رواية للرائعة ميمي عوالي
زى مركز تجارى يبقى زى ملتقى لكل احتياجات المدينة
مدكور تقصد سوق تجارى
زيد الحقيقة اكبر من كده بكتير
مراد يعنى عاوز تعمل ملتقى لرجال الاعمال
زيد ضاحكا انا رجال الاعمال .. انا بشتغل فى كل حاجة يبقى ليه استعين بحد تانى اللى اقصده انى هعمل منطقة حرة يبقى فيها كل مالم تراه عين من قبل
مراد بس الحكاية دى هتبقى محتاجة تصاريح كتير اوى
زيد الاجراءات القانونية دى اخر حاجة ممكن تشغل بالى الناس بتوعى بيبقى ليهم طرق كتير يخلصوا بيها الكلام ده .. ها يا مدكور بية .. قلت ايه
مدكور بعد فترة صمت قصيرة جاسر يعرف عنى انى بحب الوضوح و الصراحة و انا شايف ان مشروع زى كده اكبر من امكانيات شركتى بكتير
مدكور ياريت تاخدها بصدر رحب لكن انا فعلا مش هقدر فى الوقت الحالى انى
ليقاطعه سليمان قائلا رغم اننا متعودين من فترة نشتغل بشراكة واحدة لكن لو انت فعلا بتنسحب فانا يسعدنى انى احل مكانك بالكامل يا مدكور بية مشروع زى ده نقلة تانية فى دنيا المعمار و المقاولات
زيد تقصد انك هتقدر تقوم بالمشروع بالكامل لوحدك يا سليمان بية .. هتقدر
تالا و انهى شركة مقاولات فى مصر تقدر لو مجموعة الانصارى ماقدرتش يا زيد بية
زيد بابتسامة يبقى اتفقنا
الفصل السادس عشر
بعد انتهاء حفل الاستقبال و عودة الجميع الى قصر العزيزى قال سليمان موجها حديثه لمدكور بفضول : انما يا مدكور انت ليه رفضت العملية دى مع انها كانت هتنقل الجروب عندك نقلة كبيرة و هتفتحلك افاق جديدة قدامك سنين على ماتقدر توصل لها
مدكور : مانت عارفنى يا سليمان … مابحبش الشغل اللى بيبقى له ريحة وحشة
سليمان بفضول : تقصد ايه
سليمان و هو يتجه تجاه الدرج : اقصد انك اكيد انت كمان عملت عن اللى اسمه زيد ده سيرش زى ما انا عملت بالظبط ، و اكيد برضة عرفت الكلام اللى بيتقال عليه زى مانا عرفت بالظبط
ليلتفت له مدكور قائلاً : يا سيدى لا اناسبه و لا يناسبنى .. حلال عليك العملية .. مبروك ، اما انا بقى .. فمحتاج انى افلتر الناس اللى بشتغل معاهم الفترة اللى جاية … تصبحوا على خير
و الټفت مرة اخرى تاركا اياهم و ذهب الى الاعلى ، لتلحقه رهف بعد ان القت عليهم تحية المساء ، ليلحق بها مراد هو الاخر بعد ان فعل بالمثل ، لتنظر تالا الى سليمان قائلة بابتسامة واسعة : مبرووك يا دادى
سليمان بتردد : الله يبارك فيكى يا بيبى ، بس مش عارف ليه حاسس ان مدكور مش طبيعى
سليمان بحيرة : مش عارف .. بس فجأة كده يتخلى عن عملية بملابين بالشكل ده
تالا بامتعاض : مانت خلاص عرفت دماغه عاملة ازاى
سليمان بتفكير : و ايه حكاية انه هيفلتر الناس اللى بيشتغل معاهم دى كمان .. تفتكرى يقصدنا بكلامه ده
تالا : مش عارفة ، بس حتة خروجه و بعده عن المشروع ده مصلحه ، و احسن حاجة انها جت منه ، ماحنا كنا لسه امبارح بنفكر نبعده ازاى
سليمان : ده انا قلت هنتعب اوى على مانعرف نعمل كده و كنت مفكر ان غالبا هنفشل فى اننا نوصل للى عاوزينه
تالا : بس تفتكر اللى اسمه زيد ده ازاى يبقى معروف عنه نشاطه فى السلاح بالشكل ده و يبقى بيتعامل كده عادى و سايبينه يدخل و يخرج البلد بالشكل ده
سليمان : طالما ماحدش عرف يمسك عليه حاجة هيعملوا ايه يعنى
تالا بتفكير : بس ممكن يكون متراقب مثلا
سليمان : تؤ .. اللى زى زيد ده بيبقى مسنود و علاقاته دايما بتبقى حامياه ، و اديكى شوفتى ، يوم ما شفناه فى مصر شفناه فين .. مع جاسر علم الدين اللى اتضح انه مش قليل ابدا
تالا : يعنى …
سليمان : يعنى محتاجين نمسك فى العملية دى بايدبنا و اسناننا ، و عاوز همتك مع زيد ، انا لاحظت انه ماشالش عينه من عليكى طول السهرة ، و اهى فرصة ان مدكور مش هيبقى موجود
تالا بخبث : داكور يا دادى .. مش عايزاك تقلق خالص
……………
اما بالاعلى .. فما ان دلفت رهف الى غرفتها الا و وقعت عيناها على فراشها و هى تبحث عن تميمة و لكنها لم تجدها .. لتستدير عائدة الى الخارج للبحث عنها و لكنها وجدت مراد فى وجهها قائلا : لو بتدورى على تميمة فماتقلقيش ، انا خليت دادة زينب تاخدها عندها الليلة دى
رهف بفضول : تاخدها معاها فين
مراد و هو يدلف الى الداخل و يغلق الباب خلفه : تاخدها عندها يا رهف
رهف : تقصد ان تميمة بايتة النهاردة فى بيت دادة زينب
مراد : ايوة .. مع دادة و امينة ماتقلقيش
رهف بضيق : بس انا كنت متفقة مع دادة انها هتفضل معاها لغاية ما تنام و تسيب حد من الشغالين جنبها على ما نرجع من برة
مراد : عارف .. بس انا قلت كده احسن ، عشان لو قلقت قبل مانرجع ماتخافش
رهف بقلق و هى تتلفت حولها : و ممكن برضة مايجيلهاش نوم و هى بعيد عنى
مراد ضاحكا : يعنى جالها نوم بعيد عن هدى اللى هى مامتها ، و مش هيجيلها نوم و هى بعيد عنك يا رهف
رهف و هى تتجه نحو الباب : انا هبعت السواق يجيبها
لتقف مكانها فجأة عندما امسكها مراد بحزم و هو ينظر اليها بتركيز و كأنه امام لغز كبير يريد حله و قال : مالك
رهف بلجلجة : مااالى
مراد باستنكار : مش عارفة مالك .. مش حاسة باللى بتعمليه
رهف و هى تدعى عدم الادراك : بعمل ايه مش فاهمة
ليترك مراد يدها و يجلس على حافة الفراش قائلا : مش فاهمة و اللا مش فارقة
رهف : تقصد ايه
مراد : مش واخدة بالك انى من ساعة ماجيت و انتى بتتحججى بوجود تميمة عشان يبقى كل واحد مننا فى اوضة و كمان سافرتى و جيتى هنا من غير حتى ماتكلفى نفسك و تدينى خبر ، و لا اكن فارق معاكى وجودى من عدمه
