رواية كاملة ورائعه بقلم الكاتبة ايمان سالم الجزء الثاني زمهرير قابل للتفاوض
تصرف تاني معاك بس صدقني يا فجر لو قربت منها من بعيد ولا من قريب مش هعمل حساب أي حاجة وهقف لك اوعي تفكر إن ملهاش حد رحمة دي بنتي أنا عيلتها كلها فاهم وعمري ما هسمح لك تدمرها كفاية اللي عملته فيها واللي هيا بسببه جوه مرميه على السرير لا حول لها ولا قوة
ابتعد عنها مستندا على الحائط خلفه يشعر بأنه اقترب من الهزيمة الساحقة عندها ستكون النيجة هي آثر ملكته خلف قلاع العدو لن يقدر على استردادها مهما فعل فجنوده وجيشه انتهى من سيساعده لاسترداد ملكته من!
لا يعلم أنها اخذته من اصبعها وهي نائمة ... حتى لا تراه عندما تستيقظ وتتذكره وتتذكر ما حدث
وضعته في كفه وكأنه سحر أسود بطش بقواه العقلية سيطر على عدة صرخات غاضبة واتجه لاسفل دون الرد عليها مجددا أو قول شئ آخر.. نزل مسرعا لا يكاد يرى امامها صعد سيارته وانطلق بها بشكل چنوني يسابق الريح يشعر بالجنون مما هو فيه كيف أنقلب السحر على الساحر كيف خسرها بتلك السهولة وعند تلك الفكرة اوقف السيارة فجأة فاندفع للامام مصتدما بها .. ادي لچرح جبهته ونزول دماء منها فتح الباب وترجل تاركا الباب مفتوح خلفه وكأنه جن ليسرقها من اراد
متخيل أن رجوع الماء لمجرها شئ يسير
لا يعلم أنه حصل على حصته كاملة من الماء وانتهى
غادر فجر وجلست على اقرب مقعد مڼهارة تبكي كما لم تفعل من قبل ودت لو ضړبته حتى ادمت جسده لكنها لم تفعلها ولن تفعلها تشعر بتخبط كبير وشئ حديث في شخصيتها يجعلها دائما تبكي وهو الحمل بالتأكيد
انغرز سهم في قلبه فور رؤيته لها وهي تبكي بحرقه مخفيه وجهها بين كفيها
اقترب منها يشعر بالضياع وامسك كفيها يزيحهم حتى ظهر وجهها حزين ملئ بالدموع رفع ذقنها قليلا باصابعه هاتفا باسمها راية
ما كان منها الا انها نهضت تضمه .. تريد الاحتواء تريد من يربت على چراحها
سألها بصوته الهادئ ايه اللي حصل بالظبط مالها رحمة!
اخفضت بصرها من جديد وجلست في شئ من الخۏف ليس منه أكثر من حبها له تخشى كل شئ وهمست بصوت ملكوم قلت لك قبل كده مينفعوش لبعض مصدقتنيش اتهمتني بالظلم
أنا يا راية! قالها مستنكرا ثم اتبع هو ايه اللي حصل
اخوك دمرها خلاص
تعجب مما تقوى وهتف متسائلا قصدك ايه يا راية الكلام ده خطېر
مش هينفع نتكلم هنا!
ليه يا هارون!
خلى اللي يرتاح يرتاح تعالي ننزل تحت بعد ما تطمني عليها وعاوز اعرف منك كل حاجة
مقدرش اسبها كتير
مش هنتأخر ربع ساعة بس
نهضت تلبي ما اراد بعد أن اطمئنت عليها
في الاسفل تجلس مقابلا له طلب لها عصير طازج وهو فنجان قهوة ينتظر منها أن تقص وتشرح كل ما يغيب عنه
وكانت البداية بالتسجيلات التي اخذتها من شيرين
في الاعلى ...
جاء زائرا يحمل علبة من الشيكولاته المفضلة لديها بحث بعينه عن راية لم يجدها فكر ربما كانت في الغرفة من الداخل طرق الباب عدة مرات فلم يصل له صوت فتح الباب قليلا ونادها .. فلم تجب لانها بالاسفل ورحمة في سبات
دخل مترددا يفعل أم لا ...
يزورها ... هل من حقه الآن فعل ذلك .. ام سقط هذا الحق وهو يكابر .. لكن اللهفه جعلته يتخطى الباب مقتربا منها في حزن ...
