رواية كاملة ورائعه بقلم الكاتبة سهام صادق الجزء الثاني
معتصم يرتشف فنجان القهوه
اعملي بقى فنجان تاني لمديرك ياحلوه
عيناها اتسعت ذهولا مما حدث وتخشبت اقدامها دون حركه تطالع فنجان القهوه الذي يرتشفه معتصم وارتوي دماءه به
...................................
دقت نغم بالقلم پعنف فوق سطح مكتبها كلما تذكرت رحله سفره... مازالت صدى عبارته ټقتحم مخيلتها فعندما تسألت عن سبب تلك الرحله أجابها
لم تشعر بقدوم خالد غرفتها عندما ألتقط عيناها به هتفت
سافروا ياخالد... اللي عملناه مخربش حياتهم
تجمدت ملامح خالد ولكن جاهد ان يظهر لامبالاته رغم الغيره التي تنهش قلبه... فهو أمام نغم مافعله مع هناء من أجل مساعدتها لا أكثر حتى تتقرب من مراد ولكن السر الآخر كان مخفي
تعلقت به نغم باكيه كطفله صغيره متشبثه بوالدها حتى يجلب لها لعبتها
اهدي يانغم... وهنلاقي حل
والحل لم يكن لها وحدها إنما له أيضا
وقفت جين تستمع لتحذيرات الطبيب لهم بعد أن عاد نورالدين لمنزله واعد له سهيل كل سبل الراحه... كانت نظرات نورالدين قاتله كلما ألتقت عيناهم... أنهى الطبيب تعليماته وانصرف بعدها مخبرا لهم انه سيبعث إحدى الممرضات غدا لمتابعه حالته
سأعد لك حساء ساخن.. مارأيك
رفض نورالدين برأسه تحركت شفتيه وهو يجاهد ان ېصرخ حتى تخرج جين من الغرفه ولكن عجزه منعه
انتظرت جين دلوف سهيل مجددا حتى تفجر قنبلتها أمامهم وټحرق قلب سهيل
اريد ان اخبركم خبر سيسعدكم جميعا
أنتبه الجميع إليها ليقع ماقالته كالصاعقه
واقتربت من نورالدين تمسك يده وقد نفر من لمستها ولكن لم يستطع نفض يدها عنه
سيصبح لدينا طفل حبيبي
.............................
انهت مريم حديثها مع رؤى عبر الهاتف سريعا عند دلوف ندي إليها
بتعملي ايه يامريم... مالك بقيتي تقعدي اغلب الوقت لوحدك في اوضتك
ابتعدت مريم عن نظراتها وألتفت حولها تلتقط احد الكتب الادبيه التي كانت تعشق قرائتها
مريم وجود ياقوت وسطنا بقى حقيقه... وانا مش شايفه انها اخدت حمزه مننا بالعكس هي بتحاول تقرب وتبقى وسطنا
ارتباك مريم من الرسائل التي تبعثها لها رؤى جعلها تنهي تلك المناقشه سريعا
مدام هي بعيده عني خلاص
وألتقطت هاتفها من فوق مكتبها الوردي
أسرعت بخطواتها تحت نظرات ندي التي اخذت تطالعها بقله حيله
ربنا يهديكي يامريم
فتحت مريم الرسائل بلهفة لتجد الرسائل التي بعثها وليد ل رؤى يخبرها مدى إعجابه بها منذ أن صڤعته وكانت رؤى هي المرسال
فالكلام الذي اخبرتها به رؤى مثل ما كتبه وليد وأخذته رؤى نسخ بالصوره حتى تصدقها
.............................