رهف و هى تدعى عدم المبالاة : ازاى بقى الكلام ده .. انا قلت لهدى تبلغك انى مسافرة
لينظر لها مراد بعدم تصديق قائلا : هدى !! .. ده على اساس ان هدى هى اللى مراتى و اللا انتى
رهف : انا طلبت من هدى ان هى اللى تبلغك عشان عارفة ان هدى طول عمرها اهم شخصية فى حياتك
مراد : بس انتى مراتى ، يعنى المفروض ماتتحركيش غير بمعرفتى و بموافقتى كمان ، ماينفعش اصحى الصبح اعرف انك سافرتى
رهف : ايوة .. بس انا سافرت عشان رسالتى مش عشان حاجة تانية ، يعنى حاجة مهمة و مهمة جدا كمان .. ده مستقبلى
مراد : و انا ما منعتكيش عن مستقبلك يا رهف ، انا بس عاوز افهم
رهف : تفهم ايه
مراد : افهم تصرفك ده كان ناتج عن عدم اهتمامك بمعرفتى و اللا عدم فهم منك فعلا للى المفروض كنتى تعمليه
رهف بجمود : انا ماعملتش اكتر من اللى انت بتعمله يا مراد ، انت قلتهالى قبل كده و اكدتها من تانى بالكلام و الفعل
مراد : هو ايه ده اللى انا قلته و اكدته انا مش فاهم حاجة
رهف : ان شغلك اهم حاجة بالنسبة لك
مراد : و ده ډخله ايه باللى حصل
ىهف : ډخله انى بحاول اعمل زيك .. بحاول املى وقتى زيك بالظبط عشان ما احسش انى عبء عليك يا مراد
مراد باستنكار : عبء عليا !!! ، ايه الكلام الفارغ ده
رهف : مش كلام فارغ ابدا .. انت قادر تملى وقتك بالكامل بالشغل لدرجة ان ماعندكش اى وقت لاى حاجة تانية جنبه ، لدرجة انى لما حاولت اتكلم معاك كان ردك انك لما تبقى تفضى هتبقى تاخدنى و نسافر ، اكنى واحدة دماغها فاضية ماوراهاش غير السفر و الفسح و كان معنى كلامك ان على ما ده يحصل المفروض انى ابقى راضية و صابرة ، رغم انى ماطلبتش منك اى حاجة ، انا كل اللى عملته وقتها انى كنت عاوزة افهم .. و فهمت
مراد : و ايه بقى اللى فهمتيه
رهف بجمود : ان شغلك مهم و انه مالى كل وقتك لدرجة انك اصلا مش واخد بالك من اللى بيحصل حواليك .. ممكن افهم بقى انت ليه زعلان من انى بعمل زيك ، رغم انى مشاغلى اكتر منك بمراحل .. انا عندى رسالة الدكتوراة و كمان الاتيلية ، فى حين انك يا دوب شغل المجموعة و اللى كمان بابا معاك فى كل الشغل ده خطوة بخطوة
ليقف مراد مشدوها لا يدرى إجابة على كلماتها ففى لحظة قلبت المائدة لتصبح له الند بالند و ليست مجرد زوجة
و عندما طال صمته عادت اتجاه الباب قائلة : انا هبعت السواق يجيب تميمة
و هنا لم يستطع مراد الصمت اكثر فقال : عشان اروح انام فى اوضتى مش كده
لتقف رهف دون ان تجرؤ على النظر اليه فاتجه اليها مراد و وقف امامها و قال متسائلا بصيغة تأكيد : مش عاوزانى افضل معاكى فى نفس الاوضة .. مش كده
و عندما لم يتلقى منها اى اجابة قال بوجوم : مش محتاجة تتعبى نفسك و تصحى البنت فى وقت زى ده ، انا راجع اوضتى ، تصبحى على خير
ليتركها و يذهب الى غرفته القديمة بينما جلست رهف و هى شاحبة الملامح و لا تدرى ان كان ما حدث هو الصواب ام العكس
اما مراد فعاد الى غرفته و الحنق يملأ نفسه و عقله ، و كانت انفاسه تتلاحق نتيجة كبت غضبه ، فكان يشعر باهانة ليس بعدها اهانة ، فقد شعر برفض رهف له و اصرارها على رفضه دون مواربة او محاولة الانكار ، و لكنه فى تلك اللحظة تذكر حوارهما معا و الذى كان الحوار الاخير لهما قبل ان تتحول مئة و ثمانون درجة .. فهل كان هذا الحوار هو السبب ، هل فهمت حديثه لها على انه رافضا لها فحثتها كرامتها ان تفعل المثل ، ام ان تصرفها ذلك ناتجا عن شئ اخر لا يعلم عنه شيئا ، و لم يشعر بنفسه الا و قد امسك الهاتف و قام بمهاتفة هدى التى اجابته بصوت ناعس قائلة بقلق : مراد .. فى حاجة و اللا ايه .. تميمة كويسة
مراد بتنهيدة حانقة : تميمة كويسة ماتقلقيش ، حقك عليا ، كلمتك من غير ما ابص فى الساعة .. كملى نومك و هبقى اكلمك الصبح
هدى بقلق و هى تعتدل فى الفراش : مالك يا مراد ، صوتك مايطمنش
مراد و هو ينفخ بقوة : كملى نوم يا حبيبتى و هكلمك تانى الصبح .. تصبحى على خير ، و اغلق الهاتف قبل ان يعطيها اى فرصة للجدال
اما باليوم التالى فكان الجميع يلتف حول مائدة الافطار و قد فرغ معظمهم من طعامه و كانوا يرتشفون القهوة فى صمت مطبق حتى قال سليمان : طب دلوقتى المفروض هنروح الموقع الاول و اللا المجموعة عند جاسر الاول
مدكور : براحتك يا سليمان .. انا جالى تليفون مهم و لازم انزل القاهرة حالا
تالا بذهول : هتنزل القاهرة دلوقتى حالا
مدكور : ايوة .. و انتى شوفى اللى يريحك ان كنتى هتيجى معايا و اللا هتستنى مع دادى و ترجعى معاه
تالا بتملق : لو عليا طبعا اجى معاك يا حبيبى ، بس طبعا انت عارف الشغل و عارف انى ماقدرش اسيب دادى فى وقت زى ده
مدكور و هو يغادر المائدة : خلاص براحتك
لتنهض رهف خلف ابيها قائلة بقلق : بابا .. هتقدر ترجع تحضر المناقشة بتاعتى
مدكور بابتسامة : اكيد المرة دى مش هفوتها ، ماتقلقيش
ثم الټفت لمراد قائلا : انا عاوز اقعد معاك شوية قبل ما انزل القاهرة يا مراد و كلملى انور خليه يجيني حالا و معاه كل مايخص مشروعنا مع جاسر
مراد : حاضر يا عمى
لينهض سليمان لاحقا بمدكور و هو يستدعى تالا بعينيه ان تلحق بهما و ما ان دلف مدكور الى غرفة المكتب حتى كان سليمان و تالا خلفه و قال سليمان بريبة : هو فى حاجة حصلت فى المشروع و اللا ايه
ندكور : ابدا .. انا بس عاوز اشوف الدنيا وصلت لاية و قدامنا اد ايه على مانخلص
سليمان : مانت عارف زى مانا عارف ان لسه قدامنا حوالى خمس شهور
مدكور : ايوة عارف .. بس …..
