الخميس 28 نوفمبر 2024

رواية كاملة ورائعه بقلم الكاتبة سهام صادق الجزء الثاني

انت في الصفحة 18 من 53 صفحات

موقع أيام نيوز


اني حاولت اوصلك 
واردف مازحا
بس مين يقدر ياخد ميعاد مع حمزه الزهدي 
تعلقت عين حمزه بتلك الواقفه فأبتسم بلطف قبيل حديثه 
وانا جتلك بنفسي ياسيدي 
وصمت لثواني معدودة لم تتحرك عيناه عن زوجته 
لا وكمان مراتي بتشتغل عندك 
الدهشه اعتلت ملامح هاشم ونظر اليه غير مصدقا ان زوجته تعد من احد موظفينه وهو لا يعلم بالأمر 

مين هي انا اول مره اعرف المعلومه ديه 
لم يتركه حمزه في انتظار اخباره بهوية زوجته لتخذه قدميه نحوها بخطوتان ثم ألتفاف ذراعه حول خصرها 
استاذه ياقوت مراتك 
هتف بها هاشم وقد اعتلت الدهشه ملامحه الوسيمه فهند شقيقته لم تطرق معه في الحديث عن ياقوت اكثر من أنها موهوبه ولكن كيف سيجمعهم حديث اخر عنها وهو لم يرى شقيقته منذ أن عاد الا ثلاث مرات فقط 
تصلب جسد ياقوت أثر احتوائه لها وعيناها تعلقت بعينيه ليهتف بنبرة رجوليه خشنه 
مراتي للأسف ياسيدي مبتحبش المجاملات والوسايط في الشغل ومبتحبش تستخدم اسمي في حاجه 
استرخت ملامح هاشم وهو ينظر لذراع حمزه المتلف حول خصرها 
قولت اجي النهارده اقابلك واوصيك عليها خصوصا انها حاليا حامل 
كان الذهول مرتسما في اعينها حتى شفتيها انفرجت قليلا معبرا عن اندهاش صاحبتها ارتبكت مما يفعله وشعرت انه يقصد فعل ذلك أمام هاشم 
والله ياهاشم انا معترض على شغلها ده بس اعمل ايه مقدرش أرفض 
وهنا خرج هاشم من طور دهشته ليبتسم وقد تعلقت عيناه نحوهم 
محدش بيقدر يقف قدام قرارت الستات ودلالهم 
عندك حق انا مقدرش اقول لاء ليها 
وكأنه اليوم لا يريد الا ان يجعلها تقف كالبلهاء تتسأل من هو ذلك الرجل 
وهاهو زوجها يكشف عن شخصية أخرى لديه حمزه الزهدي ماهو الا رجل محنك لا يترك خيوط لعبته الجميله 
اندفعت أمامه نحو سيارته حانقه من ذلك الدور الرخيص الذي فعله أمام مديرها وكأنها طفله صغيره أتى يوصيه عليها 
عقدت ساعديها بعدما دلفت للسياره فصعد جانبها خلف عجلة القياده بملامح مسترخيه
مالك 
اشاحت عيناها نحو يمينها حتى لا ترى وجهه 
مكنش ليه لازمته الدور ده انا مش عيله صغيره جاي توصي عليها صاحبك 
المفروض تفرحي مش تزعلي 
احتقن وجهها من بروده كلماته 
وافرح ليه عشان حمزه باشا جاي يقول لمديري ان مراته شغاله عنده ولازم تتعامل بأحسن معامله دور رخيص على فكره ياحمزه بيه 
تجمدت عيناه ببرودة قاتله وبعدما كان الاسترخاء يحتل ملامحه والزهو يتراقص في اعينه تلاشي كل شئ انحني يعقد لها حزام الأمان صامتا ثم اندفع بسيارته بسرعة متوسطه واصابع مشدوده فوق عجله القياده 
تنهدت بضيق ومقت لما وصلت اليه معه خرج صوته أخيرا يسألها 
تحبي نتغدى فين 
