلك ايمااان !!!
ايمان بابتسامه صدقيني مش فارق معايا يا عمتو... عن اذنك
تركتها بالفعل وتوجهت الي الخارج حيث الحفله الصاخبه التي ملأت انوارها الفيلا بأكملها .....
كان عمر يجلس بجوار خطيبته ولكن عيناه في مكان اخر تبحث عنها بضيق وڠضب .. مازال يلعن قلبه ويريد فقط الفتك بها ان لم يكن بيديه فليكن بلسانه ولكنه لم يدري ان تلك المره لن ينتصر بها .. ظن انها ستستمع له كعادتها وتبكي فما ادراك من هذه المره التي لم يلقي عليها هو فقط بالكلمات اللازعه بل درب خطيبته تلك ايضا لتلقينها درسا ليجعلها تشعر بالمهانه
والخزي كي يري دموعها ..
وجدت عينيه ضالته ولكن المفاجاه الجمت لسانه وأذهبت بعقله الي دنيا اخري وكاد علي مشارف الوقوع بغرامها من جديد .. وقفت ايمان امامهم وهي تمد يدها الي عمر قائلا بأبتسامه الف مبروك يا ابن عمي عقبال الفرح ان شاء الله
لم يجيبها
عمر وظل ينظر اليها فقط في توهان ولاحظت ذلك مريم الماثله بجواره فكررت ايمان وهي مازالت رافعه يدها عمر .. بقولك الف مبروك مالك !!
نفض عمر ذلك الشعور من عقله قبل قلبه ولاحظ يدها الممدوده فبادلها السلام وهو يقول الله يبارك فيكي ..
لم يستطع عمر النطق بكلمه اخري أو لم تسمح له ايمان للحديث وتوجهت مسرعه الي مريم التي لم تقارن بشئ بجانب جمال ايمان الذي الجمها ... مدت اليها ايضا يدها قائله بسعاده الف مبروك يا مريم .. ان شاء الله تتهنو دايما يارب
مريم وهي تريد الفتك بها مما شعرت به في تلك اللحظه فمدت لها يدها ايضا قائله الله يبارك فيكي يا ايمان .. عقبالك وان شاء الله ربنا هيعوض خسارتك دي
ايمان بابتسامه واسعه ان شاء الله بس ربنا يعوض خسارتي في ايه!!
مريم پحقد وهي تتطلع اليها من الناس اللي بتخسريها دي والفرص اللي بتضيع منك
ايمان بكبرياء وثقه حبيبتي والله مش عارفه انتي جايبه الكلام ده منين .. بس حابه اقولك حاجه ..
نظرت الي ابن عمها ثم عادت ببصرها اليها وبنفس الثقه والابتسامه الواسعه
انا بجد و بدون اي مبالغه مخسرتش ولا بني ادم في حياتي .. انا اي حد بيمشي بعد كدا بيكتشف ان هو اللي خسرني .. وان انا كنت انضف من اي حد هيتعرف عليه بعدي .. ده مش غرور والله بس ثقه ويقين جوايا ان انا متعوضش ومفيش حد زيي ..
ثم مالت الي أذنها ورددت علي الاقل كنت في مكانتي معززه مكرمه .. مش جايه سد خانه مكان حد تاني
ثم رفعت وجهها اليهم وهي مازالت تبتسم بعد ما رأت السواد يخرج من عيني مريم وهي تنظر اليها وقالت الف مبروك مره تانيه .. عن أذنكم
بعد ان استيقظ الجميع في صباح يوم جديد.. دلفت مرام الي غرفه المعيشه وهي تمسك برأسها لتجدهم في انتظارها .. توجه اليها عبدالله مطمئنا عامله ايه دلوقت !!
مرام بهدوء خاڤت كويسه حاسه بتعب شويه .. هو حصلي ايه امبارح!! .. انا محستش بنفسي
ادرك عبدالله ان ذلك اثر الدواء المضاد فقرر تخطي ذلك الامر وتبديله لشئ اجمل منه مفيش .. كالعاده تعبتي شويه واخدتي الدواء ..
ثم نظر اليها بطريقه معينه وقال جاهزه !!
نظرت لها بتعجب لإيه !!
عبدالله بهمس للمغامره .. مش اتفقنا هخطفك ..
مرام بخجل وسعاده اه
عبدالله وهو يجذبها اليه يبقي متساليش وانسي نفسك
ارتدي معطفه لبروده الجو وكذلك مرام فعلت المثل وكاد ان يذهب بها الي الخارج حتي استوقفه مسعد اي يا ابني مش تفطرو الاول !!
عبدالله وهو ينظر لمرام لا معندناش وقت .. هنفطر بره
ثم امسك مرام من يدها واسرع بها الي الخارج لينزل الي شوارع منطقه كوت المزدحمه لتساله مرام في سعاده هو احنا رايحين فين !!
عبدالله وهو يجذبها اليه اكثر مش قلنا متساليش وتنسي نفسك !!
مرام وهي تنطلق معه ههههههه حاضر ..
اخذ كل منهم يجري في سعاده ومرح الي ان وصلو لمنطقه معينه بها مصاعد هوائيه لارتفاعات عاليه تتفرع نهايتها الي مناطق متعدده .. انبهرت مرام بأرتفاعها وحاولت قدر المستطاع اخفاء خۏفها من تلك المرتفعات فقط لوجود عبدالله معها .. نظر اليها عبدالله وهو يدرك جيدا خۏفها منها ولكنه ارادها ان تتغلب علي مخاوفها تلك فقال وهو ينظر اليها يلاا!!
امسكت بيده بشده ونظرت الي عينيه قائله بثقه يلاا
حملها عبدالله ودخلو الي مصعد هوائي كبير به نوافذ زجاجيه متقلبه الالوان .. وقفت مرام امام النافذه وخلفها عبدالله وهو يضع يديه حول خصرها فتشبثت بيديه بشده حتي انطلق المصعد شيئا فشيئا الي ان وصل لسرعه قصوي جعلت مرام تصرخ من شده الاثاره والفرح وهي تقبض بجسدها علي عبدالله الذي كان اسعد من بالوجود فقط لبقائها وهي تشعر بالامان مثل هذه اللحظه ..
وصل المصعد الي منتجع ميجيف العالمي الذي يعد من ابرز المعالم السياحيه بباريس .. كان المكان خلابا بكل ما تحمله الكلمه من معني .. تعرف المنطقه بمنتجعاتها الجليديه ومنحدراتها شاهقه
الارتفاع .. في ذلك الوقت كانت المنطقه هادئه بها قليل من البشر علي عكس ايام نهايه الاسبوع والعطلات فتصبح مزدحمه بشده .. اخذ عبدالله ومرام يتطلعون الي كل مكان حولهم واكثر ما جذب انتباهه وخوفه في نفس الوقت منحدرات التزلق علي الجليد .. يصل ارتفاعها لأكثر من خمسه كيلو مترات فكان حريصا علي ان لا يقترب منها ..
نظرت مرام خلفها لتصرخ بعبدالله قائله واااااو عبدالله شوف .. مطعم flocons de sels .. شفته كتير
في المجلاات
عبدالله بمرح يجاريها طب ومستنيه ايه يلاا علي هناك
مرام بصړاخ كما الاطفال هييييييه .. دول بيعملو وجبه الفانديو بطريقه خرافيه .. ولا تورته العنب البري .. واو تحفه... انا متحمسه جدا
عبدالله بضحك انا مش عارف اي الحاجات دي بس اي حاجه تطلبيها تتنفذ اوام معاليكي
ثم ذهبا الي ذلك المطعم المرتفع بشده والذي يحازي ارتفاعه لمصاعد Radaz الهوائيه ..
استمتع كل منهم بالطعام الذي كان شهيا بالفعل واجمل ما كان بذلك اليوم هو وجودهم سويا .. وكان قلبيهما ېصرخان من شده الحب لم يتبقي سوي عقولهم الرافضه للاعتراف .. كانت عينيهم تتحدث بدلا من السنتهم ومن يراهم يقسم فقط من نظراتهم ان لا يوجد عاشقين بالكون كله يضاهو عشقهم لبعض ..
انتهو من الطعام فهبطو مره اخري الي المناطق الثلجيه .. اخذت مرام تدور في الهواء كطفله في عمر الخمس سنوات فقط ..
تركته واخذت تركض امامها وهي تضع يدها علي وجهها من شده الخجل .. بدأ عبدالله في السير خلفها قائلا استني يا مجنونه
لم تكترث له بل استمرت في الركض .. وهنا انقبض قلب عبدالله وهو يراها تركض باتجاه ذلك المنحدر مغمضه عينيها .. توقف عقله عن التفكير واخذ ېصرخ بها مرااااام اقفي ..
توقفت بالفعل واستدارت اليه قائله في ضحك لا مش هتمسكني ..
مرام!!!
الفصل الثالث عشر
الجزء الثاني
حلقه 13
ان اردت الحب تعلم ان تستحقه أولا...
تحركت قدميه بدون اراده منه خلفها في لهفه ليجدها تتدحرج بسرعه البرق علي ثلوج ذلك المنحدر ومعها اثنين من الرجال كانو يمارسون رياضه التزلج وما ان هوت باتجاهم حتي قطعت عليهم الممارسه وجعلتهم يسقطون معها فبدو ككرات البينج في سرعتهم .. ما ان رأها عبدالله حتي اسرع وبدون تفكير القي بنفسه خلفها بقوه وترك الجاذبيه تحركه مثلها وهو لا يسيطر عليه شئ سوي ان لا يمسها سوء .. كان احد الرجال الذين يتدرجون مع مرام يحاول السيطره علي الوضع فأخذ يحاول بكل طاقته ان يتزن ويعدل من وضع جسده كي لا يصتدم بقطع ثلجيه كبيره في اسفل المنحدر والذي بالفعل نجح في ذلك .. كان يقع في منتصفهم وعلي يمينه مرام ويساره رجل اخر فامسك بقدم مرام وبذراع الرجل الأخر وهو يحاول انقاذهم ولكن ما ان اصبح ثلاثتهم قوه واحده حتي ازدادت سرعتهم واخذو يتدحرجون بقوه شديده .. رأي ذلك الرجل صخره ثلجيه كبيره بالقرب من الارض حتما سيصتدمون بها وستوقفهم ولكن بعد ان تصتدم برأس مرام حيث كان ممسكا بها من قدمها ورأسها بالاسفل فبذل مجهودا كبيرا كي يعدل من وضع سقوطهم ويبعد مرام عن تلك الصخره ويصتدم هو بها بقدمه وقدم الرجل الاخر .. اهتزت الصخره قليلا اثر الارتطام العڼيف بها ولكن كان حجمها اكبر من قوتهم فتوقفو جميعا عند تلك الصخره لا يوجد سوي ما يقارب الثلاثه امتار علي سطح الارض .. اعتدل الرجل ومعه الاخر واسرعا الي مرام التي مازال ممسكا بقدمها وهبطا علي سطح الارض واجلسها بوضع معتدل بعد ان تجمهر بعض الناس حولهم ..
كانت مرام فاقده الوعي تماما لا. تقدم احدا من الرجال يطمئن علي نبضها فوجدها علي قيد الحياه فقررو حملها واخذها الي المشفي وقبل ان ينفذو ذلك وجدو شخصا يأتي اليهم متدحرجا ايضا من الاعلي ويسرع اليهم بلهفه شديده وقلق كاد ان يصل اليهم جميعا واخذها من بينهم .. اخبره احدهم بعد ان رأي حالته تلك انها علي قيد الحياه .. اخذ عبدالله يفحص رأسها ليكتشف چرح كبير برأسها .. شكر عبدالله ذلك الشخص الذي انقذ حياتها بشده ثم اسرع بها بمساعده بعض من الناس الي مشفي قريبه منهم واخبرهم بما حدث لها وكيف سقطت وخۏفها من المرتفعات .. قامو باللازم من فحوصات وخياطه چرح رأسها واخبروه انها فقط في نوبه ذعر وتحتاج الي الراحه والامان وبعد قليل ستستعيد وعيها ...
جلس عبدالله بجوارها وجسده مازال يشعر بدوار شديد اثر الحاډث ولكن لا يسيطر عليه سوي الاطمئنان عليها فقط . بدأت مرام في استعاده وعيها وفتحت عينيها ولكن جسدها اخذ ينتفض بقوه شديده .. اسرع عبدالله مستدعيا الطبيب الذي اتي في الحال ليري تلك الحاله .. نظر الطبيب الي عبدالله وقال بالفرنسيه هي بخير لا تقلق .. فقط ..
لم يصدق عبدالله ما يقول وظل واقفا في حيره شديده وخوف عليها فكرر الطبيب عليه الامر ثانيه
انها بخير الان .. ما يحدث لها فقط بسبب صډمتها المفاجأه مع مخاوفها وذلك سبب لها تلك الحاله.... لا تحتاج سوي ان يمدها اقربهم اليها بالامان ويخبرها انها بخير يمكنك ان تأخذها الي المنزل الان
عبدالله بحيره وقلق لم انا من أخبرتني بفعل ذلك!
الطبيب بهدوء اخبرتك للتو ..
يتطلب احدا قريب لقلبها .. وما رأيته في عينيك اخبرني انه لا يوجد سواك سيعيد اليها شعورها بالامان وبالفعل
استجابت لك وبشده .. كن دائما معها
نظر اليها عبدالله هو يحملها خارجا من تلك المشفي...
في حلول الساعه الحاديه عشر منتصف الليل بعد انتهاء الحفل استقل من اهل البيت غرفته طلبا للنوم بعد ذلك اليوم المرهق..
كان تجلس امام مرأه غرفتها شارده والحزن يكسو معالم وجهها ومن خلفها دومي وتمارا مستغرقين في النوم .. انتفضت فجأه حين وجدت الباب يفتح دفعه واحده دون استئذان لتتفاجئ بعمر يقف امامها والڠضب يملأ ملامح وجهه ..
ممكن اعرف اي اللي انتي قولتيه النهارده ده وايه اللي انتي عاملاه في نفسك ده !!
قالها عمر وهو يدلف غرفه ايمان بالقوه بعد محاولات كثيره بين قلبه وعقله ايذهب اليها ام لا ..
هبت ايمان واقفه امامه وبنفس لكنته فقد عاهدت نفسها ان لا تضعف امامه مره اخري انت ازاي تدخل اوضتي بالشكل ده !! .. انت اټجننت !!
اتجه اليها عمر پغضب ازداد من تحديها له هكذا وامسكها من ذراعها بقوه انا ادخل المكان اللي انا عايزه براحتي .. وتجاوبي بس علي اللي انا بسألهولك
نفضت ايمان ذراعه بنفس القوه قائله بعصبيه هو انت مالك !! .. فيك ايه !! .. بتعمل معايا كده ليه !! .. انا مش فاهمه كلك علي بعضك كده متضايق مني في ايه !!
عمر بنبره حاده انتي هتعملي فيها عبيطه وبريئه ومش فاهمه للدرجه دي مفكراني غبي !
ايمان بسخريه والله بالشكل ده فعلا انت غبي .. ويا اما تتكلم معايا بوضوح وتفهمني بتتعامل معايا كده ليه يا اما تخرج من هنا وملكش كلام معايا تاني
ايمان وهي غير مصدقه علي الاطلاق والعبرات تتجمع بمقلتيها انت بتقول ايه !! ..
عمر بسخريه وتهكم بقول الحقيقه .. معلش اصلها بتوجع !!
لم تستطع نطق اي حرف بعد ما سمعت .. عجز لسانها وشل تفكيرها .. كانت تفكر كثيرا لما تغير معها هكذا !! .. ماذا فعلت لكل ذلك !! .. وضعت احتمالات كثيره لغضبه ولكن لم تضع بحسبانها ابدا انه يشك بها بتلك الطريقه المقززه !! .. وعن اي عشيق يتحدث وقلبها منذ كان عمرها خمس سنوات لم يعرف طريق غيره !! ..
جن عمر من صمتها ذلك .. لا يريدها صامته .. يريدها تكذب ما يقول .. يريد ان ټصفعه وتخبره الحقيقه وان ما يهتف به كڈبا .. ولكن لا يجد الا الصمت ليزيد مش قادره تدافعي عن نفسك صح !! .. تعرفي يا ايمان !!
نظرت له ايمان بسخريه لتسمع المزيد انا حبيتك .. عارفه حبيتك امته !! لما مشيتي وسبتيني .. اكتشفت اني مكنتش بحب ولا عرفت احب واحده قدك .. بعدك
عني عرفني قيمتك وحسيت انك جوهره انا ضيعتها ومقدرتش ابص لواحده غيرك وكنت مستنيكي .. وعارف انك هترجعي لان عارف عن شخصيتك انك متدينه ومحترمه وملكيش خالص في حياه الغرب وعاداتهم .. واتأكدت اكتر لما رجعتي وشفتك بنفس جمالك وعفتك .. كنت حاسس ان الدنيا ضحكتلي تاني وعشان كده كنت بعادنك واټخانق معاكي علي التافهه عشان .. عشان حابب تكلميني .. كنت عمال اشجع نفسي لليوم اللي هاجي اعترفلك فيه بحبي واقولك انك اغلي حاجه عندي ومش هسيبك تاني تضيعي مني ..
صمت عمر وهو ينظر اليها ثم اشاح بوجه بعيدا انها لتبتسم ايمان بسخريه وبعدين !!
عاد بنظره اليها مره اخري وقد جن من برودها وقال پغضب وبعدين اكتشفت اني غبي !! .. فكرت واحده عايشه في المانيا خمس سنين هتفضل محتفظه بنفسها وجوهرها .. بس انتي معاكي حق .. هتحتفظي بنفسك لمين !! .. لواحد مبيحبكيش وكان عايز يتجوز واحده غيرك وشافك مسافره مقالكيش حتي خليكي !! .. معاكي حق . . معاكي حق .. واحده وصلت لسن ال سنه من غير اي علاقه في حياتها في الوقت اللي البنت اللي عندها 14 سنه بتعمل علاقه فيه .. مش هلومك لا
ايمان وهي تحاول التماسك ولما انت مش جاي تلومني .. جاي ليه دلوقت !!
عمر بتهكم جاي اسألك ليه !! .. ليه عملتي في نفسك كده !! .. ليه مصنتيش حبي !!.. تدينك راح فين!!
ايمان بضحك عارم ههههههههه هو انت بتسأل وبتجاوب علي نفسك !! .. مش انت لسه مبرر لنفسك دلوقت اني بقي عندي 25 سنه ومفيش علاقه دخلتها .. واني عشت وسط مجتمع ۏسخ وقليل الادب عندهم التعامل اسهل شئ في الحياه .. يبقي عايزني اجاوبك علي ايه!!
نظرت اليه بكبرياء وثقه ودفنت حزنها بأعماقها ايوه يا عمر .. ايوه يا ابن عمي .. انا وحشه ومستاهلش حبك اللي انا اساسا مشفتهوش وعمرك ما اعترفتلي بيه غير وانت علي زمتك واحده تانيه وجاي تهددني بأني عاھره .. مش انت شفت وبررت لنفسك وعملت سيناريوهات عظيمه عشان توصل للحبكه دي !! شابوه ليك
نظرت للأرض ثم نظرت اليه ثانيه بأسف
انا دلوقت اللي ندمانه ندم عمري كله اني دخلت واحد زيك قلبي .. ازاي كنت هستأمنك علي نفسي !! .
تركته واتجهت ناحيه النافذه وهي تضيف ودلوقت انت مش حاجه بالنسبه لي ولا ليك مكان جوايا عشان ابرر لك ولا حتي انفي كلامك .. بالعكس .. انا حابه تفكيرك ده فيا اوي .. عشان لو حنيت افضل فاكره انك لحد دلوقت شايفني بالصوره دي .. ههه دا انا من وقت ما زعلت وانا عماله افكر هو يا تري اتغير ليه !! .. انا عملت ايه !! .. لكن عمر خيالي ما جاب ابدا الصوره دي مش عشان انت بتحبني لأ.. عشان انت ابن عمي وانا من لحمك ودمك!!
عمر بتردد يعني انتي عايزه تقوليلي انك بريئه واللي شفته ده محصلش !! .. قولي يلا وانا هسمعك
ايمان بسخريه وتهكم لا لا لا لا .. انا فعلا زي ما قلت ومش عارفه انت شفت ايه بس تقرييا كده شكلك قفشتني في شقه مفروشه مع واحد او في سريره .. لو انت شفتني كده ف اه انا فعلا عملت كده واتفضل اخرج بره دلوقت .. مفيش كلام
بيننا
عمر وهو يتجه اليها پغضب وعصبيه وصلت لذروتها لاااا انتي هتقوليلي دلوقت كل حاجه ..
ايمان پغضب اكبر اقولك ايه !! مش انت بتقول انا عاھره وبعرف رجاله يبقي خلاص انا فعلا كده .. انت بقه عايز ايه مني سيبني في حالي
نزع عمر سترته پعنف والقاها بأهمال جانبه وتوجه پغضب ناحيه ايمان وقد توقف عقله تماما عن العمل وهو يمسك بها من يديها بقوه قائلا طالما انتي كده بقه وموافقه علي كلامي ومأنكرتيش يبقي انا أولي بالمعروف وادوق انا كمان
صخت به ايمان بعد ان وجدته يضغط عليها بشده ويحاول تملكها عمر انت اټجننت انت .. اممممممممممم
دلف عبدالله الي منزل صديقه وهو حاملا لمرام بين ذراعيه بحرص وعنايه لتهتف زهره بقلق هي مالها يا عبدالله حصلها ايه وايه اللي في وشها ده وانت كمان !!!
عبدالله بهدوء متقلقيش يا زهره وساعديني بس ندخلها جوه دلوقت وبعدين نتكلم
في نفس الوقت خرج مسعد من الشرفه ليجدهم ويهتف هو الاخر في ايه يا عبدالله انتو كويسين .. معقوله هي !! بس لسه كمان شويه علي ما تتعب
عبدالله بنفي وهو يضع مرام بحرص علي السرير لا لسه مش التعب ده .. ده وقعت من علي منحدر التلج من غير ما تاخد بالها وكان عالي جدا .. معلش سيبوني دلوقت انا دماغي مش فيا وياريت يا مسعد تجهزلي الحقنه لأنها كمان شويه ممكن تتعب
مسعد بقلق وايماء حاضر يا صاحبي حالا هروح اجهزها .. حمدلله علي سلامتكم
تدفقت دمعه حبيسه بعينه وهو يستنشق رائحتها قائلا في تنهد ليه بتعملي فيا كده يا مرام ليييه !! .. انا ما صدقت لقيتك .. معقوله بتعاقبيني علي بعدي عنك .. انتي متعرفيش انك عمري كله .. ليه بقيتي قاسيه كده !! لو جرالك حاجه عمري ما كنت هسامح نفسي !! .. كنت عايزاني اواجه امك ازاي لما تسألني عليكي !! هي دي وصيتي !! .. ليه يا مرام كل شويه تضيعي نفسك كده !! .. ليه !!
لينظر لها عبدالله ويري وجهها شاحب بشده واسنانها ټضرب ببعضها بقوه وهي تحاول اخذ نفسها قائلا اهدي يا حبيبتي .. انا معاكي انتي كويسه مټخافيش .. اتنفسي
ارتخت اعصابها مره اخري بعد فتره قصيره لتنظر اليه وهي تبكي قائله بصوت متقطع عبدالله .. انا .. اسفه .. انا .. وقعت .. انا ...
عبدالله قاطعا حديثها بحنو اششش خلاص .. مټخافيش .. انتي كويسه ومعايا
تشبثت يديها برقبته وهي تلفها بقوه لټدفن رأسها بصدره كي تستمد منه الامان قائله
وهي تغيب عن الوعي مره اخري متسبنيييش .. انا .. بحبك قوي
عبدالله اكثر وهو يردف بتنهيده قويه اااااه .. يا هم العمر
بعد حوالي ساعتين دق باب الغرفه برفق فعدل عبدالله من وضعه قليلا ومازال يحتضنها ليأذن له بالدخول .. قال مسعد في حرج الحقنه جاهزه .. اعدل دراعها يلا
نفذ عبدالله ما قاله مسعد واخذت مرام جرعه العلاج بهدوء قائلا له تصبح علي خير يا صاحبي
عبدالله بأمتنان وانت من اهله .. متشكر اوي يا مسعد
مسعد بلوم عيب يا عبدالله انت اخويا.. يلا اسيبكم انا
خرج مسعد من الغرفه ليجد زوجته بالخارج في انتظاره تهتف بقلق هااا !! هي عامله ايه دلوقت !!
مسعد بهدوء كويسه متقلقيش .. طول ما عبدالله معاها فهي كويسه
زهره بحزن ربنا يهدي سرهم ويرجعو لبعض تاني والله حرام يتحرمو من بعض
مسعد بتمني ربنا كبير وان شاء الله هيرجعو .. تعالي يلا عشان ننام
بقلم إيمووو
.. مد يديه بجواره ليضغط علي زر معين بهاتفه وهو يستمع ...
في نفس الوقت كان كل من أولفت وناجي يتحدثون بأمر
مرام ..
طيب دلوقت هنعمل ايه !! .. خلاص فاضل 3 ايام بس ولسه موصلتش لمرام..
قالها ناجي بضيق وهو يفرك يديه الي اولفت التي رددت بهدوء يا حبيبي انت بتضيع وقت علي الفاضي .. سيبهم وانا متأكده انهم هيرجعو تاني بكتيره بعد يومين
ناجي بقلق وان مرجعوش !!
اولفت بهدوء يا ناجي مرام مش صغيره دي اشهر جراحه في الوطن العربي يعني تهمها سمعتها اكيد مش هتهرب ولا لهفتك علي الصرح ده تحديدا نستك ازاي تفكر وتحسبها
ناجي بعصبيه ايوه انا فعلا مش قادر افكر وخاېف تهد كل اللي بنيته وحلمت بيه من زمان بعد ما الحارس جوزها ده رجع تاني .. ورحمه ضميري لأوديها ورا الشمس واخليها تتمني المۏت بعد ما اشوه سمعتها واخلي سيرتها علي كل لسان وتبقي توريني هينقذنها ازاي
اولفت شفت اديك قلتها .. انت ماسك عليها ديون توديها في داهيه دا غير سمعتها .. اهدي بس وهتيجي
وقبل ان يجيبها وجد هاتفه يصدع بالرنين ليجده رعد يخبره بأن ايمان عادت الي الفيلا ومعها الاولاد .. هب ناجي واقفا في مكانه وهو يخبره بأن يستعد هو والحرس الاخري كي يذهبو اليها وان يستمر في مراقبتها الي ان يصل ...
صعق ادهم مما سمع وترك يمني الجاثيه بصدره وهو يردد پغضب ايمان ايه اللي وداها دلوقت .. انا منبه عليها انها متروحش هناك تاني الا بأمر مني .. اي الجنان ده !!
تناول هاتفه مره اخري وهو يحاول الاتصال بها ولكن لا من مجيب فعاد الكره مرتين وثلاثه وعشره ولكن ايضا لا يوجد رد ..
شرع في تبديل ثيابه بسرعه شديده اربكت يمني واستيقت تسأله اين سيذهب في مثل هذا الوقت ولكنه لم يجيبها .. ثم حول اتصاله الي عمر ....
فتح عمر عينيه ببطئ شديد علي صوت رنين هاتفه بجاكيت البدله التي نزعه بجواره وهو يشعر بصداع شديد يخرج من رأسه .. اتجه پألم الي الهاتف ونظر اليه ليجد ادهم هو من يتصل بعد عده محاولات لم يجيبها فانتفض دفعه واحده وهو يجيبه ..
ادهم باشا .. انا اسف يا فندم..
حسابك معايا بعدين .. تعالالي علي المكتب حالا ..
خمس دقايق وتكون عندي..
اوامرك يا باشا حاضر
اسرع عمر بقلق دفين وهو يضع رأسه بأكملها تحت المياه لتجعله يستعيد وعيه ثم بدل قميصه مسرعا وخرج الي سيارته متجها الي مقر عمله ..
وصل ادهم الي مقر المخابرات المصريه ودلف بسرعه شديده الي مكتب المقدم ادهم ليجده يقف بالغرفه بصحبه اثنين من الضباط حديثي التخرج .. هتف عمر احترام انا اسف يا فندم والله مش عارف ازاي مسمعتش الموبايل
ادهم بعصييه ومن امته ظابط مننا بينام اصلا عشان ميسمعش الموبايل !! .. انا قلت لك عقابك هيبقي بعدين .. دلوقت عايزك تسمعني كويس
عمر بطاعه تحت امرك يا فندم !
ادهم وهو يشير لشاشات عرض مفتوحه امامه الكاميرات دي قدام مدخل فيلا اساسي وخلفي .. الخلفي زي ما انتو شايفين فاضي .. لكن الاساسي قدامه 3 عربيات جيب اتنين منهم قدامهم 4 حراس وعربيه تانيه مقدامهاش حاجه لان دي بتاعت البوص ومعاه الكلبين بتوعه جوه ..
اومأ كل من عمر والضابطين الاخرين ليكمل ادهم الفيلا دي بتاعت معالي الدكتوره مرام اللي انتو عارفين المهمه بتاعتها .. دلوقت اللي محتجز فيها جوه ولادها ومديره اعمالها .. ناجي حجزهم واكيد عذب البنت اللي جوه دي عشان تعرفه مكانها فين !! .. انا كان ممكن اتصرف بنفسي لكن انا لسه مش هظهر قدام ناجي دلوقت خالص .. مقداميش الا انتم ترجعولي البنت والاولاد ..
تفهم عمر قائلا تحت امرك يا فندم
ادهم موضحا مش عايزهم يعرفو انتو مين ولا تبع ايه .. مش عايز غلطه صغيره ويكشفو انكم من الشرطه .. خلي بالك يا عمر دول ناس متدربه كويس .. اتعامل معاهم بطريقتنا وفي خلال ساعه يبقو قدامي دلوقت .. معاك الملازم اسلام وفريد .. يلا وروني الهمه ..
أدي كل منهم التحيه العسكريه واخذو العنوان وخرجو مسرعين بسيارتين الي تلك الفيلا ...
في نفس الوقت ..
كانت ايمان مقيده من يديها وقدميها علي مقعد يتوسط بهو الفيلا من الداخل وامامها ناجي وحارسيه يقفان خلفه في ثبات وبجواره ايضا الطفلين مربطين والخۏف يدب في قلبيهم وتحديدا ادم الذي تمني لو ان عبدالله هنا الان ليلقنهم درسا كما المره الماضيه ..
وجه ناجي حديثه الي ايمان دلوقت انسه ايمان بالذوق وبكل هدوء تقوليلي مرام فين !!
ايمان بجراءه خارجيه يااااه مكنتش اعرف انك ضعيف قوي كده يا ناجي عشان تكتفني وانت بتاخد مني معلومه اللي برضه مش هتاخدها
ناجي وهو ينظر اليها بهدوء سيبك من الهري الفاضي ده وتعالي معايا دغري لان اسلوبي بعد كده مش هيعجبك
ايمان بتهكم انا مش خاېفه منك ومرام انا معرفش طريقها اصلا عشان اقولك .. فوفر السعر الحراري اللي هيتحرق منك وانت
عامل الشويتين دول
توجه اليها ناجي وامسك بصدغها وهو يضغط عليه بقوه بيد واحده بت انتي اقسم بالله لو ما قلتيلي هي فين مالا مندمك علي اغلي حاجه عندك
مسح ناجي وجهه بضيق ثم نظر اليها وهوي بصفعه قويه علي وجهها جعلها تترنج ألما وراسها تهتز يمينا ويسارا .. ليأتي ناجي بكوب من المياه ويدفعه في وجهها لتنتفض مره اخري في صړاخ وهو يقول قولي يا ايمان وارحمي نفسك من اللي هتشوفيه !!
ايمان بضعف شديد معرفش ..
ليهوي ناجي بصفعه اخري علي وجهها لتغيب عن الوعي مره اخري ويعيد ناجي المياه الي وجهها لستعيد وعيها بضعف مره اخري وهي تتطلع
الي طشاش رؤياه ليمسكها ناجي من صدغها بشده مره أخري وهو يقول انطقي ....
قبل ان يكمل حديثه معها سمع صوت ضجيج يأتي من الخارج لينظر ناجي الي الخارج ويجد رجاله في شباك مع احد ما ..
اندفع كل من روبرت ورعد الي زملائهم مدافعين عنهم تاركين ناجي في الفيلا يشاهد ما يحدث ليجدوهم في شباك مع اثنين فقط من الرجال .. وكادو ان يتغلبو عليهم متعمدين عدم قټلتهم ليتعرفو علي هويتهم .. فجأه سمع الحراس صوت اطلاق ڼار ليلتفو جميعا الي ذلك الصوت ويجدو شخصا ممسكا بناجي ويده الممسكه تحت عنقه سيبوهم والا اترحمو علي البوص
توقف الحراس عن الضړب فنهض كل من اسلام وفريد يلتقتون اسلحتهم ويجمعون الاسلحه الموجوده بالمكان جميعها .. نظر اليهم ناجي بايماء كي يتركوهم .. استسلم جميع رجال ناجي وهو مازال ممسكا به بعد ان وضع اسلام وفريد الاسلحه بالسياره امرهم عمر خدو الطفلين دول والانسه دي علي العربيات بسرعه
فتحت ايمان عينيها بضعف و وعي يكاد منعدم وهي تنظر اليه وتبتسم بينما هو يجهل هويتها بسبب شعرها المغطي علي وجهها المدمي ... شعرت بالامان في حضرته وفقدت وعيها بأطمئنان ...
حملها اسلام وبجواره فريد يحمل الاطفال متجهين الي السيارات وقبل ان يذهبو قام عمر بضړب اطارات السيارات جميعا كي يمنعهم من اللحاق بهم .. ما ان صعد لسيارته حتي دفع لهم ناجي بقوه ليصتدم عليهم ويتفاداه حراسه بقلق وخوف ...
كانت ايمان تجلس بجوار عمر بالمقعد الامامي وخلفهم ادم وهو يحتضن تمارا التي كانت ترتعد خوفا وهو يشعر بالمسؤليه تجاهها فأخذ يربت علي ظهرها بحنو شديد وبراءه .. وفي السياره الاخري خلفهم كان يقبع كل من اسلام وفريد وفي مقعدهم الخلفي جميع الاسلحه التي حصلو عليها من رجال ناجي ..
هبط عمر من سرعه السياره لتفادي المطب المقبل مما ادي لسماع صوت خاڤت يصدر من تلك الجاثيه بجواره تردد عمر ...
شعر بأنه صوتها ولكن لم يأتي بخياله ابدا انها من الممكن ان تكون هي فأكمل طريقه وهو يتذكر اخر ما فعلته به ويلعن قلبه الذي احبها ..
وصل الي مقر العمل ونزل من سيارته وخلفه اسلام يفتح سيارته ويحمل ايمان مره اخري ومعه فريد يصطحب الاولاد وامر بعض الامناء لجلب الاسلحه الموجوده بالمقعد الخلفي وصعدو جميعا الي مكتب المقدم ادهم الذي كان بأنتظارهم ..
دلف عمر مقدما التحيه العسكريه بأحترام تمام يا فندم .. تمت المهمه والاستاذه انقذناها والاولاد كمان
ادهم بهدوء وفخر انا شفت اللي حصل من خلال الكاميرات .. بحييك علي ذكائك يا عمر بس ده برضه ميمنعش ان ليك جزاء هتاخده
عمر باحترام اللي تشوفه يا فندم.. تحت امرك
دلف كل من فريد بصحبه الاولاد قائلا تمام يا فندم
ويتبعه اسلام وهو يضع ايمان علي احدي مقاعد المكتب المريحه لينكشف وجهها بأكمله قائلا تمام يا فندم
اسرع ادهم بأتجاه ايمان وهو يحاول اعاده وعيها في نفس الوقت الذي نظر فيه عمر للخلف ليري وجهها ويتوقف الزمن عند تلك اللحظه .. شعر عمر بمراره شديده تجتاح قلبه وهو يتطلع اليها غير مصدقا علي الاطلاق ما يراه .. انها بالفعل !! هي !! .. أكان يدافع عنها وهو لا يدري .. اغمض عينيه پألم وهو يتمني ان يفتحهم مره اخري ليجدها ليست هي وانه مجرد حلم سخيف .
عمر .. جيب دكتور من عندنا حالا...
قالها
ادهم الي عمر ولم يتلقي ردا .. نظر اليه ادهم وجده يتطلع الي ايمان بنظرات غريبه فهمها ادهم جيدا .. وجد عمر يقترب من ايمان ببطئ وهو يمسك بوجهها ويتطلع اليها پألم وقلبه يعتصر من الحزن قائلا ايمان .. ايمان فوقي يا حبيبتي .. فوقي عشان خاطري .. انا اسف سامحيني .. انا اللي خليتك تمشي وتسيبي البيت
ما ان سمع ادهم ما اردف به عمر فأمر اسلام باحضار طبيب ثم قال الي عمر بمكر وكأنه لا يعرف هويتها انت تعرفها يا عمر !!
عمر وهو يتطلع اليها پألم اه .. دي .. تبقي بنت عمي
اخرج عمر منديلا من جيبه وبله ببعض قطرات المياه واخذ يجفف دماء وجهها وأمسك بحجابها الممزق بعد ان جمع شعرها المتناثر
في كعكه خلفها ثم وضع الحجاب علي رأسها كي لا يراها احد اكثر من ذلك ..
فتحت عينيها ببطئ والم وهي تنظر اليه بضعف ووهن عمر انت هنا في الشغل خلي بالك .. سيبها دلوقت يمكن يكون في بوقها حاجه محتاجه خياطه ... الدكتور هيشوفها وبعدين هتروح معاك
ما ان انهي حديثه حتي دلف الطبيب الي المكتب وبيده شنطه به مستلزمات الاسعافات الاوليه .. قام الطبيب بفحصها ليجد بالفعل چروح بداخل فمها ليردف هو في چروح في بوقها بس مش هينفع تتخيط لأن المنطقه دي حساسه جدا .. ياريت تمنع الكلام يومين علي الاقل وتاخد العلاج ده واهم حاجه المضادات الحيويه .. والراحه
شكر ادهم الطبيب وانصرف في الحال ثم اتجه الي عمر قائلا خد بنت عمك والاولاد وروح البيت يا عمر
نظر اليه عمر بأحترام علي الرغم من قلبه النازف طيب والجزاء يا فندم
نظر ادهم اليه ثم الي ايمان وبنبره خاصه ردد اعتقد انك خلاص اخدت العقاپ .. يلا اتفضل عشان هي ترتاح .. وخلي بالك منها
مال الي الاولاد موجها حديثه الي ادم يلا يا دومي .. روح مع أونكل عمر وخلي بالك من اختك
نهض ادم وامسك بيد تمارا التي تشبثت به من الخۏف قائلا حاضر يا اونكل
حمل عمر ايمان بحرص وعنايه وذهب خلفهم تمارا وادم .. ما ان خرجوا من غرفه المكتب حتي اخرج هاتفه في تنهد وهو يتذكر نظرات الحب والخۏف من عمر علي ايمان حتي تذكر حبيبته وقال بتنهد وهو يقوم بالاتصال بها
ااااه يقطع الحب وسنينه..
في مساء اليوم التالي بباريس فتحت مرام عينيها ببطئ وألم وهي تنظر حولها لتجد الغرفه فارغه .. نهضت ببطئ وهي تشعر پألم بجميع انحاء جسدها .. خرجت من الغرفه لتجدهم متجمهرين في شرفه المنزل يحتسون الشاي فنظرت الي الخارج لتجد الظلام خيم علي المكان لتقول هو انا المفروض دلوقت اقول مساء الخير !!
انتبه اليها الجميع واسرع عبدالله بأتجاهها قائل بلهفه حمدلله علي السلامه يا مرام .. حاسه بأيه دلوقت !!
مرام وهي جسمي كله وجعني وحاسه اني بردانه
نزع عبدالله جاكيته علي الفور ووضعه فوقها بلهفه قائله عشان خرجتي من الدفاء للبرد مره واحده .. مينفعش كده انا اللي هقولك يا دكتوره !!
مرام بلطف وهي تعشق اهتمامه بها معلش مخدتش بالي .. انا جعانه اوي
نهضت زهره مسرعه اقعدي يا حبيبي احنا اصلا كنا مستنينك تصحي عشان نتعشي مع بعض
شكرتها مرام بامتنان وذهبت زهره لتحضير العشاء ..
جلس الاربعه يتناولون العشاء في غرفه المعيشه بعد
ان خلدت نور الصغيره الي النوم باكرا استعدادا للمدرسه صباحا ..
نظر مسعد الي زوجته وهو يجدو الصمت مخيم عليهم فأرادت زهره كسر الحاجز امامهم بعد ان اتفقت مع زوجها بالامس انهم سيحاولون اصلاح ما بينهم .. رددت زهره موجه حديثها الي مرام بهدوء الا قوليلي يا دكتوره.. ليه لحد دلوقت دلوقت متجوزتيش تاني!
نظرو جميعا الي زهره متفاجئين ولكنها لم تبالي واكملت ما هو مش معقول واحده زي القمر زيك تفضل كده .. اكيد في ناس كتير اتقدمولك !
علي الرغم من مفاجأه مرام بذلك السؤال ولكنها حاولت عدم الارتباك وقالت بهدوء لا في كتير اتقدمو طبعا .. بس زي ما تقولي كده معجبنيش ولا واحد فيهم
قالت زهره بخبث امممم يبقي اكيد مش قادره تنسي جوزك الأولاني
لكزها مسعد بكوعه ولكنها نظرت اليه بأن لا يتدخل بينهما بينما نظرت مرام الي الطعام امامها وهي تجيب في خفوت اكيد طبعا...
راقبها عبدالله بشغف ولم يريد التدخل فقط ظل يستمع بينما هي رفعت وجهها اليهم وقالت بجرأه اصل كان بيننا قصه حب جميله .. أو تقريبا انا اللي فاكره انه كان بيحبني
شعر عبدالله بألالم واشاح بوجه جانبا فنظر اليه مسعد كي يتحدث اليها ويدافع عن نفسه ولكن لم يتلقي سوي الصمت فقال مسعد ليه يا مرام بتقولي كده !!
اجابته مسرعه وهي تنظر للطبق مره اخري اصل مفيش حد بيحب حد ويهون عليه يسيبه سبع سنين بدون سبب واضح يا مسعد... ده يبقي حب ازاي ده
نظر اليها عبدالله پألم وتأثر قائلا مفيش حاجه من غير سبب يا مرام.. أوقات بنكون تحت ضغط وظروف معينه بتعجزننا أننا حتي نتحرك من مكاننا
نظرت اليه ساخره ظروف !! .. زي ايه مثلا !!
انقذ مسعد الموقف متدخلا يا ستي ظروف كتير ممكن تمنعه .. مثلا مسافر .. وراه مهمه .. معموله عمل ومدفون في الترب.. توقعي اي حاجه يا مرام .. ان شاء الله حتي يكون في السچن...
نظر له عبدالله بلوم شديد بينما رددت مرام سجن !! انت بتقول ايه يا مسعد واي التشبيه الغريب ده!
قال مسعد في ارتباك انا بقول افتراض مش اكتر
نظرت اليه معترضه في صرامه لا طبعا .. السچن ده مش بيدخله غير المجرمين بس
شعر عبدالله بوخزه قويه في قلبه فأطرق مغمضا عينيه
في الم ونظر اليه زهره ومسعد في اشفاق شديد وقالت زهره الي مرام علي فكره يا مرام .. مش كل اللي بيدخلو السچن مجرمين أوقات كتير الادله بتتغير والقانون مش بياخد غير بيها والسجن بيدخله مظالي....
قاطعتها مرام في صرامه لا طبعا لو برئ هياخد براءه في الاخر .. لكن اذا صدر عليه حكم ودخل السچن يبقي مچرم انتي مش بتشوفي القضايا بتفضل شغاله لحد امته ونقد وغيره لحد ما يتثبت براءته!! لكن لو اتحكم عليه يبقي خلاص..
مع كلمتها الاخير لم يتحكم عبدالله بأعصابه وانفلتت الملعقه من يده دون ان يشعر فنظرو اليه في اشفاق في حين اسرعت مرام في قلق مالك يا عبدالله !!
وضع يده علي جبينه كي يداري عينيه وهو يحاول فك ازرار قميصه وخرج صوته مخټنقا مفيش بس حاسس اني مصدع ومخڼوق
نظرت اليه في تساؤل وحيره وهي تمسك بيده بحنان في حاجه ضايقتك!!
ربت علي يدها الممسوكه بيده دون ان ينظر اليها لا يا بابا مفيش حاجه
.. انا كويس
قالت وهي مازالت تضغط علي يده لا مش كويس .. من وقت ما رجعت تاني وانت عمال ترهق نفسك معايا وتقريبا مبتنامش .. كان لازم تتعب .. انا اسفه يا عبدالله
عبده بعاطفه متكبريش الموضوع هما شويه خنقه مش اكتر .. انا هقف شويه هنا
اشار بيده الي الشرفه .. فتركهم بالفعل واتجه اليها .. نظرا له مسعد وزوجته ثم نظرا الي بعضهم البعض في حزن وكسره فهم يعلمو جيدا ان كلمات مرام قطعت اخر امل لهم في لم شملهم مره اخري .. ول عبدالله فقد احاطت كلماتها قلبه بقضبان الخۏف من مواجهتها ومصارحتها بالحقيقه الي الابد...
عبدالله وألم وشعر بأنه مازال مقيدا مره أخري تحت قطبان السچن حتي وإن خارجها..
الفصل الرابع عشر
الجزء الثاني
حلقه 14
لا ټؤذي قلبا رق لك يوما فلحظات الود لها عليك ألف حق وحق..
في مساء اليوم التالي بمصر..
ممكن بقه تقولي انت اي اللي حصل والغلبانه اللي جوه دي عملت فيها ايه !!
وجهت مديحه ذلك السؤال الي عمر الذي دلف للتو الي ڤيلتهم .. اجابها عمر بدون اهتمام وهو يتجه الي غرفته طب ما هي عندك اهي مسألتيهاش ليه !!
ذهبت خلفه الي غرفته وامسكت به من ذراعه وهي تستوقفه في عڼف اقف هنا وكلمني ولا انت مبقتش تعرف الادب والاحترام كمان !
نظر اليها عمر بهدوء نعم يا امي .. اتفضلي عايزه تقولي ايه !!
مديحه وهي تستعطفه مالك يا عمر ! .. انت متغير ليه ! .. بتعمل فيها كده ليه دي بتحبك وانت عارف .. دي جزائها ! .. تفضل تبهدل فيها عالطالع والنازل وتروح تخطب واحده تانيه !!
عمر بضيق انا خطبت الانسانه اللي بحبها وبتحبني ......
مديحه وهي تقاطعه كداااب .. لا انت بتحبها ولا هي بتحبك .. ولا انا مش عارفه ابني اللي جه يترجاني عشان يخليني الين قلب ايمان واخليها توافق بيه
عمر ببرود لا ده كان زمان خلاص واهو انتي وقتها قلتيلي انها رافضه ومش عايزاني .. اي بقه هفضل استني معاليها كتير ..
مديحه بقله حيله طيب سيبك من الماضي مش وقته دلوقت وقولي هي مالها ! .. بتقولي انها عملت حاډثه بس انا مش مصدقاها .. ما العيال كانو معاها ومحصلهمش حاجه وفي اليوم ده انت كنت في البيت وخرجت الصبح بدري اكيد مش صدفه صح !!
عمر مفكرا هي ايمان بتشتغل ايه بالظبط !!
مديحه بفرح عندما شعرت باهتمامه انا عارفه انكم كنتو بتتخانقو عشان بترجع وكده .. بس يا ابني اللي انت متعرفهوش ان طبيعه شغلها صداقه اكتر ما هي شغل
عمر بأبهام يعني ايه مش فاهم !
مديحه بتوضيح الدكتوره اللي شغاله معاها دي صحبتها اوي وكانو هما الاتنين متغربين مع بعض فعشان كده اللي بينهم اكبر من الشغل وكانت ايمان بتتأخر ياما عندها في بيتها سواء هنا أو حتي لما كانو في المانيا
تذكر عمر ذلك الرجل الذي حفظ ملامحه ظهرا عن قلب وهو يقوم بأيصالها في منتصف الليل فردد بهمس لنفسه حتي لو كانت شغاله معاها ده ميمنعش انها ليها علاقه بحد تاتي من تحت لتحت
ردد مديحه هاا مش ناوي تقولي برضه اي اللي حصل لها !!
عمر بنفاذ صبر امي .. معرفش روحي اسأليها .. انا راجع من الشغل تعبان وعايز انام .. لو سمحتي سيبيني دلوقت
نظر له والدته بعتاب بينما تجاهل هو نظرتها تلك وهم بخلع سترته فتركته وخرجت بقله حيله ..
قلت ايه يا مسعد !! .. هتيجي معانا !!
وجه عبدالله ذلك السؤال الي مسعد الذي اطرق مفكرا ثم قال موافق .. عمري ما هشوفك محتاجني واسيبك طبعا
عبدالله بتعجب امال كنت بتفكر في ايه!!
مسعد بضحك لا دا انا كنت بفكر اذا هستقر في مصر نهائي ولا هرجع تاني !
عبدالله ضاحكا
طب ووصلت لأيه !!
مسعد لا لسه اما اشوف رأي زهره مع اني متأكد انها هتوافق
عبدالله بحب طب ما خلاص يا صاحبي .. كفايه غربه وتعالي معايا واوعدك اللي انت عايز تعمله كده انا وفلوسي كلها معاك .. كفايه انك تبقي جنبي
مسعد انا عارف يا عبده انك عمرك ما هتتأخر عني ..
ربنا يخليك ليا يا صاحبي .. وكمان انا عملتلي قرشين حلوين اوي في الكام سنه دول يكفو طموحي وزياده
عبدالله بفرح خلاص اللي تشوفه .. اهم حاجه جهز بقه شنطكم دلوقت عشان الطياره الساعه 7 بالليل
مسعد بدهشه نعم !! .. مستحيل طبعا نلحق .. طب والتذاكر
عبدالله انا بقولك جهز شنطك والجوازات والباقي ملكش دعوه بيه .. التذاكر في المطار هتكون معاك
مسعد انا مش فاهم حاجه
عبدالله مش مهم .. يلا بس اعمل اللي قلت لك عليه
خرج عبدالله من الغرفه ليتجه الي الشرفه فوجد من يضع يده علي كتفه من الخلف .. استدار ليجدها مرام مبتسمه صباح الخير
عبدالله وهو يقبل يدها صباح الورد يا ورد
خفضت وجهها خجلا في ابتسام وقالت انا من وقت ما جيت وانا مبسألش زي ما انت قلتلي .. بس افتتاح الصرح والبرنامج هيبقي بكره واحنا لسه في باريس
عبدالله وهو ينظر للأمام ما احنا هنمشي النهارده
مرام بدهشه النهارده !! .. بس انا لسه متفسحتش كويس ومشفتش باريس كلها!
عبدالله بهدوء ما هو انا من وقت ما وقعتي وانا مش مستعد اغامر بيكي تاني .. نخلص شغلنا وبعدين نبقي نرجع تاني لو حبيتي
مرام بحزن طيب هو احنا هنمشي امته!!
عبدالله علي الساعه 7 كده
مرام برجاء طيب هو ممكن طلب !!
أومأ لها عبدالله فاكملت بتمني هو ممكن بس نتمشي شويه عند نهر السين .. شويه صغيرين والله مش هنطول ..
عبدالله دون اعتراض ممكن طبعا
أمسك عبدالله بيدها علي شاطئ النهر وهما يتمشيان ببطئ علي رماله فشعر عبدالله بسعادتها وقال تحبي نتمشي بمركب في النهر ولا كفايه الشط!!
مرام بسعاده اكبر لا طبعا انا اصلا كنت عايزه اقولك كده بس خفت ترفض
عبدالله وهرفض ليه !! .. يلا بينا
تحدث عبدالله مع احد رجال المراكب الصغيره وبالفعل استقل مركب وتوجه بداخله بصحبه مرام وصاحب المركب .. جلست مرام بجواره علي حافه المركب واطلق السائق بهم .. كان الجو لطيفا والهواء يتدفق علي وجهيهما فشعرت مرام بالارتعاش قليلا ورددت بنعاس الهوا حلو اوي والمنظر مفيش اروع منه
عبدالله بضحك اه .. الجو حلو اوي.. واللي احلي منه هو وجودك معايا
مرام بخجل انا بحب البحر من زمان قوي
عبدالله عارف .. والبحر جنبنا هناك في مصر علي فكره
مرام بحزن ايوه بس المنطقه مش كويسه اوي كانت زمان هاديه ومفيهاش حد اوي لكن دلوقت بقت زحمه وحاسه اني في وسط ناس غريبه
عبدالله بهدوء عارف برضه وعامل حسابي وفي مفجأه تليق بالدكتوره محضرلها بس اما نتفق مع ناجي واولفت في موضوع الديون اللي عليكي ونحدد نظام جديد للشغل !!
انتبه عبدالله لأمر هام وقال انتي كان بيجيلك طبعا كشف حساب الارباح لكل المجمعات بتاعتك اللي معموله بأسمك صح!!
مرام بنفي لا .. كله كان بيروح لحساب طنط اولفت ويتسدد كجزء من الديون اللي عليا دا لما يبقي في ارباح
عبدالله پغضب طبعا وسيادتك متعرفيش وصلها كام لحد دلوقت عشان واثقه فيها وسايبالها كل حاجه وهي مش بتقولك ولا هتقولك اصلا ..
مرام پخوف اه
عبدالله بضيق اه !! .. لا برافو عليكي .. بس اما نرجع مصر بس .. واللي اقولك عليه متقوليش غير حاضر من غير ولا كلمه .. كل العك ده هيتغير
نظرت اليه مبتسمه في حب فزادت دهشته وقال انتي بتصحكي علي ايه
!!
مرام بحب وثقه فرحانه انك معايا وان انت اللي هتغيرلي كل ده
لم يستطيع سوي الابتسام ايضا مع تلك السعاده التي غمرته والله انتي رايقه .. هم يضحك وهم يبكي
قالت مرام بلهفه قولي بقه مفاجأه ايه اللي محضرهالي
عبدالله بلؤم وتبقي مفاجأه ازاي لو قلتها !! .. المهم انا كده كده كنت هبيع الفيلا دي خلاص بس مستني موافقتك
اسرعت مرام بخضه تبيع الفيلا بتاعتنا !! طب ليه !!
عبدالله عشان خلاص مش محتاجينها في حاجه وقلت لك في مفاجأه ليكي بحاجه احسن من الفيلا دي
مرام بحزن وسرعه لا يا عبده عشان خاطري مش عايزاك تبيعها .. دي أول مكان جمعنا وعمري ما هتنازل عنه
مرام وقد ندمت علي تسرعها قصدي يعني في ذكريات حلوه .. معلش بلاش تبيعها حتي لو هيبقي ليا مكان تاني
عبدالله بتفهم حاضر مش هبيعها
ابتسمت بخجل انا حاسه اني عايزه انام
عبدالله تحبي نرجع !!
مرام بسرعه لا .. عايزه انام في الجو ده !!
عبدالله بس المركب مش كبير مفيش مكان مخصص للنوم
عبدالله بحب انتي بتسألي !!
عبدالله بحب لا .. مكملتيش ساعتين
مرام بخضه وانت فضلت مستحمل ساعتين
عبدالله بسعاده واستحمل العمر كله عشانك .. وبعدين
احنا خلاص راجعين اهوه
امسكت بيده في حب شكرا
احنا مفيش بينا شكر يا ميمه!
مرام وقد دق قلبها بشده ميمه ! .. وحشتني قوي الكلمه دي .. فكرتك نسيت
عبدالله وهو يقبل يدها عمري ما نسيت اي حاجه بيننا
اخذت تتطلع اليه في شوق وحب وهو يبثها حبه الصامت في خفوت والم ..
وصل كل من مرام وعبدالله بصحبه مسعد وعائلته الي ارض الكنانه في حلول الساعه الرابعه فجرا ومن ثم توجهوا مسرعين الي فيلتهم ..
رحب عبدالله بمسعد وزوجته وابنته في فيلته بشده وخصص لهم غرفه واسعه جميله للمكوث بها تلك الفتره المؤقته ..
ياااه تعرفو مكنتش متخيل ان مصر هتكون وحشاني كده .. انا لما سافرت كنت بقول عمرها ما هتوحشني ولا هرجع لها تاني...
ردد مسعد تلك الكلمات امام الجميع في تأر شديد لتبادره زوجته بنفس التأثر شفت بقه مش قلت لك مفيش احسن من بلدنا انت اللي كنت بتكابر علي الفاضي
مسعد مازحا خلاص يا باشا حقك عليا .. المهم انا جعان يا بشړ اي مفيش اكل هنا !!
مرام مسرعه لا في مجمدات في الفريزر ونواشف في التلاجه .. لو تحبو اعملكو اي حاجه دلوقت
عبدالله قائلا طب يلا تعالي وانا هساعدك
لتهتف زهره هو انت هتاكل الفجر مش المفروض ننام شويه الاول
اجابها بمرح ننام ايه دا احنا عشر ساعات نوم في الطياره كلنا لما خمرنا .. ولا انتي مبيفرقش معاكي عامله زي طير الكسلان
ضحكو جميعا لتسرع مرام يلا يا عبدالله تعالي نعمل اكل
نهضت زهره طب خليك انت يا عبدالله وانا هاجي معاكي
قبل ان ينطق اي منهم بحرف تفاجأ الجميع بأصوات سيارات ټقتحم البوابه الرئيسيه للفيلا واصدرت صوتا مدويا اثر اصتدامها المباشر مع البوابه العملاقه .. اسرع الجميع للخارج ليجد كل من ناجي ومعه اولفت هانم والحارسين روبرت ورعد ومعهم اثنين اخرين مصطفين داخلين سيارتين من الجيب الضخم ..
وقفو جميعا في ذهول يشاهدون ذلك المنظر ماعدا عبدالله الذي كان يتوقع اكثر من ذلك فاخذ يبتسم ببرود في حين تقدم ناجي مسرعا الي مرام دون الجميع وبأعلي صوته انتي زااااي تسافري من غير ما تقوليلي !!..
ولا هو لعب عيال .. انتي ناسيه انا ممكن اعمل فيكي ايه !!
انزعجت مرام من صوته المرتفع وكادت ان تجيبه حتي وجدت من يقف امامها بينها وبين ناجي بعد ان ازاحها بيده ليتصدر له قائلا في برود وانت مالك
تطاير الشرر من اعين ناجي قائلا لما اتكلم مع الكبار يبقي الحراس اللي زيك ميتدخلوش .. بالظبط كده شايف حد من رجالتي اتدخل!!
عبدالله بغرور والله انا مش شايف رجاله معاك اصلا .. مش شايف غير صرصارين انا فعصتهم اخر مره وجنبهم جوز ارانب .. اما حته اتدخل او متدخلش فالمفروض يبقي كلامك معايا انا مش معاها هي يا ناجي وانا حذرتك قبل كده .. مرااام خط احمر
ناجي بتهكم ونبره خاصه ليه !! .. مش ناوي تقولي ايه اللي بينك وبينها !
عبدالله بهدوء مش عارف انت ليه مصمم تعرف بس انا هريحك .. مرام كلها كده علي بعضها تحت وصايتي .. واظن اولفت هانم مقصرتش وحكيتلك ولا ايه !!
ناجي بابتسامه خبيثه اااه .. الوصايه .. بس ده لحد 21 سنه .. والدكتوره دلوقت ماشاء الله داخله علي ال !!
عبدالله بسخريه اي ده هو انا مقولتلكش !! .. لا بجد عيب عليا .. اصل انا نسيت اتنازل عن الوصايه ومرام لسه مطلبتش ولا خدت مني حاجه .. وكان في بند بيقول ان لها الحريه بعد سن 21 تبقي حره او تفضل تحت الوصايه.. يعني رسميا هي لسه تحت الوصايه
نظر له ناجي بكراهيه ثم وجه تلك النظره الي مرام الصامته وقال ما احنا لسه فيها .. اطلبي منه حقك يا مرام وكوني حره نفسك ..
ابتسمت مرام بكبرياء ومين قالك اني عايزه ابقي حره نفسي !!
ردد ناجي پحده يعني ايه !!
اجاب عبدالله يعني ردها سمعته عشان مش كل مره تقولي انت مين وبتاع .. ومن هنا ورايح كلامك معايا انا يا ناجي
ابتسم ناجي بشده ساخرا وهو يصفق بيديه متهكما طيب يا جناب الواصي العزيز.. اللي تحت وصايتك دي كلها تحت ايدي وملكي وممكن في لحظه واحده انهيها
عبدالله بهدوء واللي هو بقه ازاي !!
ناجي وهو ينظر لمرام انتي ناسيه معاليكي عقد الاحتكار وان انتي ملكي لحد ما تسدي اللي عليكي .. وريني بقه يا سياده الواصي هتعمل ايه في ده وانا كان ممكن اجيبها من المطار علي السچن علي طول عشان سافرت من غير اذني
عبدالله بثقه لا لا خلينا صرحاء مع بعض .. انت متعملهاش عشان بكده هتخرسها وهتخسر سمعتك والشو اللي جايلك من وراها
اسرعت اولفت حين رات الحوار يبدأ في الاشتعال ..رددت بمكر ايه يا ناجي اللي انت بتقوله ده !! .. انت لو فكرت تعمل كده هتبقي
لا اخويا ولا اعرفك ومش هتخسر مرام بس لا هتخسرني انا كمان لو فكرت تأذيها .. فأرجوك اهدي واتكلم بطريقه احسن من دي
زفر ناجي في تنهد قائلا انا هادي اهوه .. ممكن بقه معاليها تقولي كانت فين وهي عندها النهارده افتتاح الصرح والبرنامج !!
قبل ان تجيب مرام اسرع عبدالله في استراليا ..
اسرع ناجي بنفي شديد كداب مكنتوش في استراليا
قال عبدالله بدهاء ضاحكا لا كنا هناك بس انت اللي مدورتش كويس
ناجي بتردد ومين قالك اني دورت اصلا .. انا بس .. عشان مرام ملهاش شغل هناك واستحاله تكون هناك
عبدالله وهو يراه قد كشف نفسه ههههههه ومين قالك
اننا رحنا عشان شغل .. احنا كنا بنتفسح عادي واديك قلتها ان الصرح والافتتاح النهارده .. واظن دلوقت احنا في مصر وقبل المعاد بكتير .. وعلي فكره انا بجاوبك علي اسألتك دي بس لحد بكره وبعد كده هيبقي في كلام تاني
ناجي بقلق يعني ايه !!
عبدالله بثقه يعني يا باشا تفضيلي نفسك او أولفت هانم بما ان هي اللي معاها الحساب بكره علي رواق كده عشان نتكلم بخصوص الشغل اللي بينكم وبين مرام
أولفت پخوف ايضا بخصوص الشغل ازاي يا عبدالله !!
عبدالله بهدوء وابتسامه بكره يا أولفت هانم متستعجليش علي رزقك .. ومعلش بقه زي ما انتم شايفين احنا راجعين من سفر ومحتاجين نرتاح شويه قبل الشغل بكره
ثم مال علي ناجي قليلا وردد وعلي فكره مش من الذوق خالص انك تدخل بيت مش بيتك بالطريقه دي حتي لو معاك عقد احتكار.. بس معلش نسيت انك عديم الذوق ومش هحاسبك علي الحته دي عشان ده طبع للأسف
ناجي وقد اشټعل ڠضبا وقال بنفس النبره لا الحساب انا وصلتهولك مع اللي كنت سايبهم هنا عشان تبقي تسافر تاني مع معاليها من غير ما اعرف
نظر له عبدالله باستفهام في حين ابتسم ناجي بمكر وسحب اولفت والحرس في غرور حتي غادر الفيلا بالكامل ..
هو كان بيقولك ايه !!
وجهت مرام ذلك السؤال لعبدالله الذي اطرق شاردا ثم نظر اليهم قائلا ايمان !! .. الولاد !! .. رني كده علي ايمان دلوقت شوفيها فين !!
مرام بدهشه ايمان مالها !! .. ما انا عارفه انها في بيتهم ومعاها الولاد وهكلمها الصبح تيجي عشان تجهز معايا
عبدالله متلهفا لا رني دلوقت انجزي .. الكلب ده اكيد عمل حاجه واحتمال متكونش في البيت كمان
قامت مرام بالاتصال بها بعد ان شعرت بالقلق هي الاخري وتحديدا علي طفلها .. سمعت صوت ايمان يتحدث ببطئ
مرام!
ايمان ! .. انتي فين! .. انتي كويسه !
انا في بيتنا .. كويسه بس تعبانه شويه متقلقيش..
طب الحمدلله .. طيب والاولاد!
بخير
ايمان انتي بتتكلمي كده ليه ! .. صوتك ماله !
تعبانه شويه يا مرام ..
طيب احنا هنجيلك كمان شويه..
ياريت ..
ماشي يا حببتي سلامتك..
الله يسلمك
اغلقت مرام الهاتف ونظرت الي عبدالله بحيره .. صوتها مش مطمني نهائي مش عارفه هي مش قادره تتكلم عشان تعبانه زي ما بتقول ولا في حد معاها .. لما قلتها هنجيلك قالت ياريت
تنفس عبدالله الصعداء وقال ماشي .. لما النهار يطلع نروح لها .. كلها ساعه بالكتير
اطرقت مرام في حزن فتوجه اليها عبدالله مربتا علي كتفها متقلقيش .. كل حاجه هتبقي كويسه طول ما انا جنبك
نظرت اليه في لوم خاېفه اوي تسيبني
طمئنها معاتبا مش هسيبك .. وعد مني
ابتسمت براحه واستأذنت للصعود الي غرفتها كي تهدئ من روعها وتستعد للذهاب .. في حين نظر مسعد الي عبدالله يعني ده ناجي الكافوري!! .. اومال شكله عامل زي البورص الجعان ليه !!
ضحك عبدالله بشده هو يبان فعلا بورص بس ده تعبان ومعاه حيه بيبخو سمهم ببطئ و واحده واحده عشان في الاخر ينقضو عليك
مسعد بطمئنينه هانت يا صاحبي .. كلها اسبوع بالكتير ومرام تتخلص من سمه
ثم اطرق مفكرا وقال بس.. هو فعلا النهارده هتكونو مشغولين من بدايه الساعه 4 !!
اومأ له عبدالله بالايجاب فقال مسعد مستحيل !!
نظر له
عبدالله مندهشا هو ايه ده اللي مستحيل!!
قال مسعد في الوقت ده مرام هتكون تعبانه والحقنه اللي بتاخدها بتخليها تنام كتير .. طب لو مخدتهاش مش هتقدر اصلا تقاوم وهتنهار يعني في الحالتين مش هتقدر تعمل حاجه النهارده خالص في الوقت ده ولبعده بكتير
ارتسمت علي وجه عبدالله علامات الضيق والصدمه نعم !! .. وده هنحله ازاي !! .. مستحيل يا مسعد اتصرف .. اليوم ده مهم جدا واديك شفت قلب الدنيا عشان سافرنا من وراه .. هو ميفرقش معايا بس دي سمعه مرام وانا مش هضحي بيها .. اتصرف يا مسعد ضيف ماده ..شيل ماده .. اعمل اي حاجه !!
مسعد پصدمه اضيف ماده واشيل ماده !! .. هو انا يا ابني عفريت !! .. انت جرا لمخك حاجه !!
عبدالله بنفاذ صبر معرفش .. فكر .. اتصرف .. المهم تشوفلي حل
معاك من دلقوت لحد الدهر تكون شفتلي حل
مسعد بمراوضه حاضر يا حبيبي من هنا للدهر هحضر السحر بتاعي والعفاريت عشان يطلعولي حاجه جديده تنقذنا
عبدالله بضيق يا عم انت ليك نفس تهزر !!
مسعد بضحك اومال اسيبك تهزر لوحدك !!
عبدالله بنفاذ صبر يووووه ..
قال مسعد ممازحا عبدالله .. طب الاكل طيب .. يا عبده .. انا جعان يلااا .. مشي وغدر بيا
نظر الي زهره فوجدها تضحك علي منظره فقال پحده بتضحكي علي ايه ! .. قومي اعمليلي اكل
ضحكت زهره مره اخري ونهضت من مكانه في حين ضيق مسعد عينيه بتوعد لعبدالله
ماشي يا حسيني.. إن ما طلعت فعلا العفاريت دي عليك
بعد ان تلألأت الشمس بانوارها الذهبيه .. تناول عمر مفاتيح سيارته وهم بالخروج لتلحق به والدته يا ابني مش هتفطر !!
اجابها عمر يبرود مليش نفس ..
كظم عمر غضبه وهو ينظر اليها انتو مين اصلا !! هو انا اعرفكم !!
في حين توجهت والدته بترحاب شديد قائله حضرت الدكتوره بذات نفسها هنا !! .. والله ما مصدقه نفسي .. يا مرحب يا دكتوره اتفضلي
اتجهت مرام بأتجاها وهي تصافحها بحراره شديده اهلا بيكي يا طنط مديحه
في حين ظل عمر ينظر الي عبدالله بشرر فأتجهت والدته الي عبدالله وهي ترحب به ايضا سائله مرام مين ده يا دكتوره !!
اجابها عبدالله مسرعا دون تفكير حين راي نظرات عمر انا جوزها .. عبدالله الحسيني
نظرت له مرام بدهشه وبداخلها سعاده لا تدري مصدرها ولكن دق قلبها بفرح حين سمعت تلك الكلمه ..
اومأت لهم مديحه بترحاب عارفاكم طبعا انتو الاتنين .. ربنا يحفظكم يارب اتفضلو .. اكيد جايين تزورو ايمان
اجابتها مرام ايوه ياريت تودينا ليها وكمان الاولاد
اشارت الي عمر رحب بيهم يا عمر في اوضه الضيوف علي ما انادي لايمان واقدم لهم الضيافه
علي الرغم من ان عمر توصل بغضبه لزروته من وجود ذلك الشخص ولكنه ظل كي يشاهد لما اتو ﻷجله تحديدا ذلك المدعو عبدالله الذي شعر ببراءته مما
ظنه به من سوء حين علم انه زوجها وربط بعض الخيوط ببعض ولكن ظلت نقطه سوداء بقلبه تخبره بأن ما رأه بينهم تلك الليله حين تمسكت بيديه وهو تلقاها صحيح .. جلس عمر جانبا علي الطرف في حين جلسو بمنتصف الغرفه علي الفوتي المزدوج بجوار بعضهم .. دلفت ايمان الي الغرفه بصحبه عمتها مديحه التي تحمل اكواب من عصير المانجا الطازج ووضعتها امامهم في ترحاب ثم غادرت..
نهضت مرام مسرعه تحتضن ايمان بلهفه حين رأت وجهها المتورم قائله حصل ايه يا ايمان !! .. اي اللي عمل فيكي كده !!
نظرت لها ايمان بحزن وقالت ناجي كان عايز يعرف مكانك
شعر عبدالله بمراره وقال وهو ناجي جالك هنا !!
اسرعت ايمان لا يا استاذ عبدالله انا اللي رحت الفيلا
عبدالله بحيره ادهم قالك روحي ومكنش مامنك !!
ايمان وهي تطأطأ رأسها خجلا لا انا اللي رحت وخالفت اوامره .. هو نبه عليا مروحش وانا اللي مسمعتلوش
عبدالله پحده وليه رحتي ! ليه خاطرتي وسبتي نفسك لكلب زي ده ! .. انا مش منبه عليكي انك تسمعي كلام ادهم عشان ناجي مش هيسيبك .. انتي كنتي مفكره اني بهزر
ابتسم عمر ساخرا وهو يري من الحوار لهفه عبدالله عليها مما ياكد شكوكه ولم يفهم ويدرك ان تلك اللهفه فقط لأنه شعر بأنه السبب الرئيسي لما حدث لها حين تركها لناجي وحدها وسافر حتي وان كان مجبرا علي ذلك .. رددت ايمان وهي تنظر بلوم وعتاب الي عمر الذي وجدته مبتسما وقالت معلش الغلطه غلطتي .. انا اللي كنت متضره اني اسيب البيت وقتها
قال عبدالله متوعدا احنا اسفين اننا عرضناكي لموقف زي ده .. بس ورحمه ابويا ما هسيبه وانا هو والزمن طويل وحقك هاخده تالت ومتلت بس الصبر
اطرقت ايمان في حزن انا عارفه يا استاذ عبدالله متشكره جدا
في حين هتفت مرام خلاص يا ايمان احنا متضطرين نمشي دلوقت وهناخد الاولاد .. وانتي خليكي مرتاحه اليومين دول وانا هدبر اموري مع عبدالله وداليدا لحد ما تقومي بالسلامه
رددت ايمان داليدا انتقلت علي شقتها الجديده من يومين .. فا ابقي اتصلي بيها لو احتاجتيها
مرام ايوه هي كانت قايلالي علي موضوع الشقه ده .. طيب تمام .. الف سلامه عليكي يا ميمو
في حين دلفت مديحه و وجدتهم ينهضون فقالت اي ده انتو هتمشو ! .. هو انتو لحقتو !
قاات مرام بود معلش يا طنط يدوب عشان عندي شغل كتير النهارده .. وكمان يا طنط انا حابه اعتذرلك شخصيا عن اليوم اللي ايمان نامت فيه عندي .. وقتها انا كنت تعبانه وهي كمان تعبت معايا في الشغل ونامت جنبي من غير ما تحس .. وكنت عايزاها تكمل الليله بس هي اللي أصرت تمشي وفي الليله دي انا وصلتها انا وعبدالله عشان منسبهاش لوحدها .. ايمان اختي
قبل ما تكون بتشتغل معايا واللي بيننا اكبر من الشغل وانا مقدرش استغني عنها ..
مديحه وهي تربت علي كتفها انا عارفه يا دكتوره والله دا ايمان ملهاش سيره غيرك وعن الشغل معاكي واللي بينكم .. ربنا يديم المعروف
مرام يارب يا طنط .. فين الاولاد
مديحه انا صحيتهم وهما نازلين اهوه مع صباح
لم تكمل جملتها حتي اندفع دومي وتمارا داخل الغرفه .. اسرع ادم الي عبدالله في حين اسرعت تمارا الي مرام ..
عبدالله اكثر قائلا حقك عليا
يا صاحبي مش هسيبك تاني ..
كاد ان يتحدق ادم اكثر فاسرع عبدالله نخلي كلامنا بقه لما نروح بيتنا ولا ايه !! وبعدين مش هتسلم علي ماما !
ادم بحب وانتي كمان يا ماما وحشتيني قوي
قال عبدالله طب يلا يا حبايبي بقه عشان منتأخرش
خرج كل من عبدالله ومرام والاولاد من فيلا عائله قطب بهدوء تاركين ذلك الذي لم يتردد بداخله سوي اخر ما اردفت به مرام عن تلك الليله التي قضتها ايمان بجوارها .. اعتصر قلبه ألما وهو يتطلع اليها .. لم تبالي هي به وصعدت الي غرفتها فأترك صامتا وهو لا يستوعب مطلقا ما فعله معها ..
يا ابني بقالي ساعه بنده عليك .. مالك!
وجه الحاج خليل ذلك الي عمر الذي كان شاردا فقال بتوهان نعم يا بابا .. مخدتش بالي
الحاج خليل بقولك وصلني الشركه في سكتك عشان عربيتي في التوكيل
اومأ عمر بالايجاب وهو يخرج من الفيلا وعقله يكاد ينفجر من التفكير والالم...
عبدالله .. انت ليه قلت لهم انك جوزي
لم تستطع مرام منع نفسها من سؤاله هذا السؤال حين خرجا من الفيلا ..فنظر اليها عبدالله بهدوء وردد نظرات اللي اسمه عمر دي مريحتنيش .. فمحبيتش حد يبصلك بطريقه وحشه
سالته في لهفه وخبث بس!! .. هو ده السبب !
اطرق عبدالله في ضيق وتمتم صدقيني مش عارف...
قالت في اصرار يعني ايه مش عارف...
نظر اليها في عصبيه وانفعال يعني مش عارف يا مرام مش عارف.. احتمال عشان اني لحد دلوقت مش قادر اشوفك غير إنك....
امسكت بذراعه راجيه اني ايه يا عبده !!
اشاح بوجه جانبا فتشبثت بذراعه اكثر وهو تدير وجهه اليها بيدها عبده .. انت محتار ليه وليه مأجل الموضوع ده لحد دلوقت
تحاشا النظر النظر اليها وهو يقول في ارتباك قصدك ايه !!
قالت في اصرار والدموع تجمعت بعينيها انت فاهم قصدي يا عبده
نظر اليها في صرامه شديده ليخفي مشاعره الحقيقيه قائلا لا مش فاهم يا مرام .. وياريت بلاش كلام كتير ملوش لازمه عشان منتأخرش
بعد مرور ساعه وصلو الي الفيلا فهبطت مرام من السياره مسرعه داخل الفيلا ثم الي غرفتها وهي تشعر ببوادر الالم الذي لاحظها مسعد فاسرع الي عبدالله قائلا علي فكره شكها هتبدأ تتعب
عبدالله مسرعا طيب وانت فكرت في حل ولا بتوترني وخلاص
مسعد بتوتر وهو يحمحم احم احم .. عيب عليك .. هو انا اي حد ولا ايه !!.. متخافش لاقيت الحل
عبدالله بفرح طب الحمدلله الحق بقه شوف هتديها ايه قبل ما تفقد وعيها ومنعرفش نعمل حاجه
اسرع مسعد وهو يدعو ربه بأن ينجح ما فعله ..
صعد عبدالله الي غرفته كي يستعد لذلك اليوم في حين صعد مسعد بصحبه زوجته التي تحمل كوبا من مشروب غريب الشكل الي غرفه مرام .. طرق مسعد ببطئ الباب فأذنت له مرام بالدخول ..
دلف هو وزوجته ليجد مرام ممسكه برأسها في الم وقالت ممكن يا مسعد لو مفيهاش ازعاج تجيبلي حاجه مسكنه لاني حاسه اني همدانه ودماغي هيتفرتك واليوم طويل مش هقدر اكمل بالشكل ده
قال مسعد وهو يلكز زوجته كي تقدم لها المشروب بينما اردف هو اه طبعا من عنيا .. لحظه واجيبلك مسكن
بينما اسرعت زهره بتوتر اليها قائله طيب اشربي العصير ده يا مرام هيفوقك شويه لحد ما تاخدي المسكن
كانت تشعر بالعطش الشديد فقامت بتناول العصير دفعه واحده دون
ان تتذوق طعمه الا في النهايه .. وما انتهاء الكوب شعرت مرام بمزازته قليلا ولكن طعمه يفوق الوصف فقالت ممكن كمان واحد لو مش هتعبك معايا !
برقت زهره عينيها وكتمت ضحكاتها وقالت متمته نهاار اسود .. انا قلت لمسعد بلاش
فقالت وهي تتصنع الحزن معلش والله يا مرام دي كانت اخر كوبايه سايباها ليكي والفاكهه اللي عاملاها منه خلصت .. هبقي اعملك منه تاني بالليل لما تخلصو وانا اكون اشتريت فاكهه تانيه
مرام بأمتنان تسلم ايدك هو فعلا طعمه حلو اوي
زهره بضحك مكتوم تسلميلي يا قمر
في حين دلف مسعد وبيده حقنه طبيه قائلا معلش ملقتش حبوب فجبت لك الحقنه دي بس مفعولها قوي .. تاخديها وعشر دقايق بس هتبقي كويسه
اومأت له مرام بالايجاب وهي تشمر ذراعها لا عادي كتر خيرك
تناولت مرام الحقنه ومددت قليلا علي الفراش في حين غادر مسعد وزوجته التي قالت قبل خروجها متناميش يا مرام وقومي خدي دش كده وفوقي عشان متتأخريش
بعد
مرور نصف ساعه ..
بعتذر جدا يا فندم .. كنت معتقد أن الدكتوره هنا!
فتح الباب مره اخري مسرعا ليجد مرام تقف امامه وهي تقول بتعجب
كنت معتقد أن الدكتوره هنا... هو في دكتوره هنا غيري
قال بأنفعال وعصبيه وارتباك اه طبعا انا بس .. قصدي لا .. مرام لو سمحتي غيري اللي انتي عاملاه ده!
مرااام .. انتي في وعيك انتي شربتي ولا كلتي حاجه
ضحك عبدالله علي الرغم منه متهكما دا تفاح اصلي
وقف عند باب الحمام واشار اليها قائلا في صرامه وحزم قدامك ربع ساعه
تغيري القرف اللي انتي لابساه ده وتلبسي حاجه محترمه وتداري شعرك ده .. والا وقسما بالله يا مرام لو لقيتك خارجه من باب أوضتك كده مالا مطربق الفيلا دي كلها علي دماغك
ضاقت عينيه وهو يتوعد قائلا بصوت مرتفع مناديا عليه مما جعل مسعد يرتعد خوفا
مسعد!!!!!
الفصل الخامس عشر
الجزء الثاني
حلقه 15
لربما اكون كل شئ عدا ان اكون امرأه مهزومه .. هذا الذي سأموت من اجل ان لا يحدث..
كانت تقف امام نافذه غرفتها شارده وعبراتها منسابه علي خديها .. لفحها الهواء فقشعر جسدها فجأه فجففت دموعها وهمت بغلق النافذه .. ما ان استدارت خلفها حتي وجدته ماثل امامها .. يتطلع اليها بنظرات مبهمه لم تستطع تفسيرها مطلقا عقدت ساعديها امامها ورددت ببرود افندم !! .. في حاجه تانيه لسه مقلتهاش وعايز تتهمني بيها !! .. ولا جاي تكمل اللي معرفتش تاخده مني يوميها بالليل .. قول يا...... يا ابن عمي
تقدم عمر اليها ببطئ وهو ينظر اليها بأسف قائلا اليوم اللي جه ياخدك فيها بالليل .. كانت مراته معاه !! .. ليه طلبت منه ييجي !
ضحكت ايمان بسخريه قائله يعني انت كان قصدك علي الاستاذ عبدالله !! .. ده اللي انت قلت عني عاھره بسببه !! ..طب لحظه بس .. هل يا تري دا واحد من ضمن اللي انت شفتني معاهم ولا قصدك علي حد تاني كمان!! ..
لم تتلقي منه ردا حيث شعر بفداحه غلطته فاكملت متهكمه ما هو اصل مش معقول تقول عني الكلمه دي الا لما تكون قفشتني مع واحد في السرير مثلا .. مش لمجرد ان حد يوديني ويجيبني ..فا ياريت بقه تكشف ورقك وتقولي انت قفشتني في شقه مين !
اغمض عمر عينيه بمراره قائلا ايمان جاوبيني ارجوكي
ايمان بمهاوده اوك هجاوبك .. ايوه وقتها انا اللي كلمته لما فاض بيا عشان اروح عند مرام وفي المرتين كانت مرام معاه لاني عمري ما كنت هركب معاه لوحدي .. وعشان اريحك .. استاذ عبدالله ده بيعشق مرام .. يعني حب كده فريد من نوعه مستحيل يفكر يبصلي او يبص لأي حاجه تتقال عليها انثي غيرها اساسا وانا أقصي حاجه ممكن أوصلها معاه أنه يشوفني اخته ..فسيبك منه خالص لان ده اخر واحد ممكن تشك فيه !! .. هاا !! .. قولي بقه انت قفشتني في شقه مين ولا مع مين!!
اشاح عمر بوجهه بعيدا عنها وكأن احدا سكب دلوا بادرا علي رأسه ولم يستطيع النطق بحرف واحد .. ذهبت ايمان وتمثلت امامه قائله ما ترد .. خليني اعرف علي الاقل عشان اخد بالي بعد كده انك بتراقبني ومروحش شقق مفروشه
طأطأ عمر رأسه ارضا في خذي مما اكد لها حديث ايمان .. نظر اليها عمر قائلا في الم امي .. انا ...
لم يكمل حديثه حتي هوت والدته بصفعه قويه علي وجهه قائلا بره .. بره البيت ده متدخلوش تاني
نظر اليها عمر دون اعتراض وتطلع الي ايمان بندم بينما هي لم تنظر اليه واشاحت بوجهها بعيدا ..
غادر عمر المنزل ونظراتها تلاحقه فالقت بنفسها بين احضان عمتها تبطي بمراره شديده وهي تربت عليا في حنو حقك عليا انا يا غاليه .. وحياتك عندي لأندمه عليكي طول عمره
ما ان سمع مسعد هتاف صديقه بتلك النبره حتي ترك فنجان القهوه من يده وابتلع ريقه پخوف وهو ينظر الي زوجته التي كانت منفرطه في الضحك وقالت احسن .. تستاهل
نظر له مسعد بلوم وهو يضيق عينيه قائلا واطيه .. !
هبط عبدالله اليهم وتوجه الي مسعد الذي كان يقف بارتجاف فقال عبدالله پغضب انت عملت فيها ايه !! .. شربتها ايه !!
مسعد بارتباك هكون يعني .. شربتها ايه !! .. خمره مثلا .. مستحيل طبعا ..
عبدالله وهو يفتح فاه منصدما انت شربتها خمره !!
لا يدري مسعد بما يجيب فحاول الهرب من قبضته وقال مسرعا وهو ينظر بأتجاه السلم عبدالله .. الحق مرام نازله ازاي!
تركه عبدالله بسرعه ظنا من ان مرام هبطت الي الاسفل بتلك الملابس ونظر باتجاه السلم ولم يجدها .. نظر الي مسعد مره اخري فلم يجده امامه .. نظر خلفه ووجده يقف امام دائره المقاعد بالردهه .. اسرع اليه عبدالله متوعدا انت بتستغفلني يا مسعد !!
لم يستطع عبدالله
الالحاق به حيث كان يلف حول الدائره قائلا
اعملك ايه !! .. مش انت قلت ضيف ماده ولا حط ماده .. انا فكرت وملقتش غير الحل ده
عبدالله بدهشه تقوم تسقيها خمره !! .. الله يخربيتك .. انت عارف هي عندها ايه دلوقت ورايحه فين!!
مسعد وهو يتحرك كي لا يمسك به عبدالله اه عارف .. وبعدين خليها بس تاخد دش محترم وهي هتفوق .. اقف بس اسمعني وانا هفهمك والله
لم يتوقف عبدالله وأخذ يجري خلفه حول تلك الدائره في ڠضب أقف وأسمعك ايه انت مشوفتش اللي أنا شفته..
مسعد وهو يجري.. ما انت لو عايزني اشوف معنديش مانع
عبدالله پغضب حاضر انا هوريك...
مسعد عبدالله أقف بقه وربنا تعبت من الجري
توقف عبدالله وكذلك مسعد الذي قال وهو يلتقط انفاسه انا اديتهلها جرعه الدوا عادي عشان الالم والصداع اللي ممكن يحصلها والماده اللي بتنيمها دي انا شلتها من الحقنه واخدت مفعولها من الكحول عادي وبكده خدنا نفس النتيجه .. هتسكرلها شويه احنا نقدر نفوقها بعدين
عبدالله ساخرا نقدر نفوقها عادي !! .. انت مشوفتهاش كانت عامله ايه فوق
مسعد بمرح وأبتسامه فخر بلهاء انا عارف الخمره بتعمل ايه وعشان كده عايز اشوف
نظر له عبدالله بهدوءه ومكر لا تسلم افكارك يا مسعد مش عارف من غيرك كنت عملت ايه !! .. تعالي يا حبيبي تعالي اشكرك
انخدع به مسعد واتجه اليها قائلا في غرور وابتسام لا يا عبده مفيش شكر ولا حاجه انت صاحبي برضه ....
لم يكمل مسعد كلماته حتي هوي عبدالله بلكمه علي وجهه قائلا عايز تشوف !! .. غبي
ما ان استدار كي يصعد الي الاعلي حتي وجد مسعد كاد ان يسبه فألتفت اليه عبدالله متوعدا فأسرع مسعد پخوف تسلم ايدك يا سيد المعلمين .. تسلم ايدك
ضحك عبدالله وصعد الي مرام .. طرق الباب فأذنت له بالدخول بعد ان عادت الي وعيها وتذكرت رفضه لها بعد خروجهم من منزل ايمان فشعرت بغصه مريره في قلبها .. نظر اليها وجدها ترتدي بدله حريمي رسميه انيقه غايه في الجمال وهي تلف شعرها بيدها ولم تتحكم به من شده التوتر حين رأته ينظر اليها .. ذهب خلفها بهدوء
لسه مش بتعرفي تعمليه !!