سليمان بحث : بس ايه ماتفهمنى بتفكر فى ايه و تشركنى معاك ، هو احنا مش شركا فى كل حاجة و اللا ايه
ليدخل عليهم مراد و قتما قال مدكور : ما دى الحكاية اللى كنت عاوز اكلمكم بخصوصها
تالا : فى ايه يا مدكور .. ماتتكلم على طول
مدكور : الحقيقة انا قررت انى اعتزل كل حاجة
سليمان : يعنى ايه تعتزل
مدكور : يعنى اعيش اللى باقى من عمرى من غير ۏجع دماغ .. كفاية كده
تالا : و هتسيب المجموعة لمين يديرها
مدكور : البركة فى مراد بقى ، هو اللى بقى عارف كل حاجة رايحة فين و جاية منين و انا كفاية عليا لحد كده
مراد و هو يضع بعض الاوراق امام مدكور : ربنا يديك الصحة يا عمى .. انت الخير و البركة
لتتبادل تالا نظرات الحنق المتوارية مع سليمان بينما قال سليمان : و ايه اللى خلاها تطلع فى دماغك كده فجأة ، و كمان ايه علاقة ده بانك عاوز تراجع مشروع جاسر
مدكور : مش عاجبنى اللى بقى فى الوسط يا سليمان ، و لا عاجبنى طريقة الشغل ، اما بقى جاسر .. فاخر حاجة عاوز اعملها قبل ما اسيب كل حاجة لمراد انى اخلى ده يبقى اخر مشروع بين العزيزى و علم الدين
سليمان بحدة : انت بتتكلم اكن الشغل كله بتاعك لوحدك ، انت ناسى انى شريكك فى كل حاجة و المفروض انك ترجعلى قبل ماتتصرف اى تصرف
مدكور بحزم : انت اللى نسيت انك شريكى فى المشروع و بس مش فى المجموعة يا سليمان و انا بتكلم عن شغل المجموعة مش عن المشروع
سليمان : بس بعد جوازك من بنتى المجموعتين بقم حاجة واحدة
مدكور بهدوء : ده فى خيالك انت بس ، الامانى وديتك بعيد شوية ، انما مجموعة الانصارى شئ و مجموعة العزيزى شئ تانى
تالا بمهادنة : دادى يقصد ان الناس بتتعامل مع المجموعتين اكنهم واحد ، و مش متصور انك فعلا هتسيب الشغل و مش هتبقى معاه بعد كده
مدكور بابتسامة لعوب : مانا لازم ابص لروحى و اعيش اللى باقى منه و اتفرغ شوية لحياتنا و اللا ايه
لتنظر اليه تالا باحباط بينما يقول سليمان : انا برضة مافهمتش انت عاوز توقف التعامل مع جاسر ليه
مدكور : جاسر داخل فى سكة جديدة انا ماليش فيها و مابحبهاش
سليمان : كل واحد حر ، انت ليك شغلك و هو له شغله
مدكور بنظرة تحدى : اديك قلتها هو حر .. و كل واحد حر يا سليمان ، و انا شايف ان كل واحد يعمل اللى يريحه ، و انت كمان
سليمان بتوجس : انا كمان ايه
مدكور : انت كمان لازم تشوف حد تانى غير مجموعة العزيزى تشاركه فى مشاريعك اللى جاية
سليمان : انت تقصد ايه بكلامك ده فهمنى .. انت مش عاوز يبقى فى تعاون بين مجموعتى و مجموعتك بعد كده
مراد : لا طبعا ازاى الكلام ده .. اكيد عمى مايقصدش كده
سليمان بضيق و هو يتجه للخارج : انا طالع اجيب تليفونى عشان نسيته فوق
ليتركهم و يذهب الى الاعلى بينما تقول تالا لمدكور بنبرة عتاب : كده برضة يا مدكور ، انا حاسة ان دادى زعل منك
مراد : اكيد عمى ما يقصدش اللي فهمناه يا تالا
مدكور بتصميم : لا اقصد يا مراد
مراد : اسمحلى يا عمى اختلف مع حضرتك .. احنا من زمان و معظم شغلنا مع مجموعة الانصارى لحد ما معظم الشركات فعلا بقوا بيتعاملوا معانا على اننا واحد ، و ده ادالنا ثقل معين فى المنطقة العربية كلها ، يبقى ايه اللى هيخلينا نخلف ده دلوقتى
مدكور : انا شايف ان ده افضل لنا
مراد : اسمحلى يا عمى .. حضرتك قلت انك هتسيبنى انا ادير المجموعة بطريقتى
مدكور : تقصد ايه
مراد بتردد و هو يتهرب بعينيه من مدكور : اقصد ان ياريت حضرتك تسيبينى اديرها بطريقة تعلى اسمها اكتر .. ماتقللوش ابدا
مدكور : و هو انا كلامى ده هيقلل من اسمها يا سى مراد
مراد بحمحمة : العفو يا عمى .. هو انا كلامى ييجى ايه جنب كلام حضرتك ، بس انا اقصد اننا لما فجأة كده نوقف التعامل مع جاسر و كمان مع مجموعة الانصارى هيحصل دروب جامد فى تعاملاتنا و شغلنا ، و اعتقد ان ده نفس الكلام اللى كان سليمان بية يقصد يقولهولك ، و انا شايف ان حضرتك احرجته جامد
مدكور بحدة مكبوتة : انت مش فاهم حاجة ، و انا مش هقدر اوضح اكتر من كده
مراد : معلش يا عمى من فضلك ادينى فرصتى اثبتلك انى اقدر اوزن الامور كويس
مدكور : عموما انا قلت لك اللى عندى و انت حر
مراد : شكرا يا عمى .. و مش عاوزك تقلق خالص
مدكور بحزم: اهم حاجة انا مش عاوز شغل مع اللى اسمه زيد ده نهائى
مراد : رغم انى شايفها خسارة كبيرة بس مش هقدر اكسر كلامك اللى انت قلته له امبارح
كانت تالا تتابع حديث مراد مع مدكور بصبر بالغ و هى تريد الوصول الى نهاية الجدال لتعلم لمن الغلبة فى النهاية ، و بعد ان فرغا من حديثهما قالت لمراد : بما ان انت اللى هتدير كل حاجة من هنا و رايح ، فانا هطلع ابلغ دادى بالكلام ده و احاول اراضيه بعد الكلمتين اللى سمعهم من مدكور
لتلحق بابيها بالاعلى و ما ان دلفت عليه الا و وجدته يتحدث بالهاتف و اشار لها بعدم حدوث اى صوت ، و سمعته يقول : تمام يا زيد باشا هنكون عندك فى المعاد
و ما ان اغلق الهاتف قال : جوزك المچنون ده ناوى يهد كل حاجة قبل الاوان
لتقص عليه تالا ماحدث بين مدكور و مراد بعد انصرافه فقال سليمان بسعادة : مراااااد ده ولد ، ياما كان نفسى ان هو اللى يتجوزك مش المخبل التانى ده
تالا : ماقلنا هانت يا دادى
مدكور : ماشى .. اما اشوف اخرتها .. و ياللا بينا عشان زيد فى انتظارنا
