رواية كاملة ورائعه بقلم الكاتبة ايمان سالم الجزء الثاني زمهرير قابل للتفاوض
ما تقولي وده اللي خلاني فكرت وراجعت نفسي ولما اقابلك هعرفك كل حاجة
خلاص شوفي عاوزه تقابليني امتي وانا هجيلك بس يكون في مكان عام
اللي تحبيه المكان ...... ده كويس النهاردة الساعة 9
كويس هستناكي هناك متتأخريش
وصلت راية قبل المعاد بربع ساعة لتأمين نفسها فهي لا تثق بشيرين لم تخبر أحد بتلك المقابلة حتى هارون ... يظنه اجتماع مع احد العملاء
لما تعرفت عليها اين هي شيرين بجمالها وخطواتها الرشيقة
نهصت متحدثه بتعجب .. شيرين ايه اللي عمل فيكي كده
حلست متحدثه بإنهاك هقولك كل حاجة بس قبل ما احكي عاوزاكي تسمعيني بقلبك مش بعقلك وتوقفي جمبي بعقلك مش بقلبك
لم تعرفي الحقيقة كلها هتفهمي
البداية كانت بفيديو اتصور ما بنا احنا البنات في الشقة واحنا بحتفل عادي كأي بنات .. لكن الغلط جه مني أنا لما بعت الفيديو لواحد كنت مفكراه في يوم من الايام انسان عنده مشاعر ډم وقلب احساس زينا لكن للاسف كان حيوان استغل الفيديو وفرج اصحابه عليه وكان منهم اخو جوزك فجر
تابعت شيرين الحكي وكأنها قصة درامية ذات حبكة رهيبة .. والنهاية القاټل يكون آخر شخص نتوقعه تكاد تصاب بالجنون ... بعد كل ما سمعت .. الڼار في عقلها والظلام والثليج في قلبها ... القاټل محترف وبجدارة قټلها ولم يقبض عليه احد ولم يخطئ ولو خطأ بسيط ليتخذ ضده كدليل
سألتها راية .. عندك دليل على كلامك ده أنا مصدقاكي بس عاوزه اتأكد اكتر
ومن ضمن تلك الادله مكالمة بين فجر وصديق شيرين يخبره عن المبلغ الذي يريد وانه اعطاه شئ ثمين
هتقفي جمبي!
طالعتها راية پغضب رغم تعاطفها معها كأنثي وهتفت .. عارفة لو مكنتيش هربتي حاجات كتير مكنتش حصلت
بكت شيرين متحدثه .. عارفة وعشان خاطري متلومنيش أنا كل لحظة بلوم نفسي لحد ما بقيت حاسة إني ھموت من القهر
هتفت شيرين .. مش عارفة اشكرك ازاي أنا كان عندي امل في ربنا كبير وانك هتقفي جمبي وتجبيلي حقي من الظالم ده
اكدت راية .. هجيب لك حقك وحقنا كلنا
كان صادق في كذبه معايا لدرجة أنه ساحرني خلاني اغيب عقلي وامشي وراه من غير ما أفكر حاجات كتير كانت قدام عينيا بس أنا اللي مكنتش عاوزه اشوفها غبية عارفة إننا كنت غبية بس كنت بحس بحبه ليا في كل حاجة حتى الكلمة معقول للدرجة دي كنت مغفلة لانه مش معقول حبني بجد هو في حد بيحب حد هيأذيه ويضحك عليه بالشكل ده دا أنا اتعرضت لاپشع حاجة ممكن تحصل لبنت معاه وبسببه
قربنا على النهايات
31الفصل الواحد والثلاثون
زمهرير إيمان سالم
دخل الغرفة في المساء كعادته ..
وجدها تحمل رحيم الصغير وفور وصوله اقتربت تضم عبائته وحمل رحيم عنها متحدثا الواد ده هيچلع عليكي جوي لسه سهران لحد دلوك ليه!
هتفت وهي تضع العبائة موضعها به هتغير منه اياك أنه سهران معاي
هتف في ثقة وهو يدفع الصغير لاعلى لاه اغير ايه أنا عارف إن حبي في جلبك مهينفيسنيش عليه حد واصل
هتفت مستنكره حتى العيال يا فارس!