وجه اليها ذلك السؤال فنظرت اليه من المرأه ببرود قائله ساعات وساعات .. اوقات طنط اولفت او ايمان كانو بيساعدوني
انتهت من لف حجابها بطريقه عصريه انيقه ثم استدارت اليه قائله بهدوء انا جاهزه .. يلا بينا
عبدالله وهو يتطلع اليها كامله حتي قال پحده وممسحتيش الاحمر ده ليه !!
نظرت الي المراه دون اعتراض وقامت بمسحه فقال تمام .. اتفضلي
سار الاثنان الي الخارج وخلفهم مسعد تاركين زهره بالمنزل مع الاولاد .. في طريقهما بالحديقه سألته دون ان تنظر اليه اه من حق.... في طريقه او خطه معينه راسمهالي وعايزني التزم بيها
اجابها في هدوء كوني علي طبيعتك... انا عيني هتبقي عليكي علي طول .. ركزي في اللي انتي رايحه عشانه بس .. واي حاجه هقولك عليها تنفذيها من غير نقاش .. اتفقنا!!
نظرت اليه وهي تومئ برأسها ايجابيا اتفقنا
خرجا من الفيلا فوجدت ثلاث سيارات جيب .. اثنين منهم بهم ثمان حراس اتي بهم من شركه الامن خاصته فتقدم كبيرهم قائلا تمام يا باشا .. جاهزين
عبدالله تمام يا رجاله يلا اتحركو
صعد عبدالله الي السياره وبجواره مسعد اما مرام بالخلف حيث قالت تعرف... من وقت ما قلتلي من زمان انك نفسك تفتح شركه أمن وانا كل مره بتخيلك هتبقي عامل ازاي وكان نفسي اشوفك وانت بتشتغل..
عدل من وضع المرأه امامه وهو ينظر اليها قائلا في مزح واهو جاتلك الفرصه يا دكتوره وهتشوفيني اهوه وانا بشتعل .. وعندك
نظرت اليه في لوم قائله قصدك معايا
ابتسم في امتنان متشكر
اعطي عبدالله الاشاره لسياره الحرس الاولي كي تتحرك امامهم وهو بالمنتصف والاخري خلفهم .. انطلق بالسياره قائلا توكلنا علي الله ..
في نفس الوقت كان كل من ناجي واولفت يقفون امام السياره مستعدين للانطلاق وهي تحاول اقناعه بعدم تنفيذ مخططه يا ناجي ده مش الوقت المناسب خالص عشان تنفذ اللي انت عايزه ..
ناجي بثقه بالعكس .. انا هكون مع مرام .. وهبقي بعيد خالص عن الشبهه ورجالتي انا واثق فيها
اولفت فكر تاني .. صدقني انا حاسه ان الموضوع مش هيتم زي ما انت عايزه .. وبعدين كده كده مرام مش هتعيش كتير وهو مش هيبقي ليه لازمه من غيرها..
ناجي پغضب الشويه اللي مرام هتعيشهم دول هيكون هو بعدها عننا دا اذا مكنش بدأ من دلوقت مشفتيش طريقه كلامه معانا عن شغلها كانت بثقه ازاي وكانه عارف احنا بنعمل ايه .. هي قويه طول ما هو معاها .. انتي مشفتيش اتكلمت معايا ازاي!! .. ولا انتي !! ..
اللي كنتي بتقولي بتثق فيكي وهتخليها توافق علي جوازنا .. اهي رمتك خالص لمجرد انه
معاها وبتتحامي فيه .. مرام بقي ليها دهر ولازم يتكسر .. ابن الحسيني لازم يعرف هو اتحدي مين .. ومرام لازم تعرف مين هو ناجي الكافوري عشان تتعلم وتتأدب مره تانيه
اولفت انا خاېفه نتكشف واللعبه تتقلب علينا .. انت عايز تقتله في برنامج وافتتاح دولي !!
ناجي بغرور وهو يعطي اشاره لروبرت ورعد الذي اخبرهم جيدا من هي فريستهم حيث كانو سعداء بشده لانهم واخيرا سينالون من ذلك الحارس الخاص .. ملكيش انتي دعوه وخليكي بس في الدور اللي هتأديه
انطلقا بالسياره وكل منهم داخله شعور مختلف ..
وصل عمر الي مقر عمله ودلف الي مكتب المقدم ادهم وردد باحترام تمام يا فندم
ادهم بعمليه اظن دلوقت انتو عارفين المهمه اللي عندنا .. اخر حاجه بنبه عليها .. مش هتتدخلو غير بأوامر من عمر مش عايز حد فيكم يغلط اي غلطه .. عمر معاك القوه كامله تحت قيادتك .. عبدالله معاه رجالته .. نسق معاه النظام الامني وخلي هو ليه الاولويه زي ما فهمتك.. انت هتكمله لو احتاجلك غير كده هتفضل بعيد
ردد عمر تمام يا فندم ..
لاحظ ادهم حاله عمر علي غير العاده فوجه حديثه الي القوه تمام يا رجاله !!
جميعهم بصوت واحد تمام يا فندم
امرهم بالانصراف وقدم عمر تحيته الاخيره وقبل خروجه من المكتب استوقفه ادهم في تردد عمر .. !
الټفت له عمر باحترام افندم!!
ادهم بخبث انت سبت ايمان ليه !!
عمر بحزن هي اللي سابتني .. ايمان متتسابش
ابتسم ادهم قائلا بلغني الاخبار اول باول .. يلا بالتوفيق
وصلت مرام الي مقر البرنامج وعلي جانبيا عبدالله ومسعد الذي اراد الحضور معهم وخلفهم الحرس بانتظام .. وقفو امام المبني حتي التقت بناجي الكافوري معه اولفت هانم ورحبت به بود مصطنع امام وسائل الاعلام التي بدات بتسجيل كل حرف فالتزمت الود والابتسام وبدت طبيعيه كما اخبرها عبدالله .. في حين نظر ناجي الي عبدالله بنظره لم يفهم مغزاها ولكنه بادره بفتور ولم يكترث له .. لفت انتباه عبدالله لوجود ذلك الحارس المدعو رعد فقط بجوار ناجي ..شعر بوجود شئ خاطئ بعد تلك النظره منه .. قرر مسح المكان جيدا باكمله ..
التقت ايضا مرام بداليدا التي احتضنتها بحراره ورحبت بوصولها من السفر سالمه هي وعبدالله الذي ازداد شعور القلق بداخله حين راها .. اخبرت داليدا مرام انها ستظل بجوارها تدعهما دائما فرحبت بها مرام سعيده مسروره ...
جلست مرام كالملكه المتوجه بين الحضور جميله برقتها واناقتها وبساطتها ساحره بقوه شخصيتها جذابه بحضورها ولباقتها وثقافتها .. بدأ البرنامج ورحب بها المذيع بحراره وسط تصفيق وحماس الجمهور الذي كان معظه طلبه كليات الطب واساتذه الجامعات المشهوره كعين شمس وجامعه القاهره والاسكندريه وغيرهم من الفخورين والمعتزين بها ..
قدمها المذيع كأصغر وأشهر جراحه قلب في الوطن العربي في مثل هذا العمر والذي لقبت بطبيبه وملكه القلوب بعد الطبيب مشرفه يونس والذي اخذ ذلك المركز في عمر ينهاز الخمسين .. بدأت مرام في الحديث عن تفوقها منذ الثانويه العامه وايضا دراساتها وابحاثها المكثفه في تلك المنحه التي حصلت عليها بالمانيا وكيف تخطت مصاعب ومطبات كبيره الي ان وصلت لتلك المكانه .. كانت اعين الجميع عليها وهم منصتون في اعجاب واهتمام وفخر الا عبدالله .. فقد كان يراقبها بروحه قبل عينيه ويستمع اليها بقلبه قبل اذنيه لم يرفع عينيه من عليه ولو لثانيه واحده منذ ان بدأت الكلام وعلي وجهها ابتسامه الثقه تلك التي تعطي الجميع شعورا كم هي فخوره بكونها طبيبه مصريه عربيه وناجحه ..
ظل يراقبها في فخر وحب كحب الاب بابنته الصغيره التي وصلت للقمه كطفلته المدلله وهي نجمه الحضور بعد ان اصبح لها شئنا وكلمه مسموعه حتي من الاكبر منها سنا ..
انمحت تلك الابتسامه من علي وجهه حين بدا المذيع بتقديم ناجي الكافوري للجمهور بصفته الممول والراعي الرسمي لكل المجمعات الطبيه بالدول العربيه او الغربيه التي اسسها لها لمداواه المړضي والحالات المستعصيه ..
بدأ ناجي بالحديث عن عن ذكائها ونجاحها وقتدرتها المتميزه والمختلفه التي حققت نجاحا باهرا في سن صغير وكان يشمل حديثه ايضا بعض مقاطع الفيديو الخاصه بها وهي تجري جراحات صعبه للقلب وتنقذ ارواحا متعدده .. فأخذ يصفق لها الجميع مره اخري في زهو وحماس شديد ..
انتقل بعد ذلك في الحديث عن نفسه كممول رئيسي لمجمعاتها الطبيه وانه فخورا بكونه راعي لشخصيه مثلها حتي ولو وهب امواله جميعها تحت خدمتها سيكون اكثر فخرا وسعاده بذلك العمل الوطني الشهم الشجاع .. ثم تحدث عن المجمع العالمي الذي سيتم افتتاحه اليوم ايضا بأسمها وتحت رعايتها بالمجان ...
كان عبدالله يشعر بالضيق من حديث ناجي عن مرام وكانه يعلن للجميع انها له .. اغمض
عينيه بضيق وهو يؤكد لنفسه ان كل ذلك سينتهي بعد هذا اليوم ..
استدار عبدالله خلفه بعد ان وضع احدهم يده علي
كتفه ....
عبدالله بيه .. انا الرائد عمر
تذكره عبدالله علي الفور فمد له ايضا يده مصافحا احنا اتقابلنا قبل كده .. انت تبع المقدم ادهم!!
عمر بوجه جامد بالظبط ..
اعطاه ادهم جهازا صغيرا قائلا له ده هتضغط عليه لو حصل حاجه او حسيت بأي خطړ .. انا مش هتدخل غير في حاله الضغط عليه لاني دوري مش هيكون الا في الطوارئ بس وحضرتك اللي هتتولي المسؤليه
تناول عبدالله منه الجهاز في اهتمام وهو ينظر اليه تمام .. حضرتك تقدر تتفضل
اختفي عمر بنفس الطريقه التي ظهر بها في حين نظر عبدالله خلفه ليجد غرفه خلفها ستار من الاحمر الداكن تتبعها غرفه من الاعلي بها باب ليس مغلقا بأكمله .. تحدث عبدالله مع احد معدين البرنامج لو سمحت .. الاوضه دي بتاعت ايه !! .. متهيقلي دي غرفه التحكم في مش كده !!
اومأ له مؤكدا ايوه يا فندم
ثم اشار الي الغرفه العلويه التي شك بأمرها طب واللي فوق دي بتاعت ايه !
اجابه الشاب دي يا فندم بنستخدمها لعرض الفيديو زي اللي حصل من شويه كده .. وساعات بنستخدمها كغرفه تحكم احتياطيه لو حصل عطل في الأجهزه
هز عبدالله رأسه متفهما وردد طبعا في رجاله أمن فوق !
هز الشاب كتفيه قي بساطه بعتقد اه
راود عبدالله احساس بعدم الاطمئنان فتمتم بتعتقد !!
ابتسم الشاب مؤكدا يا باشا متقلقش .. المكان متأمن كويس
نظر عبدالله الي مرام ليجد فقره اخري ابتدت من ذلك البرنامج بصحبه عميد كل من جامعه القاهره والاسكندريه وعين شمس وبداو في التحاور معها .. فاطمئن عليها ونظر مره اخري الي تلك الغرفه بشك اكبر .. نادي عبدالله علي اثنين من الحراس الذين اتو معه وامرهم بالصعود الي تلك الغرفه كي يفحصوها جيدا .. وامرهم ايضا ان يظلو بها حتي انتهاء البرنامج ..
صعد ذلك الحارسين الي تلك الغرفه وما ان دلفو داخلها حتي التقو بشاب من نفس جسدهم الضخم لم يستطيعو التعرف علي ملامحه جيدا من قله الاضاءه .. اخبروه انهم تبع حراسه الطبيبه مرام واتو كي يفحصو تلك الغرفه ولكنهم صدمو من عدم رده بالعرييه بينما اجابهم انه حارس اجنبي اتي ضمن فريق الحراسه وعين بتلك الغرفه .. فكرر احد الحراس ما هتف به باللغه الانجليزيه حتي فهمه روبرت وتركهم كي يأدو عملهم .. ما ان اندمج كل منهم بفحص الغرفه حتي اخرج مسدسه واطلق علي احدهم طلقه اغتيال اخترقت جسده .. وقع الحارس ارضا واحدث صوتا اثر ارتطام جسده بالارض فنظر اليه صديقه بدهشه ولم يلبث ان يدرك ما يحدث حوله حتي امسك الرجل رأسه بيديه وادارها في حركه قتاليه سريعه ليكسر عنقه ويقع قتيلا بجوار صديقه ..
قهقه روبرت وهو ينظر الي جثثهم ويزيحها عن طريقه متجها الي نافذه زجاجيه وهو يعد البندقيه الخاصه به ووجه فوهتها للامام وهو ينظر عبر منظارها مستعدا للأطلاق ...
انتهت الفقره الثانيه من البرنامج ولم يتبقي سوي الفقره الاخيره الخاصه بقص شريط افتتاح الصرح الطبي بأسم معالي طبيبه القلوب في الوطن العربي لجراحه وامړاض القلب بمصر .. وبعدها ستلقي مرام كلمتها للجمهور ..
شكرت مرام بامتنان معد البرنامج الذي اخبرها بذلك وقالت له انها مستعده للخطوه القادمه ..
صعد اليها عبدالله بعد انتهائها كي يطمئن عليها وسط نظرات ناجي الحاقده والتي لم يبال بها .. اخذ عبدالله يفحص المكان حولها جيدا حتي شعرت مرام بخوفه قائله مالك يا عبدالله .. انت قلقان من حاجه
نظر عبدالله الي الغرفه العلويه مره اخري ليجد بابها مغلقا علي عكس البدايه فاطمئن ان رجاله بها وهم من اغلقو الباب .. ولكن ظل شئ بداخله يخبره ان هناك شئيا خطا فأجابها مش مرتاح يا مرام حاسس ان في حاجه غلط
سألته مرام في اهتمام حاجه غلط ازاي!!
نظر اليها مبتسما في هدوء ليطمئنها اطمني ومتشغليش بالك طول ما انا معاكي ..
كادت ان تقول شيئا ولكن استوقفا احد معدي البرنامج يخبرها بأنه حال الوقت كي تصعد الي المنصه مره اخري ..
اخبرها عبدالله ان تصعد مطمئنه بينما اخذ يصفق لها مع الحضور في حماس..
ذكر اسمها بنبره عاليه وهي تقص شريط الافتتاح بيدها وبجوارها ناجي الكافوري ومن الناحيه الاخري داليدا موريس وبعض من جمهورها من الطلبه والاساتذه الكبار ..
نظرت الي عبدالله الذي وجدته يقف ويصفق لها ايضا في فخر واعجاب شديد فوقفت والسعاده تملأ وجهها لم يكن ذلك الاحتفال او الافتتاح الاول لها ولكنه اكثرهم تميزا وذلك لحضور عبدالله و وقوفه بجوارها والتي زادت ثقتها بنفسها اكثر من اي مره مضت ..
توجهت مرام الي المنصه لألقاء كلمتها وما ان وقفت علي تلك المنصه حتي قلت الاضاءه جدا
واصبحت خافته ثم اشتعلت عروض اضواء الليزر مختلفه الالوان .. كان عبدالله يراقبها بعنايه وبتركيز شديد خاصه بعد اشتعال اضواء الليزر الذي لاحظ عبدالله ارتكازه عليها بشده
.. صعق عبدالله حين وجد نقطه ضوء حمراء ضخمه مسلطه علي قلبها .. نظر الي مصدرها ليجد الغرفه السفليه نافذتها مفتوحه علي عكس بدايه البرنامج .. نظر الي الاعلي ليجد ايضا نافذه الغرفه العلويه كذلك .. ادرك عبدالله بفطنه ان مصدر الضوء هو الغرفه السفليه وازداد قلقه حين نظر الي الاعلي .. قام مسرعا بالضغط علي زر اللاسكي الذي ييديه واخبر عمر بان يري تلك الغرف وان كان قلقه بمحله ام لا !
ما ان دلف عمر الي الداخل ونظر الي عبدالله حتي وجد ضوئا ابيض مسلطا علي جبهته بدقه فنظر الي مصدره وجده الغرفه العلويه فأسرع يخبره عبدالله سيب مكانك فورا .. اتحرك
نظر عبدالله الي مرام ليجد اضواء الليزر تتحرك حولها وتمر فوقها بشكل متناسق و تلك النقطه الحمراء توجهت الي رأسها متمركزه ولم يكن من الصعب عليه تميز تلك النقطه فأسرع بمغادره موضعه كما اخبره عمر حتي اصبح قريبا من مرام .. عاد بنظره الي الغرفه العلويه وجد نافذتها مغلقه والسفليه مازالت مفتوحه فأصبح متأكدا من شكوكه ..
مرام!!!
صړخ عبدالله بأسمها وهو يقفز من مكانه ومندفعا نحوها بكل قوته دون تردد
التفتت اليه مرام علي الرغم من الصوت المرتفع الا انها استطاعت سماعه جيدا وما ان رات اندفاعه اليها وتلك النظره بعينيه حتي فهمت ان هناك شئيا خطا سيحدث فظلت واقفه دون حركه ..
وأستقر الهدف في مكانه بمهاره
ارتفعت صرخات الخۏف والفزع في اعين الجميع وتدافعت الجماهير يركضون خارج البرنامج وسط الصړاخ الشديد ..
القي عمر القبض علي قناص الغرفه السفليه بمهاره حيث لم يكن يدري ان هناك شرطه بالمكان فأخذ حريته ولم يدرك ان عملها كان سريا وذلك ما نجح به عمر وسلمه لرجاله ..
صعد الي الغرفه العلويه ولكن لم يجد بها سوي جثتين من رجال عبدالله امر بعض من رجاله بأخذهم الي سيارات الاسعاف التي اتت بالاسفل حتي يعرفو هويتهم فيما بعد ..
حين رأي روبرت عمر يدلف الي البرنامج ويحدث عبدالله بجهاز لاسلكي بعدها فر عبدالله من امامه .. وتذكر روبرت شكل عمر جيدا في ذلك اليوم الذي هاجمو فيه ايمان قطب .. استطاع الهرب بمهاره قبل ان يتم القبض عليه من قبل عمر الذي شعر بانه من الشرطه ..
اعتدلت مرام بسرعه ونظرت نحو داليدا الذي سقطت غارقه في دمائها فهوي قلبها بين يديها وارادت ان تذهب اليها حتي منعها عبدالله وهو ېصرخ بها بقوه .. لااا يا مراام .. خليكي مكانك
شرعت في الدموع بمراره قائله دي داليدا يا عبدالله .. سيبني ارجوك
صړخ فيها في حزم وانفعال قلت لك لا.. اياكي تتحركي
اخرج راسه من خلف المنصه ليجد الغرفتين مغلقين من جميع اتجهاتهم فاطمئن مبدأيا واخرج جسده باكمله .. وجد مسعد يسرع اليه قائلا مرااام فين يا عبدالله !!
صاح به وسط الصړاخمتقلقش بخير .. روح شوف البنت اللي اتصابت بسرعه
اسرع مسعد ينفذ ما قاله عبدالله فأخرج عبدالله اللاسلكي وقام بمهاتفه عمر واخبره كي يحضر الاسعاف بسرعه .. اخبره عمر انها بالفعل ذهبت ولكن عليه الذهاب مع مرام من الابواب الخلفيه لحمايتها حيث انه لم يستطيع القبض علي من كان بالغرفه العلويه وايضا وجد بها قتلي ..
اسرع مسعد الي عبدالله قائلا الاصابه في صدرها يا عبدالله واحتمال كبير تكون جت في القلب او قربت منه .. هي لسه فيها نبض
ما لبث ان يكمل حتي دخلت سيارات الاسعاف واخذتها .. بينما اخبر عبدالله مسعد لو كانت لمست القلب كانت ماټت ...هات العربيه بسرعه وشوف الحراس بتوعي خليهم ييجو يأمنوني لحد ما اطلع من هنا
بالفعل نفذ مسعد واتي فقط 6 حراس له يامنوه واسرع مسعد بالسياره خاصتهم من الخلف ..
دلف الجميع الي السيارات بين صړخت مرام سيبني يا عبدالله . انا مش هسيب داليدا دي ھتموت بسببي
عبدالله وهو يحاول التحكم بها اهدي يا مرام داليدا خلاص الاسعاف خدتها واحنا هنلف دلوقت ونمشي وراها متقلقيش
صاح عبدالله بمسعد الذي كان واقفا .. اتحرك يا مسعد بسرعه .. واقف ليه !!
قفز مسعد الي
السياره وادارها مسرعا وانطلق بهم نحو البوابه الخلفيه الواسعه وعبرو منها وخلفهم سيارتين الحراسه حتي لحقو بسيارات الاسعاف متجهين الي المشفي القريب.....
غبي .. دي للمره التانيه بكتشف انه الحارس ده اذكي واقوي منكم..
قالها ناجي پغضب الي رعد الماثل امامه في خوف ليكمل ناجي پغضب اكبرعايز افهم .. ليه ضړب مرام پالنار .. ليه ما نفذش اللي امرته بيه وخلصنا من اللي اسمه عبدالله ده!!
تحدث رعد پخوف ورجفه يا باشا اكيد في حاجه حصلت خلاته يعمل كده هو مش غبي للدرجه دي عشان يخالف اوامرك..
ضړب ناجي بيده علي السياره قائلا هنشوف... أقسم بالله اقتله بإيدي أو ما أقتنعتش بأسبابه!
وصل روبرت اليهم راكضا وهو يحدثهم بالانجليزيه قائلا سيدي .. حدث هجوم خاطئ .. سأقص عليكم كل
شئ ولكن تحركو من هنا اولا
نظر له ناجي وهو يكظم غضبه بينما صعب رعد الي السياره وبجواره روبرت وبالخلف كان ناجي ومعه اولفت هانم التي كانت ترتعد خوفا وهي تري ما كان يقلقها اصبح حقيقه ...
بعد ان ابتعدو قليلا والتقط روبرت انفاسه حتي تحدث سيدي .. كدت ان اطلق الڼار علي ذلك الحارس المغرور حتي فوجئت بذلك الشاب القوي الذي ھجم علينا اثناء هجومنا علي تلك المدعوه ايمان بداخل الفيلا
تذكره ناجي علي الفور فبعد تلك اليوم اصبح من قائمه اعدائه ويود ان يعرف ماهيته ولما ھجم عليهم ذلك اليوم وكيف !! ..
قال ناجي نعم اتذكره .. اكمل ما حدث
روبرت وجدته دلف الي البرنامج وبيده هو وذلك الحارس جهاز لاسلكي خاص ودقيق لم يستخدمه سوي الشرطه .. وليست اي شرطه فالبالتحديد شرطه المخابرات
فغر ناجي فاه بدهشه بينما هتفت اولفت پخوف مش قلت لك يا ناجي .. انت مسمعتش الكلام
تحدث ناجي بعصبين اليها اخرسي انتي دلوقت
ثم وجه حديثه الي روبرت اكمل ما حدث
روبرت بعدها وجدت الحارس الخاص يندفع باتجاه الدكتوره مغادرا مكانه .. وايضا الطبيبه كانت محاصره من قبل احد اخر ولكن الطلقه لم تصبها واصابت تلك المدعوه داليدا صديقتها
صدم ناجي قائلا ألست انت من اطلق الڼار عليها !
روبرت بنفي شديد لا سيدي .. لم يكن انا .. لقد غادرت مسرعا قبل الامساك بي
ارتسمت علامات الذهول والتعجب علي وجه ناجي قائلا من يكون ذلك الذي اراد القصاص من مرام !!
اجابه الجميع بانهم ليس لديهم ادني فكره بهويه ذلك القناص الاخر ..
وصلت سيارات الاسعاف الي المشفي وخلفهم عبدالله بصحبه مرام ومسعد والحراس ..
هبطو جميعا خلف محمل السياره التي تحوي داليدا واسرعو خلفها .. كان عبدالله يحاول بقدر المستطاع تهدئه مرام ويجعلها تتحكم بدموعها الغزيره ولكن صډمتها علي صديقتها التي فدتها بحياتها كانت اكبر من اي محاولات قام بها عبدالله ..
اسرعو بها الي غرفه العمليات في حين ..اتي طبيبا شابا جراحا مسرعا في هلع وخوف حقيقي حين علم بهويه المصابه حتي توقف امام مرام قبل ان يدلف الي غرفه العمليات قائلا دكتوره مرام !!
رفعت مرام وجهها اليه في صډمه قائله يوسف !!
لم تفكر بشيئا الان سوي انقاذ حياه صديقتها فقالت له متلهفه مفيش وقت .. ادخل لها بسرعه وجودك هيفرق كتير
اومأ لها رأسه بحزن واسرع الي داخل غرفه العمليات .. في حين اتجه عبدالله الي مرام اتطمني .. ان شاء الله هتكون بخير وتقوم بالسلامه
علي الرغم من عدم اطمئنانه لها ولكن ما فعلته اليوم جعله يعيد التفكير بأمرها .. فالخائڼ يفعل اي شئ الا خساره حياته لذلك كان هو ايضا قلقا عليا متمنيا ان ينجحو في انقاذها ..
بعد النصف ساعه خرج ذلك المدعو يوسف واتجه الي مرام پبكاء حار ادهش عبدالله ومسعد وايضا مرام التي جزعت من الخۏف حين ظنت انها فقدت حياتها بينما اردف يوسف بحاله مذريه بينها وبين القلب واحد سنتي .. مش قادرين نتحرك ولا عارفين نخرجها ..
لم تستطع مرام التفكير بشئ سوي انها ستفقد صديقتها بسببها وكادت ان تفقد وعيها .. بينما اسرع عبدالله ينقذها متلهفا مرااام .. فوقي .. انتي دكتوره وده شغلك .. القلب ده تخصصك ولعبتك .. دي حاجه سهله عليكي .. انتي مش مجرد دكتوره انتي أشهر جراحه قلب وتقدري تنقذيها
اسرع مسعد بأحضار مياه وقام عبدالله بنثرها علي وجهها وهو مازال يردد فوقي يا مرام صحبتك ھتموت .. انتي بتفكري في ايه
انتبهت له مرام بالفعل واخذ يجفف دموعها وهو يطلب من الطبيب المدعو يوسف احضار الملابس الخاصه بالعمليات لها واسرع بالفعل ينفذ مطلبه بينما مرام امسكت بزجاجه المياه وشربت منها حتي ارتوت ونظرت اليهم بثقه وثبات تطمئنهم انها بخير .. في حين احضر يوسف الملابس ومواد التعقيم لمرام ..
ودلفت مسرعه بصحبته وانضمنت الي الفريق الطبي الذي ما ان علم بقدومها
حتي افسح لها الطريق ووقفو جميعا خلفها ينفذون ما تأمرهم به ...
اما بالخارج كان يقف عبدالله بصحبه مسعد وهو يدعو الله ان ينقذ داليدا وان تنجح مرام بانقاذها...
عبدالله لو سمحت .. تعالي معايا دلوقت...
هتف بذلك عمر الذي اتي اليه بعد ان وجده في حين نظر عبدالله خلفه ليجده قائلا خير !! .. في ايه تاني !!
عمر بعمليه في حاجه لازم تشوفها ضروري الاول
عبدالله بقلق حاجه ايه !!
عمر اتفضل معايا وانت تعرف
ذهب عبدالله بصحبه عمر الذي دلف به الي غرفه بالطابق الاعلي في تلك المستشفي حيث كان يرقد بها جثتين هامدتين .. شعر عبدالله بالخۏف والقلق وهو ينظر الي عمر الذي ردد دول تبعك !!
كشف عبدالله غطائهم ليجدهم بالفعل اثنين من الحراس الذي امرهم بالصعود الي الغرفه العلويه اثناء البرنامج ليشعر بالالم والحزن تجاهم وكأنه ارسلهم الي المۏت بيديه فقال بحزن ايوه دول كانو من ضمن الحراس
اللي معايا
عاد عبدالله بنظره مره اخري اليهم ليجد واحدا منهم رقبته مائله فأدرك انه قتل بكسر رقبته .. ولكن حزنه تحول الي صډمه شديده وذهول كاد ان يفتك به حين رأي التي اخترقت جسد الحارس الاخر فردد وكأن صاعقه امست به
لا يمكن... مستحيل...!!!
الفصل السادس عشر
الجزء الثاني
حلقه 16
وأختر لقلبك ما يليق بحسنه..
ما ان وقعت اعين عبدالله علي التي اخترقت جسد الحارس الاخر حتي صعق من شده دهشته ..لم ينمحي من ذاكرته تلك الصور التي شاهدها علي هاتف ادهم والتي كانت عباره عن عده لقطات لچثه حمدي بعد تعذيبه وتصفيته .. لم ينسي ابدا تلك مضلعه الشكل التي لم يري مثلها وكأن الذي يجلب مثل هذا احد خبير بها وهاوي ايضا ..
كان عمر يقف بجواره وهو لا يدري بما اصابه فسأله بأهتمام اي اللي شفته خلاك تتفاجئ كده !!
نظر له عبدالله ولم يجيبه من شده صډمته وقام بالاتصال سريعا علي ادهم والذي اجابه علي الفور
ادهم انت فين !
جاي علي المستشفي اللي فيها الاصابات .. انت هناك!
ايوه .. ياريت بسرعه .. مستنيك
انت كويس انت ومرام
كويسين
طيب انا خلاص وصلت اهوه ..
وصل ادهم الي تلك المشفي وصعد حيثما يتواجدو .. التقي ب عبدالله ومعه عمر بالجوار الذي ما ان رأي ادهم حتي قدم له التحيه واخبره بأخر التطلعات شكره ادهم واخبره بأن المهمه انتهت الي هذا الحد وامره بأن يعود الي المكتب مره اخري ينتظره ويباشر العمل من هناك اما هو فسيتكفل بالاجراءات المتبقيه ..
شعر ادهم بالقلق من ناحيه عبدالله فمنذ ان هاتفه وهو يدرك ان هناك شئ خاطئ وتأكد من ذلك حين تطلع اليه .. كان يعلم انه لن يتحدث في وجود عمر وما ان رحل حتي انتبه له ادهم قائلا اديني مشيته اهوه .. خير يا ابني قلقتني!
اتجه عبدالله الي الچثه الراقده امامه وكشف غطائها فرأي ادهم اختراق لجسده وادرك علي الفور ما سبب تلك الحاله له فشعر بالتوتر ولم يدري بما يجيبه حتي نطق عبدالله نفس القاټل ... صح !!
زفر ادهم في حنق قائلا عبدالله .. ياريت تنسي الموضوع ده ولو مؤقتا لحد ما انا اجاوبك دا لو موصلتش انت للأجابه بنفسك
لم يتحكم عبدالله بعصبيته واتجه الي ادهم وامسك به من ياقته قائلا بصوت مدوي انت لسه هتقولي دور بنفسك .. انا في لحظه خسړت اخويا ومش اي خساره .. دا انا شفت جثته متعذب ومتشرح بأبشع طريقه .. وفي غمضه عين كنت هخسر مرام بسبب نفس الشخص .. نفس الشخص يا ادهم وانت جاي تقولي دور بنفسك
ارتفعت نبرته اكثر وازدادت عصبيته هو انت شايفني عيل يا ادهم بتراضيه بكلمتين ..
رد عليه ادهم بنفس النبره مسرعا افهم يا غبي ...
ترك عبدالله ياقته منذهلا يعني ايه !!
ادهم يعني كان فيه هدفين فعلا مقصودين في الليله اللي حصلت دي .. الهدف الاول كان مرام .. والتاني ....
نظر له عبدالله بأهتمام حين توقف عن الحديث فأكمل ادهم ببطئ انت ..
عبدالله پصدمه انا ..!
ادهم بهدوء وهو يعدل من ملابسه للأسف ايوه .. التفاصيل كلها كانت عندي بعد الحاډثه مباشره .. الشخص اللي ضړب ڼار علي مرام وصابت صاحبتها ده اتمسك وهمشي من هنا دلوقت علي هناك عشان يتم التحقيق معاه وهبلغك يا عم بأخر الاخبار عشان تطمن
عبدالله وهو مازال مصډوما مين اللي عايز ېقتلني !!
حاول ادهم قدر المستطاع تشتيته والذهاب بعقله الي طريق اخر قائلا والله شوف .. مين اللي ليه طار عندك سواء انت او اخوك
عبدالله معقوله ده حد بيخلص طاره مننا !! .. طب هو مين ! .. وليه حمدي يعذبه بالطريقه في حين ان هو بسهوله
ادهم الجواب عنده هو مش عندي
ادهم مش من حقي انا اني اطلع كلام مش بأيدي .. انا مش واحد صاحبك وجاي ادردش معاك في حاجه عاديه .. انا في اسرار لو طلعت من خلالي ممكن توديني انا في داهيه .. طب مسالتش نفسك انا ليه دايما جنبك وفي دهرك .. انا بحميك وبساعدك توصل بس بطريقتك انت ... فكر يا عبدالله واحسبها صح ..
كاد ان يتحدث عبدالله مره اخري ولكن قطعهم رنين هاتف ادهم من عمر فأجابه ادهم ..
خير يا عمر
..................
وازاي ده حصل .. انا جاي حالا ..
اغلق هاتفه قائلا بلهفه عبدالله خلي بالك من مرام كويس اوي .. انا لازم امشي وكلامنا لسه مخلصش
ذهب ادم مسرعا ملبيا لاتصال عمر الذي فاجأه وزاد من القلق والخۏف
بداخله ... في حين عبدالله جلس علي اقرب مقعد بالجوار وهو يتذكر ومضات من حياته مرت عليه مع اخيه وكيف كانت علاقتهم .. اخذ يلوم نفسه الان عن عجزه لمعرفه القاټل والاخذ بثأره ودارت بعقله اجوبه مختلفه .. من له فائده من مقتله او الاڼتقام منه .. أول ما فكر به هو ناجي الكافوري ولكن ناجي ليس له علاقه او معرفه سابقه بأخيه وفي نفس الوقت كان ناجي مع مرام في البرنامج وعلي المنصه وقت اطلاق الڼار فأبعد ذلك الاحتمال من عقله .. فكر مره ثانيه ليأتي بعقله كابوسه اللعېن سيف الشافعي ولكن فكر بحكمه ووضع اسباب تمنع ذلك التوقع .. فمن اين يعرف سيف بحمدي اخيه وكذلك نفذ سيف تهديده ووضع عبدالله بالسجن فلما ينتقم من عائلته .. نفي ايضا ذلك الاحتمال من عقله وكاد يجن من التفكير قائلا بنبره مرتفعه مين !! .. مين اللي ليه مصلحه في قتلي انا واخويا .. مييييييييين !!!!
اتت علي صوته المرتفع ممرضه لو سمحت يا استاذ وطي صوتك دي مستشفي وفيها مرضي
لم يجيبها عبدالله وخرج الي صديقه المنتظر امام غرفه العمليات لسه مخلصتش !!
مسعد لا لسه مطلعتش .. مالك ! .. شفت ايه اللي قلب حالك كده !!
عبدالله بضيق وهو يحاول ايقاف عقله مؤقتا مفيش .. سيب كل حاجه دلوقت وخلينا في اللي احنا فيه
بعد ما يقارب الساعه خرجت مرام وخلفها بعض الاطباء وبدا علي وجههم بعض الاطمئنان الذي بثوه مباشره علي وجه عبدالله وصديقه .. ذهب اليها عبدالله مسرعا للأطمئنان عليها ولكنه توقف كي تنهي حديثها مع الاطباء بجوارها .. رحب بها الجميع شفاهيه وغادرو بأستثناء الطبيب يوسف .. امسك بيدها بود كبير والدموع تترقرق بعينيه قائلا بجد انتي حاجه عظيمه قوي .. مهما قلت ومهما عملت مش قادر انكر ولا اخبي اعجابي بيكي يا دكتوره .. متعرفيش انتي عملتي فيا ايه .. انتي رديتيلي روحي يا دكتوره لما شفتك
كانت مرام تستمع له بسعاده بالغه بدت علي وجهها وهي تضغط علي يديه بعفويه مهونه عليه قائله انا معملتش غير واجبي يا دكتور يوسف .. وربنا اللي يعلم معزتك عندي قد ايه .. انا تحت امرك في اي وقت لأي استشاره او حاله طارئه كلمني
يوسف بسعاده متشكر اوي .. عن اذنك عشان اباشر الحاله
كان عبدالله يستمع الي الحوار وتذكر ذلك الطبيب الذي بكي حين رؤيته لمرام ولم يعلق او يلفت نظره ذلك الامر حتي الان .. حين شاهد بعينيه كيف كان يتعامل معها بأريحيه وكأنها حبيبته اشتعلت النيران بقلبه وهو يود لو يقطع يده الممدوده تلك .. ولكن ثقته بحبيبته مطلقه .. فقرر الانتظار الي ان تخبره بنفسها.. ما ان غادر حتي اتجهت مرام الي عبدالله بأبتسامه واسعه الحمدلله قدرنا ننقذها .. هتفضل 46 ساعه تحت المراقبه علي ما نتطمن علي حالتها وتستقر
لم يعلق عبدالله علي ما اردفت به وظل ينظر اليها بنظرات مبهمه اثارت الشك بداخلها في حين فهم مسعد ذلك التصرف وتدخل في الحديث مبروك يا دكتوره .. وحمدالله علي سلامه صاحبتك
مرام بود الله يسلمك يا دكتور مسعد
ثم نظرت الي عبدالله ولم تستطع تفسير تلك العلامات علي وجهه قائله مالك يا عبدالله !
عبدالله بجمود مفيش .. يلا عشان نرجع البيت انتي بقالك كتير مرتحتيش
نظرت اليه ولم تتلقي غير الجمود فالتزمت بالصمت وشعرت ايضا بالتعب والارهاق فنفذت ما قيل لها دون اعتراض ...
هبطو ثلاثتهم الي السياره وخلفهم الحرس وتوجهو الي البيت...
في نفس الوقت وصل ادهم الي مقر العمل وصعد مسرعا الي مكتبه غير مبالي بتحيات الجميع له وما ان دلف المكتب هو فين يا عمر !!
اتجه به عمر الي غرفه الحجز وما ان دلفها حتي وجد القناص چثه هامده .. نظر ادهم الي عمر بضيق شديد فأسرع عمر مدافعا عن نفسه والله يا باشا زي ما حضرتك شايف .. هما حطوه هنا وقفلو عليه ولما دخلت عشان استجوبه لقيته كده
عاد ادهمالصغيره التي وجدها ملقيه بجواره .. امسك بها ادهم وضربها في الارض پعنف وڠضب قائلا ليييييييييه !! .. ليه مفيش حد استني معاه من البهايم اللي بره
اجاب احد العساكر يا ادهم باشا هو كان متكلبش في ايديه والباب مقفول عليه والاوضه فاضيه مفيهاش حتي شباك .. وعمر باشا قال انه راجع كمان شويه وهيحقق معاه .. يعني كنا متطمنين منه
ادهم وهو يلكمه علي وجه قائلا بعصبيه شديده اغبياااء ... شويه اغبيااء شغالين .. مش المفروض كان يتفتش الاول .. بلاش دي .. ده واحد قناص كان
عايز ېقتل دكتوره في برنامج عالمي ازاي تسيبوه لوحده كده !!.. خلاص مبقاش فيه عقل!!
اعاد العسكري بأحترام احنا اسفين يا ادهم بيه ..
ادهم ساخرا هههههه اسفين !! .. لا حلوه دي .. كل العساكر اللي كانت موجوده من لحظه ما جه هتتحول للتحقيق وساعتها ابقو قولو للمحكمه اسفين .. بره كلكم
خرج العساكر كافتهم في حين اتجه عمر الي ادهم قائلا في اهتمام والحل ايه دلوقت يا باشا !!
ادهم وهو يحاول التهدئه من روعه بمۏته قطع كل الخيوط اللي كانت ممكن توصلنا للي وراه
عمر بعمليه طب ما ده يا باشا معناه ان الدكتوره مرام في خطړ
ادهم عارف يا عمر .. عارف .. والدكتوره معاها اللي يحميها وانا هأكد عليهم تاني لحد ما نشوف هنعمل ايه في الورطه دي
عمر تمام يا باشا ..
ادهم تقدر انت تروح ترتاح .. خلاص مبقاش في قضيه
عمر تحت امرك يا باشا .. تؤمرني بحاجه تانيه
ادهملا اتفضل
بدأت نسمات الفجر تداعب الليل في هدوء تام .. جلس بسيارته مهموما لا يدري الي اين يتجه .. كيف يعود الي منزله مره اخري وبأي وجه سيذهب اليهم .. لا يريد التفكير فيما ارتكبه تجاه ابنه عمه وحبه الذي حوله الي رماد قبل الاشتعال .. يعلم انه اخطأ وكان علي وشك ارتكاب ذنبا لو فعله لندم الباقي من عمره .. اسند ظهره علي مقعد سيارته في تنهد وهو يتذكرها .. منذ كانت طفله .. جميله .. بريئه .. نقيه .. لم تعرف سواه صديق او اخ .. وكان هو ينظر لها بعين طفله فقط تصرفاتها تلقائيتها عفويتها .. تذكر حين كان عمرها فقط ثمانيه سنوات واتت لها تبكي علي ضياع لعبتها وكيف بذل كل ما بوسعه كي يجدها لها فأرتمت واعترفت بحبها له لأول مره بطفوليه.. تذكر ايضا حين ټوفي والدها ووالدتها بذلك الحاډث حين كانت غير غاضبه ولا تبكي كأي طفل فقد والديه .. فقط حين مهونا عليها اخبرته بأنها فقط ستبكي علي فراقه هو وليس احدا اخر فهو اغلي ما تملك .. وغيرها من المواقف الكثيره التي جمعت طفولتهم ..
اخذ يبتسم بشده وتلقائيه حين تذكرها وكأنه مغيب .. انتشله من تلك الذكريات صوت ارتطام شديد بزجاج السياره فأعتدل في جلسته ليجد السماء بدأت في المطر وبغزاره ..
تذكر ايمان وهي صغيره حين صعد الي سطح منزلهم ليبحث عنها فوجدها ترفع يدها الي السماء وتدعو ربها بأن تتزوج عمر حين تكبر ..
خطرت بباله نفس الفكر فخرج من سيارته تحت المطر الغزير ورفع يديه الي السماء قائلا يارب .. انا عارف اني غلطت .. مش هطلب منك انك تجوزهالي لاني مستاهلهاش .. هي كتير عليا انا عارف... يارب مش محتاج غير انها تسامحني .. يااارب......
اخذ يدعو بندم وصورتها تتجسد امامه شعر بمزيج دموعه مع امطار السماء فأغمض عينيه پألم واتجه الي سيارته وملابسه جميعا مكسوه بالمياه .. صعد الي سيارته وقرر الذهاب الي شقته بمساكن الظباط حيث اخذها منذ ان تم تعيينه ولم يذهب اليها الا قليل جدا .. ولكن تذكر ان ليس له ثياب بهذه الشقه فقرر العوده الي فيلتهم لأحضار ملابسه ثم الذهاب الي شقته .. فأعتقد ان بذلك الوقت الجميع سيكون مستغرقا في النوم ولم ينتبه له احد ... وصل الي منزلهم وحرص علي ان لا يصدر صوتا بسيارته .. نزل بهدوء واخذ يتمشي داخل الحديقه الخاصه بهم الي ان انتبه لها تجلس علي مقعد وتسند ظهرها علي تلك الشجره الضخمه .. لا يدري من اي مصدر انتفض قلبه شوقا لها .. ود لو يذهب اليها ويخبرها انه اسوأ شخصا بالعالم ويعتذر لها حتي يجف حلقه .. ود لو يستطيع اخبارها انها اجمل ما رأت عينيه واغلي من دخل حياته .
فأضاف مسعد اي يا جدعان خلاص النهار هينور مش ناويين تنامو !
عبدالله لو عايز تنام محدش ماسكك اتفضل اطلع
مسعد طيب تصبحو علي خير
ثم صعد هو وزوجته التي بالفعل كانت تريد الراحه بعد يوم شاق بصحبه الاولاد .. بينما اتجهت مرام لتجلس بجوار عبدالله التي راته يعود مره اخري للشرود ....
انتي بتقولي حاجه !!
قالها عبدالله الي مرام بعد ان وجدها تقف امامه لتردف
مرام بضيق ايوه بقالي ساعتين بقولك مالك ! ..
عبدالله بهدوء مرام .. هو انتي لاحظتي حاجه غريبه في اللي صابت داليدا !
مرام بتعجب حاجه غريبه زي ايه !
عبدالله بأهتمام يعني .. شكلها طولها حجمها .. يعني كان شكلها ايه !
مرام ببساطه كانت عاديه مدببه 5 مللي تقرييا
عبدالله وهو يغلق عينيه پخوف يعني كلام ادهم مظبوط !
مرام وهو ادهم قالك ايه !
عبدالله المهم مش ادهم قالي ايه .. الموضوع كبير واللي وصلناله كان صعب عليا اوي لما
شفته
مرام بقلق وانت شفت ايه!!
هوت الجمله علي رأس مرام كالصاعقه واتسعت عيناها ذهولا هو حمدي ماټ مقتول!
نظر اليها عبدالله غير مصدق نعم هو انتي مكنتيش عارفه !
ظلت تنظر له في حاله صډمه دون ان ترد فقال هو متعرفيش انه .. ويمكن ده كانت اكتر حاجه مسيطره عليا لما طلعت من الس....
بتر كلمته قبل ان يكملها ولم تلاحظ هي ذلك فكانت صډمتها بمقټل حمدي كبيره للغايه فاكمل هو انتي بجد مكنتيش تعرفي !!
هزت رأسها نافيه والدموع تسيل من عينيها وخرج صوتها مخټنقا انا قابلت حمدي لما جه هنا الأردن اول مره لما نويت استقر فيها وكنت مبسوطه قوي اني شفته وهو كمان كان طاير من الفرحه وكان عايز يقولك بس انا حلفته انه ميقولكش لاني لما سألته عنك مرضيش يقولي وقالي استني لما عبدالله يبقي يحكيلك هو بنفسه .. بعد كده سافر مصر وعرفت انه رجع الأردن تاني واخر مره كلمني وهو في الزرقاء قالي انه لازم يقابلني ضروري في حاجه مهمه جدا لازم يقولي عليها بس وقتها انا كنت في المغرب وقلتله يستناني لما ارجع ولما رجعت ملقتهوش وعرفت انه نزل مصر واټوفي هناك .. الصدمه كانت كبيره عليا لان ربنا وحده يعلم انا كنت بعتبر حمدي ده ايه بالنسبالي من يوم ما اتعرفت عليه.... دا كفايه انه اخوك...
امسك عبدالله يدها في حنان علي الرغم من الدموع التي ملأت عينيه ايضا واستمع اليها وهي تقول باكيه في انفعال لكن
اخذ عبدالله يهدئ من روعها قائلا في حنان اهدي يا مرام .. خلاص ملوش لازمه البكاء دلوقت .. لازم نفكر مين ليه مصلحه ېقتله .. و .. وېقتلني
نظرت له مرام بدهشه وعينيها في اتساع شديد يقتلك ! ..
عبدالله بسخريه اه .. ېقتلني
قص لها عبدالله كل ما صار بالبرنامح وكيف كان المخطط له جريمتين قتل بدلا من واحده .... وقطع حديثه رنين هاتفه وكان المتصل لم يكن سوي ادهم
افندم بتتصل ليه دلوقت !
هكون بتصل ليه يعني ! .. اكيد عشان اصحيك تصلي الفجر
مش ناسي .. متشكر.
نعم !! .. انت بتقول ايه!! .. يعني ايه الكلام ده!
والله اعتقد انك عاقل وعارف يعني ايه بالظبط الكلام ده .. يعني تخلي بالك وتحط عينك في وسط راسك ومرام متغيبش عن عينك ثانيه .. تمام
تمام .. متقلقش
اغلق عبدالله الهاتف وعلي وجهه علامات الضيق والخۏف فأسرعت مرام تسأله هو في ايه !! ..
عبدالله احنا لازم نسيب الفيلا يا مرام وفي اقرب وقت .. مش حاسس انك بأمان هنا .. بس في حاجات لازم تحصل الاول
مرام زي ايه !
عبدالله زي موضوع شغلك مع ناجي وأولفت والديون اللي عليكي لازم نخلص الموضوع ده بكره ده اولا .. ثانيا في حاجات لازم تعرفيها قبل اي حاجه وتصدقيني اذا كنتي بتثقي فيا
مرام بحنو انت عارف ثقتي فيك كويس
ربت علي يديها بحنو ثم تناول هاتفها وهو يحاول الاتصال بناجي فسألت باهتمام واخد موبايلي وهتكلم مين !
عبدالله بضحك هكلم ناجي
مرام هتلاقيه نايم
عبدالله برخامه طب ياريت عشان يصحي
عمر ..!!!
قالت ايمان ذلك في صډمه وذهول وهي تفتح عينيها لتلتقي به امامها .. ظل ينظر اليها دون اجابه فأكملت وهي تنهض لتتقابل نظراتهم في تحدي خير ! .. عايز ايه مني تاني!
اعتدل عمر في وقفته امامها وردد في ارتباك قلق كنت .. خاېف .. كنت خاېف عليكي من البرد
ايمان ساخره من امته ! .. من امته پتخاف عليا اصلا ! ..
طأطأ رأسه خجلا منها وهو يغمض عينيه فقال ايمان .. انا عارف اني غلطتي متتغفرش .. بس .. بس لو انتي حابه نتعاتب انا.....
بترت ايمان كلمته بعصبيه شديده لا لحظه لو سمحت .. خلي بالك من الفاظك .. نتعاتب !! .. العتاب ده بيبقي بين اتنين في بينهم عشم .. او في طريق هيتقابلو فيه في النص لو كل واحد اتنازل من ناحيته شويه .. لكن انا اصلا مفيش حاجه بيني وبينك عشان يبقي فيه عتاب
شعر عمر بمراره شديده فردد بحنق وترجي ايمان .. ارجوكي متبقيش قاسيه كده ..
اسمعيني بس والله ربنا وحده اللي يعلم غلاوتك عندي
قهقهت ايمان قائله هههههههههه لا ما انا عرفتها فعلا غلاوتي.. غلاوتي بأنك تقول عني كلام مش فيا .. غلاوتي بأنك لما شفتني ببكي قدامك رديت بجحود وكأنك ملاك قدام شيطان .. معلش يا ضحيه معلش ..
تنهد عمر پألم قائلا يعني انتي شايفه ان ده اخرتها يا ايمان!!
ايمان بسخريه اكبر اخرتها !! .. قول انت لنفسك هو ده اخرتها .. اخرتها تنهيها بالكسره دي لقلبي!.. اخرتها تنهيها بكلام باطل.. يمكن لو كنا لسه زمان شويه مكنش ده هيبقي ردي .. لأن ياما سامحت قلبك .. كنت كتير بقول ده ماضي وفات وانقضي ويمكن غلط او كان تحت ضغط مثلا وكل اللي عدي وفات ده هنساك عشان حباك وهنسي اخطائك اللي ارتكبتها كتير في حقي وانا اعديها ..
كانت كلماتها كالخڼجر التلم الذي يغرس بصدره ببرود فقال متمنيا وليه متحاوليش تعدي دي كمان .. وانا اوعدك وحياه اغلي حاجه عندي يا ايمان اللي هي انتي انتي عمري ما هغلط في حقك تاني
ايمان پألم قائله انا روحي شبعت ۏجع يا عمر انت اللي غشيت في الكيل وحطيت ميه في عسل وقارنت الغالي بالرخيص .. لكن لما تحط السم صعب اني اعديها .. صعب اوي اني اشوف سمك بيتغلغل جوايا وېقتل كل شئ فيا واسقفلك
عمر انا قدامك وبقولك انا غلطان وان انتي انضف مني ومن اللي اعرفهم مېت مره .. بس من امته يا ايمان وانتي كده !! .. طول عمرك طيبه وبتسامحي
ايمان بسخريه طيبه !! .. طيبتي الغبيه دي ممكن تتقلب لعنه .. انا كنت باقيالك يا عمر وانت اديتني ايه غير ۏجع وحزن والم وكل طعم چرح دقته علي ايديك.. بدل المره اربعه
تركته واخذت واشاحت بوجهها عنه وردد في كسره انا من وانا بنت صغيره عملتك اكسير حياه ليا وسكنتك في روحي .. واخرتها قلت عني كلام قاسې . بجد محت كل لحظه حلوه كنت بتمني اعيشها معاك
عمر ده اخر كلامك خلاص .. هتفارقيني .. هيبقي سهل عليكي للدرجه دي تنسي كل اللي اتمنيتيه وخصوصا بعد ما انا اللي رجعتلك وبقولك شبيك لبيك اعملي فيا اللي انتي عايزاه حتي لو عايزه تقتليني
ايمان ببرود اكتشفت حاجه والله بعد الصدمه دي .. ان فراقك خير يا عمر .. فراقك ليا هيقويني .. يمكن معاك حق .. ممكن احن ساعات واشتاق لكن انا متأكده اني مش هعاني اكتر من اللي انا عانيته .. بفعل الوقت هتناسي وهتعلم وهستقوي ..ومتأكده ان ربنا هيجازيني خير عشان عمري ما غضبته ولا عصيته وكانت نيتي دايما صافيه وهفتح الباب اللي انا كنت قافلاه بسببك
عمر برجاء ايمان ..!!!
ايمان بكبرياء وبرود اذا كنت انت شايفني رخيصه وسهله ومن اعتذار هعدي الموضوع وعادي .. فأنا بقه مش شايفاك غالي يا عمر عشان اتنازل
ثم اضافت بعد ان رأت الكسره بعينيه في حكمه مقتنعه بيها بتقول رب خيرا لم تنله كان شړا لو اتاك
كاد ان يجيبها ثانيه حتي قطعه رنين هاتفه فأخرجه من جيبه ليجد مريم المتصله فنظرت ايمان وراتها ثم ابتسمت ساخره وهي تقول امشي يا عمر .. انت مش ليا
تركته وذهبت الي غرفتها وما ان اغلقت بابها حتي سقطت ارضا تبكي بحرقه وألم قائله لييييه يا عمر !! .. دا انا حبيتك ووهبتك قلبي .. ليه تعم فيا كده !! ..
جففت دموعها وذهبت كي تتوضأ وتصلي الفجر .. اخذت تسجد پبكاء والم وكسره داعيه ربها بأن يطمن قلبها وينزل عليها سكينته الي ان غفت علي سجاده الصلاه ...
في حين خرج عمر امام فيلتهم ليجدها تقف امام سيارتها وردد يوووووه يا مريم هو انتي مبتزهقيش !
مريم كل ده عشان بقولك عايزه اشوفك واخرج معاك شويه !!.. دا حتي المكالمه مستكترها عليا
عمر قلت لك عندي شغل مش فاضي مضغوط .. اعملك ايه !
مريم عمر انت مبتحبنيش
عمر طب ما انا عارف ولا اوعي تقولي انك مصدومه ومتفاجئه بالموضوع ده !!.. وعشان اللي بتخططيله واللي متفق معاكي عليه انا مش راضي انهي اللي بيننا دلوقت عشان محدش يتكلم ولا يقول حاجه .. لكن من البدايه انا مفهمك ان الموضوع كله مش هيتم وانا عمري ما هتجوز واحده زيك كانت كل يوم مع واحد شكل
مريم پغضب بس توبت وحلفتلك علي المصحف اني من بعد ما عرفتك اني لا كلمت ولا عرفت غيرك
عمر بنفاذ صبر مريم .. بقولك ايه .. ريحي نفسك وفكك
مني .. وعشان تتطمني خلاص مبقتش عايز اعاند في ايمان ولا اعملها حاجه تاني
مريم بسخريه لييه !! .. مش دي اللي زيي زيها وعشان كده اخترتني انا بالذات عشان نكمل في الخطوبه المزيفه دي .. مش ايمان دي العاھره اللي طلعت بتبيع نفسها هي كمان
هوت صفعه علي وجهها فجأه وهو يقول في صرامه ايمان انتي فاهمه واوعي في يوم من الايام تقارني نفسك بجذمتها حتي ..
ثم اخرج الدبله من جيبه والقي بها في سله المهملات قائلا وادي الدبله بتاعت اللي عمري ما لبستها اصلا اهيه في مكانها المظبوط .. ودلوقت بقه انا مبقتش ناقص قرف ولا عك ..
ثم امسك بها من ذراعها والقي بها داخل سيارتها قائلا پحده وسط انفاعلها وصډمتها ويلا بقه غوري من وشي دلوقت .. مش عارف اصلا ازاي عايزاني اشوفك محترمه وانتي جايالي الفجر لحد بيتي .. يا شيخه ابعدي بقه عندي
ثم تركها واتجه الي غرفته وجمع ثيابه في شنطه كبيره ثم ذهب الي شقته بمساكن الضباط ..
ههههههه معقوله ناجي ميردش عليكي !! ..
قالها عبدالله في تعجب الي مرام الجالسه بجواره وتحدثت مش عارفه ما قلت لك يمكن يكون نايم
عبدالله مش موضوعنا .. يبقي نشوف أولفت هانم
كانت اولفت تنتظر ناجي بالفيلا خاصتهم حيث ذهب لأجتماع طارئ مع الرؤساء الكبار .. قطع انتظارها رنين هاتفها بأسم مرام فأجابت ..
مرام ..!!
لا انا عبدالله يا اولفت هانم .. ياريت متنسوش بكره حد فيكم يكون موجود ويستحسن حضرتك عشان نشوف موضوع الشغل اللي بلغتكم عنه قبل كده .. ولا نسيتم !!
لا .. لا .. م منستش .. حاضر بكره هيكون حد موجود مننا
اغلق عبدالله الهاتف وهو ينظر لمرام قائلا خلاص بكره هنحل الموضوع .. بس في حاجه عايز فعلا اعرفها منك يا مرام
نظرت له مرام بأهتمام قائله حاجه ايه !!
عبدالله بتوتر وشغف انتي .. انتي فعلا عايزه تفضلي تحت الوصايه ولا كنتي بتقولي كده قدام ناجي وبس !
ابتسمت مرام في خفوت ثم نظرت اليه في لوم معقوله مش عارف !!
ابتسم عبدالله براحه شديده وامسك يديها وقبلها ببطئ قائلا عايزك دلوقت تسمعيني للأخر وتنفذي اللي انا هقولهولك لو انتي فعلا بتثقي فيا .. ومهما يكون اللي هتسمعيه تتقبليه من غير اعتراض بما انك موافقه إني أكون الواصي عليكي
مرام بفضول وقلق خير يا عبدالله قلقتني
وضع عبدالله امامها كل الاوراق التي تخص مرضها والتحاليل ونوعيه الدواء والمواد التي كانت تتغلغل بجسدها ولما سافرو الي باريس وسبب عوده مسعد معهم ليس فقط كي يستقر ولكن كي يصنع لها الدواء المضاد للمواد .. كانت مرام تستمع له وهي تقرأ الاوراق التي بيديها بدقه وعلقھا لا يستوعب مطلقا كل ذلك .. حتي انهي عبدالله حديثه قائلا وانتي بقه عارفه كان مين السبب في كل ده !!
نظرت له مرام وهي مازالت مصدومه بترقب شديد والدموع تتغلغل بجسدها .. اولفت هانم
نزل عليها الاسم كالصاعقه الكهربائيه التي مست جسدها فانتفضت دفعه واحده پغضب مستحيل .. !
ضحك عبدالله بسخريه مستحيل ليه !! .. ليه شايفاها بريئه قوي كده !!
مرام بأندفاع يمكن لو قلتلي ناجي كنت هقولك اه معاك حق ده اتوقع منه اي حاجه .. لكن طنط أولفت لأ .. لأ .. لأ .. متعملهاش ابدا
عبدالله بتعجب انتي عارفه انا بكلمك في ايه !! .. انا بكلمك في حياتك اللي كان فاضلها كان يوم وتنتهي بعد ما تبقي عبده مذلوله تحت رجليها .. بكلمك في سم كان يوم بتشربيه وكان بيموتك علي البطئ .. وانتي سايبه الموضوع ده وجايه تتكلمي وتقولي عن أولفت لأ .. انتي بتفكري ازاي !!
مرام باڼهيار عارفه يا عبدالله انك انقذتني ومش هنكر ده ابدا لكن اللي مش هسمح بيه انك تتهم طنط أولفت ابدا بحاجه مهما كانت .. انا من وقت ما انت رجعت وانا سايباها ومش معبراها واللي بتقولي عليه بسمعه بدون نقاش بس انك تتهمها لأ ..
ظل ينظر اليها مصډوما وكأن التي تتحدث امرأه اخري غير مرام ابنته التي ولأول مره ترفع صوتها عليه بتلك النبره طنط اولفت اللي جبتني وقعدتني في بيتها وسفرتني وعلمتني ووهبتني فلوسها 7 سنين لحد ما بقيت أشهر جراحه قلب .. في نفس الوقت اللي انت رمتني واتخليت عني فيه ولا فكرت حتي تكلمني او تتطمن عليا ... بأي حق يا استاذ عبدالله جاي بتطالبني بأني اصدق عليها شئ عاطل!! .. حتي لو كانت فعلا هي اللي بتديني الدوا .. اكيد في حاجه غلط وهي متعرفش
ابتسم عبدالله وهو ينظر الي الارض مصډوما ثم رفع رأسه قائلا بهدوء من امته وانتي بتعلي صوتك عليا يا مرام ..
هو ده احترامك ليا والكلام الحلو الكتير اللي كنتي بتسمعهولي !!
اشاحت مرام وجهها بعيدا وهي تشعر بالندم فعليا حيث لم تتخيل ايدا انها علت بصوتها الي تلك النبره ولكن ظلت محتفظه برأيها وكبريائها فأجاب هو مش ده موضوعنا .. واكيد مش هحاسبك علي الحته دي دلوقت .. موضوعنا هو أولفت واني مش هسمح لك تقربي منها حتي لو اتضريت اني احبسك يا مرام .. ثانيا من دلوقت تجبيلي كشف بحساب كل المجمعات الطبيه اللي ليكي في كل بلد من وقت ما اتفتحت واتسجلت بأسمك ... عايز كل ده دلوقت وانتي هتحضري الجلسه اللي هتبقي بيني وبين اولفت او ناجي .. بس مش عايز اسمع نفس منك
مرام بعناد ماشي موافقه بس برضه طنط اولفت ..
عبدالله مقاطعا لها بصرامه مرااام .. بقيتي بتعاندي كتير وصوتك بيعلي .. اللي قلت عليه يتنفذ وكلها 4 ايام وتخفي وتتخلصي من اللي جواكي ده .. وبعدين انا بذات نفسي اللي هكشفلك أولفت علي حقيقتها .. ودلوقت اتفضلي نفذي اللي قلت لك عليه
علي الناحيه الاخري وصل ناجي الي الفيلا ودلف مسرعا بداخلها متجها الي أولفت لسه صاحيه !!
أولفت وهي تنهض بأتجاه مكنش ينفع انام غير لما اتطمن
ناجي بهدوء اتطمني خلاص الشغل هيبدأ بالظبط بعد بكره بالمجمع هنا في مصر .. كان المفروض نبدا من النهارده بس بعد الدوشه اللي حصلت دي اتأجلت كمان يوم .. البوص متطمن واحنا كمان وشكله كده مشروع مصر هيبقي نقله تانيه
شعرت ألفت بالسعاده والنصر من حديثه ثم تذكرت امر هام علي فكره عبدالله كلمني وعايز حد فينا يقعد معاه عشان موضوع الشغل اللي قالك عليه
فكر ناجي مليا ثم قال روحي انتي .. ونفذي اي حاجه يقولك عليها .. انا عايزك ترجعي تاني لمرام وتحاولي بكل الطرق انك ترجعي تاني تاخديها في و تقعدي معاها .. انا قلقان وحاسس ان في حاجه غلط في موضوع العلاج وده مش هنعرفه الا لما حد يقرب منها .. وطبعا مفيش غيرك
اولفت يابتسامه بس كده !! .. من عنيا طبعا .. بكره هكون ام تانيه لمرام مش بس طنط أولفت ..
ناجي بحذر خلي بالك .. كل اللي محتاجه انك ترجعي ثقه مرام فيكي حتي لو بينتلها انك معاها ضدي .. مش عايز مرام تشك فيكي نهائي يا أولفت
اولفت بمكر مرام طول عمرها خاتم في صوباعي يا ناجي ..
ناجي ساخرا معتقدش .. بعد وجود عبدالله معاها معتقدش .. الاول لازم ترجعيلها وبعدها ننفذ كل اللي احنا عايزينه بهدوووووء .. واللي فشلنا فيه .. انتي اللي هتفذيه
ضحكت أولفت بمكر شديد وانتهبت لأمر هام انت لسه متعرفش مين برضه القناص التاني ده !!
ناجي وهو يتجرع كأسا من الخمر عيب لما تسألي ناجي سؤال زي ده !!
وضع الكأس علي المائده بهدوء وتناول هاتفه وقام بالاتصال برقم معين وانتظر الرد
ناجي بيه معقول .. اخيرا افتكرتني !!
الفصل السابع عشر
الجزء الثاني
حلقه 17
الي متي سنلتزم الصمت وبداخلنا براكين تحرقنا يوما بعد يوم..
كانت الساعه تعدت الثانيه عشر ظهرا حين عاد عبدالله بصحبه مسعد الي الفيلا بعد تأديه صلاه الظهر ليلتقي بمرام وهي تقدم له بعض الاوراق قائله في جمود اتفضل دي كشوفات حساب كامله لكل المجمعات بتاعتي في الدول .. وغيرت رقم الحساب زي ما قلتلي وبعد كده كل حاجه هتتحول علي حسابي الشخصي
اومأ لها عبدالله بالايجاب دون الكلام فكان غاضبا منها يتحاشي الحديث معها ولم تكن هي في حاجه للذكاء كي تفهم ذلك فدفعها كبرياؤها الي ان تتجاهل هي ذلك وتعاملت معه بالمثل .. لم تكد تذهب من امامهم حتي اصابها دوار بسيط وكادت ان تختل بتوازنها فأمسك بها عبدالله من كي تتفادي السقوط ونظر الي مسعد الذي قال تقريبا ده المړض ..!
نظر اليها عبدالله بدهشه ثم اعاد النظر اليه بس ده وشها مش بيتحول ولا حاجه ولونه طبيعي !!!
مسعد بابتسامه واسعه طب ما ده كويس يا صاحبي الحمدلله كلها 3 حقن ومش هنحتاج تاني ليه .... انا هروح اجهزها ليها .. بعد اذنكم
غادر مسعد من امامهم بينما نظر عبدالله الي مرام في سعاده وفرح قائلا سلامتك يا بابا
اغمضت مرام عينيها بضعف وهي تهز رأسها فحملها واسرع بها الي غرفتها بعنايه الي ان انتهي مسعد من عمل الدواء واعطاه لها ثم تعمقت في النوم علي الفور ..
غادر عبدالله غرفتها واغلق بابها جيدا بعد ان اطمئن عليها ليجد من يسرع اليه في فرح وبهجه وهو يقول صاحبي .. مش هنلعب بقه انت وحشتني اوي !
ذهب عبدالله حاملا اياه وهبطو الي الحديقه فوجد كل من تمارا ونور ابنه مسعد يلعبون معه في بهجه وفرح .. انزل عبدالله دومي من علي كتفه حين وجد هاتفه يرن
.. اخذ جانبا ليجيب علي الهاتف والتي لم تكن سوي ايمان تخبره بانها قادمه اليهم بعد ان اصبحت بصحه جيده فأخبرها بانها ليست بحاجه الي الدعوه أو طلب الاذن لذلك ..
عاد مره اخري الي ادم ليجده شاردا وهو ينظر لمسعد بصحه البنات .. سأله عبدالله في اهتمام مالك يا صاحبي .. سرحان في ايه كده!
قال دومي بتعمق لا مفيش .. في حاجه بس بفكر فيها
قال عبدالله في مزاح ويا تري بقه بتفكر في ايه !
نظر دومي الي مسعد ومن معه وهو يقول ليه عمو مسعد عايش مع نور بنته وانا بابي مش راضي يرجع ويعيش معايا !
تعلق دومي بعنق عبدالله الذي ضمھ اكثر وهو يربت علي ظهره في حنان ولا يدري بما يخبره فنظر له دومي والدموع تجمعت بعينيه قائلا هو ليه بابا مش عايزني يا اونكل .. ليه مش راضي يرجع من السفر...!
دهش عبدالله من الجمله الاخيره فسأله قائلا ومين قالك ان بابا مسافر !!
دومي بتلقائيه ماما كانت علي طول بتقولي انه مسافر وممكن يرجع وممكن لا
اخذ عبدالله يفكر في كلامه بحيره فقد اخبرته مرام مسبقا انها تبنت تلك الاطفال بعد مۏت والديهم فهو يعرف مرام انها ليست تلك الشخصيه التي تكذب علي طفل صغير فعاد سؤاله مره اخري يعني ماما قالتلك انت وتمارا ان باباكم مسافر !!
اسرع دومي قائلا لا يا اونكل .. بابايا انا بس اللي مسافر لكن بابا تمارا راح عند ربنا ومش هيرجع تاني خالص
تعجب عبدالله مره اخري من حديث الطفل .. هل حقا والده موجود بالحياه ومرام تعرف هويته !! .. لما لم تعطيه لأبيه مادام موجودا ! ولم اخفت الطفل عن والده .. هل من شده تعلقها به لم تريد ان يفارقها !! ام عرضت علي والده ان يأخذه ورفض .. كانت تلك الاسئله تدور برأس عبدالله ولم يستطع عبدالله ان يقرر اي منهما صحيح ..
هو ممكن يا صاحبي تقول لبابا أنه وحشني واني نفسي يرجع ويبقي
معايا..!
قال دومي ذلك راجيا عبدالله فنظر له بحنان وحب قائلا حاضر يا حبيبي .. لو كلامك ده صح انا بنفسي هشوف باباك فين وليه مش مش راضي يرجع.. وبعدين لو باباك مش موجود أنا موجود... ولا انت مش بتحبني
تعلق دومي بعنق عبدالله اكثر قائلا انا بحبك خالص قوي...
ربت عبدالله عليه قائلا في ضحك خالث أوي!!!... وانا كمان يا روح قلبي بحبك اكتر
ايمان .. انا عايزك تحضري معايا بما انك مديره اعمالها .. انتي عارفه ان لو سبتوني لوحدي علي أولفت دي او اخوها انا ممكن اقتلهم بطلقه واحده ومن غير ما اسمي عليهم حتي .. لكن اللي محتاجه اني اشوف حق مرام الاول .. فأنا عايزك تهدي الجو لو لقيتيه اشتد ما بيننا في القعده ! .. تمام..!
قال ذلك عبدالله الي ايمان التي ردت بهدوء مع اني
مش بطيقها انا كمان وهي كذلك ..بس ماشي كل حاجه تهون عشان مصلحه مرام ...
لم تكد تنهي حديثها حتي اتت اولفت هانم وهبطت من سيارتها .. رحب بها عبدالله بدواعي الضيافه فقط لا غير وجلسا هما الثلاثه علي طاوله تحت اشجار الحديقه فسألت أولفت في دهشه وتوتر امال فين مرام ! .. هي مش هتقعد معانا
قال عبدالله في صرامه افندم ! .. وانتي عايزه مرام ليه .. هي ملهاش في شغل الحسابات والعقود والكلام ده عشان كده مش هتقعد معانا
شعرت اولفت بالتوتر من فشل مخططها من ناحيه الدراما التي كانت تود تمثيلها امام مرام لتسترد ثقتها مره اخري .. فنظرت اليه في ضيق قائله وانت بقه اللي ليك فيها يا عبدالله بيه !
عبدالله بثقه للأسف ايوه يا اولفت هانم .. وعشان اريحك انا دارس محاسبه وأداره اعمال وافهم في القانون
أولفتوهو اللي دارس محاسبه ايه علاقته بالحراسه الخاصه !
عبدالله بضيق وانفعال اللهم طولك يا روح ..ممكن لو تكرمتي يا مدام أولفت تسيبك مني خالص ومن شغلي وتركزي بس في حق مرام اللي عندكم !
اولفت وماله حق مرام .. احنا مبناكلش حق حد
كانت تنظر لها اولفت بكره في حين ايمان كانت تتجاهل نظراتها تلك فقالت أولفت انتي عارفه ان انا كمان ناجي ماسك عليا ديون وعشان كده كنت انا كمان مضطره علي الوضع ده
عبدالله خلاص يا مدام أولفت .. احنا هنمشي كل حاجه رسمي وبالقانون ومش هتبقي مضطره لحاجه
تنهدت أولفت في ضيق قائله تحت امرك يا عبدالله .. طلباتك!!
تناول عبدالله بعض الاوراق وهو يقول في جديه اتفضلي يا مدام أولفت شوفي كده الورق ده .. أول ورقه فيها كشف حساب الصرح الطبي في المانيا اللي واضح جدا منه ان مفيش حد في المانيا اتعالج في الصرح مجاني وخلال السنتين اللي فاتو كانت ارباحه وصلت ل مليون .. والصرح ده كله مكلف تمنه
من بدايه الطوب الاحمر 100 مليون بس وناجي مسجل كل ده ومرام ماضيه عليه .. انتي وصل لحسابك 200 مليون دلوقت ومرام مستلمتش منك اي ورق يثبت ده صح !!
بلعت أولفت ريقها في توتر وهي تنظر للورق قائله مظبوط
اخرج عبدالله عقدا من جيبيه قائلا يبقي دلوقت تمضي لينا انك استلمتي تمن الصرح الطبي في المانيا كامل وبكده مرام اتخلصت من أول ديونها عندكم .. اتفضلي امضي هنا
اولفت بارتباك بس يا عبدالله الورق ده مع ناجي مش معايا .
عبدالله بجديه لا انا مليش دعوه دي حاجه تحليها بينك وبين اخوكي انتي دلوقتي تمضيلي علي انك استلمتي تمن الصرح ده واثبتي ملكيته لمرام ولو مش هتعرفي تتصرفي مع ناجي يبقي تحولي ل مرام الفلوس اللي وصلت لحسابك واحنا هنتصرف معاه بعد ما نروح لمحامي وناخد منه ورق الرهن والعقود
تدخلت ايمان مره ثانيه يا اولفت هانم ده حق مرام والحق ميزعلش .. شوفي الحل المناسب لحضرتك واحنا معاكي
اخذت أولفت تفكر بهدوء وهي تتذكر حديث اخيها حين اخبرها بأن تنفذ ما يطلب منها .. تناولت الورق الموضوع امامها وقالت وهي توقعهم تمام .. ادي الورق وقعته اهوه .. مبروك علي الدكتوره صرح
المانيا
هدأ عبدالله من روعه قليلا وتحدث تاني حاجه صرح الأردن بيقول انه اتعمل ب مليون واللي وصل لحسابك منه خلال السنه اللي فاتت 20 مليون بس نظرا للحالات الفقيره اللي كانت بتدخله مجانا .. ودلوقت انتي برضه تمضيلنا علي العقد لأن المبلغ اللي وصلك برضه يغطي علي المبلغ وزياده
تناولت منه العقد ايضا وقامت بالتوقيع عليه وسط زهول عبدالله ولكنه اكمل في حزم وده ورق صرح المغرب مبني ب 50 مليون والعائد منه فقط واللي وصلك 5 مليون .. وبكده برضه تمضيلنا علي انك استلمتي تمنه كامل من مرام ولسه باقي في حسابك 5 مليون يخصو مرام .. صح ولا انا غلطان يا اولفت هانم !!!
نظرت له اولفت بقلق وشعرت بذكائه وان انكارها او تلاعبها بهذا الامر سيكون ضدها بالتأكيد فهو يعي جيدا كل حرف ينطق به ويحسب حسابه بدقه .. مضت اولفت علي ذلك العقد ايضا بينما اكمل عبدالله وبكده صرح المانيا والمغرب والأردن بأسم مرام .. نيجي بقه علي ڤيلا الأردن اللي ورق رهنها كمان مع ناجي .. سعرها 5 مليون .. ودول اللي باقيين معاكي في حسابك .. برضه هتمضيلي انك استلمتي تمنها بالكامل .. واحنا بقه نبقي نتصرف فيها بمعرفتنا بعدين
قالت اولفت في دهشه تتصرفوا فيها إزاي اوعوا تكونوا هتبيعوها.. !! ..
عبدالله قاصدا و هنعوز ايه من فيلا في بلد غريبه يا مدام أولفت .. مبقاش ليها لازمه خلاص
اولفت بتوتر وضيق وهي مرام مش ناويه ترجع تاني علي الأردن !!
عبدالله بثقه لا خلاص الدكتوره هتستقر هنا
أولفت بضيق انت ليه عايزني أبعد عن مرام .. انا مش عايزه ابعد عنها
وبحبها
عبدالله بأبتسامه مستفزه لا طبعا يا مدام اولفت انا مش ناسي معروفك مع مرام واللي عملتيه عشانها .. كل الحكايه اني عايز اخلصها من الديون اللي عليها لأخوكي واللي انتي برضه كنتي السبب فيها عشان بتحبك وبتثق فيكي .. يبقي ازاي اخسركم بعض !!.. نخلص الاول من الديون دي وبعدين نبقي نعمل عقود جديده للشغل بينكم بالطريقه اللي تضمن حقها
مضت اولفت علي عقد استلام تمن الفيلا وهي تقول تمام وانا موافقه طبعا .. اهم حاجه عندي مرام .. الا هي فين مش شايفاها ليه !!
ابتسمت أولفت بثقه وانتصار في حين نظر اليها عبدالله وفهم مقصدها من تلك الابتسامه فقال دلوقت مش هيبقي فاضل غير الصرح اللي هنا في مصر وده انتي هتبلغيني بتمنه وتجيبيلي عقوده عشان اشوف مكلف كام واشوف برضه طريقه نسدده بيها وخصوصا ان لسه مرام موقعتش علي حاجه تخصه يعني هو لسه رسمي مش تحت حسابها ولا مرهون عليها
اولفت بمجامله تمام اتفقنا يا عبدالله بيه .. في اقرب وقت هيكون الورق معاك بعد ما اكلم ناجي
نظر لها عبدالله بخبث ودهاء قائلا بس مش غريبه يا اولفت هانم ان يكون وصل لحسابك المبلغ اللي يسد ديون مرام كلها اللي عندكم ومتبلغيهاش بالموضوع ده !!
بلعت اولف ريقها في قلق وهي تشعر بحصاره لها لا طبعا مش دي النقطه .. بس كل الحكايه انه مقعدناش مع بعض واتحاسبنا مش اكتر !!
تنفس عبدالله الصعداء وهو يغمض عينيه في مراره وضيق من هؤلاء الثعالب الذي ارادو الذهاب بها الچحيم من كافه الاتجاهات .. توعد لهم جميعا ولكن .. حين يأتي الوقت المناسب ..
ابتسمت يمني برقه قائله تاني .. !
ادهم وهو يجلس ويضعها علي قدمه قائلا وانا من امته بشبع منك !
يمني وهي تقبل عينيه قائله طيب مش جعان !! .. دا انا عاملالك الاكل اللي بتحبه
نظر ادهم الي الطعام بلهفه فانزل يمني بهدوء
قائلا دا ايه الجمال ده ! .. تصدقي انا فعلا وحشني اكلك .. بقالي كام يوم باكل من المطاعم
بدات يمني في تقطيع الطعام قائله يا حبيبي....
ثم اخذت تطعمه في دلال وشوق وهو مستمتع جدا الي ان انتهت فقالت بمكر ادهومي !! .. هو النهارده كام في الشهر !
ادهم بتفكير قائلا مش فاكر .. بتسألي ليه !
يمني پغضب والله!!.. لا مفيش حاجه
نهض
ادهم وتوجه الي الغرفه قائلا طيب بقه يا حبي طالما مفيش حاجه .. تصبحي علي خير
نهضت يمني هي الاخري بضيق ادهم انت رايح فين !! ..
ادهم وهو يتثائب علي باب الغرفه تعبااان ھموت وانااام
اخرج ادهم علبه صغيره من جيبيه قائلا دخلت عشان اجيبلك ده
ثم فتح العلبه ليظهر خاتم من الالماس الخالص رقيق وهادئ مثلها تماما .. صړخت يمني في في ذهول وسعاده ده ليا !! .. انا بحبك قوي يا ادهم
ادهم هديه ايه !!
يمني علي فكره المره الجايه مش هنحتفل بعيد الميلاد ده لوحدنا
ابعدها ادهم عنه قائلا في تعجب يعني ايه !
دخل روبرت ومعه رعد خلف ناجي الي الفيلا الخاصه به في انتظار اولفت كي تبث له اخر ما توصلت اليه مع عبدالله وما طلبه منها وصل قلقه ذلك الي حارسيه وهو يقول بألانجليزيه لماذا ما زلت منتظرا سيدي ! .. لما لم تسمح لنا بتصفيه امرها كما كلفنا فحسب .. لقد افتتح الصرح داخل مصر وهذا هدفنا .. فلما الانتظار !
اكمل رعد حديثه ايضا قائلا اجل سيدي .. نحن معنا توكيلا لتصفيتها .. لكنك مصر علي ان تبقيها علي قيد الحياه !
نظر اليهما ناجي في هدوء وقال في برود ليست طريقه الډم التي ستقتل بها .. بالفعل امتلك توكيل لتصفيتها ولكن يجب ان ټموت بطريقه مدروسه جيدا وهذا ما افعله الان .. فقط علينا الانتظار وايضا احببت التسليه مع ذلك الحارس الخاص
قال روبرت مفكرا اعلم ذلك سيدي .. انت تقصد امر الدواء ولكني اتذكر جيدا ان الطبيب الذي صنعه اخبرك بانها بعد اول شهر ستحتاجه بشده وتكاد تصل الي ثلاثه زجاجات بالشهر ولكنها لم تفعل ذلك .. يوجد شئ خطأ
اعتدل ناجي في جلسته وهو يتذكر ذلك الكلام ايضا ولكن مرام لم تطلب منهم الدواء بكثره في الشهر التالي فشعر بالقلق حيال ذلك فقال معك حق .. هناك شئ خطا ..
بعد ثوان معدوده دلفت أولفت اليهم قائله مش معقول عبدالله ده طلع ذكي جدا .. مش لازم نستهين به يا ناجي
في حين استدار لها ناجي قائلا في ترقب احكيلي حصل ايه وقالك ايه !! .. وعملتي ايه مع مرام رجعتي لها تاني !
اولفت لا مرام مشفتهاش ..
وبدأت تقص عليه بالحرف ما حدث بينها وبين عبدالله وكيف
خلص مرام من كل الديون التي تسبب بها ناجي .. ردد ناجي مذهولا وهو لحق يحسب كل ده امته ولا جاب الورق منين !!
اولفت قلتلك عبدالله ذكي جدا ودارس محاسبه كمان فما بالك لما الامر يتعلق بمرام .. دا مضاني علي كل حاجه في غمضه عين ومقدرتش افتح بوقي بحرف وهو حاطط قدامي كل الورق وكانه بيقولي مش هتعرفي تهربي !.. وانا طبعا نفذت كل اللي قالي عليه زي ما امرتني !
ناجي بعصبيه مكنتش متوقع انه الامر بخصوص الديون وانه ممكن يحلها بسهوله كده .. انا كنت عايزها تفضل مديونه وبعدين انتي ليه مقولتليش ان المبالغ دي كانت بتوصل لحسابك !!
اولفت بارتباك ما هو .. احنا متحاسبناش يا ناجي .. وبعدين مكنتش اعرف
لا الكلام تقوليه لعبدالله اللي قلبك من فلوسك كلها لكن انا مش هتعمليهم عليا .. طبعا صرفتيهم و ما صدقتي فرصه .. حلو اهو دلوقتي انتي اللي مديونه ليا يا أولفت وانا بقه مش ناوي افك دينك ده عشان تلعبي بديلك تاني من ورايا ..
اولفت بقلق وخوف ناجي .. اسمعني انا .. !!
ناجي بصرامه شديده اخرسي .. مرام فين وايه اخر اخبارها!
اولفت مرام لقيتها تعبانه ومعرفتش اوصلها .. تقريبا بسبب الدوا
ناجي اخر مره طلبت منك الدوا ده امته
!
اولفت بتفكير من اكتر من شهر اول ما انتقلت علي بيت عبدالله
ناجي بذهول وصدمه وانتي ازاي مقولتليش علي حاجه زي دي !!
اولفت لانها حاجه مش مهمه .. وانا متطمنه انها بتاخد الدواء بدليل اني بشوفها بتتعب كتير !
تركها ناجي وهو يركلها پعنف قائلا اخرسي .. انتي غبيه
اخرج هاتفه مسرعا وقام بالاتصال برقم معين منتظرا الرد..
ناجي بيه .. تحت امرك..
انتي قلتي ان الدوا في الشهر التاني مفعوله بيزيد وهتطلب اكتر صح !
مش ممكن !
هو ايه اللي مش ممكن !
الشهر التاني قرب يخلص وهي لسه مطلبتش القزازه التالته..
مستحيل .. ده ملهوش غير معني واحد..
اي هو !
انها بدأت تتعالج بالمصل المضاد وبكده كل حاجه هتنتهي..
لااااااا مش ممكن ده يحصل ..
اهدي يا ناجي بيه .. في
حل لكل حاجه .. انتي جيتلي في الاول وانا وعدتك اني مش هسيبك الا ومعاليها چثه مفيهاش روح .. يبقي الظاهر كده ان وقتي جه !
انتي متأكده!
عيب عليك يا ناجي بيه .. سيبلي كل حاجه واوعدك اني هنفذ وعدي ليك..
انا مش عايز غلطه..
وانا من امته غلطت ! ..
انهي ناجي الاتصال بها ثم نظر الي اوفت قائلا پحده انتي غبيه يا أولفت ..
اولفت وقد ارتفعت نبرتها هي الاخري انا مش غبيه .. انت اللي فكرت نفسك بتواجه حد عادي واستهزيت بقدرات عبدالله .. واهو دلوقت انتصر عليك وكشفك
ناجي بعصبيه شديده لاااااا مش هسمحله .. عمره ما هينتصر عليا ومرام بكره ھڨتلها قدامه وبعدها الجو يخليله عشان استمتع بتصفيته علي رواااق ...
اولفت برضه لسه بستهزي بيه ! .. براحتك يا ناجي بس انا حذرتك
ناجي هو مجرد صرصار افعصه بأيدي وقت ما احب .. بس لسه وقته مجاش .. لكن قرب .. قرب قوي !
اولفت بقلق طب انا دلوقت ايه وضعي ! ..
ناجي بحذر ابعدي عن مرام نهائي الفتره دي .. اكيد عبدالله شاكك فيكي حتي لو مش مبينلك ده .. والباقي حد تاني اللي هيكمله
ثم اضاف مفكرا اما نشوف اخرتها ايه مع ابن الحسيني !
صباح الخير انت ليه بعيد عني !
كلماتها كانت كفيله بان تمس اوتار فؤاده فأغمض عينيه في مراره وهو بقوه وقلبه يخبره بانها الان بين يديه طالبه قربه وعقله يقول لن تسامحك ان فعلت هذا وستطلب منك اخبارها بالحقيقه وحينها ستفقدها للأبد .. تنهد قائلا ڠصب عني يا مرام .. هييجي وقت واحكيلك كل حاجه
مرام بهمس طب حتي مش مسموحلي شويه !
بدأت زقزقه العصافير تداعب نسمات النهار مع طلوع الشمس الذهبيه .. نهضت
مرام من بين يديه وقالت معقول انا نايمه من امبارح الظهر!