اما رهف فبعد الافطار طلبت من تميمة ان تلهو بالقرب منها بالحديقة حتى تنتهى من الاستذكار ، و جلست و هى مندمجة مع ما تتلوه عيناها من على شاشة حاسوبها النقال و هى تشعر بمن يراقبها من على بعد ، و عندما التفتت بعينيها اصطدمت عيناها بعينا مراد و هو ينظر اليها بوجوم من نافذة سيارته قبل ان يذهب دون حتى ان يودع تميمة كعادته و اثناء شرودها فيما حدث بالامس انتبهت على صوت هاتفها لتجد ان هدى هى المتصلة فاجابتها قائلة : صباح الخير يا هدى ازيك
هدى : صباح الخير .. ايه اللى حصل
رهف بفضول : حصل ايه فى ايه
هدى : جوزك شايط على اخره ، و صحانى من عز النوم الساعة اتنين بالليل
رهف : و قال لك ايه
هدى : و لا حاجة
رهف : يعنى كان مصحيكى عشان يسمعك سكاته
هدى : واضح انه حس انه اتسرع او ان الوقت مش مناسب لما سمع صوتى و لقانى نايمة فقفل معايا على اساس هيكلمنى الصبح تانى ، فقلت اكلمك الاول افهم منك اللى حصل قبل ما يكلمني تانى
رهف بتنهيدة حارة : شكلى عكيت الدنيا ، بس ماكنتش عارفة اعمل ايه
هدى : ايه اللى حصل
رهف : هحكيلك
اما لدى مراد بمكتبه ، كان انور يقول له بعتاب : مانت برضة غلطان يا مراد
مراد پغضب : غلطان ليه بقى .. هو انا عملت لها حاجة
انور بامتعاض : مانت عشان ماعملتلهاش حاجة يا قفل
مراد بتحذير : ما تحترم نفسك
انور : يا ابنى انت مش عاوز تفهم ابدا ، هو انا مش فهمتك قبل الفرح انك لازم تطمنها و تحتويها
مراد بدفاع : مانا اتكلمت معاها و فهمتها و احنا فى الطيارة من قبل حتى مانوصل تركيا والدنيا كانت زى الفل مش عارف ايه اللى حصل تانى
انور : انا اقول لك اللى حصل تانى ، اللى حصل يا سيدى انك ماعرفتش تعيش
مراد بعدم فهم : تقصد ايه
انور بقلة حيلة : انا مش عارف هفضل اعلم فيك لحد امتى .. يابنى افهم .. هو ربنا لما قال ؛ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ؛ كان يقصد ايه ، ربنا كان يقصد بالسكن السکينة يا مراد ، الود يا حبيبى ، المودة و الالفة ، الست بتبقى طول اليوم مستنية جوزها يحتويها و يطبطب عليها .. يقول لها كلمة حلوة ، مش مجرد انه يروح البيت و يقيم معاها فى نفس المكان
مراد : و هو انا فاضى انى كل يوم ارجع اقعد اطبطب و افكر فى كلام حلو يتقال
انور بامتعاض : هتفضل طول عمرك جلنف ، هو لازم تقعد تقوللها من حبك مابنامش الليل
مراد : اومال انت تقصد ايه
انور : يا ابنى افهم ، ده انت حتى ممكن وقت الاكل تسألها و تقول لها عاملة ايه او حتى عملتى ايه النهاردة ، اعرف كويسة و اللا لا و اللا محتاجة حاجة و اللا لا
طب اديك عرفت ان خلاص معاد مناقشة الرسالة بتاعتها اتحدد ، سالتها ان كانت جاهزة و اللا لا ، خاېفة و اللا متطمنة ، فى ايه يا مراد .. مش للدرجة دى يا اخى
مراد : مانت عارف انى طول عمرى ماليش فى المواضيع دى و المفروض هى تتعود على طبعى ده
انور بتهكم : طب ماتتعود انت
مراد : اتعود على ايه بقى مش فاهم
انور : اعتبر ان طريقة معاملتها اليومين اللى فاتوا دول ان هو ده طبعها و اتعود عليه
مراد باعتراض : لا طبعا مش طبعها ، رهف طول عمرها بتهتم بيا حتى من قبل جوازنا ، اى نعم كنت اوقات احس انها پتخاف منى و بتتجنبنى ، بس كانت برضة بتهتم بيا
انور : انت انانى على فكرة ، عاوز تاخد و بس من غير ماتدى اى حاجة فى المقابل ، طب اديك طول عمرك بتاخد اللى هى بتديهولك من غير حتى كلمة شكر ، و لما هى قطعت عنك اللى كانت بتعمله يومين اتنين محسسنى انها ارتكبت فى حقك جناية
طب هى !! .. مافكرتش احساسها ايه و انت بتتعامل معاها اكن مالهاش اى حقوق عندك من الاساس و انها المفروض كمان تبقى ممنونة لك و مستنية رضاك
تصدق البت امينة كان عندها حق اما كانت دايما تقوللى هولاكو هيفضل هولاكو و عمره ماهيتغير
بس نصيحة يا صاحبى هقولهالك و اخلص ذمتى من ربنا .. رهف بتحبك صحيح .. بس لو خسړت قلبها و اتقفل من ناحيتك مش هتعرف ابدا تكسبه من تانى
الفصل السابع عشر
كانت هدى مازالت تحادث رهف على الهاتف حين قالت : اتسرعتى يا رهف
رهف بإحباط : طب كنتى عاوزانى اعمل ايه بس يا هدى ، كل تصرفاته كانت مضايقانى ، و بعدين كنت منتظرة انه حتى يحاول يعرف منى معاد مناقشة الرسالة بتاعتى .. مش تبقى كل معلوماتة واخدها من كلامى مع اللى حواليا بالشكل ده .. انا حاسة انى ولا حاجة بالنسبة له
هدى : بلاش كلام فارغ .. صدقينى مراد بيحبك و اوى كمان ، بس هو انا زى ماقلتلك قبل كده كل الحكاية انه عملى زيادة عن اللزوم .. انا عاوزاكى بس تركزى فى الرسالة بتاعتك دلوقتى و تسيبك من اى حاجة تانية على ما نشوف هنعمل ايه
اما فى مجموعة علم الدين .. كان جاسر و مؤمن فى استقبال تالا و سليمان الذى ابدى اعجابه الشديد بالمكان و تصميمه الفخم ، و بعد قليل قال : اومال فين زيد باشا .. المفروض انه مواعدنى دلوقتى
مؤمن : هو موجود بالفعل فى مكتب جنبنا هنا .. بس جاتله مكالمة مهمة من برة تخص شغله و فضلنا اننا نسيبه براحته على ما يخلصها و نكون رحبنا بيكم
سليمان : و يا ترى انتو اشتغلتوا مع بعض كتير قبل كده
جاسر : الحقيقة انا بتعامل مع زيد من فترة مش كبيرة اوى ، بس اللى عاوز اقولهولك ان اى حد يتعامل معاه بيبقى مكسب كبير ليه طول العمر
سليمان : اكيد طبعا ، انا عارف ان له وزنه فى دنيا البزنس عموما مش المقاولات و بس .. زيد باشا سمعته سابقاه من زمان
جاسر : حقيقى .. انا مثلا كل شغلى اللى معاه مالوش علاقة بالمقاولات
سليمان : الحقيقة انا عاجبنى دماغك جدا يا جاسر بية و فعلا كنت اتمنى انى اتعرف عليك و اتعامل معاك من زمان
جاسر : ده شئ يسعدنى يا سليمان بية و خصوصا انى بسمع عنك من زمان من مراد كل خير الحقيقة