دلف للشركه التي تعمل بها بخطوات سريعه بعدما ردت عليه احدهن تخبره ان ياقوت سقطت مغشيه عليها بالشركه
اتجها لغرفه هاشم فهو هاتفه حتى يطمئنه عليها فأخبرها انها بغرفه مكتبه وبخير
تجمدت عيناه وهو يرى هاشم يسند ظهره علي احد المقاعد ويعقد ساعديه امام صدره يمازحها بلطف فتبتسم هي بخجل وترتشف من كأس العصير ببطئ
بس انتي شخصيه نادره يا ياقوت
وصمت لثواني ليهتف دون أن يلاحظ وجود ذلك الواقف على اعتاب الغرفه يسمعهم
حمزه محظوظ بيكي
الفصل الثاني والخمسون 2
اكيد انا محظوظ ياهاشم
نظراته التي اتخذت طريقها نحوها جعلتها تشعر بالهلع... فنهضت من فوق الاريكه تنظر إلى اقتراب خطواته منها.. أما هاشم وقف مرتبكا يظن ان حمزه فسر مدحه لزوجته بشئ اخر
توترت وهو يحاوط وجهها بكفيه ورغم غضبه الذي تراه فوق ملامحه الا انه تجاوز كل شئ يسألها عن حالها
بقيتي كويسه دلوقتي... ايه اللي حصل
مجرد إغماء بسبب قله الاكل
أجاب هاشم بدلا عنها مما جعله يلتف نحوه
شكرا ياهاشم... يلا يا ياقوت
اماءت برأسها لا تجد كلاما تتحدث به... ألتقط هو حقيبتها الموضوعه فوق الطاوله واحتضن خصرها يسير بها تحت نظرات هاشم الذي وقف يمسح أسفل ذقنه من ردت فعل حمزه
دلفت للسياره تنظر نحوه وهو يجلس خلف عجله القياده
احنا رايحين فين
المستشفى ياياقوت عشان اطمن عليكي... وبعد كده هحضر معاكي متابعتك عشان اشوف اذا كنتي بتلتزمي بالتعليمات ولا لاء
ياحمزه انا كويسه ومستر هاشم جابلي دكتور وطمنا
احتقن وجهه وهو يسمع اسم هاشم ورمقها مصرا على ما يرغب فعله
ممكن متجدلنيش
صدقني ياحمزه انا كويسه واوعدك ههتم بصحتي
رمقها لثواني ثم عاد يطالع الطريق
ياقوت مش عايز احط حملك قصاد بدايه طريقك في حلمك...
افزعها تهديده فتعلقت عيناها به برجاء فعملها وما تشعر به الآن كان بدايه لاخراجها من قوقعة عاشت بها لسنوات
تقصد أن انا ممكن اسيب شغلي
في أولويات في حياتنا يا ياقوت وصحتك وراحتك هي اللي ليها الاولويه عندي
واردف وهو يبطئ قليلا من سرعه سيارته
قولتلك مش هحرمك لأي نجاح ليكي او من حاجه أنتي بتحبيها
لمعت عيناها بأبتسامه واسعه ومدت كفها نحو ذراعه تمسده
انا فرحانه اووي.. حاسه ان قلبي بيرقص
تعجب من تشبيهها فلا شئ قاله يستحق فرحتها هذه انها حق من حقوقها.. أراد التلاعب معها فتمتم
فرحتي عشان اطمنتي اني مش هبقي راجل ديكتاتور وهقولك سيبي فرحتك بنجاحك
فرحانه بسبب كلامك.. فرحانه عشان لقيت منك اللي كنت بتمناه طول عمري
هتفت عبارتها بتلقائيه ناعمه واردفت وهي شارده بذهنها
انا عمري ما كان حلمي النجاح في شغل اد ماكان حلمي في بيت وعيله... زوج يكون هو وطني وولاد حوليا اربيهم واعيشهم زي ما اتمنيت اعيش
توقفت السياره عند إشارة المرور ليمر الناس أمام عينيها
تعرف ابسط أحلامي كانت اكون بنت زي باقي اصحابها
سقطت دمعه تحمل آلام سنين وهي تتذكر بعض من زميلاتها وسخريتهم نحو ثيابها التي ليست بها أي تناسق ولا تمد للموضه بشئ
شعر بالذنب فيوم ان اراد ان يجعل عقله من يقوده كان معها هي.. وهي التي لم ترد الا حنان يطيب به اوعاج سنين حملت معها أملا واحلاما... ألتقط كفها ليلثمه بحنو
من هنا ورايح هكون وطنك وعيلتك كلها يا ياقوت... سامحيني اني حرمتك من حناني وحبي
تعلقت عيناها به... فهو احن رجلا ولكن كان معها لا يريها الا حنان يحسبه بمقدار حتى لا يظهر حبه لها فټخونه كما فعلت صفا يوما
انفتح الطريق ليقود سيارته لوجها تعرفها تماما
احنا مش رايحين الفيلا
لا ياحببتي رايحين شقتنا عشان شايفك محتاجه جرعه حنان زياده
ألقى عبارته وهو يلتف نحوها غامزا لها بمقصد جعلها تهرب من نظراته
...............................
