رواية جديدة كاملة بقلم الكاتبة سارة مجدي
الاثنان يشعران بالغرابه من هيئه صديقهم الذى قال حين وقف امامهم
انا عايزكم تخلوا بالكم من لين هنزل العاصمه و هرجع على طول
ليقطب رواد جبينه بحيره وقال
ايه الى حصل يا أيهم فى حاجه حصلت فى البيت عندكم
ليقول إياد سريعا
عمى ومرات عمى كويسين
هز أيهم راسه بنعم ليقول رواد بنفاذ صبر
طيب ايه الى حصل
ظل أيهم صامت لعده دقائق ثم قال
لتظهر علامات الصدمه والاندهاش على وجه رواد و إياد ولكن أيهم لم يمهلهم الفرصه للحديث وغادر سريعا
الفصل الثامن والاخير من بين خۏفها و هوسه
كان يقود السياره و هو يفكر لقد تحرك سريعا دون ان يتذكر ان يأخذ عنوان والدها اوقف السياره على جانب الطريق واخرج هاتفه واتصل على رواد و حين اجابه قال
ابعت فاتن لمدام عبد الحميد تسألها على عنوان اهل ضى
الحب بهدله يا جدعان و أيهم ابن الاكابر وقع ولا حدش سما عليه
لينفخ أيهم مره اخرى وقال بضيق
اخلص يا ارخم خلق الله انا واقف فى نص الطريق
ليقول رواد بهدوء
حاضر اتحرك انت وعشر دقايق وابعتلك العنوان فى رساله
وها هو يقف اسفل بنايه والدها الذى لايعلم اسمه حتى الان كاد ان يترجل من السياره حين علا صوت هاتفه لينظر الى ذلك الرقم باندهاش ثم اجاب ليجد صوت انثوى ناعم يقول پغضب
ابتسم ابتسامه صغيره ثم اجاب بهدوء
عايز اخطبها
الصمت كان الرد على كلماته وهو احترم ذلك الصمت وابتسم بسعاده حين عادت من جديد لتقول
ده رقمى اول ما تخلص كلمنى و طمنى و لو احتجت مساعده انا موجوده
اغلق الهاتف واخذ نفس عميق ثم ترجل من السياره وصعد درجات السلم سريعا وطرق الباب وحين فتح وجد سيده بسيطه بوجه بشوش وحنان فطرى ينبعث من عيونها يشعره بالراحه تنظر اليه باستفهام فقال بأدب
قطبت السيده بين حاجبيها وقالت بلهفه
بنتى جارلها حاجه
ليقول سريعا فى محاوله لطمئنتها
لا هى كويسه حضرتك متقلقيش انا بس كنت عايز اتكلم معاكم شويه
سمعت صوت طاهر من الداخل يقول وهو يقترب منها
مين يا جليله
ليقف خلفها وهو ينظر الى ذلك الشاب الذى يقف امامها الذى اجاب قائلا
أيهم صفوان الهوارى
اهلا و سهلا أأمر
ليتفهم قلق ذلك الرجل وقال بأبتسامه بسيطه
عايز حضرتك فى موضوع يخص الانسه ضى
ليقطب طاهر بين حاجبيه ثم قال
اتفضل يا ابنى ..... اتفضل
دلف أيهم ليجد بيت بسيط ولكنه نظيف ومريح وهادىء اشار له ان يجلس وهو يقول
حاجه للضيف يشربها يا جليله
ثم نظر لأيهم وقال
خير يا ابنى ... انت تعرف بنتى منين
كان فى طريق العوده الى .... وهو يفكر فى كلمات والدها
يا ابنى اللى انت بتقوله صعب ازاى عايزنى اقبل كده
ليقترب أيهم من قليلا و هو يقول بصدق استشعره الرجل الكبير بقلب اب
انا مستعد اكتب كتابى عليها فورا ... بس انا عايز كل حاجه تكون هى موافقه عليها و برضاها و حضرتك متقلقش ابن عمى و خطيبته و اختى و خطيبها موجودين معانا بس من بعيد من غير هى ما تحس بيهم
ظل طاهر صامت يحاول التفكير ثم قال بعد عده دقائق
انا هتصل بعبد الحميد وهفهمه كل حاجه علشان يقف جانبك ويساعدك بس يا ابنى بنتى مش حمل اى صډمه او حزن جديد مش هتستحمل چرح و ألم انا يمكن معرفكش بس واضح انك ابن اصول وانا واثق فيك