سليمان بزهو : مراد ده انا بعتبره ابنى
جاسر : و ادينا اهو بنشتغل مع بعض و ان شاء الله ماتكونش اخر مرة نتعامل فيها مع بعض
سليمان : الحقيقة انت و مؤمن بيه مكسب كبير لاى حد يعرفكم و يتعامل معاكم
و كان دخول زيد عند تلك الكلمة فقام بالترحيب الحار بسليمان و تالا التى قبل يدها قائلا بغزل : انا ماكنتش اعرف انى ممكن اقابل فى مصر سيدة اعمال بالجمال ده و كمان فى العمر الصغير ده ، خسارة انى ما قابلتكيش من زمان
جاسر بمرح : فرمل يا زيد بية .. دى ممتلكات خاصة
زيد بملامح متحسرة : مش لازم تفكرنى يا عزيزى
تالا بمرح : جرى ايه يا جاسر بية … ليه الاحباط ده بس
جاسر و هو يرفع يديه عاليا : اطلع انا منها يعنى
تالا بضحكة لعوب : يعنى
ليضحك الجميع بينما نظر زيد لتالا بخبث قائلا : و الله مصر حلوة باهلها
سليمان : طب نتكلم فى الشغل بقى و اللا ايه
ليقضوا قرابة الساعة و النصف و هم يتناقشون فى عدة امور تخص المشروع المراد اقامته و الارض المخصصة له ليقول زيد : ها يا سليمان بيه .. ايه رأيك
ليقول سليمان فى النهاية : رغم ان لسه فى حاجات كتير انا لسه مش فاهمها كويس ، بس البداية عظيمة ، و الاعظم ان انا و انت هنتعاون مع بعض
زيد : انت كمان مكسب كبير لكل اللى يعرفك يا سليمان بية
سليمان بفخر : انا صحيح الجروب عندى يعتبر اكبر صرح فى عالم المقاولات فى مصر كلها ، لكن .. اكيد لما هشتغل معاك فى الصرح الكبير اللى هنعمله سوا الدنيا هتبقى غير … و اهم حاجة دلوقتى ، اننا فى الاول نوثق الورق بتاع الارض ، و نبتدى نعمل العقود عشان نبتدى الشغل على طول
زيد : تمام .. يا ترى الإجراءات دى تاخد وقت اد ايه
جاسر : ماتقلقش ، الناس عندى تقدر تخلصلك كل الكلام ده
سليمان : و انا كمان طبعا الناس بتوعى جاهزين فى اى وقت
زيد : تمام اوى .. انا الحقيقة مضطر اسافر لمدة كام يوم كده و لما ارجع نشوف الدنيا وصلت لفين ، و اكون حضرت الناس اللى هتبقى تبعى هنا فى مصر
سليمان : انا مستعد ارشحلك ناس من عندى لو تحب
زيد بابتسامة امتنان : اشكرك يا عزيزى ، بس الحقيقة جاسر بية سبقك فى الواجب ده ، بس لسه هحتاج اجتمع بيهم و اشوف هشغلهم ازاى ، بس اما ارجع من السفر ان شاء الله
تالا بدلال : يا ترى راجع لبنان و اللا الامارات و اللا النمسا
زيد ضاحكا : ايه المعلومات دى يا تالا هانم ، ده انتى لو مراتى يمكن ماتعرفيش تعدى عليا خطواتى بالشكل ده
تالا بدلال انثوى ظاهر للعيان : ده ذكاء الانثى يا عزيزى
زيد : الحقيقة لا لبنان و لا الامارات و لا حتى النمسا .. انا عندى شغل فى جنوب افريقيا
لتتبادل تالا النظرات مع سليمان الذى قال : انا كمان عندى شغل فى جنوب افريقيا
زيد بفضول : شغل مقاولات ؟
سليمان : لا .. تجارة
زيد : يا ترى ممكن اسال تجارة نوعها ايه
سليمان : يعنى .. لسه هشوف
زيد بدهشة : يعنى ايه لسه هتشوف ، انت مش عارف هتتاجر فى ايه
تالا : اصل دادى لسه بيبتدى يدخل مجال التجارة جديد ، و معروض عليه اكتر من حاجة و لسه ماقررش
زيد : اممم .. فهمت ، و يا ترى فى حد معين تعرفه و بتتعامل معاه فى جنوب افريقيا
سليمان بشئ من التأنى : اتعرفت على حد هناك اسمه استيفن ماك
لتتسع ابتسامة زيد و هو يقول : استيفن ماك اشهر من ڼار على علم فى جنوب افريقيا
سليمان بانشراح : ده خبر عظيم ، و يا ترى بتشتغل معاه
ليتبادل زيد و جاسر و مؤمن النظرات ثم تعلو ضحكاتهم عاليا حتى قال سليمان بفضول : هى ايه الحكاية
ليقول جاسر : المفروض يا سليمان بية تبقى حويط اكتر من كده شوية و انت بتتكلم على شغلك و تبقى عارف معلومات اكتر عن الناس اللى عاوز تشتغل معاها
سليمان : مش فاهم
زيد : اصل استيفن شغله كله معروف انه منحسر فى حاجتين مالهمش تالت ، و لما تكون بتشتغل معاه يبقى معروف طبعا انت بتستغل فى ايه
سليمان بريبة : و يا ترى بقى ايه الحاجتين دول اللى استيفن بيشتغل فيهم
زيد : البود/رة و الس/لاح
سليمان و هو يدعى الرهبة : بود/رة … اعوذ بالله ، لا طبعا بودرة ايه
لتعلو ضحكات زيد مرة اخرى ثم قال بنبرة تهكم : طب و الس/لاح اخباره ايه
سليمان : لا .. الس/لاح ده حاجة تانية
زيد : مش فاهم .. حاجة تانية ازاى يعنى
سليمان : يعنى … الس/لاح تجارة تانية ، دى الدول بتعمل صفقات س/لاح
جاسر : ايوة يا سليمان بية ، بس اكيد س/لاح الدول غير س/لاح استيفن ماك
سليمان بمكر : و انت تعرف الفرق ده
زيد : انت عاوز تعرف ايه بالظبط يا سليمان بية
سليمان و هو ينظر لزيد و جاسر و مؤمن بالتبادل : انا داخل صفقة س/لاح و عاوزكم معايا
زيد و هو يريح ظهره على مقعده : و مين قال لك اننا لينا فى شغل الس/لاح
سليمان : سمعتك معروفة يا زيد باشا ، و الحقيقة انت ماتعرفش وجودك فى مصر فى الفترة الحالية فرحنى اد ايه ، و خصوصا لما لقيتك على سابق معرفة بجاسر بية و اللى كنت ناوى اعرض عليه مشاركتى قبل ما اعرف انك نازل ضيف عنده
جاسر بتجهم : و انت اى حد كده تروح تعرض عليه حاجة زى كده
تالا : لا طبعا ، بس دادى اتواصل مع استيفن امبارح و اتاكد منه ان زيد بيه من اكبر العملا عنده
جاسر : زيد مش انا يا تالا هانم .. و الكلام ده خطېر جدا
زيد : استنى بس يا جاسر بية .. لازم نسمع وجهة نظر سليمان بية الاول ، ثم نظر الى سليمان قائلا .. اسمحلى يعنى يا سليمان بية ، خلينا نفترض مع بعض ان كلامك مظبوط و انى بتاجر فعلا فى الس/لاح ، و سمعتى وصلالك زى ما بتقول ، ايه اللى يخلينى اتعاون معاك و انت زى ما فهمت منك لسه بتحاول انك تدخل المجال .. يعنى لسه مبتدئ