واردف ساخرا دون النظر إليها 
واه بكمل دوري الرخيص 
علي فكره انا مقصدش
هتفت عبارتها بهدوء فأختلس النظر اليها وصمت ليتابع قيادته الي ان وصل بها لأحد المطاعم الفخمه 
ترجلوا من السياره سويا لتتفاجئ بآخر شئ كانت تنتظره منه حمزة يعانق يدها بيده وقفت تنظر إلى ايديهم المتشابكه لينظر لها وكأنه يسبر روحها اشاحت عيناها حتى لا يري توقها لتلك المشاعر حتى لا يرى ان زوجته ليس الا بالمراهقة التي ترسم أحلامها الورديه حتى لا يرى انها تحتاج لمثل هذا 
اكملوا خطواتهم نحو المطعم ليدلفوا للداخل واحد موظفين الخدمه يرحب بهم 
كان مطعم راقي مثل وجهته الخارجيه ولأول مره يصطحبها لمثل هذا المطعم جلست مسترخيه بعد أن أزاح لها المقعد لتمتم له شاكره 
مرت دقيقتان وهي تراه يتفحص قائمه المأكولات وقد تركت امر اختيار الطعام له كانت تتصفح هاتفها مما جعله يستعجب امر ارتباطها بالهاتف والذي كان مخفي عليه انها تراسل كل من هناء وسماح في شاتهم المخصص ولم تكن الموجوده ذلك الوقت الا هناء التي اخبرتها بسعاده 
ده بدء يغير ويحس بقيمتك احنا كده نستمر في الخطه اوعي ياياقوت تبقى زي الهابله وتضعفي هتضيعي كل حاجه بنعملها 
كان ينظر لها وهي يخبر النادل بما يرغبوا به لتتجه أنظار النادل نحوها يسألها
والانسه يافندم تحب تطلب ايه كمان 
توقفت أنامل ياقوت عن الكتابه لترفع طرفي عينيها نحوه لتجده جامد الملامح وكأن الكلمه تدور برأسه 
لثاني مره بسمع تلك الكلمه هل بالفعل هو عجوز ولا يرونها زوجته أم بسبب حماقه زوجته التي لم ترتدي خاتم زواجهم اليوم أيضا تحكم بأعصابه وهو يرمق النادل پغضب 
المدام نفس الطلب واظن اني قولت عايز من كل صنف طبقين 
ارتبك النادل وأسرع في الانصراف من أمامه بعدما شعر بالحرج 
عجبك كده ياهانم بس هو الظاهر ان الكلمه بقت تعجبك
وانا مالي هما اللي شايفيني انسه الله يجبر بخاطرهم 
احتقن وجه وهو يسمعها تتحدث ببرود يجعل غضبه يزداد 
ياقوت بلاش البرود اللي بقيتي في ده 
بس انا مش بارده
استفزته اكثر بردها 
اعملي حسابك بعد ما نخلص غدا اخدك اجبلك دبله غير اللي ضاقت 
بس انا عجباني دبلتي وفال وحش لما اغيرها استنى لما اخس الأول وابقى ألبسها 
اشتعلت عيناه بالڠضب لتدرك انها اوصلته لقمة غضبه 
ياقوت بلاش تستفزيني
بس انا مش بستفزك ياحمزه وعشان اثبتلك حسن نيتي 
عادت لمقعدها وقلبها يدق پعنف عن تلك الجراءة الماكره التي اكتسبتها من علاقه هند وزوجها
وبعدما كانت عيناه مظلمه من الڠضب أصبحت قاتمة
وهاهي خيوط اللعبه تنساب من صاحبها لتصبح بين أصابع اللعبه 
حرب من النظرات القاتمه كانت تدور بين اثنيهم وهي تقف تنظر إليهم دون شعور فمشاعرها قد سلبت وقد قضت العواصف على اخر ماتبقى لها 