معلش يا بابا .. بقالك اكتر من يوم منمتيش دا غير ان العلاج بيخليكي تنامي كتير .. خلاص كلها يومين بالظبط وترتاحي
تذكرت مرام ما اخبرها به عبدالله بامر ذلك العلاج وما رأته في
التحاليل والاوراق .. شعرت بالقهر والمهانه وكم كانت مضغه سهله بين ايدي الذئاب يريدو انهائها.. اغمضت عينها في ألم وحزن فأمسك عبدالله بوجهها قائلا ميمه ! .. خلاص صدقيني الموضوع قرب ينتهي متجيش علي النهايه وتزعلي .. فكري بس ان ربنا نجاكي من المړض ده واللي كانو عايزين يعملوه فيكي خلاص مش هيقدرو يعملوه تاني
لو مكنتش جنبي كنت ھموت يا عبدالله ... كنت هعمل ايه لو انت مش موجود قلي! .. ليه عايزين ېموتوني يا عبدالله ! .. ليه !
عبدالله بحنو وهو يربت عليها معرفش يا مرام .. لحد دلوقت مش عارف ليه وهيستفادو ايه من موتك .. لكن كل اللي اقدر اوعدك بيه اني احميكي وافديكي بروحي واني عمري ما هسيبك ولا ابعد عنك تاني يا ميمتي
نظرت اليه بلوم والدموع ټغرق عينيها لو كنت موجود من الاول ومسبتنيش مكنش كل ده حصل
ذلك السؤال المتكرر لديها والذي لم يدري الي متي سيظل هكذا معلقا دون اجابه .. تنهد عبدالله في حزن قائلا ارجوكي يا مرام .. متصعبهاش عليكي وعليا .. سيبي الايام تقول كلمتها ومسيرك هتعرفي..
مرام بعد ان شعرت بالامان طيب خلاص مش هفكر في الموضوع تاني .. هما الولاد فين !! .. ادم وتمارا وحشوني قوي
ابتسم عبدالله بتلقائه وقال الواد ادم ده متتخيليش خطڤ قلبي قد ايه !! .. بجد حاسس اني اعرفه من زمان ومش غريب عني .. حاسس بحاجه غريبه شاداني للولد ده .. حبيته قوي يا مرام
راقبته وهو يتحدث عن الطفل وبداخلها صراع ما بين اخباره الحقيقه وبين انتظاراها الي ان تعرف لما تركها سبع سنوات ورحل .. ولكنه منذ دقيقه اخبرها بعدم رحيله مره ثانيه وتركه لها .. قالت في تردد وقد حزمت امرها عبده .. في حاجه عايزه اقولك عليها بخصوص ادم
تذكر عبدالله حديثه مع ادم الليله الماضيه وقال انا كمان عايز اقولك حاجه .. بس قولي انتي الاول
ظلت تنظر اليه في قلق وارتباك وخوف وهي مازالت متردده اتخبره ام لا !! .. لكنها ما ان رأته يتحدث عن الطفل بتلك العاطفه لم تريد اخفاء الحقيقه اكثر من ذلك ..
طب اقفلو الباب عليكم طيب ولا انتو ناسيين ان في ناس تانيه في البيت !
قطع حبل افكارها حديث مسعد وهو يقف علي باب الغرفه فانتبه له عبدالله وقال الناس بتقول صباح الخير علي فكره الاول
مسعد بضحك صباح النور متشكر ..
ثم وجه حديثه الي مرام قائلا طلبوكي في المستشفي يا مرام عشان تشوفي حاله داليدا .. يلا اجهزي
مرام وهي تنظر اليه شاكره حاضر .. هقوم اهوه متشكره
اومأ لها برأسه وتركهم في حين قال عبدالله خلاص نكمل كلامنا في وقت تاني .. المهم دلوقت تجهزي نفسك عشان تروحي المستشفي ..
واعملي حسابك انا هاخدك من هناك علي مكان تاني .. مش هينفع نقعد هنا اكتر من كده
مرام بايماء حاضر .. اي اوامر تانيه !
ابتسم لها بحب قائلا تخصلي بسرعه عشان الفطار الاول
تركها وغادر وهي لم تجرؤ علي اخباره الحقيقه .. تنهدت بحزن وهي تلوم نفسها علي عدم اخباره بأن ذلك الطفل ابنه من لحمه ودمه ...ليس يتيما ..
وصل عبدالله بصحبه مرام الي المستشفي المحتجزه بها داليدا وما ان صعدت الي غرفتها..
دكتوره مرام ! .. كويس انك جيتي .. مش متخيله سعادتي لما بشوفك والامل اللي بيتكون جوايا
قال ذلك دكتور يوسف حين راها امامه فرددت شاكره متشكره يا دكتور يوسف .. ايه اخبار داليدا دلوقت !
يوسف بحزن حضرتك اكتر واحده عارفه حالتها .. للأسف لسه مفاقتش
مرام لسه من شويه بتقول ان بيبقي عندك امل لما بتشوفني .. وانا مطمنه وعندي ثقه في ربنا انها هترجع تاني .. عن اذنك اطمن عليها
بعد ان انتهت مرام من فحص داليدا خرجت لتلتقي بيوسف مره اخري وضع قلبها مستقر تماما .. ليه لسه مفاقتش !
يوسف بحزن مش عارف !
مرام بتفكير بعد 24 ساعه لو مفاقتش كلمني وبلغني وانا هرجع تاني ..
بس الاول نسيبها تاخد فرصتها علي مهلها.. وياريت رعايه تامه
يوسف بلهفه انا مسبتهاش من يوم ما جت ولا هسيبها لحد ما تفوق!
ربتت عليه مرام في ابتسامه حنونه وحزينه بينما عبدالله يشاهد المنظر دون تعليق ..
انهت مرام عملها وودعت يوسف واتجهت مع عبدالله الي السياره قائله دلوقت بقه رايحين فين !
عبدالله بهدوء رايحين علي بيت جديد زي ما قلت لك وفي مكان يليق بمعاليكي عن المنطقه دي ..
مرام ليه حاساك مش مبسوط ! .. في حاجه ضايقتك!
امممم .. مين
دكتور يوسف ده يا مرام ! .. استنيتك تقوليلي لوحدك ومتكلمتيش
لأنه ببساطه انت مسألتنيش .. دا غير انه مش حاجه مهمه عشان اقولها لوحدي...
عبدالله پحده بسيطه يا سلااام !!! .. دا علي اساس ان اي دكتور بتتكلمي معاه بالطريقه دي ويقولك بفرح لما اشوفك وبتديني امل والكلام الكتير اللي سمعته منه المره اللي فاتت والمره دي ! .. تعرفيه منين يا مرام!
مرام وهي تبتسم بداخلها حين شعرت بغيرته وانه مازال يحبها فقالت ممكن تهدي الموضوع مش محتاج العصبيه دي علي فكره !.. اولا عشان تشيل حته الشك دي من دماغك خالص ...
قاطعها عبدالله انا مبشكش فيكي .. لأن انتي عارفاني لو دخل الشك بيننا يبقي مش هعرفك تاني اصلا .. انا بس بسألك ليه الود الكبير ده اللي شايفه بينكم .. او علي الاقل من ناحيته يا ستي !
مرام بضحك طيب انا هقولك علي سر محدش يعرفه غيري .. واللي دايما كنت بدافع بيه عن داليدا واقولك متشكش فيها عشان هي طيبه وجدعه ومش ممكن تأذيني !
عبدالله بتعجب انا فعلا حسيت انها كويسه ومش ممكن تكون خاينه لما حطت نفسها قدامك ودافعت عنك .. مش بسهوله الخاېن تكون حياته رخيصه قدامه .. لكن ده ايه علاقته باللي اسمه يوسف ده !
مرام بهدوء اللي اسمه يوسف ده بيحب داليدا جدا وهي كذلك .. الايام اللي كانت بتتأخر فيها بالليل دي كانت بتروح تسهر معاه النبطشيه بتاعته .. كل مقابلاتها ومكالمتها كانت بتبقي معاه .. محدش يعرف الموضوع ده غيري وهي اللي عرفتني عليه لاني في وقت من الاوقات كنت بدرسله في المانيا
عبدالله بدهشه وذهول انا مش فاهم ! .. وفيها ايه لما تحبه أو لما تقابله ! .. ليه في السر يعني وتحط نفسها في موضع الشك ده ! .. ما كل البنات بتحب !!
مرام بحزن لأن لو حد عرف ان في علاقه بينها وبينه من اهلها مش هيرحموها ومش بعيد ېقتلوه ويقتولها
عبدالله بأستغراب اهلها ! .. وفين اهلها دول ! .. وبعدين ليه اهلها يرفضوا حاجه زي دي اصلا!
مرام اهلها عايشين في الأردن .. هما سايبينها براحتها عادي تعمل اللي عايزاه وتشوف حياتها لكن الحب والارتباط لازم يكون واحد منهم .. مسيحي زيهم.. والا....
سألها عبدالله ويوسف مسلم !
مرام ايوه مسلم وهو كمان مش عارف يعمل ايه ! .. بيحبها ومش بأيده حاجه ! .. عشان كده داليدا كانت دايما حريصه ان علاقتهم تفضل في السر .. وانت عارف الحيطان ليها ودان وخصوصا انها كانت عايشه معايا مع اولفت وناجي في الأردن
عبدالله الاسلام سمح ان الراجل المسلم يتجوز مسيحيه .. لكن المسلمه متتجوزش مسيحي !
مرام ده عندنا احنا في الاسلام يا عبدالله .. لكن هما مش مسموح عندهم بكده .. لازم يكون نفس المله
عبدالله يااااه .. دا علي كده الاتنين دول هيعانو قوي
مرام ايوه .. عايزه اساعدهم ومش عارفه
عبدالله ما تقلقيش .. اخلص بقه المشاكل بتاعتك واوعدك اني افكرلهم في حل وربنا يقدرني واقدر اساعدهم
مرام وهي تنظر له
بأعجاب انت طيب وجدع قوي يا عبدالله
عبدالله بأبتسام وانتي اطيب واجدع مېت مره .. ربنا يخليكي ليا
مرام وهي تتذكر شيئا ما هو انت عملت ايه مع طنط اولفت مقلتليش يعني !
عبدالله وهو يتذكر الحديث الذي دار بينهم ومحاولتهم في الڼصب عليها واخذ حقوقها فأرتسمت علي وجهه علامات الڠضب قائلا انا مش عارف اعمل فيكي ايه والله ! .. بقه في
واحده عاقله مش عارفه فلوسها كام ورايحه فين ! .. ازاي ياربي!
مرام بحزن يا عبده انا كده كده مديونه وبفلوس كتير جدا ولو اتنططت مش هعرف اسدها يبقي فرقت بقه الكام مليم اللي هيطلعولي من المجمعات الطبيه بتاعتي !
عبدالله وهو يضغط علي مغير السرعه پغضب قائلا كام مليييم !! .. نعم يا اختي ! .. مش بقولك هبله ! .. اهو الكام مليم دول سدو ديونك كلها اللي عند ناجي وحتي تمن الفيلا .. يعني دلوقت انتي برائه منه واولفت هي اللي اتدبست !
مرام پغضب نعم ! انت خليت الديون علي طنط اولفت ! ..
عبدالله وهو يحاول التحكم بأعصابه افهمي يا مرام واسمعي .. اولا أولفت مش زي ما انتي فاكره .. اولفت وناجي مع بعض يا مرام ضدك ومتقوليش ناجي لوحده .. اولفت مع ناجي .. وقلت لك استني لحد ما انا اثبت لك لكن دلوقت خلي عندك ثقه فيا انا واني مش بكدب عليكي .. ثانيا اه الديون بقت كلها علي اولفت واوعي تفكري اني ظلمتها أو جيت عليها ولا حاجه .. كل الحكايه اني شفت المبلغ اللي متحول علي حسابها منك واللي المفروض بتاعك انتي ولقيته يكفي الديون اللي عليكي وبكده خلصتك منها
مرام پصدمه معقوله الديون اللي عليا كلها اتسدت
! .. ومن الشغل بتاعي بس!.. طب ليه طنط اولفت مقالتليش ان في مبالغ كبيره بتدخل حسابها وانها تقدر علي الاقل تفك اي دين منهم عليا ! .. ليه سابتني عايشه في القلق والوهم اني هفضل علي طول مذلوله لناجي وانه في اي لحظه هيدخلني السچن !
عبدالله الحمدلله بدأتي تفهمي اهوه .. اسألي بقه نفسك ليه اولفت تعمل معاكي كده الا لو كانت متفقه مع ناجي انهم ميخلصوكيش من الديون دي ويورطوكي اكتر !
مرام پصدمهانا بجد مصدومه ومش عايزه افكر ..
عبدالله بهدوء متفكريش يا مرام عشان متتعبيش كل اللي بطلبه منك انك تنفذي اللي هقولهولك وبس .. ومبروك عليكي ملكيه المجمعات الطبيه يا دكتوره رسميا وقانونا
نظرت له مرام بحب وسعاده عارمه لدرجه انها ارادت خطفه من العالم الي احضانها وتذيقه من الحب ما يشتهي لتعلن للعالم انه حبيبها واغلي ما تملك بالحياه وانه سندها ورفيقها وصديقها الأبدي .. نظر اليها ولم يعلم بما تفكر ولكنه شعر بسعادتها فأمسك بيدها في حب وهو يبتسم لها فبدون اراده منها اطبقت علي يديه وقبلت باطنها وهي تمررها علي وجهها في شوق وسعاده .. حتي وجدته يقف بالسياره فشعرت انها تخطت حدودها معه فقالت بقلق وهي تترك يديه انت وقفت ليه !
عبدالله وهو يضحك حين فهم رد فعلها ذلك.. مرر يديه بلطف وحنان أكبر علي خدها لا عادي وقفت عشان وصلنا مش اكتر !
نظرت مرام حولها في دهشه ثم هبطت من السياره لتجد اسوار مرتفعه بشده وطاقم حرس كبير جدا جميعهم يرتدون بدل رسميه يقفون بأحترام امام تلك الاسوار بتلك المنطقه الراقيه فقالت بتعجب اي ده يا عبدالله !
اقترب عبدالله منها قائلا بأبتسام نورتي قصرك يا دكتوره
نظرت له بتعجب ودهشه قصري ! .. هو ده قصر ! .. انا مش شايفه حاجه !
عبدالله بضحك وهتشوفي ازاي وانتي بره ! .. تعالي معايا وانا هفرجك عليه واحده واحده بس خلي نفسك طويل !
مرام بفرح ليه ! هو كبير !
هتشوفي بنفسك انا مجهزلك ايه!
زاد الحماس بداخلها كطفله صغيره تجرب شيئا جديدا واخذت تبتسم في سعاده وتشوق .. امر عبدالله الحراس بفتح الابواب له فلبوا امره في طاعه وبينما تفتح الابواب الكترونيا في بطئ حتي اصدع هاتف عبدالله بالرنين .. اخرجه من جيبه وهو ينظر الي ذلك الرقم الغريب الذي لم يظهر علي شاشه هاتفه سوي كلمه unknown number .. شعر ببعض القلق فقام بالرد عليه..
الو ! .. مين معايا...!
اتاه صوت انثوي رقيق وهادئ قائلا
انا اللي عندها اجابه لكل سؤال بيدور في راسك دلوقت .. من ايام الماضي وحتي الحاضر .. قابلني في فيلتك القديمه الساعه 6 المغرب .. دا لو
عايز تعرف الاسرار اللي مخفيه عنك .. مستنياك...
الفصل الثامن عشر
الجزء الثاني
حلقه 18
وبعض الود يصان بالبعد أحيانا..
وصل الاطفال بصحبه مسعد وزوجته وايضا ايمان قطب التي اصرت علي الذهاب معهم لرؤيه المفاجأه التي اعدها عبدالله لمرام .. اخذ الجميع يستكشف القصر وينظر بتمعن الي كل ركن به من حيث الشكل الهندسي والمعماري بجانب الحدائق وحمام السباحه الكبير
وايضا التحف والاثاث العالميه ..
واااااو يا مرام .. بجد مكنتش اعرف انك غاليه قوي كده عند عبدالله .. انا في حياتي مشفتش قصر بالجمال ده ! .. دا ولا الف ليله وليله يا بنتي
قالتها زهره بأنبهار بعد ان تفتلت بالقصر باكمله بينما اطرقت مرام رأسها خجلا وهي تنظر الي عبدالله الذي كان شادرا في حين نطق مسعد مازحا دا علي اساس يعني انك شفتي قصر قبل كده اصلا ! ..
نظرت له زهره بضيق قائله والله ! .. دا بدل ما تحس علي دمك وتجيبلي واحد زيه! .. اه يا حظي القليل ياني .. مع ان عبدالله ده صاحبك بس انتو مفيكوش حاجات مشتركه خالص .. طول عمري حظي قليل انا عارفه
ضحك الجميع بأستثناء عبدالله فأكمل مسعد مزحه وهو يوجه كلامه لعبدالله شفت يا عم عبدالله عمايلك !! .. وهو يعني عشان تبان جنتل قدام الحته بتاعتك تجيبلي انا التهزيق !
رفع عبدالله رأسه إليه بعدما انتبه الي ما أردف به الحته بتاعتي!... بيئه أوي
مسعد بضحك طول عمري الحمدلله
لم يجيبه عبدالله بينما نظر في ساعته وقال معلش يا جماعه .. عندي مشوار مهم نظر الي مسعد وزوجته مسعد انك واسرتك البيت بيتكم وفيه هنا ييجي 15 اوضه اختار اللي يعجبك .. عن اذنكم
ثم تركهم وغادر دون انتظار تعليق اي منهم شعرت مرام بالقلق منذ تلك المكالمه التي اتته وبدلت حاله علي هذا النحو ..
هو راح فين ومشوار ايه ده !
وجه ذلك السؤال مسعد الي مرام التي نظرت اثار عبدالله وقالت في خفوت مش عارفه ..
بعد غروب شمس ذلك اليوم ..امام تلك الاسوار العاليه كانت تجلس امرأه يكسو علي ملابسها السواد وعلي وجهها
الحزن الدفين تفرك يديها في توتر وهي تنتظره .. لا تدري كم من الوقت مر وهي علي هذه الحاله بعد كل هذه السنوات ستراه مره اخري وتملي عينيها منه كانت بين الحين والاخر تنظر الي ساعه يديها في توتر وكأن الوقت لا يمضي .. وعلي ملف الطريق من بعيد لمحت سياره قادمه اليها فشعرت بأنها له وتهللت اساريرها الحزينه حين رأته توقف بسيارته ونزل منها وهو يقف امامها يتفحص ملامحها بدقه معقوله ! .. انتي سمر !!
تراقص قلبها فرحا وهي تمد له يديها مرحبه به قائله في اعجاب ازيك يا عبدالله وحشتني قوي .. احم .. قصدي يعني ليك وحشه والله !.. لسه شكلك زي ما هو متغيرتش
تردد قليلا ولكنه ادرك يدها الممدوده فمد لها يده ايضا متشكر يا سمر .. بس معقوله انتي اللي كلمتيني ! .. واسرار ماضي ايه اللي انتي هتقوليهالي
نكست سمر رأسها لأسفل في الم وحزن وصل الي عبدالله فشعر بها وتعاطف لحالتها التي اصبحت رثه متعجبا قائلا لنفسه بقي معقوله دي سمر اللي مكنتش بتهتم غير بنفسها وشكلها عشان تكيد اللي حوليها !! .. اي اللي جرالها وغيرها كده وبقت عامله زي الست اللي عندها خمسين سنه !!
رددت سمر في الم انا جايالك يا عبدالله وطالبه
منك انك تساعدني وفي نفس الوقت تساعد نفسك ..
عبدالله انا مش فاهم حاجه قصدك ايه ! .. وبعدين مش انتي من شهرين كنتي جايه هنا برضه ! ..ايه تبريرك بقه للي حصل ! .. تظهري فجأه قدامنا وبعدها حد يضرب علينا ڼار ونتفادي الموقف بصعوبه ونرجع نلاقي سيادتك فص ملح وداب
هبطت الدموع من عيني سمر بغزاره قائله والله العظيم ما ذنبي انا عارفه ان يمكن تكونو شكيتو فيا بس اقسم بالله يا عبدالله انا وقتها برضه كنت حابه اسلم عليك لما عرفت انك خرجت من السچن لانك كنت واحشني .. وبرضه كنت محتاجالك وقتها زي ما انا لسه محتاجالك دلوقت
شعر عبدالله بكم الحزن والالم بداخلها فربت علي كتفها وهو يحاول تهدئه روعها قائلا اهدي يا سمر .. انا احساسي فيكي عمره ما يخيب وعشان كده وقتها لما ادهم اصر انك يستجوبك انا وقفته وقلتله ان انتي هترجعي تاني .. واهوه اللي قلته طلع مظبوط
نظرت اليه سمر وسط بكائها قائله متشكره يا عبدالله
عبدالله بود طيب مش هنتكلم هنا .. تعالي جوه
وقام بفتح البوابه الكبيره لتلك الفيلا مرحبا بها في الداخل وقام بصنع فنجانين من القهوه لهما ..
عبدالله وهو ينظر اليها في اهتمام طيب مش هتقوليلي بقه وتحكيلي عايزاني في ايه !
جففت سمر دموعها بيدها واخذت نفس طويل واطلقته ببطئ قائله سيف .... !
انتهي عمله لذلك اليوم يوما لم يكن مختلفا عن بقيه الايام فمنذ ان غادر بيت اهله والايام تمر تباعا لا يبالي بها .. يذهب لعمله يؤديه كما ينبغي ثم يعود ادراجه الي تلك الشقه الكئيبه التي انتقل اليها مؤخرا .. جمع اغراضه بجانب مفاتيحه وهاتفه وقبل ان يغادر مكتبه استوقفه احدهم وهو يطرق علي باب الغرفه فأذن له ..
عمر
بيه .. الحمدلله اني لحقتك
قال ذلك اسلام بعد ان دخل غرفه مكتب الرائد عمر ووجده يهم بالذهاب .. اجابه عمر بلامبالاه خير يا اسلام ..
اسلام بتوتر وارتباك انا .. انا .. كنت عايز اتكلم مع حضرتك في موضوع كده يعني .. لو تسمحلي!
وضع عمر هاتفه ومفاتيحه علي المكتب مره اخري وهو يشير اليه بالجلوس .. فاكمل اتفضل .. موضوع ايه !
اسلام بارتباك احم .. هو حضرتك ايه رأيك فيا !
عمر بتعجب يعني ايه !
اسلام بتوتر يعني حضرتك شايفني ازاي كشخصيه .. اخلاقي .. شغلي .. كل حاجه
عمر وهو ينظر له بأستنكار انت مقعدني عشان تقولي قولي رأيك فيا ! .. انت بتهزر !
اسلام باحترام العفو يا فندم بس .. انا قلت كده عشان ده هيترتب عليه حاجه تانيه هقولها لحضرتك دلوقت !
عمر بنفاذ صبر اسلاااام .. جيب من الاخر !
اسلام بصراحه انا من يوم ما كنت مع حضرتك عشان ننقذ الانسه ايمان بنت عمك وانا مش قادر انساها .. انا كنت حابب اكلم حضرتك الاول بحيث انك تكلم اهلها في البيت عني وتتوسطلي عندهم عشان اجي اتقدم لها
عمر بتلقائيه وڠضب ومين قالك انك تستاهل ايمان !! ولا مين قالك اني موافق اصلا!
اسلام بدهشه وليه شايفني اني مستاهلهاش ! .. ما انا قلت لحضرتك قولي رأيك فيا وانت مرضتش .. وبعدين انا قلت كده من باب الاحترام لحضرتك لكن المفروض الرأي الاول والاخير ليها هي .. وبعدين ابوها وامها
نهض عمر من علي المكتب وهو يلتقط اغراضه
مره اخري بغض وردد تمام .. روح بقه دور علي مواضيعك دي بنفسك متدخلنيش انا .. انا مش ولي امرك
خرج وتركه في حيره من
امره علي تصرفه هذا فقرر اللجوء الي المقدم ادهم .. بينما توجه عمر الي سيارته وقادها باقصي سرعه وهو لم يندرج تحت تفكيره الا امر واحد فقط .. ماذا ان وافقت ايمان علي عروض الزواج تلك واصبحت يوما ما لغيره !!
هو من اخطأ وعليه تحمل نتيجه اخطائه .. حتي وان كلفه الامر عشقه الوحيد ..
سيف يا عبدالله من وقت ما مرام بعدت وانت دخلت السچن .. يعني بالظبط من سبع سنين .. اتحول 180 درجه .. بقي حاجه عمرنا ما شفناها ولا تخيلنا انها ممكن تكون موجوده .. استغل مۏت والده وان محدش بقي ليه كلمه عليه واتحول لشيطان .. ساب خطيبته بعدها وكانها فرده جزمه كان لابسها يومين ولا كأنها كانت بنت ناس وبابا مديلهم كلمه والمفروض نحترمها .. فضل يدور علي مرام كتير بس معرفش يوصلها دا طبعا بعد ما ساب المخابرات وبقي في الشرطه العاديه و سجل والدي وتاريخه شفعله عند المدراء بتوعه ومرفدهوش بعد الجرايم اللي كان بيعملها وبيستغل سلطته في حاجات كتير غلط .. ومحدش وافق من صحابه اللي كانو معاه في المخابرات انهم يساعدوه ويدوله معلومه عن مرام وتحديدا ادهم اللي كان متأكد انه يعرفها او ليه علاقه بيها .. ومن يوميها وهو بقه بيكره ادهم .. وكل يوم بقه شرب وخمره وحريم .. بيشوف مرام في كل واحده وبعد ما يفوق يكتشف انها مش هي ويرميها بره شقته .. ماما حاولت كتير اوي معاه ومفيش فايده .. لحد ما تعبت وجالها الضغط .. كل يوم كانت حالتها بتسوء ونفسيتها بتتعب اكتر بسببه وهو مش فارق معاه اي حاجه . انا كمان حاولت كتير قوي بس برضه مفيش فايده ..
ثم شرعت في بكاء ونحيب وهي تكمل لحد ما في يوم رجع وكان سکړان جامد .. ماما كانت مستنياه يرجع بس هو .. هو افتكرها مرام وحاول ېتهجم عليها .. ماما ضړبته جامد وحاولت تفوقه بكل قوتها بس زقها وطلعها بره وقفل علي نفسه الباب ونام .. وماما في اليوم ده تعبت اوي .. اخر حاجه كانت متوقعاها ان ابنها يعمل معاها كده ويحاول ېتهجم عليها .. قضلت ټعيط طول الليل وانا مش عارفه اهديها ولا عارفه اعمل ايه .. لحد ما نامت ومصحتش .. كان الضغط وصل عندها ل وجاتلها جلطه وماټت فيها ..
لم تستطع التحكم ببكائها وهي تتذكر تلك الايام فاقترب منها عبدالله ولا يدري ماذا يفعل فأخذ يربت علي كتفها بهدوء قائلا ده عمرها يا سمر وكل واحد مكتوب له وقت ھيموت فيه .. ربنا يرحمها
اخذت سمر تجفف دموعها مره اخري وهي تشهق في الم بينما اضاف عبدالله بس برضه يا سمر مقولتليش هتفيديني في ايه وافيدك في ايه !
سمر بحزن انا مبقتش قادره اعيش معاه في بيت واحد .. كل يوم بيدخل علي نفس الحاله يا عبدالله وبمعجزه قدرت اخلص نفسي منه ومن قرفه وروحت قعدت
عند واحده زميلتي لحد ما كلمتك الصبح ..
كانت سمر بين الحين والاخر تبكي وتجفف دموعها في حلقات
متواصله وعبدالله يشاهدها بتأثر وقد رق قلبه لحالها ولكن مازال حريصا بعض الشيئ فقال وبعدين يا سمر ! .. انتي عايزاني احميكي مثلا من اخوكي ! .. طيب اشمعنا انا ! .. وبعدين انا شايف ان انتي بس المستفاده دلوقت مش انا ..
سمر مسرعه لا ما انا قبل ما اخرج جبت لك دول
ناولته بعض الاقراص المدمجه CD قائله السيديهات دي عليها برائتك يا عبدالله .. دي تسجيلات الكاميرا للجريمه اللي حصلت ورحاب .. دي اللي سيف زورها وخفي الحقيقيه عن المحكمه عشان ټتسجن .. خدهم يا عبدالله وقدمهم مره تانيه وافتح قضيتك تاني عشان تاخد برائه وسيف يتعاقب ويتسجن وانا ابقي حره واعيش في امان انه مش هيأذيني
تناول عبدالله منها تلك الاقراص وهو يتطلع اليها حينا ويتطلع الي سمر حينا اخر مفكرا وشاردا فانتشلته سمر قائله قلت ايه يا عبدالله !
عبدالله انتي متجوزتيش يا سمر !
سمر اتجوزت .. واتطلقت بعدها بسنتين
عبدالله يعني انتي دلوقتي عايزاني اعملك ايه بالظبط !
سمر وهي تشرع في البكاء احميني منه يا عبدالله ارجوك .. لحد ما انت تقدم الحاجات دي ويتقبض عليه عايزاك تحميني .. انا بقيت عايشه في ړعب ومليش حد في الدنيا.. وعارفه ان انت وحتي بعد كل اللي كنت بعمله زمان معاكم .. انك هتفضل جدع وشهم وعمرك ما تبعد ايدك عن حد محتاجلك
عبدالله مفكرا عايزه مكان يحميكي عنه يعني !
اسرعت سمر لااا مش اي مكان يا عبدالله ... انا عايزه افضل تحت عينيك .. سيف لو عرف انك
مخبيني
سمر بايماء وهي تخرج بعض المكالمالت والارقام من علي شريحه وضعتها علي هاتفها قائله ايوه طبعا .. شوف كده الارقام والمكالمات دي .. اول مره لما انا جيت هنا مكنتش اعرف انه هينفذ حاجه من اللي بيخطط لها والا مكنتش جيت .. وقتها كان عرف انك خرجت من السچن وحاول يقتلك تاني عشان كده اجر البلطجيه دي وحاول يخلص عليك انت وادهم .. ولما عرف ان البلطجيه اتمسكو وخاف ليعترفو عليه او ينطفو بكلمه بعتلهم اللي يخلص عليهم في السچن
ثم اكملت وهي تظهر له مكالمه صوته برقم اخر وده واحد.. قتال قټله او قناص زي ما بتسموه .. كان متوصي عليه ليك في يوم البرنامج وافتتاح الصرح بتاع مرام .. بس في حاجه غلط حصلت .. هو كان قصده في الاول انه يشوش عليك عن طريق انه يوجه سلاحھ علي مرام وانت تلاحظ ده وتروح عندها وتحميها ووقتها هو يقتلك وتظهر في الصوره انك كنت بتدافع عن الدكتوره واتصبت وهتبان انهم ارهابين .. لكن انت اتفاديت الموقف جت في واحده تانيه ..واللي انت متعرفهوش ان القناص ده كان متنازل عن حياته لو فشل .. سيف ادي مبلغ كبير جدا لعيلته عشان ېموت نفسه لو اتمسك
اطرق عبدالله مفكرا وهو يستمع الي تلك المكالمات وينظر الي الارقام ويربط الخيوط ببعضها وبعد وقت قصير ردد لنفسه يعني في اتنين كانو عايزين يقتولي في البرنامج !
سمر بتقول ايه ..!
عبدالله وهو ينظر لها مفيش .. خلاص انا كده فهمت انتي عايزه ايه .. يلا بينا
سمر بتعجب ايوه علي فين ! ..
عبدالله وهو ينظر اليها مش عايزه
تبقي تحت عنيا ! .. يبقي مفيش غير القصر .. ودي اقل حاجه اقدمهالك بعد الالغاز اللي انتي وضحتيهالي دي
سمر برفض لا يا عبدالله .. اكيد المكان ده فيه مرام وانا مش عايزه اكون سبب لمشاكل بينكم .. حتي لو قعدت معاها اكيد هتسأل انا جايه ليه وانا مش عايزه حد يعرف باللي حكيتهولك ده مش عايزه اتفضح يا عبدالله انا استئمنتك
عبدالله بثقه سمر .. ثقي فيا اني مش هخذلك .. يلا تعالي معايا وملكيش دعوه بأي حد ولا اي حاجه
كانت الساعه تعدت العاشره مساءا حين وصل عبدالله بصحبه سمر الي القصر .. ولم يجد به سوي مسعد وزوجته فقط الذي مازالو مستيقظين فتقدم بصحبتها تجاه مسعد بقلق قائلا فين الباقي يا مسعد ! .. مرام والعيال !
مسعد نظر له بعد ان كان يتطلع الي تلك التي بصحبته وقال العيال نامو وكمان مرام .. انت كنت فين ! .. ومين دي !
نظر عبدالله سمر المنطويه علي نفسها ثم علي مسعد وقال هقولك بعدين ..
ثم وجه حديثه الي سمر قائلا سمر ! .. دلوقت انتي هترتاحي في اوضه من اوض الضيوف .. تعالي اوصلك عليها
قام عبدالله بأيصالها الي غرفتها وما ان هم بالرحيل حتي امسكت بيديه قائله في ترجي ممكن تفضل معايا شويه !
نظر الي يديها المشتده علي
يديه فسحبت يدها علي الفور بينما هو اردفلا مش وقته انا تعبان ودماغي واجعني .. وقت تاني يا سمر .. تصبحي علي خير
اغلق الباب غلفها بينما هي مازالت تشم رائحته العالقه بالغرفه قائله في تنهد وانت من اهله .. يا عبده
هبط عبدالله الي صديقه مره اخري فوجده جالسا يرتشف فنجانا من القهوه وبجواره زوجته وايمان ..فردد مسعد اصبلك يا حنين !
نظر له عبدالله بضيق وقال بطل رخامه يلاا .. وصب فنجان
ناوله مسعد القهوه وقال مش ناوي تقولي مين دي .. مش عارف ليه حاسس انها مش تمام .. وان بكره هتبقي ڼار بينها وبين مرام
عبدالله.. بس انا مضطر بعيد عنك !
مسعد بضيق وانت بقه هتوضحلها انت مضطر ليه وهي هتقتنع .. دا لسه اول يوم في القصر وانت رايح جايبلها واحده فيه وكلامك بيقول انها تعرفها قبل كده ..
عبدالله وهو ينفث دخان سيجارته ومين قالك اني هقولها انا جايبها ليه .. متقلقش .. ان شاء الله هلاقي طريقه اقنع بيها مرام
اممم طريقه ! .. طيب انا رأيي بقه ان مفيش طريقه غير انك ترجع وتتجوزها من تاني وتعرفها انك لسه بتحبها ووقتها بس هتقتنع ان مفيش في قلبك غيرها والباقي كله ملوش لازمه...
نظر له عبدالله دون التعليق فاكملت زوجته يا عبدالله انت ليه مستني ! انا شايفاها لسه بتحبك .. مش بتحبك بس دي بتعشقك .. وحاسه انها مستنيه تسمع كلمه واحده منك بس وهتلاقيها بين ايديك .. انت ما صدقت لاقيتها تاني ف ليه تضيعها !
قال عبدالله في حيره عارف .. عارف يا جماعه
والله .. بس كل مره بقرب منها بتسألني انا كنت فين السنين اللي فاتت دي !
لوح مسعد بيديه غاضبا طب ما تقولها يا اخي .. هتاخد وقت علي ما تستوعب بس هترضي بالامر الواقع وتستسلم بحبها ليك
عبدالله معترضا قصدك هتاخد وقت عشان تشفق عليا
بعد ما تفوق من صډمتها .. وانا طبعا عشان واثق من حبها ليا اقوم استغل الحب ده لصالحي .. لا يا مسعد مش انا اللي اعمل كده !
هب مسعد واقفا في عصبيه متقدرش ليه ! .. انا لما سمعت حكايتك كلها اينعم اتفاجئت بس عرفت انك مظلوم عشان انت صاحبي ومصدقك وفاهمك .. يبقي مرام مش هتفهمك وتصدقك .. انت بتتكلم علي واحده لسه هتتعرف عليها ومتعرفش انت مين ! ... دي مراااتك .. واحده كانت بتخبط في الدنيا وعقلها صغير انت شكلته علي ايدك وخليتها تعشقك .. واحده عارفه انت مين وظروفك كلها وحالتك ايه وحافظاك اكتر من نفسك
عبدالله بعصبيه مواجهه انا عارف كل ده ومش مستني منك انت اللي تقولي عليها .. لكن مش قادر يا مسعد .. دي بالذات مش هستحمل نظره شفقه واحده ليا .. خاېف .. انت ليه مش عايز تفهمني !
تدخلت ايمان في الحوار قائله تسمحلي يا استاذ عبدالله بس متهيقلي احساسك المره دي مش في محله لأن حضرتك اكتر واحد عارف وشايف هي قابلتك ازاي اول مره بعد ما ظهرت تاني.. اتعصبت وطلعت كل اللي جواها وكله مكنش بيدل غير علي الحب وبس .. بعد كده نسيت وماصدقت ان انت معاها ومبقتش عايزه حاجه تاني غير انها تكون جنبك .. يا استاذ عبدالله انا عشت مع مرام خمس سنين في بلاد بره وشفت الفرق بين حالتها هناك ودلوقت .. وانا بقولك اني من يوم ما عرفتها عمري ما شفتها سعيده زي دلوقت
اشاح عبدالله وجهه بعيدا عنهم فردد مسعد ماشي يا عبدالله براحتك .. بس خلي بالك هي مش هتستناك كتير .. يلا يا زهره نطلع ننام ..
ثم استدار اليه مره اخري مضيفا نسيت اقولك .. هي اخدت اخر حقنه وكده خلاص مبقاش في خطړ عليها وبقت كويسه ..
تمتم عبدالله في ضيق متشكر يا مسعد
قال مسعد متهكما العفو يا تاعبني
قالت ايمان وهي تجمع اغراضها انا كمان هضطر امشي يا استاذ عبدالله .. عن اذنك
قال لها طب استني اوصلك !
ايمان لا خلاص دول عشر دقايق واوصل مش مستاهله .. تصبح علي خير
رد عليها التحيه وجلس علي المقعد بمفرده اخري جالت بعقله ذكريات كثيره .. ذكريات تربط بين حاضره .. وماضيه
كان يجلس علي اريكه منزله ضاحكا فأتت اليه زوجته وهي تقدم له طبق سلطه الفواكه قائله طب ما تضحكني معاك طيب
التقط ادهم قطعه من الفراوله قائلا بضحك علي عبدالله اللي ما صدق ان سمر قالتله حاجه وهيقعد يفكر ويربط الخيوط ببعض ومش هيجي يقولي عشان مقطعش عليه اللي وصله زي كل مره .. ميعرفش اني عارف كل ده وسابقه بخطوه دايما
يمني بلوم مع اني لسه مش فاهمه حاجه قوي .. بس استاذ عبدالله ده انسان
عاقل جدا ومش متهور .. مش عارفه ليه انت تاعبه معاك كده !
بصي .. عبدالله فيه كل حاجه حلوه .. ذكي جدا وعاقل وحكيم و عنده خبره يحسسك انه فاهم الدنيا دي كلها .. وجسمه ولياقته ولا اتخن ظابط عندنا .. بس الدنيا ظلمته ووجعته قوي وهو مكنش يستاهل ده .. دخل سجن سبع سنين ظلم واتفرق عن مراته وحبيبته .. واليوم اللي يخرج فيه يلاقي اخوه مقتول ومتشرح بأبشع طريقه.. وعشان كده انا خاېف منه علي
نفسه .. عقله واقف ومتثبت علي اللي قتل اخوه .. حطيت مرام في سكته وعارف انه برضه هيوصل في الاخر لهدفه بس قلت مرام بالحړب اللي بتدور حوليها دي هتشغله..لكن لا برضه لسه جواه حته الاڼتقام .. والاڼتقام ده لما بيسيطر علي حد بيعميه تماما .. يعني بكل ثقه اقدر اقولك ان مش ده عبدالله الهادي الرزين العاقل اللي كنتي تعرفيه الاول .. ده واحد الدنيا جت عليه لأقصي درجه ومبقاش فيه حيل خلاص .. عايز يطلع الطاقه اللي جواه كلها في الاڼتقام...
انا بثق في رأيك وطالما انت شايف ان ده الصح يبقي خلاص ..
يمني وهي تلف يدها حوله قائله قول يا حبيبي
ادهم بهمس ما تيجي نخاوي الواد اللي جوه ده!
قهقت يمني بصوت مرتفع قائله نخاوي ايه يا ادهم هو لسه كمل شهر !
ادهم ما هو يدوب نلحق ندخله واحد كمان معاه ويبقو توأم واحد اكبر من التاني شهر مش مشكله!
قهقت مره اخري انا بقالي سبع سنين في طب وعمري ما سمعت عن الاختراع العجيب بتاعك
ده !
نهض ادهم وهو يتجه الي غرفته قائلا عشان مش هتلاقيه في الطب يا روحي .. مش هتلاقيه غير عندي وفي انا وبس .. تعالي اوريهولك
ما ان وضعها علي السرير وهم بخلع ملابسه حتي سمع رنين جرس المنزل فأرتدي التيشيرت مره اخري متمتما في ضيق دا مين اللي معندوش ډم ده دلوقت !
ضحكت يمني مره اخري بينما ذهب هو الي الخارج ليري من الطارق...
اسلام !!!
نطق ادهم تلك الكلمه وهو ينظر له ثم الي ساعته فنطق اسلام في ارتباك انا اسف اني جيت في وقت زي ده .. تليفون الشغل متفعل علي المراقبه ومعرفتش اكلمك والشخصي مقفول مكنش قدامي حل غير اني اجيلك..
ردد ادهم في قلق ولهفه في حاجه حصلت في الشغل !
اسلام بنفي لا لا خالص .. انا جاي لموضوع شخصي .. ولتاني مره بعتذر
ادهم وهو يتنفس الصعداء قائلا طب تعالي .. مش هنتكلم علي الباب
ادخله ادهم الي غرفه الجلوس واحضر كوبين من الشاي قائلا شكلك قلقان من حاجه ولا عملت مصېبه اعترف اعترف انتو تلامذتي وعارفكم !
ابتسم اسلام رغما عنه قائلا طول عمرك زي الاخ لينا قبل ما تكون قائدنا يا فندم ..
ادهم مازحا هو انت خليت فيها فندم ! دا انت جايلي الساعه 12 بالليل وبتقولي موضوع شخصي .. ارغي يا عم وقولي خير!
قص عليه اسلام ما حدث يينه وبين الرائد عمر اليوم بالتفصيل فأطرق ادهم مفكرا في حين اضاف عمر حضرتك مقولتليش رأيك !
تنهد ادهم قائلا وانت عايز رأيي في ايه بالظبط !
في اللي قولته !
اسلام .. هو ليه ايمان بالتحديد !
حبيتها ..
ادهم بدهشه حبيتها ! .. وده حصل امته ولا ازاي ! .. شفتها كام مره ! .. كلمتها كام مره ! .. عرفت ايه عيوبها ومميزايتها ! .. عرفت بتحب ايه وپتكره ايه! .. عرفت ايه اللي في قلبها واذا كان خالي ولا فيه حد تاني ! .. عرفت ظروفها واهلها وتقبلتها بكل اوضاعها ! .. حاجات كتير لازم تسأل نفسك عليا قبل ما تقول كلمه حبيتها دي ! فجاوبني يلاا !
نظر له اسلام بابهام وهو يبحلق به پصدمه .. فهو علي
حق ولم يفعل حرفا مما نطق به للتو فتفهم ادهم سكوته وهو ليس سوي النفي فقال يبقي اول حاجه متقولش حبيتها .. عشان ده يمكن مجرد اعجاب مش اكتر وممكن يروح لمجرد اجابه بالنفي علي سؤال واحد من سألتهولك ده .. !
زفر اسلام بضيق قائلا هو انتو ليه مش واضحين معايا .. طيب انا معرفش اي حاجه من دي .. ومتهيقلي ايمان مش بتاعت الحب والكلام ده ومش هتقبل اي حاجه غير بالحلال وعشان كده حسيتها مختلفه وعجبتني .. وعايز ادخل البيت من بابه .. قبلوني دا يبقي يوم المني .. ولو رفضو يبقي مفيش نصيب
طب ولما انت عايز تدخل البيت من بابه .. جايلي انا ليه!
حسيت من كلام عمر بيه انهم هيرفضوني لمجرد انه عايز كده وشايفني مستاهلهاش .. لكن وجود حضرتك هيفرق معايا وحضرتك ليك كلمه علي عمر بيه برضه
الكلام ده في الشغل لكن في الحاجات العائليه دي لا
عمر بيه بيحترمك وانا متأكد ان وجودك هيفرق
طيب ربنا يسهل ..
سيبلي الموضوع ده وانا هشوفهولك .. حاجه تاني !
اسلام بتردد اه .. هو .. هو انتو فعلا شايفني مستاهلهاش !
ادهم بضحك وانت بتمشي ورا كلام عمر ! .. وبعدين من امته رجالتي معندهاش ثقه في نفسها !
ابتسم اسلام في سعاده وهو يري بابا من الامل فتح امامه فقال متشكر جدا يا ادهم بيه .. واسف علي الازعاج !
ادهم وهو يودعه ايوه مزعج وياريت متكررهاش تاني
ضحك اسلام وغادر من بيته في حين توجه ادهم الي زوجته مسرعا فوجدها مستلقيه علي سريرها وتذهب في نوم عميق .. اقترب منها وهو يهزها برفق وهمس يمني ! .. انتي نمتي !
لم يتلقي ردا فنادها ثانيه وايضا لم تجبه .. فتمتم في ضيق منك لله يا اسلام الكلب .. وانا مال امي انا تتجوز ولا تغور في داهيه .. بقاله ساعه عمال يتكلم .. اصل عمر قال واصل انا حاسس وانتو شايفين ايه .. كتك نيله تاخدك بوظت عليا الليله
استلقي بجوارها واعطي لها ظهره بينما كانت تستمع هي لكماته وتغط في ضحك مكتوم ولكن حين شعرت بضيقه
في اشراقه يوم جديد فتحت مرام عينيها وهي تشعر بالانتعاش الشديد .. نهضت من فراشها واخذت حماما دافئا ثم توضأت وادت فرض الصباح .. شعرت بنسمات الهواء تداهب وجهها فأطلت من شرفه غرفتها الواسعه لتجد القصر بالأسفل يكتظ بناس غرباء يرتدون بدل رسميه علي مناطق متفرقه .. شعرت بالقلق الشديد ولكن ما ان وقعت عينيها عليه حتي شعر قلبها بالامان واستكانت في هدوء وهي تتطلع اليه وكانها تراه للمره الاولي ..
وادركت ان هؤلاء ليسو سوا فريق الامن داخل القصر .. اخذت تراقبه وهو يوزعهم بمهاره وحرفيه .. ثم انتقل الي تركيب معدات مختلفه الشكل ومتعدده وايضا كثير من اجهزه الانظار علي البوابات الخلفيه والاماميه .. واجهزه دقيقه الحجم جدا خمنت انها كاميرات خفيه .. اخذت تتطلع اليه في اعجاب صريح وقلبها يقفز فرحا وهي تراه يفعل كل ذلك من اجلها ..
تحولت تلك الضحكه الي عبوس وتحول الفرح الي ڠضب وارتسمت علي وجهها تعابير مختلفه من الدهشه .. والصدمه .. والتعجب .. واخرهم الشك ..
هبطت مسرعه الي الاسفل وعلي
وجهها كل تعابير الڠضب فرأها مسعد تذهب باتجاههم وردد بتوهان هتولع دلوقت...!
ذهب خلفها هو وزوجته في حين توقفت مرام خلفهم ورددت بلهجه قاسيه سمر !!! ..
التفتت اليها سمر وكذلك عبدالله .. اقبلت عليها سمر بود وترحاب قائله اهلا يا دكتوره اخبار.....
قاطعتها مرام في صرامه وعڼف انت مين اللي جابك هنا وازاي ډخلتي ! .. وجايه ليه اصلا!!
امسكها عبدالله من ذراعها بلطف قائلا مرام .. اهدي يا بابا الكلام ميبقاش كده ! ..
نفضت مرام يده بقوه قائله وهو تشير اليها ايه اللي جابها دي يا عبدالله وياتري راجعه عايزه ايه المره دي !
عبدالله وهو يبعدها عنها انا اللي جبتها وانا اللي دخلتها يا مرام ممكن تهدي بقه !
توقفت مرام مره واحده مصدومه وهي تنظر لعبدالله انت يا عبدالله ! .. طب ليه !
عبدالله وهو يسحبها معه قائلا تعالي نتكلم لوحدنا يا مرام بدل ما نلم الدنيا كلها علينا بالشكل ده .. تعالي يا بابا ربنا يهديكي
مرام پعنف وعصبيه لا مش هروح في مكان يا عبدالله قبل ما اعرف دي جايه بيتي تعمل ايه !
عبدالله وهو يشمر اكمامه بعد ان خلع سترته قائلا تمام .. استعنا علي الشقي بالله
ثم حملها علي كتفه دفعه واحده وهو يصعد بها الي الاعل داخل القصر وسط صړاخها وركلها له بقدمه ولكنه سيطر عليها بحرفيه ..
وضعها علي السرير ببطئ واغلق الباب خلفه واوصده .. نهضت مرام مسرعه اليه فمنعها قائلا يا بت اهدي بقه يخربيت جنانك ..
مرام پحده مش ههدي الا ما اعرف جايه ليه يا عبدالله وعايزه ايه تاني منك ! .. عايزه تاخدك مني تاني ! دا نجوم السما اقربلها يا عبدالله منك وانا مش هسكت لها !
علي الرغم من عصبيتها الي انه شعر بالحب الكبير من كلماتها تلك فأخذ يبتسم في حين ترجمت هي ابتسامته بالخطأ فأشاحت وجهها في حزن وتسللت الدموع من مقلتيها قائله بصوت مخټنق دا علي اساس يعني ان انت معايا اصلا دلوقت ! .. ولا ده بيتي ! .. معلش يا استاذ عبدالله لو تعديت حدودي ونسبت حاجه مش ليا لنفسي ..
نظر اليها عبدالله وشعر بالحزن وكأن قلبه ېتمزق فأسرع يلومها انتي بتقولي ايه يا مرام ! .. ده بيتك وانا ..
بتر كلماته بأﻻم فضحكت متهكمه وهي تقول وانت ايه ! .. انت عڈاب دخل حياتي واتكتب عليا اعيشه وافضل اعاني منه طول عمري زي الغريق اللي مش لاقي شط
لمست كلماته اوتار قلبها فأسرعت في تأثر واحترام انت فوق راسي يا عبدالله
امسك عبدالله وجهها بيديه ومرر اصابعه يجفف دموعها وانتي اغلي
حاجه عندي يا مرام .. ولو الدنيا كلها في كفه وانتي في كفه كوني واثقه اني مش هتردد ابدا في اختيارك
هبطت دموعها مره اخري قائله طب قولي ليه جايبها هنا ! .. انت ناسي هي مين ! .. وكانت عايزه ايه زمان !
عبدالله بتثقي فيا ولا لا !
مرام بحزن انت عارف
عبدالله
يبقي عشان خاطري تقبلي وجودها لفتره مؤقته بس وهي مش هتضايقك ولا هتعملك حاجه وياريت متختلطيش بيها خالص لحد ما انا اقولك هي هنا ليه وبتعمل ايه !
مرام بضيق وعصبيه كل مره لحد اما اقولك واما ييجي الوقت المناسب .. انا تعبت يا عبدالله .. تعبت ومش عايزه كل ده .. مش عايزه ييجي الوقت المناسب .. مش عايزه اعرف سمر بتعمل ايه هنا .. مش عايزه ..
ثم دنت بوجهها منه بشده وسط ارتجافها وشوقها اليه قائله انا بس عايزه جوزي .. عايزه عبدالله حبيبي.. مش قادره يا عبدالله علي بعدك اكتر من كده .. مش قادره اشوف نفسي غير وانا في .. عارف انا بعاني قد ايه لما بتبقي قدامي ومش قادره ! .. مش قادره اعيش معاك لو انا مش حبيبتك .. عايزاك تحتويني بعنيك واحس
اني جواك .. ليه بعدت عني قوي كده وبقيت غامض وكأن مش انت عبدالله اللي حبيته ..
اغمض عينيه في الم وشوق وهو يدعو ربه بأن لا يستسلم امامها .. زادت من ارتجافها وبكائها بكل شوق وحب ولهفه قائلهرجعني ليك يا عبدالله ارجوك .. خلاص طاقتي نفذت ومش قادره اعافر اكتر من كده .. انا بحبك قوي ومش عايزه غيرك .. وحشتني يا عبدالله اوي ارجوك متبعدنيش كفايه.. كتير عليا أوي اللي بتعمله ده كتير..
وهنا اڼهارت حصونه ولم تعد لديه طاقه المقاومه امام قلبه النازف شوقا لها
وبعدها اتت صوره چثه اخيه امام عينيه فأغمض عينيه في الم وهو يبتعد عنها ثم تذكر ناجي واعلانه الصريح للحرب ضده .. تجمعت امام عينيه كل ما يحول الوصول الي متطلبات قلبيهم..
وايضا إن فعل ذلك معها حتما سيضطر الي تبرير كل ما مضي لها.. وسيضع عليه اللوم بأكمله ما أن تستيقظ مرام من تلك الحاله وتعود لرشدها... وهو غير مستعدا لذلك علي الأطلاق..
في حين مدت مرام يدها اليه في شوق وهي تناديه ولكنها صعقټ من رده فعله .. نهض دفعه واحده وخرج من غرفتها دون النظر اليها وهو يغلق الباب خلفه في حده .. هبط الي الاسفل واسند رأسه علي حائط خلفي للقصر وبدأ في التقاط انفسانه ولكنه شعر بمدي قله الهواء داخل رئتيه وكأن ما يأخذه من هواء لا يكفيه ..
انت اللي بتتعب قلبك بأيدك .. في حين ان الموضوع مفيش اسهل منه .. ربنا يكون في عون المسكينه اللي فوق دي..
قالها مسعد بعد ان ذهب خلفه وهو يراه خارجا من غرفتها علي تلك الحاله ف فهم ما حدث بالداخل .. سمع
عبدالله صوته ولم يعد به طاقه للرد عليه فأسرع من امامه دون النطق بكلمه بينما قال مسعد طب اقفل الاول قميصك ده واعدل هدومك عشان الحرس اللي هنا ميشوفكش بالحاله دي
اما هي مازالت كما تركها تنظر للأمام فقط دون ان تنطق حرفا او تذرف دمعا .. مازال عقلها لا يترجم ما حدث وقلبها لا يستوعب تلك الصدمه التي تلقتها منه .. حبيب عمرها وايامها التي طالما حلمت به بين ايام عڈابها وهجرها له .. قدمت له نفسها علي طبق من ذهب وهو رفضها وكأنها لم تكن .. وفي تلك اللحظه هاجمتها ذكريات مريره بين فراق والم وتعب وشوق وحزن ووحده .. وشرعت في البكاء وكأنها لم تبك من قبل اوصدت باب غرفتها جيدا واطلقت العنان پقهر لسيول العبرات التي كانت تنهمر من عينيها ..
لم تدري كم من الوقت مر وهي علي تلك الحاله من البكاء والنحيب وعقلها بعالم اخر .. لم تشعر بأولادها الذين كانو يطرقون بابها طوال النهار كي تلعب معهم .. وكذلك زهره وايمان .. فكل واحده منهم حاولت جاهده علي اخراجها من غرفتها او الوصول اليها ولكن لا من نتيجه .. وحين ذهبت زهره لتتحدث مع عبدالله اجابها بأن يتركونها بمفردها فهي بحاجه الي ذلك .. لذلك لم يطرق بابها احدا مره اخري ..
وبعد ان تخطت الساعه الثانيه عشر منتصف الليل تسلق شخص ما جدران غرفته مرام بأحترافيه شديده وقفز داخلها .. ثم اخذ يتحرك ببطئ شديد جدا كي لا يصدر صوتا حتي وصل الي داخل الغرفه .. بحث سريعا بعينيه من تحت القناع الذي كان يرتديه فوجدها جاسيه علي الارض تفتح عينيها وتغمضهم ولم تنتبه اليه حيث كانت شارده بعالم اخر .
الفصل التاسع عشر
الجزء الثاني
حلقه 19
لم يكن الحب يوما مجرد كلمه بل كان أكبر الزام..
في صباح اليوم الجديد لم تشرق الشمس
وكست الغيوم السماء بكثره لم يدري كم من الوقت مر عليه وهو علي تلك الحاله يستجمع ذكريات واحداث كثيره مرت عليه الي ان توصل لكل جواب يدور بعقله .. اخذ نفسا عميقا واطلقه ببطئ والم .. لمحت عينيه الساعه في يديه فوجدها تعدت الثامنه صباحا فردد الساعه 8 ازاي! .. دي الشمس لسه مطلعتش !
نظر الي هاتفه فوجدها بالفعل الثامنه والنصف فتحرك بسيارته مسرعا الي القصر
وصل بسيارته الي داخل القصر وامن علي طاقم الحرس ووجد ان كل شئ طبيعي .. ما ان دلف بداخل القصر حتي التقي مع مسعد الذي ردد يا تري هديت وعرفت انك غلطان ! .. عملت فيها ايه خليتها مش راضيه تطلع من اوضتها لحد دلوقت !..
كاد ان يصعد عبدالله الي غرفته دون الرد عليه ولكنه توقف عند تلك الكلمه فأستدار له قائلا بدهشه هي لسه مطلعتش من اوضتها !
مسعد بلوم لا طبعا مطلعتش وحقها والله
.. اول مره احس اني مش فاهمك ومش عارف جبت القسۏه دي منين !
عبدالله بلهفه قسوه ايه ونيله ايه دلوقت !.. انتو ازاي تسيبوها يوم كامل من غير اكل ومن غير ما حد يشوفها .. امال انتو قاعدين معاها ليه !
مسعد بعتاب الله يسامحك ومش هرد عليك .. بس متغلطش الغلطه وتلبسها لغيرك ..
تركه عبدالله ولم يرد عليه وصعد مسرعا الي غرفتها .. طرقها ببطئ قائلا مرام افتحي ارجوكي ..
اتي خلفه جميع من في القصر تباعا حينما سمعو صوته ونبرته المرتفعه ..
لم يتلقي ردا منها وتوقع انها فقدت وعيها من شده الحزن وعدم التغذيه .. فجلب مفتاح الغرفه الاحتياطي وفتحها .. نظر بداخلها نظره خاطفه ولكنها كانت كفيله بأن ترعبه بشده حين لم يجدها امامه .. ذهب الي الحمام الملحق بالغرفه ولم يراها وسمع صوت زهره تصرخ مرااااام .. مرااام مالك فوقي ! ..
هوي قلبه بين قدميه واسرع بأتجاهها وهو يبعد زهره عنها ويتلقاها هو بلهفه وخوف قائلا مراام .. فتحي عينيكي .. يا بابا انا اسف والله حقك عليا انتي عارفه اني معنديش اغلي منك
زهره بلوم وحزن الله يسامحك يا عبدالله .. دلوقت جاي تعتذر لها !
قال عبدالله وهو ينظر اليهم پغضب الجم الجميع وتحديدا سمر ومسعد انتو جايين تلوموني ! .. مش انتو دكاتره ما تشوفوها فيها ايه!
كانت نبره صوت عبدالله كفيله بأن تجعل سمر ترتعد من الداخل ورددت بغير وعي وتلقائيه مفيهاش حاجه يا عبدالله والمفروض تكون فاقت من بدري اصلا !
انتبه عبدالله علي حديثها ولكنه لم يعلق في حين تدخل مسعد وأمسك بساعدها ولكنه لم يتلقي نبضا فشعر بالقلق وتوجهت يديه مباشره الي عنقها وضغط عليه ببطئ وتنهد بأرتياح حين وجد النبض مازال موجودا .. قال مسعد زهره جيبيلي جهاز الضغط والسكر بسرعه وحد يعملها حاجه مسكره عشان تقريبا عندها هبوط
اسرعت سمر الي المطبخ تعد لها كوبا من العصير في حين عادت زهره ومعها جهاز الضغط والسكر .. انتهي مسعد من فحصها قائلا السكر واطي والضغط واطي وكان لازم يحصلها هبوط متقلقش ثم وجه حديثه الي زوجته ياريت تعمليلها حاجه تاكلها يا زهره وشويه عصير نظر الي عبدالله وانت اتفضل هاتلها المحاليل والمقويات دي
وضع عبدالله مرام علي الفراش ثم اتجه لمسعد ونظر له نظره شعر وكانه سيقتله بها والتي بالفعل اخافت مسعد .. اخذ منه الورقه پعنف وخرج من الغرفه وامر حارسا بان يحضر تلك الادويه مسرعا .. ثم عاد هو مره اخري بجوار مرام وقبل ان يرتخي قليلا وجد من يدلف الغرفه مسرعا صباح الخير يا اونكل .. مامي لسه نايمه !
قال ذلك دومي في حزن بينما قال عبدالله معلش يا حبيبي ماما تعبانه شويه .. انزلو العبو في الجنينه كبيره وانا عملت لكم
فيها مراجيح جميله ومنطاط كبير والعاب تانيه حلوه
ابتسم دومي في مرح وقال متشكر يا اونكل .. ممكن ابوس ماما !
وهتفت تمارا ايضا ممكن انا كمان يا اونكل ابوسها!
قال عبدالله ماشي بوسوها يلا وبعدين سيبوها ترتاح
قبل ادم يد والدته في حين قبلتها تمارا علي خدها واسرعو الي الاسفل ..
بعد انتهاء دوام عمل اليوم نظر اسلام الي ادهم ففهم مقصده وما ان هم الجميع بمغادره الاجتماع استوقف ادهم عمر قائلا استني يا عمر متمشيش .. انا عايزك
توقف عمر مكانه واستدار اليه قائلا بأحترام تحت امرك يا فندم !
ادهم وهو يضع يده خلف رقبته قائلا لأ .. مش شغل .. انا عايز اتكلم معاك
اومأ له عمر بالايجاب وجلسو حول مكتب ادهم وردد عمر خير يا فندم !
ادهم بهدوء اولا الموضوع بخصوص اسلام .. هو جالي امبارح وعايزني اجي معاه نتقدم لايمان بنت عمك
اشاح عمر بوجهه وهو يزفر في حنق وعصبيه قائلا انا مش فاهم هو ليه مصمم عليها ما انا قلتله لا !
ادهم قصدك قلتله
ميستاهلهاش .. ثم ان انت مين عشان تقول لا او ايوه !
عمر پحده وهو يهب واقفا طالما انا مش حاجه يبقي عن اذنك بقه انا ماشي واللي انتو عايزينه اعملوه
ادهم بحزم اولا انا لسه مخلصتش كلامي عشان تقولي هستأذن .. وبعدين انت هتفضل تهرب لأمته هه !! ..
عمر بعصبيه انا مبهربش وبقول اهوه اعملو اللي انتو عايزينه .. عايزين ايه تاني !
ادهم انا اللي عايز اسمع رأيك .. انت فعلا شايف ان اسلام ميستاهلهاش ولا ... حاجه تانيه !
عمر بضيق مكتوم لا تانيه ولا تالته .. ولو علي الكلمه دي فهي طلعت عفويه مني مش اكتر مكنتش اقصد .. ولو اسلام عايز يتقدم حضرتك مش تايه عن عنوان بيتنا لكن انا اعفيني من الموضوع ده انا اصلا سايب البيت
ادهم وسايب البيت ليه !
عمر وهو يزفر مخڼوق مش طايق نفسي .. ارجوك يا ادهم بيه حضرتك عارف معزتك عندي ..
سيبني في حالي انا باجي عشان الشغل وبس ومش مستعد اتكلم او افكر في اي حاجه تانيه ..
ادهم بضيق وڠضب من استسلامه ذلك فقال طيب ماشي اتفضل امشي براحتك واعمل حسابك بقه ان انا اللي هسعي في الجوازه دي ومش هرتاح ولا يهدالي بال الا لما اجوز اسلام لبنت عمك .. حلو كده ! يلا امشي شوف انت رايح فين
نهض عمر من مكانه قائلا براحتكم .. عن أذنك
غادر عمر بينما نظر ادهم ادراجه قائلا في ضيق دا اي شويه الأغبياء دول بس ياربي !
بعد مرور ساعه كانت مرام تتناول كوبا من النسكافيه وهي تحمله متجهه الي غرفتها بعد ان فكرت جيدا واخذت قرارها ..وجدته مازال مستغرقا في النوم .. هتفت بصوت مرتفع استاذ عبدالله !
نهض عبدالله فجأه ونظر اليها واطمئن حين وجدها بخير وقال حمدالله علي سلامتك انتي كويسه!
لم تعير سؤاله اهتمام وهتفت بنره عاليه ايضا ممكن اعرف الحارس الخاص المحترم بيعمل ايه في اوضه نومي وعلي سريري !
تعجب عبدالله من لكنتها تلك وقال مرام انتي....
قاطعته بصرامه شديده اسمي الدكتوره مرام .. وياريت متتخطاش حدود وظيفتك ودي لأخر مره هسمحلك
نظر لها عبدالله بضيق فهو يعلم انها لن تمرر الذي حدث مرور الكرام وتوقع اي تصرف منها ولكنه لم يعلم انه سيشعر بذلك الضيق والاختناق من كلماتها .. نظر اليها مره اخري قائلا في ضيق تحت امرك .. اي اوامر تانيه!
مرام ممكن افهم فين الخدامين اللي هنا
!.. ازاي قصر بالحجم ده ومفيهوش خدم! .. انت مفكر ان انا اللي هشتغل فيه ولا ايه!
عبدالله وهو يتمسك بالهدوء لا في وهييجي النهارده طقم خدم كامل حضرتك .. في ايه تاني!
مرام بصرامه بما ان مفيش خدم وحضرتك السبب يبقي تتفضل تحضرلي الفطار وبعدها تستعد عشان عندي شغل ..
عبدالله بعصييه شغل ايه دلوقت انتي تعبانه !
مرام پحده انت ملكش دعوه مش انت اللي هتقول تعبانه ولا غيره .. انت بس تأمن سلامتي ودي شغلتك غير كده ميخصكش .. اتفضل نفذ اللي قلت لك عليه
نظر لها عبدالله پغضب وضړب بيده مقبض الباب وهو ينوي الخروج
قبل ان يغادر عبدالله استوقفته مرام قائله اه وفي حاجه كمان يا سياده الحارس !
توقف عبدالله واستدار لها في حنق فرددت ببرود ياريت تخلصلي ورق الوصايه ده في اقرب وقت وتديني حقوقي لأني خلاص مش عايزه حاجه تربطني بالماضي وقرفه
تحولت نظرته من الضيق الي اللوم الشديد وكأن ذلك اخر شئ توقعه منها فردد بحزن والم وعتاب قرفه !!..
ولكنه لم يتلقي منها سوي الجمود والصرامه قائله ايوه طبعا هو انت مفكر انه كان ايه غير مجرد قرف انا كنت عايشه فيه وخلاص زهقت ومليت وعايزه اشوف حياتي بعيدا عن العك ده !
ابتسم عبدالله پألم متهكما تحت امرك يا .. يا دكتوره
خرج عبدالله من غرفتها فوجد مسعد يقف امامه قائلا بأبتسامه واسعه قلت لك مش هتستناك العمر كله ..
انت اللي ضحيت بيا يا عبدالله مره ورا مره وانا اللي بسامح ودا كله عشان بحبك .. يا اخي ملعۏن ابو الحب اللي يذل صاحبه كده..
بعد نصف ساعه توجهت مرام بصحبه عبدالله الي المشفي المتواجده بها داليدا اصرت مرام علي الجلوس بالخلف وليس بجواره في المقعد الامامي كي تخبره بأنه الان ليس حبيبها بل الحارس الخاص بها فقط وطوال الطريق كان الصمت هو المسيطر علي الموقف وحين يتحدث عبدالله عن امر ما تجيبه برسميه شديده وضيق الي ان توصلو للمشفي ..
قابلت الدكتور يوسف الذي فرح بشده حين راها فأسرع اليها قائلا دكتوره مرام .. ازي حضرتك !
مرام بود الحمدلله يا دكتور يوسف .. يا تري داليدا اخبارها ايه دلوقت
يوسف بسعاده الحمدلله يا دكتوره فاقت امبارح وعدت مرحله الخطړ بس لسه نايمه حضرتك عارفه لسه كمان شويه وقت
مرام بسعاده طب الحمدلله ..
ثم انهت فحصها بنفسها وشكرت ربها
بانه انقذها وعاد اليها حياتها مره اخري ..
خرجت من تلك المشفي قائله لعبدالله اتفضل يينا يلا علي الصرح بتاعي !
عبدالله بضيق يا دكتوره بلاش علي الاقل دلوقت انتي لسه محتاجه راحه !
مرام بصرامه وانا قلت لك انت تخليك في شغلك وبس والا هيكون ليا تصرف تاني معاك لو فضلت تتدخل في حياتي بالطريقه دي ! وده اخر تحذير ليك
اتجه عبدالله نحوها پغضب وهو يرفع قبضته في غيظ فأرتعدت مرام لاشعوريا... هوي بها عبدالله علي السياره وفتح الباب الخلفي لها قائلا اتفضلي سيادتك ..
بعد مرور ثلاث ساعات علي تلك الحاله
كانت مرام تطالع ورقا بيديها فنظرت الي بعض الاطباء قائله ليه في دكاتره تشريح بنسبه كبيره !! .. احنا تقريبا مش محتاجينهم .. ممكن نكون محتاجين جراحه عامه لكن تشريح لأ..
اجابها احدهم يدعي وليد حديث التخرج بأحترام احنا منعرفش يا دكتوره وده السيستم اللي اتحط هنا واحنا بنفذ مش اكتر
مرام ومين اللي حاطط السيستم ده !
اجاب الطبيب وليد ناجي بيه حضرتك
اومأت له بالايجاب واكملت قراءه النظام المراد اتباعه....لفت انتباهها شئ اخر فتسائلت مره اخري وليه العمليات معظمها خميس وجمعه بأستثناء الحالات الحرجه !.. طب ناجي بيه مش دكتور وميفهمش في الشغل ده .. ليه انتو معترضتوش علي الوضع ده وان كل ده غلط
اجاب وليد يا دكتوره احنا حاولنا نتكلم معاه انا ومعظم اللي متعينين جداد لكن هو رفض النقاش تماما في الموضوع ده وفي دكاتره كبيره برضه موافقه علي كلامه وقالو اننا لسه صغيرين ومتحمسين وان الموضوع عادي مش مستاهل وان كده احسن !
مرام بأستنكار نعم !
.. عادي وكده احسن ! .. انت واخد بالك انت بتقول ايه ! ... دي حياه ناس اللي بتتكلمو عليها دي لو في ثغره صغيره غلط حصلت انا اللي هتحمل المسؤليه وكلكم هتيجو ورايا
وليد يا دكتوره انا وزمايلي معترضين علي اللي بيحصل ده فعلا وكنا عايزين نبلغ حضرتك بس معرفناش نوصلك
مرام وهي تفكر في شئ ما وهي تنظر الي عبدالله ثم اعادت نظرها الي وليد تمام خلاص .. انا اللي هحل الموضوع ده مع ناجي بيه.. وهبقي موجوده علي طول الفتره الجايه لحد ما كل ده يتغير
عبدالله لأن هو لسه جديد واللي عامله ناجي ومفيش ورق اتسجل فيه بأسمك زي باقي المجمعات .. وكنت فعلا ناوي اكلم ناجي بيه عشان نخلص منه هو كمان ويبقي بتاعك وتعرفي تتحكمي انتي في كل حاجه لكن اتشغلت شويه معاكي ومجاش وقت
تمام ياريت بعد كده تاخد بالك من شغلك اكتر ومتتشغلش بحاجات تاتيه متخصكش ..
لم يجيبها عبدالله بل ظل يزفر في ضيق واضافت هي وياريت النهارده تكلم ناجي وتقوله اني عايزه اقابله ضروري وخليه ييجي علي القصر
عبدالله بضيق اكلمه حاضر لكن ييجي علي القصر ليه مش فاهم انا ما ممكن نتقابل في اي مكان بره
مرام پحده نتقابل ! .. مين ده اللي نتقابل .. ده مش شغلك وكفايه عليك سعي في الموضوع لحد كده وبعدين انا هشوف محامي يقوم بالاجراءات القانونيه .. ده شغلي انا وايمان بس
عبدالله پغضب خلاص يبقي مش شغلي فعلا وكلميه انتي بقه ولا ايمان... وانا ماليش اني أتدخل في حراستك وبس
وعلي الناحيه الاخري انهي ناجي اتصاله بها وهو يفكر في ذلك الاتصال ويخشي ان تريد ما لا يوده علي الاطلاق .. تناول هاتفه مره اخري وقام بالاتصال برقم اخر وانتظر الرد..
كنت لسه هكلمك يا ناجي بيه وللأسف عندي اخبار مش كويسه نهائي..
اهوه ده اللي كان ناقص .. اتكلمي علي طول..
ډم مرام مفيهوش اي اثر لأي ماده سامه .. يعني ډمها بقي نضيف تماما واتعالجت منه..
لااااااا مستحييييل..
اهدي بس الاول .. حتي لو ده حصل فانا وعدتك اني عندي الحل متقلقش..
المره الاولي كنا عايزينها تبان طبيعيه ومن غير اي اثر .. المره دي اتصرفي انا هسيبلك الموضوع بس عايز في خلال يومين يكون منتهي وبندفنوها .. فاهماني .. !
مفهوم طبعا
اغلق الهاتف معها ويهتف بعصبيه عملها ابن الحسيني وضيع تعب سنين في غمضه عين ..كون متأكد ان محدش هيخلص عليك غيري
اتت علي صوته المرتفع اولفت قائله مالك يا ناجي بتزعق ليه !
ناجي بعصبيه معرفش الواد ده طلعلي منين ! بس عارف ان انا اللي هدفنه بأيدي
تناولت الجاكيت الخاص به ونزل الي الاسفل دون اطاله الحديث معها وصعد الي سيارته ومع روبرت ورعد متوجها الي قصر مرام....
كان يجلس بغرفته وهو يضع يديه علي رأسه في ألم مفكرا في كل ما يحدث .. يعلم انه احزنها وچرح كبريائها ولكن صډمه رد فعلها .. كان يريد ان لا يحدث ذلك ويصل بهم الوضع الي هذه الدرجه كان فقط يود تفهما للظروف المحيطه بهم وكيف انه يمنع نفسه بأعجوبه اكثر منها .. لو كان شوقها له يملأ الكون بأكمله فشوقه لها يزيد
اضعافه .. لا يدري الي متي سيظل مجبرا علي ذلك الوضع بينهم ولكنه ظل يدعو ربه بأن يلهمه الثبات طوال تلك المده ..
في حين وصل ناجي الي القصر وفتح له عبدالله البوابه اتوماتيكيا من غرفته وهو يشعر بالضيق والحنق بمجرد تواجده في مكان واحد مع مرام .. اخبرت زهره مرام ان ناجي ينتظرها بالاسفل فأومأت لها وبدلت ثيابها وقررت النزول اليه ..
رفع عبدالله رأسه من علي ذلك الكرسي وقرر الذهاب والحديث معهم كي لا يتركها بمفردها علي الرغم
من انفها .. وقبل ان ينهض من علي ذلك الكرسي
وجد من يمسك بجبهته برفق ويدلكها بلين ورقه قائلا تحب اعملك ماساج لدماغك واريحهولك !
قالت تلك الجمله سمر بعد ان دلفت غرفته ووجدته مستلقيا وهو مغمض عينيه .. ما ان سمع صوتها حتي قفز دفعه واحده قائلا انتي ايه اللي جابك أوضتي يا سمر !
امسكت بياقه قميصه واقتربت منه ببطئ قائله عبدالله انا لسه بحبك ومش قادره انساك .. انا يمكن دلوقت اتغيرت ومش بتدخل بينك وبين مرام لكن هي مش عايزاك ومش هتقبلك بالظروف اللي كنت فيها .. انا هقبلك وبتمناك ومش عايزه من الدنيا غيرك .. وافق بيا يا عبدالله وانا هخليك اسعد واحد في الدنيا .. عمرك ما هتلاقي واحده زيي
قالت جملته الاخيره وهي تلف يدها حول عنقه في فوقف عبدالله وهو لا يستوعب ما تفعله فأمسك بيديها وقبل ان يزيلها من حوله وجد مرام تقف امام باب الغرفه وعلي وجهها نظره لم يعهدها منها من قبل فقالت بهدوء طيب علي الاقل كنتو اقفلو الباب عليكم عشان العيال
ثم تركتهم وغادرت مسرعه الي الاسفل بينما امسك عبدالله بيد سمر ودفعها بالقوه قائلا في ڠضب وكره بتقوليلي مش هلاقي واحده زيك .. يا شيخه ربنا ياخدك انتي واللي زيك
غادر الغرفه مسرعا خلف مرام حتي هبط الي الاسفل فوجد مسعد وزوجته وايمان قطب يقفون خلف مرام التي كانت تجفف دموعها ثم وقفت امام ناجي ناجي الذي قال اهلا يا دكتوره !
قالت مرام ما ان رأت عبدالله وصل اليها موجهه حديثها الي ناجي لسه عايزني يا ناجي.. لسه عند كلمتك وعايز تتجوزني!!
هبت المفاجأه علي رأس عبدالله وجميع من حوله كالصاعقه .. بدي علي وجه ناجي انه لم يستوعب المفاجأه فنظر اليها مصډوما ثم نظر الي عبدالله ولم يكن حاله اقل منه فابتسم متحديا له طبعا يا قمري دا يبقي احلي يوم في حياتي لما انتي تنوريها
نظرت اليه مرام قائله وانا موافقه يا ناجي .. يبقي اتفقنا
وقفت ايمان امامها قائله مرام انتي اټجننتي ! .. انتي ازاي تفكري في حاجه زي دي !
مرام باصرار وعناد لا قصدك عقلت وبعدين ياريت تخرجي بره الموضوع يا ايمان ده قراري لوحدي !
اسرع اليها مسعد معترضا غلط يا مرام اللي بتعمليه ده .. هتندمي !
مرام بصرامه مسعد مع احترامي ليك بس انت كمان ياريت تطلع من الموضوع ده لاني خلاص اخدت القرار
نظر اليها في ڠضب اخدتي القرار يعني ايه !
قاطعه ناجي مشيرا اليه يعني خلاص اخدت القرار وملكش انت دعوه وزي ما قالت ياريت محدش يتدخل .. سواء انت او حتي صاحبك جناب الحارس ده
قالت مرام بعناد اكبر لو انت عايزني نكتب الكتاب النهارده يا ناجي انا موافقه .. بس تاخدني من هنا وتخليه يتنازل عن الوصايه النهارده واوعدك اني هكون ملكك انت وبس
امسك ناجي بها من خصرها وتقدم الي عبدالله قائلا في تحدي صريح سمعت هي قالت ايه ! .. ياريت بقه حضرتك تبارك لنا يا عبدالله بيه وبالذوق كده تتنازل عن وصايتها النهارده عشان نكتب الكتاب .. واما بالنسبه لموضوع الحراسه ده فعروستي لما هتنور بيني هتكون في حمايه جوزها وانا هحرسها برموش عنيا
يقف الكل في شغف منتظرين رد عبدالله وهم ينظرو الي ناجي بكراهيه بينما نظر عبدالله اليها وجدها ترتسم الجمود والكبرياء والتعالي ..
تقدم عبدالله ببطئ نحو ناجي وهو ينظر اليه في ڠضب وتوعد مبتسما بسخريه وهو ينكس رأسه لأسفل .. ورفعها فجأه وهوي بلكمه عڼيفه ادت الي نزول الډماء من فم ناجي وابعدته اميالا عن مرام التي كانت تقف ترتعد من الخۏف من حالته .. نظر اليها پحده وصرامه قائلا اطلعي علي فوق ومتنزليش
حاولت التمسك بالشجاعه وكادت ان تنطق فأمسكها عبدالله من ذراعها ودفعها نحو زهره وايمان قائلا خدوها علي فوق واياكم اشوفها تحت
تملك الخۏف من ايمان وزهره ايضا فامسكو بها جيدا وحاولو الصعود بها علي الرغم من تمردها ومحاولتها للخلاص منهم ..
بينما اندفع كل من روبرت
ورعد تجاهه وهم يمسكو به فهبط ﻷسفل وهو يدفعم الاثنين فأصتدما ببعضهم البعض فنادي عبدالله بصوت عال يا أمن !!
اتي له اربعه حراس ضخمه وكتفو كل من روبرت ورعد في حين توجه عبدالله وهو يرفع ناجي اليه قائلا
مراااام اوعي في احلامك تفكر فيها حتي .. انت فاهم !! ... واقسم بالله يا ناجي ما هيكفيني فيك بلدك بحالها قصاد شعره واحده من مرام .. خد الكلاب بتوعك واطلع بره والكلام اللي اتقال ده من مرام ولا كأنك سمعت حاجه
مسح ناجي الډماء من فمه قائل بتوعد وڠضب ورحمه ابويا لأندمك علي اليوم اللي اتولدت فيه يا ابن الحسيني
اشار عبدالله الي الامن فقامو هم بزجه هو ومن معه خارج القصر واغلقه عبدالله اتوماتيكيا ...
هم عبدالله بالصعود لأعلي ولكن استوقفه مسعد قائلا لا يا عبدالله اهدي
الامور مش هتتحل بالطريقه دي
عبدالله پغضب وعصبيه سييني يا مسعد وابعد عني
احاطه مسعد بذراعيه وهو يتمسك به بشده قائلا لا يا عبدالله مش هسمحلك تعمل لها حاجه
نظر له عبدالله مستنكرا پغضب يا مسعد !!!
اتت اليهم نور بنت مسعد مسرعه وهي تقول يا بابي دومي مش راضي يبطل عياط تعالو شوفوه
نظر اليه مسعد في ترجي ورحمه ابوك يا اخي لتهدي وتيجي تشوف الواد ده الاول ! ..
احتضن عبدالله الطفل وهو يجلس علي الاريكه محاولا تهدئته لا يا حبيبي متخافش مامي هتفضل معاك ومش هتبعد عنك ولا هتتجوز حد
دومي بغير تصديق بجد يا اونكل !
عبدالله بجد يا حبيبي
ثم استلقي وغمض عينيه وغرق في النوم وهو مازال ينحب من شده البكاء ..
بعد مرور ساعه حمل عبدالله الطفل وذهب به الي غرفته وخلفه مسعد ثم توجه الي ذلك الصوت المرتفع والذي لم يكن سوي شجار زهره وايمان مع مرام وهو يحاولون اجبارها بأن تتراجع وسمعها وهي ترد عليهم بان هذه حياتها وهذا قرارها ولن تتراجع ابدا مهما حدث وأنها ستعقد قرانها بعد اخذ حريتها من الوصايه مباشره....
لو سمحتو بره كلكم...
التفتت كل من ايمان وزهره الي ذلك صوت عبدالله فوجدوه يقف عند الباب وهو يشمر اكمام قميصه في وجه خال من التعابير وهو ينظر نحو مرام متابعا في صرامه اتفضلو كلكو بره
نظر مسعد وايمان وزهره لبعضهم البعض في قلق وخوف عليها من غضبه ولكنهم لم يجرؤا علي الرفض امام تلك الصرامه والحزم المسيطره علي حالته ..
خرجت ايمان تلوها زهره بينما امسك به مسعد من ساعده قائلا قي خفوت عبدالله .. بالله عليك
قاطعه عبدالله في حزم دون ان يبعد عينيه عن مرام قائلا متقلقش يا صاحبي... أنا بس ههني العروسه
نظر اليه مسعد في صمت ثم ترك الغرفه بأكملها وغادر ..
دخل عبدالله ودفع الباب بقدمه ليغلقه بقوه فاحدث صوتا مدويا وجعل مرام تنتفض لا شعوريا علي اثرها مما اثار ذلك عنادها واصرارها اكثر فعقدت ساعديها في تحدي قائله علي فكره مهما عملت اوعي تكون متخيل إنك هتخوفني أو هتخليني أتراجع عن اللي في دماغي باللي انت بتعمله ده..
اقترب منها في بطئ وهو يقول بنبره هادئه عارف انك مش خاېفه ولا انا جاي اخوفك اصلا .. انا جاي وهسألك .. انتي بجد خلاص اخدتي القرار وناويه تتجوزي!
نظرت اليه في تحد واصرار قائله اكيد مش ههزر معاك يعني وخلاص كلها يومين بالكتير لما هبقي حره نفسي هكتب كتابي انا وناجي وهنتجوز
قهقه عبدالله متهكما وهو يقترب منها اكثر يا دكتوره الف مبروك دا انا افرحلك من قلبي والله .. لكن......
قالت في استخفاف نعم ! ..لكن ايه !
نظر اليها في تحدي قائلاهتقولي ايه يا دكتوره لما المأذون يسألك في كتب الكتاب هل سبق لكي الجواز من قبل !!
نظرت اليه متهكمه في استخفاف هو انت مفكر انهم ميعرفوش ولا ايه ! .. هقول الحقيقه
طبعا للمأذون واني مطلقه وناجي بيه خطيبي عارف اني مطلقه.. وعلي فكره الموضوع ده ميفرقش معاه نهائي
نظر اليها لبضع لحظات في صمت وهو يري تحديها فقال وفين قسيمه طلاقك !
فوجئت بسؤاله فنظرت اليه في استنكار قائله يعني ايه ! مش فاهمه !
هز كتفيه بلا مبالاه وهو يضيف مش فاهمه ايه يا عروسه ! .. فين قسيمه طلاقك ! .. فين الأثبات اللي هتحطيه قدام المأذون وتقوليله اهوه شوف انا مطلقه ومخلصه عدتي وجاهزه لكتب الكتاب... عشان يكتب كتابك علي ناجي بيه.. خطيبك
اخذت تحدق به في صمت وتوتر وصدمه ليس بسبب السؤال ولكن لأنها لا يوجد لديها اجابه فعليه.. فأفاقت من صډمتها علي صوته ايه يا دكتوره ساكته ليه ! .. فين قسيمه طلاقك !!
قالت بصوت خاڤت في ارتباك انت .. انت لما بعتلي رساله من سبع سنين وقلتلي انك طلقتني وهتبعتلي ورقه طلاقي
ابتسم هو في برود قائلا حلو اوي كويس انك فاكره .. بس السؤال اللي يتسأل هنا بقه ! .. انا امته رميت عليكي يمين الطلاق ! .. وامته بعتلك ورقه الطلاق دي ! .. انتي استلمتي مني حاجه يا بنتي!
نظرت اليه في قلق وشك يعني ايه !
اقترب منها ووقف في مواجتها وردد في حزم يعني انا عمري ما طلقتك ولا حتي
فكرت اطلقك .. وان حاليا انتي حاليا انتي لسه متجوزه وعلي زمه واحد.. حضرتك تبقي حرم عبدالله أحمد الحسيني..
خير يا دكتوره ! ساكته ليه يا حرمي المصون !!
انقطع حبل افكار مرام ونظرت اليه في في برود واستنكار غير مصدقه هو انت مفكر انك بالفيلم اللي انت عامله والشويتين دول هتمنعني من اني اتجوز ناجي!
اجابها في ثقه مؤكدا لا يا مرام مش فاكر... انا حقيقي همنعك...
نظرت اليه في كبرياء وتحدي مش هتقدر يا عبدالله
اشار اليها محذرا في صرامه وڠضب لااااا اوعي يا مراام .. اوعي تتحديني
وتقفي في وشي علي الحته دي عشان بجد هفاجئك برد فعل عمرك ما تتوقعيه وهتشوفي واحد تاني خالص .. واحد اتمني انك متجربهوش ابدا
ارتفع صوتها وهي ترد عليه قي تحد وڠضب انا مش خاېفه منك يا عبدالله ولا بتهدد .. انا مش لعبه في ايدك تتجوزني وقت ما تحب وتطلقني وقت ما تحب .. الجواز والطلاق مش مجرد ورق ولا لعبه بين ايديك .. انا مطلقه منك من سبع سنين والكل عارف كده ودلوقتي انا مش مراتك وليا الحق اني اتجوز .. وانا بقه بحب ناجي واخترته يبقي جوزي
وازداد انفعالها وصوتها وهي تصرخ فيه في ڠضب وتحدي هرفع عليك قضيه وهتجوزه ڠصب عنك يا عبدالله .. واعلي ما في خيلك اركبه...