سليمان بحمحمة : الحقيقة مش مبتدأ
زيد : ازاى بقى
سليمان : انا اشتغلت قبل كده فى كذا صفقة ، بس كلهم كانوا يعتبروا صفقات صغيرة ، لانى كنت بډخلها لوحدى
زيد : و كنت بتتعامل مع مين قبل كده
سليمان : تونى جيم
زيد : فرنسا
سليمان : ايوة
زيد : طب و كنت بعد كده بتبيع لمين
سليمان و هو يعبث بشاربه : الحوثى
زيد : تقصد اليمن
سليمان : ايوة
زيد : بتتعامل مع مين هناك
سليمان : ابو عياش .. تعرفه
زيد : لا ، بس اشمعنى دلوقتى عاوز معاك شركاء و ليه سيبت تونى جيم و روحت لستيفن
سليمان : لان الصفقة اللى قدامى دلوقتى ما اقدرش اشيلها لوحدى
زيد : اشمعنى
سليمان : الناس اللى عاوزين الشحنات المرة دى عاوزينها من استيفن بالاسم
زيد : رايحة للحوثى برضة
سليمان : لا .. المرة دى منظمة حقوقية رافضة تصرح عن هويتها
زيد بسخرية : و من امتى المنظمات الحقوقية بتشترى س/لاح
سليمان بسخرية مقابلة : و من امتى المتظمات الحقوقية مالهاش ظهير مس/لح يا زيد بية
زيد : و يا ترى انت اتفقت مع استيفن و هو مستعد للحكاية دى
سليمان : استيفن المرة دى هيبقى وسيط مش اكتر ، لان الصفقة كبيرة عليه
زيد : للدرجة دى
سليمان : ملياااار و نص دولار
زيد بانتباه : و انت اتفقت خلاص مع كل الاطراف
سليمان : لا طبعا
زيد : اومال ايه
سليمان : مانا عشان اتفق مع كل الاطراف كان لازم الاقى شركا معايا فى الاول ، لكن لحد دلوقتى مافيش
زيد : افهم من كده انك عملت محاولات مع حد قبل كده
سليمان : محاولة واحدة و فشلت
زيد بترصد : مع مين بالظبط
سليمان : مدكور العزيزى .. بس رفض ، و الحقيقة سبب زيارتى لاسيوط حاليا كان انى اقابل جاسر بية و اعرض عليه مشاركتى
جاسر : و ايه اللى خلاك تعتقد انى ممكن اوافق ، مش ممكن ارفض زى مدكور بية
سليمان : الحقيقة لما سمعت كلامك انك بتحب المغامرة خلانى فكرت فيك على طول
ليتبادل زيد النظرات مع جاسر و مؤمن الذى كان مجرد مستمع طوال الحوار ، ليقول مؤمن : اسمحلى يا سليمان بية انت بتصرفك اللى اتصرفته ده تخلينا نقلق من التعامل معاك
سليمان : ليه بتقول كده
سليمان : لان المفروض انك تكون حريص على سرية شغلك ده جدا ، انت تضمن منين ان مدكور بية ما يبلغش عنك البوليس
سليمان : لا طبعا .. انت ناسى انه جوز بنتى
جاسر : حتى لو كان ، مدكور بية لا يمكن ابدا تتوقع هو بيفكر فى ايه
سليمان : عارف انه تعلب .. بس مهما ان كان .. مدكور لا يمكن يعمل كده ، على الاقل هيخاف على المجموعة بتاعته ان سمعتها تتلط فى الحكاية
مؤمن : هو ده السبب الوحيد اللى يخلينا لو وافقنا نشاركك نبقى متطمنين ان مدكور بعيد تماما عن الحكاية دى
زيد : اتمنى ان الكلام فى الموضوع ده ما يطلعش لمخلوق برانا لغاية ما نديك رد نهائى
سليمان : و الرد ده هيكون امتى .. انا لازم ارد على المنظمة خلال اسبوع واحد من النهاردة ، عشان نتكلم فى التفاصيل
زيد : ماتقلقش … هنرد عليك النهاردة
سليمان بابتسامة تفاؤل : و انا منتظر منكم الرد ده على احر من الجمر ، و خلاص هرتب نفسى على الخير اللى جاى ، و اسمحولى بقى انى اعزمكم النهاردة على العشا
جاسر : ما يصحش تبقى عندنا و تعزمنا يا سليمان باشا .. دى اهانة لينا
سليمان : واحد يا جاسر باشا
مؤمن : طالما واحد .. يبقى العشا الليلة دى عندنا ، و لما ننزل القاهرة تبقى انت تعزمنا عندك
سليمان : يعنى اعتبر كلامك ده موافقة مبدئية
زيد : اعتبرها كده على مانتكلم فى التفاصيل
لتقف تالا قائلة : يبقى لازم نحتفل بالكلام ده
ليقف زيد هو الاخر قائلا : تمام .. يبقى نتقابل بالليل و نحتفل سوا
……………….
كان مراد قد دلف الى مكتبه بعد ان عاد لتوه من الموقع بصحبة انور الذى قال : اعتقد ان كده الشغل ماشى على حسب الخطة الزمنية بالظبط
مراد : فعلا ، و سمير كلمنى و بلغنى انه صرف الدفعة المستحقة من الانصارى و حولها على البنك
انور : هايل .. انا هروح اخليهم يبعتوا لك الشيكات المستحقة عشان تمضيها
مراد : خليهم يبعتوها عليك و انا هاجى امضيها عندك عشان نراجعها سوا قبل الامضا
و بعد خروج انور يعلو صوت رنين هاتف مراد الذى وجد ان هدى هى المتصلة فاجابها قائلا : السلام عليكم .. ازيك يا حبيبتى عاملة ايه
هدى : و عليكم السلام .. انا بخير الحمدلله طمننى عليكم
مراد : كله تمام ، و عمى فى الطريق ليكى .. قدامة ساعتين بالكتير و يكون عندك
هدى : هييجى على الفيلا و اللى هيروح على شقته فى الزمالك
مراد : لا على الفيلا .. اصله راجع لوحده من غير تالا
هدى : طب كويس عشان مايبقاش لوحده .. بس قوللى .. ايه المكالمة المريبة اللى كلمتهالى بالليل و قفلت دى
مراد : عاوزة تفهمينى انك ما كلمتيش رهف
هدى : كلمتها طبعا ، و كذا مرة كمان ، انت ناسى ان تميمة معاها
مراد : قالت لك حاجة
هدى : حاجة زى ايه .. ماتفهمنى ايه الحكاية
مراد بتنهيدة تحمل بعض الڠضب : افهمك ايه .. الهانم بتتحجج بتميمة عشان تنام فى اوضة و انا فى اوضة
هدى بشهقة متعمدة و هى تحاول كتم ضحكتها : انت عاوز تميمة تنام لوحدها
مراد بدفاع : لا طبعا .. انا ما اقصدش كده
هدى بامتعاض : على فكرة انت اللى صممت تاخد تميمة معاك و انا ماكنتش موافقة
مراد باستياء : يا هدى ابوس ايدك انا فعلا مش ناقص غبى ، مش تميمة ابدا المشكلة
هدى : اومال ايه المشكلة فهمنى
مراد و كأنه يحاور نفسه : المشكلة ان رهف بتتهرب منى ، زى ما تكون فجأة اكتشفت انها مابقيتش تحبنى و لا عاوزانى
هدى بفضول : طب و هو انت عارف انها بتحبك