تحدي مكرم كان مهزوزا ورغم ذلك هتف عبارته صريحة أمام فرات 
حتى لو كنت انت يافرات بيه 
ألتمعت عين فرات بالثبوت وهو يوزع نظراته نحو مكرم 
انا هحترم الصداقه اللي بيني وبين والدك يامكرم واني في يوم كنت بعتبرك اخ صغير ليا 
واردف بملامح جامده 
فهعتبر اني مسمعتش حاجه واتفضل زيارتك مش مرحب بيها في بيتي 
تجمدت ملامح مكرم من طرده له وألتمعت عيناه پحقد 
متفتكرش اني هسيبهالك مش هسيبها تضيعها بجبروتك وعقدك 
وانصراف بعدما ألقى بتوعده له بأخذها وحمايتها اصابته كلمات مكرم ليشرد في طفولته وهو يتذكر صفع والده له حتى يكون رجلا قدير بأسم العائله التي لا تعرف إلا جمع الاطيان
انتبه على تحركها من أمامه ليسرع خلفها يمسك ذراعها 
استنى عندك 
ولم تمهله الوقت ليستعب رؤيتها وهي تنفض يده عنها ثم تدليكها لذراعها 
ابعد ايدك عني
ثبت عيناه نحوها بملامح تخفي الكثير وعاد الي صلابته 
اطلعي جهزي نفسك عشان هنروح للدكتوره نطمن على الطفل 
اندفعت خلفه بخطوات متعثره حتى تشبثت بقميصه تترجاه 
حرام عليك يا شريف وديني اشوف اختي انا كل يوم اتحايل عليك 
وبكت بحرقه وهي تتذكر صوت ماجده اليوم الحزين ورغبتها في رؤيتها ولولا الشرخ الذي اصاب قدمها لكانت أتت إليها 
صوت احتياج ماجده اليها ېقتلها 
قولت لاء يعني لاء يامها ومش هعيد كلمتي تاني اختك اهلا وسهلا بيها هنا 
وصمت بعدما تجمدت ملامحه وهو يتذكر المعلومات التي جمعها عن سالم المتخابث 
رغم اني مش حابب وجودها مدام هتفضل علي زمة اللي اسمه سالم ده
ماجده ملهاش ذنب في كرهك لسالم ياشريف شريف ارجوك وديني اشوفها 
تجمدت عيناه وهو يتذكر الرسائل التي تبعث له ويعلم ان الفاعل ليس إلا سالم الذي يتلاعب
به ف الحقېر يخبره ببعض الاشياء التي في جسد زوجته 
مها اسكتي خالص 
ارتفع صوته غاضبا مزمجرا بعدما تذكر اخر رساله لسالم يخبره عن الوحمه التي في فخذ زوجته 
ليه بتحرمني من اختي هو عشان انا عاميه ياشريف بتستغل عجزي وحاجتي ليك
لم يكن يرى أمامه الا سالم الذي أصبح يقسم داخل نفسه انه سيبعثه للسجن الذي يستحقه 
شريف
جاءه صوتها رقيقا لينظر لعيناها الباهته فمد كفيه نحو خديها يمسح وجنتاها برفق
مها اسمعي كلامي ممكن انا خاېف عليكي ياحببتي
بس انا عايزه 
قولت ايه يامها
تعلقت عين فرات بالشاشه التي تعرض صورة جنينه ترقرقت الدموع بعينيه وهو يشعر بمشاعر الابوة التي ظل لسنوات يحرم نفسه من أمر الزواج بعد الحاډث القديم الذي أصابه وأخبره الأطباء ان امر الإنجاب سيكون صعبا لم يكن يبلغ عامه الثلاثون الا وهو يعرف تلك الحقيقه المره لتزيد السنون من قسوته ثم يأتي اليوم الذي كان على وشك الوصول إلى رتبه اعلي بالجيش ليحدث له حاډث اخر قضى على حلم ډفن به نفسه داخله لا حب نصف فيه ولا أمل ولا حلم ليصبح بعد ذلك كالحجر دون مشاعر 