ولم تكد تصرخ في وجهه بهذه الجمله حتي هوي عبدالله علي وجهها بصفعه قويه جعلتها تكمل بقيه كلامها بصرخه قويه عاليه .. نظرت اليه مصدومه بشده غير مصدقه وهي تضع يديها علي وجهها والدموع تتجمع بعينيها بينما هو لم يبالي بتلك الدموع وردد مشيرا اليها في صرامه وحسم القلم ده عشان قليتي ادبك عليا ومحترمتيش اني جوزك واكبر منك بعشر سنين
ثم ترك شعرها وامسك بساعديها وهو يهزها پعنف قائلا في ڠضب وانفعال تحبي اوريكي انا بقه ممكن اعمل فيكي ايه لما تفكري ترتبطي بواحد تاني وانتي لسه علي زمتي !!
اطل الخۏف الشديد من عينيها وخرج صوتها مخټنقا معرفش
صړخ في وجهها نعم يا اختي ! .. سمعيني بتقولي اييييه !!
رفعت صوتها قليلا في حذر وهي ترد وسط دموعهامعرفش اني لسه علي زمتك
تركها عبدالله فوقعت علي الفراش خلفها جالسه بينما ظل ينظر اليها والي عينيها المنكسره الحزينه ووجها الذي تورم بشده اثر صفعاته وهو يلوم نفسه علي تسرعه معها ولكنه لامها اكثر حيث انها من دفعته لأن يقسو عليها هكذا .. شرعت مرام في البكاء المرير والنحيب فجلس هو بجوارها بعد ان خمد البركان الثائر بداخله .. اسند رأسه علي يديه وهو يتنهد في عمق والحزن والندم يسيطران عليه ...
كان الصمت هو سيد الموقف بينهم ولم يكن هناك صوتا
سوي صوت بكائها الذي كان يقطع قلبه قبل ان يصل الي اذنيه ..
قالت مرام بصوت خرج بصعوبه شديده وسط بكائها طول عمرك ذكي وبتعرف تستغل الموقف لمصلحتك يا عبدالله .. قدرت تستغلني في اني مراتك وعرفت تمنعني وټحطم كبريائي وتكسرني... عرفت تذلني تاني وتربطني من كل حته.. طول عمرك ذكي.. وأستغلالي
توقفت مرام عن البكاء وهي تستمع اليه في صمت بينما قرفص هو علي قدميه امامها وهو ينظر اليها لو كنت فعلا بني ادم وحش واستغلالي كنت اديتلك حريتك دلوقت من الوصايه وسيبتك تروحي تكتبي كتابك ووقتها كنت حطيت قسيمه جوازنا قدام المأذون اللي لسه معايا وحطيت راسك في الطين وخليك مسخره قدام اللي يسوي واللي ميسواش وقلت للدنيا كلها انك مراتي وعلي زمتي انا
رفعت عينيها الدامعتين اليه فاكمل في نبره حنان لم تخلو من اللوم والعتاب اتغيرتي يا مرام وبقيت حاسس ان اللي قدامي دي فعلا واحده تانيه غير البنوته اللي كبرتها علي ايدي .. واحده تانيه متعرفش مين هو عبدالله واخلاقه وتفكيره .. حاولي تنامي يا مرام وكفايه عليكي اللي حصل النهارده
ثم تابع في حسم واصرار بس وعزه جلاله الله يا مرام لو ناجي ده قربلك او عملتي تصرف ميعجبنيش مالا مطربق الدنيا دي كلها علي دماغك ودماغه لاني وقتها مش هتصرف كعبدالله الحارس اللي بيشتغل معاكي.. انا هتصرف كعبدالله جوزك !
والتقت عينيهم في نظرات طويله صامته قبل ان يغلق باب الغرفه ويتركها ..
ذهب عبدالله لغرفه سمر ولم يجدها فذهب الي غرفته وجلس بها وقتا طويلا حتي مل منها ونزل الاسفل فوجد كل من مسعد وزوجته وايمان قطب يجلسون في الردهه والصمت هو سيد الموقف ..
ممكن يا زهره اذا سمحتي تعمليلي فنجان قهوه !!
اومات له بالايجاب وذهبت كي تعد القهوه في حين نطقت ايمان انا همشي يا جماعه لأن الوقت اتأخر جدا وتلاقي الجماعه اتصلو بيا كتير ..
اومأ لها عبدالله فنظرت داخل حقيبتها ولم تجد هاتفها فتذكرت
انه كان بيدها في غرفه مرام فصعدت اليها كي تحضره
في حين اتت زهره بكنكه صغيره من القهوه واخذت تصب لهم
في صمت ايضا حتي انتفض عبدالله من مكانه وكذلك مسعد بينما انسكبت القهوه علي يد زهره لا شعوريا حين سمعو جميعا ذلك الصړاخ
عااااااا .. الحقوووني .. الحقوووني
الفصل العشرون
الجزء الثاني
حلقه 20
من بين العالم كنت انت المواساه الوحيده فلا حياه لي بدونك..
كان ذلك الصوت يأتي من الغرفه العلويه فأسرع عبدالله بقدم كانت تسارع الزمن للوصول الي الاعلي لرؤيه حبيبته الذي ظن ان اصابها مكروه وخلفه مسعد وايضا زهره التي لم تشعر بسخونه القهوه ويديها التي التهبت اثر سكبها عليها واسرعت تعدو خلفهم الي الاعلي ...
وصلو اليها فوجدوا بقعتين كبيرتين من الډماء علي ارض الغرفه وايمان تحمل مرام وتمسك بيديها الاثنين وهي تصرخ بهم البلكووونه .. شوفو البلكوونه بسرررعه
اسرع مسعد يري الشرفه ولكنه لم يجد اي شئ علي الاطلاق بينما توجه عبدالله ناحيه مرام وهو يراها فاقده الوعي ويديها الاثنين ېنزفو بشده فخفق قلبه پعنف خوفا عليها وهو غير مصدق علي الاطلاق وهو ينظر ليديها بين يديه دي مقطعه شراينها!!
في حين اتي اليهم مسعد قائلا في لهفه مفيش حاجه في البلكونه .. هو ايه اللي حصل يا ايمان!
ايمان پبكاء وخوف انا دخلت الاوضه لقيتها علي الارض وډمها سايح فجريت عليها بسرعه عشان اشوفها وسمعت صوت البلكونه بتتقفل ورفعت عيني علي قزازها لقيت طيف واختفي في غمضه عين
ردد مسعد قائلا ممكن يكون ييتهيقلك يا ايمان
ايمان پبكاء مش عارفه .. مش عارفه .. شوفو مرام
اتجه مسعد مسرعا الي مرام وهو يبعد عبدالله عنها الذي كان يقف مصډوما فردد مسعد بلهفه خليني اشوفها يا عبدالله الاول ونلحقها
ابعد عبدالله عنهم بالفعل ونظره مازال مثبت عليها وقلبه ېنزف من الخۏف .. بعد ان تأكد مسعد من انها علي قيد الحياه حاول منع ڼزيف يدها قائلا يلا علي المستشفي بسرعه والا مش هنلحقها .. انا بحاول امنع الڼزيف علي قد ما اقدر بس مش هعرف برضه .. ومش عارف ازاي لحقت تفقد وعيها بالسرعه دي
اقترب عبدالله منها وحملها بقلب مرتجف والدموع تترقرق بعينيه في جزع وخوف رهيب وهو يراها بين الحياه والمۏت .. ورأي شيئا غريبا امام باب الشرفه ولكن عقله لم يسعفه في تحليل ذلك حيث كان خائڤا علي مرام وظن انها هي من فعلت ذلك... وانهت حياتها ..
في المستشفي لم يستطع عبدالله ان يجلس لثانيه واحده منذ ان دخلت مرام غرفه العمليات ظل يجوب بالممر ذهابا وايابا وقلبه يكاد ينفطر من الخۏف .. كان مسعد وزوجته وايمان حالتهم لم تقل عنه و حاولو بقدر الامكان تهدئته ولكن لا من نتيجه .. خرج الطبيب اليهم وعلي وجهه علامه الخۏف فأسرع عبدالله قائلا طمننا في ايه !
الطبيب فقدت ډم كتير جدا احنا محتاجين مش اقل من 4 اكياس ډم ومش متوفر غير كيس واحد بس من نفس فصيلتها
ردد مسعد وهو يتذكر التحاليل التي كان يراها لها في باريس ولفت انتباهه انها من نفس فصيلته فردد مسرعا انا نفس فصيلتها وجاهز اتبرع ..
الطبيب انت لوحدك مش كفايه.. مستحيل ناخد منك 3 اكياس
ردد عبدالله بقلق انا مش عارف فصيلتها ايه ! انا فصيلتي A
اسرع مسعد بفرح طب يلا بينا انا وانت بسرعه هي دي برضه فصيلتها
تهللت اسارير عبدالله بفرح وهو يذهب مع الطبيب الذي ردد علي فكره برضه هنكون محتاجين كمان كيس ډم .. مش هينفع اخد من كل واحد فيكم اكتر من نص كيلو
هتف عبدالله بلهفه خد مني الډم اللي انت عايزه ملكش دعوه
جلسو الاثنين علي مقاعد طبيه وبدأت الممرضات في عملهم بينما قال الطبيبمينفعش
يا استاذ .. كده انا هضرك وهسبب لك مضاعفات ودي تعتبر خېانه لمهنتي
نظر اليه عبدالله نظره ارعبت الطبيب وهتف بعصبيه شديده انت مالك انت ملكش دعوه .. هاتلي اي زفت ورقه امضيلك عليها ان انا المسؤل .. واتفضل خد الډم اللي انت عايزه
كان مسعد ينظر اليه دون ان ينطق فهو اكثر من يعرف صديقه وحبه لزوجته فقال اسمع كلامه يا دكتور ومتقلقش انا دكتور وههتم بيه كويس
سحب الطبيب الډم المطلوب من مسعد وكذلك عبدالله الذي ما ان نهض من علي المقعد حتي ترنح جسده وشعر بغيامه علي عينيه .. التقطه مسعد بسرعه بينما ردد الطبيب اهو ده اللي انا كنت خاېف منه ..
ردد عبدالله بضعف وهو يشعر بقله الاكسجين بالغرفه انا كويس .. ملكوش دعوه بيا
قال الطبيب للمرضه خدوه علي اوضه تانيه وعلقوله محلول بسرعه
هتف عبدالله پعنف نافيا علي الرغم من ضعفه قلت مش عايز حاجه .. انتو مبتفهموش !
قال مسعد مهدئا طب خلاص خلاص اهدي .. تعالي معايا
ذهب مع مسعد الي الخارج واجلسه علي مقعد بجوار ايمان وزهره وذهب كي يحضر له بعض العصائر
..أسند عبدالله ظهره الي الوراء وهو يلتقط انفاسه بصعوبه وهبطت الدموع من عينيه فنظرت اليه ايمان وايضا زهره قي اشفاق وهم
يربتو علي ظهره في تأثر .. اتي مسعد ومعه بعض العصائر وايضا قطع من الكيك وجلس بجواره ..
مسعد انت رفضت المحلول فياريت تشرب العصير ده كله وتاكل الحاجات دي عشان تعوض جسمك
ابعدها عبدالله من امامه قائلا في رفض وعصبيهمش عايز يا مسعد مش عايز .. افهمني بقه مش قادر
مسعد اهدأ يا عبدالله وان شاء الله ربنا هيطمنا عليها
اخفي وجهه يين كفيه في ألم وضعف قائلا انا السبب .. انا اللي ضړبتها ووصلتها للحاله دي .. انا جرحتها كتير وتعبتها معايا قوي وهي معملتش حاجه غير انها حبتني .. وبعد كل ده نزلت وسبتها لوحدها
امسك مسعد كتفيه بقوه متحملش نفسك ذنب مش ذنبك يا عبدالله .. احنا لسه اصلا منعرفش هي اللي عملت كده ولا.....
قطع مسعد كلامه فجأه عند فتح باب الغرفه الكبيره الخاصه بالعمليات وخروج الممرضات منها وهم يسحبن مرام علي السرير وهي غائبه عن الوعي كما كانت .. وكاد ان يذهب معها عبدالله الي ان رأي الطبيب يخرج ايضا فأسرع اليه طمني يا دكتور ارجوك..
قال الدكتور الحاله كانت خطيره جدا .. الاورده كلها اللي في بطن ايديها كانت اتقطعت وده ادي لڼزيف حاد .. احنا قدرنا ننقذها هي لكن ...
سأله مسعد في توتر لكن ايه !
نظر الطبيب اليهم جميعا مين فيكم اقرب حد ليها !
نظرو جميعا الي عبدالله الذي قال في حزم انا .. انا ابقي جوزها
الطبيب بجديه تمام .. ياريت تتفضل معايا لوحدك .. في حاجه لازم تعرفها
محاوله قتل!!!
نطق عبدالله تلك الكلمه في ذهول للطبيب بعد ان استمع اليه ققال الطبيب موضحا ايوه .. .. هي دكتوره وعارفه ان قطع اورده ايد واحده ممكن يصفيها وېقتلها لكن دي قطعت الاتنين .. اولا مفيش حد هيقطع ايده وبعدين يمسك الايد المقطوعه ويقطع بيها الثانيه احنا بشړ ودي قوه تحمل فوق طاقتنا منقدرش عليها .. ثانيا اتجاه القطع في الايدين واحد .. لو كانت هي اللي عملت كده كان في قطع منهم هيبقي يمين والتاني شمال ..
والحاجه اللي تأكد كلامي ده وموضع شك اكبر .. انها كانت مټخدره قبلها .. يعني اتخدرت وبعدين حد قطعلها اورده ايديها .. ودلوقتي احنا قدام چريمه ولازم ابلغ البوليس
كان عبدالله يستمع الي الطبيب في ضعف وذهول وعقله يحلل ما رأه بالغرفه .. لم يجد بجوار مرام الاداه التي قطعت بها يديها فأين هي ! .. في حين رأي بعض نقاط الډم امام باب الشرفه فكيف وصل الي هناك ! .. وحديث ايمان حين قالت انها رأت شبحا بالشرفه وسمعت صوت اغلاق بابها ! ..
كان الطبيب يراقب حركات عبدالله فقال انت شكلك تعبان ! ..
عبدالله بوهن وهو يحاول بقاء عينيه مفتوحه لا لا .. انا كويس .. انا كويس
هم عبدالله بالنهوض وما ان وقف علي قدميه حتي سقط ارضا واغلق بريق عينيه .. اسرع الطبيب واستدعي الممرضات كي يسعفوه وينقلوه الي غرفه اخري .. وفي الخارج ما ان رأي مسعد ومن معه الممرضات يدخلون حتي دب القلق بقلبه واسرع خلفهم .. حين رأي صديقه يحملونه علي الترولي فردد في قلق هو جراله ايه ! .. فقد وعيه صح !
الطبيب احنا هنعمله فحوصات و هنشوف دلوقت هو ماله ..
مسعد هو لسه متبرع باكتر من كيلو ډم مره واحده ومرضيش يشرب او ياكل حاجه بعدها .. مش مستاهله فحوصات
هنا ادرك الطبيب ان هو من تبرع پالدم الي تلك الحاله المرضيه فاخذه الي غرفه اخري وقام بعمل اللازم له واوصله بالمحاليل .
وسط سكون الليل الحالك في تلك الليله التي لم يظهر بها القمر بعد ان غطت الغيوم السماء واڼهارت السمات بالامطار الغزيره مع تلك العاصفه التي هبت معها لتقلب تلك الليله رأسا علي عقب الجميع وكأن السماء ټلعن الشړ الذي يكمن بداخلها وتخبرنا بأن تلك الليله لم تمر مرور الكرام...
تسلل ذلك الشخص الملثم الي غرفه الاطفال وبيده اداه مدببه دقيقه الحجم جدا به سن دقيق جدا ايضا .. اخذ يبحث بعينيه بين الثلاثه اطفال حتي وجد مقصده .. ذهب بأتجاه ذلك الطفل والشرر يتطاير بعينيه .. وضع تلك الاداه بين يديه وهو ينظر اليها بأبتسامه انتصار وشړ ثم غرسها دفعه واحده بقوه في كتفه واخرجها بعد ثانييه واحده فأصدر الطفل صوتا عاااا اهئ اهئ اهئ .. مااااماااا....
لم يكد يكمل جملته حتي انقطع صوته واغمضت عينيه مره اخري ..
وعلي الناحيه الاخري كانت مرام ټصارع الحياه تحت تلك الاجهزه الموصله بها فانتابتها حاله من الذعر فأخذت تنتفض بقوه وارتفعت ضربات قلبها بشده واخذت الاجهزه تصدر اصواتا اتي علي اثرها الاطباء والممرضين يعدون
مسرعين الي غرفتها ..
ما ان دلف الطبيب حتي وجد جسدها يعلو ويهبط في نوبات فصړخ بالممرضين هاتو الحقنه بسرعه ..
ناولتها له الممرضه
واعطاها له وهو يعدل من وضع الاجهزه عليها ويمرر بجهاز اخر علي قلبها حتي انتظمت ضرباته واستكانت ضلوعها وعادت مره اخري الي حالتها ...
وفي الخارج كان يقف مسعد بجوار زوجته التي كانت تبكي قائله عبدالله ومرام مره واحده !! .. هما الاتنين كل واحد فيهم في اوضه ! .. يارب اقف جنبهم يارب واشفيهم .. يارب رجعلهم تاني حياتهم واجمعهم مع بعض علي خير .. يارب .. يارب متحرمش حد فيهم من التاني
انكشف الغطاء الجلدي لبعض الاسلاك الكهربائيه بالشوارع فادت تلك الامطار مع العواصف الشديده الي ماس كهربائي وبعض الشرر الذي لم يلبث ان يشتعل حتي انقطعت
الكهرباء عن محول تلك المنطقه ..
هبط ذلك الملثم من علي سلم القصر ووقف بالردهه الكبيره في بهو القصر ينظر الي العواصف الشديده وسط الظلام والاصوات المرتفعه التي تحدثها .. تولدت بداخله حاله من الجنون لأول مره فأخذ يزيل تلك الملابس السوداء عن جسده ووجهه بأكمله لتنكشف هويته شيئا فشيئا حيث لم تكن سوي .. سمر ..
بدأت تصفق بيديها الاثنين بقوه وهي تقهقه بشده هههههههههه .. هههههههههه .. مراااااام ... وابنها .. ههههههههههه .. دومي كان بيعيط وبينادي عليها .. متزعلش يا حبيبي هتبقي انت وماما في قبر واحد عشان متخافش من الضلمه .. ههههههههه
فردت ذراعيها واسرعت الي منطقه يصل اليها المطر فوقف تحته قائله وهي تنظر الي السماء پجنون عبدالله هيبقي ليا .. ليا انا وبس .. اسفه يا حبيبي اني ضحكت عليك عشان ترجعني تاني معاك .. اسفه اني قټلت حبيبتك .. بس انا بحبك اكتر منها وهعوضك .. هعوضك وهجيب لك ولااااد كتير .. كتييير قوووي احسن من ابن مرام .. وهنعيييش مع بعض .. وهتنسي مرام دي نهائي وهتحبني انا
ارتفعت نبره صوتها لتصرخ اكتر ساااامعني !! .. هتحبني انا...انا قټلت مرااام .. انا اللي كنت بعملها السم عشان ټموت بالبطئ .. عشان تتعذب في كل ثانيه .. بس انت انقذتها .. ليييييييييييييييه !! .. ليه مش حاسس بحبي ليك!! .. هي مش احسن مني .. كانت لاااازم تموووت .. انا اللي قټلتها عشان ټموت مره واحده .. ايووووه انااا ..
وظلت تصرخ علي ذلك القبيل وتلك الحاله الچنونيه .. لم يسمعها الحراس بالخارج حيث كانت تغطي العاصفه علي صوتها فأندمجت معها ...
وبعد بضعه ساعات .. هدأت العاصفه الشديده وهدأت معها سمر من تلك النوبه التي ارتابتها فسمعت رنين هاتفها .. التقطته بهدوء وهي تجيب..
اي الاخبار عندك !
كله تمام .. مرام دلوقت اقرالها الفاتحه ..
والولد !
خلاص هو كمان .. بقه مع امه في الجنه ..
في صباح اليوم التالي اشرقت الشمس بأشعتها الذهبيه لتمحي اثار تلك الليله الحزينه والعاصفه .. فتح عبدالله عينيه فوجد نفسه مستلقي علي سرير طبي وييده ابره طبيه .. نظر بجواره فوجد مسعد ينظر اليه قائلا حمدالله علي السلامه يا عم .. علي طول تاعبنا معاك ومبتسمعش الكلام
عبدالله بعد ان تذكر ما حدث قال بلهفه مرااام ! .. هي كويسه !
مسعد هي تخطت مرحله الخطړ بس لسه مفاقتش .. متقلقش هتبقي كويسه
عبدالله وهو يحاول النهوض انا لازم اشوفها
مسعد مسرعا اييييييييه استني انت رايح فين دلوقت .. لسه ده اخر محلول خلاص دقيقتين وهيخلص .. وبعدين الدكاتره مش بيسمحو لحد يشوفها الا لما تفوق ..بس والله كويسه متقلقش
ظل عبدالله مكانه دون الرد عليه واغمض عينيه وهو يستعيد كلمات الطبيب فقطعه مسعد مازحا بقه يا نمس تطلع مراتك طول الفتره دي وانت مخبي علينا !
عبدالله بهدوء هي اللي حطيتني في الوضع ده
مسعد بلوم يا عبدالله انت غلطت .. وعلي الاساس ده هي اتصرفت وعاندت .. لكن انا بصراحه عمري ما تخيلت.. انت لازم تصلح الموقف يا عبدالله وتنقذ اللي بينكم وكفايه اوي لحد كده
اغمض عبدالله عينيه في الم وتأثر مرام منتحرتش يا مسعد .. مرام كان في حد عايز ېقتلها .. انا غلطت لما سبتها لوحدها وانا عارف ان في حيه
في البيت
مسعد پصدمه وذهول نعم ! .. مين ده !
عبدالله انا عارف هو مين ! .. بس لما اتأكد من حاجه الاول ومفيش حد هيجاوبني غير ادهم
مسعد ادهم !! ..انا مش فاهم حاجه ..
عبدالله مش مهم دلوقت .. الولاد فين !
مسعد الولاد في القصر من امبارح وعشان كده بعتت زهره من شويه تروح تشوفهم وتفضل معاهم
عبدالله بلوم وانت سايبهم من امبارح لوحدهم !!
مسعد أولا الحراس في القصر .. ثانيا هما كانو نايمين واحنا كلنا جينا علي هنا مخضوضين علي مرام ومركزناش .. متقلقش
وفي ذلك الوقت وصلت زهره الي القصر حتي وجدت سمر تتناول فنجانا
من القهوه وما ان وقف امامها حتي بدي علي سمر التوتر والارتباك قائله زهره ! .. انتي ايه اللي جابك ! .. مش المفروض
تكونو مع مرام .. هي عامله ايه ! .. ماټت صح!
زهره بتعجب واستنكار بعد الشړ عليها مالك كده الملافظ سعد .. وبعدين الناس تقول صباح الخير الاول .. ثم ان انتي كنتي فين امبارح بالليل !
سمر بارتباك شديد كنت في اوضتي باخد شاور ولما .. لما طلعت ملقتش حد .. وحاولت اعرف من الحرس بس هما مرضيوش يتكلمو معايا وبعدها الدنيا مطرت جامد ومعرفتش اخرج من القصر
زهره بشك امممم ماشي يا سمر .. الولاد لسه مصحيوش !
سمر بتوتر معرفش انا مشفتش حد ولا سمعت صوتهم
اومأت لها زهره وصعدت الي غرفه الاطفال .. في حين تناولت سمر هاتفها في توتر وهي تفكر بالامر .. اتخبره ام تنتظر قليلا ولكنها كانت خائفه بشده من اخباره الحقيقه وانها لم تمت ..
بعد فتره ليست بالكبيره وجدت زهره تهبط الي الاسفل وبيدها الثلاثه اطفال قائله يلا يا حبايبي انتو التلاته اقعدو في الجنينه لحد ما اعملكم الفطار
دومي هي مامي فين يا طنط واونكل!
زهره مامي تعبانه شويه يا حبيبي وبتكشف عند الدكتور واونكل معاها .. متقلقش عليها كمان شويه هترجع
اومأ لها الطفل وذهب مع نور وتمارا الي الحديقه كما امرتهم زهره .. في حين الجمت الصدمه عقل سمر وتملكت الدهشه عينيها وفكرها وهي تنظر اليه مازال علي قيد الحياه ..
سممممممر !! .. بقالي ساعه بكلمك .. هتفطري مع الولاد !!
قالت تلك الجمله زهره وهي تراها بتلك الحاله .. لم تجيبها سمر واسرعت الي الاعلي وهي تحاول تهدئه روعها ونبضات قلبها ..اغلقت الباب وتناولت الهاتف وقامت بالاتصال بناجي
الولد مماتش يا ناجي بيه ..
نعم ! .. انتي بتهزري ولا ايه دا انا اوديكي في داهيه..
والله انا اديتله الحقنه بنفسي والسايل دخل جوه جسمه انا متأكده..
لاااااا يا حلوه انتي مفكراني هصدق ولا ايه .. انتي شكلك بتحوري عليا ونهايتك هتبقي علي ايدي .. ويا تري اي اخبار مرام !
والله ما بكدب عليك .. انا مش عارفه ده حصل ازاي ! ومرام .. مرام برضه مماتتش .. اكيد عبدالله قدر يلحقها
عبدالله .. عبدالله .. عبدالله .. كل مره مفيش غير عبدالله ...
والله انا نفذت المطلوب مني بالحرف .. بس مش عارفه في ايه غلط!
يبقي اكيد عبدالله كاشفك يا سمر وبوظ خططتك .. ابعدي عن القصر ده نهائي دلوقت لحد ما انا اقولك .. ارجعي المكان السري بتاعك .. علي الاقل محدش هيعرف يوصلك لحد ما انا اصلح اللي انتي هببتيه ده .. اتحركي بأسرع
وقت لان عبدالله لو شافك هيقتلك
اسرعت سمر تضب بعض الاغراض الهامه لها بعد ان اغلقت الهاتف وقلبها تصل دقاته الي خارج من الړعب والذعر التي امتلكاها .. حملت حقيبتها بتوتر بالغ واسرعت من الغرفه وهبطت الي الاسفل فأصتدمت بزهره التي قالت مش تحاسبي يا بنتي .. مالك متصربعه علي ايه !
سمر بتوتر مفيش .. بس نسيت حاجات مهمه ليا في بيتي ورايحه اجيبها
تركتها زهره فغادرت سمر القصر مسرعه وكانها ټصارع الزمن ...
عمر ! .. شغلي الجي بي اس علي موبايل سمر بسرعه
قال ذلك ادهم الي عمر بعد ان استمعو لمكالمه ناجي معها فأومأ له عمر بالايجاب واسرع ينفذ ما امره به ..
دلف اللواء احمد السيوفي الي مكتب المقدم ادهم فهب ادهم واقفا احتراما له .. اشار له اللواء احمد بان يجلس مره اخري وانضم اليه يستمع الي ناجي وحديثه مع اولفت..
في نفس الاثناء كانت اولفت تصب كأسا من الخمر وتناوله لناجي قائله مش فاهمه يا ناجي .. انت ليه بتعمل معاها كده دي بتساعدنا ..
ناجي وهو يتجرع كأسا من الخمر ههههههه لا طبعا .. سمر دي بتساعدنا بس لمجرد انها تخلص من مرام واللي يخصها عشان يخلالها الجو مع عبدالله .. لو عرفت ان انا ناوي اقتل عبدالله بس بعد ما احړق قلبه علي عيلته مش هترضي تساعدنا تاني ومش بعيد تقلب الطراييزه علينا .. خليها كده دلوقت خاېفه .. كده احسن
اولفت طب ومرام ! .. لسه برضه مماتتش!
ناجي وهو يكتز علي اسنانه مراااام .. عبدالله مره تانيه لحقها .. بس حلو .. بيلعب معايا وانا بحب اللعب اوي .. يبقي دلوقت نستخدم الخطه البديله لحد ما نشوف طريقه تانيه غير سمر نقتلها بيها
اولفت بفضول واي هي الخطه دي !
عرض لها ناجي مقطع فيديو صغير وبدأ بتشغيله قائلا متحمس اوي اني اشوف رد فعل عبدالله بعد ما يشوف الفيديو ده وهيواجه الاعلام ازاي بعد ما يبقي علي كل مواقع السوشيال ميديا
أولفت بانتصار هههههههههه يا ابن الايه ! .. عملتها ازاي دي !! ..
ناجي بفخر انتي ناسيه انتي بتكلمي مين ولا ايه
!
اولفت وده هيحصل امته !
ناجي دلوقتي حالا حبايبنا هيقومو بالواجب.. وكلها ساعتين ولا تلاته والدنيا تتقلب عشان لما اروحلها المستشفي يبقي انا اللي معايا الحق ومحدش
يوقفني
اولفت بأعجاب لا برافو عليك بجد .. طب برضه مقلتليش .. الولد انت عملت فيه ايه واي الحقنه اللي سمر ادتهاله دي !
ناجي بمكر لا بلاش اقولك احسن .. عايزك تستني بس اسبوع وانتي هتشوفي بنفسك مفعولها ..
ضړب ادهم مكتبه بقبضه يده من الغيظ فقال له اللواء احمد الامور مبتتحلش بالعصبيه يا ادهم مش انا اللي هعرفك
ادهم عارف يا فندم .. عارف .. دلوقت عبدالله شكله فعلا مش هيقدر عليه بعد ما ملأ ايده من الموضوع وخصوصا انه يخص سمعه مرام .. وانا مش هقدر اتدخل حضرتك عارف ..
اللواء احمد يبقي انا اللي هتدخل ..
بعد مرور ثلاث ساعات كانت ايمان مازالت تنتظر مع عبدالله ومسعد خارج غرفه مرام الي ان شعرت بالملل فقررت تصفح بعض مواقع السوشيال ميديا قليلا .. ما ان قامت بتشغيل بيانات الهاتف حتي صدع الهاتف بأشعارات كثيره فأخذت تتخطاهم جميعا الي ان لفت انتباها اشعارا مختلف نشر منذ ثلاث ساعات فقط .. ما ان قامت بتشغيله حتي
فغر فاها بشده واخذت تنظر اليه بذهول كبير غير مصدقه ..
مالك يا ايمان !
وجه عبدالله ذلك السؤال لايمان بعد ان راها بتلك الصدمه بينما نظرت هي اليه ولم تدري بما تجيبه فنطق الحق يا استاذ عبدالله .. مصېبه
وقبل ان يجيبها عبدالله ويري الي ما تشير حتي نطق مسعد مذهولا وهو يشير الي اخر الممر الحق يا عبدالله شوف مين جاي
نظر عبدالله حيث اشار مسعد فوجد ناجي وخلفه الحارسين الخاصين وشخصين اخرين يحملام كاميرا بيديهم وقادمين بأتجاههم فتوجه اليه عبدالله ووقف امامه قائلا انت ايه اللي جابك ! .. مش قلت ملكش دعوه بيها ولا انت مبتفهمش بالزوق وبحب الضړب !
ناجي متصنعا البراءه الله يسامحك .. انا جاي اشوف خطيبتي حصلها ايه وافضل جنبها لحد ما تفوق عشان نكتب الكتاب بعد ما تبقي كويسه علي طول
اندفع عبدالله تجاهه وهو يمسكه من سترته قائلا پغضب انت برضه لسه بتقول خطيبتك .. انت مبتفهمش شكلك كده !
ناجي بأستلام شايفين يا جماعه بيعمل فيا ايه ! .. ولسه كمان معاليها جوه مسيطر عليها ومش راضي يديها حريتها ومعيشها بسجن ازاي ! .. صوروه عشان يتفضح والكل يعرف حقيقته يلا اتفضلو
ضربه عبدالله لكمه علي وجهه قائلا اعلي ما في خيلك اركبه .. وابقي وريني هتعمل ايه !
استوقفته ايمان صاړخه استني يا استاذ عبدالله شوف الاول الفيديو ده !!
تركه عبدالله وهو ينظر الي هاتف ايمان ويشاهد ذلك المقطع مذهولا بينما ضحك ناجي في انتصار عرفت بقه انا اقدر اعمل ايه !
ارتفع صوت صارم من خلفهم قائلا ويا تري هتقدر تعمل ايه تاني يا ناجي !
الټفت ناجي خلفه بسرعه ليجد اللواء احمد السيوفي الذي يعرفه حق المعرفه وهو ينظر له بنظره فهم ناجي مغزاها جيدا .. بينما حاول عبدالله تذكر وجهه او متي رأه من قبل .. فلا يبدو له غريبا ..
نطق اللواء احمد انت ازاي جاتلك الجرأه انك تهدد الناس بتاعتي يا ناجي !
قال ناجي في ارتباك وهو يبلع ريقه هما ! .. الناس دي تبعك يا سياده اللواء !
اللواء شفت بقه المفاجأه .. انت عارفني ان مفيش في قاموسي بند الټهديد .. يعني قدامك ساعتين بالظبط والعفريت اللي حضرته تصرفه .. انت عارف انا قصدي ايه ! .. هما ساعتين بس يا ناجي لو ملقتش كل حاجه اختفت هنخفيها احنا بطريقتنا ومش محتاج اقولك طبعا انك هتتخفي معاهم ..
ناجي بشجاعه ظاهريه يا باشا هو اللي محتجز خطيبتي عنده ومش راضي يديها حريتها زي ما حضرتك شفت في الفيديو .. اكيد حضرتك شفتها وهي بتقولي اتجوزني وانا فعلا كنت ناوي اتجوزها وكتب الكتاب كان هيبقي امبارح لكن هو اللي منعني وضړبني ومنعها هي كمان بالقوه والله اعلم هي هنا في المستشفي بتعمل ايه او بسبب مين ..
قاطعه اللواء احمد مرام لا عمرها كانت ولا هتكون خطيبتك يا ناجي ومن غير الهري بتاعك اللي ملوش لازمه ده نهائي .. مبكررش كلامي هما ساعتين انت عارف كويس هتعمل فيهم ايه وياريت تتفضل بسرعه عشان تلحق الوقت اللي باقيلك قبل ما الساعتين يخلصو .. لأن زي ما انت شايف احنا اسره مع بعضينا وانت ملكش مكان هنا
نظر ناجي الي عبدالله بتوعد وقبل ان يهم بالخروج استوقفه اللواء احمد وذهب بأتجاهه وقام بأخراج هارد الكاميرات التي بين ايدي الصحفيين اللذين
كانو معه وقام بتكسيره الي قطع صغيره امام اعينيهم .. ولم يجرو اي منهم علي ان ينطق حرفا واحدا ....
انا متشكر لحضرتك يا سياده اللواء .. انا حاسس اني شفت حضرتك قبل كده
!
وجه عبدالله تلك الجمله الي اللواء احمد الذي ربت علي كتفه بود قائلا ايوه عارف يا عبدالله زي ما انا برضه عارفك كويس وبعتبرك زي ابني .. انا
كنت صديق اللواء جلال الله يرحمه بس وقتها كنت لسه عميد وبرضه سيف ابنه الله يرحمه برضه كان جوز بنتي اسراء
لم يستوعب عقله تلك الجمله وكأنه لم يسمعها جيدا فقال انت قصدك سيف اللي ماټ ! .. ولا اللواء جلال!
قال اللواء بحزن للأسف الاتنين يا عبدالله !
عبدالله پصدمه شديده سيف ماټ ! .. طب ازاي !
اللواء ماټ زي ما اي بطل من ابطالنا بېموت .. كان في عمليه وملحقناش ننقذه واسټشهد من سنتين
وهنا توضحت الامور اكثر امام اعين عبدالله ليكتشف انه كان يمضي ويبحث خلف سراب يدعي سيف .. بالطبع لم يصدق حرفا واحدا مما نطقته سمر اليه وكان فقط ينتظر الوقت المناسب لمهاجمتها وكشف سر مجيئها اليه الحقيقي والذي كاد ان يصل اليه .. تمتم في صډمه ادهم .. ادهم بيلعب بيا تاني ..
اغمض عينيه في مراره شديده بينما ردد اللواء احمد هستأذن انا يا عبدالله لاني كنت جاي مع اسراء بنتي بنكشف علي ابنها
اومأ له عبدالله بأحترام فتركه وغادر بينما أمسك عبدالله رأسه بيديه وهو يشعر بالالم الشديد .. كل الخيوط تتقطع من بين يديه مره اخري .. شعر انه بدوامه كبيره لا يدري متي سيخرج منها ..
زهره بتقول ان في صحفيين كتير واعلاميين عند القصر والحراس مانعيمهم
قال ذلك مسعد لعبدالله بعد ان انهي اتصاله مع زهره فنظر اليه عبدالله قائلا اتصل علي زهره دلوقت بسرعه
نظر اليه مسعد مصډوما في ايه يا ابني !
عبدالله بعصبيه انجزززز يا مسعد مش لسه هتسأل
قام مسعد بالاتصال بها مره اخري فأخد منه الهاتف عبدالله بقوه الي ان اجابت..
ايوه يا حبيبي !
زهره .. سمر لسه عندك !
عبدالله !! .. لا هي مشيت..
مشيت امته وراحت فين !!
معرفش يا عبدالله هي كانت بتقول كلام غريب كده ومكنتش علي بعضها وشكلها كان خاېف من حاجه وكانت معاها شنطه كده ومشيت
وازاي تسبيها تمشي !
وانا مالي بيها يا عبدالله .. ما تغور في داهيه
اغلق عبدالله الهاتف دون اكمال الحديث معها من شده الضيق والالم ..
اخرج هاتفه من جيبه وقام بالاتصال بأدهم الذي اجابه
ايوه يا عبدالله..
انت بتعمل معايا كده ليه ! .. هو ده شغلك صح ! .. اخويا اټقتل .. ومرام جوه بين الحيا والمۏت .. واوعي تكون فاكرني يا ادهم غبي ومش عارف انك تعرف ومراقب كل خطوه ليا او للي حواليا..
عارف يا عبدالله انك عارف .. لكن غلطتك انت انك سبت مرام لوحدها ومشيت في طريق غلط .. لو كنت جيت سألتني كنت هجاوبك..
والله ! .. كنت هتجاوبني صح ! .. وانا بقالي قد ايه بسألك علي اللي قتل حمدي وانت مش راضي تجاوبني ..
عشان حمدي مش القضيه دلوقت .. قلت لك حمدي بعد مرام واي حاجه متعلقه بقضيه مرام لو هتساعدك هجاوبك عليها بس انت اللي مجيتش
قصر الكلام يا ادهم .. اجيلك ! .. ولا
تجيلي !
انا اللي هجيلك يا عبدالله بس اما اخلص اللي ورايا لاني مضغوط جدا في الشغل الفتره دي .. وكمان عشان اطمن علي الدكتوره .. ووعد مني يا عم هجاوبك علي كل اللي عايز تعرفه .. ودلوقت ياريت تصالح البني ادمه اللي كانت ھتموت بسببك دي واطمن مفيش حاجه هتحصل وانا مأمنك كويس ..
انهي عبدالله الاتصال وقلبه كاد ان ينفطر وهو يفكر .. هل كان سيفقدها حقا ! .. لا يريد ان يعرف جواب ذلك السؤال مطلقا لانه ليس لديه الطاقه لتحمل اجابته .. اطرق مفكرا في صمت والم لكل ما يحدث مره اخري وبين الحين والاخر تأتي بعقله صوره مرام وهي بين الحياه والمۏت فتأتي غصه مريره بقلبه وهو يعتصر من شده الالم .... اراد العوده الي تلك الطفله ذات السابعه عشر عام التي لم تعرف موطنا غيره .... اخذ يسترجع ذكريات الماضي مع حبيبته وهو يبتسم مع كل ذكري بينهم وبين اﻻحين والاخر يطمئن عليها ويسأل الطبيب متي ستستعيد وعيها ..
خرج الطبيب مره اخري من غرفتها فأسرع اليه عبدالله متلهفا هي عامله ايه دلوقت يا دكتور !
الطبيب بابتسامه هي بقت كويسه الحمدلله وحتي فاقت وفتحت عينيها وهننقلها دلوقت علي غرفه تانيه .. بس للأسف هي واخده مهدئ ورجعت تاني نامت .. بكره الصبح هتبقي كويسه وهتفوق
عبدالله بفرح طب الحمدلله يارب .. ينفع اشوفها !
الطبيب اه طبعا ينفع وتقدر تستني جنبها كمان بس لما ننقلها الاوضه التانيه
نقلها الممرضين الي غرفه اخري واطمئن عليها الجميع وغادر مسعد الي زوجته كي يطمئنها ويظل بجوارها وايضا ايمان كذلك غادرت بعد اتصالات كثيره من زوجه عمها ..
في صباح اليوم التالي فتحت مرام عينيها في وهن
لتري الممرضه تقف بجوارها تعلق لها محلولا اخر قائله حمدالله علي السلامه يا دكتوره
فتح عبدالله عينيه فوجدها مستيقظه فنظر اليها في لهفه مترددا ميمه !!!في حنان والدموع تغدق عينيه
هامسا حمدالله علي سلامتك يا روح قلبي
اغمضت عينيها وقالت في همس عايزه اشرب
اومأ لها رأسه قائلا حاضر يا حبيبتي
كانت الممرضه مشغوله بعمل المحلول فاشار لها بانه سيحضر لها الماء وما ان خرج لكي يحضر المياه حتي قالت لها الممرضه بأبتسامه مش قادره اقولك كانت حالته عامله ازاي من وقت ما جيتي .. بجد مشفتش حد بيحب مراته بالشكل ده ! .. ده اتبرع لك بكيلو ونص ډم وكان ھيموت فيها بس مكنش فارق معاه وكان عامل زي المچنون عشان ينقذك .. بجد ربنا يخليكم لبعض .. نادر لما حد بيلاقي حد يحبه كده
نظرت اليه مرام في تأثر وهي تتخيله يفعل ذلك من اجلها .. اتي عبدالله وبيده الماء فرفعت له الممرضه ظهر السرير فرقعها عبدالله واسند ظهرها وبدأت في تناولها للماء حتي ارتوت منها .. كان عبدالله ينظر لها واللهفه مرتسمه علي وجهه والدموع تترقرق بعينيه .. ناول عبدالله الكوب للمرضه التي ظلت تنظر اليهم في حب ثم غادرت ولم يشعر بها اي منهم اذ
كان كل منهما يبحر بعينيه في عيني الاخر وعندما انتبهت مرام الي ذلك اشاحت بوجهها بعيدا عنه فأمسك عبدالله بذقنها وهو يعيدها اليه راجيا في تأثر بووصيلي يا مرام ..
لم تستجيب له وظلت تنظر الي الناحيه الاخري وهبطت الدموع من عينيها ببطئ اتجه عبدالله الي الناحيه الاخري ودني منها وقبل خدها الذي صفعها عليه برقه وحنان قائلا قي همس حقك علي عيني يا مرام انا اسف .. سامحيني يا حبيبه قلبي والله العظيم كان ڠصب عني لما اتعصبت عليكي
لم يجد منها ردا ولم تنظر اليه فقال راجيا في تأثر شديد وصوت مخټنق ورحمه الدكتوره فيروز وحمدي تسامحيني يا مرام
رددت وهي مشتاقه لكل كلمه حب وحنان منه عملت ايه !
عبدالله وهو بعينيه جننتيني ووقعتي قلبي .. مكنتش قادر ولا عايز افكر ان انا ممكن اخسرك ومشفكيش تاني .. تعرفي اني اتعلمت درس اكبر من تفكيري ده وهو ان كل حاجه تيجي في المقام التاني بعد حياتك ووجودك في حياتي .. اكتشفت اني مقدرش اعيش من غيرك يا مرام .. حياتي عمر ما هيبقي ليها طعم ولا لون من غير ميمتي ما تكون فيها ..
اخذت تبتسم مرام بشده وفرح وقلبها يتراقص من شده التأثر فقال لها بتضحكي ليه !
مرام اصل انا مش فارق معايا من اللي حصل ده كله غير اني رجعت شفتك تاني
عبدالله بضحك بتثبتيني انتي بالكلام ده هاه !
مرام بحب طول عمري بعرف اثبتك علي فكره
ضغط عبدالله علي يديها في حب وتأثر وحنا قائلا موافقه ترجعيلي تاني يا مرام ! .. وانا واوعدك اني هخليكي اسعد واحده في الدنيا ومش هزعلك تاني ابدا ولا هبعدك عني ولو لحظه واحده بعد كده !
ترقرقت الدموع في عينيها وشهقت مره واحده وهي قائله قلبي واجعني قوي يا عبدالله ومش قادره صدق كلامك ده
ربت علي رأسها في حنان ليه بس يا حبيبتي
همست مرام في دموع كل مره تقرب مني يحصل حاجه وتاخدك .. مبنلحقش نتقابل في طريق الا والقدر يبعدنا .. حاسه اني مش مكتوبلي افرح يا عبدالله
قبل رأسها بحب قائلا مټخافيش يا حبيبه قلبي .. طول ما انا جنبك مش هسمح لحاجه تفرقنا تاني ابدا دا انا ما صدقت لقيتك يا ميمه ..
ثم تغيرت نبرته الي المزاح قائلا وبعدين متهربيش يا حلوه مني وقوليلي .. موافقه ترجعي مراتي تاني ولا لا !
خفق قلبها بقوه ولكنها تصنعت الڠضب ولوت شفتها السفليه قائله موافقه بس لما تصلح غلطتك اللي عملتها معايا في القصر الاول
ابتسم عبدالله لها بعشق قائلا بس كده ! .. وانا تحت امر معاليكي يا فندم ! ده أنا ھموت واصلح غلطتي دي.. لحظه واحده
نهض عبدالله باتجاه باب الغرفه واوصده من الداخل فقالت مرام في ضحك
بتعمل ايه يا مچنون !
عبدالله وانا مين جنني غيرك يعني
جلس عبدالله بجوارها ونظر الي عينيها مبتسما في حب انا قررت انام معاكي في الاوضه هنا عشان اعرف احرسك كويس
كاد ان يسمع دقات قلبها المتلهفه لكل ذره به فاخفضت وجهها في خجل قائله عبده احنا في المستشفي
عبدالله قائلا في همس لا ما انا بس هصبر نفسي دلوقت والليله الكبيره لما نرجع بيتنا
ثم تذكر امر اخر قائلا في خبث بس بشرط ..
نظرت اليه في تساؤل واستفهام بيننما اكمل هو تقوليلي فين الفستان الوردي اللي كنتي لابساه يوم افتتاح الصرح
الفصل الواحد والعشرون
الجزء الثاني
حلقه 21
من اجمل ما قيل عن الاشتياق.. ساكن القلب كيف العقل ينساه اما البقيه فهي محاولات يائسه لننسي..
كانت تجلس بغرفتها
داخل ذلك القصر الريفي الذي يعد من اجمل البيوت بتلك المحافظه بل لم يضاهيه بيتا اخر في جماله وفخامته .. فتحت عيناها حين شعرت بحركته تجاهها و
بلهفه وشوق وضعف شديد قائله عبدالله .. انت جيت
امته يا حبيبي وحشتني قوي انت كمان .. تعالي .. تعالي في تيته يا عبده
مال عليها الطفل في حنو وبرائه واخذ يضمها بحب وحنان فنطقت وهي تسأله بضعف ولهفه ماما رشا فين ! ..
عبدالله الصغير ماما هتيجي مع بابا كمان شويه .. انا سبتهم وجيت عشان اشوفك وانام معاكي النهارده ... تيته ! .. هو انتي هتفضلي تعبانه كده مش هتروحي عند دكتور بقه وتكشفي
نظرت له پانكسار وضعف وكانها تحدثه .. ما ادراك يا صغيري ان دوائي لا يمكن ايجاده عند الطبيب .. فدوائي هو رؤيه فلذه كبدي الذي طالما احببته اكثر من اي شئ .. وانا ايضا الذي اضعته من بين يدي ولم اقدم له ما يستحقه .. ذهبت بخاطره الي الچحيم وام اكن بجانبه في الوقت الذي كان يحتاجني بشده فيه .. ظننت به السوء وحرمته من حناني وعطفي وكانه لم يكن ولدي يوما ما .. فرقت بينه وبين الوحيده التي عشقها من بين نساء العالم اجمع بدلا من ان أجعلها عروسا له ... شردت زوجته وطردتها من منزلها وكأنها ارتكبت جرما فادحا وهي ليست سوي فتاه اسعدت ولدي واحبته وقدمت له كل ما بيديها .. متي اصبحت بكل هذا الجحود لأظن به السوء .. الست انا من ربيته علي الخصال الحميده ! .. اكنت بحاجه الي اسمع دليل برائته بأذني حتي اصدق انه برئ من ډمها !..
اخذت تتذكر ما حدث منذ اسبوع..
دلفت غاده الي حجره الحاجه هدي الزين وبيدها طفلتها رحاب التي لم تتخطي الاربع سنوات بعد ان سائت حالتها الصحيه ..
خالتي هدي !.. ازيك عامله دلوقت !
قالتها غاده وهي تتجه لتجلس بجوارها وتقبل يدها في قلق ..رددت الحاجه هدي بضعف نحمدوه يا بنتي علي كل حال .. انتي اللي عامله ايه يا غاده وليه مش بتيجي تشوفيني علي طول وتخليني املي عيني من رحاب بنتك .. دا انتي من ريحه الحبايب يا بنتي
امسكت غاده برحاب ابنتها وهي توجهها اليها قائله معلش يا خالتي والله لما عرفت انك تعبانه جيتلك جري انتي عارفه اني متجوزه في بلد تانيه وصعب عليا اني اروح واجي كل شويه .. بس حقك عليا خلاص انا هاجي علي طول اشوفك .. يلا يا رحوبه سلمي علي تيته وبوسي ايدها
اتجهت الفتاه تقبل يد جدتها الحاجه هدي بقوه ولهفه وهي تقول بدموع حاسه اني خلاص يا غاده .. وقتي جه ودي اخر ايامي .. هروح خلاص للحبايب اللي فارقوني .. بس مش عارفه .. مش عارفه هواجه الحاج عطيه ازاي لما يسألني علي بنته ! .. هقوله ايه ! .. اني مقدرتش احافظ عليها وسبتها لأبني اللي ضيعها !
كانت الكلمات تزعج غاده بشكل مبالغ به حتي لاحظت الحاجه هدي تأففها وهي تكشر وجهها في ضيق فقالت غاده انا لحد دلوقت يا خالتي مش عارفه ازاي لسه
مصممه ان عبدالله اللي قتل رحاب ! .. بقه عبدالله الجدع الشهم المحترم اللي كانت الف بنت وبنت بتيجي تترمي عليكي عشان تجوزيهاله وانتي تقولي انه مش هياخد غير زينه البنات بحالها ومش اي واحده وخلاص ! .. عبدالله العاقل اللي عمره ما عمل حاجه غلط وكان دايما بييجي يبوس رجليكي عشان ترضي لما يكون حد مزعلك من خواته .. كان هو اللي بييجي يصالحك ويترمي في لحد ما ترضي !.. عبدالله اللي كان بيشتغل ليل مع نهار في كل حاجه عشانه يوفر لكم اللقمه ويراضي ده ويصالح ده ويطبطب علي ده ! .. اللي شال حمل البيت كله وهو في لسه في الكليه ومع ذلك كان بيطلع الاول ويشرفكم .. دا انتي كنتي بتتباهي بيه في كل حته وتشاوري عليه وتقولي ده عبدالله ابني ! .. شالكم من الفقر ووصلكم وخلاكم اغني ناس في البلد ونساكم الايام اللي مكنتوش بتلاقو فيها اللقمه الحاف .. يستاهل منك كل ده ! .. عبدالله يا خالتي ! .. دا انا مشفتش علاقه ام بأبنها زيك انتي وعبدالله وكنت بغير منكم عشان امي مبتحبنيش كده !.. امته كنتي قاسيه كده يا خالتي عشان تقسي علي عبدالله ! .. عبدالله اخر واحد يستاهل منك كل ده ..
بكت الحاجه هدي وهي تتذكر كل موقف كلمه فرحه حزن لحظه مرت عليهما سويا .. شعرت بالاشتياق الشديد له ودموعها تنساب قائله اقولك ايه يا بنتي .. اكدب عليكي لو قلت لك اني مش نفسي اخده في تاني .. اكدب لو قلت لك انه موحشنيش.. دا كان حته من قلبي ..
مش عايزه اموت من غير ما اضمه لقلبي تاني .. بس مش قادره اصدق انه عمل كده في بنت عمه .. الوصيه اللي عمه أمنه عليها ..
كانت غاده تحاول استعطافها وتليين قلبها علي ولدها دون اخبارها
الحقيقه .. لا تريد اخبارها بحقيقه صديقتها التي طالما حملت سرها واحتفظت به طوال تلك السنوات كي لا تجعلهم يكرهونها .. بكل الاحوال هي ماټت ولا تريد سوا الدعاء لها بالرحمه والمغفره .. ولكن في تلك اللحظه شعرت ان عليها اخبارها هذا السر لن تسامح نفسها ابدا ان اتت ساعه مۏتها وهي لم تجمع بين الابن وامه وبالتحديد حين تمتلك الحقيقه الكامله .. بلعت ريقها في توتر وقد عزمت امرها وقررت فتح تلك الچروح التي غطي عليها الزمن لسنوات .. خالتي .. انتي ظالمه عبدالله اوي .. انا مش عارفه ابدأ منين ولا اقولك ايه بس انا الوحيده اللي عارفه ومتأكده ان عبدالله مظلوم .. وان .. ان رحاب هي اللي أذنبت في حقكم وحق عبدالله وحق نفسها
نظرت لها الحاجه هدي بتعجب وهي تجفف دموعها بوهن قائله انتي بتقولي ايه يا بنتي ! .. يعني ايه فهميني
امسكت غاده بيدها قائله في هدوء هقولك يا خالتي عشان اريح ضميري ..
بينما كان يجلس ادهم بردهه القصر بعد ان قدمت له الخادمه فنجانا من القهوه وجد هاتفه يهتز فاخرجه ليجد المتصل اسلام فأجابه ..
ايوه يا اسلام..
مساء الخير يا ادهم باشا .. انا بس يعني .. كنت ببلغ حضرتك .. اني .. اني رايح اتقدم لأيمان النهارده وكنت ..
انا عااارف يا اسلام اني قلت لك هاجي معاك .. لكن انت شايف الضغط اللي عليا قد ايه في الشغل .. اتوكل انت علي الله وانا لو لزم الامر هتدخل..
اها .. تمام يا باشا ..
ما ان انهي اتصاله حتي وجد عبدالله يدلف اليه قائلا بترحيب ولوم اهلا باللي تاعبني !
احتضنه ادهم بقوه قائلا انا برضه ! .. الله يسامحك
ااااااه يا حرقه قلبي .. بقي كل ده حصل وانا معرفش ! .. حسبي الله ونعم الوكيل .. حسبي الله ونعم فيا وفي كل اللي ظلمك يا ابني...
قالت تلك الكلمات الحاجه هدي وهي تشرع في البكاء بمراره شديده بعد ان قصت عليها غاده كل
ما تعرفه عن رحاب وكيف ورطت نفسها مع خالد وحملت بطفله وايضا كيف تصرف معها عبدالله ولم يخبر احدا بذلك كي لا يرغمكم علي كرهها حتي ولو حكم عليه مائه سنه سجن .. وقصت عليها كيف قټلت في النهايه لانها الوحيده التي حضرت جلسه المحكمه واستمعت الي القضيه من بدايتها بعد ما منعت الحاجه هدي اهل البيت من الانضام لعبدالله او اي صله تربطه بهم ..
التحمت دموع ذكرياتها مع دموع الواقع وهي تعود لحالتها مره اخري وتشتد علي عناق حفيدها الذي شعر بدموعها قائلا پخوف مالك يا تيته ! .. بټعيطي ليه !
امسكت الحاجه هدي بيديه وقبلتها قائله مفيش يا حبيبي .. انت بس كنت واحشني !
عبدالله بحنان ما انا سبت ماما وبابا وجيت لك اهوه يا تيته
جدته انت روح قلب تيته يا حبيبي
لو كنت فاكر انك هتطلعني غلطان لما بحميك حتي لو براقبك ..فماشي انا غلطان يا عم وللأسف مش ناوي ابطل الغلط ده !
ردد ادهم بتلك الكلمات الي عبدالله الذي كان ينظر له بلوم وقال انا حاسس اني تايه يا ادهم ومش عارف انا فين .. كل شويه بلاقيني في دوامه ومش عارف اخرج منها .. انا خرجت من السچن ومش في دماغي حاجه غير اني انتقم لأخويا .. لقيت مرام في طريقي بعدها ولقيت حواليها كل تعبان اتخن من التاني ومش عارف بيعملو كده ليه ! .. عمال انقذ فيها كل شويه وانا مش مستحمل .. مش هقدر اشوفها وهي بتضيع من بين ايديا يا ادهم .. وقتها اقسم بالله العظيم ما هيكفيني فيك عمرك كله
ادهم بضيق طب اهدي بس كده وفكر بالعقل عشان انت بتحملني حاجات انا معملتهاش وهي ذنبك انت وغلطتك ! .. اه انا براقبك مع ان ده شغلي لأني اصلا موضوعي اكبر من علاقتك انت ومرام بس مش بالطريقه اللي في دماغك .. انا قضيتي باللي حولين مرام مش بيها نفسها وعشان كده سايبهالك انت تحميها لان مفيش حد هيقدر يفديها بروحه ويحميها كده غيرك .. انت اللي سبتها ونزلت عشان اتقمصت منها شويتين ونسيت انك جبت في البيت حيه .. حيه بتحوم حواليكم وعايزه تهد كل اللي بينكم .. مع اني معرفش ايه اللي حصل بالظبط في القصر وخلي ده يحصل بس متأكد ان اللي حصل بينكم وخلاكم تتخانقو كانت سمر هي السبب فيه .. صح !!
اشاح عبدالله بوجهه بعيدا فأدرك ادهم ان توقعه صحيح وساله وانت عرفت ده
منين بما انك مش مراقبني ! ..
ادهم انا مراقب سمر يا عبدالله .. وعرفت هي قالتلك ايه عشان تضحك عليك
اسرع عبدالله ومين قالك انها ضحكت عليا .. انا بعد ما خرجت من السچن علي طول دورت علي سيف
لاني عمري ما كنت هنساله اللي عمله .. عرفت ان والدته ماټت وسمر عايشه لوحدها في بيتهم وهو اختفي وملقتلوش طريق نهائي ومعرفتش اختفي فين .. عشان كده اول ما سمر نطقت عرفت انها كدابه .. وقال ايه جايبالي دليل برائتي وبتقولي خده وطلع نفسك براءه .. انا مش عارف هي كانت بتفكر ازاي ! .. اطلع نفسي برائه من ايه ! .. واحد اتحكم عليه 7 سنين وخلاص خلصو والموضوع انتهي ! والحاجه الوحيده اللي ممكن تشفي غليلي هي اني الاقي سيف وادفعه تمن اللي عمله فيا لكن
هعمل ايه ببراءه ملهاش لازمه ! .. هي مفكره انها هترجعلي ال سنين من عمري اللي انقضو بشويه السيديهات دي وبكده انا هقوم اخدها طا بعد ما لقيت اصرار غريب منها اني احميها وتكون تحت عنيا
طب ولما انت شكيت فيها ليه وافقتها وانت عارف ان هيحصل توتر بينها وبين مرام !!
قالتلي اللي سيادتك مقلتهوش ليا ! .. قالتلي مين اللي ضړب علينا ڼار لما كنا واقفين قدام الفيلا .. قالتي ان اللي كان عايز ېقتل مرام يوم افتتاح الصرح كان قاصدني انا مش هي..
وانت بقه صدقتها في الحته دي !!
حتي لو مش مصدقها ! وانا فعلا كنت شاكك في كلامها لكن .. ايه اللي دخل سمر في الحوارات دي ! .. لوهله شكيت انها ممكن توصلني لقاټل اخويا بعد ما عرفت ان اللي كان عايز يقتلنا هو نفس الشخص .. ففكرت انه سيف بما انه مختفي ومش لاقيه .. جبت خيوط كتير قوي وربطتها ببعضها وعشان كده سبت سمر هنا لحد ما اشوف اخرها ايه !
ههههههه المشكله انك ذكي جدا بس يا خساره بتوجه ذكائك في الطريق الغلط وكل خيوطك بتصب ورا الاڼتقام لأخوك.. واخر حاجه فكرت فيها هي مرام وانها تكون بتلف وراك بس عشان توصلها..
زفر عبدالله يوووووه بقه يا ادهم ما انت اللي مش راضي تريحني وتقولي مين اللي قتل حمدي وعمال تقولي هتوصل لوحدك .. ولما باجي ادور بنفسي بتحطلي العقده في المنشار .. ليك حق .. ما انت مش حاسس پالنار اللي جوايا لأن اللي اټقتل واتشرح ده مش اخوك هتحس بيا ازاي ! .. اهم حاجه يكون شغلك ماشي مظبوط يا سياده المقدم!
طأطأ ادهم رأسه في حزن قائلا بتأثر بعد فتره من الزمن انا فعلا كنت وحيد ابويا وامي مكنش ليا خوات .. وحتي هما ماټو وانا لسه مكملتش 16 سنه .. كان اللواء جلال الله يرحمه صاحب ابويا و بيعتبرني زي ابنه ووقف جنبي لحد ما وصلت للي انا فيه .. لحد ما بقيت رجل المخابرات المصريه في بلاد الغرب وده لأن مليش اهل هيستنوني لما ارجع ولا حد هيدور عليا .. لما قضيه مرام مع عمها انتهت كان المفروض اسافر تاني بس انا مرضتش لأني حسيت بحاجه بتشدني ومكنتش لاقيها .. كان وقتها حبي لسمر اللي اكتشفت انه كان مجرد وهم ملوش وجود .. بس الحاجه اللي ربطتني اكتر بالبلد هو المقدم حسن الله يرحمه .. تقريبا كان هو كل عيلتي .. صاحبي واخويا وحبيبي وافديه بحياتي .. هو كان السبب الرئيسي اللي محبتش اكمل شغلي بره بسببه.. طبعا مستغرب انا بقولك ده كله ليه ! .. انا حبيت اقولك كده لأن انت مفكر انك بالنسبه لي ولا حاجه واني بلعب بيك بسبب شغلي .. اقسم بالله العظيم يا عبدالله انت عندي دلوقت اغلي من حسن واني فعلا نفسي تكون اخويا وتشيل زعلك مني ده علي جنب لأني عمري ما هلاقي زيك .. وان مۏت حمدي ده قطع في قلبي اكتر منك وانا كنت خلاص حميته وبعدته عن المۏت لكن هو اللي هرب من ورايا وراح للمۏت برجليه عشان ينفذ وعده لواحده ...
بتر ادهم حديثه وهو يكاد يخبره بالحقيقه فأدرك نفسه وصمت شاردا .. نهره عبدالله ما تنطق يا اخي بقه متخلنيش اتغابي عليك .. انت
مش حاسس پالنار اللي جوايا
ادهم مش هتكلم في الموضوع ده دلوقت بس هقولك حاجه هتفيدك .. اللي كان عايز ېقتل مرام مكنش قاصدك ولا حاجه لا دا كان قاصد مرام فعلا مش زي ما سمر بلغتك وبرضه سمر اللي كانت ورا الموضوع
عبدالله سمر مع ناجي وهي اللي كانت بتعمل لمرام السم اللي بتاخده صح !.. اول ما شكيت فيها انها جايه عشان مرام مكنش بيتردد في دماغي غير كلام الدكتور وهو بيقول ان صيدلي شاطر هو اللي يعرف يعمل التركيبه
دي بالبراعه والخبره دي ... وهي كمان اللي حاولت ټقتل مرام عشان تبان انها اڼتحرت بعد اللي انا عملته فيها
ادهم ولما عرفت انك كشفتها هربت
عبدالله والحمم تتطاير من عينيه وهي فين دلوقت
ادهم حاضر يا عبدالله هتعرف هي فين اول ما
اوصل المكتب علي طول .. لكن اللي انت بتفكر فيه مش صح دلوقت ..
عبدالله بأبتسامه خبث ومين قالك اني بفكر اقټلها .. سمر علي حسب ما دورت وراها وفهمت ..دورها لسه منتهاش .. وهترجعلي
ادهم وهو ينظر اليه نظره خاصه معجبا بذكائه قائلا يعجبني دماغك يا صاحبي
قطع حديثهم دلوف مرام اليهم قائله اهلا يا ادهم ازيك !
نهض ادهم وهو يرحب بها ايضا الحمدلله ازيك انتي يا مرام وحمدالله علي سلامتك
مرام الله يسلمك متشكره ..
ولم تكد تتحدث مره اخري حتي اسرعت اليهم تمارا قائله لعبدالله يا اونكل عبدالله .. دومي عايزك وبيعيط ومش راضي يلعب معانا
نهض عبدالله وخلفه مرام التي شعرت بالقلق عليه ولكن اوقفها عبدالله قائلا خليكي يا مرام انا هشوفه .. متقلقيش
ظلت مكانها واقفه تنظر اليه وهو يذهب الي الخارج فانتشلعا صوت ادهم مراااام
مرام وهي تنظر اليه ايوه يا ادهم
ادهم بتوتر لازم تعرفي عبدالله ان ادم ابنه والنهارده قبل بكره .. انا عارف انك كنتي مچروحه عشان بعد عنك وخاېفه برضه يبعد تاني .. بس صدقييني هو كان ڠصب عنه وانا بضمنلك انه مش هيسيبك تاني
من غير ما تضمنلي يا ادهم انا واثقه في عبدالله وفعلا كنت حاولت اقوله من فتره بس معرفش حصل ايه وكل حاجه جت ورا بعضها وملقتش فرصه .. لكن انا خلاص هقوله النهارده ان شاء الله مع اني خاېفه اوي من رد فعله لكن مش قادره اخبي عليه فعلا بعد ما شفت قد ايه هما متعلقين ببعض
ادهم مهما حصل منه يا مرام برضه لازم يعرف وياريت فعلا تعرفيه النهارده زي ما بتقولي
اما في الخارج كان ادم يجلس علي ركبه عبدالله ويحتضنه بهدوء اخاڤ عبدالله مش عايز بقه تقولي مالك يا صاحبي
ادم بهدوء انت وحشتني ومبقتش تلعب معايا زي الاول .. وقلتلي انك هترجعلي بابا ومعملتش ده .. بس خلاص انا مبقتش عايز بابا انا عايزك انت تفضل معايا
عبدالله اكثر وهو يشعر بالندم لتركه كل هذه المده قائلا حقك عليا يا حبيبي .. خلاص اعتبرني انا بابا ومن هنا ورايح مش هسيبك تاني اتفقنا !
ادم بضعف اتفقنا !
عبدالله ايه رأيك نقوم انا وانت نلعب واعلمك السباحه في البيسين الحلو ده !
دومي بارهاق لا مش قادر .. انا عايز انام
عبدالله بتعجب انت منمتش النهارده !
دومي لا نمت كتير بس عايز انام تاني ..
ليأتيه صوت من الخلف قائلا لااا تنام ايه يا بطل ! .. دا انا محضرلك
حته مفاجأه انت واختك تموره انما ايه ! حكاااايه
قالها ادهم للطفل حين سمع ما اردف به لتصيح تمارا بفرح بجد يا اوونكل ! .. هيييييييييييه .. يلا يا دومي بقه بلاش كسل
دومي بنعاس انا مش عايز انا عايز انام
اسرع ادهم ينقذ الموقف لتنفيذ مخططه التقط ادم قائلا لااا يا باشا انت تنسالي النوم ده خالص .. تعالي وانا اقولك مفاجأه ايه
وهمس ادهم بأذن ادم ليصيح ادم بلهفه وهو يحاول التغلب علي نعاسهبجد يا اونكل ! .. انا هعمل كده ! .. طيب مش ممكن بابي عبدالله هو اللي يعملي كده .. هو شاطر قوي واحسن من حراس القوه كمان
شعر ادهم بالتوتر وهو ينظر لعبدالله في حين اومأ له عبدالله يانه يعتبره مثل والده فأبتسم ادهم لنجاح خطته ايوه طبعا يا باشا .. بس خليني انا اول مره وبعدين معاك بابي يبقي معاك طول العمر
هلل ادم فرحا ولحقته ايضا تمارا مهلله لمواققه ادم .. امسك عبدالله بيد الاطفال واقترب من عبدالله قائلا في همس خليتلك الجو اهوه اي خدمه يا معلم عد الجمايل دي ..
ابتسم عبدالله متهكما قائلا في برود شكررا
ادهم مغادرا بصحبه الاطفال دا انت بارد
كان يجلس في سيارته مرخيا كرسيه للخلف مغمض العينين وعقله رغما عنه مازال يسترجع لحظاتهما وذكرياتها منذ الطفوله سويا.. لذلك كره لحظات الارتخاء والخلو بتفكيره .. كان يرهق نفسه بالعمل كي يعود الي النوم مباشره مانعا نفسه من التفكير .. ولكن اليوم علي الرغم من تعبه وارهاقه لم يستطع النوم يعلم ان اسلام الان في منزله كي يتقدم لخطبتها علي الرغم من يقينه انها سترفض تلك العلاقه ولكن هاجس بداخلها مازال يستعيد اخر لقاء بينهم وهي تخبره انها لن تعود اليه او تسامحه الي الابد ظل يتردد بعقله خوف الموافقه ! .. فلما لا .. هو شاب جيد من عائله كبيره مرموقه .. تناول هاتفه وهو لا يدري ماذا سيفعل او يقول ولكن اراد فقط سماع صوتها ورؤيه حالتها ..
وفي نفس الوقت كانت تجلس
ايمان بصحبه عمتها في غرفتها قائله بعناد يا عمتو انا مش موافقه اساسا علي الموضوع ده .. انتي عارفه رأيي
مديحه يا حببتي انا عارفه .. بس انتي زي اي بنت واحد جاي يتقدملها لازم علي الاقل تقعدي معاه وبعدين ابقي ارفضي هو
يعني حد هيغصبك علي الجواز منه
ايمان بضيق رافضه الفكره تماما انا مش رافضاه هو انا رافضه فكره الجواز اساسا .. لما ابقي جاهزه للخطوه دي هبقي اقعد مع اللي يتقدم
لا تدري كيف تقنعها ليدلف عمها خليل اليهم قائلا ايه يا ايمان .. مش ناويه تخرجي يا بنتي .. انا عارف انك مش موافقه بس الاقل متحرجنيش
زفرت ايمان في حنق قائله حاضر يا عمي .. هلف الخمار واطلع
غادر عمها ومعه زوجته الي الضيوف في حين توجهت ايمان الي مرأتها وهي تنظر الي المرأه وتشرد بحالها لتتهشم صورتها بها وتطلق العنان لدموعها الحبيسه .. لم يشعر احدا بها مطلقا .. لم يدركون معاناتها المكبوته بداخلها والتي تمزقها يوما بعد يوم وهي ترسم البسمه والكبرياء طوال الفتره الماضيه .. حاولت بقدر الامكان ان تتخطاه ولا تفكر به ولكن كانت تفعل ذلك علي الرغم منها .. جرحها واهانها بشده ولكن قلبها لم يعرف طريقا للهوي منذ ان كان صغيرا
غيره .. كيف يطلبون منها ان تنظر مجرد النظر الي احد اخر .. بدأت تلف خمارها بحزن حول رأسها وما ان انتهت حتي جففت دموعها مستعده للخروج منتظره قدوم عمتها لتصحبها معها .. وبين حزنها وانتظارها وجدت هاتفها يصدح بالرنين لتتناوله بغير اكتراث وهي تنظر لهويه المتصل .. تكون بداخلها خليطا من الفرح والحزن والارتباك ... والشوق لم تدر اتجيبه ام تتركه ولكنها تصنعت الشجاعه وقامت بالرد علي المكالمه .. لم تتلقي غير الصمت والتنهد من الطرف الاخر الي ان نطق اخيرا...
انتي موافقه علي اللي متقدملك ده !
والله يا ابن عمي انا لسه مقعدتش معاه .. لما اقعد معاه واتعرف عليه كويس وقتها اقول رأيي اه او لا .. وربنا يعلم ممكن يكون هو نصيبي ..
اه .. تمام ربنا يسعدك يا بنت عمي ..
واغلق الهاتف في وجهها ليصدمها برده وتذهب هي في نوبه بكاء مرير .. كان لديها بصيصا من الامل في ان يفعل شيئا ويخبرها انها لن تكون لغيره ولكنها تفاجئت من استسلامه بتلك السهوله .. ايقنت ان هذا الصواب لهما فهي علي الرغم من شوقها له ولكنها لا تستطيع ان تسامحه فيما أذنبه بحقها .. عليها الان ان تختار حياتها مع رجل اخر وتبدأ في اعطاء الموضوع حقه اكثر من ذلك فجففت دموعها منتظره ولوج عمتها اليها ..
ولكنها لم تدرك انها فكرت بشئ وهو يخطط لشئ اخر تماما ....
هاه خلصتي !
قال ذلك ادهم الي يمني التي انتهت للتو من سحب عينه الډم من ذلك الطفل الصغير الذي غلبه النعاس ولم يستطع المقاومه اكثر من ذلك .. وتبعته اخته ايضا بعد ان فقدت حماسها بنوم اخيها .. قالت يمني اه يا حبيبي خلاص خلصت .. اتفضل
ناولته تلك العينه بعد ان وضعتها بحافظ طبي وغطته جيدا .. قائله في خوف وهي تنظر للطفل انا خاېفه عليه قوي يا ادهم ..
انتقل قلقها الي ادهم فردد انا كمان .. بس ان شاء الله نقدر نعرف هو فيه ايه .. ومرام هتكون قالت لعبدالله النهارده وبعدها انا هبلغهم باللي حصل ونقدر ننقذه .. دلوقت اهم حاجه نشوف التحاليل هيطلع فيها ايه الاول
يمني بلوم هو هيزعل منها وتوقع اي تصرف منه ده طبيعي ..لكن انت هتزودها اكتر وتخبي عليهم هما الاتنين ان الولد فيه حاجه .. وكده مش هيسامحوك انت
لما اعرف انا الاول يا يمني ما انا بقوم باللازم اهوه معاه عشان اشوف ماله هما هيعملو ايه اكتر من كده ... وبعدين انا مينفعش ادخل مره واحده اقوله ان ده ابنك واني جاي اقولك في الوقت ده عشان هو في خطړ وعايزك تنقذه ومرام مخبيه عليك معلش سامحها ! .. دا ممكن يفرغ مسدسه فينا كلنا مره واحده .. عشان كده مستني كل حاجه تحصل واحده واحده واللي بينه وبين مرام ميتهدش كله كده ولا كأننا عملنا حاجه ..
تنهدت يمني پخوف يارب يطلع خير يا ادهم ..
دلف بعدها ادهم الي المختبر والذي كان بانتظاره امهر الكميائيين كي يفحصو تلك العينيه .. اخبرهم ادهم بلهجه امره اعملو اقصي جهدكم وعايز في خلال ساعه بالكتير تكونو عرفتو فيه ايه
بعد مرور بعض من الوقت ..
عاد اليها ليجدها تتحدث مع طاقم الخدم وهم يقدمون لهم انفسهم باحترام شديد الي ان انتهو .. لم تشعر
بنات اتفضلو انتو دلوقت
كادت ان تلتفت اليه وتلومه علي ما جعلها تشعر به امامهم ولكنه فاجأه بحمله لها بين يديه وهو يمنعها من الحديث قائلا احنا قلنا كفايه كلام .. ولا ايه !!
وصل بها الي غرفتها ووضعها علي سريرها هامسا احنا كنا بنقول ايه بقه !
ابتعدت عنه مرام في قلق وبداخلها تشعر بالتوتر وهي تريد اخباره بحقيقه امر طفلهم الذي حملت به بعد فراقهم مباشره فأخذت تفرك يديها نظر عبدالله
اليها وشعر بتوترها سائلا مالك يا مرام .. عايزه تقولي ايه !
نهضت مرام من علي فراشها ووقفت امام الشرفه واغمضت عينيها في الم غير قادره علي اخباره يكاد الخۏف ېقتلها من رده فعله التي رسمت كثير من السيناريوهات لها وتخيلت ردودا كثيره لها .. كان يعتصر قلبها بين نبضاته المرتفعه وهي تردد بأرتباك شديد وتوتر انا ..ككنت... انا .. عايزه اقولك حاجه مهمه او.. و .. و .. ولازم تعرفها دلوقت
عبدالله بقلق حقيقي وهو يحاول طمئنتها وتشجيعها قولي يا بابا انا سامعك
وقبل ان تتفوه بحرف وجد هاتفه يصدع بالرنين فقطع حديثهم وهو يجيب عليه ....
كانت تجلس معه وحدها بعد ان طلب ذلك من عمها والذي يعد ولي امرها فوافق علي طلبه لم تشعر بحديثه معها علي الاطلاق وكأنها مغيبه بعالم اخر اخذ يحدثها عن نفسه ودراسته وعمله وحتي اخبره انه اعجب بها منذ الوهله الاولي التي رأها بها وبعد فتره من الكلام الطويل منه فقط صدم من عدم رد فعلها او تجاوبها معه علي اي شئ وكأنه يحدث نفسه .. انتشلها من بين صمتها رنين هاتفها فأسرعت بالرد عليه دون الاكتراث لمن يجلس معها .. وجدته يتحدث بجديه وصرامه
تعالي افتحيلي الباب لاني للأسف مش معايا المفتاح ..
هوي قلبها بين قدميها وفوجئت به وهي ترد في ارتباك وتوتر بتقول ايه !!
ازداد صوته صرامه وحزما بقولك تعالي افتحيلي الباب دلوقتي حالا .. والا في ايدي اهوه بطلقه واحده هفجره
اسرعت اليه كالمجنونه ورآها عمها وزوجته وحتي والدة اسلام التي نظرت اليها مستنكره من سلوك الفتاه التي يريد ابنها خطبتها ..
بعد ان فتحت له البوابه وتقابلت عينيهم في لهفه وعتاب وشوق بمده ثوان حتي ادركت ايمان الموقف ورددت في كبرياء انت مفكر نفسك بتعمل ايه دلوقت !
لما يبال بكبريائها الذي يعلم انه زائف قائلا وهو يجذبها من ذراعها بقوه قائلا في ڠضب انتي اللي مفكره نفسك بتعملي ايه !
لوحت بيديها الاخري في انفعال قائله بعمل ايه يعني ! .. واحد محترم وابن ناس داخل البيت من بابه ..وانا زي اي بنت عايزه تكمل حياتها مع البني ادم اللي هيحافظ عليها ويصونها و......
قاطعها في ڠضب وانفعال وهو يضغط علي ذراعها بقوه حياتك دي كلها علي بعضها مش هتبقي لحد غيري .. انتي هتبقي ملكي انا وبس .. واياكي اسمعك تجيبي سيره دكر تاني علي لسانك .. حتي لو مش هتتجوزيني خالص .. برضه مش هتكوني لغيري .. فاهمه !
لوحت ايمان بيدها في ڠضب لا مش فاهمه يا عمر فهمني انت بقه بأي حق بتقولي الكلام ده !!
جذبها نحوه ونظر الي عينيها بكسره ولو وتغيرت نبرته قائلا بحق.. بحق حبنا
لبعض يا ايمان ..
ابتسمت ساخره وهي تشيح بعينيها كي لا تنظر اليه حبنا مكنش ليه وجود زمان يا عمر عشان تواجهني بيه دلوقت .. وبعد اللي عملته فيا مستحيل يبقي ليه بعدين
ادار وجهها اليه قائلا في حب وتأثر انتي كدابه يا ايمان .. بصيلي كده وقوليلي انك نسيتيني ! .. قوليلي انك نسيتي عمر اللي كنتي بتجري عليه وانتي صغيره لما يرجع من المدرسه ويجيبلك الشيكولاته اللي بتحبيها .. قوليلي انك نسيتي لما مكنتيش بتنامي غير في وټعيطي بعد ما اهلك ماټو .. قوليلي انك نسيتي لما كنتي دايما تعملي مصېبه بكل بجاحه وانتي في الاعدادي عشان عارفه اني وراكي وفي دهرك وهقف جنبك حتي لو كنتي غلطانه .. قوليلي اني دلوقت مش واحشك ومبتفكريش فيا ولا باجي في بالك ابدا ! .. يلا ايمان قولي ..
هبطت دموعها علي الرغم منها في تأثر قائله ارجوك يا عمر..
عمر بتأثر اكبر راجيا ارجوكي انتي يا ايمان .. متعذبنيش اكتر من كده .. انا قدامك اهوه ومعايا .. لو عايزه تقتليني اقتليني بس اوعي تجربي انك تكوني لغيري.. انتقمي مني زي ما انتي عايزه بس مش بالطريقه دي !
ارتسمت علي وجهها ابتسامه حزينه قائلا دلوقت بس جاي تقولي الكلام ده ! .. دلوقت مش عايزني اجرحك لما اكون مع واحد تاني وعايزني احس بيك .. طب كنت فين انت ومحستش بيا ليه لما شوفتك بتلبس دبلتك لواحده تانيه مرتين .. مرتين يا عمر !!
عمر بسرعه المره الاولي اللي انتي سافرتي بسبيها دي كانت مهمه في شغلي وكنت
متضطر اني اتعامل مع الموقف وملقتش طريقه غير دي .. دي كانت جاسوسه اسرائيليه اصلا وانا اللي لبست في المهمه دي وكان لازم الموضوع يمشي رسمي عشان نقدر ننفذ اللي مطلوب مننا وعشان كده رسمت عليها الحب وخدعت الكل حتي اهلي .. لكن اتفاجئت انك مشيتي وسافرتي من غير ما حتي تسلمي عليا
ايمان بفرح داخلي ولوم خارجي وكنت عايزني اصدق ازاي انها تمثيليه وانت بعدت عني مره واحده في الفتره دي
وحسيت انك مبقتش بتحبني وفي الاخر فاجئتني بخطوبتك
عمر بتوضيح عشان كنتي كبرتي وبقيتي انسه ومبقتيش العيله الصغيره وكنتي في ثانويه عامه ومش عايز اشتت عقلك عن المذاكره وكنت مستني بس تخلصي وانا وقتها كنت هقولك علي كل اللي في قلبي ناحيتك وقد ايه انا بحبك .. ومع اني مكنتش بكلمك لكن كنت علي طول قريب منك وبتلاقيني في دهرك وراجلك اللي بيحميكي وبيدافع عنك في كل وقت .. تنكري ده !
كانت كلماته ترسم طريقا اخر من السعاده والحب الكبير بداخل قلبها ولكنها ارادت استفزازه اكثر امممم طب ومريم !
عمر برضه مريم انتي عارفه اني معملتش كده غير عشان اعاند فيكي انتي وبس .. وحتي انا عمري ما لبست دبله اي واحده فيهم وعلي طول كنت بلبس ده .. ده وبس
قال جملته الاخيره وهو يظهر لها خاتم يلبسه بأصبعه الصغير .. ما ان رأته حتي ارتسمت علي شفتيها ضحكه وهي تتذكره حين اهدته له وهي بالصف الثالث الاعدادي في عيد مولده ووعدها بان لا ينتزعه من يده طوال العمر .. اضاف عمر حتي بعد ما صغر عليا مسبتهوش ونقلته للصوباع الاخير عشان افضل محافظ علي وعدي ليكي
ايمان بعناد برضه انت لسه خطيبها .. اتفضل سيبني
وروح لربه الصون والعفاف بتاعتك
عمر بضحك هامسا انا مليش غير ايمان ربه الصون والعفاف بتاعتي وبس .. ومريم انا نهيت اللي بيننا من زمان دا اذا كان بيننا حاجه اصلا
ايمان بعناد علي عكس قلبها الذي كاد عمر ان يسمع دقاته من شده الحب والفرح والسعاده برضه مش مسامحاك يا عمر ومش هنسي انك شكيت فيا وفكرتني واحده رخيصه و.....
عمر بندم شديد اعذريني يا ايمان انتي سافرتي وانا مش عارف ليه وفكرتك مبقتيش عايزاني .. وجيتي بشكل تاني خالص ..وكنتي مسافره فين ! المانيا ! .. من اۏسخ البلاد اللي مفيهاش رقابه علي العلاقات القذره دي .. ما بالك باللي انا بقه بشوفه في مصر والبنات بيعملو ايه ! .. وبقولك اهوه انا قدامك انتقمي مني زي ما انتي عايزه وطلعي كل غضبك فيا وانا هستحمل ..
ايمان تمام يبقي تستحمل بقه وتجرب اللي جربته لما اتخطب لغيرك .. وانا هدخل دلوقت اقوله اني موافقه علي الجواز منه .. واستحمل بقه ..
قبل ان يجيبها عمر وجد من يقطع حديثها خلفهم قائلا في ڠضب وهو انتي مفكره اني موافق اصلا .. ليه شايفاني يعني ..لامؤاخذه
التفتت ايمان وكذلك عمر دفعه واحده ليجدو اسلام من تفوه بتلك الكلمات ويقف خلفه والدته وكذلك الحاج خليل وزوجته .. ويبدو انهم استمعو للحديث الذي دار بينهم بأكمله .. وجه اسلام حديثه الي والدته وهو ينظر الي ايمان بأحتقار كنت غلطان يا أمي لما مسمعتش كلامك وانتي بتقوليلي المفروض اختار عروسه من عيله شريف......
قاطعه عمر وهو يتقدم امامه ويقف في مواجهته قائلا بحزم ايااااااااااك تنطق بحرف واحد او تجيب سيرتها علي لسانك .. ويلا بقه اتفضل من هنا خد امك وامشي معندناش بنات للجواز
انسحب اسلام مع والدته وغادر فيلتهم والشرر يتطاير من عينيه في حين نظر عمر الي ايمان وجدها تنظر اليه بعتاب شديد فقال في ثقه عندك مانع في اللي حصل ده!!
لم تدري بما تجيبه وهي غير مصدقه ما حدث للتو ليجد والده قائلا في حزم انا اللي عندي مانع يا .. يا عمر بيه....
خرج احد الكميائيين من غرفه المعمل وتوجه الي ادهم الذي كان ينتظرهم علي احر من الجمر .. ما ان رأه حتي اسرع اليه قائلا بلهفه وتوتر
ها..! وصلتوا لإيه!...
الفصل الثاني والعشرون
الجزء الثاني
حلقه 22
معشوقه الفؤاد لا تتدللي ايقظتي حربا من الاشواق داخلي فأرحمي عزيز قلبا ارهقه دلالك ..
نظر الاثنان نحو الحاج خليل فوجداه يقف خلفهم وينظر اليه بجديه وڠضب ثم وجه نظره الي ايمان قائلا ايمان .. تعالي هنا ..
انفلتت الدموع من عينيها وتركته متجه الي حيث اشار لها عمها تركها الحاج خليل بجوار عمتها وتقدم بخطوات ثابته الي عمر حتي مثل امامه .. لا يدري عمر بما ينطق او يبرر ما فعله فخرج صوته بأرتباك .. بابا .. انا ...
لم يكد ينطق كلمته حتي هوي والده بصفعه قويه علي وجهه قائلا في حزم وڠضب خلااااص .. مبقاش ليك حاكم وفاكر انك كبرت عليا ومش هعرف اربيك .. ولا عشان بقيت
عمر بيه اللي شغال في المخابرات هتنسي ان ليك اهل واب دفع ډم قلبه عشان توصل للي انت فيه ده .. انت جبت الفجر ده منين واتحولت للغباء ده امته !! .. مش ده عمر ابني اللي انا ربيته !! ..
احتقن وجه عمر واغمض عينيه في الم ثم فتحها مره اخري وثبتهما علي ايمان التي كانت تنظر اليه بعيون باكيه لاحظ الحاج خليل تلك النظرات بينهم فأكمل بسخريه بتبصلها ليه ! ..
مش دي اللي انت قلت عليها عاھره واتهجمت عليها .. مالها ! .. بقت حلوه دلوقت ومحترمه ومش عايز غيرها !! .. اتجردت من الاخلاق والذوق وطردت الناس اللي جايين يتقدمولها !!... طب حتي خاف علي سمعتها شوف صاحبك اللي طلع ده هيقول عليها ايه هو وامه بعد اللي انت عملته !
ثار عمر قائلا محدش هيقدر ينطق بكلمه عليها ولو ده حصل هقطع له لسانه قبل ما يمسها بسوء !