ايوه حتى العيال يا حنان هااا ايه جولك
اقتربت تضم ذراعه بحب تميل عليه هامسه بصوتها الحاني هو في بعد جولك حديت أنت خابر أنك في جلبي ومتربع جوه أنت فرحتي يا فارس وأبو عيالي اللي صبرت عليا سنين عشان يجو على الدنيا دي وافرح بيهم
العيال نامت ايوه ناموا كلهم اهجهز لك الوكل
امممم جوام يالا أنا جعان النهاردة جوي
عينيا يا خوي وبالفعل نزلت لاسفل تجهز الطعام وصعدت به لاعلي وضعت الصينية على طاولة جانبية وهتفت هات الواد عنك عشان تعرف تاكل زين
ناولها اياه وكان الصغير اوشك على النوم وضعته في حجرها وبدأت في هزه وهي تطالعه وهو يتناول طعامه تريد التحدث معه لكنها لا تعلم من أين تبدأ ولا كيف!
لكنه وفر عليها جهدها في التفكير وهتف جولي اللي عاوزه تجوليه يا حنان دغري
اضطربت متحدثه اجووول ايه يا كبير مفيش حاچة يا خوي كل الحكاية أنه ...اااا
ايوه انه ايه بجي!
هاه ولا حاچة يا فارس مالك متعصب كده علاي!
رفع حاجبه مستنكرا ما تفعل ووضع اللقمة في فمه صامتا يتأملها ويعلم جيدا أن ما في داخلها سيخرج بعد قليل ..
وبالفعل قبلت الصغير متحدثه لتفادي النظر في عيناه رحيم جالي إن فرحه كانت تعبانة جوي
كاد يغص بالطعام ونظر لها بقسۏة تعلم أنها ظاهرية تابعت پخوف مش واجب تكلمها تطمن عليها دي مهما كان خيتك يا فارس
دفع الصينية قليلا متحدثا بقوة استغفر الله ليه الحديت اللي هيسد النفس ده .. ملوش عازه الكلام ده يا حنان وجومي نيمي الواد في فرشته
نهضت على مضض هامسه بسخط استغفر الله كاني جلت لك كلام عيب لسمح الله كن رحيم معاه حج
اتجهت لغرفة الصغار المجاورة وضعت الصغير بالفراش وسحبت الغطاء عليه مغلقة الضوء وغادرت وهي عازمة النيه على أنها ستتحدث معه من جديد إلى متى سيظل هذا الوضع دائم ... لقد اخطأت بكسرها كلمته لكنها بالنهاية تظل اخته وهي ضلع ضغيف يحتاج لرعاية في كنف صاحبه ومن يكون الصاحب إن أبتعد هو! هل سيتركها لوحدتها حزنها وضعفها
فتحت الباب واقتربت تجلس لجواره صامته تتأمل جانب وجهه بتفكير وهتفت لو ليا خاطر عندك يا فارس صالح اختك بجي اصفى وكفاية اللي فات
نظر لها في ڠضب وتحدث ساخرا اصالحها كمان ايوه صح منا من يوم ممشت وكل الرجالة كلت وشي بزمتك اللي حصل بعدها يرضي حد لولا مجطعتي ليها دي واني اتبريت منها كنش ده بجي حالنا كنا بجينا مسخرة الناس كلها وأنت أكتر واحدة خبره الناس وكلامها
اقتربت تمسك كفه فزمجر ساحبا كفه لكنها اعترضت واقتربت تمسكه من جديد متحدثه يا فارس بالله عليك متفضلش مجطعها كده حتى لو مش عاوزها ترجع اهنه كلمها اطمن عليها حسسها أنك اخوها وإن في حد بيسأل عليها
هتف بصرامه هي اللي اختارت البعد ماكنش حد غصبها تعمل اللي عملته ده لو كانت بجيه علاي ولا علينا كلنا كان زمنها تحت طوعنا وتعمل اللي نجولها عليه لكن اهه سمعت حديت نفسها واختارت البعد والعصيان وأنا اللي يعمل كده ميلزمنيش ولولا امي الله يرحمها كت جتلتها كمان
نزلت بين ارجله تجلس القرفصاء تتطلع لعيناه بدموع وهتفت امي ياريت فاكر اللي جالت لي عليه جبل ما ټموت ووصيتها اللي كل ما افتكرها هتدبحني دبح
وضعت اكفها على ارجله متحدثه وحياة ولادك ورحمة امي يا فارس حنن جلبك عليها