أسندت هناء مرفقيها فوق الطاوله ووضعت ذقنها فوق كفها لتتنهد بتنهيده حاره وهو تطالعه يتحدث مع احد أصدقائه
صافح صديقه المالك لذلك الفندق ومع ما أصبحت تعيشه بين ذراعيه
أخص عليك يامراد خضتني
ضحك وهو يجاورها يتأمل هيئتها بحب
كنتي سرحانه في ايه
فيك
اجابت عن سؤاله بعفويه فأبتسم وهو يدنو منها.
تعرفي اكتر حاجه بحبها فيكي ايه ياهناء
ألتمعت عيناها ببريق جعل قلبه يخفق
انك شفافه في كل حاجه ياهناء.. شفافه في مشاعرك في نظراتك.. زي الأطفال بالظبط
ارتسمت على شفتيها ابتسامه واسعه وتنحنحت بنعومه دلالا عن خجلها من حديثه.. فضحك وهو يتابع خلجاتها
حد يبقى متجوز القمر ده ويقوله شايفك شبه عمي
احتدت عيناها وهي ترمقه
قصدك ايه يامراد... لاحظ ان عمك هو بابا
قصدي اني غبي ياحببتي... انتي متعرفيش انا بقيت احب عمي اد ايه
تمايلت بخفه برأسها بعد أن ارضى غرورها الانثوي ليغمز بعينيه وهو يلتقط كفها
قومي يلا عشان أصلح سوء الفهم ده
وجذبها خلفه لتهتف بحنق طفولي عما يفعله
مراد انت بتشديني كده ليه براحه.. انت قولت هنتفسح النهارده مش معقول نكون في لبنان وطول اليوم في اوضتنا في الفندق
...............................
وقفت تعدل من هندام حجابها وهو جانبها يغلق ازرار قميصه ويرتبه.. جذبها إليه متسائلا
بتحلوي كده ليه
دارت جسدها بين ذراعيه تمد كفيها لتعانقه
عشان انت في حياتي
عباره لم يتخيل انه سيسمعها... ولكنها جاءت في وقتها... كان يلوم نفسه انه نسي عبارتها واهانتها له العباره أنهت كل شئ وجعلته لا يشعر الا بحب يزداد داخله
مش معقول ياقوت بتقول كده
متحرجنيش ياحمزه
أنتي متعرفيش كلامك ده عمل فيا ايه... قولتلك يوم ما اتجوزنا عايز اټجنن معاكي... مش عايز حياه العقل وانتي وشطارتك
ابتعدت عنه تنظر اليه تلومه
مكنتش عارفه ولا فاهمه
عاد ليجذبها نحوه ثانيه
انا كنت اناني برضوه... ازاي عايز من غير ما أدى.. بس من هنا ورايح انا هدى عشان الاقي
اردف بعبارته الاخيره وهو يبتعد عنها غامزا لها.. فدفعته بقبضتها فوق صدره
خلينا نمشي بقى... انت ناسي اننا لازم نتجمع على الاكل وفاضل....