مراد : طبعا عارف
هدى : و عملت ايه بمعرفتك دى يا مراد
مراد : هو انتى تقوليلى عملت ايه و انور يقوللى عملت ايه .. انا مش فاهم انتم عاوزنى اعمل ايه ، هو انا لازم اقعد اقول لها فى قصايد شعر عشان اعجب
هدى بيأس : مافيش فايدة
مراد : هو ده اللى عندك .. ان مافيش فايدة
هدى : يا مراد يا حبيبى .. انا هسألك سؤال .. هو اللاب توب بتاعك ينفع يشتغل من غير ما توصله بالكهرباء او على الاقل تشحنه
مراد : لا طبعا
هدى : و بالمثل التلاجة مثلا ، ماينفعش تحافظ على الاكل و تسقع لنا الماية من غير ما تتوصل بالكهرباء ، لكن لو فصلنا عنها الكهربا .. فى الاول هتفضل محتفظة بسقعويتها و الحاجة جواها زى ما هى ، لكن لو الوقت طال هتلاقى شوية بشوية درجة حرارتها بتتغير و مع الوقت الاكل اللى جواها هيفسد و يبوظ .. صح
مراد : انا مش فاهم انتى عاوزة توصلى لايه
هدى : عاوزة اقول لك ان الالة اللى بتتشحن لما شحنها بيخلص مابتقدرش تقوم بمهمتها و كمان مع الوقت تضرنا بدل مانستفبد منها ، ما بالك الانسانة اللى ما بتتشحنش اصلا .. ازاى عاوزها تحافظ على على كل قدراتها و امكانياتها و تفضل تأديها بنفس القدرة
الإهمال وحش اوى يا مراد .. بېموت كل حاجة حلوة ، لو عندك زرع و اهملت ريه بېموت ، و المشاعر كمان لو ما رويتهاش بټموت يا مراد ، و الحب لما بيصيبه الاهمال بيبرد و بېموت زى بالظبط الاكل اللى بنسيبه فى التلاجة المفصولة مابيبوظ
مراد بحيرة : تقصدى ان ممكن يكون حب رهف ليا ماټ
هدى : او فى طريقه للمۏت ، و ممكن يكون فى غيبوبة و محتاج انك تنعشه
مراد بفضول : و عشان انعشه المفروض اعمل ايه
هدى : الاهتمام يا مراد .. اهتم بيها و بتفاصيلها و احتياجتها و حياتها ، حسسها انك معاها ، حسسها انك شايفها يا مراد
مراد : كل ده و مش شايفها
هدى : انت عمرك ماشفت رهف يا مراد ، دايما حاططها فى قالب بنت عمك اللى مسيرها ليك و بس ، عمرك ما فكرت انها كيان مستقل .. انت و عمى ظلمتوها كتير اوى
مراد بدفاع : مش حقيقى ، عمى عمره ما ظلم رهف ، بالعكس ، انا اكتشفت ان عمى كان حتى متابع الاتيلية بتاعها و عارف بتفاصيله من اول يوم ، بس كان مخبى عليها
هدى بذهول : طب و ليه
مراد : يعنى .. كان عاوز يشوفها هتقدر لوحدها و اللا لا
هدى بسخرية : عذر اقبح من ذنب ، كان الاولى انه يساندها و يدعمها ، لكن ايه فايدة انه عارف و فى نفس الوقت دايما يحبطها و محسسها انها لوحدها ، انا من بعد ما بابا و ماما الله يرحمهم ما ماتوا كان عمى دايما فى ضهرنا ، و على اد فرحتى بيه و هو سندنا ، على قد زعلى على رهف و احساسها باليتم فى وجوده
مراد : انتى ما تعرفيش عمى بيحب رهف اد ايه
هدى : المصېبة انى عارفة ، بس كان نفسى ان حبه ليها يتترجم بافعال تتحس يا مراد
مراد : ما تنكريش ان علاقة عمى برهف اتغيرت كتير عن الاول
هدى : مش هنكر ، رغم انها اتاخرت كتير ، بس اكيد احسن من مافيش ، المهم انت ناوى على ايه
مراد : مش عارف
هدى بحدة : بعد كل الكلام اللى قلتهولك ده و برضة بتقول مش عارف .. يعنى مافهمتش اى حاجة من كل ده
مراد : فهمت يا هدى ، بس برضة مش عارف المفروض اعمل ايه ، انا الدنيا كلها هنا فوق دماغى ، و المفروض انى ارجع القاهرة خلال يومين تلاتة بالكتير
هدى : يا مراد العمر بيجرى ، انا عارفة ان الشغل مهم و عارفة كمان انت بتحب شغلك اد ايه ، لكن الشغل مش كل حاجة ، قلبك يا مراد .. قلبك و روحك ، القلب و الروح بيبقوا محتاجين غذا زيهم زى الجسم بالظبط ، لازم تحس بالدنيا اللى انت عايشها و تحبها ، عشان هى كمان تحبك صدقنى
……………….
كان انور يجلس بمكتبه و هو يراجع احد الملفات عندما سمع طرقا على الباب ، و عندما سمح للطارق بالدخول وجدها امينة تدخل عليه و هى تحمل بعض الحقائب و تترك الباب مفتوحا و تقول باجهاد : السلام عليكم
لينهض أنور مسرعا ليستقبلها قائلا بسعادة : و عليكم السلام و الرحمة ، ايه المفاجأة الحلوة دى
امينة و هى تضع الحقائب على الاريكة الموجودة بجانب المكتب : انا قلت اجيلك انا عشان ما اعطلكش لانى كمان مش فاضية بالليل
انور : ليه .. ايه الحكاية
لتمد يدها و تخرج من احدى الحقائب حذائا كلاسيكيا اسود اللون قائلة : شوف الجزمة دى كده و قوللى رايك ايه و قيسها عشان اتطمن على المقاس
انور بذهول : انتى اشتريتى الجزمة من غيرى
امينة و هى تشير على احدى الحقائب الكبيرة الحجم : و اشتريتلك البدلة كمان
انور بتبرم : يا بنتى ادينى فرصة اختار حاجة بنفسى .. مش كده
امينة : مانا سيبتك اخترت اهم حاجة و ما اتكلمتش
انور بدهشة : فين ده .. هو انا اخترت حاجة فى ام الليلة دى غيرك
امينة بزهو : ما انا اهم حاجة
انور و هو يضرب وجنتيه بكفيه بخفة : يا دى الحوسة .. لا هو كمان كان ممكن ما اختاركيش بنفسى ، اومال كان مين هيختارك
امينة بمرح : و الله يا انور يا ابنى انا بعزك كده لله فى لله و عشان كده كنت برضة هختارنى ليك ماتقلقش .. مش هعزنى عليك ابدا
انور بمرح : هو ده العشم برضة يا ابو دومة
امينة : طب ياللا قيس الجزمة
انور و هو يتناول منها الحذاء و يقيمه بعينيه : بس تصدقى شيك اوى .. بجد ذوقك يجنن
امينة : طبعا يا ابنى مش اختارتك .. يبقى اكيد ذوقى حلو
انور ضاحكا : طب و الله فيكى الخير انك رافعة معنوياتى
امينة : طب ياللا اقعد و قيس الجزمة و طمننى ان مقاسها مظبوط عشان لو مش مظبوط الحق اغيرها قبل ما اروح لرهف
انور و هو يضع الحذاء بقدمه : لا ان شاء الله هتطلع مقاسى .. شفتى اهو مقاسى اهو