ولكن هاهو الأمل عاد وسيسير اب انها معجزة تحققت له مع صفا ليس لديه شك ان الطفل طفله فكل الشكوك قضى عليها 
مشاعره لم تكن تختلف عن صفا التي نست العالم كله وهي تسمع نبض طفلها أتت من قبل للفحص مع ناديه ولكن اليوم كان هناك شئ ينمو داخلها نحو ذلك الطفل الذي لم يأتي الا بأنتهاك جسدها وروحها 
تعلقت عين سمر ببهوت وحقد نحو الصور التي وضعتها ندي مع زوجها على احد مواقع التواصل الاجتماعي ما يسمى بالانستجرام كانت تقلب بين الصور لا تري الا حقيقه واحده انها أحق بحياه كهذه
ألقت هاتفها بقوة فوق فراشها مما جعل شقيقتها تستيقظ من غفوتها تنظر إليها متمتمه
ربنا يهديكي ياسمر
وعادت تغمض عيناها لتعود لغفوتها
لترمقها سمر وهي تقضم اظافرها وشئ واحد تفكر به
ستفرق بينهم بالسحر لا شئ سيكون اقوي الا هذا ويصبح شهاب لها وتنطفئ سعاده الأخرى لتكون السعاده من نصيبها هي
دلفت للمنزل بعد يوم عمل مرهق من كل شئ تفكيرها في خالد الذي تتهرب منه ومراد الذي يضيق حلقته عليها في العمل وكأنه يترصد كل خطوة منها تذكرت نغم اليوم بملابسها الفاضحه وألتصاقها الدائم بزوجها وكأنها تتحداها لم تثور عليه ذلك اليوم بعد أن فرت من مكتبه قادها كبرياؤها للصمت حتى تريه انه
لم يعد يفرق معها ولكنها ظلت تشتعل وحدها من الڠضب
انتبهت على صوت ضحكات تقي وعمها لتقترب من مصدر الصوت متعجبه لينهض فؤاد مبتسما
اخيرا رجعتوا
وبحث عن مراد بعينيه ليتسأل
فين مراد
رجعت قبله ياعمي لسا في الشركه
هروح اسخن الاكل
قالتها تقي التي اتجهت نحو المطبخ فنظر فؤاد لابنة شقيقه
لسا زعلانه مني ياهناء
لم تعتاد على الكذب واخفاء مشاعرها
لو قولت لاء ابقى كذابه 
سامحيني يابنتي
واطرق عيناه بندم 
صدقيني جوازكم كان في مصلحتكم وانتي بتحبيه ياهناء
تذكرت تلك الليله القاسيه ومراد يصارحها بحقيقة مشاعره نحوها وزواجه منها من أجل والده 
فعلا كان في مصلحتنا واول حد كان في مصلحته انا 
تمتمت ساخره فضمھا فؤاد نحوه 
انا عارف اني ظلمتك مع ابني بس انا مكنتش هلاقي احسن منك لابني ياهناء 
وعند تلك العباره كان مراد يدلف للمنزل ويتجه نحوهم وعيناه تتوعد لهناء التي خالفت اوامره ورحلت من الشركه بمفردها 
السلام عليكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ألقي السلام ثم اقترب من والده يحتضنه فكانت الفرصه لهناء للابتعاد 
تابعها بعينيه وهي تفر من أمامه حتى دلفت غرفتهما تحدث مع والده قليلا يسأله عن أحوال صحته وناديه والعمل الي ان جاء الحديث نحو سبب مجيئه 
ليه يابابا متسيب تقي لسا الاجازه فاضل فيها شهر 
كفايه كده يابني 
اقتربت منهما تقي تلك اللحظه تهتف بمشاكسه
 

17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 53 صفحات