ليقول أيهم بصدق شعره ذلك الرجل الجالس امامه فهو رجل مر بالكثير ويستطيع الحكم على الناس بأن ذلك الجالس امامه رجل حقيقى وصادق
اوعدك انى عمرى ما هجرحها وانا قاصد و هفديها بعمرى .... ضى نستنى شغفى وبقت هى كل هوسى
عاد من افكاره مع تلك الابتسامه التى ترتسم على ملامحه حين يتخيل كيف سيكون رده فعلها حين يقوم بما يدور بداخل عقله
حين وصل الى الورشه كان إياد و رواد فى انتظاره بعد ان اتصلوا به وعلموا انه فى طريق عودته جلس معهم وقص عليهم ما حدث وايضا خطته القادمه واحتياجه اليهم
صعدوا جميعا حتى يناموا بعد ان قال إياد
اسد عيله الهوارى قلب قطه يا رجاله ... يا
خساره شبابك الى هيضيع بسب الحب يا ابن عمى
ليضحك رواد بشده وهو يكمل خلف إياد
كان شمعه منوره كان رجل والرجال قليله ... وصدق مين قال الحب بهدله
كان ينظر اليهم بغيظ ثم ضړب فخذيه بقوه و هو يقف على قدميه قائلا من بين اسنانه
انتوا بتنوحوا على مين انت وهو ده على اساس ان كل واحد فيكم الحب مجبوش على بوزه
لينتفض الاثنان من اثر حركته المباغتة ثم اخفض إياد راسه ورفع يده يحك راسه ورفع رواد راسه ينظر الى السقف وهو يصفر
اقترب أيهم منهم خطوه وقال بأمر
يلا يا استاذ منك ليه اتفضلوا على فوق علشان بكره ورانا شغل كتير
هز الاثنان راسيهما بنعم وتحركا فورا اغلق هو الورشه ووقف امامها ينظر الى البيت الذى تسكن به مالكه قلبه الجديده بنظرات يملئها الثقه والحب
فى صباح اليوم التالى اتصل عبد الحميد بناهد واخبرها بما قاله طاهر ابتسمت هى بسعاده وقالت
طيب هتتصل انت بالشاب ده تكلمه ولا اكلمه انا
ظل صامت لبعض الوقت ثم اجابها قائلا
لا هكلمه انا ... بس انا مش معايا رقمه
ظلت صامته لعده ثوان ثم قالت
طيب بص ادينى ربع ساعه وانا هجبلك الرقم
اغلقت معه واتصلت من فورها به
كان مازال نائما واجاب دون ان ينتبه للاسم ثم اعتدل جالسا بسرعه حين علم من هى
استمع الى كلماتها التى تخبره فيها بكل ما حدث وانها ستعطى رقمه لزوجها اغلق معها الهاتف بعد ان اوضح لها ايضا فكرته وماذا سوف يفعل اليوم
خرجت من غرفتها متوجهه الى غرفه ضى التى كانت واقفه امام النافذه تنظر الى البحر وغارقه بين امواج افكارها اقتربت منها بعد ان طرقت الباب ولكن ضى لم تتحرك او تنتبه وضعت يدها على كتفها لتنتفض ضى تنظر اليها باندهاش لتبتسم ناهد بهدوء وقالت
اهدى يا حبيبتى ده انا .... ايه الى كنتى سرحانه فيه و خلاكى محستيش بيا ولا بخبطى على الباب
ابتسمت ضى ابتسامه خفيفه حزينه ثم قالت
ابدا كنت بفكر ارجع العاصمه بابا وماما وحشونى اوووى
لتقول نودى بعتاب
لحقتى تزهقى مننا بالسرعه دى
لتقول ضى سريعا
ابدا والله ... بس ... اصل يعنى
لتمسك نودى بيدها و تجلسها على السرير وجلست بجانبها وقالت بهدوء
اصل ايه
نظرت اليها وعيونها تمتلى بدموع الرجاء والخۏف وايضا طلب العون
انا خاېفه اوووى عقلى مش بيبطل تفكير فيه وقلبى بس من مجرد تفكيرى فيه ده بيدق جامد وكأنه هيخرج من مكانه ويرحوله وضميرى .... ضميرى
لتربت ناهد على يدها وقالت بأبتسامه حانيه
ضميرك واجعك علشان سعيد مش كده
لتهز راسها بنعم وهو تبكى بصوت عالى لتقول نودى