صړخ به والده مش قلت لك غبي وبقيت زي الثور اللي ماشي ينطح في خلق الله وخلاص .. لو قدرت تسكت صاحبك مش هتسكت امه من لت النسوان واللي هيترتب عليه ان بنت عمك هتبقي لبانه علي لسان اللي يسوي واللي ميسواش
اندفع عمر ناحيه ايمان قائلا پغضب وهو يمسك يدها پعنف انا هتجوزها وهشوف ابن مين هيجيب سيرتها وهي مراتي
هوي والده بصفعه اخري علي وجهه واجبره علي ترك يدها قائلا وانت فاكر اني هجوزهالك .. دا انت لو اخر راجل في البلد مش هتاخدها برضه .. يلا اطلع بره ييتي ..
ظل والده يدفعه خارج الفيلا وهو يردد انت خلاص لا ابني ولا اعرفك ولا عايز اشوف وشك تاني .. انا ربيت راجل مش وبلطجي .. يلاااا غوور مطرح ما جيت
وقف عمر امام بوابه الفيلا وهو علي وشك الخروج .. وقبل ان يدلف خارجها .. استدار بجسده وهو ينظر الي ايمان بأنكسار وحزن دفين وتجمعت الدموع بمقلتيه وهو يغمضهم بمراره لتهبط دموعه ويخرج هو من ذلك المنزل ....
ايه صعبان عليكي .. ! .. بټعيطي عليه ليه .. مش ده اللي قلتيلي هاتلي حقي منه .. ما انا بجيب لك حقك اهوه .. ولا حنيتي ليه ونسيتي عمل فيكي ايه !
وجه الحاج خليل تلك الكلمات الي ايمان التي كانت تنظر ادراجه وتبادله النظرات پبكاء شديد .. رددت من بين شهقاتها بس مش بالطريقه دي .. انا قلت لك كده بس انا ... انا ...
الحاج خليل عاااارف انك بتحبيه ولسه عايزاااه ..
بس هو لازم يتربي وانا خدتلك حقك ...امال انتي مفكره اني هعمل فيه ايه يعني !! .. هطبطب عليه واقوله معلش يا حبيبي متعملش كده تاني !!
ايمان بتوسل وبكاء يا عمي ....
قاطعها الحاج خليل بقولك ايه !! .. الباب قدامك اهوه ...لو عايزه تروحيله روحي .. بس مترجعيش هنا تاني
تدخلت زوجته مديحه قائله وهي تحتضن ايمان انت بتقول ايه بس يا حاج .. اهدي كده وصلي علي النبي .. تعالي يا ايمان .. تعالي يا بنتي جوه ..
انصاغت لها ايمان بضعف ودلفت الي غرفتها وجلسو معا علي سريرها وهي مازالت ټحتضنها قائله بشهقه يا عمتو .. انا مكنتش عايزاه يضربه بسببي .. انا مبقدرش .. اشوفه بالشكل ده .. مينفعش علي الاقل يضربه قدامي .. يا عمتو انا بحبه .. مهما عمل فيا والله بحبه.. بحبه من زمان قوي .. هو قالي انه محبش غيري .. لو مكنتش سافرت وسبته كان زماني دلوقت متجوزاه .. انا غلطت زمان لما مفهمتوش ومسمعتهوش ..
ربتت مديحه علي ظهرها قائله والدموع تتساقط منها هي الاخري هدي نفسك يا بنتي .. وحتي لو غلطتي زمان .. هو غلطت دلوقت وغلطه مينفعش يتغفر له
نهضت ايمان من بين ذراعيها قائله وهي تجفف عبراتها حتي انتي كمان .. يعني عمر موحشكيش ولا عايزاه يرجع البيت تاني .. خلاص قلبك قسي عليه ومبقتيش عايزاه
كانت تبكي هي الاخري قائله مين قالك انه موحشنيش ولا مش عايزاه يرجع تاني .. بس احنا بنجيب لك حقك منه .. هو اتغير وبقي وحش وانا عايزه عمر ابني يرجع
ايمان پبكاء وهو مش هيرجع طول ما هو بعيد عنكم ..
مديحه انا هرجعه يا بنتي بس اما ابوه يهدي شويه من ناحيته
ايمان وهي بين احضانها قالت عمتو .. انا عايزه اعرف عنوانه
انطلق عبدالله بالسياره في حلول الرابعه فجرا بصحبه مرام التي قررت تأجيل اخباره بامر طفله بعدةتلك المكالمه التي وردته.. وكذلك الطفلين الذي كانا نائمين في المقعد الخلفي للسياره بعد ان وردته مكالمه من اخته الصغيره رشا تخبره بأن حاله والدته الصحيه تسوء بشده وتريد لقاءه ترك كل ما كان ينوي فعله وأجل اي شئ وذهب للقاءها
.. علي الرغم من قسۏتها معه وټعنيفها اياه واخباره انه لم يعد له مكانا بقلبها ولا ب بيتها مازالت والدته التي مهما فعلت واذنبت بحقه لن يتذكر لها سوي الايام الجميله والتضحيات التي قدمتها له لن يتذكر سوي الدافئ في ليالي البرد القاسيه كان يجري بالسياره مسارعا الزمن للوصول الي بلده ...
عبدالله هدي السرعه شويه انت بتجري كده ليه ! .. الولاد ممكن يتخضوا..
وجهت مرام تلك الكلمات الي عبدالله الذي كان قلقا علي
والدته فردد پحده وحد قالك تجيبيهم معاكي .. ولا انتي كمان مكنش المفروض تيجي في ظرف زي ده
مرام بلوم وعشان هو ظرف زي ده مينفعش اسيبك لوحدك كده .. وكمان الولاد هنسيبهم لوحدهم يعني في القصر .. مسعد ومراته سافرو امبارح ولسه مش هيرجعو غير كمان اسبوع .. اسيبهم مع مين يعني !
عبدالله معرفش بقه ..
مرام متقلقش .. كل حاجه هتكون خير وانا هفضل جنبك علي طول
خطڤ عبدالله نظره سريعه لمرام مرددا انا عارف يا مرام ومقدر اللي انتي بتعمليه عشاني.. عارف إنك جايه المشوار ده بس عشان خاطري انا بعد اللي امي
عملته فيكي...
مرام بحزن وحنان أيضا طول ما أنت معايا كل حاجه تهون يا عبدالله وميفرقش معايا غيرك...
امسك عبدالله بيدها في امتنان وحب فبثت له الطمأنيه وهي تقبض عليها مؤكده له ان كل شئ سيسير للأفضل بأمر الله ..
دلف الي منزله بخوات هادئه ووجه حائر فأستقبلته زوجته مسرعه ايه يا حبيبي ! .. كل ده تأخير .. ومبتردش علي الموبايل ليه .. طمني الولد طلع عنده ايه
رفع اليها ادهم وجهه وردد بهدوء وهو يناولها بعض الاوراق معندوش حاجه !
تعجبت يمني واخذت منه الاوراق تنظر اليها وتتأكد بنفسها النتيجه فعلا بتقول كده .. بس ازاي طلع معندوش حاجه !
جلس ادهم لأقرب مقعد ونكس رأسه قائلا في حيره معرفش .. مش عارف اذا كان ناجي فعلا مداهوش حاجه وعمل كده عشان يضحك علي سمر ويخوفها .. ولا فعلا اداله حاجه واحنا اللي مش قادرين نحدد هي ايه
جلست يمني بجواره ووضعت يدها علي كتفه فقال ادهم سائلا هو في فعلا فيروسات بتدخل الجسم وتختفي
يمني بتفكير هو انا مقدرش افيدك قوي ..لكن اللي متأكده منه ان مفيش حاجه بتختفي .. الطب اتطور جدا وكل حاجه بقي ليها علاج وبنعرف نشخصها ..
اتمني يكون ناجي فعلا مدالوش حاجه ويكون بيعمل كده عشان يخوف سمر
بس انا فاكره انك قلتلي انك عرفت الموضوع ده لما كان بيتكلم مع اخته ..
هو فعلا قال كده .. بس برضه أولفت متعرفش كل اسرار ناجي ويمكن يكون بيخطط لحاجه تانيه ومش عايزها تعرف وقالها كده عشان ميعرفهاش هو بيخطط لأيه بعد اسبوع
مش عارفه بقه يا ادهم الله اعلم .. هو انا هشوف مرام امته
لسه مش دلوقت يا يمني .. لما كل اللي حوليها ده ينتهي .. مش مستعد اخاطر بيكي
يمني بحزن طيب يا حبييي .. انت رجعتلهم الولد
ادهم ايوه عبدالله اتصل بيا وقالي ارجع لهم الولاد ..
لم تزيد يمني اكثر من ذلك بعد ما رأت حالته تلك بينما هو جلس مهموما خائڤا وعقله مازال يستحضر كل ما حدث ...
فتحت عينيها بوهن وضعف شديد لتعود الي حياتها مره اخري بعد عده محاولات متواصله منذ يومين لا تدري اهي مازالت علي قيد الحياه ام بعالم اخر بعيدا عن الدنيا .. شعرت بصداع اجتاحها فجأه واخذت تغمض عينيها وتفتحها الي ان انتشلها ذلك الصوت ..
حمدالله علي سلامتك يا حبيبتي .. كده تعملي فيا كده
ابتسمت داليدا بضعف حين ادركت هويه ذلك الصوت واشاحت بوجهها ناحيته حين شعرت بيديه التي احتضنت يدها .. ردد يوسف بعشق وحشتيني قوي يا حبيبتي .. متتخيليش حالتي كانت عامله ازاي وانا شايفك بين الحياه والمۏت .. كنت بمۏت كل ثانيه انتي بعيده عني فيها ..
نطقت داليدا بضعف مرام .. كويسه
يوسف اه يا حبيبتي كويسه وكانت بتيجي تزورك علي طول وهي اللي عملت لك العمليه كمان
داليدا وانت .. مش لابس ليه لبس المستشفي
لاطف يوسف وجهها قائلا بعشق عشان انا حاليا مش دكتور
.. انا مرافق المړيض .. حضرتك من يوم ما جيتي هنا وانا مسبتكيش غير لما بروح اكل او اغير هدومي .. حتي النوم بنامه هنا جنبك ..
هبطت دموعها علي الرغم منها ف فهم هو مقصدها و بټعيطي ليه .. مش انا قلت قبل كده انك اغلي حاجه عندي واني عمري ما هسيبك .. واني ابوكي واخوكي وامك وصاحبك وحبيبك وحياتك كلها .. ولا انتي مش عارفه انا بحبك قد ايه
.. يوسف قائلا والله كل حاجه هتتحل طول ما انا جنبك .. اعرفي اني عمري ما هسيبك ابدا حتي لو هيبقي اخر يوم في عمري مش هتخلي عنك
داليدا بنحيب انا خاېفه قوي يا يوسف .. انا
مش هقدر اعيش من غيرك .. مش هقدر ابعد عنك تاني ..
يوسف مش عايز اسمع كلمه خوف دي .. قلت لك انا اقدر احميكي من اي حد
داليدا انا خاېفه عليك انت لو جرالك حاجه مش هسامح نفسي .. والله اموت نفسي لو بعدت عني
يوسف قائلا في حده وعتاب معقوله مش واثقه فيا .. قلت لك انا هتجوزك واحميكي من اي حد يتعرضلك .. انتي ليه مش عايزه تفهمي اني بحبك ومستحيل اخلي حد يمسك ..
داليدا
يا يوسف ....
يوسف پغضب اسكتي بقه .. اسكتي .. انا مش عارف اعملك ايه اكتر من كده .. انتي اكتر حاجه تاعباني في حياتي وواخدت تفكيري وعقلي .. اتفضلي انتي قوليلي ايه اللي يريحك .. عندك حل ايه دلوقت وانا اعمله
داليدا پبكاء وهي تشهق .. خلاص .. اذا انا .. تاعباك .. قوي كده .. سيبني .. وشوف حياتك .. وانا ....
امسكت بكتفيه قائله في بكاء وخوف انا مش عارفه انا كمان .. انا نفسي افضل معاك طول عمري .. مش عايزه اخسرك ولا حد يفرقنا .. نفسي اجيب منك ولاد ونكون عيله كبيره .. نفسي متسبنيش
يوسف بحراره اهدي يا حبيبتي .. مټخافيش ..انا عمري ما هسيبك يا دودتي ابدا
لكزته داليدا بخفه قائله دودتك تاني .. مش كنا بطلنا الاسم ده
اعادها يوسف كي تنظر الي وجهه مشاكسا واحلي دوده في عالم الحشرات كله
ضحكت داليدا علي الرغم منها وهي تنظر اليه بعشق .. ثم رددت بهمس .. يوسف ..
يوسف بهيام روح قلب يوسف ..
داليدا بحبك ..
قائلا بحب وانا بعشقك يا واجعه قلبي ..
ظلت بين ذراعيه لمده دقائق حتي نطقت فجأه انا عايزه ادخل الاسلام يا يوسف ..
خالو عبدالله وصل ..
سمعت الحاجه هدي هذه الجمله وهي جالسه علي سجاده الصلاه بعدةان ختمت صلاتها خفق قلبها بقوه وهي تسمع ترحيب الجميع به بالاسفل وسلامهم له .. حاولت النهوض ولكن لم تسعفها قدميها مش شده اضطراب مشاعرها غير مصدقه انها ستأخذه الي مره اخري .... بعد محاولات عديده بين استجماع شجاعتها ودموعها التي انهمرت وقلبها الذي بات يرتجف .. نهضت علي قدميها واخذت تتقدم بخطوات ضعيفه اثر المړض .. حتي وجدته يفتح باب غرفتها ويقف امامها وخلفه جميع اهل المنزل ..
عبدالله .. ابني حبيبي
خرج الكلام من قلب والدته قبل صوتها وهي تنخرط پبكاء شديد ولم تحملها قدماها اكثر من ذلك ففقدت توازنها وكادت ان تسقط ارضا فألتقطها عبدالله مسرعا مربتا عليه والدموع تتغلغل بعينيه قائلا متبكيش يا امي .. انا معاكي وجنبك ومش
هسيبك ..
والدته پبكاء وحشتني يا عبدالله .. وحشتني قوي يا حته من قلبي .. حقك عليا يا حبيب امك ..سامحني يا ضنايا
عبدالله وهو يشتد من أزرها لااا يا امي متقوليش كده ..
والدته بحرقه قلب منها لله اللي بعدتك عني .. ربنا يحرقها وينتقم من.........
قاطعها عبدالله بحزم لااا يا امي لااا ..بلاش تدعي عليها .. انا خبيت عليكم الحقيقه عشان تفتكروها بالخير وتدعولها .. انا معملتش كده عشان تكرهوها وتدعو عليها .. دي مهما كانت بنت عمي ووصيته ليا قبل ما ېموت .. ادعيلها يا امي عشان خاطري .. انا رجعتلك ومعاكي وهعوضك عن اي حاجه .. لكن هي عايزه اللي يدعيلها
والدته بحزن وقهر يا ابني .. مش قادره اسامحها بعد اللي عملته .. قلبي مش مطاوعني اني ظلمتك بسببها .. مش قادره يا ابني مش قادره
عبدالله حاولي عشان خاطري انا تسامحيها .. افتكري لها الحلو وبس .. افتكري انها كانت بنت الراجل اللي فتح لنا بابه يوم ما الدنيا كلها قفلته في وشنا ... وغلاوتي عندك يا امي .. ولا انا مش غالي عندك
والدته حاضر يا نور عيني .. دا انت اغلي حاجه عندي .. دا انا روحي رجعتلي يا عبدالله لما رجعتلي .. كنت خاېفه اموت من غير اشوفك ..سامحني يا ابني
عبدالله متقوليش يا امي الكلام ده بعد الشړ عليكي .. انا لسه محتاجلك جنبي .. وعمري ما اقدر استغني عنك .. وحشتيني قوي يا امي
ظل بحراره لبعض الوقت في مشهد اثر علي الجميع وهم ينظرون اليهم .. رفعت الحاجه هدي رأسها الي اعلي لتراها واقفه بجوار ابنتها رشا .. تركت عبدالله بهدوء وهي تنظر اليها في حزن وندم ثم مدت يدها اليها قائله تعالي .. تعالي يا غاليه يا مرات الغالي
رددت الحاجه هدي سامحيني يا بنتي انتي كمان .. انا ظلمتك وفرقت بينك وبين ابني .. مكنتش اقصد يا بنتي سامحيني كنت عاميه
اوغرقت
عيناها بالدموع وهي تنظر اليها في حنان واشفاق بعد ان تغلبت طيبه قلبها علي ڠضبها منها .. انا مليش حد في الدنيا غير عبدالله وانتي امه .. حبي لعبدالله يشفعلك اي حاجه عملتيها معايا ! .. ونفسي تعتبريني بنتك وتحبيني زي ولادك ياريت تسمحيلي ..
نظرت اليها في امتنان وحب انتي كمان بتستأذني ..
احاطتها بذراعيها مره اخري وهي تضمها بحنان قائله انتي متعرفيش غلاوه عبدالله عندي دونا عن ولادي دول كلهم او هو بالنسبه لي ايه .. ودلوقتي غلاوتك عندي بقت من غلاوته وانتي بنتي التانيه
تدخلت رشا قائله في مزاح بقه كده يا امي وربنا اعيط .. شكلك هتحبيها اكتر مني
الحاجه هدي واكتر من الدنيا كلها .. دي مرات الغالي
نظرت والدته الي مرام وتأملتها جيدا بينما كانت مرام
تطالعها بخجل شديد من نظرتها تلك ثم قالت أول مره اخد بالي انك بالجمال ده .. بسم الله ما شاء الله تبارك الخلاق فيما خلق
ازداد خجل مرام ونظرت للأسفل في حين لكزت عبدالله قائله ليك حق يا عبدالله متسبهاش .. ابن الحسيني بحق
وحقيقي ..وعرفت تختار
اتسعت ابتسامه عبدالله وهو ينظر لمرام بحب .. في حين قالت رشا لا ومش اي حد كمان يا حاجه هدي .. دي تبقي اشهر جراحه قلب في الوطن العربي علي سن ورمح
تهللت اسارير الحاجه هدي بفخر واعجاب وهي تنظر لمرام بينما اكملت رشا فاكره اما كنتي بتقولي ابني مش هياخد غير زينه البنات .. اهو جابهالك اهوه
نظر عبدالله اليها في اعجاب وهو يقول في ثقه وزهو طبعا وهو ابنك يختار اي حد ولا ايه
دام ذلك الترحيب لوقت طويل وكل منهم يبث مشاعره تجاه الاخر في اشتياق وحرمان .. شعرت الحاجه هدي بأنها شفيت من مرضها لمجرد رؤيه ولدها بين ذراعيها مره اخري .. امرت بتحضير ما لذ وطاب من الطعام احتفالا بولدها وزوجته التي شعرت بالدفئ والطمأنينه والحنان داخل ذلك المنزل فجلسوا جميعا علي سفره واحده يتهاتفون ويتبادلون المرح والنكات وكأن البيت كان يفتقر روحه بغياب عبدالله ..
اولفت فلوسك دي هترجعلك اضعاف مضاعفه يا ناجي .. وتعوضك .. مش ناوي بقه تحن عليا وتحررني من الديون دي
ناجي لا لسه مش ناوي يا اولفت .. انتي اللي عملتيه في نفسك ..
اولفت يا ناجي ....
قاطعها ناجي وهو يشير اليها بالصمت حين وجد اتصالا بأسم خليفه احد اطباء التشريح الذي زرعهم لتنفيذ مهماته ....
ايوه يا خليفه .. بتكلمني ليه
ناجي بيه .. في مصېبه حصلت لازم تيجي فورا دلوقت ..
مصېبه ايه
تعالي يا باشا شوف بنفسك ..
اغلق ناجي الهاتف وتناول معطفه ومفاتيح سيارته واسرع يقودها الي الصرح الطبي الخاص بمرام ..
بعد ربع ساعه وصل ناجي الي مقصده وما ان هبط حتي رحب به افراد الامن ولكنه لم يلقي بالا لهم واسرع يعدو الي الطابق الخامس .. رأه خليفه فأتجه اليه مسرعا كويس انك جيت يا ناجي بيه ..
كان ناجي يري الصرح مزدحما بشده واناسا غريبه ترتدي ملابس معينه تجوب بالمكان .. سأله ناجي بلهفه وقلق في ايه .. ومين الناس دي
قبل ان يجيبه خليفه اتنبها لصوت يأتي من الخلف اهلا يا ناجي بيه .. معاك مساعد وزير الصحه .. واللي حضرتك شايفهم دول يبقو دكاتره ومتخصيين .. وجايين هنا دوريه عامه نتطمن علي الاجهزه والمعدات وكمان الحالات الصحيه ازاي بيتم التعامل معاها ..
ناجي وهو يحاول التماسك وانت متعرفش الصرح ده بتاع مين
الرجل لا طبعا عارف .. بس مفيش حد فوق القانون واي حاجه بتحصل لازم يبقي عليها رقابه .. واحنا بنقوم بشغلنا مش اكتر
ناجي وحضرتك هتاخد وقت قد ايه وانت بتفتشنا
الرجل العفو يا ناجي بيه .. زي ما قلت لحضرتك ده شغلنا مش تفتيش خالص .. اما الوقت فا زي ما انت شايف الصرح كبير والحالات كتيره ومش هناخد اقل من يومين علي ما يخلص ..
استدار ناجي بجسده من امام ذلك الرجل بعد ان تمكن الڠضب بكل ذره به .. اتجه ناجي الي احد المكاتب بذلك الطابق وخلفه الطبيب خليفه الي ان رأه يجلس علي المكتب حتي اغلق الباب خلفه
واوصده ..
اهدي يا ناجي بيه عشان محدش يشك فينا
وجه خليفه ذلك الكلام الي ناجي وهو يحاول تهدئته ..ردد ناجي پغضب مستنكرا وهيشكوا في ايييييييييييه .. هو احنا لسه عملنا حااااااجه ..
خليفه وفيها ايه بس لو معرفناش الاسبوع ده .. المړضي هنا اكتر من الفين مريض وفي ازدياد .. يعني اللي مقدرناش نعمله النهارده هيتعمل الاسبوع الجاي .. لسه الايام جايه كتير .. استنينا ده كل مش هنقدر نستني كام يوم كمان
ناجي انا خليتها اشهر وأكبر جراحه عشان تعفينا من الرقابه دي .. الموضوع فيه حاجه غلط .. مش عارف ايه هيه بس مستحيل تكون الرقابه دي جايه صدفه او شغلها زي ما بيقول
خليفه
يعني حضرتك تفتكر ان في حد عارف احنا بنعمل ايه وعشان كده بلغ ..
جالت بعقل ناجي صوره عبدالله وهو يشك به .. فلما لا وهو كان السبب في خړاب كل مخططاته وكأنه خرج له من الچحيم ..
وعلي الناحيه الاخري كان ادهم يستمع له ضاحكا وهو يقول اكيد ناجي بيفكر في عبدالله ...
ثم اخرج هاتفه وقام بالاتصال بأحد ما ..
ها يا وليد .. اي الاخبار عندك
كله تمام يا ادهم باشا .. ناجي دخل من شويه علي مكتب وهو كان هيولع .. ووراه الدكتور خليفه عمال يهديه ..
منذ ليله الامس وهو لم يغادر منزله وكذلك عمله الذي كان يعطيه كل وقته لم يكترث له ..لأول مره بحياته يبكي وهو يشعر بمثل ذلك الشعور .. اهانه والده بشده وطرده من منزله ..
علي الرغم من ان والدته فعلت ذلك من قبل ولكنه لم يشعر بالوحده والقهر مثل ما فعل والده .. كان دوما صديقه ورفيقه .. هو اول ما اعترف له بحبه لأيمان وانه يريد ان يتزوجها .. اول من فهم مشاعره وكان دوما بجواره يسانده .. لم يتناول طعام منذ يوم كامل .. كان يستعيد اللحظات الماضيه في كل وقت وصوره ايمان ترتسم امامه وهي تبكي .. لا يدري اكانت تبكي علي ما يحدث له بسببها ام علي ذلك الذي طرده من منزلهم قبل ان تتم خطبتها له .. ولكن كان طيفا بداخله يحدثه انها كانت تبكي لأجله هو شعر بها وبحبها بل عشقها له .. شعر بسعادتها حين اخبرها انه لم يرتدي اي خاتم خطبه لأي واحده بل ظل محتفظا بخاتمها هي .. شعر بتأثرها اثر ملامسته ليدها وغيرتها عليه حين تمت خطبته علي غيرها .. لا يريد فقدها هي الاخري بعد ان فقد اهله . يريد الاعتذار منها اكثر والتمسك بها .. اشتاق لها بشده واراد فقط سماع صوتها .. تناول هاتفه بقلب مترقب لسماع صوتها .. وقبل ان يقوم بالاتصال بها حتي سمع رنين جرس منزله .. ترك هاتفه وذهب مسرعا كي يري من ذلك الذي يأتيه الي هذا المنزل ..
ايمان بأبتسام ويا تري قد ايه انت بتحبني ..
عمر صدقيني مش عارف قد ايه انا بحبك .. كل ما اجيب حاجه كبيره واقارن حبي ليكي بيها الاقيها صغيره
قوي قدام اللي في قلبي ليكي .. مش لاقي حاجه توصف الحب ده !
نظرت له بأبتسامه خافته .. وهو يقول مسامحاني يا ايمان
ايمان بضيق ولوم عمي خليل ليه حق يقول عليك غبي .. وانا ايه اللي هيجيبني لحد هنا من ورا عمي الا اذا كنت يعني ....
عمر اذا كنتي ايه .. وبعدين ليه جايه من ورا عمك
ايمان بتأفف لأن هو قالي امبارح لو عايزاه روحيله بس مترجعيش البيت ده تاني .. عشان كده اضطريت اجيلك من وراه
عمر وانتي عايزاني ..
كسا وجهها الحمره الشديده مصطحبه بالخجل والتلعثم هو .. يعني.. انا ..
قاطعها عمر وهو يمسك بيدهاايمان .. بتحبيني
شعر عمر بتوترها فابتعد عنها ولكن نظره مازال مثبتا عليها قائلا بعدت اهوه ... قوليلي عايزه تقوليلي ايه
ايمان وهي تبتلع ريقها هو .. انت لسه عايز تتجوزني
عمر بابتسامه هو انتي بجد بتسألي .. بس برضه ده يرجع لك انتي ..
ايمان بعدم فهم يرجعلي انا ازاي
عمر يعني لما انتي توافقي واسمعها منك
ايمان بتلعثم عمر .. بطل رخامه بقه .. انت عارف
عمر وهو يلعب علي اوتار حبها عارف ايه .. انا عمري ما سمعت منك حاجه .. ولا قولتيلي حاجه
ايمان بضيق وارتباك وهي تشعر بحصاره لها ايوه .. بس .. انت عارف يا عمر الاجابه لسؤالك ده .. ف بطل بقه حركاتك دي
جذبها عمر من يديها اليه قائلا حركات ايه .. انا بسألك انتي موافقه
اغمضت ايمان عينيها وهي لا تريد ان تنظر لعينيه التي تسحرها وتفقدها عقلها .. فضغط علي يديها برفق كي تنظر اليه قائلا قلتي ايه
فتحت عينيها مره واحده هي تنظر اليه بانتفاضه قائله بحبك ..
ضحك عمر دفعه واحده وهو ينظر لوجهها الذي كان يشع احمرارا من شده الخجل والتلعثم فتركت يده پغضب وابتعدت قائلهانت بتطبق اللي اتعلمته في شغلك عليا عشان اعترف!!! علي فكره انت رخم .. وانا غلطانه اصلا اني جيتلك هنا عشان حسيت بيك .. انا ماشيه
امسكت بحقيبتها وكادت ان تخرج من المنزل الي ان امسك بها بيديه قائلا انا اسف والله .. حقك عليا .. قوليلي عايزه ايه وانا اعملهولك
ايمان وهي تستدير اليه
عايزاك تصالح ابوك وامك وتطلبني منهم زي اي بنت ..
عمر بخبث طيب ووقتها هتوافقي ..
تعلم انه يستفزها فأرادت استفزازه هي الاخري قائله لا وقتها بقه ابقي افكر .. اذا كنت مناسب ليا ولا لأ
عمر هاهاها .. دمك تقيل علي فكره
ايمان مش اتقل من دمك .. انا قلت لك شرطي .. يلا انا ماشيه ..
عمر استني يا قمر هوصلك وانفذلك شرطك
ايمان بفرحه بجد يا عمر
عمر بجد يا فرحه عمر...
كانت مرام تتجول بحديقه ذلك القصر الريفي الخاص بأهل عبدالله حتي وقعت عينيها علي شئ تكسوه الاغطيه والاتربه فزاد فضولها حوله اسرعت اليه تزيل تلك الاغطيه لينكشف لها دراجه ناريه موتسيكل غايه في الروعه ..
بتعمل ايه يا جميل
التفتت خلفها لتري عبدالله هو من وجه لها ذلك السؤال فابتسمت له سائله عبده .. هو الموتسيكل ده بتاع مين
عبدالله انا كنت شاريه لحمدي الله يرحمه .. وانا برضه اللي علمته السواقه عليه .. وتقريبا كده محدش استخدمه بعده
ضحك عبدالله واتجه الي الداخل قائلا استنيني لحظه واحده وراجع
بعد دقيقه عاد اليها وبيده مفاتيح
.. عدل من وضع الدراجه وركب عليها قائلا لها اركبي يلااا
مرام
بدهشه شديده اركب فين
عبدالله هحقق لك اللي نفسك فيه .. يلا بدل ما احققه انا لوحدي
قهقهت مرام وقلبها كاد ان يرقص فرحا وبسرعه شديده صعدت خلفه علي الدراجه .. فقال لهاامسكي فيا
عبدالله وهو ينطلق بالدراجه مفاجأه .. مكاني السري
وصلا بعض وقت ليس بالكبير الي مكان لا يوجد به بشړ ويحفه الجبال من كل جانب .. علي الرغم من سكونه ولكنه يبدو روعه في الجمال .. اخذت مرام تنظر حولها وهي تتأمله قائله بأعجاب واااااو .. انتو في عندكم مكان زي ده
عبدالله وهو يمسك بيدها قائلا هو انتي لسه شفتي حاجه .. تعالي ورايا ..
اخذا يتمشيان قليلا داخل تلك الجبال الي ان استمعت مرام الي صوت ضوضاء عاليه تبدو كتلاطم امواج البحر والتي بالفعل رأتها أمامها .. قال عبدالله بعد ان وصلا الي الشاطئ اي رأيك في مكاني السري
كان المكان خاليا من البشر تماما مع اقتراب غروب الشمس والجبال من الاطراف اعطي للمكان طبيعه خلابه .. اخذت تتأمله بفرحه عارمه وهي تقول بحد ده سحر .. ازاي مفيش حد بييجي هنا .. اوعي تقول ان محدش يعرف المكان ده
عبدالله بضحك ههههههه لا مش للدرجه دي .. كل الحكايه زي ما انتي شايفه اولا احنا في الشتا يعني مفيش حد بينزل البحر في الوقت ده.. ثانيا انتي شفتي ان احنا في الريف وهنا الناس معندوهمش الانفتاح اللي بيبقي في المدينه .. كل واحد بيكون قافل علي بيته وحريمه وبيعتبرو البحر والمصيف ده قله ادب
مرام ههههههههههه ايه الناس الصعبه دي .. تعرف انا بعشق البحر
عبدالله قائلا .. ما انا عارف ..
مرام بلوم والحاح .. عبده !!
عبدالله روح قلب عبده ...
عشان خاطر عينيك ..
ابيع الدنيا دي ...
معاك حسيت كأن العمر لسه بيبتدي ...
الاغنيه بالفيديو وهما علي البحر فوق شوفوه..
بقلم إيمووو
استيقظ دومي من نومه اخيرا فتح عينيه ليجد نفسه بغرفه غرييه غير القصر او اي مكان كان به من قبل .. نهض من علي فراشه ببطئ وبحث بعينيه ليجد باب الغرفه .. اتجه اليه وفتحه بحثا عن والدته او اي احد يعرفه في هذا المكان .. ما ان خرج من غرفته حتي استمع الي صوت احد يتلو قرانا من الغرفه المجاوره والتي لم تكن سوي الحاجه هدي ..
دلف اليها وردد بصوت خاڤت ناعس انتي مين ...انا فين .. وفين ماما ..
صدقت الحاجه هدي واغلقت المصحف الذي بيديها ورفعت بوجهها اليه لتري ما لم تكن تتوقعه علي الاطلاق حتي ظنت انها تحلم ....
الفصل الثالث والعشرون
الجزء الثاني
حلقه 23
اكثر ما يرهقني هو اعتقادهم بمدي سذاجتي لو يعلمون لأستعاذو دهرا..
بعد حلول الليل وكساء عتمته علي الاجواء وصل عبدالله الي القصر الخاص بأهله وخلفه مرام علي تلك الدراجه الناريه .. وما ان هبطت من عليها حتي اطلقت تنهيده قائله هييييييييح .. يوم عمري ما هنساه ..
قام عبدالله بركن الدراجه بعد ان اعادها لموضعها مره ثانيه وهو يجيبها وبعد كده كل اللي نفسك فيه .. تشاوري بس عليه وانا عيوني ليكي يا قمر
اشاحت وجهها لأسفل في حياء بينما هو أمسك بيديها وهو يقترب منها هامسا بأذنها تعالي يلا نشوف الحاجه هدي الاول وبعد كده في موضوع لسه مخلصش بيننا ومأجلينه من زمان .. وبصراحه كده كتير بقه .. انتي عارفاني دقيق جدا ومبحبش التأجيل
لم تجيبه مرام من شده خجلها وتركته مسرعة الي أعلي ..وما ان رأها تجري امامه حتي لحق بها .. كانت تنوي التوجه الي غرفه الاولاد للأطمئنان عليهم ولكنها لم تكد تصل الي غرفتهم حتي وجدت باب غرفه الحاجه هدي مفتوحا علي مصراعيه وبداخله الحاجه هدي وهي تحتضن الطفل وتقبله بلهفه
وشوق وحنان كبير ..
هوي قلبها بين قديما وهي تري ذلك المشهد الذي جمع بين الحفيد والجده في اولفه وشوق وأدركت ان ما اخفته طوال تلك السنوات سواء بقصد او غير قصد قد انفضح امره اﻷن .. كانت تقف كالتمثال امام باب الغرفه الي ان لحق بها عبدالله وهو يلهث حتي اصدر صوتا سمعته الحاجه هدي ولم تنتبه اليهم لشده تعلقها بالطفل ولكن دومي رأهم فضحك اليهم قائلا ماما وبابا رجعوا ....
احتضنته الحاجه هدي اكثر وهي تنظر لعبدالله ومرام في عتاب ولوم كبير والدموع تترقرق من عينيها بقه كده يا عبدالله .. تخبي عليا يا ابني ان عندك ابن طول السنين اللي فاتت دي .. تحرمني من اني اشوف حفيدي البكر وانا من زمان نفسي فيه .. الله يسامحك انت ومراتك ..
كاد عبدالله ان يدلف الي والدته ويشرح لها سوء
التفاهم ذلك وان هذا الطفل ليس بولده في حين اسرع اليه عبدالله الصغير الذي كان يجلس ايضا يجوار جدته والغيره تملأ قلبه من حب جدته لذلك الدومي .. هتف عبدالله وهو يتمسك بقدم خاله قائلا خالو .. خالو.. تعالي علمني
كاراتيه زي دومي يا خالو .. هو عمال يغيظني ويقولي بابا بيعلمني كاراتيه ومصارعه وسباحه انا عايز اتعلم زيه يا خالو ..
نهض ادم من بين احضان جدته صائحا لااا ده صاحبي وبابايا انا وبيعلمني انا عشان ابقي زي حراس القوه ولما اكبر احرس مامي زيه .. خلي باباك انت يعلمك
عبدالله الصغير بابايا مش عنده عضلات ومش بيعرف زي خالو .. وخالو هو اللي هيعلمني .. مش كده يا خالو
دومي لااا مش كده .. هو بيعلمني انا لوحدي انت لااا .. ملكش دعوه
صاح عبدالله بهم قائلا خلاص انت وهو .. هعلمكم انتو الاتنين بس تبقو خوات وصحاب وتعتذرو لبعض وتحبو بعض .. ولو ده محصلش مش هعلم ولا واحد فيكم واخبطو دماغكم في الحيط
نظر دومي وعبدالله الي بعضهم البعض في اسف ثم اعتذرا وقبلا بعضهما كما امرهم عبدالله .. اردف عبدالله قائلا حلو .. دلوقتي انتو هتنامو عشان احنا بالليل وبكره الصبح علي طول انا هدربكم .. ﻷن دلوقت عايزه اتكلم مع تيتا شويه
كانت مرام تشعر بوتيره انفاسها علي وشك الانقطاع حول اخبار والدته الحقيقه والتي حتما ستكذبها .. سيتحقق الذي كانت تخافه منذ ان رأي عبدالله دومي لأول مره ولم يعرفه .. انقذها الاطفال من تفكيرها وخۏفها بصياحهم لعبدالله ..
دومي لاااا يا بابا دلوقتي عشان خاطري يا بابا ..
عبدالله يا خالو لأ بكره الصبح عندي حضانه ماما مش هتخليني استني .. خليها دلوقتي يا خالو والنبي
أمسك عبدالله ودومي كل واحد منهم بأيد عبدالله وهم يسحبونه للخارج في ترجي واصرار .. نظر عبدالله لمرام نظره اخبرها بها ان تخبر والدته الحقيقه كي لا تفهم الامور بشئ خاطئ بينما هو سيذهب مع الاولاد ..
اتسعت عينا الحاجه هدي غير مصدقه ما تسمعه قائله يعني ايه ميعرفش .. ابني انا مبعرفش ان ده ابنه .. امال بينادي ليه بابا ليه
مرام بأرتباك شديد وهي تقترب من الحاجه هدي وتكاد دموعها تنفلت قائله والله ڠصب عني يا ماما اني مقولتلوش .. انا لما سافرت المانيا من سبع سنين وعبدالله قالي انه طلقني وقتها كنت حامل وانا اصلا معرفتش غير لما سافرت .. احتفظت بالحمل والجنين جوايا مع كل الضغط اللي كنت فيه وهما عايزيني انزله عشان انتبه لدراستي ومستقبلي .. بس انا رفضت ومستحيل كنت اعمل كده .. حتي لو عبدالله سابني وطلقني .. ربنا عوضني بحاجه منه جوايا عشان منساهوش ويهون عليا ايام المر اللي شفتها ..
الحاجه هدي بتأثر واستنكار وبعدين ... كملي
مرام لما اتقابلت انا وعبدالله تاني هنا في مصر .. كانت مفاجأه بالنسبه لي اني اشوفه بعد كل الوقت كده تاني .. وواحده واحده حكيتله كل حاجه مريت بيها .. الا موضوع ادم مقلتلهوش انه ابنه .. وقلت اني اتبنيه هو وتمارا
الحاجه هدي مين تمارا دي
مرام دي مش بنتي بس اتبنيتها وانا في المانيا لما اهلها ماټو .. فكرتني بنفسي لما اهلي كلهم ماټو وسابوني لوحدي .. بس كنت مع عبدالله عشان كده محستش باليتم .. ومرضيتش اسيب البنت لوحدها .. فأخدتها ..
الحاجه هدي في لوم بس انتي غلطانه يا مرام .. ازاي تحكي لعبدالله كل حاجه وتكدبي عليه في موضوع ابنه .. ده ابنه
يا بنتي حته منه...
رددت مرام في ضيق يا ماما افهميني .. عبدالله سابني سبع سنين بعد ما طلقني .. كنت مفكره انه مدايق مني من حاجه عشان فضل شهر من غير ما يدور عليا ولا يعرف انا فين .. لكن اتفاجئ انه باعتلي رساله وبيقولي انه طلقني .. وسابني سبع سنين اتعذب فيهم لوحدي .. وعايزاني بالسهوله دي
اول ما اشوفه اقوله تعالي يا حبيبي نرجع تاني وخد ابنك اهوه .. مش قادره اسامحه يا ماما في حته انه اتخلي عني من غير مبرر .. دا انا عشت ايام وليالي اسأل نفسي انا غلطت في ايه عشان يرميني كده وميسألش عليا .. ايام وليالي اعاتب نفسي فيهم وانا فاكره اني غلطت في حقه لحد ما كنت هتجنن .. مستحيل يا امي .. عايزاني اقوله علي ابنه ياخده مني ويرجع يسيبني ويرميني سبع سنين تاني...
سألتها الحاجه هدي في شك انتي بتقولي ايه! عبدالله ابني انا يأذيكي ولا يرميكي..! ده مفيش اطيب ولا أحن من قلبه!!.. هو.. هو انتي يا بنتي معندكيش خبر هو كان فين السبع سنين دول!
مرام نافيه في قهر ما هو ده اللي هيجنني طريقته معايا زمان وطريقته دلوقت بتقولي إن عبدالله مفيش اتنين منه في الدنيا.. حنانه ورجولته وأخلاقه.. وحبه ليا انا شايفاه متغيرش.. لكن للأسف يا امي.. السبع سنين دول عاملين حاجز جوايا مش قادره أتخطاه .. سألته كتير قوي وهو مش راضي يقولي .. لحد ما خلاص اقتنعت ان هو مبيحبنيش وبيحب بنت عمه اللي
اتجوزها وحامل منه .. ومبقاش عايزني في حياته
بدون قصد منها انفلتت ضحكه من بين شفتيها والتي ادهشت مرام وسألت في تعجب هو انتي بتضحكي علي ايه يا ماما
الحاجه هدي وهي تربت علي يدها بضحك علي تفكيرك يا بنتي .. اصل عبدالله عمره ما في واحده حبها ولا كان بتاع بنات .. يعني انتي الوحيده اللي ډخلتي قلبه وعقله وعششتي فيهم ولا حب بعدك ولا كان مع غيرك ..
حتي مراته اللي بتقولي عليها دي هو اتجوزها علي ورق بس في ظروف صعبه وكان ڠصب عنه عشان بينفذ وصيه ..
تشبثت في ذراعها راجيه اياها والدموع تنفلت من مقلتيها في ترجي طب بما انه هو بيحبني كده .. ليه يا ماما بعد عني .. ليه مفكرش ...
قاطعتها الحاجه هدي يا بنتي كان ڠصب عنه .. عبدالله كان بيمر بظروف ربنا وحده اللي يعلم بيها .. طب اقولك حاجه يمكن تريحك .. انا كمان مشفتهوش خلال السبع سنين دول واتحرمت منه زيك بالظبط .. لكن مش هقدر اقولك صدقيني انا عارفه دماغ ابني واذا هو مخبي عليكي الحته دي يبقي مش عايزك تعرفي .. وهو اكيد هيقولك بعدين..
وقف عمر وكذلك ايمان بجواره امام والديه في احترام وخشوع قائلا حقك عليا يا والدي انا غلطت في حقك
والده بأستنكار انت مغلطتش في حقي انا .. انت غلطت في حق بنت عمك ..
عمر وهو يركع امامه ويقبل يده وهي علي راسي من فوق وسامحتني .. ارضي عني انت كمان ..
نظر الحاج خليل الي ايمان فاومأت له برأسها ايجابيا فابتسم لها ثم اتجه الي ولده واخذه في احضانه اياه في حب واشتياق ..
تركه واتجه الي والدته ايضا ولم يلبث ان ينطق بحرف واحد حتي جذبته والدته الي صدرها وهي تذرف دموعها في شوق ولهفه وهو يقبل يدها هي الاخري ...
وبعد ان سامحه كل من والدته وايضا والدته وتريثا قليلا قال عمر في جديه وهو ينظر الي ايمان حيث كده بقه يا بابا .. انا بطلب ايد ايمان بنت اخوك من حضرتك ..
نظر الحاج خليل الي ايمان التي كانت تخفض وجهها في خجل شديد وقال برضه الرأي رأيها لو موافقه انا موافق .. لو مش موافقه براحتها وانا مش موافق .. قلتي ايه يا ايمان
ايمان بحياء يا عمي اكيد محتاجه وقت افكر واصلي استخاره الاول ....
قاطعها عمر پحده نعععععم يا اختي .. تفكري دا ايه
ايمان پحده مماثله
اه طبعا هفكر ولا انا مش زي اي بنت ولا ايه .. وبعدين اشوف ازا كنت لسه بتشك فيا ولا لا ..
عمر پغضب وانتي لسه متعرفيش .. لا دا انتي شكلك بتهزري معايا بقه .. عن اذنك لما تبقي تاخدي قرارك ابقي بلغيني
تركهم وغادر المنزل في ثوره عارمه والنيران ټضرب بصدره ..
ولما انتي يا بنتي لسه محتاجه وقت تفكري .. ليه بتعشميه وتجيبيه وانتي عارفه ان هو جاي علي اساس انك موافقه
وجهت الحاجه مديحه ذلك السؤال في لوم وعتاب الي ايمان التي كانت الدموع تراقص عينيها والله يا عمتو مكنش قصدي انا بس كنت بعاند معاه مكنتش متخيله انه هيتعصب كده .. وبعدين ده حقي فعلا حتي لو موافقه عليه وبحبه .. انا لسه مش ناسيه انه شك فيا وكنت بس عايزه اعرفه غلطه مش اكتر .. ده جواز يا عمتو .. افرض بعد الجواز شافني بتكلم مع واحد.. دماغه هتروح شمال علي طول وهيفكر ان في بيننا حاجه وممكن يكون ده سبب خناقنا علي طول دا اذا مطلقنيش .. انا بحبه يا عمتو بس خاېفه .. ومش عارفه
اعمل ايه
هبطت العبرات منها عنوه فاحتضنتها مديحه في حنان في حين نطق الحاج خليل انتي غلطانه يا بنتي .. كان لازم تاخدي قرارك الاول .. وياريت متستنيش اكتر من كده وكلميه علي طول وضحيله سوء التفاهم اللي حصل لأنك لو سبتيه هيفكر فعلا انك لسه بتفكري ومش مقتنعه بيه وده ممكن يخليه هو اللي يرفض ... والا مكنتيش جبتيه وخلتيه يتقدم لك .. هو غلط معاكي انا عارف لكن المفروض تكوني واخده قراراتك الاول وبعدين تنفذيها لو كنتي محتاجه وقت كنتي خديه قبل ما تروحي وتتكلمي معاه... مينفعش تعشمي حد بحاجه وبعدين تاخديها منه تاني .. كده بتكسري قلبه وخصوصا انه بيحبك وشافك الايد اللي اتمد له لما احنا بعدنا عنه .. ولو علي الخۏف .. الغي عقلك ده تماما وامشي ورا قلبك وتأكدي انه مش
هيضلك ..
تركت ايمان زوجه عمها واومأت لهم بالايجاب ثم غادرت الي غرفتها وهي تنوي السير خلف قلبها وتترك له العنان كما اخبرها عمها ..
حرام... حرام عليكم كلكم عشان مش راضيين تقولولي..!
قالت ذلك مرام في الحاح وحيره الي الحاجه هدي الذي قالت مطمئنه يا بنتي انا متأكده انه هيقولك ..
الله اعلم هو ليه مخبي عليكي .. بس انا اهوه بطمنك وبقولك انه كان ڠصب عنه وان لا عمره فكر ولا حب ولا شاف واحده غيرك ... واظن كده كتيير بقه ولازم تصارحيه بموضوع ابنه .. حرام عليكي انتي أنه يبقي عنده ولد وميعرفوش...
مرام في ضيق وحيره هو انتي مفكره اني محاولتش .. كتير والله فكرت اقوله بس يا اما صدفه تحصل أي حاجه وتمنعني .. يا اما انا اللي أتراجع في أخر لحظه وانا خاېفه
سألتها في دهشه تتراجعي ليه وخاېفه من ايه يا بنتي
اوغرقت عيناها بالدموع قائله في حزن خاېفه من عبدالله أوي.. مش متوقعه هيعمل ايه لو عرف .. انا يمكن كنت في الاول بعاقبه عشان سابني لكن دلوقت بعد ما بقيت شبه متأكده منه انه سابني فعلا ڠصب عنه وقد ايه هو بيحبني ووعدني انه مش هيسيبني تاني .. وانتي كمان بتقولي انه عمره ما حب حد غيري ولا لمس غيري .. خاېفه لما يعرف اني خبيت عليه ابنه بعد ما بقت العلاقه بينهم جامده قوي كده وهو بيحبه كل الحب ده وكذلك ادم بيعشقه وبيعتبره مثله الاعلي وانا مفهماه انه يتيم... عارفه. يعني ايه ابنه مفكر أن هو يتيم... دا مش بعيد لو عرف يطلقني بجد وياخد الولد مني ويسيبني تاني.. خاېفه يسيبني وانا ما صدقت لقيته
أومأت الحاجه هدي برأسها متفهمه في تنهيد ايوه يا بنتي .. انا فاهماكي .. ده ابني وانا عارفه أنه مستحيل يتقبل الصدمه دي وتعدي مرور الكرام...
مرام ماما .. هو انتي عرفتي انه ابن عبدالله عشان دومي بيقول علينا بابا وماما ولا هو فيه شبه من
عبدالله وهو صغير
الحاجه هدي بأبتسامه شبهه .. لا يا بنتي مش شبهه خالص .. دا هو عبدالله نفسه .. انا أول ما لقيته قدامي فكرت نفسي بحلم او مش في الدنيا لحد ما لقيته بينطق ويتكلم .. وقتها مكنتش مصدقه نفسي لحد ما قالي انه ابنكم ..
مرام امال ليه عبدالله لما شافه معرفش انه ابنه .. هو يمكن حس بيه وكل شويه يقولي ان حاسس ان في حاجه غريبه تربطه بالولد وده اللي كان بيخليني عايزه اقوله انه ابنه..
الحاجه هدي بأبتسامه لو انتي قصدك علي الشكل فعبدالله ابني عمره ما كان هيعرف ان ده ابنه .. احنا يا بنتي ايام زمان كنا فقراء قوي واتبهدلنا من بلد لبلد .. مكناش بنتصورو كل دقيقه زي دلوقت .. وعبدالله كان مش شايف نفسه ولا متدلع دا كان راجل شايل مسؤليه من وهو صغير .. متصورش غير هي مره وحيده وهو داخل المدرسه وحتي الصوره دي فضلت لحد الاعدادي ودخل بيها برضه .. يعني عمره ما هيعرف شكله وهو صغير ... لكن انا اللي عارفه وحافظه ملامحه وكل حته فيه كأنها لسه امبارح
نظرت الحاجه اليها في حنان وثقه قائله اطمني يا بنتي واعرفي ان انا واقفه جنبك وحتة انه يسيبك تاني دي مش عايزه اسمعها منك .. زمان يمكن كنت انا السبب انه يبعد عنك وفرقتكم عن بعض.. لكن دلوقت عمري ما هسمح له ابدا .. علي چثتي انه يسيبك ..
مسحت مرام دموعها وشعرت بشئ من الاطمئنان بداخلها فتابعت الحاجه هدي المهم دلوقت انتو رجعتوا لبعض ولا ايه ..
مرام بخجل ايوه هو احنا يعني .. اتصالحنا لكن ..
الحاجه هدي ايه .. لسه مرجعكيش لعصمته تاني
مرام لا يا ماما هو اصلا مكنش طلقني ..
الحاجه هدي امال في ايه .. انا عايزه حفيد تاني وفي اقرب وقت كمان ... ولا عبدالله موحشكيش
اطرقت مرام رأسها في
خجل وحياء بينما تابعت الحاجه هدي اسمعيني يا بنتي... موضوع
ابنك انا قلت لك هقف جنبك ومش هسيبك وهنختار انا وانتي اقرب وقت وهنقوله .. ودلوقت انتي تقومي لجوزك ورجعيه تاني وهاتولي حفيد تاني عشان انا ملحقتش ادم وهو صغير ..
ابتسمت مرام في حياء بينما لكزتها الحاجه هدي قائله يا بت قومي لجوزك وعوضيه عن سنين الحرمان اللي فرقت بينكم ووريله حبك وحنانك وشوقك ليه هو انتي لسه هتفكري
نهضت مرام علي الفور وبداخلها شوق دفين الي زوجها وهي تنوي تنفيذ ما قالته لها الحاجه هدي بعد ان اطمئنت الي امر الطفل ... ذهبت لتظهر لزوجها كم هي اشتاقت له ..
انت متأكد من الموضوع ده ولا بس مجرد شك
وجهت أولفت ذلك السؤال الي ناجي فردد بخفوت وتفكير مش عارف بس مش صدفه ان كل ما اجي اخطط او اعمل حاجه تفشل .. الا لو كان في حد مراقب كلامي وافعالي وتصرفاتي .. وايه علاقه عبدالله باللواء احمد السيوفي الا اذا كان في حاجه بتتدبر من ورايا ويكونو هما كاشفيني
اولفت طب وانت هتعمل ايه دلوقت .. وبعدين لو كاشفينك ما كان زمانهم قبضو عليك من زمان
ناجي لا مش بالسهوله
دي .. هما مفيش في ايدهم حاجه ضدي في مصر .. بس يمكن يكونو فعلا بيعملو عليا مؤامره
اولفت پخوف وانت هتعرف ازاي ..
ناجي مبدئيا انا غيرت كل ارقامي وطريقه تواصلي وعلاقاتي مع الكل لحد ما اعرف بيخططوا لأيه .. اما عبدالله بقه مش هعديهاله بالساهل وحسابه تقل اوي عندي
أولفت الاسبوع تقريبا خلص اهوه ومشفتش يعني ابنه جراله حاجه
ناجي هتشوفي .. اصبري
بعد محاولات كثيره من استجماع شجاعتها وترتيب كلماتها التي ستلقيها عليه .. تناولت هاتفها وقامت بالاتصال به ..
اييييه يا عروسه .. لحقتي تفكري .. مش المفروض لسه هتاخديلك كام يوم وتصلي استخاره وكده !!
عمر متكبرش الموضوع بقه .. والله ما كان قصدي بالطريقه اللي وصلت لك دي .. انا بس خفت
يبقي خلاص يا ايمان براحتك
يعني ايه براحتي
مش محتاجه كلام يعني براحتك .. اعملي اللي يريحك ولو انتي شايفه اني مش مناسب ليكي وخاېفه مني يبقي خلاص يا بنت عمي كل شئ قسمه ونصيب ودوري علي اللي هتحسي بالامان معاه
كانت كلماته تطعن فؤادها كالخڼجر التلم الصدئ .. لم تستطع نطق حرفا اخر بعد وهبطت دموعها علي الرغم منها وطال الصمت بينهم .. فنطق عمر..
طب انتي بټعيطي ليه دلوقت .. انا مش بستحمل دموعك دي ..
وهو انا .. افرق .. معاك .. يعني ..
تصدقي بالله انتي خساره فيكي الكلام .. انزلي يا ايمان انا لسه ممشيتش وقاعد في العربيه قدام الفيلا ..
لم تفكر في شئ اخر بل القت هاتفها علي السرير وحتي من دون ان تغلق المكالمه واسرعت الي خارج الفيلا تعدو خطواتها في لهفه وسعاده وكانها اشتاقت له ولم تره منذ زمن ..
ما ان خرجت من الفيلا وتقدمت الي سيارته وجدته يرتجل منها ويقف امام السياره وهو ينظر اليها ... تمثلت امامه وبادلته ايضا النظرات الي ان طال الصمت بينهم وهم ينظرون لبعضهم البعض كالمغيبين تماما عن الحياه .. تحدث عمر اخيرا .. ايمان .. لو مش موافقه عل......
نظرت له بتأثر وعشق وابتسامتها لا تزال مرسومه علي وجهها بشده فردد بخبث هاااا موافقه تتجوزيني ولا ايه
ايمان بمكر وضحك طيب افكر الاول وبعدين ابقي ارد عليك
ضحك عمر وكذلك ايمان وكاد ان مره اخري حتي ابعدته عنها قائله اي يا شبح في ايه .. انت حبيت الموضوع ولا ايه .. احنا لسه مش متجوزين وكفايه الذنوب اللي احنا خدناها دي استغفر الله العظيم يارب
عمر بضحكييقي خلاص يا باشا نعجل بكتب الكتاب والفرح لأني مش هقدر استني..
إيمان بضحك وإيماء نعجل يا باشا منعجلش ليه
في غرفه الاطفال داخل القصر الريفي كان كل من دومي وتمارا يجلسون كل منهم علي حده في سريره الخاص .. كانت تمارا بيدها طبق يحتوي علي قطع من الكيك الشهيه بالفراوله والكراميل والشوكولاااه .. هتفت تمارا تاكل معايا يا دومي .. في هنا كراميل من اللي انت بتحبه ..
دومي بتعب وارهاق لا شكرا مش عايز .. انا لعبت كتير مع بابا وعايز انام
تمارا انت بقيت بتنام كتير ليه يا دومي .. ومش بتلعب معايا زي الاول
دومي مش عارف بس حاسس اني عايز انام علي طول .. كلي انتي الجاتوه وانا هنام تصبحي علي خير ..
تمارا وانت من اهله ..
اخذت تمارا تتناول قطع الجاتوه بنهم شديد الي ان انتهت
منها جميعا وتناولت بعض المياه وذهبت في النوم هي الاخري ..
بعد ان القي تحيه المساء علي والدته الحاجه هدي توجه الي غرفته مباشره وما ان فتح بابها حتي وقف مذهولا وكأن عقله لم يعد بجسده وتحرر الي مكان اخر ..
وجد تلك الحوريه مره
اخري ترتدي نفس ذلك الفستان القصير الوردي الذي ذهب خطڤ عقله في المره الماضيه كما يفعل تلك المره ايضا ..
دي ليله تسوي كل الحيااه ..
ومالي غيرك ..
ولولا حبك اعيش لمين ..
حبيبي جاي يا اجمل سنين ..
اتاه صوت والدته بقلق تعالي يا عبدالله وهات مراتك كده بسرعه يا ابني ..
فتح لها عبدالله متلهفا خير يا امي !!..
الحاجه هدي بقلق انا يا ابني كنت رايحه اشوف ابنك .. قصدي يعني ادم وبعدين لقيته مبينطقش .. وكمان البت الصغيره ...
شعر عبدالله بالقلق عليهم واسرع يوقظ مرام التي نهضت في فزع ايه يا حبيبي في ايه
ناولها عبدالله ملابسها قائلا البسي
بسرعه .. الولاد شكلهم تعبانين !!
نطقت مرام في خوف ادم فيه ايه .. جراله حاجه
تعجب عبدالله قليلا من لهفتها تلك علي ادم فقط مع انه ذكرهما الاتنين معا ولكن لا وقت للنقاش الان فردد ايوه الاتنين .. امي بتقول الاتنين مبينطقوش ..
انتهت مرام من ارتداء ملابسها علي عجاله وذهبت مسرعه مع عبدالله الي غرفه الاولاد ..
دلفت الي الغرفه ووجدت كل منهم علي سريره ولكن لم تقع عينيها وتذهب لهفتها الا علي الصبي فأسرعت اليه تتفقده .. وضعت يدها علي جبهته وجدت حرارته مرتفعه بشده .. تفقدت
نبضه ولكن كان ضعيفا .. اعتصر قلبها من الخۏف وهي تصرخ الولد سخن جدااا .. هاتلي الحقن دي بسرررعه
عبدالله پخوف وحده شوفي البنت كمان مالها ..
اسرعت مرام اليها هي الاخري ولم تشعر بالبروده التي سرت بجسدها ولكنها وجدت شيئا ما يتدفق من فمها ..
تحسست نبضها فوجدته ايضا ضعيف .. فهتفت بقلق عبدالله الولاااد فيهم حاجه .. مش هقدر اعرف هنا هما فيهم ايه .. خلينا ننقلهم علي مستشفي بسرعه
حملت مرام تمارا وكذلك حمل عبدالله ادم واسرعا الي الاسفل متجهين الي المشفي القريبه ..
وصلا بعد وقت قليل اليها ومعهم الحاجه هدي التي صممت علي مرافقتهم ..
رحب الاطباء بتلك المشفي علي الدكتوره مرام ولكنها لم تنتبه الي اي احد منهم ولم يشغل بالها فقط سوي الاطمئنان علي اطفالها .. اخذ الاطباء منهم الطفلين وذهبا بهم الي غرف الفحص .. فقال عبدالله لمرامادخلي يا مرام معاهم عشان تشوفي فيهم ايه
مراء بأرتجاف وخوف وقلق شديد لااا مش قادره يا عبدالله .. مفيش فيا اعصاب ..
لم يحاول الضغط عليها بعد ما رأي تلك الحاله التي توصلت اليها .. كان يقف بالخارج هو وزوجته ووالدته التي لم يخلو لسانها عن الدعاء لهم وشفائهم من ذلك الابتلااء ..
خرج احد الاطباء وعلي وجهه علامات الاسف قائلا
انا اسف .. البقاء لله...
الفصل الرابع والعشرون
الجزء الثاني
حلقه 24
إن رأيتني معك فكن معي وإن رأيتني أتجاهلك فكن أيضا معي فربما هنالك حزن منك ولا علاج منه إلا بك..
اطلقت مرااام صرخه مدويه ابناي
ثم دفعت الطبيب بيديها لتدلف الي تلك الحجره التي يوجد بها الاطفال وهي تهرول داخلها لتقع عينيها علي طفلها الذي كان يسعل في ضعف وما ان رأي والدته حتي خرج صوته بخفوت ما..ما
ردد الطفل بضعف انا كويس.. يا مامي ..
قطع صړاخها عبدالله وينظر لها پغضب جامح ويدفعها الي الطفله التي تحول وجهها الي الزرقه الحالكه .. هوت مرام امام تمارا الجاثيه امامها وظلت تنظر اليها في صډمه شديده محاوله التعرف لما تحول وجهها وجلدها الي هذا اللون .. مدت يدها برجفه تتحسس عنقها لتجدها خاليه من اي نبض .. انهمرت دموعها وهي تتحسسها قائله پقهر وخفوت تمارا ..!!!!!
كان عبدالله للمره المليون يتعجب بشده من تصرفاتها العجيبه تجاه ذلك الطفل واخذ يسأل نفسه كثيرا لما تفعل لأجله كل ذلك منذ الوهله الاولي التي رأها معه .. كان يتردد بداخله اجابه ذلك السؤال في كل مره يراهم سويا ويشاهد تلك العلاقه التي تجمع بينهم والتي لم تكن سوي علاقه طفل بوالدته .. وليس بالتبني .. ولكنها لم تتزوج غيره فذلك يعني انه طفله ايضا !!! .. لااا وألف لاااا مستحيل ان يكون له طفل !! هو يعرف مرام جيدها من المستحيل ان يكون له طفل منها ولم تخبره به .. هي اكثر من يثق بها ويثق بحبها له ومهما فعل معها لن يصل بها ڠضبها الي ان يكون ذلك الطفل ولده وهي لم تبلغه بذلك .. نفي عبدالله تلك الفكره من رأسه علي الاطلاق مؤكدا لنفسه ان مرام لن تفعل امرا كهذا فهي اكثر من تعرف عبدالله حق المعرفه واقربهم لقلبه وهي اخر شخصا بالكون ممكن ان تأتيه الطعنه منها ...
وهو مازال غاضبا متعجبا من تصرفاتها البنت يا مرام هي اللي ماټت .. الولد عايش .. تمارا هي اللي ماټت
كانت مرام تبكي بحزن شديد ولكن بوتيره ولهفه اقل من تلك الحاله التي تملكتها من قبل حين ظنت ان الطفل هو من اصابه مكرووه ... اخذت تتطلع اليها جيدا ولكن هذه المره
كطبيبه وليست كأم .. تبين لها انها لم تمت فعل شئ سهل او هين من تحول لون جلدها الي تلك الزرقه الحالكه والتي مازالت تحت تتحول اكثر لتصل الي السواد .. شهقت مرام فزعه من رؤيتها هكذا ونظرت الي الاطباء ورددت پخوفاخدتو منها عينه ډم .. حد عملها تحاليل .. وصلتو لحاجه !!
تقدم احد الاطباء قائلا بالفعل يا دكتور ده حصل وحاليا التحاليل في المعمل لسه شغالين عليها ..
مرام پحده فين المعمل ده ..
حد يوصلني ليه ..
اومأ لها الطبيب بأيجاب وتقدمت معه ودموعها لم تتوقف عن الهطول وقلبها ېتمزق علي حال تلك الطفله البريئه التي فقدت حياتها في مثل هذا العمر ولكنها اصرت علي معرفه لما تلك الحاله التي توصلت اليها قبل وبعد مۏتها .. تلك الحاله التي ولأول مره تري مثلها ....
تركها عبدالله تغادر معهم ومازال عقله حائرا في تفسير تلك الدوامه التي تحدث حوله .. اتجه عبدالله الي الطفل يطمئن عليه ايضا .. سأل الطبيب بأهتمام هو الولد عنده ايه يا دكتور
ردد الطبيب بعمليه لسه التحاليل بتاعته برضه مطلعتش لكن الواضح جدا انها انيميا حاده .. سوء تغذيه شديد عمله فقر في الډم وده اللي جابله سخونيه نتيجه تكسير كريات الډم
عنده بشده ووصلته للحاله دي .. ممكن كمان يكون بيحس بدوخه وحاجته الشديده للنوم وان جسمه دايما همدان .. احنا اديناله فيتامينات كتير وخافض للحراره ومضادات حيويه وطبعا ده مع العنايه في البيت بالتغذيه والانتظام علي العلاج هيبقي احسن ان شاء الله ..
شكر عبدالله الطبيب ونظر الي الطفل فوجده يبكي في صمت وضعف عبدالله وهو يحمله ببطئ وعنايه كي لا يتلف شيئا من الابر الموصله به قائلا له في حنان انا مش هقولك متزعلش عليها ولا متعيطش .. لا ازعل وعيط وطلع كل اللي جواك .. لكن الراجل الحقيقي هو لما بيقع او بيتكسر بيقوم تاني اقوي من الاول .. عارف انها اختك وانك زعلان ومش مصدق انها بعدت عنك .. بس تعرف هي راحت مكان احسن من هنا .. راحت عند ربنا اللي هيعيشها في الجنه .. وانت هتحتاج ايه ليها اكتر من انها تدخل الجنه عند ربنا .. عارف انك كنت بتحبها بس هي في الاول والاخر روح ربنا جابها الارض وخدها تاني .. انت دلوقت لو فضلت علي الحال ده كتير ربنا هيزعل منك ومش هيدخلها الجنه .. انت عايزها متدخلش الجنه
هز ادم رأسه في نفي وضعف وبكاء قائلا لا .. عايزها .. تروح ..الجنه .. عند .. باباها .. ومامتها ..
احتضنه عبدالله اكثر مربتا عليه قائلا يبقي خلاص يا بطل .. يبقي دلوقت تدعي ربنا وتقوله يارب ډخلها الجنه وتقرالها الفاتحه .. حافظ الفاتحه
اومأ له دومي بالايجاب وفتح يديه كما اخبره عبدالله واخذ يقرأ لها الفاتحه ويدعو لها بأن تدخل الجنه مع والديها وتنعم بها ودموعه مازالت تتدفق علي فراقها .. اخذ يفعل مثله عبدالله علي الرغم من حزنه عليها ولكن الشعور الذي تولد بداخله تجاه ذلك الطفل وأمره كان يشغل الحيز الاكبر من مشاعره وعقله ..
التالون...!
رددت مرام تلك الكلمه پصدمه شديده وذهول اكبر بعد ان رفعت رأسها وبصرها من علي الميكروسكوب الطبي الموجود داخل ذلك المعمل.. ردد احد الاطباء قائلا حضرتك قلتي حاجه
استدارت مرام بجسدها ببطئ وهي تنظر اليه ومازالت مصدومه مما رأت .. فما دخل طفله لم تتعد العام السادس من عمرها ان يصل الي جسدها ذلك الفيروس اللعېن.. رجعت بذاكرتها الي السنه الماضيه من عمرها حينما كانت بألمانيا ومازالت تجري ابحاثا وتجارب حول انواع الفيروسات التي ممكن ان تصيب جسد الانسان ..
قبل سنه...
كانت مرام بصحبه ذلك العالم المشهور المدعي جيستين بألمانيا والذي نسب له دراسات متعدده في عالم الطفيليات وسلوكها وتأثيرها علي جسد الانسان .. كان في ذلك الوقت في زياره خاصه كعادته الشهريه
الي الجامعه التي عينت بها مرام كأكبر جراحه قلب واستاذه جامعيه مرموقه لها اسمها بها .. كان يجمعها به الاحترام والعمليه وكذلك الود والامانه العلميه .. كان يعتبرها كأبنته ويفخر بنجاحها وتقدمها التي وصلت اليه في مثل هذا العمر .. وكان ايضا معجب بشده لذكائها وفضولها الشديد للطفرات العلميه حتي وان لم تكن نفس مجالها ..
كانت تتحدث معه بالانجليزيه في تلك الليله
اتيت قبل مرور شهر هذه المره دكتور جيستون
جيستون بضحك ايزعجك ذلك
مرام بضحك متبادل لا ليس الامر كذلك ..ولكن اثار فضولي قليلا وانتابني بعض القلق .. انت لا تفعل ذلك الا بحدوث امر هام
جيستون بجديه نعم ولذلك طلبت منك البقاء بتلك الجامعه وانتظاري ..
مرام ما الامر سيدي !!
جيستون فيروس جديد .. ولكنه لعنه
جيستون هذه ليست ككل مره .. وهذا الفيروس
لم اري مثله في حياتي ابدا .. يختلف كليا عن اي شئ رأيته من قبل
مرام بفضول وقلق مثل ماذا
جيستون مثل انه يدخل جسدك في يوم ولن يظهر الا بعد سته ايام اخري .. لا يمكن لأي جهاز او فحوصات مهما كانت دقيقه ان تكشفه .. يدخل الي جسدك ويخرج بروحك بعد 6 ايام فقط .. ولا سبيل للخلاص منه
مرام پخوف وفضول ايضا كيف سيدي .. ولما يأخذ تلك ال ايام ولم نستطع كشفه .. وماذا عن مصله المضاد له
جيستون الم اقل لكي لعنه .. يدخل الي الجسد في اليوم الاول ولم يشعر الشخص بأي اعراض جانيه او ألم يصبح ذلك الفيروس غير مرئيا تماما اذا تم البحث خلفه .. الي ان يصل لدورته السابعه وبعد ذلك ينفجر بأعداد مهوله بعد ان يمر بدوره جديده كل يوم تنتهي باليوم السابع .. يتكاثر في اليوم الواحد بنسبه بليون الي خمسه بليون فيروس جديد ليكتمل في الدوره السابعه .. اربع ساعات فقط بعد انفجاره قادره علي ټدمير جسد الشخص بأكمله والذهاب به الي الچحيم ..
انتاب مرام الخۏف والريبه من ذلك الفيروس واخذت تدعو ربها بأن لا يصيب احدا في يوم ما .. فسألت سيدي .. ما اسم ذلك الفيروس وكيف عثرت عليه
اخفض العالم جيستون رأسه في اسف للأسف .. كان بالصدفه ..
وذهب اول ضحاياه الطبيب العالمي المرموق .. مشرفه يونس
يا دكتور ..!!
عادت مرام بذاكرتها الي الوقت الحاضر بعد ان انتشلها صوت الطبيب ... اجابته بحزن ايوه !
الطبيب كنت بسأل حضرتك .. وصلتي لحاجه .. احنا مقدرناش نعرف او نحدد ايه الكائن ده او حتي ايه سلوكه
هزت مرام رأسها بنفي وهي مازالت تحت تأثير الصدمه ولا انا ..
لم تنسي ذلك اليوم الذي رأت فيه ذلك الفيروس في مرحلته الاولي وكيف بدي لا شيئا امامها كالمياه تماما .. وفي مرحلته السابعه وهو يبدو في اقوي صوره له .. ولكن ينتابها سؤال وحيره شديده .. ما دخل تلك المسكينه الصغيره بالطبيب مشرفه يونس .. يمكن تصديق الامر علي الطبيب مشرفه فهو طبيب مشهور عالمي وسفير وله اعدائه .. ولكن تلك الطفله ما ذنبها كي يتغلغل بجسدها ذلك اللعنه .. كانت تتدفق الدموع منها علي الرغم منها وقررت الخروج لعبدالله وقص عليه الامر بأكمله فهو اكثر من سيفيدها برأيه .. لعل تجد لديه
بعض الاجابات لحيرتها تلك ..
قرر عبدالله الخروج والذهاب الي مرام لرؤيه الي ماذا توصلت وترك والدته بجوار الطفل مثل ما اصرت بعد ان علمت ان حفيدها مازال علي قيد الحياه..
بمجرد ما اغلق الباب خلفه ونظر امامه حتي وجد بعض الاشخاص يرتدون بدل سوداء وكذلك نظارات سوداء ضخمه ويبدو عليهم الهيبه والرياء قادمون بأتجاهه .. ظل واقفا مكانه ليري الي اين مقصدهم ولكنه صدم عندما وجدهم يقفون امامه ويخرج رئيسهم بطاقه صغيره من جيبه كبطاقه الهويه .. نظر عبدالله اليها واستطاع معرفه هويتهم وشعر بالقلق الشديد بعد رؤيتها ..
تحدث رئيسهم بالفرنسيه انت المدعو عبدالله احمد الحسيني !
اجابه عبدالله بأيماء وبلغه فرنسيه ايضا نعم .. ما الامر
الرجل انت قمت بزياره باريس منذ شهرين اليس كذلك
عبدالله نعم .. فعلت ذلك
استدار الرجل بجسده الي الخلف وهو يعطي الامر للرجال خلفه قائلا احضروه
شرع الرجال في تقييد يد عبدالله وهو لا يعلم اي شئ علي الاطلاق سوي ان هؤلاء الاشخاص من المخابرات الفرنسيه .. نطق عبدالله بأستفهام وشك ماذا فعلت .. الي اين تأخذونني
اجابه احدهم اصمت ايها اللعېن ولا تنطق بحرف قط .. هيا تقدم معنا
عبدالله بصوت اعلي مهددا الي اين .. توقفوا .. انا لم افعل شيئا
في نفس الوقت خرجت مرام متجهه الي عبدالله ولكن هوي قلبها بين قدميها وهي تراه مقيد بالاصفاد فصاحت في انفعال وخوف وهي تجري خلفه عبداللللللله ..
لف عبدالله رأسه اليها وهو مازال يمضي معهم قائلا اليها بسرعه مراام .. بسرعه اتصلي بأدهم وبلغيه ان المخابرات الفرنس.....
لم يكد عبدالله يكمل جملته حتي هوي احدهم برأس علي رأسه بضربه قويه افقدته وعيه .. صړخت مرام خلفه في فزع
وبعد مرور ثلاث ساعات بدأ عبدالله في استعاده وعيه قليلا ولكنه مازال يشعر پألم شديد حاول جاهدا ان يفتح عينيه ولكنه لم يستطيع بسبب تلك الغمامه السوداء التي كممت عينيه .. حاول ايضا تحريك يديه او قدميه ولكنه وجدهم كذلك مصفدين .. كل ما حاول ادراكه هو ذلك الصوت ره هيلوكوبتر .. وهنا تذكر امر الاشخاص من المخابرات الفرنسيه وظن انه بالفعل علي متن تلك الطائره المتجه الي فرنسا .. سمع صوت بجواره يتحدث بالانجليزيه وشعر بانه مألوف جدا اليه ولكن لم يستطع التذكر اين ومتي سمع ذلك الصوت .. حاول تحريك جسده قليلا كي يحاول التحدث معهم .. ولكنه لم يلبث ان ينطق حتي هوي احدهم مره
اخري علي رأسه وافقده وعيه ...
في احدي مراكز قنا كانت تصدع اصوات المكبرات بأيات القران الكريم في ذلك العزاء الذي يخص كبير تلك القريه الحاج النواصره الشامي .. كان يقف بالصفوف الاولي بالعزاء ابنه علي بجواره ابنه حمزه .. وكذلك اولاد اخوه ممدوح .. وكذلك ياسين ..ولم يكن ذلك اليوم الاول للعزاء بل عزاء يوم الاربعين له ...
بعد انتهاء العزاء جلس كل من علي وحوله ابنه حمزه وابناء اخيه ممدوح وياسين .. في بهو منزلهم الضخم ..
علي النهارده كان الاربعين بتاع ابويا زي ما انتو عارفين !! .. وكده مبقاش قدامنا حاجه تمنعنا اننا نرجع حقنا اللي خدته بنت يسر .. والحاج الله يرحمه هو اللي كان مانعنا من اننا نرجعه .. ونرجعها تاني ليدنا ونربيها علي الفجر اللي وصلتله ده ..
صاح حمزه بهم جري ايه يا أبا.. انت لسه بتفكر في الموضوع ده !!
.. ما تنساها بقه دي واحده اتجوزت ويمكن تكون شايله في بطنها ابن جوزها ..
علي پحده وصرامه اخرررس قطع لسانك .. ده حقنا ولازم يرجع وعمري ما انساها
حمزه بدفاع حقنا .. حقنا منين .. هي خدت حقها هي من ورث ابوها اللي كان بيملك نص الورث اللي عندنا .. زيها زي اي حد بيطلب ورثه من اهله ..
علي پغضب وهي طلبته .. دي خدته بلوي الدراع
بعد ما اتحامت بحته الظابط بتاع المخابرات ده .. فكر نفسه هيخوفنا كده !! .. دي كانت فاجره وعاشقاه واتحامت فيه .. اما هو ب جنيه هتاخد روحه ولا من شاف ولا من دري
حمزه بصيااح ولييييه يا أبا تعمل معاها كده .. هي راحت لحال سبيلها وخدت ورثها وهملتكم .. ليه تدورو وراها تاني وتقلبو في القديم
علي مااالنا يا ولدي .. دي لهفت منينا 10 ملايين .. وراحت مع عشيقها
حمزه مش عشيقها يا بووووي ده جوزها وجدي هو اللي مجوزهاله .. عايز منيها ايه تااني ..
علي پغضب عايز مالنا اللي خدته يرجع لينا تاني ويبقي ليك انت يا حمزه لما تتجوزها .. مش عايز تعبنا وشقانا يروح علي الارض .. دا غير ان سيرتنا من يوم اللي حصل بقت علي كل لسان .. اللي يسوي واللي ميسواش .. واللي مبيتكلمش قدامنا بيتكلم من وراانا .. عايز نربوها من اول وجديد
حمزه بأستنكار ومين قالك اني موافق اتجوزها .. ولا عايز حاجه من مالها .. ده حقها هي وبعدين انت ليه بتقول تعبناا .. وهو عمي حاتم الله يرحمه متعبش وشقي اكتر واحد فيكم عشان توصلو للي وصلتوله ده
علي وفي الاخر عمل ايه .. راح اتجوزلنا واحده مصراويه فاجره جابت له بنت فاجره زييها !!
حمزه بنفي شديد مهما قلت يا أبا انا مش هتجوزها حتي لو ده كان اخر يوم في عمري ..
علي بصرامه وحزم هتتجوزها يا حمزه ورجلك فوق رقبتك
حمزه پغضب اكبر وهو ېصرخ بوجهه مش هجوزها يا ابا ڠصب عنك .. واعمل ما بداالك ..
لم يكمل حمزه جملته حتي هوي والده بصفعه مدويه علي وجهه اهتز جسده لها وصاح علي پغضب غور من قدامي .. قليل الربايه ..
تركهم حمزه پغضب وذهب الي الخارج بينما استدار علي الي ابناء اخيه وهو يحاول تهدئه روعه ..
ممدوح هدي نفسك يا عمي .. انت عارف ان احنا معاك علي كل اللي تقوله
علي عارف يا ولدي .. وعشان كده .. لازم نبدأو نخططو من دلوقت ازاي نرجعو حقنا وترجعو اختكم تاني لطوعكم
ياسين معاك حق يا عمي .. احنا سكتنا كتير وكفايانا لحد هنا .. لازم اللي اتكسر يتصلح .. عشان نقدر نرفعوا راسنا قدام الخلق مره تانيه
وبداو في رسم مخططهم كالثعالب الذين تجردو من كل معاني الانسانيه وهم يعدوا خلف تقاليد وعادات مريضه ..
كان يجلس في مكتبه حين اتااه اتصالا فتناول هاتفه ينظر اليه مبتسما قبل ان يجيبه ..
خير ..
اسمها خير !! .. مفيش ازيك .. عامله ايه .... ليكي وحشه ..دا انا حتي بنت عمك و زي خطيبتك يعني
امممممم ..
هو ايه اللي اممممم .. علي فكره يعني انا مكنتش معاك من شويه ولا حاجه .. دا انا بقالي يومين مشفتكش ولا سمعت صوتك ..
وحشتك
لاا .. مش .. يعني .. عادي علي فكره انا بس قلت اتطمن عليك وكده ..
هههههههه طيب .. حتي لو موحشتكيش .. كفايه انتي وحشتيني
احم احم .. طيب انا يعني زي ما انت عارف يعني مرام عند اهل جوزها وانا مورييش حاجه .. ومعنديش مانع ولا معترضه نهائي اننا نخرج دلوقت نتغدي بره ..
هههههههه انت عارفه انا لو خرجت في الظرف اللي انا فيه ده ممكن اترفد ..
طيب .. خلاص بقه .. سلام ..
استني بس رايحه فين .. اقسم بالله شكلي هنطرد النهارده .. بس كله فداكي يا
قمر .. قومي البسي عشان كمان انا عاملك مفاجأه كنت مجألها بس شكله جه وقتها ..
بجد والنبي يا عمر
بجد يا قلب عمر .. يلا بسرعه وانا هشوف طريقه اخلع بيها .. بس خلي بالك هي ساعه زمن واحده هنتغدي مع بعض واوريلك المفاجأه ..
وربنا بموووت فيك يا عثل انت ..
قلتي ايه
احم احم .. لا مقلتش .. خمس دقايق واكون عندك ..
اغلقت الهاتف وقلبها يتراقص فرحا وبعد مرور 10 دقائق كان عمر يقف امام باب الفيلا ويضرب بزمور سيارته .. اسرعت ايمان تلتقط حقيبتها وتخرج اليه .. رأتها زوجه عمها تجري امامها فأستوقفتها قائله مالك يا ايمان .. بتجري زي الهبله كده ليه
اجابتها مسرعه خارجه اتغدي مع عمر .. ثم قبلتها علي خدها مسرعه باي باي يا تووحه
حينما خرجت ضحكت مديحه بشده قائله ربنا يسعدكم يا بنتي ويبعد عنكم ولاد الحړام ويهدي سركم
خرجت ايمان الي عمر فوجدته يجلس بالسياره بانتظارها .. فتحت الباب المقابل له وجلست بجواره قائله مستعده يا ريس .. يلا انطلق ..
عمر بضحك انتي عارفه انا عملت ايه عشان اجيلك .. بس ولا يهمك .. كله يهون عشان اشوف القمر اللي في ليله كماله ده !!
اشاحت ايمان بوجهها خجلا وتسارعت دقات قلبها وحاولت تصنع اللامبالاه قائله طب يلا يستااا عشان الوقت بيعدي والساعه قربت تخلص ..
عمر يا بت خلي عندك
ډم .. مفيش وحشتيني حتي !!
ايمان لما نتجوز هبقي اقولهالك ..
عمر تقوليهالي .. ورحمه امك لما نتجوز دي ما هخليكي تعرفي تنطقي حتي .. اصبري عليا
شعرت ايمان بالخجل الشديد قائله يلااا ياا عمر عشان جعانه كده عيب ..
وصلا كلا منهم الي مااك وطلبا أوردر الطعام ولكن فوجئ عمر عندما وجده ملفوف وكأنهم سيأكلون بالخارج ..
عمر بدهشه هو مين طلب الاوردر ده
النادل الانسه يا فندم
نظر عمر الي ايمانانتي يا انسه طلبتي ده!
هزت رأسها بإيماء ثم وجدها تنهض وتحمل تلك الامأكولات معها في حقيبتها قائله يلاا قوم ..
عمر بدهشه اقوم فين يا بنتي مش المفروض هنقعد نتغدي !!
ايمان انت قلتلي قدامك ساعه ودلوقت فات نص ساعه .. لو قعدنا ناكل هتخلص وانت مش هتوريني مفاجأتك ولا انا هقولك انا عايزاك ليه !
عمر مټخافيش انا هوريكي مفاجأتي عادي هي قريبه من هنا .. وبعدين انتي عايزه تقوليلي ايه
اللي انا عايزه اقولهولك برضه قريب من هنا .. يلا بينا بس هناكل في الطريق ..
نهض عمر علي الرغم منه وهو لا يدري فيما تفكر تلك المجنونه ولكنه كان سعيدا جدا بكل ما تفعله وايضا ذلك الوقت السعيد الذي يجمع بينهما ..
دلف كل منهم الي اتيليه خاص بفساتين الزفاف وكل منهم
يحمل ساندويتش من الفراخ المقرمشه بالكاتشب ويأكلان اثناء السير .. ردد عمر وهو يحاول الضحك انتي جايبانا هنا ليه .. وبعدين عاجبك منظرنا كده واحنا بناكل زي المفاجيع
ايمان بضحك ولا يهمك خلي راسك مرفوعه لفوق واوعي ثقتك تتهز في نفسك ..
قهقه عمر علي كلماتها وردد وربنا انتي مجنونه ..
رددت ايمان وهي تأخذ قضمه من الساندويتش قائله ميضرش برضه .. محدش ليه عندنا حاجه
استقبلتهم الفتاه العامله بالمركز وكادت ان ترحب بهم حتي وجدتهم علي تلك الحاله فكادت ان تضحك عليهم بينما نطق عمر قائلا پحده قليله نعم حضرتك .. خير .. بتضحكي علي ايه اول مره تشوفي حد بياكل !!
توقفت الفتاه عن الضحك وهي تنظر لوسامته وجاذبيته ايضا فلاحظت ايمان تلك النظره حتي رددت پحده مماثله ما ياريت تخليكي في شغلك وتركزي في اكل عيشك بدل ما تخسريه النهارده !
ضحك عمر بخفوت بعدما رأي غيره ايمان الواضحه عليه حيث انه لاحظ انجذاب الفتاه اليه .. تحدثت ايمان بلهجه امره للفتاه اتفضلي لو سمحتي انا شفت تشكيلات فساتين محجبات وصلت امبارح من باريس ..
الفتاه .. ايوه يا فندم وحضرتك تقدري تشوفي اللي بعجبك .. اتفضلي ..
ذهبت ايمان مع تلك الفتاه وكاد ان يذهب خلفهم عمر فأستوقفته ايمان قائله لا يا حلو .. خليك انت هنا .. واهدي كده عشان ليلتك تعدي علي خير . ..
عمر بدهشه وانتي هتختاري الفستان لوحدك
ايمان برخامه اه هختاره لوحدي مش انا اللي هلبسه ..
عمر امال جايباني معاكي ليه
ايمان عشان تدفع لأني معييش فلوس .. ههبم
لم تترك له مجالا للحديث اكثر من ذلك بينما هي دلفت الي الداخل واخذت تتطلع الي الموديلات العصريه لفساتين المحجبات .. استقرت علي واحدا منهم وطلبت من العامله ان تعده لها وايضا الفاتوره التي دفعها عمر ..
وصلا الي السياره وتسائل عمر بأستغراب وهو كمان مش مسموحلي اشوف الفستان .. دا اي الذل ده
ايمان معلش يا ابن عمي .. بيبقي فال وحش بعيد عنك .. المهم بقه فين المفاجأه بتاعتك ..
عمر حاالااا يااا قمرر
وصلا الي معرض كبير لبيع السيارات .. وما ان دلفا بداخله حتي رحب به
مدير المعرض بحفاوه فسأله عمر هاا .. طلبي جاهز
صاحب المعرض طبعا يا عمر بيه اتفضل
توجه عمر بصحبه ايمان وكذلك صاحب المعرض الي تلك السياره التي استقر عليها صاحب المعرض واخذ يعرضها عليهم .. كانت سياره علي الطراز الاوروبي يفتح نصفها العلوي بأكمله الكترونيا بشكل رائع لتناسب التغيرات الجويه المختلفه .. واكثر ما جذب ايمان هو ذلك اللون البنفسجي التي كانت طالما تعشقه .. سألها عمر بفضول ها يا قمر ايه رأيك .. عاجباكي !!
