الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية جميلة جدا للكاتبة دعاء عبد الرحمن الجزء الثالث

انت في الصفحة 4 من 52 صفحات

موقع أيام نيوز


قليلا وأنفاسه تنتظم ثم قالت بشحوب
أمتى حصل ده يابنتى
رفع رأسه ونظر إلى والدته متسائلا حينما سمعها تقول لمحدثتها
لاحول ولا قوة الا بالله ..البقاء لله يابنتى
أغلق فارس باب شقة والدة دنيا خلف المعزيين وعاد ليجلس بجوارها منهكا من شدة التعب نظر إليها فوجدها ټدفن رأسها بين كفيها وتنساب عبراتها المنهمرة على وجنتيها لتبلل كفيها ووجهها أقتربت والدته منها ومسحت على ظهر دنيا بحنان قائلة

كفايه يا بنتى هتموتى نفسك من العياط .. أدعيلها بالرحمة
ثم نظرت ل فارس وأردفت 
قوم يابنى خد مراتك وادخلوا ارتاحوا شوية.. أنتوا منمتوش من امبارح
نهض فارس بتثاقل فكم كان محتاجا لقسط من الراحة لبعض الوقت بعد نهار طويل من اجراءات الډفن والوقوف لاستقبال المعزين أمسك يدها وساعدها على النهوض وهو يقول بإشفاق
تعالى جوه يا دنيا.. قومى يالا
نهضت وهى تجفف دموعها وقد أطرقت رأسها إلى الأرض وكادت أن تسقط من فرط أجهادها وحالتها النفسية السيئة لولا أن أسندها بيديه ومضى بها إلى غرفتها ساعدها فى الجلوس على طرف فراشها قائلا
نامى شوية علشان أعصابك تهدى
رفعت رأسها إليه ببطء ونظرت له من بين دموعها وقالت بصوت مبحوح من كثرة البكاء
أقعد لو سمحت
جلس بجوارها على الفراش والټفت إليها مشفقا لحالها فارتمت على صدره وأخذت تبكى وتشهق بقوة وهى ترجوه قائلة
متسبنيش يا فارس .. أنا ماليش غيرك دلوقتى .. أرجوك متسبنيش لوحدى ..أنا بعتذرلك عن كل اللى عملته معاك وكل اللى غلطته فى حقك.. بس أنا عارفة انك شهم ونبيل ومش هتتخلى عنى .
وشهقت بقوة أكبر وهى تقول باڼهيار
آخر حاجة ماما قالتهالى أقولك تفضل جنبى علشان ماليش غيرك ..علشان خاطرها يا فارس مش علشان خاطرى انا..أرجوك يا فارس أرجوك
رفع رأسه لأعلى وتنفس بقوة ثم ربت على كتفها مطمئنا وقال 
مټخافيش يا دنيا مټخافيش
ولمعت عينيه من التأثر وهو يردف قائلا
أنا جنبك متقلقيش من حاجة أبدا
أعتدلت ونظرت إليه بلهفة قائلة
بجد يا فارس يعنى مش هتطلقنى
ربت على يدها وقال بهدوء 
متفكريش فى الكلام ده دلوقتى.. أنا عاوزك تنامى وترتاحى ..أنت مش شايفة نفسك عامله ازاى
أستلقت فى فراشها مطمئنة وأغمضت عينيها ظل جالسا بجوارها حتى ذهبت فى سبات عميق ألقى عليها نظرة مشفقة ونهض بهدوء وخرج وأغلق الباب خلفه خرج فوجد والدته قد غفوت على الأريكة الخارجية حاول إيقاظها ولكنها لم تستجب له من شدة الإرهاق هوى بجسده على المقعد جانبها واستند إلى ظهر المقعد وأغمض عينيه وهو يحاول استيعاب الأمر من جديد .
لقد أصبحت وحيدة الآن وليس من الشهامة أن يتخلى عنها هكذا ويتركها بمفردها لقد استنجدت به وتوسلت إليه أن لا يتركها فكيف يفعل تأبى رجولته أن يفعل ذلك ولكن كيف يحتفظ بها وهى من هى لن يستطيع أن يتخذها زوجة حقيقية ولن يستطيع أن يطلقها فى مثل هذه الظروف وضع كفيه على وجهه ملتجأ إلى الله عزوجل هاتفا بقلبه 
ما العمل ياربى ما العمل
عادت أم فارس إلى بيتها وتركتهما هناك بعد أن ألحت على فارس أن يبقى مع زوجته فى شقة والدتها قليلا ثم يعود بها بعد أن تتحسن حالتها تفاجأت بأن زواج مهرة قد تم بالفعل فى غيابها فصعدت إليهم وجلست بصحبة أم يحيى وهى تقول بضيق
كده برضوا.. هو أنا مش من حقى افرح بيها زيك ولا أيه يا ام يحيى