رحمة همسها بصوته الهادئ المنفعل
حدث نفسه دي مجرد زيارة عادية واحدة تعبانة وبزورها اهدي يا وسيم
جلس على المقعد بجوارها يتأمل تفاصيلها ..
وعلى حين غفله من مشاعر كثيرة تروده مد كفه يطبق على كفها هامسا سلامتك يا رحمة
شعرت بأن هناك من يناديها لكن آثر المسكن قوي للغاية فلم تستطع فتح عيناها لرؤيته
عارف أنك مصدومه فيه .. ياترا هو عملك ايه عشان يجرحك بالشكل ده .. لا يعلم أن الجراح في قلبها بالتراكم وهو أول من فعلها
وضع الشيكولاته لجوارها على منضده جانبية هاتفا جبت لك الشيكولاتة اللي بتحبيها ياترا لسه بتحبيها زي زمان .. تشعر بأن هذا الصوت مألوف تلك الكلمات مرت عليها سابقا من يكون هو
في الاسفل ...
لا يعلم ماذا يقول لقد خذله فجر
هدم جسر طويل بناه بينهم .. والمسافة أصبحت كبيرة من سيجازف بالخوض في النهر
يتطلع لها بعجز ولأول مرة لا يعرف ماذا يفعل وماذا يقول اخيرا وجد صوته متحدثا أنت عاوزه ايه دلوقتي يا راية وأنا هعملهولك
اخوك يبعد عنها كفاية اللي حصل لها يا هارون هو اذاها
حاضر يا راية هخليه يبعد عنها ... نهض متحدثا تعالي هطلعك فوق وبعدين همشي
انصتت لكلماته وعقلها ناقم على عائلته لكن احتياجها له جوارها جعلها تصمت وتبلع غصه كادت تدمي حلقها
قادها لاعلى فوجدت من يجلس خارج الغرفة وكأنه ينتظر أحد اقتربت متعجبة وسيم!
نهض يصافح هارون شعر بأن الاجواء بينهم على غير العادة وأن هناك شئ فأخبرهم بهدوءه كنت قريب من هنا قلت اجي اطمن عليها الف سلامة عليها
قالها موجها الحديث لراية
اجابته الله يسلمك يا وسيم تعبناك معانا كتر خيرك
هتف مؤكدا متقوليش كده أنت أخت ولو عوزتي أي حاجة في اي وقت كلميني مش هتأخر
هتفت بود رغم الحزن طول عمرك جدع يا وسيم ربنا يكرمك
اومأ لها متحدثا طب هستأذن أنا بقى
هتف هارون وأنا كمان همشي وهمر عليكم تاني يا راية
اومأت في صمت
هتف هارون هو
يسير لجواره كنت عاوزك في موضوع يا وسيم
خير يا هارون قلها بتشكك
هتف مؤكدا هنقعد في حته وهقولك على أنا عاوزه
ماشي قلها وهو يسير لجواره يعلم أن هناك الكثير
ليس بعادة هناك دخول العروس لكن وجود القرابة بينهم منحة فرصة رؤيتها
دخلت كقمر .. من يقول أن هذا الجمال يوجد في الصعيد فهو كاذب فجمالها سبحان من سواها عندما طالعتها عيناه تعجب هل هي من ارادتها أمه عروس له
وضعت الشاى متحدثه بخجل هتفت همت في شئ من الود تعال اهنه جاري
اقتربت العروس منها بعد أن احتضنتها متحدثه امرك يا خاله
ربتت على ارجلها متحدثه بسعادة خاله من بوجك كيف الشهد
احمر وجهها خجلا .. فأصبحت بشرتها البيضاء لذيذة كحلوى المارشيملو
ورفعو نظرها له في ثوان فوجدته يحدق بها اخفضت عيناها الخضراء في خجل
كاد يضرب كف بأخر .. يشعر أنه في فيلم عربي قديم مستهلك
اخرجه من شروده صوت والدها مرحبا بهم
فغمزت له والدته بأن يتحدث انتهى وقت الصمت سأفعل الآن كما فعلتي بي يا شجن ربما عندما سأجدك تكون الروؤس متساوية .. خنتي والآن دوري لافعل
هتف بصوته الجهوري جايلك النهاردة يا خال وطالب الجرب منك
ابتسم الرجل متحدثا ده أحنا يزدنا شرف يا ولدي اجبهالك لحد عندك
هتفت همت في رضي ده العشم بردك يا خوي بس عروستنا اللي هي تعوزه تجشر عليه
هتف الرجل في رضى أحنا هنشتري راجل ميهمناش حاچة بعد كده
تحدثت همت بسعادة ده العشم بردك يبجى على بركة الله نجروا الفتحة
نجروها قالها الرجل وهو يرفع يده .. ومن بعده الجميع عداهم
عاصم وعروسه
لكل منهم سببه
فالعروس تشعر بالخجل تكاد تبكي
أما هو يشعر بالټحطم ويسأل نفسه كيف فعلها
أنتهي الامر ...