ايمان بفرحه كبيره حلووه قوي يا عمررر .. تجنن
اخذت ايمان تتفحصها باكملها في فرحه وسعاده عارمه وكذلك عمر الذي كان اسعد ما يكون لرؤيتها سعيده هكذا .. كانا يتبادلان نظرات الحب والفرح ولم ينتبها الي تلك العيون التي كانت تراقبهم في حقد وڠضب متوعده ..
بقه انت تضربني وتطردني وتيجي تترمي في وتجيبلها فستان وعربيه ..ورحمه اهلي لأندمك علي اليوم اللي فكرت تقف قصادي فيه .. وابقي اتفرج علي حرمك المصون هعملك فيها ايه
استيقظت داليدا من نومها بتكاسل شديد وهي تفرك عينيها ببطئ وتنهض من علي سريرها .. اعدت كوبا من النسكافيه وبعض الفطائر واخذت
تتناولهم في نهم حيث كانت تشعر بالجوع الشديد ..تناولت هاتفها لتري كم الوقت الان بعدما شعرت بأن الشمس توشك علي الغروب ..
وما ان فتحت هاتفها حتي وجدت رساله نصيه من يوسف مضمونها...
حبيبتي .. متزعليش مني .. انا
مسافر النهارده لأهلك وبأمر الله هرجع وانا في ايدي خلاصك منهم .. متزعليش مني مره تانيه بس كان لازم اخد الخطوه دي من زمان واسف اني اخدتها من غير ما اعرفك .. طيارتي الساعه 6 قبل المغرب.. هستناكي لو حابه تيجي توعديني ..
بحبك ..
ما ان قرأت داليدا الرساله حتي تملك جسدها الخۏف والارتجاف الشديد وهي تسقط الهاتف من بين يديها لتبدأ دموعها بالانهمار مردده في ألم وقهر ليه يا يووسف !!.. حرام عليك تحرمني منك .. انت مفكر انهم هيسامحووك !!.. عاااااااا .. ليييييه !! ..
ثم جففت دموعها مسرعه والتقطت مفاتيح سيارتها فقط واسرعت تقودها الي المطار فلم يتبقي سوي النصف ساعه علي السادسه ..
ما ان وصلت حاولت الدخول الي ساحه المطار ولكن الامن منعها من ذلك لعدم امتلاكها لهويتها .. تذكرت انها لم تأخذ من منزلها سوي مفاتيح السياره ققط ولم تتذكر امر الهويه او اي شئ اخر .. حاولت مجددا مع افراد الامن ولكن دون فائده .. حتي وان سمح لها احدهم لن يسمح لها الاخر ..
اخذت تجر قدمها الي حيث تصطف سيارتها وقلبها يكاد يبكي دما وهي تشعر بأنها لن ترااه مره اخري ..
جلست فوق سيارتها في الشارع وهي تنتظر تحليق طائرته في السماء والتي ما ان رأتها حتي رفعت يدها اليها في مشهد مؤثر وحزين للغايه وكأنها تمد يدها اليه ليأخذها معه وسط بكائها وشده انقباض قلبها ..
زي الفيديو اللي فوق كده دي كده يا جماعه شوفوه
وفي صباح اليوم التالي فتحت مرام عينيها وهي بالمستشفي تنظر حولها لتحاول تذكر ما الذي حدث حتي اطلقت صرخه ضعيفه حين تذكرت هؤلاء الذين القو القبض علي عبدالله ولا يبدو عليهم انهم من الشرطه المصريه .. حاولت النهوض ولكن لم تستطع بسبب اصتدام رأسها بتلك القوه فشعرت وكان رأسها تسقط منها علي الوساده علي الرغم منها .. كانت تجلس بجوارها الحاجه هدي وهي تحتضن دومي الذي تركها واسرع الي والدته مامي .. انتي كويسه
نظرت له وأومأت بضعف في حين تقدمت اليها الحاجه هدي قائله حمدالله علي سلامتك يا بنتي .. اي اللي حصل لده كله ... وفين عبدالله !!
مرام بضعف والدموع تتجمع بعينيها معرفش .. في ناس اخدوه ومش عارفه ودوه فين ..
الحاجه هدي پخوف وقلق شديد ناس مين دول .. وعايزين ايه من ابني!!
مرام پبكاء وقهر معرفش .. جيبيلي يا ماما موبايلي اتصل بأدهم .. هو اكيد عارف
ناولتها الحاجه هدي هاتفها التي اخرجته من حقيبتها بجوارها وهي تدعو ربها ان يحفظ ولدها من كل سوء .. قامت مرام بالاتصال بأدهم ولكن وجدت الهاتف مغلق .. حاولت مرارا وتكرارا ولكن لم تتلقي سوي نفس النتيجه ..
اخذت مرام تلتقط انفاسها بصعوبه وانتابتها نوبه خوف وفزع علي عبدالله وهي تتخيل حياتها من دونه وانها فقدته .. حاولت الصړاخ ولكن لم تستطع اطلااقه ... ما ان رأتها الحاجه هدي حتي صړخت مستدعيه الطبيب في حين اخذ يبكي الطفل في خوف وقلق علي والدته..
بيديه ولكن لا يجد حوله اي شئ يتمسك به .. فتح عينيه وهو يحاول استكشاف المكان من حوله ليجد كل شئ بدي له معكوسا وذراعيه مفروده علي مصراعيها في الهواء .. حاول تحريك قدمه ايضا ولكن شعر بجمود شديد يثبتها ويشل حركتها ليجد نفسه معلقا بجنزير ضخم من قدمه داخل مكان اشبه بمشفي قديم مهجور ..
جال بنظره الي الناحيه الاخري ليري ناجي ينظر له بتشفي وشراسه قائلا في تحدي واخيييرا .. يا ابن الحسيني ..
رس الخاص.. وريني بقه مين هينقذك من تحت ايدي !!.. المقدم ادهم !! هههههه كنت فاكر اني مش هعرفه .. ولا اللواء احمد السيوفي !! .. اهلاا بيك في چحيمي الخاص في الأردن
علي الرغم من الالم الذي شعر به عبدالله اثر ارتطامه ولكنه لم يظهر له ذلك واخذ يضحك بشده متهكما هو انت ايه المفاجأه الحلوه دي!
اكمل عبدالله ومازال مبتسما تعرف بجد متشكر اوي يا ناجي انك عرفتني قيمتي كويس وانك عملت كل ده عشان توقعني... أول مره في حياتي ابقي فخور بنفسي كده..
اضاف بسخريه جايبني بمخابرات فرنسيه وهجوم واقټحام وطياره هليكوبتر وخاطفني من بلدي لبلد تانيه ...ومكتفني بالشكل ده وانت حوليك اكتر من 15 راجل دا اذا كانو رجاله اصلا ..
قال جملته الاخيره والقي بنظره سريعه ولكنها كافيه بالنسبه له لحصد عدد رجاله ثم اضاف في ثقه وفخر وانتصار ما هو عشان تلعب مع الوحوش حاجه تقيله عليك برضه يا كافوري.. ولا ايه!
شعر ناجي بالاستفزاز الشديد والڠضب واسرع اليه مره اخري ولكن استوقفه حارسه الخاص رعد وهو يحدثه سيدي .. هلأ وصل الجزار ومعه مندوب SSG ...
ابتسم ناجي في ناجي في خبث وانتصار وتشفي وهو ينظر الي عبدالله ثم دفعه مره اخري پ
بينما خرج ناجي
وخلفه حراسه الي الخارج ليجد شخصا يرتدي نضاره طبيه وبدله رسميه ويبدو علي ملامحه فادرك انه فيليب أو كما يطلقون عليه الجزار ... وبجواره شخص اخر من نوع خاص ويبدو علي جسده الضخامه وعلي شخصيته الغموض .. اخذ ناجي يدور حوله في شك قائلا بالانجليزيه أنت مندوب ال SSG
الرجل اجل سيدي ..
لم يتحرك الرجل قيد انمله بل كان يقف كالصخر الثابت تحت يديه وهو يجيب بالروسيه الشيفره تكون TT6692
ترك ناجي يده وهو يبتسم وتقدم امامه وهو ينظر اليه مرحبا ما اسمك
اجاب الرجل بثبات
ميكيس... القنص ميكيس..
الفصل الخامس والعشرون
الجزء الثاني
حلقه 25
ليس الفؤاد محل شوقك وحده .. كل الجوارح في هواك فؤاد..
تقدم ناجي الي عبدالله مره اخري ووقف امامه في ابتسامه قائلا في سخريه عبوووده .. تصدق وحشتني في الدقيقتين اللي سبتك فيهم دول .. اصلك متعرفش انت بقيت غالي علي قلبي قد ايه !!
عبدالله بنفس السخريه عارف يا نااجي .. ما انا لو مش غالي هتكلف نفسك عليا قوي كده ليه .. عايز ايه يا ناجي !! ..
تقدم رعد اليه وضربه علي رأسه مره اخري فأفقده وعيه وتساقطت الډماء من رأسه وارتخت يديه عن عنق ناجي في خفوت وضعف بينما اخذ ناجي يسعل بشده اثر قبضته عبدالله التي كادت ان تقتله .. نهض ناجي من علي ذلك الكرسي وامر رعد فوقه .. مش عايزه يغمض ..
حاول عبدالله علي الرغم من ألمه رسم شبح ابتسامه فخر
وهو يلتقط انفاسه بصعوبه بالغه قائلا .. عمري ما هريحك ولا اقولك انا اعرف عنك ايه !! .. كنت متأكد ان تمسكك بمرام وانك تتذل قدامها ده اكيد وراه حاجه .. وراه دافع كبيير جابرك علي كده .. بس برضه مش هقولك .. ولا هتعرف ايه اللي ناويلك عليه ادهم ولا اللواء احمد السيوفي
اثار كلام عبدالله قلق ناجي فامسكه مره اخري مرددا في غل وڠضب انت ايييه يلاااا .. مبتحسش .. مراتك دي انا اللي هذلها قدامك وهذلك انت قبلها لما اعمل فيها كل اللي عايزه قدام عينيك وانت قاعد زي الكلب اللي مربوط من رقبته مش قادر يتحرك قدامي
صړخ عبدالله متوعدا اكثر طب ما تفكني وخلينا نشوف مين اللي هيبقي كلب تحت ايد سيده !!
ناجي بضحك شديد افكك !!! .. انت مش هتنزل من علي الجنزير ده غير وانت كوم جلد وبس .. دا انا من كتر حبي ليك جايبلك الجزار اللي مبيرحمش .. عشان بس تعرف اني بعتبرك قد ايه انت غالي عليا!!
حاول عبدالله استشفاف الكلام من بين شفتيه وهو مازال ينظر له مبتسما فتابع ناجي انت الجاني علي نفسك .. مش انت اللي عطلت شغلي في الصرح بتاع مراتك
ثم تابع بنبره تمثيليه متصنعا الحزن طب اعمل ايه !! .. الجماعه عايزين مني شغل .. اجيبلهم شغل منين دلوقت وانت معطل كل حاجه عليا .. طب حط نفسك مكاني وقولي اتصرف ازاي !! ..يبقي مقداميش غيرك يا عبوده اللي اخد اعضائه .. معلش انت تستحمل
وهنا قد وجد عبدالله اجابه لسؤاله الذي طالما كان يسأله لنفسه ولمن حوله .. علي الرغم من انه كان يشك بذلك الامر من قبل وان لناجي صله غير مشروعه يستفيد من مرام لأجلها واليوم قد تأكد منها .. ضحك عبدالله متهكما بينما تابع ناجي بتحدي وكراهيه بس برضه يا عبوده مش هوديك علي جهنم الا لما تقولي اللي انا عايزه ..
عبدالله بضعف وحقد هات اخرك يا ناجي معايا .. اما انك توصل لأدهم او اللواء احمد السيوفي عن طريقي ده مش هيحصل .. تعرف ليه
نظر له ناجي بترقب منتظرا اجابته فتابع عبدالله بسخريه لأني بحب اوي عنصر المفاجأه.. ومش عايز اضيع عليك المفاجأه دي .. عايزك تشوفها بنفسك ... عشان بجد هتتبسط اوي منها
امسك ناجي برأس عبدالله في ڠضب قائلا في توعد تمام .. انت اللي جبته لنفسك
ارتفع صوته بلهجه امره صارخا رررعد .. !!!
لبي رعد نداء سيده واحضر له سکينا تلتهب من شده الاحمرار .. تناولها ناجي وهو ينظر لعبدالله بتشفي قائلا مش عارف بتحب العند ليه طالما كده كده هخليك تنطق ..
عبدالله بنفس التحدي والاعتزاز لا انت ولا عشره زيك يقدرو يهزو شعره مني ..
ضغط عبدالله علي اسنانه بقوه شديده وناجي يضع السکين علي صدره العالي ببطئ شديد وهو يمرره عليه ليذيب جلد عبدالله الذي كان ينظر اليه في كراهيه وڠضب شديد والنيران تشتعل بوجهه وصدره ولكنه كان بتحامل كي يخفي المه والا يشعر ناجي بضعفه كان ناجي مصډوما من شده تحمله تلك فأخذ يزيد من قوته وهو غير مصدق تلك القوه التي يمتلكها وتلك النظره المطله من عينيه .. فأخذ يزيد من تشويه صدره بالنيران والډماء حتي فقد عبدالله وعيه وكاد ان ېقتله ناجي
..
اسرع رعد يوقف سيده قائلا باشا... متخليش غضبك منه يعميك .. احنا لسه محتاجينه.. هو اللي عنده لغز أدهم واللواء أحمد السيوفي
دخل روبرت اليهم قائلا بالانجليزيه تمت المهمه سيدي ..
الټفت اليه ناجي قائلا روبرت لما تأخرت !!
روبرت لدي اخبار كثيره سيدي .. منها السار ومنها المؤسف
ناجي بعصبيه اخبرني روبرت ... تحدث .. قل لي ما الامر !
روبرت الطفل لم يمت .. ابن ذلك الحارس مازال علي قيد الحياه .. ولكن الطفله التي تبنتها الطبيبه هي من ماټت
نهض ناجي بعصبيه شديده وصدمه اشد قائلا كيف !! .. كيف حدث ذلك .. ابن عبدالله مازال حيااا !!!!
روبرت نعم سيدي للأسف .. غلطه حمقاء ارتكبتها سمر
ضړب
ناجي يديه بالمقعد الذي كان يجلس عليه سممممر !!!... تلك اللعينه المجنونه .. لو لم اكن بحاجه اليها كي تنقذ امانتي لقټلتها علي الفور !!
روبرت الامانه لم يتبقي لها الكثير سيدي وستصبح جاهزه .. وحينها سنتخلص من تلك المجنونه .. فقط تحمل القليل من اجل امانتك
ناجي وهو يحاول تهدئه روعه قل لي ماذا بعد .. !!
روبرت علمت ايضا ماذا تريد معرفته من ذلك الشخص....
تهللت اسارير وجه ناجي في ترقب قائلا ماذا علمت ومن اين ..
روبرت من تلك اللعينه المجنونه سمر .. هذا الحارس كانت الدكتوره تحت وصايته منذ ان تركتها والدتها وټوفيت .. حملته والدتها وصايته كي يحميها من عمها الذي كان يعمل تحت حساب ماڤيا المتفجرات ووالد سمر اللواء السابق جلال الشافعي هو من كان يتولي القضيه ومعه ذلك الضابط ادهم .. لذلك ادهم يكون صديقا مقربا لعبدالله منذ ذلك الوقت .. حكم علي عبدالله بالسجن لمده سبع سنوات في چريمه قتل لأحد اقاربه....وخرج من السچن مع ذلك الادهم الذي عينيه لحراسه زوجته مرام كي يحميها منك لأنه يعلم كل شئ عننا .. ولكن الشئ الخطېر الذي لم تعرفه سيدي والذي توصلت اليه ان ذلك الحارس له اخ صغير قد تم قټله وتصفيته وذلك الحارس سيجن لمعرفه من فعل ذلك بأخيه ..
ثم ابتسم في خبث قائلا اتعلم من يكون اخيه
نظر له ناجي في استفهام وفضول شديد قائلا من هو !!!
نظر روبرت الي عبدالله في تشفي قائلا حمدي .. ذلك الشاب المصري الذي كان برفقه صوفيا واستطاع تصوير رجالنا جميعا وسرق بعض من مقاطع الفيديو الخاصه بعملنا .. الذي قضينا عليه بعد منذ بضعه اشهر وصفيناه بعد تعذيبه هو وصوفيا
قال تلك الجمله بفخر وبرود ولم يشعر اي منهم بڼار جهنم التي اشتعلت بعبدالله .. لا يمكن لأحد ان يتخيل احساسه في هذا الوقت .. تظاهر لهم بفقدان وعيه كي يكفو عن تعذيبه واستمع الي كل ما تفوهو به بدايه من اعترافهم بفشل مخطط قتل ابنه .. ذلك الطفل الذي طالما شعر به وبشئ قوي يربطه معه .. ذلك الطفل الذي لم يعرف به سوي الان وهو علي حافه المۏت .. لم يعرف به الا بعد ان كان سيقتل ونجي من تلك الچريمه بالخطأ .. ابنه من لحمه ودمه كان معه كل تلك الاشهر وهو لم يعلم انه ولده كيف استطاعت مرام فعل ذلك !! .. كيف لناجي ان ينتقم من طفل صغير حتي وان كان شيطانا فما ذنب تلك الاطفال!!! .. كان يتردد في اذنه تلك الجملته وتملكته حاله من الصدمه التي يعجز امامها اي انسان عن وصفها .. اخذ يستمع اليهم الي ان توقفت حواسه وكاد ان يشل جسده من هول صډمته التي القت علي مسامعه للمره الثانيه في هذه اللحظه .. كل الالم الذي شعر به من تعذيب لم يضاهي او يقارن بتلك البراكين التي اڼفجرت بصدره وهم يسمعهم يتحدثون عن مقټل اخيه بذلك الفخر .. والذي زاد من المه هو شعوره بالعجز وقله الحيله وهو معلق القدمين ومكتف الايدي بين هؤلاء الذئاب والثعالب ولم يقوي علي الاڼتقام منهم ولا يستطيع ان يظهر شيئا من الامه تلك كي لا يكتشفو انه مازال واعيا..
ظل ناجي يقهقه بشده وجنون وتبعه رجاله الذي من أن شاهدوه علي تلك الحاله حتي شرعوا ايضا في الضحك .. نظر ناجي الي عبدالله في تهكم وسخريه قائلا يبدو ان أولاد الحسيني مقدر لهم الخلاص علي يدي .. هما الاثنين ارتكبو نفس الاثم وسيدفعون نفس الثمن .. اشعر الان اني خلقت لقطع نسل عائله الحسيني ..
ثم تابع بسخريه اكبر وضحك مازلت اتذكر حمدي حين كنت اقتله وهو يقول سيأتيك من سيشرب من دمك ويأخذ بثأري منك ويدفعك ثمن كل قطره ډم نزلت مني .. ههههههههههه اهذا من كان يشير اليه .. الحارس الخاص ..
ثم فتح ذراعيه في استعلاء وتكبر صارخا حممممدي اين انت !!! .. تعالي الي هنا كي تري من اقسمت انه سينتقم لك .. تعالي لتري
خلاصه علي يدي مثل ما
فعلت معك لتعترف ان لا يوجد هناك قوه تستطيع منعي والايقاف بوجههي ..
اقترب منه رعد قائلا سيدي .. اتركه الان وعلينا الذهاب من هنا .. حينما هجمنا مره اخري علي منزل مسعد وعائله في باريس لم نجد له اي اثر قط وهذا يعني انه توجه الي مصر وبالطبع قص عليهم كل ما فعلناه معه هو وزوجته .. ذلك الضابط ادهم وكذلك اللواء احمد السيوفي لم يشكو لحظه في انك وراء ذلك .. اترك عبدالله لذلك الجزار ومنه سيتم تسليمه الي المندوب .. ونحن لابد ان نختفي من هنا بأسرع وقت ..
نظر ناجي الي عبدالله وهو يمسكه من شعره بغل وڠضب كان نفسي اطلع روحك زي ما طلعت روح اخوك بأيدي .. لكن معلش ما انا برضه هستمتع بالمليارات اللي هتيجي من ورا اعضائك الحلوه دي .. وابنك مش هيكون مصيره اقل منك او من عمه
ميكيس .. انا اعتمد عليك ..
قالها ناجي الي ميكيس وهو يخرج من ذلك المبني وخلفه رجاله رعد وروبرت فأومأ له ميكيس بطاعه قائلا لا تقلق سيدي .. كل شئ سيتم علي ما يرام
وما ان خرج ناجي مع رجاله حتي اخرج ميكيس سلاحھ وكذلك اللاسلكي الخاص به وارسل خلاله عمر .. يلا بسرعه اتحرك ..
ما ان سمعه فيليب او الجزار حتي صدم من لهجته تلك وتحدق بأستفهام بأي لغه تتحدث انت ..
ابتسم له ميكيس قائلا بلغه العرب ايها الحقېر
بسرعه البرق اخرج فيليب سلاحھ ورفعه في وجه ميكيس قائلا بتوعد وڠضب خائڼ مخادع .. انا من سيقضي عليك
لتستقر داخل كتفه واخري تستقر في ركبته فأسقطته ارضا .. ولكن لم تكن من فيليب بل كانت من سلاح عمر الذي كان يقف خلفه ويشاهده يرفع سلاحھ بوجه ادهم ..
امسك عمر بفيليب وجرده من كل ما يمتلك والقي به في سيارتهم الخاصه ېنزف ولا يستطيع الحركه.. ثم عاد الي ادهم مسرعا فزود كل منهم سلاحھ بكاتم للصوت ثم ارتدي كل منهم واقي للرصاص ..
عمر .. ركز معايا .. انت هتكون متأمن في الحته دي ..
اشار ادهم الي منطقه مرتفعه عن الارض بالقرب من السقف يصلون اليها بسلم حديدي مثبت .. ثم ناوله سلاحا رشاشا ضخم
تابع ادهم في جديه في جوه بالظبط 14 شخص .. انا اللي هدخل الاول وبعدها بدقيقه بالظبط نفذ ..
نفذ عمر ما قاله ادهم واستقر داخل المكان المشار اليه مستعدا بينما اخذ ادهم نفسا عميقا وسحب اجزاء سلاحھ مستعدا هو الاخر ..
دلف ادهم اليهم فتسائل رئيسهم !! .. هذا انت .. اين الجزار !
تحدث ميكيس و يتوجه الي عبدالله يفك قيوده بالغرفه الخارجيه .. سأنقل له تلك الچثه الي هناك
اومأ له الرجل بدون تعليق بينما توجه ادهم الي عبدالله وشرع في فك قيوده من الجنزير المعلق به ..
ولم يكد ادهم ينتهي من فك قيود عبدالله حتي استمع الجميع لأصوات نيران مدويه اصدعت بالمكان خارجهم .. هب جميع الرجال الي الخارج وبمجرد ان يخرج احدهم الي عمر ېقتله دون تردد..بينما ظل رئيسهم ولم يخرج واسرع الي عبدالله فتظاهر ميكيس انه سيخرج معهم فقال له الرجل ميكيس .. هناك شئ خطأ .. اسرع انت معهم وانا سأحتفظ بهذه الچثه
ما ان استمع عبدالله الي ذكر اسم ميكيس حتي فتح عينيه وخطڤ نظره سريعه اليهم وبسرعه البرق نهض من خلفه وأمسك برقبته وكسر عنقها في حركه قتاليه مفاجأه .. بينما نظر ادهم الي الرجال التي كانت تخرج من الباب فوجد ثلاثه منهم مازالو لم يخرجو بعد ونظرو اليهم حتي وجدو قائدهم ېقتل فأسرعوا وهو يوجهون اسلحتهم الي عبدالله واطلقو عليه النيران بينما احتمي عبدالله بچثه الرجل الذي كسر عنقه يين يديه في حين رأهم ادهم يصوبون نحو عبدالله حتي صوب هو عليهم واسقطهم ثلاثتهم ارضا ....
نظر ادهم الي عبدالله كي يطمئن عليه فوجد جسده يترنح ويلتقط انفاسه بصعوبه بالغه وكاد ان يسقط ارضا فألتقطه ادهم مسرعا صارخا عبدالله .. استحمل
يا صاحبي ارجوك ..
اخرج اللاسلكي وهاتف عمر عمر ..
عمركله تمام يا فندم
ادهم دور العربيه بسرعه انا جايلك
ولم ينتظر ادهم رد عمر حتي حمل عبدالله علي كتفه وخرج به مسرعا الي عمر الذي ادار السياره ودلفو جميعا بداخلها ...
وبعد ان سلمو فيليب الجزار الي السلطات كي يتلقي علاجه ويستطيعوا استجوابه .. ذهبو بعبدالله الي مكان اخر .. بعيدا عن الجميع ..
بعد مرور اسبوع..
حمدلله علي سلامتك يا عبدالله...!
نطق بها أدهم ما ان رأي عبدالله يفتح عينيه ببطئ ليجده يقف امامه وبجواره مرام تمسك يديه بحب وابتسامه كبيره مليئه بالدموع .. بادلها عبدالله تلك النظره ولكنها كانت خاليه من التعابير ولم تفهم مغزاها مطلقا ولكن فرحتها بعودته اليها كان اكثر ما يشغل تفكيرها وها هو يفتح عينيه مره اخري ..
نقل عبدالله بصره حوله
فردد ادهم متقلقش يا عبدالله انت في امان .. بقالك اسبوع هنا والدكتوره مرام هي اللي تولت رعايتك بنفسها .. احنا جيبناهالك مخصوص من مصر عشان كانت ھتموت وانت بعيد عنها
نظر عبدالله الي مرام مره اخري بتلك النظره المبهمه وهذه المره قد لاحظتها وانتابها بعض القلق منها..
ترك عبدالله يديها وحاول النهوض واعتدال جسده فأسرعت مرام تضع يديها عليه وكذلك ادهم فنفضهم عبدالله بعيدا عنهم وهو يستوقفهم بيديه ..
ابتعدا الاثنان عنه كما امرهم .. فتفهم ادهم غضبه ذلك وعرف انها لن تمر مرور الكرام عليه ..
نهض عبدالله واعتدل جالسا وهو يوجه نظره الي ادهم قائلا سياده المقدم المحترم.. ليه انقذت حياتي !
ادهم بحرج انت صاحبي يا عبدالله و......
عبدالله بنفي شديد وهو يستوقفه متقولش صاحبك .. انا مش صاحبك ولا عمري كنت صاحبك .. ولا انت مكسوف تقول انك كنت بتقوم بشغلك وان انا لو كنت مت مكنش هيفرق معاك لأن ده شغلك .. بالظبط زي اخويا .. عشان شغلك سبت ناجي ېقتله وحطيتني انا في طريقه عمال اخبط فيه ويخبط فيا ومستنيين نعرف مين فينا اللي هيقتل التاني في الاخر .. حطيتني معاه وانت عارف ان هو اللي قتل حمدي..
صدمت مرام مما سمعت ولكنها ظلت واقفه دون حديث فردد ادهم يا عبدالله انا معرفتش الا لما شفت الصور والفيديوهات اللي كانو علي اللابتوب بتاعه
عبدالله بتهكم قصدك اللي سرقتهم من فيلتي لما جيتلي بالليل
نكس ادهم رأسه ارضا قائلا انا كنت بقوم بشغلي فعلا يا عبدالله منكرش .. بس برضه انت متنكرش اني علي طول كنت في ضهرك ومأمنك و وراك خطوه بخطوه وده مكنش شغلي انا قلت لك قبل كده ان قضيتي ناجي وبس .. بس عشان انت صاحبي انا عملت كده .. اني احاول بأقصي جهدي ارجعك انت ومراتك لبعض ده مش شغلي .. انا كنت اقدر احميها واجيب لها اكفأ الظباط يحرسوها بس انا كنت عايزك انت عشان تفضل جنبها عشان حاسس بيك وعارف قد ايه انت اتظلمت في حياتك وهي كمان في خطړ ومحدش هيقدر يحميها بروحه غيرك.. وبعدين مين قالك اني سبت حمدي ېتقتل عشان شغلي هاا !!
نظر له عبدالله بترقب وكذلك مرام فتابع ادهم اخوك اول ما اكتشف ناجي وعرف هو مين واي اللي وراه جالي علي طول وبلغني بكل ده .. وقتها انا قلتله اني هشيل القضيه وهشتغل عليها انا ..وانت اخرج بره الموضوع عشان هما اكيد اكتشوفو اللي انت عملته ولو وقعت تحت ايديهم هيقتلوك .. قالي انه لازم يرجع عشان ينقذ واحده اسمها صوفيا وهي اللي ساعدته في كل اللي عمله في مقابل انه يخلصها من ناجي وتعيش حياه نضيفه الشهامه خدته عشان كانت بنت بلده.. قلتله اني برضه هنقذها وهرجعهالك وهوفي انا بوعدك ليها بس هو مصدقنيش وهرب من ورايا وراح لها .. مكنتش اعرف انه عنيد للدرجه دي ومبيفكرش وراح للمۏت برجليه .. اخوك هو اللي ضحي بنفسه انا مسبتوش ولا عمري كنت هسيبه
عبدالله پغضب ولو .. انت خبيت عليا ان ناجي هو اللي قټله ومرضيش تقولي ومحستش بيا ولا پالنار اللي كانت مولعه جوايا .. سبتني معاه وانت عارف انه
كان عايز ېقتل مرام .. كان بيديها سم كل يوم عشان يخلص منها وحاول اكتر من مره معاها بعدها انه ېقتلها .. انت رميتني في ڼار وقلتلي اطلع منها يا عبدالله .. حطيتني في قاع جهنم ومش راضي تمد لي ايدك وبتقولي انت بطل انت هتعرف تطلع وانا كنت بعافر بكل طاقتي عشان متحرقش فيها .. خسړت اخويا وكنت هخسر مراتي .. و اب....
بتر عبدالله كلمته فجأه وهو ينظر الي مرام وقال ممكن تسيبني شويه يا سياده المقدم مع حضرت الدكتوره ..
ادهم برجاء يا عبدالله افهمني....
عبدالله بصرامه سيبني يا ادهم بقولك...
خرج ادهم وتركهم معا ..
ما ان اغلق ادهم الباب خلفه حتي اسرعت مرام والقت بنفسها بين ذراعي عبدالله قائله بلهفه وحب واشتياق والدموع كانت تسبقها متزعلش منه يا عبدالله عشان خاطري .. انا مديونه ليه بحياتي انه انقذك حتي لو كان ده شغله .. انت متتخيلش كانت حالتي عامله ازاي لما شفتك راجعلي وانت سايح في دمك .. كنت حاسه ان انا اللي بټعذب مش انت .. وحشتني قوي يا عبدالله انا كنت بمۏت وانت بعيد عني وما صدقت رجعتلي تاني ..
ابعدها عبدالله عن صدره وهو ينظر اليها بنظرات بدت مبهمه الي مرام وقالبتحبيني ..
مرام پصدمه كبيره بعد ان توقفت عن البكاء ايه اللي انت بتقوله ده !! .. انت لسه مش عارف انا بحبك ولا لا .. !
عبدالله بسخريه للأسف اه مش عارف .. أو بمعني تاني عارف الاجابه بس مستني اسمع رأيك
مرام پصدمه اكبر انا مش فاهمه حاجه ..
اكيد بعد اكتر من 8 سنين لينا مع بعض مش هتيجي وتسألني انا سؤال زي ده !
عبدلله وعشان هما اكتر من 8 سنين لينا مع بعض جاي اسألك السؤال ده .. لأني بعد اكتر من 8 سنين أول مره اشك في حبك ليا
مرام وهي تقترب منه وتمسك بيديه في ترجي ودموعها تترقق عبده .. انت بتقول ايه بس !
عبدالله بلهجه قاسيه بارده ناجي اللي قتل تمارا..... طب تعرفي ان ناجي مكنش عايز ېقتل تمارا وكان عايز ېقتل الولد .. عارفه ليه !!
ادركت مرام حالته والي ما يرمي فأجهشت بالبكاء وهي تقترب منه وتمسك بذراعيه في ترجي وبكاء تمنعه من الكلام ولكن امسك بذراعها بقوه مكملا عشان عايز ينتقم مني .. عشان عارف انه ابنك انتي مش ولد يتيم .. عارف ان ادم يبقي ابنك .. وابني انااا ..
وارتفع صوته وهو يهزها پعنف قائلا بعصبيه ابني اناااااااا يااااا مراااااام .. فرصه يا ناااااجي تدوس علي عبدالله واللي جابو عبدالله .. عشاان مرااته الدكتوره المحترمه مخبيه عليا انه ابني
رفعت رأسها اليه قائله في صوت متقطع اثر البكاء والخۏف والله العظيم .. انا كنت .. حامل .. لما سافرت .. ومكنتش .. اعرف
امسكها عبدالله من ذراعيها واخذ يهزها بعنق وهو ېصرخ بها ومعرفتنيييييييش ليييييييييييه !!!!!! .. انطقي يا مرام .. ازاي قدرتي تخبي عليا .. شفتيني متعلق بالولد وهو كمان متعلق بيا .. كل مره اجي اقولك ان حاسس ان في حاجه بتربطني بيه !! .. مصعبتش عليكي .. من امته وانتي بقيتي بالجحود ده !! .. يبقي ابني في حضڼي وقدامي كل الفتره دي وميعرفش اني ابووه .. الولد جالي وهو مكسور وبيعيط وبيقولي عايز بابا وانا كنت واقف زي الصخر قدامه مش عارف اخده في حضڼي واطمنه اني ابووه .. ازااااي قدرتي يا مرااام ازاااااااااي !!
لم تقوي مرام من شده بكائها ونحيبها علي الرد عليه مما ازعج عبدالله اكثر وزاد من غضبه فصړخ مره اخري وهو يكاد يعتصر ذراعيها في يديه اتخرستي!!! .. انطقي .. ليه خبيتي انه ابني !! .. ازاااي يا مرااام ليييييه !!
صاحت به هي الاخري بين نحيبهاكنت خاېفه يا اخي.. كنت خاېفه تاخده مني وتسيبني
نظر اليها في استنكار غير مصدق فتابعت في حسره وألم امك رميتني في الشارع وانت اتخليت عني بعدها ومعبرتنيش في عز ما انا كنت مستنياك لقيتك باعتلي خبر طلاقي
.. وسبتني .. بتسألني مصعبتش عليا .. طب وانا مصعبتش عليك لما سبتني سبع سنين وانت عارف اني مليش حد في الدنيا غيرك!! .. هي دي وصيه امي ليك !!! ..
عبدالله بصړاخ ودهشه بالغه حتي لو بعد سبع سنين .. مش رجعت لك .. مش بقيت معاكي تاني وبشتغل عندك وتحت رجلك وبقولك شبيك لبيك معاليكي !! .. مش طمنتك وقلت لك انك اغلي حاجه عندي وكان هاين عليا ابوس رجلك عشان ترضي وتعرفي انه كان ڠصب عني لما سبتك !!.. مش وعدتك اني عمري ما هسيبك تاني !! .. اسيبك ازااي وانتي النفس اللي بتنفسه .. اسيبك ازاي وانتي الروح اللي انا عايش بيها!! .. حتي يا مرام في السبع سنين دول مكنتش بهدي ولا برتاح الا اما اعرف اخبارك كلها من حمدي .. كان كل فتره بييجي يطمني عليك هو الوحيد اللي كنت بشوفه في السبع سنين دول عشان مش عايز اسمع اخبار حد غيرك ..ولا اعيش علي حس حد غيرك لحد ما ارجعك تاني ..
ظلت تستمع له پبكاء بينما تابع هو بمراره مفكره نفسك ان انتي اللي اتظلمتي واتبهدلتي واني اتخليت عنك .. تعرفي انا قلت لك اني طلقتك ليه !! .. عشان احميكي وانفذ وصيه امك يا دكتوره حتي لو حساب حياتي وسعادتي .. لما عرفت العرض بتاع اولفت وانك تسافري معاها ملقتش احسن من الفرصه دي وبلغتك اني طلقتك عشان تسيبي مصر نهائي لأن سيف مكنش هيسيبك وانا كنت عاجز مش عارف احميكي .. خليتك تفهمي اني طلقتك حتي لو هتشوفيني وحش وندل وابن ستين كلب كل ده مفرقش معايا قصاد اني مخليش حد يمسك .. مفكره اني سبتك ورحت لواحده تانيه واني مبحبكيش .. كانت وصيه عمي اني اتجوز بنته قبل ما ېموت .. ايوه اتجوزتها بس ملمستهاش ولا قربت منها وبعدها بأسبوع بس رجعت لك انتي وسبت الدنيا هناك ټضرب تقلب عشان وحشتيني وبحبك وعمري ما شفت واحده ممكن تبقي في حضڼي غيرك .. تعرفي اني كل مره كنت بقرب فيها من الولد كنت بحس انه ابني وكنت ساعات بقعد اتأمله واحس انه في شبه مني وكنت بفرح اوي لكن برجع وازعل تاني لأني كان عندي يقين تااام.. يقين تام يا مرام وثقه مطلقه فيكي انك مستحيل
تكوني مخبيه عليااا .. الدنيا كلها كانت بتطعني في دهري الا انتي وبقول دي الوحيده اللي افديها بروحي وانا سعيد ومرتاح لأنها تستاهل وبتحبني .. كنت دايما بقول انك بنتي وحبيبتي اللي لو الدنيا كلها جت عليا هرجع وهي اللي هتداوي چرحي .. مش تبقي هي اكبر چرح في حياتي واكبر طعنه اخدها منها هي ..ادم يبقي ابني وانا معرفش غير بعد ما يتنقذ من المۏت بالعافيه .. كنتي هتسامحي نفسك لو ماټ وانا لسه معرفش انه ابني !! .. ليه يا مراام مقلتليش بعد كل ده انه ابني لييييه
ارتفع صوتها في مراره وحسره وحزن والله العظيم حاولت كتير يا عبدالله .. بس خفت تاخده وتسيبني وهو اللي باقيلي منك بعد ما خدت فرحتي وسعادتي وسبتني بعد ما طلقتني .. سبتني وانا معرفش سبتني ليه ومش راضي تقولي .. لو كنت جيت ودورت عليا كنت هتلاقيني وتلاقي ابنك وكنت هرجع معاك تاني واسامحك .. لكن حتي لما رجعت مكنتش تعرف انك جايلي وقابلتني صدفه وكمان مكنتش عايز تكمل معايا وقلتلي انك جاي في شغل وبس .. عايزني اقولك ازاي انه ابنك .. شغلك كان اهم من انك تدور عليا انا وابنك وترجعنا معااك !!.. انت اللي سبتني يا عبدالله مش انا ..
صړخ فيها بقوه وانفعال بالغ شديدسبتك عشان اتحكم عليا سبع سنين سجن.. كنت في السچن.. كنت مسجووون.. عارفه يعني ايه سجن!!
هوت الجمله علي رأس مرام كالصاعقه ونظرت اليه في ذهول شديد بينما اوغرقت عينا عبدالله بالدموع وهو يترك يديها ويهوي علي السرير خلفه ويضع يده بين كفيه قائلا پبكاء اتحكم عليا سبع سنين سجن ظلم .. سيف انتقم مني وزور الادله ولبست
القضيه ظلم عشان هو اللي ياخدك مني .. لقيت نفسي عاجز مقداميش حاجه غير اني افهمك اني طلقتك عشان احميكي منه .. قلت لحمدي يفضل معاكي وميسبكيش عشان يطمني عليكي ومكنتش بخلي حد يزورني غيره عشانك انتي بس .. واول ما طلعت من السچن اكتشفت ان اخويا اټقتل .. الوحيد اللي كان بيعرفني اخبارك .. مرضيتش اخليه يقولك اني في السچن عشان تفضلي عندك وتكملي نجاحك .. حتي لما خرجت مكنتش راضي ارجعلك عشان كنت شايف نفسي رد سجون وانتي دكتوره عالميه وارتباطك بواحد زي مش هيشرفك ورضيت ابقي حارس ليكي بس .. كل ده كان عندي مش مهم ومش فارق معايا قصاد اني اشوفك قدامي واملي عيني منك كل يوم وانك تبقي ناجحه وبخير .. مرضيتش اقولك عشان متبصيش ليا بطريقه انا مش هستحملها ومنك انتي تحديدا .. كنت بټعذب في بعدك عني مېت مره اكتر منك وانتي مفكره انك الضحيه واني المچرم ..
نهض عبدالله وهو يمسح دموعه قائلا في صرامه وهو يتجه الي الباب ويفتحه ليجد ادهم ينتظرهم وما ان رأه حتي اسرع ودخل الغرفه ليجد مرام تجهش بالبكاء فنظر اليها ثم الي عبدالله قائلا بأستفهام حصل ايه يا عبدالله !.. مالكم !!
وقف عبدالله كالصخر امامه غير مبالي بكل ما يحدث قائلا اليهم اظن كفايه اوي لحد كده .. كفايه اجي علي نفسي عشان حد ميستاهلش .. كفايه تنازل وتضحيه وعشم في ناس خسيسه .. طول عمري كنت بضحي واقدم حياتي لو اقدر عشان غيري .. واخدت ايه غير ۏجع القلب!.. مخدتش من قربكم غير خړاب لروحي..
ثم تابع في جمود الي ادهم ادهم باشا البطل الخارق .. متشكر جدا علي كل اللي عملته معايا سواء عملته عشاني او عشان شغلك .. ومن دلوقت ملكش اي دعوه بيا سواء من بعيد او من قريب ..
وجهه عبدالله نظره الي مرام الجاثيه ارضا وقال بنفس الجمود حضرت الدكتوره.. انتي طالق .. وياريت تتفضلي بره حياتي ومتورنيش وشك تاني.. وعشان اطمنك ابنك معاكي مش واخده منك
انتقل الي ادهم مره اخري بتقول انك تقدر تحميها وتوفر لها اكفأ الظباط .. طب يلا غورو بقه من وشي انتو الاتنين واهي عندك اهي مبقتش مراتي احميها ولا ۏلع فيها .. المهم تمحوني خالص من حياتكم ولا كأني كنت موجود فيها من الاساس
ثم تركهم وهم ان يخرج من باب الغرفه حتي استوقفه ادهم وهو يمسكه من ذراعه في قائلا في ترجي ورحمه حمدي يا عبدالله تستني .. انا خاېف عليك .. ناجي انا معرفش هو فين ولا ناوي علي ايه بعد ما غير ارقام تليفوناته .. انا عرفت مكانك ومشيت وراك لأني كنت مراقبك انت بعد ما عرفتش اراقبه لأني كنت عارف انه ھيأذيك .. ممكن ناجي يستغل انك بعيد عن مراتك وابنك وينتقم منك فيهم لأنه اكيد عرف انك لسه عايش ممتش وده هيخلي ناره اكبر من الاول .. خليك معاهم يا عبدالله انت اللي تقدر تحميهم
نفض عبدالله ذراعه من بين يديه
قائلا في انفعال وهو ېصرخ به سييييييبوني بقه في حاااااالي .. عااااايزييين مني ايييييييه تاااااني!!!! ... انت كنت مخليني زي الخاتم في صباعك .. احرس مرام يا عبدالله .. حاضر .. مش هقولك مين اللي قتل اخوك يا عبدالله .. حاضر .. خلص مرام من ناجي يا عبدالله .. حاضر .. دور بنفسك علي القاټل يا عبدالله وانت هتوصل .. حاضر .. حاضر .. حاضر .. مبقاش عندي حاجه تاني اقدمها خلاااص انا جبت اخري .. واخرتها اني ابني كان ممكن اخسره وانا مش عارف انه ابني عشان الهانم مش واثقه فيا ... بتقول انك بتحبني وزي اخوك صح !!
نظر له ادهم بترقب بينما تابع عبدالله في جديه قائلا احلفلي دلوقت انك مكنتش تعرف ان ادم ابني وانك اتفاجئت بالموضوع ده زيي بالظبط وانا مستعد ارجع لمرام ولأبني واسامحك ونبقي صحاب وحبايب
نظر له ادهم في مراره وحسره ونكس رأسه لأسفل في خزي بينما ابتسم عبدالله متهكما وردد
شفت .. عشان متبقاش تقول انك صاحبي واخويا .. انا اخويا اټقتل غدر وهو الوحيد اللي متأكد من انه كان بيحبني بجد .. سيبوني بقه في حالي
تركهم عبدالله وخرج من الغرفه ثم توجه الي الخارج بينما اسرع ادهم خلفه صارخا في ترجي يا عبدالله ارجع .. ناااجي مش هيسيبك .. وهيقتل عيلتك .. يا عبداللللللله ....
لم يستمع عبدالله الي اي هتاف من هتافاته بينما عاد ادهم الي مرام في حزن والم ليجدها تعتصر من البكاء والنحيب وهي في حاله من الذهول والصدمه الشديده التي تملكتها .. اسرع اليها ادهم وحاول مساعدتها علي النهوض بينما هي كانت ترردد بصوت متقطع بين شهيقها وصډمتها عب.. دالله .. طل..قني .. انا ..
ولم تكمل جملتها حتي فقدت وعيها وسقطت بين يدي ادهم ......الفصل السادس والعشرون
الجزء الثاني
حلقه 26
حين يسألونك عن الحب.. قل لهم مۏت بالبطئ ..فلا يوجد عاشق إلا وبكي..
لم تكن شيئا يوما ما بحياته.. علي الرغم من خۏفها الدائم من رده فعله ولكنها كانت تطمئن قلبها بأن مهما حدث لن يتركها مره اخري لم تكن تتخيل ان سيأتي يوما ليمحي حبها من قلبه بتلك الطريقه .. تلاشت احرفها بداخل حياته وكأنها لم تكن يوما مقبره حرف .. وتلاشي هو من امام عينيها ليتغلغل بأعماق قلبها وكأن عشقه كاللعنه التي لم ولن تحصل علي خلاصها منه .. مهما فعل تشتاق له حدثت نفسها مرارا وتكرارا بأن تتوقف غيره منذ ان كانت بالسابعه عشر من عمرها .. حياتها بدونه كئيبه حزينه توحي بالملل والخۏف واليأس .. ذلك الشتاء اللعېن لم ينتهي بل انهمر اكثر في تلك الليله التي اختفي فيها بدرها وكأنه ينهمر علي قلبها بالشوق لرؤيه وجهه فقط ولو من بعيد .. يبكي قلبها دما كلما تفكر بذلك السؤال.. اهذه هي النهايه !! .. بعد كل تلك .. فكلمه واحده منه كانت كفيله بأن تطمئنها وترمي بكل ما تحمله بداخل قلبها علي عاتقه وهي تسلمه مكنون عقلها كما سلمته قلبها وحياتها .. اكأنت غلطتها تلك المره لا تغفر ! .. أهو لم يخطئ معها حين تركها سبع سنوات وحيده تعاني مع هذا وذاك !! .. اكأن ذلك عقابها علي حبها له ! .. هي مثل اي امرأه عاشقه بل لم توجد امرأه بالعالم ان تصل بعشقها الي ذلك الحد .. خائفه من هجره لها مره اخري كانت تتمسك به بجوارها وكأن قربه منها هو اكسير حياتها .. هو لم يثق بحبها له وظن انها لن تتقبله بعد ان عرفت ماضيه وانه كان ليس سوي مسجونا .. حسنا هي من قالت ان المچرم يظل مچرما مهما فعل ولكنه حبيبها الذي ڼزف قلبها من وزوجها وابنها الذي ان كرهه العالم اجمع هي من ستظل تعشقه وبحاجه اليه اكثر من اي احد بالكون .. هو لم يكن عابرا بحياتها كي يظن انها لن تتقبله ان حدثها واخبرها حقيقه غيابه عنها .. لما لم يختبرها ويري رده فعلها ان قال لها انه كان بالسجن ظلما وها انا اعود اليك بعد نفاذ مدتي ولا اريد سوي حبك !! .. ايظن انها ستتخلي عنه !! .. ان ظن هكذا فهو ايضا لم ولن يعرف مدي حبها لها !! ..
مر شهرا كاملا وهي لم تسمع اي خبر عنه اختفي من حياتهم جميعا كما المره الماضيه بعد ان لفظها خارج حياته .. مضي ثلاثون يوما وخمس ساعات وثماني دقائق علي هجره لها .. مرت تلك الايام ولا احد يسألها كيف مرت او كيف ستمر الايام التاليه .. اصبحت ضعيفه بعد ان فقدت كثيرا من وزنها وتبدل حالها لتصبح الطبي لتمضي اكثر من عشر ساعات متواصله داخل عمليات جراحيه متتاليه دون كلل او فتره من الراحه ليتعجب
منها الكبير والصغير داخل تلك المشفي .. حاولت بعد الطبيبات الصغيرات الذين يتعلمن منها ان يتحدثن معها ويخرجونها من ظلمتها تلك ولكنها لم تكن تدع لأحداهن بأن تتمادي معها بأمورها الشخصيه لتقطع
اي حوار يدور مع اي احد منهن .. لن يفهما احد او يشعر بما تمر به لذلك تلتزم الصمت ..
كانت جالسه علي مكتبها في الصرح الخاص بها حتي دخل عليها ذلك الطبيب المدعو وليد ..
وليد حضرتك لسه موجوده !! .. دي الساعه داخله علي 12 بالليل والجو زي ما انتي شايفه رعد وبرق وشتا جامد .. معظم الدكاتره روحوا
لم تنتبه له مرام بل كانت شارده بمن هجرها وطلقها بكل تلك السهوله فتحدث وليد مره اخري بعد ان لاحظ شرودها .. دكتوره مرام !! .. يا دكتوره !!!!
رفعت رأسها اليه في هدوء وحزن ورددت ايوه يا دكتور وليد!! .. خير !! .. في عمليات تانيه !!
وليد بضحك من وقت ما حضرتك بقيتي بتنزلي بنفسك وتقريبا مفيش حد بيلحق يتعب .. والحمدلله كل العمليات ناجحه والناس كلها بتدعيلك .. احنا ذات نفسنا فخورين بيكي حضرتك
رسمت مرام ابتسامه لم تصل لعينيها قائلهالحمدلله ..
اومأت له بأبتسامه خافته والتقطت مفاتيح سيارتها التي احضرها لها ادهم بعد ما طلبت منه ان تظل بمفردها في كل شئ .. عملها .. طريقها .. مسكنها .. طوال ذلك الشهر وهي تعيش بشقه والدتها القديمه مع ولدها فقط بعد ان رفضت الذهاب الي الحاجه هدي مره اخري عندما الحت عليها كثيرا في هذا الامر ولكنها رفضت ولم تضغط عليها .. نهضت من علي كرسيها وشعرت بدوران يجتاح رأسها ولكنها تعلم ان ذلك من قله التغذيه فقط .. فكم اصبحت مهمله بنفسها .. توجهت الي دومي الذي كان نائما علي الاريكه بمكتبها .. شعرت
أنتفض الطفل وهو يجد نفسه ملقيا علي الارض وبجواره والدته .. اسرع وليد اليها بلهفه شديده وقلق واضح علي معالمه وهو يناديها ويوقظها .. تحسس نبضها فوجده ضعيفا .. حملها بين ذراعيه وتوجه بها الي غرفه خارجيه وخلفه الطفل يصيح بوليد وهو يسأله ويطمأن علي والدته وقلبه يكاد ينفطر من الخۏف والقلق عليها .. نادي وليد علي بعض الممرضات وشرعو جميعا في فحصها ....
ودلوقت ايه اللي هيحصل!.. هنفضل هنا لحد إمته!
صاح بها رعد الي سيده الذي كان يحتسي الخمر بجواره ولم يجيبه .. اتي اليهم روبرت من الخارج وهو يحيي سيده ويبثه اخر ما توصل اليه متحدثا بالانجليزيه سيدي ! .. لا يوجد اثر لعبدالله ولا احد يعرف اين هو الي الان .. والطبيبه لازالت تذهب كل يوم الي ذلك الصرح وتؤدي هي الجراحات بنفسها ويلتف حولها نخبه من تلامذتها المخلصين .. واستثنت جميع اطباء التشريح من هناك .. وكل الحالات التي تقوم بجراحتها تشفي علي اكمل وجه.. الي متي سننتظر ظهور عبدالله مره اخري !! .. وسنظل في الخفاء هكذا ! .. ان ظهرنا للمخابرات المصريه سيتم القبض علينا .. وان عدنا كي نحتمي بالوكاله سيقتلوننا .. هم يريدون ما لا يقل عن مائه عضو .. ماذا سنفعل! .. علينا ان نتحرك قبل ان يفضح امرنا ..
نهض ناجي من علي كرسيه وهو يزفر دخان سيجارته متحدثا بالانجليزيه بالطبع سنتحرك ولن نظل داخل هذه الصومعه الي وقت كبير .. اكثر ما يسيطر علي تفكيري هو .. اين عبدالله !!
اجابه روبرت بسخريه سيدي .. ما فعلناه في المره الماضيه معه ليس قليلا .. لابد انه خائڤ من الجميع ولم يقوي علي الظهور امام احد و....
قاطعه ناجي لاااا .. انت لا تعرفه الي الان .. هو ليس ذلك الشخص علي الاطلاق.. رأيت بعينيه نيران مشتعله ستحرق الاخضر واليابس ان اخرجت وتحررت من داخله .. هو ليس ذلك الجبان الذي ان تعرض له احد بسوء ينحني امامه .. بل يصبح كالاسد المفترس الذي يطيح
به ويفترسه بمخالبه الفتاكه .. علينا الحذر جميعا منه ولا احد يستخف بقوته او ذكائه .. ولكن علينا اخراجه من مخبأه أولا ..
رعد وبما تفكر سيدي ! .. كيف سنخرجه !
ناجي بتفكير روبرت .. انت اخبرتني ان مرام وطفلها يقطنون بتلك الشقه في مدينه المعادي اليس كذلك !
روبرت اجل سيدي .. تعود اليها كل يوم بالمساء وتخرج بالصباح الي ذلك الصرح ومعها طفلها ..
الټفت ناجي الي روبرت ورعد ونظر اليهما بعينان ثاقبه قائلا استخدموا ارقاما جديده لربما قد يتوصلو الي القديم قريبا .. واخبرو اطباء التشريح بأن يبقوا مستعدين لأوامرنا .. سنضرب ضربه العمر هذه المره .. سأخبركما بمخططي .. انصتا جيدا ونفذا ما أمركم به بدقه .....
علي الرغم من ان الوقت تجاوز السابعه صباحا الا ان الغيوم واصوات الرعد لم تتوقف ولم تشرق شمس ذلك اليوم وظل الهواء البارد يلفح الجو ..
فتحت مرام عينيها وهي تشعر بالبروده فجذبت ايمان الغطاء عليها ليستقر علي صدرها وذراعيها ورددت في ابتسامه حنونه صباح الفل علي احلي دكتوره في الدنيا .. قلقتني عليكي يا قمر .. بقه كده متقوليش لميمو حبيبتك انك بتنزلي كل يوم ! .. طب يا ستي لو حتي مش عشان الصحوببه والاخوه اللي بيننا .. مش المفروض انا مديره اعمالك والمفروض اكون مسؤله عن كل حاجه
اشاحت مرام وجهها للناحيه الاخري وهي تشد الغطاء اكثر عليها مردده في خفوت سيبيني لوحدي يا ايمان ارجوكي .. انا مش عايزه حد معايا .. قومي انتي روحي انتي عندك فرحك بتجهزيله ومينفعش تفضلي
لفت ايمان وجهها اليها في ضيق علي فكره انتي متخلفه اصلا .. لو فكرتي اني سايباكي عشان فرحي فانتي غلطانه .. اصلا الفرح اتأجل وعمر تقريبا مبشوفهوش غير كل اسبوع مره .. شغالين علي قضيه سي زفت ناجي ومش فاضيين يتنفسو حتي سواء هو أو ادهم او كل اللي شغالين معاهم..
نظرت ايمان خلفها فوجدت ادم يرتجف من شده البرد فجلبت لها بطانيه صغيره ووضعتها عليه ثم اتجهت الي مرام مره اخري ورددت في تنهد ليه يا مرام سايبه نفسك كده ! .. انتي شفتي جسمك بقي عامل ازاي ! .. شفتي وشك اللي بقي اصفر ومخطۏف ولا تحت عنيكي اللي بقي شبه المدمنين ! .. انتي بتعملي في نفسك كده ليه ! وعشان مين !
مرام پقهر وكسره وألم عايزه ايه يا ايماان !! .. ما تسيبيني بقه ملكيش دعوه أعمل اللي اعمله ولا انشالله حتي اموت .. انا اصلا مش فارقه مع حد ولا عايزه حد ..
مين !! .. دا اكتر حد وثقت فيه في الدنيا وفكرت ان مفيش حد حبني قده.. انا مش فارقه معاه ونساني ورماني تاني .. اكتر حد سلمته قلبي وحياتي وعمري كله وقلتله انا من غيرك اضيع بس هو مهتمش وعادي جدا انه يبعد عني .. زي ما يكون اتعود ان اسهل حاجه يعملها هي البعد .. زي ما اكون رخيصه قوي عنده قاطعتها مرام بحسره ونحيب وألم
ليه دايما في بعد ! .. ليه مفيش اتنين بيحبو بعض يفضلو مع بعض علي طول ! .. ليه ميلغوش قرار الهجر ده من قاموسهم ! .. ليه كل واحد فيهم ميحسش بالتاني وان في حد حياته بتقف علي بعده ! .. ليه محدش فيهم عني انا بمۏت بالبطئ !! .. معقوله مش حاسس بيا دلوقت وعارف ان انا بټعذب وهو بعيد عني !! .. مش
الرغم منها ايضا فهي اكثر من يفهم مقصدها بتلك الكلمات .. رددت مرام بين ذراعيها بنحيب اكبر سابني سبع سنين واستحملتهم بالطول بالعرض مهما كان اللي حصل فيهم فهما خلصوا وهو بقي معايا مره تانيه.. دلوقت ليه يبعد عني تاني كده ! .. ليه مفكر ان بعده عني حاجه سهله يا ايمااان ليييه !!
ربتت ايمان علي ظهرها في حنان بينما تابعت مرام عايزاني اتغير وافوق لنفسي .. طب عشان مين ! .. تفتكري في حد في الدنيا ممكن يرجعلي حياتي تاني غيره !
أمسكت ايمان بذراعيها وهي تتحدث بجديه اه يا مرام في .. في ابنك اللي قدامك ده .. بصي كده علي منظره .. شايفه بقي ضعيف ازاي ومكسور ! .. شايفه حالته عامله ازاي ! .. تقريبا بقي زيك بالظبط .. لا بياكل ولا
ايمان عرفت ايه يا بنتي! .. دا المستشفي كلها عرفت .. حرام عليكي يا مرام ولادك تعملي فيهم كده !
اشاحت وجهها بحزن قائله ولاادي ! .. ولادي اللي مكتوب عليهم يتولدو ويتربو من غير ابوهم !! ..
ايمان بتفهم اعذريه يا مرام .. اللي مر بيه مش شويه .. زي ما انتي مكسوره منه هو مكسور منك بالظبط بس هو اكتر.. كسره الراجل مش زي الست يا مرام الراجل مبيتكسرش ولو اتكسر انتي بنفسك شوفتي العواقب.. ساعات الواحد بيبقي ڠصب عنه طاقته نفذت ومبقاش فيه حيل يقدم اكتر من كده .. بس انا متأكده انه عمره ما هيسيبك ولا يسيب ابنه .. واوعي يا مرام تخبي عليه موضوع انك حامل وتكرري غلطتك مره تانيه !
مرام بضعف هو يرجعلي بس وانا مش هخبي عليه اي حاجه تاني ومش هزعله مني ..
ايمان بثقه وتأكيد والله هيرجع .. وانا واثقه ومتأكده من اللي بقوله ولو انتي مفكره انك مش فارقه معاه .. فأنا عارفه قد ايه انتي غاليه عنده ومهما عملتي مش هيقدر يبعد عنك وشوقه هيرجعه تاني ليكي .. انتو اللي بينكم مش شويه يا مرام عشان ينتهي كده بسهوله
نكست مرام رأسها لأسفل في دموع بينما جففت ايمان دموعها تلك وهي تردد بقولك ايه ! .. انا هنزل اجيب لنا فطار وهنفطر
انا وانتي وادم والنونو اللي في بطنك ده .. هنفطر كلنا مع بعض واياكي اسمع كلمه لا.. والا عبدالله مش هيسامحك فعلا لو خليتي عياله زي المتشردين كده من قله الاقل .. كفايه انتي بقيتي متشرده
ضحكت مرام بضعف فرددت ايمان ايوه يا شيخه كده اضحكي خلي الشمس تطلع في اليوم التلج ده
نهضت ايمان وهي تضع هاتفها بجيب بنطالها اسفل فستانها قائله معلش بقه مجبتش معايا شنطه دومي رد عليا
قبل ما اجيلك واتلبخت ومجبتش حاجه معايا ..
مرام بفكاهه ويا تري لسه موبايلك صامت ولا حذفتي الخاصيه دي !
ايمان وهي ترفع يديها بوجهها قائله لا مسمحلكيش .. انا موبايلي صامت وهيفضل طول عمره صامت ..
اخذت تحاول الاتصال به لعل هناك اي امل جديد ولكن يصدمها الواقع المرير بانغلاق الهاتف بوجهها واخبارها انه لم يتم تشغيله الي الان .. زفرت في حنق وهي لا تدري الي متي سيستمر هذا الالم .. ألم يأتي الوقت بعد كي تنتهي من تلك المعاناه .. !!
هبطت ايمان الي الجراج الخاص بالسيارات كي تستقل سيارتها وتذهب بها الي الخارج ولكنها صدمت من ان سيارتها تم حصارها من الأربع جوانب بسيارات اخري .. تمتمت في ضيق وحنق دا مين الاغبيه اللي راكنين الركنه دي ! .. ايه مفيش مخ خالص .. وربنا ﻷوريكم
لم تكد تتقدم خطوتين الي الامام حتي وجدت من يحدثها بصوت رجولي من الخلف خير يا انسه متضايقه ليه
التفتت له ايمان لتجده رجلا مهذبا يرتدي بدله رسميه فرددت في ضيق العربيات دي بتاعت مين حضرتك ! .. ومين ما كان يعني خلاص مفيش عقل ولا تفكير عشان يركنو ركنه زي دي ويقفلوا علي عربيتي ..!
ضحك الشخص قائلا انا اسف دي عربياتي انا وصحابي وكنا مستعجلين .. احنا دكاتره في الصرح هنا وكان المفروض نسجل حضورنا الاول عشان كنا متأخرين .. ودلوقت نازلين اهوه عشان نعدل الركنه ..
ثم اشار الي ثلاثه رجال اخرون كانوا قادمين اليهم قائلا اهو جم اهم .. وكل واحد هيعدل عربيته
ايمان بأبتسامه مهذبه تمام متشكره جدا بس ياريت بسرعه عشان مستعجله
اومأ له الشخص بهدوء واشار الي زملائه بأشاره معينه فتصنع كلاهم ان كل واحد منهم سيتوجه الي سيارته خلف ايمان في حين ردد الشخص امامها كي يشتتها متقلقيش يا انسه .. دقيقه بس وحضرتك هتقدري
بعد أذان المغرب مباشره مع تلك الظلمه الحالكه في الاجواء حاولت يمني مرارا وتكرارا الاتصال بأدهم كي تطمئن عليه تدرك جيدا ماهيه عمله وتقدر تعبه واخلاصه له .. فهي نعم الزوجه والصديقه لزوجها ولكن كان قلقها يزداد في هذا اليوم دونا عن غيره.. لا تدري اذا كان ذلك القلق بسبب تغير الاحوال الجويه هكذا أم بسبب اشتياقها لزوجها وتمنيها وجوده معها في هذا الوقت !.. كان يخبرها دوما ان شعرت بالخۏف من المكوث بمفردها فلتذهب الي منزل الحاجه سماح في الشقه المقابله لهم فهي جارته منذ اكثر من 15 عاما وجمع بينهما الود وأﻷلفه حيث كانت والده ﻷحد شهداء عملهم وتعتبره بمثابه ولدها .. ومنذ ان تزوج ادهم بها اخذها وعرفها عليها والتي رحبت بها بشده واعدتها هي الاخري بمثابه بنتها وشعرت يمني بأنها تعوضها
حبيبي اخيرا سمعت صوتك ! طمني عليك بقالي اربع ايام مشوفتكش !
اتاها صوته متقطعا بسبب تلك الاحوال الجويه التي شوشت علي شبكه الاتصالات...
يمني .. مش سامعك كويس .. الشبكه وحشه جدا .. متقلقيش انا هرجع اشوفك النهارده بس متأخر شويه .. خليكي عند الحاجه سماح وانا هاجي اخدك لما ارجع ..
بالكاد استمعت يمني له وكادت ان تجيبه ولكن قطع الاتصال بينهم فجأه .. استمعت الي صوت الرعد بالخارج
انتبهت الحاجه سماح الي صوتها الذي تعرفه ظهرا عن
قلب فاستدارت اليها قائله في حنان وهو البرد هيعمل ايه في واحده عجوزه زيي يا بنتي ! ..
ضحكت يمني وهي تجلس بجوارها قائله دا مين دي اللي عجوزه ! .. دا انا في واحد لسه مكلم ادهم جوزي
قهقهت الحاجه سماح بضعف وهي تردد الله يفرح قلبك يا بنتي ويسعدك انتي وجوزك قادر يا كريم ..
يمني اللهم امين يا ست الكل .. انا جيت اتطفل عليكي شويه لحد ما جوزي يرجع من الشغل .. واتمني اني اكون متطفله خفيفه علي قلبك ..
الحاجه سماح اتطفلي انتي بس كل يوم وملكيش دعوه .. علي قلبي زي العسل .. وياريت كمان لو تكملي تطفلك وتتعشي معايا النهارده .. انا عملت صينيه بشاميل بأديا وكنت مستنيه بنتي وولادها بس الظاهر كده مش هتيجي بسبب الجو ده وحتي مش عارفه اكلمها.. شكلها كده هتبقي من نصيبك انتي وجوزك
رددت الحاجه سماح بضحك قومي يا مفجوعه هاتي صينيه المكرونه من الفرن وخلي بالك عشان سخنه
نهضت يمني بالفعل واتجهت الي المطبخ واحضرت الصينيه في ضيق لاحظته الحاجه
سماح فتسائلت ايه يا بنتي مالك !
يمني بجديه مصطنعه معقوله مش واخده بالك وانتي بتكسري عادات واعراف الشعب المصري .. معقوله في مكرونه تتاكل من غير بانيه !! الله يسامحك
يمني وهي تنهض قائله طب هما مش بيحبوها انا بحبها .. انا كنت عامله فرخه النهارده هروح اجيب نصها .. أو كلها علي حسب مش عارفه انا ممكن أكل قد ايه .. دقيقه وراجعه لك يا جميل ..
ذهبت يمني الي منزلها ونهضت الحاجه سماح ايضا وهي تتوجه الي المطبخ في ضحك علي تلك المجنونه وهي تتحرك ببطئ كي تحضر اطباقا ومعالق وسکين لتقطيع الصينيه وبينما هي في مطبخها استمعت الي
عادت الي منزلها مره اخري واخذت تتحسس الي موضع هاتفها الي ان التقطته وقامت بألاتصال علي ادهم الشقه مفتوحا علي مصراعيه .. دلفت بداخلها وهي تبحث عن يمني بجميع الغرف وتنادي عليها ولكن المنزل كان فارغا تماما فعادت الي منزلها والقلق يكاد يفتك بقلبها علي تلك المسكينه في انتظار ادهم الذي اخبرها انه سيعود في تلك الليله ...شعرت بالعجز الشديد حيث لا تعرف عنوان مقر العمل الخاص بأدهم ولا تقوي علي الذهاب بمفردها الي خارج منزلها ..
ذلك الالم مره اخري بفقدها ليمني الذي اعدتها اكثر من ابنتها ...
مر كل ذلك الوقت وانتهي اليوم وهي لم تأتي اليها كما اخبرتها منذ الصباح .. انشغلت بالعمل داخل الصرح من عمليه الي اخري طوال اليوم .. وفي الدقائق المعدوده التي تفرق بين عمليه واخري كانت تجري اتصالا بها ولكن لا من مجيب .. لا تدري ماذا تفعل أو بمن تتصل تذكرت انها اخذت رقم زوجه عمها مديحه في تلك المره التي زارتها هي وعبدالله ..فقامت باﻷتصال بها واخبرتها ان ايمان اتت لزياتها منذ الصباح وخرجت لاحضار الفطار لهم ولم تعد اليها مره اخري .. شعرت زوجه عمها بالقلق الشديد واخبرتها بأنها لم تعود الي
قامت بألاتصال بأدهم كي تخبره ليخبر هو عمر ويطمئنها بأي شئ فأجابها ادهم ولكن التغطيه كانت رديئه جدا بمنطقته ولم تستطع سماع اي كلمه منه....
وانها لربما ذهبت مع عمر .. شرعت تهندم من ثياب ولدها الذي ما ان تطلعت عليه بتركيز وجدته اصبح نحيفا ايضا وذبل وجهه من قله التغذيه بجانب الانيميا التي كانت تنهش من دمه يوما بعد يوم .. شعرت
ادم مسح بيديه دمعه والدته التي هبطت منها قائلا بحنو انا مش بحبك ټعيطي يا مامي .. انا بزعل لما بشوفك بټعيطي ومبعرفش اعمل ايه عشان متعيطيش ..
احتضنته مرام مره اخري في شوق وهي ټشتم عبيره الذي يذكرها بحبيبها البعيد قائله كل ما تلاقيني بعيط تعالي احضڼي كده وانا مش هعيط تاني .. اتفقنا !
اشتد ادم من عناق والدته وهو يردد ببراءه اتفقنا يا مامي .. يلا عشان نرجع ناكل وتعمليلي كريب وجاتوه واهم حاجه تاكلي معايا لأنك لو مكلتيش انا كمان مش هاكل..
قبلته والدته علي وجنته بحب وحنان قائله حاضر يا روح قلب مامي .. يلا بينا ..
استقلت سيارتها وعادت الي منزلها مع طفلها واخذت تعد له الوجبه التي طلبها وبين الحين والاخر تقوم بالاتصال علي هاتف عبدالله علي الرغم من انها تدرك جيدا بعدم الرد أو الاستجابه ولكنها كانت ترضي فضولها وشوقها اليه بهذه الطريقه ..
بعد ان استقل المصعد الكهربائي وضغط علي زر الدور الرابع قاصدا التوجه الي منزله اشتاق لزوجته كثيرا وتمني لو يلقي ويزيح عن عاتقه تلك الالام والهموم .. علي الرغم من انه سيظل لمده لا تتجاوز الاربع ساعات فقط وسيعود لعمله مره اخري ولكنه يري ان تلك الاربع ساعات فتره كافيه كي يريح ..
ما ان وضع قدمه امام باب شقته حتي اتاه اتصالا من ذلك الطبيب المدعو وليد .. تعجب ادهم من اتصاله به في هذا الوقت فقد تجاوزت الساعه الثانيه عشر منتصف الليل .. كان يود لو ان يرفض ذلك الاتصال ولا يجيبه خائڤا من يكون هناك امرا طارئا يستدعي حضوره وهو لا يريد سوي الراحه ولو لبضع ساعات وجيزه .. ولكن يظل عمله في المقام الاول دائما ولذلك اجاب علي اتصاله ..
ادهم بيه .. في حاجه غريبه بتحصل هنا في الصرح .. الدكتوره مرام مشيت وبعدها لقيت الدكتور خليفه جااي ومعاه 6 دكاتره تانيين كلهم تشريح .. والدكتور خليفه امر دكاتره كتير انهم يمشوا حتي بتوع النباطشيه وانا كمان كنت من ضمنهم .. انا مش عارف اعمل ايه !!!
تحدث ادهم بعصبيه بعد ان تبدلت حالته للڠضب الشديد وقال بصوت مرتفع...
أوعي تمشي يا وليد اتحجج بأي حاجه علي ما اجيلك .. مسافه السكه هكون عندك .. حاول تمنعهم يا وليد دي أرواح ناس .. انا جاي
حالا ..
كان صوته مرتفعا وهو يتحدث بعصبيه الي ان وصل للحاجه سماح التي خرجت اليه ببطئ
شديد وهي تصرخ به كي تمنعه من الذهاب فأدركها وعاد اليها مره اخري مسرعا وهو يلتقطها كي يمنعها من السقوط أرضا .. تحدث ادهم بقلق قائلا حاجه سماح .. حاسبي هتقعي ..
هوي قلب ادهم بين قدميه بعد ان استمع اليها وشعر بالخۏف والذعر الشديد وهرول مسرعا الي شقته دافعا بابها بقدمه وتحرك بداخل الشقه بأكملها باحثا عنها .. ولكنه لم يجدها بأي غرفه من الغرف .. وقف بمنتصف الشقه وهو يمرر يده علي شعره في حنق شديد وقله حيله صارخا بأسمها بأعلي قوته .. يمنننننننننننني
بينما هو يقف مكانه وجد اتصالا اخر من وليد فظل ينظر الي الهاتف وهو وﻷول مره يشعر بذلك العجز الشديد .. اين ذهبت زوجته ومن ذلك الذي تجرأ علي فعل ذلك معه ! .. أهو عدو له من بين اعدائه الكثيره بسبب عمله أم شخص اخر .. ايذهب بحثا عنها بدايه من نقطه الصفر الي ان يتوصل اليها .. أم يذهب لأنقاذ هؤلاء المړضي الذين ستنتهي حياتهم لا محاله بين ايدي ناجي وعصابته .... !!
واخيرا تناول قسط من الراحه في ذلك العمل المرهق الشاق .. اراح ظهره علي مسند كرسيه ورفع قدمه علي مكتبه في ارتياح واسترخاء تام .. وكعادته الدائمه تأتي صاحبه عيون الزيتون علي باله فشعر بأنه اشتاق لها بشده .. هذا اليوم الخامس الذي لم يسمع صوتها به أو يراها .. نهض من علي مكتبه وتوجه يري نافذه مكتبه غلبه شوقه اليها ووصل الي نقطه معينه داخل مقر عمله يعلم انها مهما حدث يوجد بها تغطيه .. وما ان استقر بها حتي وجد رسائل كثيره من والدته ومكالمات لم تصله .. ولم يلبث ان يتصل بها حتي وجدها هي
انتفض عمر فور سماع تلك الكلمات من والدته ليشعر بالخۏف يتمكن بكل أوصلته ..
لم يجيب والدته بل اغلق المكالمه مسرعا وقبل ان يقوم بالاتصال علي ايمان وجد اتصالا من رقم اخر لم يظهر هاويته سوي private number
رفض عمر ذلك الاتصال وبينما وجد رقم ايمان وكاد ان يضغط علي زر الاتصال حتي عاد ذلك الرقم واتصل به مره اخري ليجيبه عمر بضيق شديد ونبره مرتفعه...
يووووووووه عايز ايه !!! انت مين اصلا مش كنسلت عليك مره !.. خلي عندك ډم ومترنش ..
وجد عمر ذلك الصوت الرجولي يقهقه قائلا ..
وقعت تلك الكلمات علي أذنه كالصاعقه وكأن عقله شل عن التفكير كليا ...
دلف اليه اللواء احمد السيوفي قائلا عمر !! .. انت هنا وانا بدور عليك !! .. يلا بسرعه اتحرك معانا ادهم مبيردش وانت اللي هتروح الصرح دلوقت ..
من ناحيه ايمان وذلك الشخص الذي يحدثه وما ألقاه علي مسمعه ومن ناحيه أخري عمله وتلك الأرواح الذي أومر بإنقاذها....
ضمت طفلها اليها في حنان فتمسك الطفل بعنقها ووضع رأسه علي
صدرها وذهب في ثبات عميق فضمته اليها اكثر وهي تفكر بوالده وتشعر وكأنها تضمه هو من شده اشتياقها له .. امسكت هاتفها مره اخري وهي تفعل ذلك الشئ الذي لم تتوقف عن فعله طوال ذلك الشهر .. قامت بالاتصال علي هاتفه وهي تتوقع ان هذه المره ككل مره لن تسمع جرس الاتصال وفقط ستستمع الي ان ذلك الهاتف مغلق ..
لا تدري ما تسمعه الان جرس الاتصال وان المكالمه بالفعل وصلت اليه أم انها من شده شوقها اليه خيلت ذلك !! .. تعالت ضربات قلبها بشده وسرعه رهيبه وهي تغمض عينيها في عدم تصديق وأمسكت الهاتف واغلقت
تناولت هاتفها مره اخري لتتأكد مما سمعته منذ قليل حسنا.. ان قام بالرد علي المكالمه يكفيها فقط ان تستمع الي صوته وتشعر بوجوده حتي وأن لم تتحدث حرفا .. ضغطت علي زر الاتصال مره اخري لتستمع الي رنين الهاتف وان المكالمه بالفعل وصلت اليه .. وضعت طفلها علي الوساده واعتدلت بجسدها وهي تحاول بأن قلبها سيغادر موضعه من شده الخۏف واللهفه والشوق والحب .. والحنين ..
ماااااا ماااااااعااااااا ...
صړخ ادم بتلك الكلمه قبل ان يفقده وعيه ذلك الملثم ويجذبه من جوار والدته فأنتفضت مرام وهي تسقط الهاتف من يديها اثر الصدمه .. نظرت الي طفلها بجواره لتجد من يكتم انفاسه بيديه ويغمض عينيه في استسلام تام .. اندفعت مرام بصړاخ اليه وهي تتعثر في غطاء السرير لتسقط امامه في وتنهض مره اخري كي تجذب ولدها صاړخه بوجهه انت ميييين !!! .. سييييب ابني .. عاااااايز منه ايييييييييه.... أددددددم !!
قهقه ذلك الشخص الملثم وهو يقول بالانجليزيه نحن لن نأخذ الطفل بمفرده .. سنأخذك انتي ايضا معه يا .. طبيبه القلوب
رأسها من الخلف ليسقطها ارضا هي الاخري وتوصد عيناها مردده وهي في حاله اللاوعي .. عبد .. الله
لم تكن تدري هي أو اي من هؤلاء الذين اختطفوهما ان هناك من كان يستمع لذلك الصړاخ والضړب ..
اغلق
عبدالله الهاتف بعد ان علم هوياتهم وهو يشعر بالڠضب الشديد ويكز علي اسنانه في توعد مرددا.....
انت كده بتلعب پالنار معايا .. وشكلك لسه لحد دلوقت متعرفش مين هو ابن الحسيني ولا محضرلك ايه !!!!!
الجزء الثاني
حلقه 27
في هذا الوطن يأتي الفرح علي استحياء .. ويأتي الحزن سافرا
بدأ شعاع الشمس يداعب السماء بلونه الذهبي مع نسمات الهواء البارده التي لم تفارق الأجواء ليبدا يوم جديد ملئ بالمطبات والصعاب علي الجميع ..
كان يجلس اللواء احمد السيوفي علي مكتبه في انتظار مكالمه هاتفيه من ذلك الضابط الذي كلفه بأمر الذهاب والقبض علي هؤلاء المجرمين وايقاف تنفيذ عملياتهم داخل الصرح الطبي الخاص بمرام .. لم يكن يريد ان يذهب هو بالتحديد الي هناك خوفا من لقائله مع مرام بعد ان علم انها تذهب الي هناك كل يوم وتجري العمليات بنفسها .. أو بمعني اخر لم يكن يريد ظهوره اليهم في هذا الوقت كان يتمني ان لا يضطر لأخراجه الا بعد انتهاء قضيه ذلك المدعو ناجي وكذلك بعد استقرار الامور بين عبدالله ومرام وانتهاء المشاكل التي تحيط بهم ..
ولكن اليوم كان مضطرا لذلك حيث لم يجد سواه بعد ان رفض عمر وادهم في الذهاب الي هناك واتمام عملهم .. علي الرغم من موقفهم ذلك يعد عصيانا ﻷوامره ويمكن ان يتم تنفيذ اقصي العقوبه عليهم ولكنه يأخذ من اللواء جلال طيبه قلبه واحتوائه لتلامذته واعتبارهم بمثابه ابناءه .. وايضا ﻷنهم اﻷن في وضع صعب حيث يتعلق الامر بزوجاتهم فألتمس لهم عذر رفضهم مبررا انه لو كان بموضعهم لفعل مثلهم .. كان يشعر بالقلق الشديد في ذلك الوقت خوفا من ان تري مرام ذلك الضابط ولم يدري ان مرام وطفلها في عالم اخر بعيد عن ذلك الصرح ..
قطع تفكيره رنين هاتفه فألتقطه مسرعا واجاب متلهفا
هاا .. طمني !
كله تمام يا باشا .. متقلقش.. ربع ساعه ويكونوا كلهم عندك ..
يعني ايييييييييييييه !!!! .. بقالكم اربع ساعات مش عارفين توصلوا للمكان !!
صړخ عمر بتلك الجمله الي ثلاثه من مهندسي الكمبيوتر الذين كانوا يعملون بأقصي جهدهم للتوصل الي مكان هاتف ايمان الذي كان فقط يعطي جرسا دون الاجابه علي المكالمه .. تحدث احد المهندسين پخوف من صړاخ عمر قائلا بتلعثم يا عمر باشا .. المكان اللي الموبايل فيه عليه شفره ومش عارفين نخترقها ! ..
عمر بعصبيه شديده اماااال انتو شغلتكم ايييييه !!! .. انتو عارفين انكم بتشتغلوا مع المخابرات .. يعني مفيش في قاموسنا كلمه منعرفش .. كلكم هتروحوا في داهيه لو مصلتوش للمكان
تحدث شخص اخر من الثلاثه قائلا برهبه يا باشا الاجهزه اللي عامله تشويش للمكان هناك أول مره نشوفها او نتعامل معاها !! .. عمرنا ما اتعاملنا مع حاجه زي دي قبل كده وفعلا مش عارفين نخترقها
توجه عمر اليه وبكل عصبيه أمسكه من ياقته مسددا له لكمه قويه ادت الي ڼزيف اسنانه قائلا انت
هتستعبط يا انت مبتشتغلش معانا عشان تقولي معرفش .. اتصرررررف ..
ردد الشخص بين يديه وهو يحاول خلاص نفسه من بين قبضته قائلا صدقني مش عارفين فعلا .. بس الخبير ممكن يكون عارف .. هو مفيش حاجه بتقف في طريقه .. انا متأكد انه هيعرف يوصل ..
تركه عمر وهو يتحدث متلهفا هو فييين !! .. وازاي نوصله !!
تحدث الرجل هو في اجازه لمده يومين .. بس لو كلمناه هيرجع بسرعه ..
أمرهم عمر بالاتصال به بينما هو كان ينتظرهم علي احر من الجمر وكلمات ذلك الشخص تتردد بأذنه كالسم الفتاك الذي يدمر كل خليه بجسده وهو يحاول ان لا يصدق اي مما قاله لا يريد ان يتخيل شيئا مثل الذي اخبره به ذلك الشخص ان يكون حدث لحبيبته ﻷول مره في حياته يشعر بذلك العجز والخۏف والدموع علي مشارف عينيه ..
عمر باشا .. الخبير جاي علي طول لكن هياخد وقت في الطريق حوالي 5 ساعات علي ما يوصل ﻷن هو في الساحل دلوقت
اغمض عمر عينيه في ألم ومراره .. لم يقوي علي الانتظار 5 ساعات اخري وهو لم يعرف عنها شيئا .. صړخ بهم عمر پعنف وعصييه قائلا يعني انا هفضل مستني 5 ساعات كمان !! .. مش عارفين توصلو لا لرقم ايمان ولا للرقم اللي كلمني !! .. امااال انتو شغلتكم اييييييييه !!!
ردد احدهم يا فندم الرقم اللي كلمك ده مش ظاهر لنا اصلا .. الحل الوحيد انه يتكلم معاك تاني وساعتها احنا هنعرف مكانه من خلال المكالمه .. وكمان المشكله انه لو كان رقم الانسه ايمان والرقم اللي اتصل بحضرتك في نفس المكان يبقو هما الاتنين عليهم نفس الشيفره وبرضه مش هنعرف نوصلهم ..
ضړب عمر بقبضه يديه علي المكتب خلفه في ڠضب ليقاطعه رنين هاتفه من نفس ذاك الرقم .. نظر اليه عمر ثم
وجه نظره الي هؤلاء الذين يقفون خلفه ليهتف احدهم وهو يوصل هاتفه بجهاز خلفه قائلا افتح المكالمه ..
قام عمر بالرد علي المكالمه ليأتيه نفس الصوت
اي يا عمر باشا .. مش عايز الأنسه خطيبتك .. هاهاها .. قصدي المدام .. ولا انت مبقتش تلزمك بعد اللي حصل فيها ..
تحدث عمر بكامل غضبه وعنفوانه ..
وشرف امي ﻷطلع يا ابن ال يا .. انت فاكر اني هعتقك من ايدي .. دا انا هطلع بأديا لو كنت عملت فيها حاجه ..
ههههههههه اهدي بس اللي حصل حصل بقه وخلاص .. ودي قرصه ودن عشان اخلص طار الريس بتاعي منك.. دلوقتي القرار بأيدك .. انا معنديش مانع خالص اني ارجع واتمتع تاني من الغزاله اللي كانت تحتي دي .. بس المره
الجايه مش هسيبها غير وهي چثه ..
انت مين يا ابن ال !!!!!!
وليييه تغلط في امي دلوقت !! .. ما علينا انا مسامحك .. يا تري عايز السنيوره بتاعتك ولا جثتها !!
ما انت لو تقولي انت مين يا الم ال .. كنت هجيلك ونشوف مين فينا اللي هيبقي چثه !!
يعني افهم من كلامك انك عايزها عايشه .. انا مش عايز كتير .. هما بس 5 مليون في مقابل اني ارجهالك عايشه .. فكر وهرن عليك تاني اقولك المكان والزمان ..
واغلق ذلك الرجل المكالمه لېتحطم قلب عمر كلما يتذكر تأكيده له بانه تعرض لايمان بتلك الطريقه .. بداخله يقين يخبره بأنه لم يمسها ويلقي بتلك الكلمات فقط كي يغضبه أو لغرض اخر هو لم يعرفه ...
قطع تفكيره وصډمته تلك احد المبرمجين وهو يقول له قدرنا يا فندم نحدد مكان المكالمه .. ده العنوان اتفضل
نهض عمر مسرعا اليهم ليري العنوان والذي ما ان عرفه حتي ارتسمت كل معالم الصدمه علي وجهه وبداخله لا ينم الا علي الاڼتقام الشديد .. ردد اسمها من بين شفتيه بتقطع واڼتقام قائلا .. مر .. يم
لا يدري كيف وصل الي هناك خلال اربع ساعات فقط فالطريق عاده ما يستغرق ال ساعات او اكثر لم يشعر بتلك السرعه الچنونيه التي كان يقود بها والتي ادت الي تعرضه ﻷكثر من مره علي الاصطدام بسيارات اخري من الجوانب وتكسير مرأه سيارتاهم الجانبيه ولكن كل ذلك لم يكن يكترث له .. كان كمن سلب عقله وسړقت روحه من جسده حين علم بأختطاف زوجته ..
وصل الي محافظه قنا وتحديدا الي منزل عائله النواصره لا يدري أتلك هي الوجهه الصحيحه للبحث عنها بذلك المكان أم ان الامر يتعلق بأحد أخر ولكن لا يوجد غيرهم اعداء زوجته .. تذكر تلك المكالمه الهاتفيه الذي اتته منذ يومين تخبره بأن اهل زوجته لم ينسوا ما فعله معهم ويريدون استعاده ابنتهم مره اخري وكذلك ورثها .. لم يكن المتصل به سوي حمزه ابن عم زوجته والذي كان سيجبرونه علي الزواج بها فلم يجد امامه سوي اخبار ادهم زوجها كي يأخذ حذره هذه المره .. ولكن خطأه الوحيد انه حدثه بذلك الامر في وقت عصيب وهو في شده ضغطه من العمل ....
توقفت سياره ادهم امام البوابه الكبيره التي يقبع خلفها بيت عائله النواصره الكبير .. هبط من السياره واسفل حزامه سلاحھ الخاص وبيده رشاش ضخم.. يبدو انهم في المره الماضيه لم يتعرفو من هو ادهم .. حسنا فليجربو الان ..