قلبك لسه عايش يا ضى وبينبض لسه محتاج يحب ويتحب .... قبل كده قولتلك سعيد فى مكان احسن من الدنيا كلها وانت لسه عايشه متوجعيش قلب الى بيحبوكى عليكى
ثم ضمتها الى صدرها وهى تقول بحنان
عيشى وحبى وافرحى انت تستحقى ده
ابعدتها عنها قليلها ثم قالت
يلا قومى اغسلى وشك واجهزى علشان تنزلى المدرسة
هزت ضى راسها بنعم وتحركت من فورها الى الحمام تنهدت ناهد بحزن وشفقه على تلك الفتاه البريئه والرقيقه و دعت الله ان يوفق أيهم فيما سيقوم به
كان يقف امام الورشه يضع يده فى جيب بنطاله ينظر الى بيت الاستاذ عبد الحميد بعد ان تحدث اليه منذ قليل واتفق معه على كل ما سيحدث يعلم انها مغامره ويعلم ايضا ان الجميع يشعر بالقلق ولكن ما الحل ليس لديه سوا هذا الطريق ليسير فيه
علا صوت هاتفه حين لمحها تخرج من البيت اجاب الهاتف وهو يصعد الى سيارته ليسمع صوت رواد يخبره
كله تمام يا ابن الاكابر
كانت هى قد دلفت الى احدى الشوارع الجانبيه الهادئه اقترب منها بهدوء واوقف السياره امامها مباشره فوقفت تنظر الى السياره پخوف اقترب منها لتنظر اليه بقلق وتوتر ليقول هو بهدوء
ازيك يا انسه ضى ... اتفضلى اوصلك
قطبت جبينها وهى تقول بضيق
مفيش داعى دول خطوتين مش محتاجه توصيله
وادارت رأسها تنظر الى الجه الاخرى ليبتسم هو بمشاغبه وهو يقول
اهو نعتبره تدريب بسيط علشان تبطلى خوف
نظرت اليه بعدم فهم واندهاش يعلو وجهها ليبتسم ببرود وهو يقول
المسافه قريبه زى انت ما بتقولى و اهو تشوفى نفسك فى المسافه دى كده ايه الى هيحصل
ظلت صامته يظهر على وجهها الرفض ليقول هو بهدوء وتشجيع
جربى مش هتخسرى حاجه
ظلت صامته لثوانى ثم تحركت و وقفت بجانب السياره ليفتح لها الباب نظرت اليه ثم الى السياره والخۏف يملىء عيونها ليقول بتشجيع وابتسامه مطمئنه
انا موجود و وقت ما تحتاجى نقف هنقف على طول
صعدت الى السياره و كأنها تحاول كسر الخۏف او الهروب منه هى لا تعلم بماذا تشعر تحديدا لكنها تريد ان تقضى معه تلك الدقائق القليله حتى لو ستواجه خۏفها
صعد هو الاخر وتحرك بالسياره وبعد دقيقه واحده و حين وقعت عينه على بدايه سور المدرسه اخرج من جيبه زجاجه صغير وقربها من انفها وبخ القليل وهو يقول
ايه رايك فى البرفيوم ده
وقبل ان تجيبه او تفهم ما حدث اغمضت عينيها باستسلام ليبتسم ابتسامه صغيره واخرج هاتفه ووضعه على اذنه وقال
هى معايا ... كل الاخبار هتكون عندك اول بأول
لم يستطع طاهر الاحتمال رغم احساسه بصدق ذلك الشاب و رؤيته لحب ابنته فى عيونه الا انه يظل غريب فقرر السفر وان يكون بجوار ابنته اخذ اجازه من عمله واخبر جليله ان تجهز الحقيبه سوف يسافر اليوم لن ينتظر الى الغد
وصل الى المكان الذى يقصده ليجد رواد ولين يقفان امام الباب الكبير يتحدثان بانسجام شديد ترجل من السياره وامسك رواد من ملابسه وهو يقول پغضب مصتنع
واقف تحب فى اختى كده عينى عينك من غير كسوف
اغمض رواد عينيه حين ضحكت لين بصوت عالى حين قال من بين اسنانه
قطعتلى خلفى يا ابن .... الاكابر وانا لسه مادخلتش دنيا
ليضحك أيهم وهو يترك ملابسه ويقترب من لين يضمها الى صدره بحنان
لو كده بقا اشوف لاختى عريس