لم يمهلها الحديث اكثر وعاد يغمرها بدفئ عاطفته وحنانه... ناسيا كل قواعد العقل
اخذ اهتزاز هاتفه يتعالا بألحاح وهو يضمها نحوه يمسح على وجهها
حمزه تليفونك بيرن
مش مهم خليه يرن
حاولت أن تبتعد عنه ولكن عاد لجذبها اليه
اكيد في البيت بيرنوا علينا... حمزه شوف بس
ألتقط هاتفه بعد إلحاحها لينظر الي رقم شقيقه
ايوه ياشهاب... لا اتعشوا انتوا... هتأخر انا وياقوت.. متقلقش
أنهى شهاب معه المكالمه لتتعلق عين مريم بشهاب
قالك ايه
نتعشا احنا... هيتعشوا بره
حدقت مريم بالطعام الذي وضعته الخادمه وبدء حديث رؤى الذي تشحنها به يوميا يدور بعقلها
اخوكي وبقي مع مراته.. وجوز مامتك ونساكي اصل مهما كان هو مش ابوكي.. هو في اب بينسي بنته
يلا يامريم
هتفت بها ندي ولكن خطوات مريم المبتعده عنها جعلتها تهتف ثانيه
مريم رايحه فين
ألتفت نحوها مريم ثم عادت تسرع بخطواتها نحو الدرج
طالعه اوضتي
تنهدت ندي وهي تنظر نحو زوجها
تفتكر غارت
كان شهاب غارق في تناول طعامه لشدة جوعه
مفتكرش
وعاد يلتهم طعامه لتتناول هي الأخرى طعامها
................................
تنهدت صفا بآلم وهي تراه راقد فوق فراش المشفى دون حركه... شردت في أول لقاء لها معه وكيف كانت تهابه... مر شريط ذكرياتها وهي تتذكر ما مضت به معه لتسقط دموعها متألمه على حاله
هتفضل نايم كتير... ارجوك اصحى... اصحى وارجع فرات بيه النويري من تاني... اصحى احميني من عيلتك... ليه شيلتيني ذنب الطفل اللي هيتولد... هتسيبوا ليا ويفضل طول عمره موطي راسه في الأرض بسببي
ظلت تبكي حتى خارت قواها...ذنب طفلها ونبذ الجميع لها وتشردها من
بيت لبيت جعلها تدرك حقيقه واحده ان رحيل فرات سيكون القشة الاخيره التي بعدها سينكسر ظهرها
فهي كانت تتحمل عبئ نفسها والحياه التي تعيشها بصعوبه فكيف لطفل صغير لم يرى من الدنيا شئ سيتحمل ظلام حياتها... سيتحمل ان يكون له اما كانت سجينه
لم تشعر بصوت باب الغرفه يفتح ولا مطالعه مكرم الذي كان ينتظرها بالخارج
تألم مكرم لرؤيتها هكذا متذكرا صفا الجميله التي كانت ضحكتها تجلجل المكان حولها.. انطفئت وكما يقولون الدنيا اعطتها ظهرها
خرج صوته بهمس ينبهها
يلا ياصفا لحد يشوفك
ألتفت نحوه تحرك رأسها بالايجاب.. نظرت نظرة اخيره نحو فرات واتبعته صامته تمحي دموعها بكفيها
..............................
وقف على اعتاب غرفه شقيقه يرى زوجته كيف تساعد شقيقه في تناول طعامه... تقدم منهم.. فأنتبهت سماح على خطواته ولكن لم تلتف نحوه
كيف حاله اليوم
بخير
ردت بأقتضاب عليه استشعره فسألها عن حالها
وكيف حالك انت
خير.. كان نورالدين يتأملهم بملامح باهته لايري شئ أمامه