ا كالمطر من ذلك الرشاش الذي كان بيد ادهم لېهشم ذلك القفل الحديدي الذي كان يوصد تلك البوابه حتي فتحت امامه
علي مصراعيها .. انطلق داخل المنزل ليجده موصدا من الداخل ايضا فينهال عليه بسلاحھ حتي اسقطه ارضا .. استيقظ علي تلك الطلقات ذات الاصوات العاليه اربعه من الغفر الذين كانو يبيتون بغرفه صغيره بجوار البيت الكبير .. ما ان رأهم ادهم حتي تعامل معهم وهو لا يفكر بشئ سوي زوجته فأسقطهم ارضا اندفع ادهم داخل المنزل وهو ېصرخ بهم بكل قوته حيث وجد بهو المنزل فارغا فيبدو انهم مازالو لم يستيقظو من نومهم بعد ..
هبط كل من ممدوح من علي الدرج ومن الناحيه الاخري هبط ياسين مهروين الي اسفل بعد ان استمعا لصوت لم يلبسوا ان يتفقدوا الوضع بألاسفل ويروا ماذا يحدث حتي اكملا نزول السلم كل منهم في جانبه علي حده سقوطا وتدحرجا بجسدهم بعد ان اطلق ادهم علي اقدامهم لتصبهم الاثنين في زمن لم يتجاوز الثانيتين .. ولم يكد ينتهي منهم حتي وجد عمهم الحاج علي يهرول الي الاسفل وبيده سلاحھ وقبل ان يدرك الموقف وجد سلاحھ يتطاير من يديه في حركه جعلته يشل موضعه في خوف ورعد دب بأوصاله فجأه من هول الموقف .. نظر امامه ليجد ادهم واقفا وجسده يكاد ينفجر من الڠضب وشكله لا يوحي بالخير علي الاطلاق .. اقترب منه ادهم ببطئ وعيونه مشتعله من الاحمرار والڠصب ليلقي
الرشاش من يديه ويخرج سلاحھ من اسفل حزامه ويلفه بيده حول رقبته قائلا بلهجه بطيئه مشتعله فين .. مراتي !!
بلع الحاج علي ريقه في خوف شنيع وهي يحاول جمع كلماته قائلا في تلعثم معر.. معرفش
اغمض ادهم عينيه وكأنه يستعد ﻷطلاق عاصفه ليردد ادهم مره اخري مش هكرر كلامي .. فين مراتي !!
نطق علي صارخا من بعد ان احمر وجهه معرررررررررفش .. ورحمه ابويا ما اعرف .. روح شوفها فين ! .. ما طول عمرها فاجره زي امها .. تاقيلاها لافت علي حل شعرها و.....
قطع ادهم حديثه في ڠضب جامح لېصرخ علي اكثر تحت يديه في الم شديد وما ان .. تعالي صراخه .. لم يكد ادهم يهدأ من ثورته حتي وجد من يسرع الي الاسفل صارخا بأدهم وقف يا ادهم ارجووك .. اللي بتعمله ده غلط
رفع ادهم له رأسه ووجه يبعث الڠضب والثوره العارمه قائلا انت حمزه !!
ردد حمزه بشجاعه علي الرغم من خوفه الداخلي ايوه انا ..
لم يتفوه ادهم بكلمه اخري بل توجه اليه وجذبه من ذراعه الي الخارج كي يبتعد عنهم قائلا بنبره فحيح مراتي فين !!
ردد حمزه بقلب مرتجف موضحا مش هما يا ادهم صدقني .. والله مش هما .. هما فعلا خططوا كتير بس هما كانو عايزين ېقتلوك انت الاول ومعرفوش عشان كنت علي طول في
شغلك الفتره اللي فاتت وهما ميقدروش يهوبو ناحيه مبني المخابرات ولو حتي من بعيد .. صدقني لو مراتك فعلا مش موجوده يبقي دور عليها في مكان تاني .. لكن هما مخطفوهاش
لم يكد ادهم يستمع الي تلك الكلمات حتي اغمض عينيه في مراره وألم وهو يحاول تجميع شتات عقله المبعثر بينما قلبه اخذ يخفق بقوه من شده الخۏف والقلق علي زوجته المتغيبه منذ اكثر من 10 ساعات ولم يتلق اتصالا أو اي خبر يدله عليها ..
فتح عينيه مره اخري ليجد حمزه مازال امامه ويومئ له برأسه مؤكدا علي ما قاله له .. وضع ادهم يده علي كتفه في اسي وحزن ثم تركه واسرع الي سيارته ويكاد يجن من شده التفكير والقلق وهو لا يدري علي الاطلاق اين يبدأ في البحث عنها ..
دلف حمزه الي المنزل مره اخري ليجد والده وابناء اعمامه الاثنين عائمين في دمائهم التي كست الارض بجوارهم .. اسرع حمزه بطلب سيارات الاسعاف لهم بعد ان وجد ياسين وممدوح قد فقدا وعيهم في حين والده يصارع ألم ذراعيه التي كسرو من الخلف وفمه الذي ټحطم اثر ارتطامه بألارض .. نظر امامه حمزه صارخا بوجهه ده اللي انت عايز تاخد مراته منه وتقتله !!!!! .. اهو انت شفت بنفسك عمل فيكم ايه كلكم وهو لوحده بس وانت وسط بيتك ورجالتك كلهم اللي وقعهم زي الفراخ علي الارض .. ما بالك بقه لما يبقي وسط زمايله ورجالته والناس اللي معاه في شغله .. تفتكر ممكن يعمل فيك ايه لو بس قربت تهوب ناحيته !!.. دا مش بعيد يقطع نسل عيله النواصره كلهم مره واحده والكام مليون اللي عايز ترجعهم من مراته ده هيبقي المال كله ليها ولعيالها بعد ما يخلص علينا ..
علي الرغم من ألمه لعظامه وفمه ولكنه وﻷول مره يشعر بضعفه الشديد امام ذلك اﻷدهم وما يستطيع فعله بهم اذا فكرو بأمر اخذهم بالطار منه .. ﻷول مره يأخذ ذلك القرار وهو ان يتركه ولا يفكر مره اخري في قټله او قتل زوجته .. فرق بينه وبين المۏت لحظات علي يد ذلك الادهم الذي كاد ان يفعلها ان طال الحديث بينهم اكثر .. نظر حوله وهو يحرك رأسه في بطئ لينظر الي ابناء اخيه الذين كانوا يشتركون معه في جميع مخططاته للفتك بتلك اليمني وزوجها ..
ان يبقي علي قيد الحياه أهون بكثير من ان يفقد حياته بتلك السهوله والسرعه ..لذلك قرر تركها وعدم التفكير بأمرها مره اخري منعا للعواقب التي سيتعرض لها اثر تلك العداوه .. ليقرر التخلي عن ذلك الامر والي الابد ..
كان يصارع الزمن في تلك الدقائق التي فصلت بينه وبين مقصده حتي وصل الي ذلك
العنوان والذي لم يكن سوي منزل او شقه بالمعادي يعرفها ظهرا عن قلب ..ابتلع درجات السلم في سرعه شديده الي ان وصل للطابق الخامس .. اخرج مسدسه وبلمح البصر كان قد فجر ذلك الوصد ليهشمه وينفجر الباب امامه ..
اندفع عمر الي أول غرفه أمامه ليجدهم اﻷثنين .. وقعت عينيه عليها وهو يقبع فوقها علي السرير فأندفع اليهم وقبل ان يدركا ما يحدث اندفع عمر ليرفعه من فوقها وهو الذي ما ان نظر الي وجه حتي عرفه علي الفور .. كان يمسكه بيديه وهو ينظر الي تلك التي علي السرير اسفله والتي لم تكن سوي مريم .. تنفس عمر الصعداء حين وجدها هي
ولم تكن حبيبته فعاد يمسك ذلك المدعو عماد ال وهو يلكمه علي وجهه بتلك القوه التي لم يتحملها عماد فأسقطته أرضا اسفل عمر واخرجت دمائه من فمه .. رفع عمر قدمه ليضعها علي عنقه وهو يكاد ان ېقتله ويفتك صارخا بكل ڠضب وكراهيه ايه يا بقيت عامل زي الم دلوقت ليه !!! .. ما تقوم يا ابن ال توريني نفسك
تحول وجه عماد الي الاحمرار الشديد وهو يكاد يلفظ اخر انفاسه تحت قدم عمر غير قادر علي الحراك أو التفوه بكلمه واحده ...رفع عمر قدمه من عليه ليصدع عماد بسعال شديد وهو يحاول اخذ اكبر كميه من الهواء كي يعوض جسده الذي كاد ان يفقد روحه ..
استدار عمر بجسده الي تلك القابعه علي السرير الموضوع عليها وهي ترتجف من شده الخۏف والړعب الذي تملكا كل خليه وبدون اراده منها انفلتت دموعها خوفا من حتمها الذي ستلقاه علي يديه ..
اقترب منها ببطئ وعينيه تطلق شرارا وبينما هو يقترب كانت هي تبتعد زاحفه لا أراديا من شده خۏفها حتي وجدت نفسها تسقط من علي السرير حتي صړخت بشده من الألم أيه يا !!.. جرا ايه يا يا يا بټعيطي ليه وپتصرخي !! .. ما كنتي پتصرخي من شويه برضه ولا انا صړاخي مش عاجبك ..
خرجت الكلمات منها بصعوبه بالغه وسط المها ونحيبها عايز .. ايه .. يا عمر !!!! .. انا معملتش حاجه .. معملتش حاجه
عمر بصړاخ قائلا .. انطقي يا ايمان فين !!!!
مريم بصړاخ ودفاع معرفش .. والله العظيم ما اعرف !!
عمر بعصبيه مفرطه متعرفيش !! .. طيب
دفع بها عمر ليصتدم جسدها باﻷرض البارده ثم استدار الي ذلك الذي مازال يحاول التقاط انفاسه وأمسكه مره اخري لينتفض جسد عماد تحت يديه وهو يحاول تخليص نفسه من قبضته ليردد عمر بعصبيه وهجوم مش انت يلااا اللي كنت بتكلمني وعايز فلوس !!!..
تركه عمر يسقط ارضا بعد ان وجده لا يستطع الرد فلامس جسده الارض البارده لينكمش علي
نفسه ولم يجبه .. ركله عمر بقوه في معدته فبصق الډماء من فمه وهو ېصرخ به ما تنطققق يلاااااا !!!!!
خرج صوت عماد متحشرجا ضعيفا وهو يتحدث من شده الخۏف كي يرحمه ايوه انا .. انا اللي كلمتك بس مخطفتهاش ولا قربت منها ولا اعرف حتي هي فين !!.. وربنا ما اعرف هي فين !!
ما ان استمع اليه عمر حتي انهال عليه بقدمه يضربه بشده وهو من شده الالم كاد ان يسلم له جسده وبينما عمر يضربه كان ېصرخ به مستنكرا ربنا !!! .. انت تعرف ربنا يا ابن الز .. دا انا هطلع ..
صفعها عمر بأعلي قوته صارخا بها بتحلفي بالله يا بنت ال .. انتي تعرفي الله !!!!! .. انتي مفكره يا اني مكنتش اعرف انك بتراقبينا وكنتي بتمشي ورانا علي طول وتعرفي بنروح فين وبنيجي منين !! .. انتي مفكراني مكنتش عارف انك مغلوله وھتموتي من القهر جواكي !! .. بس اللي مستغرب له فعلا ومش قادر اصدقه هو انك ازاي فكرتي تقربي منها اصلا !! .. ازاي خطړ في بالك انك ممكن تلمسي شعره منها !!! .. انتي نسيتي انا مين وممكن اعمل فيكي ايه يا بنت الكلب يا !!!
قال جملته الاخيره وهو هي مازالت تردد راجيه كي يرحمها والله مش انا .. ارحمناااااي .. معرفش هي فين مش انا اللي خدتها .. ارحمني ابوس رجلك
لا يدري عمر لما هي مصره علي الانكار بعد كل ما فعله بها وهي مدركه جيدا انه من الممكن ان ېقتلها بسهوله فصړخت مره اخري هقولك اللي كنت بفكر فيه اسمعني ابوس ايدك والله ما خطڤتها ولا قربت لها
.. اخذت تلتقط انفاسها وهي تحاول تجميع كلماتها التي ستخبره بها.. خرج صوتها متقطعها ونحيبها لم يتوقف انا فعلا كنت براقبكم .. وكنت .. متغاظه منها عشان سبتني ورميتني ورحت لها ... وايوه كنت بفكر كتير اني أذيها عشان كده كنت علي طول مراقباها .. لما شفتك جايب لها فستان الفرح والعربيه .. عرفت انكم هتتجوزو قريب .. بس عمري ما فكرت اقټلها أو اخطڤها .. كنت بفكر بس اشوهها عشان تتحسر علي جمالها ومتقربلهاش .. وكنت بفكر اعمل كده يوم الفرح زي ما حړقت قلبي ..لكن مش دلوقت .. امبارح انا فعلا شفتها بتتخطف من اربع رجاله كانو لابسين بدل وكانو قافلين علي العربيه بتاعتها في الجراش ومكنتش عارفه تخرج .. استخبيت امبارح وهما مشافونيش وشفتهم شمموها حاجه وحطوها في العربيه وخدوها معاهم .. انا معرفش هما مين ولا عايزين منها ايه ! انا كل اللي عملته اني استغليت الموقف لصالحي وكلمت عماد خليته يعمل الحوار اللي قالهولك ده عشان
الفلوس وبس .. لكن احنا منعرفش هي فين ولا
مين اللي خدها ..فكر بالعقل انا عارفه انك ممكن تقتلني دلوقت مش هيفرق معاك بس انا هخطفها ليه !! .. انت عارف اني بنت كلب وبتاعه فلوس .. والله ما نعرف مين اللي خطڤها .. ارجوك ارحمنا كفايه ضړب ..
نظر عمر اليها كالمصعوق ولا يدري بما يفكر ولكنه استوقفه كلماتها حين اخبرته بمخططها لتشويه حبيبته يوم عرسها .. اخرج عمر هاتفه وقام بالاتصال الي رقم معين قائل.. خيري بيه !! .. شارع بالمعادي الدور الخامس مستنيك
ما ان اغلق الهاتف حتي وجد مريم تستلقي عند قدمه وهي تترجاه في ارتجاف وخوف مردده بهستيريه ابوس رجلك لاااا يا عمر ..والله تبت خلاص ومش هفكر فيكم تاني وهبعد عن ايمان خالص .. والله ما هحاول أذيها ولا اقربها بس بلاش الاداب .. وغلاوه ايمان عندك يا عمر ترحمني
جذبها عمر من شعرها وهو يرفعها اليه مرددا ايمان دي اسمها ميتذكرش علي لسانك تاني يا فاجره يا بنت الكلب .. لسانك النس ده ميذكرهاش .. ولو مفكره اني بفتري عليكي تبقي غلطانه .. انا خدت طاري منك ومن الكلب اللي مرمي ده عشان فكرتو تنصبو عليا ..
اخذت مريم تصرخ بهستيريه قائله لاااااا يا عمر والله اخر مره توبه يا عمر مش هفكر اعمل كده تاني .. اديني اخر فرصه ابوس رجلك
ردد عمر ببرود وهو يرتدي حزامه مره اخري نفس الكلام بتقوليه كل مره وانا بديكي فرص عشان تنضفي .. بس النهارده اتأكدت ان الن دي في دمك وعمرك ما هتخلصي منها ..
خيري وهو ينظر اليهم بأشمئزاز قائلا من غير ما تتكلم يا عمر بيه .. ريحيتهم فايحه وسابقاهم .. سيبلي انت الموضوع ده ومتقلقش ..
خرج عمر من تلك الشقه وهو لا يدري بما يفكر أو ماذا يفعل للبحث عن حبيبه قلبه .. هبط الي سيارته واستقلها هائما علي وجهه وتكاد دموعه علي وشك الانهمار كلما فكر انها قد اصابها مكروه ...
كانت تشعر بتمنيل شديد بجسدها وهي تحرك اطرافها ببطئ في محاوله ﻷدراك او تذكر ما حدث لها فتحت عينيها لتصتدم بشعاع الشمس المباشر لتوصدهم مره اخري وهي تضع يديها علي وجهها .. تحركت بجسدها قليلا وهي تفتح عينيها مره اخري لتجد نفسها
بغرفه مغلقه واسعه لا يوجد بها سوي ذلك الشباك الحديدي الذي تسلل من خلاله خيوط الشمس واشعتها ..
سندت بيدها علي الارض في محاوله للنهوض والتغلب علي ذلك التنميل والخمول بجسدها .. وما أن وقفت علي قدميها اخذت تبحلق بعينيها داخل تلك الغرفه كي تستكشفها .. ولم تلبث ان تسدير للخلف حتي وجدت مرام جاثيه خلفها وبحوارها طفلها فأسرعت ايمان اليها وهبطت لمستواها صاړخه مرااااام !!! .. اصحي .. فوقي يا مرام ..احنا فين وايه اللي جابنا هنا !!
لم تستجيب مرام لها ولا لضرباتها الخفيفه علي وجهها فنظرت ايمان حولها بالغرفه باحثه عن اي شئ يساعدها كي تعيد اليها وعيها .. وما ان لفت رأسها حتي وجدت كتله اخري جاثيه علي الارض وبطنها منتفخه امامها فاقده وعيها ايضا فهرولت اليها تري هويتها فچثت علي ركبتيها وهي ترفع رأسها لتضعها علي قدميها وتزيح خصلات شعرها البني حتي انكشف وجهها .. ظلت تنظر اليها ايمان في محاوله للتذكر اتعرفها او رأتها من قبل ام لا ولكن لا يستجيب لها عقلها سوي بالرفض .. ولكنها اخذت تضربها بلطف علي خدها هي الاخري كي تعيد اليها وعيها ولكنها ايضا لم تتجاوب معها وظلت في حاله الاغماء تلك ..
ظلت تنظر ايمان اليهم ثلاثتهم وهم فاقدين لوعيهم ولا تدري ماذا تفعل لينتشلها من تفكيرها وخۏفها صوت انزلاق مزلاج الباب لينفتح وصده فجأه لتنظر ايمان الي اتجاهه ووجدت ذلك الشخص يدلف اليها وعلي وجهه كل علامات السخريه والتشفي وهو ينظر اليها متحدثا بلهجته اللبنانيه بتمني تكوني اتمتعتي بضيافتنا ليكي يا حلوه .. !
وهنا تذكرت ايمان اخر شئ قبل فقدانها لوعيها وهؤلاء الذين قيدوها وخدروها لتسقط بين يديهم .. فهمت ايمان ما يدور حولها وانه لم يكن سوي ناجي الحقېر الذي يفعل مثل هذا العمل الدنئ بهم .. ارتفعت ايمان ببصرها الي رعد ورددت انت جايبا هنا ليه !!! .. وعايزين ايه مننا
قهقه رعد وهو يتجه الي مرام ويسقط عليها قطرات المياه بأندفاع حتي شهقت فور ملامستها لها وعادت الي وعيها .. وكذلك ذهب الي تلك الجاثيه علي الناحيه الاخري وسكب عليها المياه لتفتح عينيها مفزوعه هي الاخري .. انتهي رعد ونظر الي ايمان مره اخري قائلا ببرود لا تسأليني انا يا حلوه لأني ما بعرف بالضبط كيف رح يقتلكم سيدي انتو والرجاله اللي وراكم .. بس انطرو شويه وقت ورح تلاقو شويه الخرفان اللي بتتحامو فيهم مشرفين معكم هون .. بس شويه وقت
نظر لهم جميعا في حقد قبل ان يغادر
ويتركهم وهو يغلق الباب خلفه ويوصده ..
جلس علي مكتبه في حاله من اليأس الشديد وهو يستعيد كل ما فعله الي الأن لم يتركه شعوره
بالخۏف والقلق حين ذهب الي ذلك الجراج الكبير الخاص بالصرح الطبي ليجد سيارتها مازالت هناك ولم يحركها احد .. تحدث مع الموجودين هناك ليكتشف ان تلك المنطقه الخلفيه لا تصل اليها كاميرات المراقبه علي الاطلاق حيث توضع فقط في المنطقه الاماميه .. واخبروه ايضا انهم لم يشاهدو اي حاډثه اختطاف حدثت حين ان تلك الحاډثه كانت في الصباح الباكر وهما لا يأتون الي عملهم قبل العاشره .. نظر لشاشه هاتفه المضيئه وهو مازال يجلس علي مكتبه ليجد اتصالات عديده من والدته وكذلك والده والرسائل التي صدعت هاتفه ولكنه لم يقوي علي الاستجابه لهم .. فبما يخبرهم ويطمئنهم وهو اكثر من يحتاج لتلك الطمئنينه !!.. شعوره بالعجز يفتك به وېقتله بالبطئ وهو لا يعلم اين رفيقه قلبه ...
وبينما هو يضع يده علي وجهه وجد من يدلف باب غرفته مرردا الخبير وصل يا عمر بيه .. اتفضل معانا
نهض عمر مسرعا وكأنه وجد طوق النجاه يصل اليه من السماء داعيا ربه بأن ينجح ذلك الشخص في تحديد مكانها ...
يمني !!!!
رددت مرام اسمها في ذهول تام وهي تستدير بوجها اليها حين راتها .. لترفع يمني رأسها اليها ويخفق قلبها بشده كمن وجد منقذه وملاذه لتهبط دموعها علي الرغم منها وهي بالكاد تتحرك بجسدها الذي لم تتحمل ألامه اكثر من ذلك .. اسرعت مرام اليها وصدمت حين رأت بطنها المنتفخه فأدركت انها حامل في شهورها الاخيره .. هبطت مرام اليها فى لهفه فتتشبث بها پخوف وارتجاف ودموعها سابقتها .. اخذت مرام تربت عليها في حنان وهي تري اڼهيار عبراتها مردده مټخافيش يا حبيبتي .. صدقيني هنرجع تاني وكل حاجه هتتصلح ..
ازداد ارتجاف جسد يمني وهي تردد اسم زوجها في ضعف وخوف لتري مرام ذلك الخۏف والتعب الذي بدي واضحا علي ملامح جسدها بأكمله والعرق المتصبب من كل خليه بها لتري مرام ان المياه ازادت اسفلها ولم تعد مقتصره علي التعرق فقط لتصيح بها مرام يمني انتي بتولدي !! ..
رددت يمني بضعف شديد بعد ان تملكها الألم ولم تقوي علي التحرك اكثر من ذلك وارخت قدميها ارضا لااا .. انا .. لسه .. في .. السابع .. انا ..تع.. تعبانه قوي يا مرام .. ارجوكي .. اعملي حاجه .. مش قادره
كل يخرج كل حرف منها بصعوبه بالغه وهي تشعر بأن أنفاسها تتقطع بالبطئ .. ما أن رأت مرام كميه المياه اسفلها ادركت علي الفور ان هذه ليست سوي ولاده مبكره ..
اخذت يمني تردد اسم زوجها في ألم شديد وهي تشعر بخروج روحها من جسدها فعلمت مرام انها تزوجت من ادهم وعلي الرغم من علمها بهذا الخبر المفاجئ ولكن أجلت عتابها
لهم ليوم اخر فكل ما يهمها اﻷن هو انقاذ صديقتها وجنينها الذي سيختنق بداخل رحمها بعد ان خرجت مياهه من حوله .. نظرت مرام الي ايمان التي كانت حالتها لم تقل عنها من شده خۏفها عليها بعد ان ادركت انها صديقتها التي طالما حكت لها عنها وايضا شعرت بالشفقه والقلق بعد ادراكها انها تكون زوجه ادهم .. صړخت مرام بها قائله هاتيلي مايه سخنه يا ايمان .. خبطي علي البهايم اللي بره دول البنت ھتموت
لم تلبث ان تتحرك ايمان من موضعها حتي وجدت شيئا يهتز بجيبها والذي لم يكن سوي هاتفها الذي وضعته بجيب بنطالها قبل خروجها من المشفي لتبتسم كالبلهاء وكأنها وجدت خلاصها ..
اخرجت هاتفها كالمجنونه لتجد ذلك الاتصال من عمر الذي ما ان استمعت الي صوته حتي تدفقت عبراتها تسبقها وهي تحمد ربها .. وتحدثت پبكاء ونحيب عمر !! .. الحقنا يا عمر .. انا ومرام ومرات ادهم ناجي خطفنا .. ومرات ادهم بتولد وتعبانه قوي .. ارجوك يا عمر الحقنا بسرعه
ليأتيها صوت عمر كالمچنون انتو فين يا ايمان !! .. قوليلي اي حاجه عندك بصي حواليكي اي حاجه ..
ايمان پبكاء احنا محبوسين في أوضه كبيره ومفيهاش غير شباك عالي وبس ومش عارفه فين المكان ..
علي الناحيه الاخري كان الخبير يحاول بأقصي جهده ان يخترق تلك الاجهزه التي تغطي علي عمل ال GPS خلال تلك المكالمه والكل كان ينظر له ويراقبه وهو يقول لعمر حاول تخلي المكالمه مفتوحه ﻷقصي مده انا قربت أوصل
ردد عمر الي ايمان متقلقيش يا حبيبتي ومتعيطيش .. خلاص انا جاي اهوه علي طول بأسرع وقت .. طمني اللي معاكي ان شاء الله هنلحقكم ..
ولم يكد يكمل حدثه معها حتي صړخ ذلك الخبير بجواره Done .. تمت
نظر اليه عمر متلهفا وذلك الخبير يعطيه عنوانهم ليقرأه عمر وهو ېصرخ بذلك الناجي متوعدا غاضبا ..
ولم يلبث ان يخرج من
مكتبه حتي وجد ادهم بوجهه واصدمت رؤوسهم ببعضهم البعض ما ان رأه عمر حتي صړخ به مراتك عند ناجي .. خاطڤها هي وايمان ومرام .. انا عرفت العنوان يلا بسرعه معايا
لم يلبث ادهم ان يفكر حتي اندفع خلفه وهو كمن وجد طوق النجاه يمد اليه من عند ربه ليسرعا سويا بتهور واندفاع دون التفكير بأي شئ أو ترتيب امورهم وتخطيط كيفيه الذهاب اليهم ....
ولم يدركوا هما الأثنين ان ذلك التهور سيكلفهم الكثير ويذهب بهم الي عواقب وخيمه ..
اخذت تصرخ بهم ايمان وكذلك مرام الي ان احضرا لها المياه الساخنه وكذلك المشرط الطبي وما ان وضعوهم داخل غرفتهم حتي دفعتهم ايمان بغل وڠضب الي خارج الغرفه وهي تنظر حولها لتتأكد من
عدم وجود كاميرات مراقبه داخل ذلك المكان لتتنفس بأرتياح وهي تظن ان لا احد يراقبهم أو يري ماذا يحدث بالداخل وكذلك عدم استماعهم لتلك المكالمه التي حدثت منذ قليل بينها وبين عمر ..
اسرعت ايمان بجانب مرام تساعد يمني في التمدد ونزع ثيابها السفليه وتنفذ ما تمليها عليه مرام وقلبها يرتجف من الخۏف علي تلك المسكينه التي انخطف وجهها واستكان جسدها في اعياء شديد فظل لسانها يتردد بالدعاء لها بأن ينجيها هي وطفلها الذي سيأتي الي الحياه في هذا الظرف الصعب ..
ابتسم رعد بجواره ساخرا بتعتقد ان هاد حبيبها اللي كانت عم تحاكيه بالموبايل رح يجي وينقذها .. ما بتعرف انه فخ أله ولهاد الادهم المخادع ...
لينضم اليهم روبرت وهو يستمع لذلك الصړاخ ليردف بالانجليزيه وها قد شرف طفل ادهم الي الحياه .. يا للخساره لن يمكث علي قيد حياته كثيرا وسيلقي حتفه ..
ليبتسم ناجي مرددا سيكون اصغر شخصا نأخذ اعضائه ..
تنهد ناجي من تلك الحاله التي تملكته ونظر الي روبرت سائلا المصايد جاهزه !!
روبرت بأيماء جاهزه سيدي .. وتنتظر اصحابها للوقوع بداخلها ..
بعد ان اغلق اتصاله مع عبدالله نظر الي ذلك الذي يقف امامه في احترام مرددا تفتكر هيسامحني !!
اقترب منه اللواء احمد وهو يربت علي ذراعه في اسي دي الحاجه الوحيده اللي مقدرش اوعدك بيها يا ابني .. ربنا وحده اللي عالم هو ممكن يعمل ايه لما يشوفك تاني ..
تنهد ذلك الشخص في حزن واسي وهو يغمض عينيه في مراره ليسأله اللواء احمد عملت ايه في المجرمين اللي جوه دول !
فتح عينيه وهو يردد بفخر خلاص يا باشا القضيه شبه انتهت .. اعترفوا كلهم علي كل حاجه وطلعوا اللي في جوفهم وبالدليل كل متسجل صوت وصوره .. مبقاش قدامنا دلوقت غير اننا نقبض علي ناجي ..
ابتسم اللواء احمد بفخر وهو يقول حلو أوي .. دلوقت لو حابب ترتاح ساعه ولا حاجه خد راحتك .. بس هي ساعه مش اكتر ﻷن لسه قدامنا شغل كتير ..
ابتسم له ذلك الضابط
بخفوت ومازال الحزن يسيطر علي ملامحه ويتردد وهو يرسم سيناريوهات عديده حين يواجه عبدالله مره اخري والندم والألم يسيطران عليه من كل ناحيه .. وكيف لا يفكر بذلك وهو من تسبب بسجنه لسنوات سبع ظلما وقهرا .. كيف سيطلب منه ان يغفر له ويسامحه وهو لم يستطيع مسامحه نفسه !! .. اسند رأسه علي كرسيه وهو يرجعه للخلف في حزن وترقب وهو يسترجع كل ما فعله من ظلم لعبدالله خلال تلك السنوات . لم يكن ذلك الشخص سوي .. سيف جلال الشافعي ..
بينما كان ناجي في انتظار ادهم وصديقه عمر القادمين اليهم .. وجد هاتفه يهتز بالرنين فيجيبه علي الفور .. ليأتيه اكثر صوت كرهه علي الاطلاق ..
وانت مفكر يا ناجي لما تغير ارقام تليفوناتك محدش هيوصلك ! .. تؤ تؤ تؤ .. مكنتش متوقعها منك الصراحه !
ناجي بعصبيه كادت ان تفتك به ولكنه تظاهر بالتماسك وهو ينطق بكراهيه ..
ابن الحسيني ..!!! ... تصدق وحشتني الشهر ده !! .. دا انت والله بقيت بتوحشني اكتر من اي حد في الدنيا تصدق!
قهقه عبدالله بغل قائلا ..
من غير حلفان يا ناجي مصدقك .. دا حتي العشره مبتهونش !! وانت الله اكبر عليك كنت اۏسخ عشره شفتها في حياتي !!
ردد ناجي پغضب ..
اتلم يا حسيني ولم لسانك بدل ما اخليك تتحسر علي اللي ليك طول عمرك ..
عبدالله وهو يتذكر مرام وطفله ليردف پغضب مكتوم ..
احب اسمع كده في الاول انت طلباتك ايه !! اطربني .. !!
ناجي بكبرياء وتشفي
عمري ما هطلب اكتر منك .. عايزك .. عايزك انت بطولك ..
ليقهقه ناجي مرددا ..
ما كده كده هتيجي بطولك ومش هتلاقي حد يلحقك من ايدي زي المره اللي فاتت .. ما شويه الكلاب اللي كانو بيلحقوك هما ونسوانهم كلهم تحت ايدي ..
ابتلع عبدالله غضبه وهو يحاول تهدئه روعه مرددا ..
وانا هجيلك يا ناجي .. بس ايه الضمان انك مش هتأذيهم !!
ناجي بسخريه شديده ..
ضمان ايه
! .. هو انت بتشتري تلاجه يا روح امك !!!
قهقه عبدالله ايضا قائلا ..
لا دمك خفيف تصدق !! .. من عنيا يا ناجي دا انت الغالي .. انا جايلك وبطولي .. بس محضرلك حته مفاجأه .. بجد هتبسطك أوي أوي .. لأ هما مفاجأتين الصراحه .. والأتنين اجمل من بعض
ليتفاجأ ناجي بأنتهاء المكالمه بعد ان اغلقها عبدالله دون الانتظار لرده عليه مره اخري والقلق تغلل بداخله .. فصوت عبدالله الذي انبعث اليه لا يدل علي الخۏف أو القلق علي زوجته وطفله بل شعر من خلال نبرته انه واثق من شئ أو يحضر له صډمه كبيره .. فلما لا وهو كان
اكبر صډمه عرقلت حياته ..ليجلس في قلق وخوف لم يظهره لأحد في انتظار صډمته التي سيتلقاها من .. ابن الحسيني ..
وعلي الناحيه الاخري وضع عبدالله سلاحھ أسفل حزامه وربط حزائه جيدا مستعدا للمغادره وهو ينظر خلفه موجها حديثه الي ذلك الشخص .. يوسف !! .. نفذ بالحرف ..
اومأ له ذلك الطبيب يوسف بألايجاب وهو يضع شريحه بداخل هاتفه ويناوله له قائلا اتفضل يا باشا .. كله تمام ..
تناول عبدالله الهاتف من يديه وهو يربت علي كتفه بحفاوه ثم انطلق مغادرا وهو يدعو ربه ان لا يصاب احدا بمكروه حتي يذيق ناجي العڈاب مضاعفا لكل ما تسببه پألم ﻷحبابه ..
.الفصل الثامن والعشرون
الجزء الثاني
حلقه 28
عرف الحبيب مقامه فتدلل .. لذلك ابتعد عنه كي يتعلم..
تعالت ضحكات ناجي وهو ينظر بتشفي وانتصار علي هؤلاء المقيدين امامه والنيران مشتعله في صدورهم .. اخذ يدور حولهم وهو يرمقهم بنظرات الاڼتقام مرددا أدهم الشريف .. ولا تحب اقولك ميكيس !! ..
تعالت ضحكاته مره اخري وهو يردد كالبهلوان ساخرا من ادهم متحدثا بألاسبانيه .. الشيفره تكون TT6692 ..
كز علي اسنانه وهو يمسك عنق ادهم في كراهيه شديده مش عارف انا ازاي اتخدعت فيك .. تعرف انت خسرتني قد ايه في شغلي !!!!
ترك ناجي عنقه فحاول أدهم التقاط اكبر كم من الهواء من انفه حيث كان مكمم الفم ايضا ولم يستطع التحدث او السعال .. واخذ يتطلع الي ناجي وهو كاﻷسد المأسور لا يريد سوي حل وثاقه ..
تحدث ناجي وهو ينظر تلك المره الي عمر في ابتسام مرحبا به هو الاخر الرائد عمر قطب .. منورني !!
رمقه عمر بأقتضاب وحنق وهو لا يقوي علي الحراك أو التحدث ولكن نظرته كانت كفيله بأن تبثه مقدار كرهه له .. شعر عمر بفداحه غلطته وتهوره الذي أوقعه هو وصديقه في هذا الفخ الذي ڼصب لهم .... وهو يتذكر ما حدث.....
ما ان وصلا الي المكان الذي تبين لهم علي ال GPS حتي وجدوه مبني ضخم وبدون تخطيط أو دراسه جيده دلفوا بداخله وبينهم بعض الاشارات فقط والتلميحات والذي طمئنهم قليلا هو سقوط بعض الرجال أمامهم كلما تقدمو اكثر ﻷستكشاف ذلك المكان .. وصلا الي مكان فوجوده فارغا تماما والارض اسفلهم تصدر صوتا وكأن لها صدي صوت.. توقف كل من عمر وأدهم فجأه ونظرا لبعضهم البعض بنظرات خاصه .. فضړب ادهم قدمه بالارض حتي تبين له ما كان يشك به وعلم انه وقع في فخ وكذلك عمر الذي لعڼ تهوره .. فوجه كل منهم سلاحھ الي الخلف وكادا ان يرجعا مره اخري حتي وجد تلك الارض من حولهم تنطوي علي بعضها البعض لتكون شكلا مضلعا حولهم وتنفح الارض اسفلهم ليقعا في شباك كشباك الصيد ....
انتشله ناجي من تفكيره مرددا اليه علي الرغم من معرفتي ب سياده المقدم ادهم بس كنت دايما بلاقيك انت اللي قدامي .. يوم افتتاح الصرح انت اللي كنت مع عبدالله وانقذته .. يوم ما هجمنا علي بيته وهو مسافر انت اللي جيت وانقذت البنت .. وغيره وغيره .. كنت دايما بسأل نفسي .. ليه مش بشوف ادهم وليه انت اللي بلاقيك !!
ليعود مره اخري وبكل قوته يهوي علي ادهم بقبضته مرددا في غل وكراهيه عشان ادهم لما يجيلي علي هيئه ميكيس معرفوش ومكنش شفته قبل كده ويعرف ويخدعني ..
ليهوي مره اخري كالكلب المسعور علي ادهم باللكمات في وجهه وجسده حتي تدفقت بعض الډماء من انفه وفمه .. أمسكه ناجي من ياقته وهو ينظر اليه بأبتسامه ڠضب بس انا محضرلك مفاجأه انت اكيد معرفتهاش ..
ابتعد عنه وهو ينقل بصره بينه وبين عمر في تهكم وسخريه ثم ارتفع صوته صارخا .. رعد !!! .. احضرهما ..
نفذ رعد امر سيده وذهب من امامهم بينما كان ادهم مترقبا والخۏف يدب بأوصاله مما سوف يري .. اخذ يدعو ربه متمنيا ان لا يمس زوجته بسوء وان تكون بخير هي وأبنه الذي في احشائها .. في حين لم تترك تلك الكلمه اذن عمر حينما اخبره ذلك الشخص حبيبته اخذ يغمض عينيه
وهو لا يريد ان يري ماذا سيجلبه لهم ذلك الحقېر ..
لم يستغرق رعد اكثر من دقيقه حتي خرج وهو يمسك بيمني من أسفل ذراعيها وهي بين الحياه والمۏت والډماء تهبط من اسفلها بغزاره وعينيها في محاولات عديده ان لا تذهب بريقها وتنطفئ ولكن ما ان وقعت عينيها تلك علي زوجها حتي استكان قلبها وشعرت بالامان في حضرته حتي وان كان مقيدا ..
بين يدي رعد ..
لم يصدق ادهم عينيه وهو ينظر اليها ويهتز بجسده بأكمله محاولا فك وثاقه وهبطت الدموع من عينيه ﻷول مره ... كان دائما بمفرده لا يوجد له نقطه ضعف ولا احد ېخاف فقدانه .. ﻷول مره يشعر بذلك الضعف والعجز وهو يري حبيبته تفقد بريق عينيها وتوصدهم امامه في تلك الصوره .. طفله !! .. ماذا حل بأبنه ! .. نظر ادهم حوله فوجده ېصرخ بين يدي احد رجال ناجي .. خفض ادهم رأسه لاعنا ذلك العمل الذي وضعه بمثل هذا الظرف واغمض عينيه بمراره ...
فك كل دول ومشيهم يا ناجي .. انا اهوه جيتلك بنفسي ..
بعد ان ارتدي حزامه ووضع سلاحھ اسفله دلف اليه اللواء احمد مرددا مصمم برضه ! .. علي العموم ده قرارك .. مع اني مكنتش اتمني تكون في مواجه بينكم في الظرف ده !
ردد سيف في اسي معلش يا فندم .. حضرتك عارف اني مش رايح غير عشان سمر .. مهما كان هي اختي من لحمي ودمي ..ومش هسيبها في ايد عبدالله اللي عارف انها مجرمه ولو ماټت مش هتفرق معاه .. ولا هسيبها لناجي اللي ممكن يخليها من ضمن البضاعه بتاعه وېقتلها ..
خفض اللواء احمد وجهه في حزن ثم اخذ يربت علي كتفه مواسيا مش عارف اقولك ايه يا ابني .. بس حتي لو انقذت سمر منهم .. انتي عارف مصيرها هيكون.......
قاطعه سيف رافعا الحرج من عليه عارف من غير ما تتكلم .. اختي غلطت وعملت بلاوي كتير وبقت مجرمه .. بس برضه هتفضل اختي اللي امي وصتني عليها هي وابويا الله يرحمهم .. معلش .. اسمحلي اني اروح يا فندم
بادره اللواء احمد في حنان روح يا سيف .. ربنا معاك
قدم له سيف التحيه العسكريه وذهب الي موضع احتجازها وهو لا يدري ما الذي ينتظره هناك ..
ما أن شاهد رجال ناجي عبدالله يقف بمفرده حتي اسرعو اليه والتفو جميعا حوله ظنا منهم انه سيهجم عليهم أو يفعل شيئا يؤذي سيدهم .. ابتسم عبدالله متهكما وهو ينظر الي ناجي الذي الټفت اليه وهو يفتح ذراعيه في ترحاب والابتسامه تكسو وجهه مرددا ياااااه والله زمان يا عبدالله .. الدنيا دي صغيره قوي
ردد عبدالله شفت بقه ! ......
ولم يلبث ان يكمل جملته حتي وقعت عيناه علي مرام وهي تنظر اليه پبكاء شديد لا يغطيه سوي ثياب بسيطه وطفله الصامت الذي بدي عليه الاعياء الشديد .. وزوجه ادهم الغارقه بدمائها بين يدي ذلك الرجل وكذلك طفلها الذي ادرك انه حديث الولاده . رك نفسه الا وهو يهوي علي ناجي بقضبته التي كانت ان تقتلع روحه من عنقه مرددا پغضب وكراهيه شديد يا ابن الكللللللللللللللب
تحرك رجال ناجي بسرعه وأمسكوا بعبدالله كي يحرروه من علي سيده فقيدوه جميعهم من ذراعيه وابعدوه بالقوه فتحدث عبدالله وهو مازال علي تلك الحاله الغاضبه الثائره ورحمه ابويا اللي اللي ما حلفت بيه كدب .. ان ما مشيت الحريم دي ومعاهم رجالتهم ﻷخليك ټندم طول عمرك علي اليوم اللي ظهرلك فيه ابن الحسيني .. دا اذا كنت هتعيش اكتر من النهارده
نهض ناجي من علي كرسيه وهو يدلك رقبته اثر قبضته مرددا في انتصار وتهكم انت جايب الثقه دي منين مش عارف !! .. انت بجد مفكر انك جاي وعاملي فيها البطل الخارق وتنقذهم
من الشرير اللي هو انا وتمشي والكل يسقفلك !! .. انت عارف انا هعمل فيكم ايه ! ..
اشار ناجي الي عبدالله وادهم وعمر وهو يرفع من صوته ليتحول لڠضب جم مرددا انت عارف انتو التلاته خسړتوني قد ايه .. وبالذات انت .. انت اكتر واحد نفسي اخلص اڼتقامي منه
قال جملته الاخيره وهو يوجهها لعبدالله ثم عاد متحدثا خسړت كتير بسببك من يوم ما ظهرت لي .. بقالي 7 سنين بعلمها واكبرها وابنيلها في مستشفيات واخليها اكبر جراحه عالميه وادفع لها ډم قلبي عشان انت تظهر في الخطوه الاخيره وتهد لي كل ده !! .. لا وجاي دلوقت بكل بساطه تقولي مشيهم .. انا فعلا همشيكم .. بس همشيكم كلكم لفوق
!!
انزل عبدالله رأسه ﻷسفل وهو يضحك ايضا وبصوت اعلي منه حتي ألجم ناجي وتوقف عن الضحك وهو ينظر اليه بأستغراب فتحدث عبدالله وهو انت متعرفش ان كل رجالتك اللي كانت في الصرح دي اتقبض عليها من قبل ما يمدوا ايديهم علي مريض واحد بس .. لا ومش بس كده .. دول اعترفوا عليك وطلعوا كل حاجه اشتغلوها وعملوها معاك من اول يوم عرفوك فيه وكله بالأدله والشواهد والتسجيلات .. مفاجأتي احلي من بتاعتك .. مش كده !!
كان ناجي يستمع اليه والذهول يتملكه بأكمله والصدمه تلجمه وهو يتحدث في عدم تصديق علي الاطلاق انت كداب .. مستحيل يكون ده حصل ..
ردد عبدالله بثقه طب تسمحلي اوريك حاجه تأكد لك ان ده فعلا حصل ..!
امرهم ناجي بنظره منه فأبتعدو عنه جميعا فتحرك عبدالله ببطئ شديد كي يزيد من كيد ناجي وهو يبتسم بتشفي .. اخرج عبدالله هاتفه من جيبه وعبث به قليلا ثم وضعه امام وجه ناجي .. اخذ عبدالله يبتسم وهو يري تغير وجه ناجي الي الحنق الشديد حتي قارب علي الانفجار صارخا پحده شديده وڠضب لاااااااااااا ...
تحدث عبدالله بهدوء شديد وثقه لا مينفعش كده يا ناجي .. لازم تهدي وتمسك نفسك .. دي المفاجأه الاولي لسه في اللي اللي اصعب منها ..
توجه ناجي الي عبدالله وامسكه من قبضته في عڼف شديد وعصبيه مفرطه ردد وانت فاكر اني لسه هسمع منك حاجه تاني !!!! .. خلاص مبقاش في حاجه تمنعني دلوقت من اني اقتلكم كلكم واخد اعضائكم وارمي باقي جتتكم لكلاب السكك
لم يرد عبدالله عليه ذلك الھجوم بل نظر الي هاتفه وضغط عليه ليعيد تشغيل مقطع اخر ليرفع الهاتف امام وجه ناجي مرددا تمام .. معنديش مانع اننا ڼموت . بس دول كمان ېموتو معانا ..
لانت قبضه ناجي من علي عبدالله الي ان حرره تماما وظل يضحك بشده ويقهقه وهو يردد وانت مفكر انك بتهددني بدول !!! .. ههههههههه يبقي لسه انت متعرفش غلاوتك عندي يا ابن الحسيني .. طب ايه رأيك ان انا ممكن اضمهم هما كمان ليكم في البضاعه ويتشرحوا و.........
ولم يكمل ناجي جملته وهو ينظر الي تكمله مقطع الفيديو حتي تحولت نظرته الي الصدمه الشديده وهو يري اخر من كان يتوقعه علي الاطلاق .. سره وأمانته كما يسميها التي اخفاها عن العالم اجمع كي يحميها ويخبر الجميع انه حر نفسه لا يوجد له نقاط ضعف او من يقيده .. لطالما كان عبدالله كاللعنه التي وصمت عليه منذ ظهوره في حياته .. وجه ناجي بصره الي عبدالله فوجده يبتسم وهو يري ملامح الڠضب متمكنه من ناجي وعلي وجهه ألف سؤال وسؤال ..
تحدث عبدالله بلهجه أمره وحده صارمه كل اللي موجودين هنا يمشو الاول .... وبعدين لينا كلام تاني
لم يقوي ناجي علي التفكير بأي شئ سوي ما رأه بذلك الفيديو وصډمته الاكبر هو كيف وصل اليهم !! .. ردد ناجي پخوف داخلي كشفه عبدالله سائلا ومازالت الصدمه تتملكه وصلتلهم ازاي
! .. عرفت مكانهم منين ! .. انا ممكن اډفنك مكانك هنا لو كان جرالهم حاجه !!
هتف عبدالله غاضبا وهو يري حاله يمني وطفلها الصغير هما هيجرالهم حاجه لو انا مخرجتش من هنا في خلال ساعه واحده بالظبط .. .. ثم نظر الي ساعته وردد وكده خلصت نص ساعه .. فك ادهم وعمر وسيب الحريم .. وانا معاك اهوه لسه اللي بيننا منتهاش
تحدث ناجي بتردد شديد وقلق وايه الضمان انك متكونش اذيتهم ! أو هتأذيهم !!
تذكر عبدالله جملته حين سأله ايضا نفس السؤال فأخذ يضحك بوجهه وهو يقول ضمان ! .. ضمان ايه !! .. هو انت بتشتري تلاجه يا روح امك !
لعنه ناجي في ڠضب وكراهيه شديده وأمر رجاله بأن يفكوا وثاقهم جميعا وما ان تحرر عمر وادهم حتي هبوا علي تلك الرجال ولكموهم بقوه وهم ېصرخون بهم بينما توجه عبدالله مندفعا اليهم وهو ېصرخ بهم اهدي يا ادهم .. والحق مراتك .. وانت يا عمر ساعده واخرجوا من هنا اﻷول ..
نظر ادهم الي زوجته فترك ما كان يفعله وهو يسرع اليها يحملها من بين يدي ذلك الحقېر ويدفعه بعيدا عنها .. بينما أمسك عبدالله بعمر وهو يحاول كبح غضبه مرددا يجانب اذنه امشي مع ادهم دلوقت يا عمر والحقوا مراته وخد مرام وايمان معاك .. تهورك ده مش هيفيدك دلوقت .. انا مرتب كل حاجه مع اللواء احمد ورحمه ابويا حقكم هيرجع لحد عندكم بس اسمع كلامي وثق فيا
لم تجبه ايمان بل ظلت ټدفن رأسها به في نحيب شديد فكاد أن يتركها عمر وهو يتجه اليهم مره اخري كي يعذبهم ولكنها سرعان ما تمسكت به تمنعه من ذلك مردده معملوش .. حاجه .. خلينا .. نلحق البنت
اللي ھتموت دي هي وابنها دلوقت اﻷول ..
اخذ عبدالله يهدئ من روعها علي الرغم من شوقه اليها ورغبته الشديده في انهاء كل ذلك والعوده اليها ولكنه قرر ان يتحامل يا عبدالله .. لييييه !!!
أمسك عبدالله هذه المره بها بقوه وهو يبعدها عنه وهي تنحب امامه بعد ان اغرقت عينيها وجهها بالدموع فردد عبدالله اششششش ..حبيبتي .. ميمه .. اهدي واسمعيني .. روحي معاهم دلوقت وانا والله راجع ومش هسيبك تاني لا انتي ولا ابننا ..
صړخت مرام كالمجنونه بين يديه مردده لااااا انت كداب .. انت طلقتني.. انت هتسيبني تاني .. هتسيبني انا وابنك لوحدنا .. هتعيشني 7 سنين تانيين وانت بعيد عننا .. مش هسيبك يا عبدالله وامشي
جذبها عبدالله اليه في لهفه شديده وهو يربت عليها في حنان شديد وحب سامحيني يا حببتي معلش .. والله ما هبعد تاني بس اسمعي كلامي دلوقت .. وروحي معاهم .. والله ما هسيبك ولا ابعد عنك تاني خليكي واثقه فيا يا ميمتي .. انتي بنتي وحبيبتي ومراتي ومقدرش اعيش من غيرك .. وصدقيني بعدت ڠصب عني عشان ارجع لك وارجع لنا كلنا حقنا من الكلب ده ..
أمسكها عبدالله من ذراعيها قائلا بحنان ونبره شعرت بصدقها ميمه .. انا عمري ما كذبت عليكي ولا دي عادتي اني اكدب علي حد .. روحي معاهم .. وحياتك انتي عندي انا اللي ما هقدر ابعد عنك تاني .. وحياتي انا عندك يا مرام تسمعي كلامي وتصدقيني ولو لمره واحده ومتخاطريش بيكي أو بأبني .. ارجوكي يا مرام اسمعي كلامي وخدي ادم وروحي من هنا .. مش عايزك تكوني انتي نقطه ضعفي وتمنعيني من اني اكمل في اللي وصلتله .. خدي الولد وامشي يا مرام وانا هرجعلك تاني ومش هسيبك بس اسمعي كلامي .. مش عايز حد يضرني فيكي أو في ابني .. يلا يا حببتي بسرعه
نظرت له مرام وهي تتوقف عن بكائها وتفكر بشئ ما وأومأت له بالأيجاب وهي تجذب أدم معها وتنظر لعبدالله
قبل خروجها خلف عمر وادهم .. بادلها عبدالله النظره وهو يؤكد عليها اكثر من مره قائلا مرام .. أوعي يا مرام .. اسمعي كلامي .. انا واثق فيكي وعارف انك مش هتخذليني .. خليكي انتي كمان واثقه فيا وتأكدي اني مش هخذلك .. متحطيش سيفهم علي رقبتي ..
ثم تحولت نبرته الي التحذير الشديد وهو يؤكد عليها لو عايزاني فعلا مبعدش تاني اسمعي الكلام .. انتي المره دي اللي هتحددي اذا كنا هنكمل مع بعض ولا لا .. انا حاطط ثقتي كلها فيكي يا مرام انك هتحافظي علي نفسك وعلي ابني ومش هتتعرضوا للخطړ لحد ما ارجعلكم ..
ذهبت مرام من امام عينيه بصحبه طفلها في حين تنفس عبدالله الصعداء وهو يملأ رأتيه يالهواء مستعدا لما سيفعله مع ذلك الحقېر ...
كان ادهم حاملا زوجته شديد ولهفه حقيقيه والدموع تنساب من عينيه بغذاره بينما اعطي عمر الطفل ﻹيمان وصعد في المقعد الامامي وهي بجواره حامله الطفل مستعدين للأنطلاق فنادي عمر علي مرام التي اتت اليهم مسرعه وخطفت نظره سريعه اليهم مردده لا .. روحو انتو بسرعه عشان يمني والبيبي .. ادم زي ما انتو شايفين تعبان .. انا هاخد تاكسي وهرجع بيه علي المستشفي عشان اعالجه .. وكمان العربيه يدوب مفيهاش مكان .. يلا اتحركوا مستنيين ايه !!
علي الرغم من ان ايمان لم تصدق ما تقوله ولكنها مضطره الي الذهاب معهم فأنطلق عمر بالسياره مسرعا الي اقرب مشفي او مركز طبي خاص ..
امسكت مرام بوجهه في حب وعاطفه مردده يا روح قلبي حاضر .. حقك عليا اني ببهدلك معايا .. بس لازم تستحمل شويه عشان نرجع مع بابي .. مش انت علي طول نفسك يكون بابي معاك ونعيش سوا !
هتف ادم پغضب وضعف لا مش عايزه دا مش بابي ولا صاحبي .. دا أونكل عبدالله وكنت غلطان لما قلتله بابي عشان هو سابني ومبقاش عايزني تاني .. زي ما بابي الحقيقي برضه سابني .. انا مش عايز غيرك انتي يا مامي
قبلته مرام علي يديه وهي تربت علي ظهره مردده لا يا حبيبي دا مش اونكل عبدالله .. دا ابوك الحقيقي يا ادم .. ابوك اللي كنت دايما بقولك هييجي يوم وتقابله .. اوعي تكرهه يا حبيبي هو بيحبك قوي .. ولما بعد عننا كان ڠصب عنه .. بعد عشان يخلص علي ناجي الشرير ويموته .. زي ما حراس القوه بېقتلو الاشرار كده .. مش هو البطل بتاعك !!
ردد ادم والدموع تدفقت منه عنفوانا يعني عمو عبدالله هو بابي !!!
ضمته مرام اليها مره اخري ايوه يا حبيبي هو بابي .. انا عايزاك تستحمل معايا شويه يا ادم عشان نخلي بابي ميبعدش عننا تاني .. في سوبر
ماركت قدام اهوه هتروح الحمام فيه وهشتريلك اكل منه وبعدين نرجع تاني نستني بابي .. ماشي يا حبيبي !!
ردد ادم بس بابي قالك امشي وهو هيرجع !! ..
مرام عارفه يا حبيبي .. بس انا خاېفه ميرجعش .. انت هتفضل معايا ونقنعه انا وانت انه ميبعدش تاني ويفضل معانا .. انت مش عايز تشوفه تاني !
ردد الطفل بفرح ولهفه لا عايز طول .. انا بحبه قوي يا ماما وعايزكم انتو الاتنين معايا ..
مرام شاطر يا حبيب ماما .. يبقي تعالي معايا يلا نجيب لك الاكل وتروح التواليت ..
اومأ لها الطفل بلهفه وفرح وبداخله نمت مشاعر جديده تماما تجاه والده الذي لطالما اراد رؤيته ليجتمع والده مع اكثر شخص تمناه ان يكون هو .. ذهبا مسرعين الي ذلك المحل ومرام تفكر بتنفيذ مخططها
وعدم الاستماع لما امرها به عبدالله ولم تدري ان ما تفعله ذلك سيكلفها الكثير جدا وربما سيأخذ منها اكثر ما كانت تتمناه ...
وصل ناجي بمفرده دون اي احد من حراسه بعد ان أمره عبدالله بذلك الي مقصدهم .. كان ناجي ينفذ ما يأمره به عبدالله في طاعه شديده تعجب لها عبدالله وادرك الي أي مدي يأثر به ذلك اﻷمر .. هبطا سويا من السياره فدفع به عبدالله كي يصعد الي ذلك المبني .. وما ان دلفا بداخله حتي اسرع يوسف الي عبدالله فاومأ له عبدالله بأشاره من رأسه يخبره بها ان كل شئ تم كما يجب ... وقعت عين ناجي بدايه من أولفت وهي مقيده الأيدي وبجوارها سمر التي كانت ترتجف من شده الخۏف عندما شاهدت ناجي والذي تعجب هو لخۏفها ذلك .. ثم جالت عينيه بذلك المكان متلهفه حتي وقعت عينيه عليه .. ابنه البكري وهو يدعك انفه بطريقه مقززره وجسده يرتجف من شده اﻷلم الذي يتمكله .. ثم انتقلت عينيه بجواره علي تلك الطفله الصغيره القابعه بجواره وهي مغمضه العينين وجسدها يكسوه اللون اﻷزرق .. اسرع ناجي اليها يتفحصها وهو لا يريد ان يصدق ما يراه بعينيه .. كان كمن صعقته صډمه كهربائيه حين وجد تلك العلامات عليها .. يعرفها جيدا ويحفظها ظهرا عن قلب ... انه ليس سوي التالون اللعېن ..
كان هؤلاء اولاده الذي طالما اخفاهم عن نظر الجميع كي لا احد يفكر بأذيته فيهم .. اخبر العالم اجمع انه حر نفسه ولا يربطه اي صله قرابه مع احد .. لم يتزوج ولن يفكر بهذا الامر مطلقا .. هو وحده وسيظل وحده طوال العمر .. تلك الحقيقه التي طالما عرفها به المجتمع الدنئ الذي يعمل معه .. الحقيقه التي لم يتوقع ان يتم كشفها في يوم من الايام وعلي يد اكثر شخص كرهه في العالم وهو ليس سوي ابن الحسيني ..
كان يحب ابنائه بشده وينفذ لهم جميع رغباتهم وهو ينفيهم في بلد اخري بعيده عن عمله وعن اي مكان يعرفه به احد .. وبين فتره واخري يقوم بزيارتهم والاطمئنان عليهم .. ما ان رأي ذلك المقطع الذي كان ببدايته يظهر سمر وأولفت ثم تبعهم ظهور ابنائه معهم حتي جن جنونه ووقع هو اسيرا بين يدي ابن الحسيني .. فماذا سيفعل بعد ان امتلك عبدالله نقطه ضعفه بين قبضتيه ..!!
نهض ناجي وهو يندفع الي عبدالله يمسكه من ياقطه صارخا بوجهه في ڠضب دفين انت عملت ايييييييييييييه !!!!!!!!! .. عملت فيها اييييييييه !!!!!
أمسك عبدالله بقبضته تلك وحررها منه وهو يثني ذراعيه للخلف في حركه قتاليه أدت الي تمزق ذراعه من الجانبين وهو يردد بلهجه الاڼتقام والڠضب اليه انا !!! .. انا عملت ايييييه !!! .. انت اللي عملت وبتشرب من نفس الكاس الۏسخ اللي أذيت بيه غيرك .. انت اللي قټلت بنتك اللي كنت مخبيها عن الدنيا كلها .. مش عايز تعرف انا عرفتهم امته ولا شفتهم فين !! .. عايز تعرف صح !!
كان ناجي يتطلع الي ابنته التي كانت ټصارع المۏت تحت تأثير ذلك الفيروس اللعېن الذي لم ينجو من قبضته احد وهو يتناسي تماما أمر ذراعه الذي كان ېتمزق بين مخالب عبدالله فهتف عبدالله متابعا سمر هي اللي جاتلي واعترفتلي علي كل حاجه !! جاتلي عشان احميها منك بعد ما حقنت بنتك بالغلط .. زي بالظبط ما حقنت تمارا مكان ابني اللي كنت عايز تقتله .. جاتلي تترجاني وهي خاېفه منك عشان انك ھتقتلها بعد ما تعرف انها قټلت بنتك بالغلط ..
نظر ناجي الي سمر پصدمه شديده وعينين لا تبثان سوي الشرار والتوعد فأمسك عبدالله برأسه وهو يلفها اليه پغضب مرددا بتبصلها ليه !!! .. مفكر انك هتقدر تعملها حاجه !! .. مش لما تنقذ نفسك اﻷول من اللي انا هعمله فيك !! .. ايه رأيك في مفاجأتي !! .. حلوه مش كده !!
أمسك عبدالله بناجي
من رقبته وهو يلفها كي يجعله ينظر الي ابنه الذي كان جاثيا وضامما ركبتيه علي بعضهم البعض
وجسده ينتفض وهو يدعكه بطريقه مقززه فردد عبدالله بنفس لهجته القاسيه ابنك ده مش كده !! .. ابنك المدمن اللي جبته عند سمر عشان تعالجه وجبت اخته معاه عشان متفضلش لوحدها .. وفهمت سمر ان دول أمانتك وكنت عايز تتخلص من سمر بعد ما تشفي ابنك علي طول صح ولا انا غلطان !!! .. بصله كده وشوف شكله عامل ازاي !!.. شوف ھيموت قد ايه عشان .. بقاله يومين بيتعذب لحد ما جسمه مبقاش حتي قادر يقاوم ...
هبطت الدموع بغزاره من عيني ناجي وﻷول مره يراها عبدالله .. ﻷول مره يشعر بعجزه وضعفه ذلك امام ابنائه وهو يفقدهم .. هتف عبدالله بلهجه قاسيه وهو يسخر منه ياااااااه يا ناجي انت بټعيط !!! .. هو انت اصلا من البشر فعلا وممكن حاجه تأثر فيك !! .. انت مستحيل تكون بني ادم .. انت الشيطان اللي ربنا خلقه علي الارض ..
تركه عبدالله من بين يديه ليهوي ناجي الي طفلته التي كان ينتفض جسدها وهي ټصارع المۏت وتلفظ اخر انفاسها .. التقطها ناجي بين ذراعيه وهو ېصرخ بها بشده وحزن مرير يأسر قلبه ودموعه ما اقرب لك .. ايه يا ناجي اجمد كده انا لسه مخلصتش مفاجئاتي !! .. انت وريتني قبل كده غلاوتي عندك .. اسمحلي انا بقه أوريك غلاوتك عندي
ترك ناجي ابنته بعد ان لقت حتفها بين ذراعيه وهو يجفف دموعه وينهض ليتملكه الجبروت مره اخري ويقف أمام عبدالله وعينيه تطلق شرارا وڠضبا جما مش هسيبك يا عبدالله .. لو اخر يوم في عمري ھقتلك برضه ..
عبدالله بضحك وتهكم طب ما توريني يا ناجي .. وانا وانت اهوه لوحدنا من غير شويه الكلاب اللي سايقهم وراك .. انا وانت .. راجل .. لمره.. عرفت مين فينا اللي بقي تحت رجل التاني..
قال كلمته الاخيره وهو يرمقه بنظره حقيره ليهجم عليه ناجي كالذئب الجريح وهو يطبق علي رقبته ليباغته عبدالله كاﻷسد المنتقم وهو يهوي بقدمه اسفل بطنه ليترنح ناجي وهو يهبط بجسده الي تلك المنطقه في ضعف شديد واﻷلم يفتك به صارخا بشده ليهتف عبدالله اثر صراخه بتحب تسمع صړاخ الناس مش كده !! .. بتلاقي متعتك في ده صح !! ..
أمسكه عبدالله من ذراعه ليرغمه علي الوقوف امامه مره اخري ويهوي بقبضته علي وجهه ليبصق الډماء من فمه مرددا في عڼف وهو ېصرخ من شده الألم طب يلاا .. يلاا اسمع صراخك انت واتمتع .. شفت انا مش حارمك من حاجه ازاي !!
اخذ عبدالله يضربه بقوه شديده وهو يحرر طاقته التي لطالما اختزنها لذلك اليوم الذي يقع فيه ذلك الحقېر بين يديه .. كان ناجي يترنح يمينا ويسارا بين يدي عبدالله بعد ان خارت قواه واصبح كالدميه التي تتحرك دون اراده منها وعبدالله لم يرحمه ابدا ..
هوي عليه بقبضه داميه شديه ادت الي ڼزف انفه بشده وهو يتذكر المره الأولي التي رأي بها مرام ووجهها يتحول للقتامه وهي تحت تأثير ذلك السم اللعېن الذي كان يعطيه لها يوما بعد يوم .. لكمه علي الناحيه الاخري وهو يتذكرها حينما رأي الډماء تخرج من فمها وهي تتعذب من ذلك الألم الذي زرعه بداخلها .. هوي بقبضه اخري اعنف ادت الي اصطقاق اسنانه ببعضها البعض واندفاع احدهم بشفته العلويه مما الي تمزقها واندفاع دمائه منها وهو يتذكر مرام حينما دلف اليها الغرفه ووجدها تسبح في دمائها بعد ان تم تقطيع أورده يديها .. أمسك به من رقبته وهو يدفعها باﻷرض لتصدم انفه به ويراها تتحطم في وجه وهو يتذكر تلك الطفله البريئه تمارا التي كانت ټصارع المۏت اثر ذلك الفيروس الذي زرعه بها .. جعله ينهض مره اخري في وهو يراه لم يقوي علي فعل اي شئ فلكمه علي رأسه بقوه شديده اسقطه ارضا وهو يتذكر ما فعله بمرام وابنه منذ قليل وكذلك يمني وطفلها وايمان ايضا ..
كان بداخل عبدالله وحش ثائر لا احد يستطيع ايقافه في تلك اللحظه .. كان ينظر اليه الجميع في
خوف وړعب من تلك الحاله التي تملكته وهو ينقض علي ناجي .. اندفع اليه يوسف محاولا ان يهدئ من روعه استاذ عبدالله سيبه كفايه .. انت هتموته كده وسياده اللواء قالك انه عايزه حي .. ارجوك حاول تهدأ
لم يكترث عبدالله بذلك الذي يحاول تهدئته وتوجه الي ناجي مره اخري يمسكه من سترته التي ڠرقت بدمائه وهو يردد في ڠضب جامح ما تقومي تقتليني يلا يا مره .. ولا انت مبتعرفيش غير انك تتكلمي وبس .. ما هو برضه النسوان بيعملو كده ..
لم يتلقي عبدالله اي رد منه حيث كان يتلوي
من اﻷلم اسفل يديه مما زاد ذلك من ڠضب عبدالله .. هو لم يريده ان يستسلم بتلك السهوله .. ما فعله ناجي به وبأهله ليس قليلا حتي يكتفي عبدالله بذلك القدر من تعذيبه .. مازال بداخله طاقه من الاڼتقام تسيطر عليه ولا تريد ان تهدأ .. أمسك به مره اخري وهو يساعده علي الاعتدال والجلوس امامه قائلا استحمل شويه يا ناجي عشان تشوف باقي المفاجأت اللي انا محضرلهالك .. مينفعش تستسلم بسهوله كده ..
كان ناجي يلتقط انفاسه بصعوبه وهو يري وجهه مهشما امام عبدالله والډماء تخرج من كل جزء به ليردد عبدالله پألم وهو يتذكر اخيه الصغير الذي قتل علي يد ذلك الحقېر فاكر حمدي !! .. اخويا اللي انت قټلته ..!!
ارتسمت شبح ابتسامه علي وجه ناجي في تشفي مرددا في ضعف شديد ودي .. حاجه .. تتنسي .. عمري ما هنسي .. وانا بعذبه .. وباخد روحه .. بأيدي
ازدادت كلماته من ڠضب عبدالله فأمسك عنقه بين يديه الداميه وهو يردد كالفحيح فاكر قالك ايه وهو بېموت .. مش قالك ان هيجيلك اللي ياخد له بطاره منك ويدوقك العڈاب اضعاف اللي وريتهوله .. عرفت بقه هو مين !!.. شايف كلمته منزلتش الارض ازاي وجالك اللي من يوم ما شفته وانت بتعاني من اللي بيعمله فيك !! .. عرفت مين كابوسك اللي هيفضل يطاردك حتي وانت في جهنم اللي هوديك ليها دلوقت !!.. عرفت مين هو ابن الحسيني !!
ترك عبدالله عنقه قبل ان يلفظ انفاسه بين يديه مرددا لا يا ناجي مش هموتك قبل ما اشفي غليلي منك .. اتفرج يا ناجي علي الفيديو ده وشوف اللي انت بتعمله في الناس اتردلك في مين !!
حرك ناجي عينيه ببطئ وهو ينظر الي الفيديو الذي قام بتشغيله له عبدالله علي هاتفه .. لم يكن سوي چثه احد ما وهم يقومون بتشريحها واخراج اعضائها المطلوبه لهم حتي توقف الفيديو عند وجه ذلك الشخص وتبين لناجي هويته والذي لم يكن سوي اخيه .. ذراعه الايمن الذي لم يعلن عنه ناجي ﻷحد قط مثل اولاده تماما ويزعم امام الجميع انه مجرد صديق عمل فقط لا غير .. عندما ادركت الوكاله العالميه التي يعمل لديها ناجي ذلك الامر وانهم اخوه حتي قامت بتشريح جثته وتصويرها وارسالها الي ناجي عقاپا له عما فعله معهم من تأخير التجاره وتغيير ارقام هواتفه وحجب التواصل معهم كل تلك المده ...
مش ده اخوك الصغير سالم !!! .. اخوك برضه اللي مقلتش لحد عنه عشان ميمسكوش ليك نقطه ضعف تانيه .. لما انت غيرت ارقامك كلها وخليت الارقام القديمه مع أولفت واتأخرت عليهم شهر كامل من غير شغل ومن غير ما تكلمهم وهما مش عارفين يوصلولك .. قالو هما اللي يتصرفوا.. فملقوش احسن من اخوك يشتغلوا عليه .. وخلاص هما استغنو عنك ودلوقت لو رحت حتي تبوس رجليهم اقل حاجه هيعملوهالك انهم يخلوك تحصل اخوك ..
كان عبدالله يري دموعه للمره الثانيه علي الرغم من الډماء التي كانت تغطي وجهه ولكن عبدالله استطاع تمييز بريق عينيه وألمه الذي كان يمزقه فور رؤيه ذلك المشهد الممثل امامه .. ليهتف عبدالله ساخرا منه في نبره اڼتقام نفس الكاس يا ناجي للمره التانيه بتشرب منه .. أول واحده بنتك .. والتاني اخوك .. ويا تري التالت هيكون مين .. !! ..
حاول ناجي الصړاخ ولكنه لم يقوي عليه بكل تلك
اﻷﻷم بجسده .. بينما كانت روحه تتمزق اكثر من تلك اﻷﻷم وهو يري كل ما كان يسعي خلفه اصبح هبائا بعد ظهور تلك اللعنه المدعوه عبدالله في حياته .. ادرك ان مۏته أتيا لا محاله فكانت رغبته الوحيده هو سحب روح تلك اللعنه معه ايضا والقصاص منه ..
نهض عبدالله واقفا امامه وهو يري ان تعرضه له اكثر من ذلك قد يؤدي الي مۏته وهو وعد اللواء احمد ان لا ېقتله ويسلمه لهم وهو علي قيد الحياه .. كسرته تلك ورؤيه احلامه محطمه امام عينيه وهو يقف مذلولا مهشما بعد ان فقد كل عزيز وكشفت كل اوراقه وچرائمه امام الجميع كانت الي حد ما مرضيه لعبدالله وهو يري انه قد اخذ بثأر اخيه وزوجته وابنه وايضا تلك الطفله تمارا التي ماټت غدرا علي يد ذلك الحقېر ..
رفع عبدالله هاتفه امام عينيه وهو يقوم بالاتصال باللواء احمد ويخبره بأن يأتي كي يقبض عليه قبل ان يخرج روحه بين قبضتيه ..
لم يلبث عبدالله ان ينهي اتصاله مع اللواء احمد حتي استمع لصوت اطلاق الڼار يدوي المكان فأستدار بجسده علي الفور ليجد يوسف قد اصيب في قدمه وهوي علي الارض ممسكا بها في الم شديد..
اسرع عبدالله وهو يضع يديه علي سلاحھ كي يخرجه من موضعه حتي استمع الي من يتحدث له باﻷنجليزيه
بلهجه امره محذره أياك ان تتحرك وألا سأفجر رأس زوجتك وأبنك
ردد روبرت تلك الكلمات وتبعها ادم وهو ېصرخ بأسمه في نبره قطعت نياط قلبه بابا عبدالله ..
اغمض عبدالله عينيه في ألم شديد وهو يشعر بغصه مريره بداخله .. كان خائڤا من ان لا تنفذ مرام ما امرها به ولكن كان دائما ما يحدث نفسه انها لن تخاطر ابدا بحياه طفلها .. من المستحيل ان تفعل به مرام ذلك وتضع رقبته اسفل خنجرهم يمزقونها ويخرجون روحه بيديهم .. لم يقوي علي التحرك والنظر خلفه كي لا يري ماذا يفعل بهم ذلك الكلب الحارس لناجي ..
تحركت قدماه ببطئ شديد وهو يستدير للخلف ويديه مرفوعتان ﻷعلي في استسلام ومازالت عينيه مغمضه لا يريد ان يفتحمها كي لا يراهم في تلك الصوره مره اخري ..
فتح عينيه ببطئ لتقع علي مرام وهي بين ذراعي رعد يحكمهما عليها من خصرها وسلاحھ مثبت علي رأسها .. وطفله بين يدي روبرت وايضا سلاحھ علي عنقه ..
كانت نظره عبدالله لمرام تلك المره نظره لم تعدها منه علي الاطلاق من قبل .. نظره انكسار وندم دفين وخذلان شديد وهو يرفع يديه في استسلام امام ذلك الاوغاد وهم مثبتين اسلحتهم علي رقبه زوجته وابنه .. ذلك بالتحديد الذي حذرها من عدم فعله وهي للمره اﻷلف تخطئ معه ولم تثق به وتسلمهم نفسها وطفلها وتضع رأس عبدالله اسفل حذائهم بعد ان كاد يقضي عليهم جميعا .. ذلك ما اكد عليها كثيرا ان لا تفعله ولكنها لم تستجيب لكلماته وتنفذ ما امرها به بل اخذت تذهب خلف وسواس برأسها يخبرها بأن عبدالله سيتركها ويرحل علي الرغم من تأكيده لها بأنه سيظل معها ولن يتركها .. اخبرها انه سيعود الي زوجته وطفلته وحبيبته مره اخري ولن يتركهم مجددا ولكنها خذلته هي ايضا في تلك المره ..
مكنتش عارف يا جناب الحارس انك مش راجل تقدر تسيطر علي مراتك .. علي الرغم من انك حذرتها كتير عشان تروح مع اللي راحوا بس هي ما سمعتش كلمتك ولا اهتمت فيها ابدا .. يا عيب الشوم عليك كنت مفكر ان شخصيتك قويه وبتقدر تسيطر عليها بس خيبت ظني .. كانت عايزه تروح وراكم بس يا خساره وقعت بأيدينا هي وابنك الحلو ده
كانت كلمات رعد كفيله بأن تشعل نيران الڠضب بجسد عبدالله وهو مازال ينظر الي مرام التي لم تفعل شيئا سوي البكاء والنحيب وهي تنظر اليه .. كانت صډمته تلك المره اشد من اي مره اخري .. هو من اخبرها انها من ستختار بنفسها استمرار علاقتهم تلك ام لا .. هو من وضع نهايه علاقتهم أو بقائها بين يديها .. للمره الثانيه تأتيه الطعنه منها وهو
يسلم لها نفسه ويسامحها ويضع حياته يديها .. قلبه المړيض اشتاق لها وهزم عقله الذي كان رافضا مسامحتها مره اخري والقي بروحه بين كفيها .. نظرته كانت كفيله بالنسبه لمرام بأن تجعلها تقرأ ما يفكر به عبدالله وهي تشعر بفداحه الخطأ الذي ارتكبته حين عصت أوامره .. وتدرك ايضا ما عواقب الذي فعلته تلك المره .. لم تستطع تحمل نظرته تلك اكثر من ذلك فأخفضت وجهها ﻷسفل في بكاء شديد وهي ټلعن غبائها الذي اوصلها لتلك الحاله .. لم تكن سوي امرأه عاشقه ارهقها عشقها وشوقها لحبيبها حتي تولد بداخلها حاله مرضيه من الخۏف .. الخۏف من فقدانه مره اخري والابتعاد عنها .. تلك الحاله هي من أوصلتها الي هذه النتيجه حينما عصت أوامره وخاطرت بحياتها وحياة ابنها بعد ان اقنعته ان تلك هي الطريقه الصحيحه ﻷستعاده والده اليهم مره اخري .. ولم تدرك انها وضعت بنفسها وبطفلها وكذلك حبيبها بين مخالب التمساح الذي سيلتهمهم في قضمه واحده ..
تحرك روبرت بأتجاه رعد واعطي له الطفل ليأخذه رهينه مع مرام ليتجه هو الي ابن ناجي ويضع سلاحھ بجواره كي يستطع فك وثاق قدمه المقيده وبينما يفعل روبرت ذلك كان يتوسله ذلك الشاب كي ينهي حياته ويخلصه من ذلك اﻷلم الذي يتملكه .. ولكنه لم يستمع له مطلقا ..
اتجه روبرت الي ناجي وهو يعدل من وضعه مرددا سيدي لا تقلق .. انا تحدثت مع جماعتي وسترسل لنا طائره وسوف نرحل جميعا من هنا في غصون ساعات .. علينا التعجيل الان كي نرحل من ذلك المكان اللعېن وننتظر في المكان التي ستأتي اليه لنا الطائره .. هيا سيدي تحمل قليلا وانهض معي ..
لم يلبث روبرت ان يحمل ناجي وينهض به حتي وجد رعد يقع ارضا بعد ان تم اطلاق الڼار عليه .. لم يأخذ عبدالله ثانيه واحده كي يدرك ان من فعل ذلك هو اما عمر أو ادهم فأخرج مسدسه وبسرعه البرق اسقط روبرت چثه ايضا امام ناجي .. ليستدير عبدالله بجسده وهو يشكر ربه
علي تلك النجده التي اتته في وقتها المناسب وما أن وقعت عينيه عليه حتي تصلب في موضعه من هول الصدمه وهو يري اخر شخصا كان يتوقعه علي اﻷطلاق ...
الفصل التاسع والعشرون
الجزء الثاني
حلقه 29
وما قيمه ان تغفر وتغفر والطرف اﻷخر لا يدرك قسوه اخطائه ان تكون مجبرا علي الغفران بينما اﻷخر لا يتوقف عن اﻷفعال التي تقتلك كل يوم..
تجمد عبدالله مكانه حين وقعت عينيه عليه ووقف كالمغيب تماما عن الواقع وما كان يفعله منذ وقت قليل وهو يبحلق فيه پصدمه شديده ارتسمت علي ملامح وجهه سبع سنوات يحسبهم علي يديه كل يوم وكل ساعه ليخرج اليه ويفتكه بيديه حتي وان قضي بقيه عمره بالسجن مره اخري .. كل يوم كان يرسم له الطريقه التي سينتقم منه بها ليعود مره اخري ويري انها ليست كافيه ﻷخذ ثأره منه ليعيد تفكيره مره اخري في الاڼتقام لنفسه ولزوجته بأبشع طريقه منه .. فرق بينه وبين الوحيده التي عشقها فؤاده واجبره علي تركها بل اجبره علي عدم رؤيه وجهها مره اخري ..
كيف عاد مره اخري ! وبأي جرأه يظهر امامه من جديد ! .. بكاء مرام وطفله وتأوهات ناجي وألم يوسف وخوف سمر وأولفت المقيده وعذاب ابن ناجي .. كل ذلك كان يحدث حوله ولكنه لم يغطي ابدا علي عينيه التي وقعت عليه وتلك الحاله التي يعجز عن اي انسان في وصفها حين تملكته.. لا احد يستطيع وصف مشاعره في ذلك اليوم الذي اخبره اللواء احمد بخبر ۏفاته كيف يمت بتلك السهوله والطريقه المشرفه !! كيف سينسي ثأره منه الذي كان يرسمه له في الدقيقه الف مره !! .. لربما كان مۏته له ارحم بكثير من ذلك العڈاب الذي قرر عبدالله اذاقته اياه .. وشريط ايامه يمر امام عينيه في لحظات كالبرق ..
واخيرا تحركت شفتي عبدالله وهي ترسم ابتسامه غريبه من نوعها وعينيه موصده علي سيف الذي كان ايضا ينظر اليه في صمت تام وكأنه يحاول تهيئه نفسه وكلماته لما سيخبره لعبدالله بعد ان رأي تلك الحاله الذي لم يتوقع شيئا اقل منها ..
سيف.. جلال.. الشافعي .. !!!
خرجت تلك الكلمات من عبدالله بذهول شديد وهو يتقدم بخطوات بطيئه اليه وعينيه مازالت مثبته عليه .. ليضع عبدالله يديه علي رأسه ويحكها وكأنه يحدث نفسه بصوت عالي مرددا في تهكم ما هو برضه مش معقول ربنا ينصفني ويكون عادل معايا وينصرني علي كل اللي أذوني ويسيب اللي كان السبب في ده كله !! .. ولا انت ايه رأيك يا سيف بيه ! .. ربنا طول عمره عادل ومبيظلمش حد ! ..... مش كده !!
حاول سيف يخرج من ذلك الحصار الذي وضعه به عبدالله ويتحدث ولكن تلك الحاله المذهله التي تملكته لم تسمح له بالتفوه ولو بحرف واحد وهو يكمل حديثه بتلك الطريقه متابعا .. مكدبش عليك انا مذهول جدا لدرجه اني مش مصدق نفسي اني شايفك قدامي .. يا تري جاي ليه يا سيف دلوقت وانت عارف اني مش هرحمك حتي لو وصلت لموتك .. أو مۏتي .. !!
تحدث سيف وهو يحاول مقاطعته عبدالله انا.....
ولكن عبدالله لم يدع له الفرصه في الحديث وكأنه ليس موجودا ولا يتحدث واكمل هو يقطع حديثه لا بس انت جاي وبتدافع عني وقټلت رجاله ناجي وده يثبت انك معايا دلوقت مش ضدي .. امال جاي ليييه !! .. ما هو انت برضه اكيد ذكي وعارف انك مهما عملت مفيش واحد مننا هيخرج من هنا علي رجليه واني عمري ما هسيبك الا لو انت اللي قتلتني ..
سيف في محاوله اخري يا عبدالله.......
ولكن عبدالله للمره الثالثه لم يكترث له وكأنه لم يتحدث ويتابع التحدث هو تكونش جاي عشان ده شغلك وانك مثلا مكلف بالحاجه دي زي ما ادهم كان بيعمل معايا دايما .. بس اكيد مش شغل.. والا كان اللواء احمد قالي .. هو قالي انه هييجي بنفسه عشان يقبض علي ناجي ومجابليش سيرتك نهائي ..يبقي مفيش غير انك جاي لقضاك ..
عندما وجد عبدالله سيف يشيح ببصره ناحيه سمر وكأنه يخبره بعينيه ذلك ليتحدث عبدالله بتعجب ومازال في تلك الحاله سمر!!! .. معقول جاي عشان سمر !! .. للدرجه دي شايفني وحش وممكن اقټلها ! .. دا
انا جاي هنا عشان احميها من ناجي ومن اللي هيعمله فيها بعد ما لجأتلي وانت عارف اني مستحيل اسيب حد محتاجلي حتي لو كان عدوي .. انا كنت هسلمها للواء احمد بكل بساطه وهو اللي يتخذ فيها الاجراءات ويحولها للمحاكمه .. ما انا برضه عمري ما همد ايدي علي واحده واقټلها !! .. فهل انت فعلا جاي عشان سمر مع انك عارف مصيرها ! .. ولا يكونش الډم بيحن زي ما بتقولوا وجاي عشان تنقذها ومهما كان
اختك وتتفاوض معايا اني اتنازل عن اللي عملته فينا !! .. بس برضه انت اكيد عارف ان ده ممكن يحصل اه .. بس علي چثتي .. ما انا برضه محتار يا عم سيف .. انت جاي ليه !!
تحدث سيف هذه المره بعدما ادرك انه بالفعل ينتظر اجابته فخرجت الكلمات منه في ثقه شديده علي الرغم من قلبه الذي كان ينتفض من رد فعله وليه .. ليه مفكرتش مثلا اني جاي عشان .. تسامحني !!
نظر له عبدالله لمده لا تتجاوز الخمس ثوان في صمت ثم اڼفجر في حاله من الضحك الهستيري بوجهه وهو يحاول تدارك كلماته التي وقعت علي مسمعه للتو حتي تعجب له جميع من حولهم وهو يصفق بيديه ويردد في هذيان مش ممكن .. بجد عليك حاجات تضحك اوي .. دا انت نكته !!
ملأ سيف رأتيه من الهواء وكأنه يستعد لمواجهته التي ادرك انها لن تمر بتلك السهوله ثم زفر في تنهد وهو يردد في جديه انا مش بهزر يا عبدالله .. عارف اني افتريت عليك وظلمتك وكنت السبب انك تتحبس 7 سنين ظلم .. لكن انا فعلا جايلك دلوقت ومش طالب غير انك تسامحني فعلا .. مش انت بتقول ان في حد مننا هيطلع من هنا مقتول .. انا بقولك اهوه انا المقتول وسلاحک في ايدك وممكن تخلص عليا دلوقت .. بس مش عايز اموت وانا شايل ذنبك ..
ليكرر عبدالله ضحكه مره اخري وهو يقول مش معقول ربنا بيجيبلي حقي من كل اللي ظلمني في يوم واحد كده !!!.. لا وفي مكان واحد كمان .. بس تعرف يا سيف !!
قال جملته الاخيره وهو يتوقف عن الضحك وتابع بجديه انت لو فعلا جايلي هنا ومسلملي نفسك وعايزني اخد حقي منك كده واحده مثلا مني وتقتلك يبقي غلطان
زفر سيف مره اخري في ضيق بينما كان يتابع الجميع ذلك النقاش الحاد القائم بينهم ومن ضمنهم ذلك المړيض الذي وجدها فرصه مناسبه لخلاص روحه من ذلك المړض .. بينما اقترب منه عبدالله وهو يضيق عينيه التي تشع شرارا ويكز علي اسنانه مرددا انا هعيشك 7 سنين زيهم واخليك تعدهم يوم بيوم وساعه بساعه وثانيه بثانيه وانا بوريك يعني ايه كلمه ظلم .. يعني ايه تبعد عن مراتك اللي ملهاش غيرك في الدنيا .. هوريك يعني ايه ابنك الوحيد وأول فرحتك اللي المفروض تعيش معاه لحظه بلحظه من يوم ما يتولد وتربيه علي ايدك يوم ما تيجي تشوفه تلاقيه عنده 6 سنين وهو حتي مايعرفش انك ابوه .. اوريك يعني ايه انك تحس بالكسره وانت قدام مراتك اللي بتعشقها ومش عارف تقربلها لمجرد انك بقيت رد سجون وهي بقت وجهه مشرفه في المجتمع بعد ما كان المفروض تقف جنبها وتدعمها خطوه بخطوه وانت اللي توصلها بأيدك للنجاح ده .. انت عارف بسببك حصل ايه !!! .. لو مكنتش اتسجنت مكنتش سبت اخويا ېموت بعد ما كلفته بمهمه انه يبقي قريب من مراتي اللي انت حرمتني منها .. مكنتش سبت مراتي تقع بين ايدين ناس ولاد كلب كانوا كل يوم بېقتلوها بالبطئ ولو مكنتش ماټت كانوا هيخلوها تعفن في السچن بعد ما مضوها علي فلوس ملهاش اول من اخر .. لو مكنتش اتسجنت بسببك .. مكنتش اتحرمت من ابني اللي كان بين ايديا وبيقولي رجعلي بابا وانا حتي مش عارف اقوله اني ابوك .. مكنتش بعدت عن حضڼ امي المريضه دلوقت بسبب بعدي عنها ومش قادره تسامحني عشان فكرتني قاټل .. مكنتش سبت
خواتي واهلي وعزوتي بعد ما نزلت من نظرهم واترميت في السچن ..