قالت أم يحيى بحرج
والله سألت عليكى يا ست أم فارس ملقتكيش وبعدها عرفت من عمرو ان حماة الأستاذ فارس تعيشى انت .. أتلخمت فى كتب الكتاب ومعرفتش أوصلك
مهرة فين علشان أباركلها
اشارت لها أم يحيى إلى غرفتها قائلة
جوه.. ثوانى اندهالك
خرجت مهرة من غرفتها وتلاقت عينيها بعينين أم فارس كل عينين بها ما بها وتنطق بالكثير ولكن مهرة لم تستطع أن تنتظر أكثر جرت مسرعة وارتمت بين أحضان أم فارس وأخذت تبكى وتبكى وأمه تمسح على رأسها وقد لمعت عينيها بالدموع ولكنها تماسكت فقالت أم يحيى
أيه يا بت مالك بتعيطى ليه كده
رفعت أم فارس رأسها لأم يحيى قائلة
تلاقيها واخده على خاطرها مني علشان محضرتش فرحها
مطت أم يحيى شفتيها وهى تقول 
أنا عارفة ايه دلع البنات ده .. دى من ساعة كتب الكتاب وهى لويه بوزها كده حتى عريسها مبتديلوش ريق حلو ابدا
أزداد بكاء مهرة ولكنها لم ترفع رأسها من حضڼ أم فارس حتى بللت حجابها بدموعها فقالت أم فارس وقد رسمت ابتسامة مصطنعة على شفتيها 
ايه يا ست انت... أنت بقيتى بخيلة ولا أيه فين الشربات بتاعى 
ضحكت أم يحيى بسعادة وهى متوجهة إلى المطبخ قائلة
من عنيا يا ست الكل
تبعتها أم فارس بعينيها حتى اختفت داخل المطبخ فربتت على رأس مهرة وقالت بخفوت
متقهريش نفسك يا بنتى.. كل شىء قسمة ونصيب
توقفت مهرة عن البكاء ورفعت رأسها تنظر فى عينيها متعجبة فابتسمت لها أم فارس وقالت بخفوت 
أنا كمان مربياكى واقدر احس بيكى كويس .. ولا فاكرانى مش حاسة بيكى كل ده
ثم امسكت وجهها بين يديها وقالت بحنان
ركزى فى مذاكرتك ومتفكريش فى حاجة.. وارضى بقضاء ربنا علشان ربنا يرضى عنك ويرضيكى
دخلت مهرة هى وأخيها يحيى النادى الرياضى تتطلع حولها منبهرة بما ترى بينما كان علاء الذى يسير بجوارها بزهو وهو يشاهد الأنبهار فى عينيها هى وأخيها وهو يشعر بالسعادة فتلك المرة الأولى التى وافقت على أن تخرج بصحبته منذ أن عقد عليها ..مرت بجوارهم مجموعة من الفتيات استوقفوه بلهفة وهن يصافحنه ويتضاحكن معه بجرأة وبجوارها يحيى يكاد يلتهمهن بعينيه ألتفت علاء إلى مهرة فوجدها مصوبة نظرها عليهم بملامح خالية من أى تعبير ولكن يغلب عليها بعض الدهشة أنصرفت الفتيات واقترب منها قائلا 
أيه يا حبيبتى غيرانه ولا أيه... لا لازم تتعودى على كده دى ضريبة الشهرة ولا ايه يا يحيى
قال يحيى مؤكدا 
طبعا يا نجم
نظرت إليهما مهرة وكأنها لم تسمعهما ولم ترى حديثه مع الفتيات
وقالت 
هو مين اللى بيصرف على كل الحاجات الفخمة اللى فى النادى دى
نظر لها متعجبا وقال باستنكار
هو ده كل اللى لفت نظرك
أومأت برأسها وقالت باهتمام
غريبة أوى أنا كنت بشوف الحاجات دى فى التلفزيون بس كنت فاكراهم بيضحكوا علينا طلع بجد
عقد ذراعيه أمام صدره بضيق وقال وهو يسير بجوارهما ببطء
وأيه الغريب فى كده .. إذا كانت مكافأتنا لوحدها بتوصل للألفات وساعات الواحد فينا بياخد مليون لوحده مكافأة ..مستغربة ان النادى نفسه يبقى فخم
ثم أشار لهما على أحدى الطاولات لتجلس جلس قبالتها فانحنت للامام مستندة إلى الطاولة الصغيرة وقالت 
ومين اللى بيدفع كل ده
رفع كتفيه قائلا بلا مبالاة 
تبرعات رجال الاعمال مكافآت من الدولة وحاجات زى كده يعنى
أسندت ذقنها على راحة يدها وقالت متعجبة
مصر ماليانة أحياء شعبية محتاجة نص اللى بيتحط فى النادى ده والماتشات بتاعته هو وغيره ورجال الأعمال
 

انت في الصفحة 4 من 52 صفحات