هتف في حزن وهو ينهض رافعا اياها ومن ثم تخطها كفاية رحيم عليها ومعتش عاوز اسمع كلام في الموضوع ده
اومأت بحزن حاولت وككل مرة باءت بالفشل
دلف الحمام خطواته ثقيلة وكأنه يحمل على اقدامه صخور كبيرة اغلق الباب ممسكا بالمقبض وتنهد بحزن يظن الجميع تلك القسۏة هي الظاهر والباطن لكن لا أحد يعلم ان بداخله سعير لا ينطفئ يتألم ولا ينكر ففي بعدها يشعر بأن جزء من فؤاده مفقود .. جزء من جسده بتر ولا رجعه له .. مازال يتطلع للامر من كل الجوانب لا يكتفي كرحيم بالجزء الخاص بهم .. لن يستطيع حمايتها هنا من السنة الجميع ولا من بطش عاصم بعد ما حدث بينه وبين رحيم اخيرا من سلسلة مصائب كانت نهايتها قطيعة بين الكثير
لقد نبذهم فريق من العائلة لا بئس به معلنين للجميع وجهة نظرهم وأنهم ليسوا برجال ... فالنساء ارجل منهم ولا تفعل افعالهم
مرت شهور طويلة على ما حدث
المحصول يوضع في المخازن الخلفية للبيت الكبير ككل سنة لكن تلك السنة غير فهناك من اراد الاڼتقام وأخذ حقه في الليل وسكونه والكل نيام تشتعل الڼار في تلك المخازن .. السنة الهب عالية لدرجة أن الاستغاثة جاءت ممن بالخارج .. حيث كان أحد الرجال ممرا بالصدفة فشاهد المنظر .. اسرع يستغيث بصوته العالي الحجونا يا ناااس وأخذ يضرب على البوابة الخارجية ليستفيق من بالداخل صارخا بأسمائهم يا فارس بيه يا رحيم بيه الحجوا البيت بيولع ...
مر الوقت بين هرج ومرج .. اناس كثيرة تساعد وآخرى متعجبة شامته وعين واحدة تستريح في فراشها بعين هنئة بعد ما فعلت
يومان ومن فعلها كان معلق على نخلة كبيرة رأسه لاسفل وارجله في السماء ېصرخ بفزع والله ما عملت حاچة والله هو اللي جالي أعمل كده أنا مليش دعوة و رحيم يضربه ليفرغ كل ما في قلبه من ڠضب
حتى اوقفه رحيم متحدثا فكه ونزله كفاية عليه كده وجذبه شعر رأسه متحدثا معدتش ليك عيش في البلد اهنه تغور انت واهلك في داهية لو لمحت طرفك في البلد جول ساعتها على نفسك يارحمن يا رحيم
فك رحيم وثاق اقدامه فسقط ارضا وزحف لاقدام فارس يقبلها متحدثا ربنا يخليك يا فارس بيه معرفش غواني ازاي إني اعمل كده
دفعه فارس متحدثا جوم معوزش كلام كتير
غادر الرجل يكاد يزحف ورحيم يستدعي قوته ليظل صامت لحين مغادرة الرجل هتف بعدها بتعجب سبته بسهولة كده لاه كان لازم نشكره لاول على عمله معانا
يا رحيم حكم عجلك شوي وبلاش كتر حديت احنا عرفنا اللي وراها خلاص ولو جدمنا بلاغ هنشوشر على نفسينا احنا عارفين هو عمل كده فكفاية كده فضايح الله يخليك الموضوع بجي واعر
رحيم بتعجب وهياج يعني فكرك إنهم ميعرفوش انه اللي عمل كده
وهيعرفوا منين يا رحيم !
مين هيتجرأ ويعملها غيره وبعملته دي هيخلي كل من هب ودب يجف في وشنا
أنا هتصرف مش عاوزك تتدخل أنت يا رحيم أنا بجولك اهه
انصرف رحيم غاضبا
اسبوع واحد وكان الرد أصعب ولم يكن متوقع بتلك الطريقة وباليد التي فعلت بهم
عندما طلب رحيم من الرجل
الذي احړق المخازن أن يدخل هناك ويطلب من احدهم كان قريب له أن ېحرق المحصول ولكن في الارض نفسها
وقد كان فالمال في تلك الحالات وسيلة فعالة لفاقدي الضمير
وضع البنزين في كل شبر بالارض اكل الحريق الاخضر واليابس .. اصبحت الارض سوداء خاوية الرماد وعبقه يشل اطراف الجسد يجلس في وسطها بحسرة كمن صعد ناطحة سحاب