لقد خطبها ..
هانت عليه شجن وهان حبها
الآن شعر بجزء من رد كرامته
وسحقا للحب وما جلبه له من مذله
ينام على الاريكة ينظر للنافذة القريبة منه تلك الليلة مظلمة وكأن النجوم حزينة على شئ ما وكأنها خائڤة من الظهور .. ظل يتأمل السماء السوداء كحال قلبه وضبط هاتفه على الفجر ..
ليس للصلاة وأنما للسفر متجها للاسكندرية
ونامت همت قريرة العين ولاول مرة منذ سنوات
ومن بالاسكندرية ..
تكاد تبكي على حالها فحرارة الصغير مرتفعة تركت من تساعدها في تربية الاولاد معهم ونزلت تحضر دواء خافض للحرارة .. المسئولية صعبة بل قاټلة وهي كائن خلق مستكان .. تعرضت لمعاكسة من احد الشباب اشعرتها بالفزع فاسرعت تركض خشية ان يلاحقها احد وهي هنا بمفردها والليل ظلمات
ظلت طوال الليل متيقظه خشيت أن ترتفع الحرارة مجددا حتى جاء الصباح فغفت لجوار اطفالها
هو الآن في قطار متجهه للاسكندرية يضع يده على مسدسه اسفل جلباية يشعر .......
33الفصل الثالث والثلاثون
زمهرير إيمان سالم
قل لي يا قلب متى ستشرق شمسك ويزهو ربيعك
بعد سهرة طويلة من التفكير عاد متأخرا ليجدها على الفراش نائمة ومن الواضح أنها كانت تنتظره .. فجلستها بتلك الطريقة ورأسها منزلق بعض الشئ .. جعلته يشعر بالألم لأجلها فأسرع يخلع جلبابه متجها لها ساحبا اياها برفق لأسفل .. ففتحت عيناها بنعاس متحدثه أنت جيت يا فضل
إيوه قالها وهو يسحب الغطاء عليها برفق مقبلا رأسها
هتفت ومازال النعاس يسيطر عليها أتاخرت ليه جلجت عليك جوي
معليش كان ورايا حاچات مهمة نامي أنت ياعزيزة
أجهز لك الوكل قالتها قبل أن تذهب في سبات عميق حتى لم تنتظر رده
هتف وهو يبدل ثيابه لاه نامي أنا شبعان والټفت ليجدها قد غفت بالفعل تبسم من قلبه وهز رأسه متحدثا به يا عزيزة كني هكلم نفسي يالله الامر لله واتجه للفراش يتطلع لها بحب يشعر بالراحة لقربها .. تنهد وعقله يخبره أنها الكائن الوحيد على تلك الأرض القادر على ازاحه الهم من قلبه مهما عظم أمره اقترب يدفع يده اسفلها محتضنا اياها وأغلق عينه وكانت انفاسها هي آخر شئ تنفسه قبل أن يغط في نوم عميق
مر الوقت ..شرقت الشمس .. بداية اليوم ..
وعاصم لم يستمع لنصيحته بل أخلف وعده لقد رأه بنفسه متجها لبيتها وعيناه لا تحمل إلا الشړ تبعه على أمل أن يحاول حل الأمر دون خسار لكن عند وصله كان الآوان قد فات وجد سکين كبير حاد مغروس في صدرها وعيناها شاخصة والډماء تتدفق بقوة
هتف بإنفعال وهو يدفع عاصم لبعيد ايه اللي عملته ده يا عاصم هو ده مش هأذيها هي دي كلمتك ليا حرااام عليك يا أخي عملت كده ليه ضيعت نفسك !
كانت الآخري قد سقطت اسفل قدميه انخفض سريعا يكاد يشعر بالاحتراق لاجلها رأسه يدور يشعر كأنه في كابوس مزعج يحاول افاقتها ضغط بيده لايقاف