رواية جميلة جدا للكاتبة دعاء عبد الرحمن الجزء الثاني
على خير
وأنت من أهله
أغلقت الهاتف وهى تنظر له وتقلبه بين يديها وهى واجمة وتفكر فى الخطوة القادمه
كيف ستفاتح فارس فى الامر وكيف ستكون ردة فعله تجاهها
استيقظ فارس قبل الفجر بساعه وهو يمد يده ويطفىء ساعته المنبهه التى تصدح يوميا فى مثل هذا الموعد معلنة عن وقت صلاة القيام تململ فارس فى فراشه وهو يشعر بإجهاد شديد وكأنه لم ينم الا منذ لحظات قليله معدودة
ولكنه جاهد نفسه وهب واقفا بدون تفكير حتى لا يفكر فى العودة الى النوم مرة اخرى ويغلبه كسله وإجهاده ...
توضأ وعاد الى غرفته جلس وهو ممسكا بالمصحف وقرأ ورده الليلى منه
فشعر بالاستنكار لهذه الصورة وبانقباض قلبه لها ..كيف أجلس كل هذا الوقت بين فتاتين
وخصيصا أن حسن هو الاخر سوف يترك المكتب للعمل مع باسم
هذا سيكون مدخل من مداخل الشيطان ومدعاة للفتن ..كيف لم يفكر فى هذا الامر من قبل
لماذا لم يطلب من الدكتور حمدى سابقا ان يفصل بين النساء والرجال فى مكتبه
كيف تجلس النساء كل يوم كل هذه الساعات من العمل بصحبة الرجال الزملاء فى العمل ..
من الاكيد سيحدث أعتياد وألفه وترى المرأة زميلها فى صورة متالقه غير التى ترى بها زوجها فى البيت يوميا
فهذه فى عملها وهذه بأطفالها ومسؤلياتها ولكن الشيطان لن يقول لهما هذا... إنما سيجمل زميلته وزميلها فى عينيهما وسيصور لهما أنهما الافضل والاجمل
وسيطفى عليهما صفات خياليه أخرى تجعل الالفه والاعتياد لهما مفهوما اخر
وضع المصحف جانبا ووقف يصلى القيام واطال فيه حتى ركع وأطال فى الركوع حتى سجد ..
وهنا شعر ولاول مره يشعر بسجود قلبه مع سجود جبهته
أغمض عينيه وهو يدعو لا يريد ان يفارق تلك السجدة التى وجد حلاوتها ابدا فهى له الدنيا بما فيها
ووجد نفسه يدعو..اللهم جنبنى الفتن ما ظهر منها وما بطن
اللهم أكفنى بحلالك عن حرامك وأغننى بفضلك عن من سواك اللهم خذ بيدى إليك أخذ الكرام عليك
لم يستطع أن يرفع راسه ابدا الا عندما سمع صوت أذان الفجر ينتشر فى الارجاء ..
أنهى فارس صلاته وقد قرر ان يفاتح الدكتور حمدى فى امر فصل الرجال عن النساء حين عودتهم للعمل
دخلت والدتها لتوقظها فى الصباح فوجدت الهاتف النقال بجانبها فأخذته وظلت تنظر إليه بإمعان وتتفحصه وباليد الاخرى توقظ دنيا وتهزها هاتفتا بها قومى دنيا ايه اللى جاب التليفون ده معاكى
بتاع مين ده يا دنيا
أنتزعته من يد والدتها وهى تقول برجاء
الله يخليكى يا ماما مش عاوزه بابا يعرف ليقعد يحقق معايا وجبتيه منين ومجبتيهوش منين
نظرت لها والدتها بشك وقالت
وانا يعنى مش هسألك
قبلتها دنيا على وجنتها وقالت
انتى مامتى حبيبتى مش هتعقديلى الدنيا زى بابا
أبعدتها والدتها عنها قليلا وبرفق قالت
طب جاوبينى مين اللى أدهولك
أستاذ باسم مدير المكتب اللى حكتلك عنه قبل كده أنه عاوز ياخدنى معاه مكتبه
وجابهولك بمناسبة ايه ده
بمناسبة عيد ميلادى يا حبيبتى
صمتت والدتها قليلا فقالت دنيا متوتره
ايه يا ماما سكتى يعنى
مش عارفه مش مرتاحه
عانقتها دنيا وقبلتها مرة أخرى وهى تنهض من الفراش قائله بثقه
متقلقيش يا حبيبتى انا عارفه انا بعمل ايه كويس وبتعامل مع الناس أزاى
نظرت والدتها إليها وقد خرجت من الغرفه ثم ألتفتت الى الهاتف الملقى على الفراش
وشردت تماما ولاول مره تشعر بالقلق حيال تصرفات ابنتها
ويوم الخميس وفى المساء كان منزل عزة مهيأ لتلك المناسبه المبهجة للأسرتين حفلة خطوبة عزة وعمرو
كانت الحفله بسيطه ينعزل فيها الرجال عن النساء نوعا ما فالنساء فى الصالون والرجال فى الخارج يفصل بينهما بابا لا يكاد ينغلق من كثرة الحضور..لذلك أحتفظت عبير بنقابها حتى لا يراها احد دون أن تشعر
لم يكن هناك شخص أسعد منه فى تلك اللحظه..اللحظة التى طوق خاتم خطيته اصبعها وأخيرا اصبحت خطيبته واخيرا اصبحت له...لم يكن بحاجه الى التعبير عن سعادته فلقد تكفلت عيناه بهذا الامر مما جعل عزة تشعر بتأنيب الضمير لانها لا تبادله نفس مشاعره ولا حتى جزء منها غير الاحترام وفقط
كان فارس يجلس مع الرجال فى الخارج وفجأة شعر بمن يهزة من الخلف نظر خلفه فوجد مهره ابتسم كعادته كلما رآها واستدار إليها فى جلسته ودون ان يقف فأقتربت من اذنه وهى تشير الى محمود أخو عمرو وتقول
ألحق يا فارس الواد الرخم ده بيضايقنى
نظر فارس إلى حيث تشير ثم نظر إليها مرة أخرى متعجبا وقال
بس هو شافك أزاى اصلا علشان يضايقك
نظرت له پغضب ومطت شفتاها وقالت
انت كمان بتتريق عليا ماشى يا فارس
قال مداعبا
طب