رواية جميلة جدا للكاتبة دعاء عبد الرحمن الجزء الثاني
يا مهرة تعالى يالا علشان تاكلى معانا
ألتف ثلاثتهم حول المائدة وهو يقول
كويس أنى طلعت على طول
نظرت له والدته متسائله فقال
بعدين هبقى اقولك ..وعايزك تبقى تفهمى مامتها علشان تخلى بالها منها أكتر من كده
بعد أنتهاء الغذاء أعد فارس الشاى ووضعهم امام والدته على الطاوله وأتكأت ومهرة امام كراساتها على الارض
وهى تحل بعض المسائل الحسابيه..فقالت لها أم فارس
يابنتى ما تقعدى على الترابيزة حد يذاكر وهو نايم على بطنه كده ..كده هتتعبى
قالت مهرة دون أن تنظر إليها مبعرفش اذاكر غير كده يا طنط
ألتفت فارس إلى والدته وقال
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
نظرت له والدته وقالت
على فكره أنا منستش أنك كنت سرحان وبالك مشغول وأنت خدتنى فى دوكه فى موضوع مهره ده ..ها قولى بقى مالك
تناول فارس كوب الشاى الخاص به وأخذ منه رشفة صغيرة وقال فارس متعجبا
تخيلى يا ماما واحد جالنا المكتب النهارده ..ومش هتصدقى كان عاوز ايه
قالت والدته بفضول وأهتمام وهى تضيق عينيها
كان عاوز ايه يابنى
قص عليها تفاصيل ماحدث بينه وبينه الرجل والحوار الذى دار بينهما
وما سمعه من الدكتور حمدى عقب خروج الرجل من عنده فقالت وهى تهز رأسها بحزن
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
عمرى ما قابلت شخصيه زى دى ابدا . دى مراته وأم عياله ازاى يعمل فيها كده
أزاى ضميره يسمحله يجيب عليها شهود زور يقولوا عنها كده..طب بلاش ضمير ..طب معندوش ذرة دين طيب
مطت والدته شفتاها وهى تقول
أومال يابنى لو سمعت اللى أنا بسمعه فى طابور العيش ..
تبقى واحده وبتكلم جارتها على أختها وعماله تقطع فى فروتها ..
أبقى مستعجبه وأقول سبحان الله ازاى تبقى أختها وبتتكلم عليها كده ..
ده حتى المثل زمان كان بيقول انا وأخويا على بن عمى وانا وبن عمى على الغريب..
من غير خشى ولا ضمير بالكدب بقى بالباطل مش هتفرق
هز فارس راسه نفيا وهو يقول
حتى المثل ده كمان غلط يا ماما مفيش حاجه فى الدين اسمها كده ...الرسول عليه الصلاة والسلام بيقول
أنصر أخاك ظالما أو مظلوما ...فالصحابه سألوه ننصره مظلوما يا رسول الله لكن كيف ننصره ظالما
..فقال الرسول صل الله عليه وسلم ترده عن الظلم ...يعنى نقوله أنت غلطان يا ماما ونبينله أنه غلط
تابعت والدته قائله
عموما يابنى انا مبرضاش أدخل وبحاول على قد ما أقدر مسمعش كلامهم رغم ان بؤهم بيبقى فى ودنى
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
اقعدى سبحى واستغفرى بصوت عالى أهو منه متسمعيش كلامهم اللى بيقولوه
ومنه يمكن واحده فيهم تخلى عندها ډم وتفتكر أن ليها رب مطلع عليها وعلى كلامها
قالت والدته مردفة
والله يابنى كنت اجى أتكلم الاقى اللى تطلع فيا وتقولى هو أحنا بنقول حاجه غلط
ما اللى بنقوله ده فيها فعلا يعنى مش بنجيب حاجه من عندنا
تنهد فارس وأخذ نفسا عميقا وهو يقول
ماهو ده من الجهل بالدين يا ماما ..ميعرفوش أن اللى يجيب سيرة واحد بكلام هو فيه فعلا يبقى ده اسمه غيبه
ولو كلام مش فيه يبقى اسمه بهتان ونميمه والاتنين من كبائر الذنوب
والرسول عليه الصلاة والسلام قال لا يدخل الجنة نمام
رفعت مهرة راسها من بين كتبها وقالت
يعنى لو واحده صاحبتى قالت عليا لواحده صاحبتى تانيه ان انا أوزعه يبقى كده حرام صح يا فارس
نظرا إليها كل من فارس ووالدتها متعجبين وقالت أم فارس
ايه ده أنتى واخده بالك من الكلام وانا اللى فاكراكى غلبانه أه منك أنتى
ضحك فارس ووجه كلامه لمهرة قائلا
صح يا مهرة وهحكيلك بقى حكاية علشان تفضلى فاكره الموضوع ده فى دماغك على طول بما أنك بتحبى الحكايات يعنى
جلست مهرة فى أنتباه وهى تستمع إليه فقال
بصى يا ستى كان مرة الرسول عليه الصلاة والسلام ماشى وكان فى ناس ماشيين وراه بيتكلموا على واحد مش موجود كلام مش كويس بعد شويه الرسول عليه الصلاة والسلام شاف حمار مېت مرمى فى الطريق ... عمل ايه بقى الرسول علشان يعلمهم براحه
شاور على الحمار المېت ده وقالهم ياكلوا منه...وبعد ما الناس أستغربت وقالوا ..ازاى هناكل حمار مېت ..
قام الرسول بقى قالهم لو كنتم أكلتم لحم الحمار المېت ده أهون من أنكم تتكلموا على أخيكم
وتتكلموا عليه كلام هو ميحبش حد يقولوا عليه
يعنى يا مهرة لو لقيتى حد بيتكلم على حد بحاجات هو ميحبهاش فى نفسه أتخيلى كده أنهم قاعدين ياكلوا لحم حمار مېت
وضعت مهرة يدها على فمها متقرفه ... وهى تقول
طب لو انا عملت كده أعمل ايه طيب
ضحكت أم فارس من طريقتها وأبتسم فارس وقال
قولى استغفر الله وأستغفرى كتير ليكى وللى اتكلمتى عليها
قطبت والدته جبينها وهى تقول بأهتمام
بس يابنى اللى قاعدين قدام المحكمه دول علشان يشهدوا زور فى كل قضيه
مش المفروض يكون القاضى عارفهم أنهم شهود زور