علي الرغم من سيف هبطت دمعه من مقلتيه وهو يستمع الي كلمات عبدالله التي كانت تقطع به بينما تابع عبدالله في ألم تعرف يا سيف ! .. والله مستعد اسامحك وانسي كل اللي فات ده .. بس علي شرط
لمعت عينا سيف وارتسم بداخله مقدار من الفرحه وهو ينظر اليه بترقب بينما تحدث عبدالله انك ترجعني بالزمن لسبع سنين ورا وتمنع كل اللي حصل فيهم .. ووقتها انا هسامحك
نكس سيف رأسه مره اخري في حزن بينما ابتسم عبدالله متهكما متقدرش مش كده !! .. يبقي متطلبش مني اني اسامحك عشان دي برضه حاجه خارجه عن مقدرتي .. لأني صدقني انا جوايا ڼار مش عارف اطفيها .. مقدرتش اطفيها مع ناجي ﻷنه للأسف خلص بدري وجاب اخره .. لكن شكل انت اللي هتطفيلي الڼار دي باللي هعمله فيك ..
سيف بحزن وكسره واستسلام بص يا عبدالله .. اللي انت عايز تعمله اعمله .. عايز تضربني اضربني .. عايز تقتلني اقټلني .. بس بلاش تقتلني قبل ما ارجعلك حقك واعترف اني كنت السبب في حبسك ظلم وتسترد كرامتك .. وبعدها اقټلني .. ودلوقت
لو عايز تطفي نارك زي ما بتقول .. انا قدامك اهوه ..
لم يلبث عبدالله ان يرد عليه حتي استمعا الي صوت اطلاق الڼار وانفجار الډماء خلفهم فنظرا الخلف هما اﻷثنين في أن واحد ..
وجدها النهايه لا محاله فأما ان يسلم للسلطات وحينها لن يحكم عليه بأقل من الاعډام بعد ان يسجل اعترافه لكل ما فعله بحق الدوله وعلاقاته التي ساعدته في ذلك .. واما ان يلقي حتفه الان ويقرر مصيره بيديه والذي بات واضحا من انه اتخذه وقضي الأمر .. لن يسمح لنفسه ان يكون مضغه في فمهم وان يذل بين يديهم اكثر من ذلك .. انتهي كل شي وذهب من حياته كل ما كان يود بقائه ..ولكن مهلا لن يلقي بحياته في الچحيم سدي ويترك تلك اللعنه التي احتلت حياته منذ ظهورها بها .. لن يقضي نحبه الا وبيده ابن الحسيني ..
وبينما هو يسبح بتفكيره عاد عبدالله بنظره الي سيف مره اخري بأستهزاء وكأنه يخبره ان كل ذلك لن يعنيه شيئا بقدر ما فعله هو به .. اشاح سيف بنظره الي عبدالله هو ايضا وردد في اسي وندم قرر يا عبدالله انت عايز ايه وانا لسه عند كلمتني .. ومش طالب غير انك تسامحيني حتي لو مت ..
وضع عبدالله يديه امام صدره وهو ينظر اليه بكره شديد ويبث اليه بأنه مهما فعل لن يحصل علي السماح حتي وان ضحي بحياته ﻷجله ...
انسي يا سيف .. وبما انك جاي برجليك يبقي تستعد لعذابي اللي مش هتشوف اخره ....
ولم يلبث عبدالله يكمل جملته حتي وجد سيف يهجم عليه فجأه وهو يدفعه بيديه في قوه حتي اسقطه ارضا ليرتطم بالارض في لحظات معدوده ولم يكد يرفع رأسه ويعدل من وضع جسده حتي استمع لصوت اطلاق فرفع وجهه ليري سيف.. تدارك عبدالله الموقف في ثوان لينظر خلفه ويجد ناجي من فعل ذلك وهو يسحب اجزاء سلاحھ مره اخري كي يوجهها تلك المره الي عبدالله بعد ان اخطأ في المره السابقه ولكن لم يدع له عبدالله الفرصه ويخرج هو سلاحھ ويفتك به رأسه حتي تفجرت جبهته ولقي مصرعه علي الفور لتنتهي حياته وتتخلص البشريه من ذلك الشيطان..
اخذ يتطلع اليه عبدالله وهو غير قادر علي تحديد مشاعره الحاليه تجاهه أيشعر بالشفقه لحاله وانه
لربما يكون بالفعل في لحظاته اﻷخيره ولم يطلب منه سوي السماح حيث استشف عبدالله صدقه من خلال نظراته ولهجته التي باتت واضحه بالنسبه اليه .. أم يتذكر له كل سوء فعله به ويري ان مۏته ذلك لم يكن سوي جزء بسيط مما فعله معه ..
لا يدري عبدالله لما قال له ذلك .. هو لن يسامحه بالبتأكيد ولكنه تذكر طفله الذي شاهده بالمشفي حينما اعلمه اللواء احمد بخبر ۏفاته ..
نهض عبدالله وهو ينظر حوله ليجد المكان بأكمله اصبح عباره عن كتل من الډماء في كل بقعه بجواره ..
وقعت عينيه علي يوسف وهو ممسكا بقدمه والعرق يتصبب من جسده في غزاره شديده وعينيه كادت ان تفقد بريقها وتسيل من قدمه لټغرق الارض بأسفله وكذلك يديه .. اسرع اليه عبدالله متلهفا حيث لم يلحظه من قبل ولا يتذكر متي اصيب جلس بجواره وهو يمسك بوجهه مرددا في قلق شديد وخوف يوسف .. انت كويس .. انت اتصبت امته بس !!! ..
لم يتلقي منه ردا حيث كان يتلوي من شده اﻷلم فتركه واخذ ينظر حوله الي اي شئ يضمد به ركبته لتقع عينيه علي مشهد تمني ان يكون موهوما وما يراه هذا ليس سوي حلم وسوف يخرج منه .. وقعت عينيه علي سمر وهي ترفع سلاح بيديها والذي استخدمه ذلك الشاب المدمن لقتل نفسه .. حينما نظر الي مقصدها والي من تريد ليجدها ليست سوي مرام التي كانت تحتضن طفلها وهي تنظر اليها في خوف شديد بيننا تبادلها سمر نظرات الذل والحقد والكراهيه وهي تبتسم لها بتشفي ....
لم يلبث عبدالله ان يتحرك من موضعه وينهض صارخا..
مراااااااام ....
وتم اطلاق الهدف ببراعه ..
سقطت سمر قبل ان تضغط علي الزناد وتحقق انتقامها .. ظنت ان حياتها ستنتهي في السچن ان لم يتم القصاص منها علي كل ما قامت بأرتكابه من قبل ومعاقبتها علي چرائمها التي ټأذي من خلالها أناسا كثيره .. وجدت اخيها يقف بجانب عبدالله ويطلب منه السماح ولن يدافع عنها او بفعل اي شئ من اجلها .. نظرت حولها لتجد مرام وطفلها بأحضانها وزوجها عاد اليها وسيظل بجوارها الي الابد لذلك قررت انهاء حياتها .. كانت تفعل كل ذلك وتسعي من اجل ان تحصل على ذلك الحب الواهي الذي اوهمها به قلبها .. حينما رأت السلاح بجوارها في يد ذلك الشاب الذي كانت تعالجه من الادمان لم تتردد ثانيه واحده لتوجه ذلك السلاح علي من ظنت
انها اخطتفت حبيبها منها .. عقلها الباطن مع تلك الحاله الچنونيه تملكتها للمره الثانيه وهي تصوب السلاح علي مرام لتقضي علي حياتها كي تمنعها من الحياه والبقاء بجانب عبدالله .. وماذا حدث الأن !! .. هي من فقدت حياتها وعلي يد من !! .. اخيها ابن ابيها وامها ...
نظر اليها عبدالله ليجدها تسقط أمامه بعد ان اخترق .. اشاح عبدالله بنظره الي ليجد سيف ينزل من يده وينظر الي عبدالله ويبتسم قبل ان يوصد عينيه ويرتخي جسده ..
بعد لحظات كان اللواء احمد يقتحم المكان ليجد جميع من به يسبحون في ولم يتبق لتلك القضيه أي اثر سوي أولفت التي قام بالقبض عليها وادرك انها لن تأخذ وقتا كي تعترف بكل شئ ..
ليتم اغلاق قضيه ناجي الكافوري ومن معه الي اﻷبد وتبدأ حياه اخري في محور جديد ..
كانت الشمس علي مشارف الغروب بعد ان تغيرت الاحوال الجويه ومالت للدفئ قليلا في ذلك الفصل الذي يبهج الجميع وهو فصل الربيع بلونه الأخضر الزاهي ..
كان عبدالله يجلس في شرفه القصر الخاص بهم مرتديا حله رسميه انيقه ذات ماركه عالميه وحذاء اسود اللون يشاهد غروب الشمس في تلك النسمات التي كانت تداعبه وهو ممدا قدمه امامه علي منضده ورائحه عطره الجذابه اندمجت مع رائحه سيجارته التي كان ممسكا بها في استرخاء تام وهو يتذكر كل ما حدث خلال الشهر الماضي...
مر شهرا كاملا علي تلك القضيه التي انقلبت لها البلد بأكملها وهي قضيه ناجي الكافوري وما فعله وكان يريد ان يفعله اكثر بتلك البلد .. مازالت الصحف المصريه وايضا العالميه تكتب في ذلك الخبر الي الأن .. والذي كان يؤكدون علي توثيقه اكثر هو شجاعه ذلك الحارس الذي تبين لهم انه زوج من لقبت بطبيبه القلوب وبدأو في البحث عنه اكثر لمعرفه كل ما كان يربطه بتلك القضيه وماذا فعل من اجلها ! .. وهل كان ذلك من اجل القضيه فقط أم من اجل سبب اخر ! ..
مع استجواب الطبيبه مرام زكريا اعلنت عن بسالته في فنون الحړب والقتال.. وحكمته في التصرف.. وشجاعته التي فاقت الوصف .. ووقوفه بجانبها وانقاذ حياتها عده مرات بعد ان كانت ستصبح لقمه سائغه في فم الاعداء .. صرحت ايضا انه زوجها وحبيبها ورفيق دربها منذ كانت بالسابعه عشر من عمرها وهي لم تعرف دربا ولا حبيبا سواه ...
وامتزجت تصريحها مع افاده سيف جلال الشافعي بعد ان اعلن للعالم من خطأه وانه كان المذنب بحقه حين حكم عليه بالسجن ظلما ليستعيد عبدالله كرامته وكبريائه ورفض اخذ التعويض المادي الذي قدم اليه من سيف وتركه ﻷولاده ..
اتخذت مرام من ذلك التصريح لتعلن للعالم عن مدي فخرها بحبيبها الذي كان دائما وابدا يحتل مكانه اﻷب والزوج بداخلها .. وأنها تزوجته منذ السابعه عشر من عمرها وظلت زوجته حتي وهو بين القطبان وستظل رفيقه دربه الي الابد وهي كلها فخر وكبرياء .. اصبحت تلك الواقعه هي حديث الساعه ومازالت الي الأن في اﻷعلام والسوشيال ميديا يكتبون ويوثقون قصه حبهما التي تخطت كل معالم الحب والعشق ..
نفس عبدالله دخان سيجارته وهو يتذكر كل ما مر به وما فعله من اجل تلك القضيه ومدي تأثيرها عليه .. بدايه منذ ان كان بالأردن بعد ان طلق مرام وتركها تبكي بمفردها علي ما فعله معها .. تذكر مدي قسوته عليها في ذلك الوقت وهو يري ان اكثر ما ېؤذيها هو ابتعاده عنها وهجره لها .. لام نفسه كثيرا علي ما فعله بها ولكن أن لم يكن فعل ذلك فلن تصبح النتيجه كما هي علي تلك الحال اﻷن ..
لم ينسي حين التقي بذلك الشاب الطبيب يوسف في مطار الأردن الدولي وتحدث معه كمن وجد نجده من السماء و هم يخططوا سويا ماذا سيتم البدئ في مخطط كل منهم .. بدأ يوسف بسرد قصته له وانه اتي الي الأردن لمقابله اهل حبيبته داليدا والتوصل معهم لنهايه مرضيه ولكن عبدالله اخبره بمدي خطأه وحذره من عدم فعل ذلك حيث ان هؤلاء المتعصبون لدينهم وعقيدتهم لن يتفاوضو معه بشئ واقل ما سيقدمونه له هو قټله .. وعده بمساعدته له وانه لا يوجد سوي الټهديد والخۏف من سلطه عاليه لتنهي ذلك الامر وتمنعهم من عدم التعرض له .. أيوجد اكثر من المخابرات المصريه كي تمنع تلك الزيجه !! .. تحدث عبدالله في ذلك الوقت مع اللواء احمد السيوفي وصرح له عن مكانه وعن ما يود فعله .. كم كان اللواء احمد سعيدا بما يخبره به عبدالله وانه وثق به دونا عن الجميع وتدخل هو شخصيا لينهي امر
اهل داليدا وسلب منهم حريتها في اختيار حياتها ودينها وزوجها ولم يستطع احد منهم التفوه بكلمه واحده .. فرح يوسف بشده بل كان ذلك
اسعد خبر يسمعه بحياته وظل يعانق عبدالله شاكرا له ولما قدمه من اجله ووعده ان يظل بجواره ﻷخر لفظه بحياته الي ان ينتهي هو ايضا من انتقامه لمن ظلمه .......
بدأ عبدالله عمله في البحث عن مكان اي احد له علاقه بناجي وذهب في بادئ الامر الي الفيلا الخاصه بمرام في الأردن وظن انها مهجوره لن يوجد بها احد ليكتشف انها ليست كما يعتقد وانها بالفعل يقطن بها احدهم .. حينما بدأ بمراقبها جيدا ودلف بداخلها لم يجد سوي أولفت واحدهم يمارس عليها ساديته وهي كالعبده الزليله اسفله ليشمئز عبدالله من ذلك المشهد ويقتحم عليها المنزل وهو يمنع ذلك التقزز من الاستمرار اكثر من ذلك لتتحول أولفت تحت قدميه هو متوسله اليه ان لا يفعل شيئا معها وېؤذيها به وهي مازالت مصدومه كيف وصل الي هنا وعرف مكانها ....
اخبرته أولفت بكل ما تعرفه عن ناجي ورددت ايضا انها مستعده للأعتراف بكل شئ ولكن ان يتم اقصائها عن ناجي وعدم التعرض لها .. اعطت له هواتفه الخلويه التي كانت تحوي ارقائمه القديمه التي استبدلها بأخري ومنها وجد عبدالله كل ما يريد معرفته اكثر عن ناجي وطبيعه عمله .. واكثر شئ جذب انتباهه هو ذلك المقطع الذي وصله علي حساب الواتس أب والذي كان عباره عن اخيه وهم يقومو بتعذيبه نتيجه لتأخر ناجي بالبضاعه الجديده .. علي الرغم من تقزز عبدالله في بادئ الأمر وشعوره بالشفقه علي حاله ولكنه سرعان ما تذكر ما فعله بأخيه لتتحول شفقته الي نصر وسخريه منه وهو يتم معاقبته بنفس الطريقه ....
كانت سمر في ذلك الوقت محتجزه في بيت اخر بالأردن وبين الحين واﻷخر تذهب الي أولفت في الفيلا التي كانت تقبع بها تطمئن علي ناجي كي يحضر لها المواد التي تحتاجها لعلاج ابنه من اﻷدمان بعد ان قاربت علي النفاذ .. ولكن زيارتها الاخيره لها كانت لغرض اخر وهي ان تعلم اكان هنا بالأردن أم لا !!.. فقط تريد معرفه مكانه خوفا من ان يتعرض لها بعد ان ادركت فداحه غلطتها وحقنت ابنة ناجي بذلك الفيروس وهي في احدي النوبات الچنونيه التي تأتيها بين الحين والأخر .. تخيلت تلك الطفله التي لم تصل لسنواتها العشر انها مرام وقامت بحقنها وهي غير واعيه لما تفعل تحت تأثير الجنون الذي يتملكها ..
كانت تراقب الفيلا من بعيد وصدمت حين وجدت عبدالله يخرج منها وشعرت بأنه الخلاص لها وهو من سيحميها من ناجي لذلك سعت خلفه والقت بنفسها بين ذراعيه وهي تعاودها حاله الجنون مره اخري لتعترف له بكل ما فعلته معه وكذبها عليه بأمور عده كي تصل اليه هو .. اخبرته بمدي حبها له والذي كان دائما يشعره بالشفقه علي حالها حتي بعد كل ما ارتكبته بحقه وحق زوجته .. اتت اليه ضعيفه مجنونه تحتمي به من بطش ناجي وما سيفعله معها اذا علم بذلك اﻷمر .. لذلك قرر الاستفاده منها ليوم لقاء ناجي وكذلك حمايتها الي ان يتم تسليمها الي اللواء احمد السيوفي بعد ان اخبره ايضا بأمرها ...
تنفس عبدالله بحريه بعد انتهاءه .. لم ينسي ذلك اليوم حينما سقطت مرام بشده ليخبره ادم بكل تلقائيه وبراءه بأن امه تحمل بأحشائها طفل اخر وهو من يرهقها دوما هكذا .. مثلما كانت تفعل معه دائما حينما يسألها ابنها عن سبب مرضها فتقول له ان اخيه الصغير الذي تحمله هو من يسبب لها ذلك اﻷلم ...
شعوره في تلك اللحظه كان مختلفا عن اي مره كان بجوارها من قبل ولا يدري اكان أدم صادقا أم ﻷ .. ذهب بها الي المشفي وتأكد من حملها وان بالفعل ما يخبره به ادم صحيحا وهي في بدايه الشهر الثاني .. جلس عبدالله بجوارها وهي مغمضه العينين وهو حقا لا
يدري ماذا يفعل معها ويراها تخاطر بطفلها الذي بأحشائها قبل طفلها الذي بيديها .. وضع يديه علي وجهه في حيره شديده مفكرا ماذا يفعل معها .. بداخله مشاعر مختلطه بين الحب والعقاپ والضيق.. ايذهب ويتركها مره اخري !! .. ولكنه وجد ان ذلك لن يجدي نفعا معها بل سيسوء من وضعها اكثر وفي تلك المره هو من سيضحي بأبنائه لمجرد انها تحبه ولا تري حياتها من دونه ...
أيظل معها ويعود اليها كسابق عهدهم !! .. ولكنه ان فعل ذلك ستتمادي اكثر من قله ثقتها ويزيد ذلك الشعور بالخۏف بداخلها .. يعلم انها اخطأت في تلك المره ايضا حينما عصت اوامره وعرضت حياه اطفالها للخطړ لمجرد خۏفها من الذهاب وتركها وحدها ولكنه لم يكن من الصعب عليه تمييز رده فعلا وانها لن تفعل ذلك فقط الا من شده خۏفها من فقدانه ..
هي تعتقد
ان هجره لها وتركها اكثر شئ يدمرها ويوقف حياتها .. نعم فلتعتقد ذلك وهو من سيثبت لها ان هناك كسره اخري وألم اخر لم تجربه بل هو اشد واقسي من ألم الهجر والبعد .. قرر البقاء بجوارها من اجل ابنائه ومن اجل الحفاظ علي حياتها وعدم تعرضها للخطړ بسبب تهورها ...
وبعدها هو من سيكشف لها غضبه وعقابه لها الذي لم تجربه من قبل لتري ان ألم هجره كانت اهون بكثير مما تعيشه اﻷن معه ..
اكثر من كان سعيدا ببقائه هو ابنه ادم .. ذلك الصغير الذي شعر بأنه وجد روحه المفقوده بعد ان ادرك هويه والده الحقيقيه وانه ذلك الشخص الذي لطالما احب ان يكون هو والده .. حتي وان كان والده شخص اخر كان يعتقد انه لن يحبه اكثر من ذلك الذي اطلق عليه حارس القوه واعجب بجسده الرياضي وحركاته القتاليه ولعبه ومرحه وصداقته معه .. خلال ذلك الشهر لم يترك ادم والده ولو للحظه واحده .. دائما ما يظل بحواره يلعب معه ويدربه علي القتال الكاراتيه والسباحه وركوب الخيل وكذلك ليجد في ذلك الصغير روحا اخري ماهره وذكيه وسريعه الفهم واﻷدراك لكل ما يعلمه له عبدالله .. بدأ حياته الدراسيه بالصف اﻷول الابتدائي منذ اسبوعين وهو يذهب كل يوم مع والده ويتباهي فخرا وزهوا وسط اصحابه الذي تعرف عليهم بأن له اب مثل عبدالله وهو يحكي لهم كيف كان يقاتل الاشرار ويسقطهم جميعا بضربه واحده .. وفي أوقات فراغه بالمدرسه يظل يحكي ويقص ﻷصحابه عن ما فعله ويفعله معه والده كل يوم مع
ومن اﻷمور التي ما زالت ترسم من الحيره بداخله هو امر ذلك السيف وما فعله معه .. لن ينسي ابدأ حينما كان يطلب منه مسامحته وهو علي مشارف المۏت حينما راي بعينيه ألم حقيقي وندم لكل ما فعله معه من قبل .. لا يدري أيسامحه ويتخطي ذلك اﻷمر أم لن يسامحه ابدأ مهما فعل ويظل ستذكر انه كان السبب الرئيسي لكل ما فعل بحياته .. حقا لا يدري بأي قرار يسير به ولكن الذي بات متأكدا منه انه تخلي عن امر اﻷنتقام منه الي الابد بعد ما انقذ له حياته وحياه زوجته وفعل اخر شئ كان من الممكن توقعه وهو قتل اخته الوحيده بيديه ..
بعد ثلاثه ايام منذ اصابته ذهب عبدالله اليه في المشفي ليري وضعه الصحي وماذا حدث له ليجد اللواء احمد وكذلك ابنته اسراء زوجه سيف وطفليه الصغيرين في انتظاره وهو بالداخل لعمل فحوصات علي اصابته تلك .. اخبره اللواء احمد ان اصابته تلك لامست منطقه حساسه اسفل عضمه الترقوه تسمي الضفيره العضديه ادت الي شلل ذراعه اﻷيمن بالكامل وها هو بالداخل من عمل الفحوصات اﻷخيره للتأكد ايوجد أمل اخر له في النجاه وان ذلك شلل مؤقت فقط ام سيستمر طوال حياته معه ولن يستطيع تحريك ذراعه مره اخري !! .. والذي
تبين لهم بعد ذلك انه شلل دائم بكامل ذراعه .. ترتب علي تلك اﻷصابه انه تم استبعاده واﻷستغناء عنه من العمل فتخلي عن وظيفته ليتأكد لعبدالله ان الجزاء كان من جنس العمل وان عمله ذلك الذي كان سببا في سجنه هو من تخلي عنه وتركه في اصابته ..
وخلال ذلك الشهر ايضا لم يتوقف سيف عن رمق عبدالله بنظرات الندم وطلب السماح منه وتحديدا بعد ان اعترف للجميع بانه كان السبب في سجن عبدالله تلك السبع سنوات وترك له حريه اﻷختيار ولكن عبدالله رفض القصاص منه وعفا عنه ولم يطالب بسجنه ايضا كما فعل معه بل جعله ينعم بحياته بجوار اطفاله كي لا يحرم منهم ..
برقت عين عبدالله بالدموع ودق قلبه بسرعه شديده وهو يتذكر ذلك الصغير المرح حمدي .. الذي لطالما كان اخيه وصديقه وابنه ايضا .. الوحيد الذي كان يقترب منه ويحبه بشده دونا عن اخوته جميعا .. كان دائما ما يخبره بانه اقرب الاصدقاء اليه ويتمني له الخير والتوفيق بحياته وان ينعم بحياه سعيده مع من يحبها .. لن ينسي ذلك اليوم الذي اخبره فيه عن مرام .. مازال يتذكر السعاده التي ارتسمت علي وجهه في ذلك اليوم وهو يفقز فرحا من هول السرور الذي حل علي قلبه وهو يري اخيه اﻷكبر واخيرا وقع في الحب ...
حمدي ذلك الشاب الشجاع الذي يتحلي بكل معاني الرجوله والاخلاق ويحتسبه جميع اهله شهيدا لحبه لوطنه ولرجولته ونخوته وغيرته علي فتاه لا تربطه بها سوي أنها من نفس موطنه.. حمدي الذي واجه قټله ومجرمين بمفرده وهو يدافع عن حبه لبلده من هؤلاء البطشي والمجرمين ..
اخرج عبدالله هاتفه من جيبه وضغط عليه لتظهر صورته امام عينيه بتلك الابتسامه الصافيه والوجه الحسن والروح البريئه الطاهره ليغمض عينيه في مراره وحزن بعدما فرت دموعه علي الرغم منه..
لمده دقيقه واحده وهو يقرأ له الفاتحه ويدعوا له بالرحمه والغفران ...
بقي انت هنا يا حسيني عمال تستجم واحنا قالبين عليك الدنيا !!!
لم يكن سوي مسعد صديقه الذي ردد بتلك الكلمات وهو يدلف باب غرفته في سعاده مرتديا بدله رسميه ايضا
نهض عبدالله من علي كرسيه وهو يتوجه اليه مرددا بنفس لهجته مشفتش في ذكائك اقسم بالله .. يعني انت قلبت الدنيا كلها عليا ومحاولتش تدور في اوضتي !! ..
ضحك مسعد بشده وهو يردد اه صح .. معلش بقه متوتر شويه
عبدالله بتريقه متوتر ليه ان شاء الله !! .. محسسني ان ده فرحك انت !!
مسعد بجديه لا يا عم مش كده .. بس لسه عارف دلوقت ان زهره حامل وقلقان عليها شويه .. انت مشفتش لما كانت حامل في نور حصلها ايه وكانت تعبانه ازاي!!
عبدالله بجديه وهو يربت عليه يا ابني سيبها علي ربنا وادعيلها وان شاء الله كل حاجه هتبقي كويسه وهتعيشوا مع في سعاده .. كفايه انكم بتحبوا بعض ..
مسعد بجديه هو اﻷخر طب وانت يا عبدالله !!
عبدالله وهو يتصنع عدم الفهم انا ايه !!
مسعد انت كمان بتحب مراتك وهي بتحبك وحامل في ابنك التاني .. ليه مش بتعيش معاها في سعاده انت كمان !!
عبدالله بضيق لا خلاص مبقتش بحبها .. وبعدين هي مش مراتي انا رميت عليها اليمين من زمان ومبفكرش اردها .. وياريت تقفل علي الموضوع ده !!
مسعد بضيق شديد ايضا ولما انت رميت عليها اليمين ومبقتش تحبها قاعد معاهم ليه !!
عبدالله ببرود شديد ﻷن بكل بساطه
في عندي طفل بقيت انا محور حياته كلها ومستحيل اسيبه تاني .. هي كمان حامل بأبني ومش هسيبها لتهورها والهبل اللي بتعمله ده لحد ما ټموت ابني التاني .. انت شفت بنفسك ادم كان خاسس قد ايه وضعيف وحزين ..مرجعش لحياته غير وانا جنبه بس .. وانا مش هسيب عيالي تاني يا مسعد .. مش هسيبهم يتربوا بعيد عن امهم وابوهم ..
مسعد بحيره وجديه انت متأكد من اللي انت بتقوله ده !! .. انت بتكدب علي مين !! .. عليا ولا علي نفسك !! .. انت مبقتش تحب مرام !! .. مرام العيله اللي انت من يوم شفتها فيه دخلت قلبك وهي ضعيفه وخاېفه وبتعيط وشفت نفسك الحصن اﻷمن ليها وانت واقف جنبها وبتساعدها خطوه بخطوه كأنها بنتك الصغيره علي الرغم من انها كانت مراتك !! .. مرام اللي انت وقفت في وش عمها وكنت ھتموت تحت ايده بس عشان تحميها!! .. مرام اللي باسل كان هيفجرك وربنا انقذك في خلال ثواني برضه بسببها .. !! ولا بقه تكونش مرام اللي قررت تضحي بحبك وسعادتك حتي لو هتتعذب كل يوم في بعدك عنها لمجرد انك تحميها من سيف اللي كان عايزها بأي شكل !! .. ولا مرام اللي فضلت طول ال سنين وانت في سجنك مش في ايدك غير صورتها ومش بتسمع اخبار اي حد الا هي وكان نجاحها هو الحاجه الوحيده الحلوه اللي بتهون عليك ايام السچن المره .. ولا بقه يكون قصدك مرام اللي انت أجلت طار اخوك واڼتقامك من سيف لمجرد انك تبقي جنبها وتحميها وتحل لها في مشاكلها !! .. ولا مرام اللي لسه من شهرين بس كنت خلاص روحك بتطلع وانت تحت ايد الكلب اللي اسمه ناجي برضه بسببها وانت مكنش في بالك غير انك تحميها .. ولا مرام اللي فضلت جنبها حارس خاص وانت ھتموت وترجعها مراتك تاني وانت جاي علي نفسك ومش راضي تعمل ده لمجرد انك شايف ارتباطها بواحد رد سجون زيك مش هيشرفها !! ..
ما هو انت برضه لازم تفهمني يا عبدالله انت قصدك علي انهي مرام فيهم اللي انت مبقتش تحبها !!!
ليتابع مسعد وهو يري تغيرات وجه عبدالله دا البت ماشيه في كل حته تقول للناس انه جوزي وحبيبي اللي دافع عني ووقف جنبي في اصعب ظروفي !!.. اللي عماله تقول انه مهما حصلك سواء اتسجنت او اتنيلت علي عينك هتفضل تتشرف بيك وان اكبر إنجاز في حياتها أنها اتجوزت بطل زيك.. بتقول كده للناس بره وتيجي انت جوه تعذبها بالشكل ده ومتنيمهاش كل يوم الا وهي دموعها علي مخدتها لمجرد انها عايزه ترجع مرام مراتك تاني !!
كان عبدالله يتذكر كل مشهد مر عليه معها وبجوارها اثناء حديث مسعد وقلبه يخفق مع كل لحظه جديده تجول برأسه اثناء ذكره لها .. ليتوقف مسعد عن الحديث وكذلك عبدالله وهو يعود لواقعه ويردد بسخريه مرام اللي انت بتتكلم عنها دي حاجه ومرام اللي انا مبقتش بحبها حاجه تانيه .. رجعلي مرام العيله الصغيره اللي عندها 17 سنه تاني وانا هقولك اني بحبها وعمري ما هتخلي عنها .. لكن اللي قدامي دي
واحده تانيه خالص مش مرام اللي عارفاني وواثقه فيا وبتقدرني ومبتنزلش كلمتي اﻷرض .. كنت بحب مرام اللي كانت بتحترمني وبتعتبرني مثل وقدوه ليا وبتحسسني فعلا انها بنتي ومهما عملت مش بتخرج عن طوعي وعارفه برضه اني مهما زعلتها هرجع اصالحها ..
لكن اللي قدامي دي لوقت مش مرام بنتي .. دي الشخصيه العالميه المشهوره مش مرام .. مش ميمتي ابدا دي .. انا يمكن حاولت كتير اطلع ميمه اللي انا اعرفها منها بس للأسف ملقتهاش جواها ... يمكن الحاجه المشتركه بين الاتنين ان هما الاتنين كانوا بيحبوني .. بس انا محبتش غير ميمتي وبس .. مش حضرت الدكتوره
مسعد بنفاذ صبر يا عبدالله ما انت اللي عملت .....
عبدالله منهيا ذلك النقاش في جديه مسعد كفايه كلام في الموضوع ده وخصوصا انك عارف مش دي الطريقه اللي انا
هقتنع بيها ..
مسعد مفيش فايده فيك .. انا مش عارف اعمل فيك ايه والله !!
عبدالله متعملش حاجه وخليك في حالك ..
قطع كلامهم ادم وهو يدلف الغرفه مرتديا بدله رسميه من نفس نوع بدله والده أو هي بالفعل نفسها ولكن في شغل اصغر .. بااااابي
قالها ادم في سعاده ومرح وهو يدور امام والده كي يظهر له البدله ليذهب اليه عبدالله مبتسما وهو يحمله ويلف به قائلا حبيب قلب بابي ودنيته كلها
قبله ادم علي خده قائلا احنا كده بقينا زي بعض بالظبط .. عشان لما حد يشوفني يعرف ان انت بابي وان انا ابنك ..
ضحك عبدالله وهو يعانقه بحراره مرددا طب كده يا باشا ممكن اللي يشوفنا ميفكرش ان انا ابقي بابي !!
رسمت ملامح الدهشه والضيق الشديد علي وجه ادم وكاد ان يبكي فور سماعه ذلك فأخذ يردد وهو يتفحص شكل بدلته ويقارنها بوالده ليه !! .. انا زيك اهوه في كل حاجه .. حتي لبست نفس الشوز بتاعك ...
ضحك عبدالله وهو مازال يحمله ثم توجه به الي المرأه وتناول فرشه الشعر واخذ يمشط شعره الفحمي الناعم الذي يعد نسخه اخر من شعر عبدالله بطريقه معينه مثل ما فعل مع نفسه مرددا عشان نسيت تسرح شعرك زيي ..
ما انتهي من تمشيط شعره حتي تناول زجاجه البرفان ووضع له منها عده بخات علي حلته مرددا ايضا ونسيت تحط نفس البرفيوم اللي انا حاطه
ضحك ادم مره اخري وقبل والده وهو يهتف كده بقينا زي بعض بالظبط .. !!
نظر عبدالله لنفسه في المرأه وكذلك ادم بجواره ليلاحظ الشبه العجيب بينهم وكأنه بالفعل نسخه مصغره منه فأخذ يتعجب .. كيف لم يلاحظ ذلك من قبل!!!!! ..
قطعه صوت دومي وهو يقول يلا يا بابا عشان نلحق نشوف العروسه والعريس من أول الفرح !!
حمله عبدالله لينزله ارضا وهو يردد يلا يا بطل .. !
وذهبوا جميعا الي ذلك العرس لهذا الثنائي الجميل بقصتهم الممتعه .. إيمان وعمر ..
الفصل الاخير ج
الجزء الثاني
الحلقه اﻷخيره جزء
هل العشق يجعل اﻷنسان مچنونا أم ان المجانين فقط هم من يعشقون لا ادري ولكن ما اثق به ان لا لوم علي العاشقين
تلأﻷت اﻷنوار في مختلف الوانها بداخل تلك القاعه الفخمه لتعلن عن عرس جديد من عائله مرموقه وهي عائله قطب
تقدم عبدالله ومعه صغيره الذي لم يفارق يديه طوال الطريق والي اﻷن الي تلك القاعه المعجوءه بالناس والصادحه باﻷغاني واﻷصوات المرتفعه لتملأ قلبه احساس من نوع غريب وعينيه تبحث عن عين اخري في ذلك المكان ولكن لم تجد مقصدها كاد ان يجلس علي احدي المقاعد حتي فوجئ بوالد العريس السيد خليل قطب يتقدم اليه ويرحب به بشده وحفاوه وهو يشكره علي ما فعله ﻷبنه وزوجته في الفتره الماضيه رفع عبدالله عنه الحرج وحدثه انه يعده كأخيه الصغير ومن واجبه فعل ذلك
لم يلبث عبدالله ان يأخذ نفسه ويجلس علي الطاوله كي يكمل وصلة بحثه عن صاحبه العيون الزرقاء حتي وجد من يقيده ويحضتنه من الخلف صارخااا واخيراااااا جيييت !!
استدار عبدالله اليه وهو يشيح ببصره ليجده ليس سوي يوسف وهو ينظر له بسعاده بالغه وابتسامه تصل الي عينيه في بهجه عارمه نهض عبدالله وهو يبادله اﻷبتسامه ليباغته يوسف ويحتضنه بشده وهو يربت عليه في امتنان شديد فيضمه عبدالله ايضا وهو يشعر بسعادته تلك ردد يوسف كنت مستنيك قوي عشان اشكرك علي كل اللي عملته معانا
عبدالله بلوم بطل عبط بقه انا زي ما ساعدتك انت كمان ساعدتني واتصبت يعني انا اللي مديون لك مش انت !!
يوسف بسعاده ولو كنت حتي مت وقتها مكنش هيفرق معايا كفايه اﻷحساس اللي انت خليتني احسه بعد ما اكبر عقبه كانت في حياتي اتحلت
عبدالله بمرح يعني لما انت ټموت تسيب البنت اللي متعلقه بيك وعملت كل ده عشانها لمين !! دا لو سمعتك دلوقت مش بعيد تعمل منك كفته !!
ردد يوسف في ضحك معاك حق الحمدلله اني لسه عايش
كاد
عبدالله ان يكمل حديثه معه حتي فوجئ بتلك الجميله الذي زادها حجابها جمالا اخر وهي تقترب منهم الي ان وقفت امامهم ما ان تقابلت عينيها بعين عبدالله حتي اخفض بصره عنها بعدما اطالت النظر اليه وهو لم يفسر تلك النظرات حتي سمع صوتها اخيرا وهو يخرج متقطعا في حشرجه واختناق استاذ عبدالله انت رجعتلي حياتي لما يوسف رجعلي مهما قلت من كلمات شكر مش هقدر أوفيك حقك ابداا علي اللي عملته معانا
نظر اليها عبدالله ليجدها تبكي في تأثر ليجيبها مسرعا وانا عملت ايه بس !!!! انا وعدت مرام قبل كده اني اساعدكم لو في ايدي الحل وده اقل حاجه ممكن اقدمها بعد ما ضحيتي بحياتك وانقذتي مرام انا اللي مديون لك يا داليدا بحاجات كتير قوي
داليدا في ابتسامه باكيه كل ده ميجيش حاجه قصاد اني رجعت ليوسف تاني وعايشه في السعاده اللي انا فيها دي
عبدالله ياريت تحافظوا علي بعض انتو دلوقت ملكوش غير بعض
اسرعت داليدا لا لينا لينا انت الكبير بتاعنا دا بعد اذن حضرتك يعني انك تبقي اخونا الكبير !
عبدالله وانتي بجد بتسألي !! ربنا وحده اللي يعلم معزتكم انتو الاتنين زادت عندي قد ايه !!
احتضنه يوسف مره اخري وسلمت داليدا عليه وبداخلها تعزف السعاده من اوتار الحب اجمل اﻷلحان
جلس عبدالله علي مقعده مره اخري وعينيه مازالت تبحث عنها يمينا ويسارا في توتر لاحظه
أدم وادرك انه يبحث عن والدته مثلما كان يفعل دائما في القصر وهي بعيده عنه وضع ادم يده علي فمه يكتم ضحكته وهو يري والده مازال يتلفت حوله وهو يزفر في ضيق
لسه مجتش يا بابي متدورش عليها !!
نطق ادم بتلك الجمله وهو يتصنع الجديه ويكتم ضحكته فردد عبدالله متسائلا هي مين دي يا ادم !!
ادم بخبث ومكر العروسه طبعا هتكون مين يعني !!
لم يكد عبدالله يرد عليه حتي استمع الي من يناديه بأسمه
عبدالله !!
علي الرغم من ان اﻷصوات مرتفعه حوله ولكن صوته لم يكن مهمشا بداخله كي لا يتم التعرف عليه علي الرغم منه شعر بالضيق واﻷستياء حاول عده مرات من ذي قبل ان يتجاوز ذلك اﻷمر ولكن شيئا ما بصدره لا يستجيب له نظر عبدالله اليه فوجده يمد له يده اليسار مرحبا به فتناولها عبدالله وهو يرسم ابتسامه بسيطه علي وجهه اهلا يا سيف
سيف بود شديد ازيك يا عبدالله عامل ايه !!
عبدالله الحمدلله بخير اخبارك انت ايه واخبار دراعك
سيف بأسي وحزن الحمدلله علي كل حال انا اخدت جزائي وانتهي اﻷمر وراضي بأي حاجه ربنا كاتبهالي بس اللي لسه دلوقت مش حاسه ومش عارف اعمل ايه عشان اوصله هو انك تسامحني خاېف ييجي يومي وانت لسه شايل مني ومسامحتنيش !!
ربت عبدالله عليه بأبتسامه مصطنعه مجامله متضغطش عليا يا سيف ڠصب عني مش قادر بس بحاول دايما اشوف صوره ابوك الراجل الطيب فيك والدك ياما ساعدني ووقف جنبي وجنب مرام عشان كده مرضتش ءأذي بنته بعد كل اللي عملته وبرضه مش راضي اعمل اللي كنت ناوي اعمله معاك ونسيت حته ان انا انتقم منك متاخدش كل حاجه مره واحده سيب اﻷيام تاخد وقتها وانا متأكد اني زي ما نسيت فكره اﻷنتقام هييجي يوم وهقدر اسامحك
تقدم سيف وربت علي ذراع عبدالله في ابتسامه فبادله عبدالله اياها وهو يراه يبتعد عنه وهو يتقدم الي زوجته وأولاده فلمح عبدالله اللواء احمد يجلس علي نفس طاولتهم ونظر الي عبدالله فنهض عبدالله من موضعه وهو يسرع اليه فنهض اللواء احمد يحتضنه في حب وترحاب ازيك يا بطل !! والله وحشتني تصدق بقه !! شهر كامل ما اشوفكش !!
عبدالله بود كبير والله وحضرتك اكتر معلش بقه كنت برتاح شويه من اللي شفته انت عارف انه مكنش شويه !
اللواء احمد بتفهم عارف يا ابني بس برضه ربنا رجعلك حقك ونصفك علي كل اللي اتعرضلك وأذاك في يوم
فهم عبدالله مقصده وانه لا يرمي الا علي سيف فردد اللواء احمد مره اخري بس صدقني يا ابني سيف فعلا ندمان من جواه
عبدالله عارف بس ڠصب عني
اللواء احمد ولا يهمك كفايه اللي انت عملته ومرضتش تأذيه عشان ولاده ربنا يكرمك يا ابني
عبدالله وهو ينظر الي اﻷمام بتفكير وردد انا لحد دلوقت مش عارف انت ليه كنت قلتلي انه سيف ماټ !! ولما هو مماتش ! ليه كان سايب سمر تضيع بالشكل ده !!
نكس اللواء احمد رأسه في اسي وردد موضحا مكدبش عليك يا ابني لما قلت لك ان سيف ماټ كنا فعلا كلنا ناشرين خبر مۏته لظروف معينيه في الشغل ﻷنه كان في الوقت ده في مهمه تبعنا في اسبانيا انت طبعا عارف طبيعه شغلنا واننا ممكن نضطر كتير لحاجه زي دي سيف كان بقاله سنتين هناك وفي الوقت ده سمر
كانت متجوزه بس لما والدتها توفت
اتطلقت بسرعه جدا وكأنها كانت مجبوره علي الجواز ده وبعدها سافرت ومحدش عرف هي راحت فين ولا عايزه تعمل ايه واحنا مدورناش وراها لحد ما اكتشفنا بعدين علاقتها مع ناجي وكل اللي وصلتله بس برضه لحد دلوقت انا شخصيا معرفش ايه سر الكراهيه الشديده اللي بينها وبين مرام!! تعرف ان السبب الرئيسي اللي خلاها تبقي مع ناجي هي انها ټأذي مرام لما اكتشفت انه عايز ينهيها ويدمرها بجد مش قادر افهم ليه بتكرهها كده!!
ابتسم عبدالله متهكما في حزن بس انا عارف !
اللواء احمد بفضول طب ما تعرفني !!.
عبدالله برفض معلش يا سياده اللواء اللي ماټ اعتبر سره اندفن معاه بلاش نفتح في حاجات مش هتفيد اكتر ما هتضر ربنا يسامحها بقه علي اللي عملته !
اللواء احمد بتفهم ماشي يا ابني اللي تشوفه المهم سيف لما رجع طبعا مكنش عارف كل اللي سمر عملته وبدافع اﻷخوه حب يرجعها تاني كأخ ويشوف ايه اللي وصلها لكده بس للأسف كان فات اﻷوان وحصل اللي حصل
اومأ له عبدالله برأسه متفهما وهو يشكره علي توضيحه له تلك اﻷمور التي كانت تضع علامه استفام بداخله ودع عبدالله اللواء احمد وهو يغادره حينما وجد دومي يجذبه من يديه
احتلت الوان الليزر الاجواء دفعه واحده وتبدلت الموسيقي بواحده اعلي وارتفعت صوت التهليلات لتظهر تلك الحوريه ذات عيون الزيتون مع زوجها وحبيبها ورفيق روحها الذي هرم من اجل هذه اللحظه اللحظه التي تجمع بينه وبين حبيبه قلبه ببدله عرس وفستان ابيض كانت جميله كعادتها وسعادتها تخرج من وجهها لترسم ابتسامه جميله علي محياها هي وعمر وهم ممسكون بيد بعضهم البعض ويتبادلون النظرات العاشقه وكان عينيهم تخرج قلوبا من شده العشق الذي جمع بينهم
صفق عبدالله لهم وامتزجت صفقاته مع الحضور والمدعوين وبجواره ابنه الصغير الذي كان يهلل ويفعل مثل والده ثم اخذ يصفر بيديه لهم ببراءه ومرح كبير
اتجهت عين عبدالله مره اخري تبحث بين الحضور عنها وهو لا يدري لما يظل يفعل ذلك !!! وجد عبدالله من يعانقه بقوه وهو يحمله صارخا بحراره وحشتني يا حسيييييني !!!!
ما ان وضعه ذلك الشخص علي اﻷرض حتي استدار له عبدالله وكاد يلكمه قائلاااا يخربييييتك هبلك !!! انت ايه يا ابني !! خضتني
ضحك ادهم بشده مرددا عارف عارف لمحتك من بعيد وانت سرحان كده وعينيك بتدور علي حاجه فملقتش احسن من اني اخضك واقطع عليك اللحظه دي
عبدالله بضيق وغلاسه طول عمرك فصيييل يلا يلااا من هناا موحشتنيش اساسا
ادهم وهو يتصنع الڠضب اي ده هو انا من ضمن قائمه الناس اللي انت لسه زعلان منها !!! قلبك اسود قوي كده كده انا ماشي اهوه وعلي العموم انا عارف اللي انت بتدور عليها فين يلا بقه بعد اذنك
ما ان استدار ادهم مغادرا حتي امسك عبدالله بكتفه وهو يستوقفه بضحك استني بس رايح فين ! دا انا مفيش حد كان واحشني هنا قدك تصدق !! احم هي فين !!
ضحك ادهم مره اخري ولما انت واقع قوي كده ليه بتعذبها وټعذب نفسك !!
عبدالله بجديه لا بعذبها ولا بعذب نفسي كلكم فاهمين غلط انا بس مشفتهاش من الصبح من ساعه ما ايمان جت وخدتها ڠصب عنها كانت تعبانه الصبح ومكنتش عايزه تروح وانت عارف انها حامل في ابني وانا بصراحه خاېف عليه مش اكتر ثم
ان ادم كمان كان بيسأل عليها
نظر ادهم ﻷدم بطرف عينيه الي دومي فوجده يرقص بجوار والده وهو مندمج تماما مع اجواء الفرح ليعود بنظره مره اخري الي عبدالله مرددا في خبث لا واضح فعلا ان ادم بيسأل عليها
عبدالله بضيق ونفاذ صبر بقولك ايه !! انت هتعمل فيها زي مسعد !! اصلا محدش فيكم فاهمني ولا عارف ايه اللي جوايا واعتقد ان محدش هيقدر يفهمني في يوم اساسا فبرضه متحاولش في حاجه مفروغ منها عن اذنك مش عايز اعرف مكانها لو ده هيثبتلك اني مش قلقان عليها ولا هي واحشاني اساسا
تركه عبدالله وخرج من القاعه بعد ان شعر بالضيق والاختناق بالداخل أسند جسده علي شرفه خارجيه وبينما هو يفعلها وقعت عينيه عليها وجهها المطفي ولونها الباهت وجسدها الذي اصبح نحيلا والدموع ترافقها دوما وجدها مسنده علي نفس سور تلك الشرفه ولكن بعيده عنه وجدها هائمه وكأنه تفكر بشئ ما وغير مكترثه لذلك الفرح وتلك الزيجه بالداخل .
شئ ما بداخله كان يلعنه يلعن شخصيته الصعبه تلك يلعن كبريائه وكرامته التي تحول دونه ودونها لما فعل بها ذلك !! اهي حقا تستحق كل ما تعانيه ! علي اي شئ يعاقبها هو اﻷن لتصل الي تلك الحاله !! لا يدري من اين اتت له تلك الدقات التي اخذت تحتل قلبه وهو يحرك قدمه لا اراديا باتجاهها بعد ان ألقي تلك
من يديه وهو ينظر اليها
توقفت قدماه فجأه وثبت مكانه حينما وجدها تلقي بنفسها بين ذراعي صديقتها يمني التي تلقتها بحنان وهي تربت علي ظهرها
زفر عبدالله في ضيق واخرج من علبه سجائره واحده اخري واخذ يشعلها پغضب وبداخله صراع كبير يكاد يهدمه بأكمله نظر اليها مره اخري فوجد يمني تمسك بوجهها وتجفف دموعها في مواساه وتتحدث معها بكلمات حاول ان يفهم ما تقوله من حركه شفاهها ولكنه فشل وجدها تربت علي يديها وتتحدث بكثره ويدها اﻷخري كانت تلوحهها مع نظرات خاصه كأنها تحثها علي شئ وتقويها علي فعله ومرام تستجيب له تاره في بكاء وتاره في ابتسامه حزينه
تملك عبدالله فضول شديد وهو يريد معرفه ما تقوله لها يمني ولما تتحول مرام بتعبيرات مختلفه اثناء حديثها !! القت بنفسها مره اخري بين ذراعيها ويمني تربت عليها مما جعل عبدالله يردد في ضيق شديد وهو يري ذلك المشهد يوووووووه
ثم تركهم وترك الفرح بأكمله وذهب يتمشي بالجوار في تلك المنطقه كادت ان تنفذ من شراسه تدخينه وضيقه من كل ما يحدث .
نظر في علبه سجائره فوجدها قد فرغت فزفر حانقا وهو يحاول ملئ رئتيه بهواء الليل البارد ذلك قرر النهوض من موضعه ليذهب الي اي مكان قريب ليشتري علبه اخري ولكنه عندما نظر الي ساعته وجدها تتجاوز الثانيه عشر مساء ليردد عبدالله في قلق ياااااه انا كنت قاعد كل ده !!
قفز عبدالله من مجلسه وعاد مسرعا علي قدميه حتي وصل الي القاعه مره اخري ليجدها شبه فارغه دب الخۏف في أوصاله ولا يدري لماذا ولكنه حينما وجد الجميع قد غادر شعر بالقلق الشديد نظر خارجها فوجد ادهم مازال هنا ولم يغادر ولكن تبدو عليه العصبيه الشديده والتوتر وهو يتحدث مع اللواء احمد ووالد عمر يبدو ان هناك امرا ما هو لم يعرفه ذهب باتجاههم كي يستفسر ما في
اﻷمر ما ان رأه ادهم حتي قطع حديثه ونظر له بنظرات اشعلت الحيره والقلق اكثر بداخل صدره ليستوقفه عبدالله مرددا في قلق وتسائل ادهم استني في ايه !! وفين مرام وادم !!
ردد ادهم وهو علي عجل وينظر لهاتفه بترقب مفيش يا عبدالله خلي بالك من مرام وابنك اهم حاجه
ازداد الخۏف بداخله وهو ينظر اليه ويتحدث بعصبيه ما تقولي يا ادهم في ايه !! وفين مرام وابني !!
ادهم وهو يركب سيارته مرددا معرفش يا عبدالله تلاقيهم روحو الناس كلها مشيت انت كمان روح عشان تفضل جنبهم
معلش انا مسافر دلوقت مع مراتي ولازم الحق الطياره عن اذنك
انطلق ادهم بالسياره من امامه وكذلك فعل والد عمر واللواء احمد بعده وهو مازال واقفا في مكانه لا يدري ماذا يفعل اخرج هاتفه واخذ يتصل بمرام ولكن لا يوجد اي رد منها نظر حوله باحثا عن سيارته فلم يجدها بالمكان الذي وضعها به فأخذ يبحث عنها باﻷماكن المجاوره وهو لا يدري حقا انسي اين وضعها ام انها تمت سرقتها !!! كان المكان مظلم بشده حوله في تلك المنطقه وهو لا يجد السياره علي اﻷطلاق
قام باﻷتصال مره اخري علي هاتف مرام ولكن لا يتلقي سوي نفس اﻷجابه ليتملك الخۏف اوصاله هذه المره ويشعر بالذعر الشديد علي حالهم
بينما كاد عبدالله ان يعود الي مكان القاعه مره اخري ليستقل سياره اجره من هناك حتي وجد جسده يكاد ان يسقط أرضا بعد ان نفذت بداخل انفه رائحه غريبه حاول عبدالله ان يدرك نفسه وما يحدث له ولكنه لم يلبث ان يفعل ذلك حتي ازدادت الرائحه حوله لتكمم فمه هذه المره وهو لا يقوي علي المقاومه بعد ان وجد جسده يرتخي علي الرغم منه بين يدي هؤلاء الذين اخذوا يكبلونه من يديه وهو لا يري شيئا في تلك العتمه بعد ان وضع هاتفه بجيبه مره اخري فقط كان يستمع لهم قبل ان يغلق عينيه ويدرك انه وقع اسيرا بين يدي احد ما
قبل ان يغيب عن الوعي ارتسم برأسه كل اﻷشخاص الذين تصدوا له بحياته بدايه من فاروق الفداء مروان باسل أبو الروس سيف الشافعي سمر أولفت واخيرا ناجي الكافوري
تري من فعل ذلك !! أهو ثأر قديم عند احدهم !! أم عدو جديد يتربص له !!
اوصد عينيه في استسلام بعد ان تغلغلت الرائحه داخل جسده بأكمله واختفي معهم عبدالله الي مصيره الذي لا يعرفه بعد استغل هؤلاء المجرمين تلك العتمه التي يقف بها لينفذوا مخططهم معه ويقومون بأختطافه
في مكان اخر بالعالم وتحديدا في استراليا دلف عمر وعروسه الي ذلك الجناح الذي تم حجزه خصيصا لهم لقضاء اﻷيام القليله التي حصل عليها كأجازه من عمله
اخذت تنظر حولها وهي تتأمل ذلك الجناح الكبير الذي يرسم من الجمال واﻷناقه لوحه ابداعيه في قمه الروعه تقدمت الي اﻷمام ببضع خطوات لتصل الي تلك الشرفه الزجاجيه الكبيره وتفتحها علي مصراعيها ليلفحها الهواء
بقوه
توجهت مسرعه الي الحمام بعد ان اخرجت بيجامه قطنيه شتويه ودلفت بها الي الحمام وهي تتنفس الصعداء بعد ان اختفت من امام حصار عينيه وهي تشعر بالقلق الشديد يتغلغل بداخلها
اما هو فظل ينظر اعقابها في تعجب من امرها الذي تبدل هكذا ! واي نوم تتحدث عنه ! فقد اخذت الوقت بأكمله في الطائره وهي نائمه ! لا يفهم عمر لما تتصرف هكذا وحدث نفسه انه ولكن لما شعر بخۏفها هكذا وتوترها
الشديد !
بدل هو ثيابه بأخري اكثر راحه واخذ ينظر من خلال نافذه تلك الشرفه الزجاجيه في انتظار انتهائها من استخدام الحمام مر اكثر من نصف ساعه وهي مازالت به ولا يدري لما تأخرت كل هذا الوقت فقرر الذهاب اليها ورؤيه ما حل بها
طرق عمر علي باب الحمام مناديا بأسمها ايمااان !!!
هو يرفع من صوته ايماان ردي !! انتي كويسه !!
زفر عمر في ضيق وحنق وهو يردد استغفر الله العظيم يارب
ثم حاول تهدئه نفسه وعدم التعصب عليها وهو لا يستوعب علي اﻷطلاق لما كل هذه التصرفات الچنونيه التي حلت عليها !! اقترب عمر منها مره اخري بهدوء وتريث طب اهدي يا حبيبتي وتعالي نتكلم مع بعض شويه
انا جنبك دايما يا يمني مش عايزك تخافي وكوني متأكده ان لو الدنيا كلها في كفه وانتي في كفه عمري ما هختار غيرك عشان كده كنت بفكر اسيب الشغل
اسرعت يمني تردد لا يا ادهم كفايه وجودك معايا كفايه ان انا مراتك وشايله اسمك عشان احس باﻷمان أوعي تسيب الشغل انا عارفه قد ايه انت بتحبه وبتلاقي نفسك فيه !
ردد ادهم بس بحبك انتي اكتر وبحب بنتنا اكتر ومفيش حاجه في الدنيا تعوضني عنكم مهما كانت
يمني عارفه يا حبيبي والله بس برضه شغلك عندي خط احمر ومش هسمحلك تسيبه ابدا لمجرد خۏفك علينا طب تعرف !! انا بس لولا اني كنت حامل علي اخري وتعبانه يوم ما خطڤوني دا انا كنت قطعتهم ووريتهم النجوم في عز الدهر
قهقه ادهم بشده علي ما تفوهت به تلك المجنونه لتنسحر هي في جمال ضحكته وعيونه الممزوجه بخضره الزرع وهي بين ذراعيه وقريبه منه الي هذا الحد لم يكد يتوقف ادهم عن ضحكه
كانت تجلس القرفصاء علي السرير وهي تحتضن الوساده الموضوعه بجوارها ودموعها لم تتوقف عن الهطول ولكن هذه المره ليست خوفا أو عصبيه وأنما ندما علي ما رددته منذ ساعه وفعلته مع ذلك الذي يعشقه فؤادها لا تدري لماذا توصلت الي تلك الحاله من الخۏف مع انها تثق به وتؤمن من تفهمه لها ان اخبرته بمكنون قلبها تعلم انه ڠضب منها بشده بعد ان اخطأت بحقه ونعتته بالغبي ولكن كان ذلك من شده عصبيتها وخۏفها ليس اكثر فماذا تفعل اﻷن !
لم تفكر بشئ وألغت عقلها الذي دائما ما يصور لها اشيائا تخيفها بل نهضت علي قدميها بأمر من قلبها وهي تري حبيبها غاضب منها
منذ اكثر من ساعه وهو بداخل الشرفه لم يتركها ينظر الي الهواء الذي كان يلفح وجهه المقطضب في ڠضب وهو يتطلع امامه متسائلا ماذا حل بها كي تتصرف هكذا معه !! كان غاضبا منها
ودا ايه ده بقه ان شاء الله !
ردد بهمس مالك !
انطقي يا ايمان اتكلمي عبري عن اللي جواكي
مش خاېفه
يتبع بعد قليل الجزء الثاني
الخاتمة
الجزء الثاني
الفصل الاخير ج
عشق تحت الوصايه
الجزء التاني
الحلقه الأخيره جزء
يا ۏجع القلب وعڈابه من حب سكن وأستقر مرض عضال لا علاج منه ولا مفر ..
فتح عبدالله عينيه ببطئ شديد ليجد نفسه في مكان لم يعهده من قبل .. استدار برأسه يمينا ويسارا وهو يتطلع الي ذلك المكان ليجده غرفه واسعه جداا بل اشبه بالجناح الذي يوجد بالفنادق العالميه .. تذكر ما حدث له وان اخر شئ كان هو عندما سقط بين هؤلاء الذين خدروه وغدور به في تلك المنطقه المظلمه .. أذن ماذا يفعل هنا اﻷن !! .. أهذه مذحه من احدهم ام انه اﻷن في حلم !! .. حاول التحرك من موضعه ولكنه وجد نفسه مقيد اليدين وكذلك اﻷرجل بذلك المقعد الذي كان يجلس عليه .. غلي الډم في عروقه من شده الڠضب وهو لا يفهم اي شئ مما يحدث علي اﻷطلاق ...
سمع عبدالله نقرات كعب حزاء حريمي عالي يأتيه من الخلف فتمسك بالهدوء وهو منتظرا ليري من هي تلك التي تقترب منه .. وصلت ﻷنفه رائحه عطر يعهدها جيدا .. ليس يعهدها فقط بل يعشقها ايضا وهو مازال عقله لا يستوعب اي شئ لكن قلبه اخذ يخفق بقوه ...
.. كانت تضم شعرها ﻷعلي في فورمه جميله الشكل وينسدل منها خصلتين لتعظي لها مظهرا أقل ما يقال عليه هو فتنه متحركه أو ملكه اﻷغراء ...
ما أن وقفت أمامه حتي ألجمت الصدمه لسانه وارتسمت علي وجهه علامات الذهول الشديده ولكنه كبح
لجام غضبه وتحكم بصډمته ليظهر أمامها بثبات لم تتوقعه أبدا وهو في موقف مثل الذي يقع به اﻷن .. تحولت نظراته لها الي غموض بالنسبه اليها وهي لا تستطيع تفسير تلك النظرات مطلقا ليتحول ثباتها الذي اخذت تستجمعه منذ عده ايام الي ضعف شديد وخوف اكبر من رده فعله التي باتت لها انها لن تمرئ
علي خير ابدا ..
كانت مرام تقف امامه وهي تشاهده ينظر لها فترتعد من الخۏف واسرعت بقدم لم تحملها اليه وهي تحل وثاقه والقلق يتمكن من كل خليه بها بعدما تأكدت ان كل ما كانت تخطط له ذهب هباءا وسينقلب كل ذلك علي رأسها ... حررت يدي عبدالله وقدمه من تلك اﻷوصاد ويديها ترتجف في خوف شديد وعنيها تتطلع عليه وهي تحاول استشفاف اي رده فعل عليه ولكنها لم تجد شيئا غير نظرات بدلا من ان تطمئنها كانت تدب الړعب في أوصالها....
اخذ عبدالله يفرك يديه ويحرك قدميه بهدوء شديد ثم عاد مره اخري يسند ظهره علي كرسيه وهو يطبق يديه امام صدره ويرمقها بنفس النظرات تلك دون التفوه بحرف واحد وكأنه منتظرا ما ستلقيه عليه ...
انت .. مش هتتكلم .. مش هتسأل انت .. هنا لي .. ليه !! .. مش هتزعقلي طيب .. طب مش هتقوم حتي تضربني !! .. طب اي حاجه !!
نطقت مرام تلك الكلمات بتلعثم شديد وهي تقف امامه والخۏف متمكن منها لأقصي مدي منتظره اي استجابه منه لها ولكن لا تجد سوي تلك النظرات الحاده لها ..
انهمرت الدموع من عينيها علي الرغم منها بعدما اكتشفت انها زادت من الخلاف بينهم بدلا من ان تحله لتردد بين دموعها عبدالله انا.. اسفه .. والله ما كنت اقصد.. اني اعمل فيك كده .. ارجوك يا عبدالله اتكلم .. والله انا قلتلهم بلاش .. ادهم هو اللي صمم وخطڤك عشان يصالحنا .. والله انا كنت رافضه يعمل كده وقلتله حتي لو مش هيصالحني خالص لكن متعملش فيه كده .. بس هو مسمعش كلامي وفضل يشجعني هو ويمني اني اجي واتكلم معاك .. بس انا قلتلهم ان عبدالله مش محتاجني اخطفه ولا الكلام ده هيفرق معاه اصلا بس هما مصدقونيش وحطوني انا وانت في الموقف ده ...
كانت تستحث الكلام وكأنها تترجاه ان يخرج من بين شفتيه المطبقه بشده وكلما تري صمته مع نظراته تلك التي كانت ټقتلها كلما شعرت
بأن الطريق سيصبح اصعب بينهم وكأن ما تفعله ذلك سيذهب سدي .. لتتذكر انه سيتركها مره اخري ولن يقترب منها مجددا لتزيدها تلك الفكره من الټحطم واﻷنهيار اكثر مع دموعها التي اصبحت كالشلال وقبضه قلبها التي شعرت بها كأنها ستقتلع روحها من جسدها ..
انا غلطت .. انا .. انا استاهل كل اللي بيحصلي منك .. انا غبيه والله عارفه .. بس بحبك ومش قادره .. مش قادره ابعد عنك يا عبدالله .. لما قلت لك اني كنت عايشه كويس في السبع سنين اللي سبتني فيهم كنت بكدب عليك ..
... انا كنت عيله صغيره معرفش اي حاجه في اي حاجه فجأه لقيتك دخلت في حياتي .. لقيتك الوحيد الي يعرفني وقريب مني ڠصب عني اتعلقت بيك ومقدرتش اشوف غيرك ولا عايزه اشوف غيرك .. كانت حياتي ظلمه كلها مفيهاش روح وانت جيت وزرعت جوايا حاجه حلوه تخليني اكمل .. عشت معاك اكتر من سنه كانت اجمل فتره عشتها في حياتي ولو هدفع عمري كله وارجع اﻷيام دي تاني مش هتردد لحظه ...
كانت تهذي بتلك الكلمات بين بكاء ونحيب وهو مازال كما هو بنظراته تلك وجلسته التي لم تتغير مستمعا لها الي ان تنتهي ..
بعدها بعدت عني وانا مش عارفه اصلا بعدت ليه .. سبتني وقلتلي انك طلقتني واتخليت عني .. الكل حوليا كان بيقولي هو كداب واناني ورماكي .. أولفت حاولت بكل الطرق انها تكرهني فيك بس معرفتش تعملها كل مره كانت تقولي كلمه وحشه في حقك مكنتش بسكتلها وكنت بوقفها عند حدها مع ان كلامها منطقي .. بس قلبي كان بيقولي حاجه تانيه .. هما مين دول عشان يتكلموا عنك ويقولوا عنك كلام وحش ! .. يعرفوك منين هما ! .. انا اللي اعرفك .. انا اللي عشت معاك وحبيتك .. .. انا اللي سمعت كل كلمه حب منك وحسيتها
وعارفه ان مش عبدالله اللي يعمل معايا كده .... انا بس اللي اعرف اذا كنت بتكدب عليا ولا صادق معايا .. انا بس حبيبتك وبنتك ومراتك .. انا وبس ..
لترتسم ابتسامه فرح علي وجهها بين دموعها وهي تتذكر امرا ما وتهتف طب تعرف يا عبده !! .. تعرف انا كنت بذاكر ليه وكنت دايما حريصه اني انجح وأبقي متفوقه .. عشان كان جوايا أمل وعندي يقين كبير
قوي اني هقابلك في يوم من اﻷيام تاني .. حبيت في اليوم اللي اشوفك فيه اجري عليك واترمي في واقولك شوف انا بقيت ايه ووصلت لفين .. شوف ميمتك الصغيره بقت حاجه كبيره ازاي .. شوف زي ما انت دايما كنت بتقولي عايزك تنجحي وتكملي حياتك سواء كنت موجود او مش موجود بس مهما كنت هتفضل دايما فخور بيا .. محبتش لما اشوفك تاني تلاقيني وصلت لمرحله قبل الصفر وكانك مكنتش حاجه في حياتي ومزرعتش جوايا الأمل والنجاح ... حبيت لما ارجع تاني ليك اشوفك وانت فخور بيا وشايف بنوتك بقت حاجه كبيره مشهوره مشرفه في المجتمع
نظرت اليه مره اخري وهي كالعاده لم تتلقي اي تفسيرا لتلك النظره فتشعر بالخۏف اكثر وتنهمر دموعها مجددا ..
ايوه اتغيرت .. وغلطت في حقك .. بس ڠصب عني مكنتش عارفه انا بعمل ايه .. كل اللي كنت عايزاه انك متبعدش عني تاني عشان مش هقدر استحمل .. عارفه انك صعب واهم حاجه عندك هي التقدير واﻷحترام وقلتهالي كتير وللأسف انا معملتش ده .. انا اسفه يا عبدالله .. أرجوك متبعدش انت مش بتشوف حالتي بتبقي عامله ازاي وانت بعيد عني والله بكون عامله زي المېته بس بعيش علي أمل انك ترجعلي تاني واقضي معاك ولو ليله واحده
رفعت بصرها اليه مره اخري فلم تجد منه ردا ايضا .. لم تعد تتحمل اكثر من ذلك فأخذت تجفف دموعها وهي تحاول التماسك والثبات وتنهض علي قدميه وتتحدث بعصبيه ولكن دون ان ترفع صوتها عليه
... انت بتعاقبني علي ايه !! .. علي حبي ليك !! .. ايوه عارفه اني غلطت كتير بس انت السبب في كل حاجه .. بحبك يا اخي ومش شايفه غيرك ولا عارفه اعيش من غيرك .. كتير عليا يا عبدالله انك تفضل معايا ! .. سيبني يا عبدالله .. اصلا عارفه انك هتسيبني وانك عمرك ما حبتني زي ما انا بحبك .. عمرك ما اتمسكت بيا واتمنيت اني ايما زي ما انا نفسي ما تبعدش عن حضڼي .. يلا روح مستني ايه ! .. مش ھموت علي فكره لما تبعد عني .. لو كنت ھموت كنت مت لما سبتني سبع سنين .... يلااا روح وسيبني
وجدته مازال علي حالته تلك وهو يستمع اليها بنظراته المبهمه لتشعر انها ستفقده بالفعل بعد كلماتها تلك ليثور قلبها في انتفاضه غاضبه ليجعلها تجهش بالبكاء وهي تذهب اليه وتجلس أمامه وتشهق في نحيب شديد وترجي وهي تمسك بيديه بيديها المرتعشه الخائفه تتوسله انا كنت بكدب .. وانت عارف .. انت بتفهمني اكتر من نفسي واكيد فاهم اني كدابه .. انا عارفه انك بتحبني وبتحبني اكتر مني كمان .. وعارف برضه اني بم٧وت من غيرك .. عبدالله ارجوك .. مش عارفه ايه هي اغلي حاجه عندك عشان احلفك بيها .. رد عليا .. قولي اي حاجه .. كلمه واحده يا عبدالله متسبنيش كده انا ممكن اټجنن.. رد عليا يا عبدالله أرجوك ..
كانت تهذي بتلك الكلمات وهي جاثيه امامه وممسكه بيديه اﻷثنين بين يديها الضعيفه المرتعده وهي تبكي وتترجاه كي تفوه ولو بكلمه واحده وما ان وجدته لا يستجيب لها ايضا حتي نكست راسها لتضعها علي قدميه وهي تنحب بشده ...
شعرت بيديه تلامس ذقنها وهي ترفع رأسها من علي قدميه فشعرت بوخزه حقيقه بقلبها وظنت انه لن يتقبلها ايضا ولن يتحمل ان تضع رأسها علي قدمه مره اخري ولن يحق لها بأن تلمسه ثانيه ..
كادت ان ټنفجر بالبكاء مره اخري مما جعلها تشعر
به حتي وجدته يرفع رأسها اليه لتصبح امام وجهه مباشره فاخذ قلبها ينتفض بقوه شديده وكأنه سيخرج من موضعه .. نظرته لم تتغير ولم تستطع ان تفهم ماذا بداخله من تلك النظره .. فظلت مترقبه لرده فعله التي كانت ترتعد خوفا منها وهي تنظر اليه بترجي شديد ألا يكسر فؤادها...
وحشتيني.....
توقفت عن بكائها فجأه وتصلبت ملامحها ولم تقوي علي الحراك من موضعها تلك .. احقا سمعت تلك الكلمه من بين شفتيه ام كان صدي صوته بداخل قلبها هو من اخبرها بها .. خفق قلبها پعنف وهي لا تدري أتلك خفقه فرح أم ذهول ام عدم تصديق أم هذيان !!! ..
وجدته يمسك بوجهها بين كفيه وهو يجفف دموعها بحنو شديد خلصتي كل كلامك يا حبيبتي !! .. ولا لسه عايزه تقولي حاجه تاني !
مازالت مرام بين يديه تنظر بأستغراب شديد وهي لا تستوعب علي اﻷطلاق ما يتفوه به لدرجه انها حق لا تشعر بيديه التي تلامس خدها وتجفف دموعها بينما هو اخذ يربت علي ذراعها ويديه اﻷخري تتحرك علي شعرها وهو ينظر لعينيها التي اتخذ منها البحر مجري ليغرق بها وينهل من عشقها حتي الڠرق ..
كانت كالمشلوله بين يديها
أو كمن سكب فوقها دلوا من الثلج لتتجمد علي اثره بتلك الطريقه ..
عبد... الله...
يا روح قلب عبدالله .. واجمل حاجه في حياه عبدالله...
عليها باﻷعدام ليأتي اليها امر الأفراج وهي علي مشارف السقوط واﻷختناق .. . عادت الي ملجأها الوحيد اﻷمن .. الي عشق حياتها الوحيد الذي لم تعرف دربا او طريقا سواه ..
كان يربت عليها وهو يردد بين بكائها الذي لم يهدأ انتي بجد فكرتي اني ممكن اتخلي عنك !! .. فكرتي اني ممكن اسيبك مهما كنت قسيت عليكي !! .. انتي قلتي حاجه حلوه في اول ما بدأتي كلامك .. عبدالله مش محتاج ان حد يخطفه عشان يتكلم ويصالحك .. ولا برضه كنت محتاج كل الكلام الكتييير اللي انتي قلتيه ده عشان احس بيكي واعرف قد ايه انتي محتاجالي .. انا سبتك تتكلمي عشان حسيتك مخنوقه وانتي مبتعرفيش تفضفضلي وتطلعي اللي جواكي الا معايا .. عارف انك غلطتي ..بس الأب لما بنته بتغلط بيعاقبها مش بيسيبها ! .. وانا كنت بعاقبك مش اكتر لكن عمري ما اسيبك وحتي لما كنت ببعد عنك كان برضه بيبقي عشانك .. تفتكري انتي مش وحشاني! .. أو انك مهما قلتي وعملتي مش هيأثر عليا ومش هرجعلك !! .. تبقي غلطاانه !! .. انتي لو كنتي من تاني يوم سبتك فيه جيتي ليا وقولتيلي انا محتاجالك ورميتي نفسك في حضڼي اعرفي اني عمري ما هردك يا ميمه أو ابعدك عن حضڼي .. انا كنت مستنيكي تيجي وتقوليلي ان انا محتاجاك ومش قادره اتحمل اكتر من كده كنتي هتلاقيني بين ايديكي .. قلتلك قبل كده انتي ملكيش غير حضڼي حتي لوكنت انا اللي مزعلك .. ولو في يوم ايد هتمسحلك دموعك دي بعدي فهتبقي ايدك انتي .. لو مكنتش انا يبقي انتي وبس .. ومحدش ياخد المكانه دي غيري
رفعها من علي صدره وهي مازالت تشهق بشده من كثر البكاء ليضع وجهها بين كفيه وهو يجفف دموعها مره اخري وهي تنكس راسها لأسفل ليردد
عبدالله بحب وترجي بوصيلي يا ميمه
رفعت مرام عينيها بعينيه في صعوبه وهي تنظر اليه ليكمل حديثه انا لو كنت قسيت عليكي أو بقسي عليكي فده عشانك انتي .. عشان تتعلمي متضيعيش الحاجه اللي روحك فيها من ايديكي و خصوصا ان انتي اللي هتتأذي لو ضاعت منك .. عايزك تتعلمي تبقي قويه ..تبقي قويه في كل حاجه وقدام اي حد الا قدامي انا .. وانتي عارفه اني مبجيش بلوي الدراع ولا العند .. انتي اكتر واحده عارفه مفاتيح قلبي .. الأحترام والتقدير والحنيه .. وقتها انا اللي هتلاقيني زي الخاتم في صباعك .. يا ميمتي احنا اللي بيننا مش مجرد عالقه بين اتنين متجوزين أو حتي اتنين بيحبوا بعض .. اللي بيننا اكبر من ده بكتير .. حاجه انا شخصيا مش عارف اجيب لها اسم أو وصف معين ليها .. بس كل اللي اقدر اقولهولك ان انتي حته مني .. عمري ما شفتك مراتي أو حبيبتي قد ما شفتك جوايا .. انتي الوحيده اللي عرفت تاخد قلبي
وتقعد جواه وتقفله عليها.. لا في قبلها عملت كده ولا في بعدها هتعرف تعمل ده... وبقولهالك بكل بساطه .. انا بعشقك مش بس بحبك .. انا حتي لو بعيد عنك مقدرش يعدي عليا يوم واحد وانتي مش قدام عنيا .. مكنش بيعدي يوم واحد وانا في السچن غير وانا ببص في صورتك واقعد اتكلم معاكي علي طول وكنت بتخيل كتير قوي انك سامعاني..
ويريحك انت .. انا كل حاجه عندي سهله ومتفرقش معايا .. الا انك متكونش معايا .. لما
بتبعد عني مفيش حاجه بالقيها معايا الا الحزن ..
خدي فرحتي لو زارك الحزن ليله.....
خد عمري لو نقص من عمرك سنه.....
نهض عبدالله فجأه وهي بين ذراعيه ومازال يحملها حتي وقفت علي قدميها ونظر لها من أسفل قدميها حتي شعر رأسها في اعجاب شديد وانبهار مرددا انتي كنتي جايه
تصالحيني ولا جايه تغريي ولا تشوقيني ولا ايه بالظبط !
ضحكت مرام بين يديه وهي تردد عجبك الفستان !! ..
أمسك بيديها عبدهللا وهو يلفها حول نفسها مرددا بأعجاب شديد وعشق أوي......
انحني عبدالله أمامها وهو يمد لها يدها تسمحيلي بالرقصه دي !!
أبتسمت
مرام بعشق وناولته يديها ..
نظر عبدالله حوله باحثا عن اي مكبر للصوت حتي وجده بجوار الشاشه الكبيره فأخرج هاتفه الذي مازال بجيبه وهو يشغله عاي اغنيه محدده لطالما كانت توصف احساسه تجاهها .. اتجه اليها عبدالله وفتح نافذه الغرفه التي يوجد بها حتي صدمهم الهواء بشده وهذا ما كان يريده .. أمسك عبدالله برابطه شعرها ونزعها من عليها لينحل شعرها الحريري الطويل علي ظهرها بأكمله ويتطاير مع الهواء الذي كان يفعم تلك الغرفه .. فردد وهو ينظر لجمالها الخالب هشغلك اغنيه واعتبريني انا اللي بغنيها لك ...
قام عبدالله بالضغط علي زر التشغيل في الهاتف وهو يوصله بمكبر الصوت وتبدأ الموسيقي في الأنسياب ليأخذها عبدالله بين ذراعيه وهي وضعت يديها علي صدره واخذ يتمايل معها خطوتين حتي بدأت الكلمات ..
لما النسيم بيعدي بين شعرك حبيبتي بسمعه .. بيقول أهاااات....
أبتسمت مرام مع الجمله الأولي وهي فهمت مقصده حينما حرر شعرها وفتح النافذه ..
و عطورك الهاديه اللي دايبه فيكي كل ما تلمسك .. بتقول أهاااات.....
عايزاني ليه لما تقوليلي بعشقك .. مصرخش واملي الكون أهااااات.....
تناول عبدالله يديها ليدور بها
في كافه انحاء الغرفه وشعرها يتمايل خلفها في تموجات عاليه ..
توقف عبدالله وكذلك مرام وهو يضع يديه علي خدها لتتمايل عليها وهو يردد مع كلمات الأغنيه وينظر اليها ..
مين اللي يقدر يعشقك قدي انااااا....
مين اللي يقدر يوصفك زيي انااااا.....
احتصنته مرام هذه المره فتمايل معها علي المقطوعه الأخيره وهو يدندن ..
يا حلم نفسي تحلمه كل القلوووب....
يا اعلي احساس شدني خالني ادووووب....
خلاني احس اني بشړ....
عايزاااني ليه لما تقوليلي بعشقك مصرخش وأملي الكون اهااااات.....
مع اخر جمله خرجت من الأغنيه أخذ عبدالله يلف بها مره اخري في كافه أرجاء الغرفه وهو يراقصها وعينيه تشع من الحب والعشق ألوانا متعدده ..
توقفت الأغنيه وتوقف معها عبدالله ومرام ..
كانت نظراته لها لا توحي اال علي شوق دفين ..
بادلته مرام بنظره وكأنها تخبره ..ها انا انتظرك حبيبي .. بكامل شوقي وحنيني وألمي ولهفتي ولم يعد لديه هو المقدره علي الأنتظار أكثر ..
لن ولم تنطفئ أبدا....
يتبع الخاتمه.....
الخاتمه
مكتوب للغايب يوم هيعود... مكتوب للغصن يضم ورود..
ارتسمت الحياه لتأخذ مجري اخر جديد لحياه كل من عاش معنا في تلك الحكايه التي جمعت بين اكثر من ثنائي.....
بعد سبعه اشهر فقط وضعت مرام مولودها الثاني .. ذلك الصغير الذي أحتل فؤاد كل من بعائلته وخاصه جدته هدي الزين .. تلك السيده التي حرمت من طفلها الصغير المدلل وهو في ريعان شبابه .. لتقدم لها مرام طفل اخر يشبهه كثير وأسموه حمدي .. لم يفارق جدته منذ ان تمت ولادته حتي انها تركت بيتها واتت الي ذلك القصر الخاص بمرام وعبدالله وظلت معهم كي تبقي بجوار حفيدها الصغير الذي يشبه عمه .. وحفيدها دومي الذي يعد قطعه اخري من والده شعرت ..وكأنها تستعيد شبابها مره اخري مع طفليها الصغيران......
عاشت ايمان في سعاده مع حبيبها الذي مازال يهيم عشقا بها علي الرغم من وجود بعض التعصبات من ناحيته وعنادها هي اﻷخري ولكن لن يظلا متخاصمان لوقت طويل وسرعان ما يبدأ احدهما في مصالحه اﻷخر .. حبهما الذي تغلل بداخلهما منذ الصغر .. منذ الصغر وهو يعدها كطفلته التي لا تعرف سبيلا غيره ... قبل وفاه والديها قد اوصوه بها وعليها بعد أن وجدوا الحب والتعلق يطل من عينيها وقلبها.. ان يكون رجلها اﻷول وصديقها وحبيبها حتي وهي صغيره لتكبر علي يديه كحبيبته وطفلته الصغيره التي تم توصيته عليها ..
ليصبح عشقها له تحت الوصايه...
انجبت ايمان ايضا طفل صغير وأسموه مالك .. ليأخذ من رجوله والده وزيتونه والدته وحليب بشرتها....
كانت دوما وابدا نعم الزوجه والحبيبه والرفيقه لدرب زوجها .. تلك الصغيره التي تعرف عليها وهي في التاسعه عشر من عمرها ليعشقها في مثل هذا الوقت وتفرق بينهم اﻷيام لتمد اكثر من سبع سنوات ... لم يفارق حبه قلبها ولم تستطع واحده اخري ان تملأ فراغ قلبه بعدها ليجمعهما مره اخري وصايه والدتها له كي يحميها من اهلها ويمدها بحبه لتظل معه وتحت وصايته .. ليعيش هو معها في نعيم العشق والحب .. والذي كان يملأ حياتهما بهجه وسعاده .. تلك الصغيره نورسين التي تمتلك من براءه العالم ما يكفي لتسكن داخل قلبها .. كانت قطعه من روح والدها ووالدتها ... ولم تفكر في اﻷنجاب مره أخري الا بعد انهاء دراستها التي تقدمت مرام خصيصا لتشغل منصب عميد جامعه الطب بعين شمس وكان يري الجميع انها اكبر من ذلك المنصب ولكنها فعلت ذلك فقط من اجل صديقتها...
استقرت اﻷحوال بين يوسف وداليدا وانجبا مولودهم اﻷول واصرا علي تسميته عبدالله ليخبرا به عبدالله شكرهم له وثنائهم عليه بعدما كان سببا في الجمع بينهم مره اخري...
تم تقديم العزاء من المخابرات المصريه الي اهل من
لقب بطبيب القلوب سابقا....الطبيب مشرفه يونس بعد ان اكتشفت مرام ان مۏته لم يكن وليد الصدفه وانه تم حقنه بفيروس لعين...
بالطبع لم تنتهي تلك الحړب وتلك اﻷعداء التي تتربص يوما بعد يوم داخل بلادنا الحبيبه ..ولكن دوما ما نجد ابطالنا الشجعان يتصدون لنا بأفئدتهم وأرواحهم .. لن تزيف الحقائق ولن يستمر الباطل كثيرا .. مهما طال الزمن أو قصر حتما سيأتي اليوم الذي ترد فيه الحقوق الي اصحابها وتنكشف الحقيقه أمام العالم...
أبن الحسيني وبنت أل فداء
كل واحد فينا جواه أمل وعنده حلم في اللي حياته بتقف لسبب ما ومعاها حلمه بينتهي وفي اللي بيعافر مهما كانت الظروف اللي حواليه ويكمل حلمه .. يكمل عشان يثبت لنفسه ان مش ده الظرف الصعب أو الحاجه اللي ممكن توقفه مهما يتحط في ضغط بيكون جواه يقين أن لسه في اصعب من كده فلازم يكمل .. مفيش حد بيوصل بسهوله ..
بس اﻷهم من النجاح والوصول نفسه انك تلاقي الدافع أو الحافز اللي عايز يوصلك .. تلاقي اللي يزرع جواك اﻷمل ده .. تلاقي دايما الشخص اللي يقولك انك قدها وهتوصل .. حد يؤمن بيك ويحبك لذاتك ويتمني يشوفك حاجه كبيره .. تلاقي الشخص اللي كل ما تعدي خطوه في حياتك لطريق النجاح تجري عليه وتبلغه ثمره مجهوده معاك .. تلاقي اللي وقت ما الدنيا كلها تقف في وشك وتحبطك يبقي هو اللي جنبك ويدعمك ويحاول دايما يخلي ثقتك في نفسك كبيره .. يبقي هو اللي يسندك لما الدنيا كلها تديلك دهرها فيفتحلك هو دنيته ..
لما تلاقو الشخص ده مهما كانت العلاقه اللي بتربط بينكم ياريت تمسك فيه بكل قوتك ﻷنه لو خسرته أو ضيعته من ايدك مهما حاولت بعد كده انك تلاقي نفسك مع حد تاني مش هتعرف .. ﻷنه بكل بساطه هيبقي زي اللعنه اللي سكنت جواك ..
كلنا جوانا حرب ما بين الخير والشړ في اللي الشړ دايما بيجري وراه ويحاصره فتلاقيه دايما في عڈاب ومش مرتاح نفسيا ..
وفي اللي بيختار يطرد الشړ من جواه وهو اللي يحاصره ويحذر الكل من الوقوع فيه ويعيش في راحه ونعيم..
حياتك عباره عن لوحه رسم وانت اللي في ايدك الفرشه واﻷلوان ومعاك حريه اﻷختيار .. يا اما تخليها رسمه جميله الكل بيحكي عن جمالها .. يا اما تبقي عباره عن شويه شخابيط ملهاش اي قيمه ..
خطط صح .. وانوي الخير .. واعرف ان ربنا عمره ما هيخذلك.......
عاد صوت تصفيق الطالبات في تلك المؤتمر النسائي الذي اقيم علي مستوي جامعات مصر واتخذت مرام ضيفه شرف رئيسيه به وهم يفتخرون بها .. يفتخرون بأن لديهم نموذج تلك المرأه الناجحه التي وصلت للعالميه في مثل هذا العمر ..
كانت تلك كلمتها اﻷخيره التي ختمت بها أخر نقاش دار بينها وبين احدي الطالبات .. لينهضوا جميعا وهم يودعونها ..
ودعت الجميع ولكن قلبها كان يشتاق لشخص أخر..
شخصا خطڤ قلبها منذ اﻷولي التي جمعت بينهم..
لتشعر باﻷمان بين يديه هو فقط...
وتكتفي به عن العالم أجمع....
وقعت عينيها علي الباب الخارجي للمؤتمر ..
وهو ينظر اليها بأبتسامه بشوشه مشرقه..
فخورا بها بروح اﻷب الذي يفخر بصغيرته..
بادلته النظره بابتسامه اكبر وهي تترك الجميع وتذهب اليه ..
ممسكه بيديه التي كانت تشع من الحب ألوانا...
انا فخور بيكي أوي...
وانا مش عايزه حد في الدنيا دي كلها يكون فخور بيا غيرك
النهارده عيد ميلادك .. كل سنه وانتي ميمتي ..
وكل سنه وانت أبويا واخويا وحبيبي وصاحبي وأستاذي وابني .. وكل حاجه .. انت كان من نصيبك كل حاجه في حياتي يا عبدالله
وانتي اللي جملتي حياه عبدالله .. لولاكي مكنتش عرفت يعني ايه حب ولا راحه .. انتي قدمتيلي كل السعاده اللي في الدنيا ..
بحبك يا عبدالله ..
بعشقك يا ميمه
تعالي تصفيق الحضور مره اخري وهم معجبون بقصه الحب وكل منهم تتمني لو ان تلتقي بشخصا مثله ليبدل حياتها كما فعل بحياه تلك الصغيره التي اصبحت قدوه الأطباء أجمعين
كل منهم يتحدث عن قصه حبهم وعشقهم التي كانت واستمرت رغم اصعب الظروف ..
قصه ابن الحسيني وبنت ال فداء....
التي كانت وأستمرت وستظل....
تحت الوصايه....
تمت بحمد الله