امينة : طب الحمدلله عقبال البدلة ماتطمنى عليها هى كمان ، اوعى تنسى تاخدها و انت مروح
انور : تسلم ايديكى يا حبيبتى .. تعبتى نفسك ، بس انا مديكى الفلوس عشان فستانك و حاجتك ، تروحى تدفعيهم فى البدلة و الجزمة بتوعى انا
امينة : رهف صممت ان الفستان هى اللى هتعملهولى بنفسها و قالتلى ان دى هديتها ليا ، و فعلا صممته و حاليا شغالين عليه فقلت اجيب لك انت حاجتك بالفلوس اللى اديتهالى
انور بامتنان : ربنا مايحرمنيش منك ابدا يا حبيبتى
امينة : طب انا همشى بقى عشان ورايا حاجات كتير عاوزة اعملها و انت اما تروح طمننى على مقاس البدلة و القميص
انور : انتى رايحة بالليل مع رهف زى ما قلتيلى
امينة : اكيد طبعا مش هسيبها لوحدها ، و ماما هتاخد بالها من تميمة على ما نرجع
انور : طب تحبى اجى اوصلكم
امينة : لا بلاش عشان رهف ما تتضايقش و لا تنكسف منك
انور : بس لو احتاجتم حاجة بلغينى
امينة : طبعا يا حبيبى .. ياللا اشوفك على خير
انور : مع السلامة .. خدى بالك من نفسك
لتذهب امينة دون ان تنتبه لمن كان بجوار باب غرفة مكتب انور و يستمع لحوارهما معا
الفصل الثامن عشر
عاد انور الى الانهماك فى عمله بعد ذهاب أمينة و لم ينتبه الى مراد الذى كان يقف بباب مكتبه و الوجوم يعلو وجهه الا حينما شعر بمن يراقبه و رفع عينيه و رآه على تلك الحالة فقال بفضول مقرون بالدهشة : مالك يا ابنى واقف زى اسدين قصر النيل كده ليه
فتقدم منه مراد و قال دون مراوغة : امينة رايحة فين بالليل مع رهف
انور بذهول : انت واقف مكانك كده من امتى
مراد بحدة : ماتردش على سؤالى بسؤال يا انور .. و قوللى مراتك رايحة فين مع مراتى بالليل و مش عاوزاك توصلهم عشان ماتحرجهاش
انور بامتعاض : مانا مش المفروض انى اقول لك حاجة زى كده يا مراد ، ده شئ مايخصنيش عشان اتكلم فيه
مراد بذهول حاد : دلوقتى مايخصكش تتكلم فيه معايا .. لكن كان يخصك و انت بتتكلم فيه مع امينة
انور بدفاع : اديك قلت اهو .. امينة ، يعنى بتكلم مع مراتى على مشوار استأذنتنى تروحه مع مراتك ، و عشان كده اتكلمت فيه ، لكن ما اتدخلتش فى تفاصيله و لا اسبابه
مراد بلهجة تحذيرية : برضة هتقوللى مراتك رايحة فين مع مراتى بالليل يا انور و احسن لك ترد من غير تحوير
انور بضيق : مانت كده لو رهف عرفت انك عرفت منى ممكن يحصل زعل مابينها و بين امينة بسببى
مراد بحدة : و هو انت شايفنى عيل صغير هروح اوقع بينهم ، ماتنطق يا جدع انت و تقول اللى تعرفه قبل ما اتهور عليك اكتر من كده
انور بتنهيدة يملؤها الضيق : رايحة معاها للدكتور
مراد بفضول قلق : دكتور !! .. ليه ، و دكتور ايه ، هى تعبانة
انور و هو يرفع كلتا يديه عاليا : لحد كده و ماليش فيه ، و ما سألتش و ما اعرفش ، ثم أشار الى الملف الموضوع امامه على المكتب و اكمل قائلا باستياء .. هتيجى تمضى على الشيكات دى بقى فى يومنا ده و اللا ايه
…………….
كانت رهف على مائدة الغداء تقوم بدورها المعتاد بمساعدة زينب و هى تعتنى ايضا باطعام تميمة تحت مراقبة مراد لها و هو يحاول ايجاد سبب لزيارة الطبيب التى عرفها من انور ، و لكنه وجدها كعادتها لا يبدو عليها اى شئ غير عادى ، فى حين قالت تالا : انا و دادى الليلة دى هنعفيكم من العشا يا رهف
رهف باستغراب : ايه .. خلاص راجعين القاهرة زى بابا
تالا : لا .. بس عندنا عشا عمل برة
رهف باستيعاب : تمام .. سهرة سعيدة ان شاء الله
مراد موجها حديثه لسليمان : اتمنى تكونوا اتوفقتوا فى مشروع زيد السليمى يا سليمان بية
سليمان : الحقيقة زيد مكسب لاى حد يتعامل معاه
مراد : حقيقى .. خسارة ان المجموعة عندنا مش هتشارك فى المشروع العملاق ده
سليمان : و ما حاولتش تقنع عمك ليه اومال .. طالما المشروع عاجبك كده
مراد بقلة حيلة : طالما عمى قال كلمة .. ماقدرش ابدا انزلها ، كفاية انى قدرت اقنعه اننا نحافظ على شراكتنا و شغلنا مع جاسر
تالا : الحقيقة انا اشهد ان مراد بذل مجهود كبير مع مدكور فى الموضوع ده
سليمان بايعاز : الحقيقة عمك دماغه ناشفة زيادة عن اللزوم يا مراد ، و مش عارف مصلحته كويس
و قبل ان بجيبه مراد تفاجئ الجميع برهف و هى تنبرى مدافعة عن أبيها قائلة : لو ماكانش عارف مصلحته يا عمى ماكانتش المجموعة بتاعته وصلت ابدا للى وصلتله طول السنين دى .. بابا بيبقى حاسب حساب كل خطوة بيخطيها كويس اوى و اكيد هو عارف الصح فين
كان الجميع ينظر اليها بانشداه و سؤال واحد يجول بذهنهم جميعا .. من تلك التى تتحدث .. اهى رهف ، القطة الوديعة التى لا يسمع لها احد صوتا ، عروسة الماريونت التى تتشابك خيوطها باصابع مدكور و هو يحركها يمينا و يسارا كما يريد دونما اى بادرة اعتراض منها ، متى نمت مخالبها .. و متى انقطعت الخيوط لتتحرر من قيودها دون ان ينتبه لها احد
و كان سليمان اول القادرين على الخروج من تلك الدهشة التى استحوذت عليهم فقال بلهجة اعتذار : سامحينى يا رهف يا بنتى .. انا ما اقصدش ابدا انى اقلل من قدر ابوكى و حكمته .. بس ماحدش يقدر ينكر ابدا انه عنييد جدا
رهف باعتداد : بابا مابيصممش على رأيه فى حاجة غير لما بيبقى عارف كويس اوى و متاكد انه صح
لتنهض تالا بامتعاض واضح قائلة : خلاص يا رهف ، و ماتنسيش ان دادى ضيف عندنا ، و ما اعتقدش ابدا ان مدكور هيوافق على اسلوبك ده معاه
ليستدرك مراد الموقف قائلا بمهادنة : ماتكبريش الموضوع يا تالا ، ماحصلش حاجة ابدا للكلام ده .. و بعدين سليمان بية مش ضيف ، ده صاحب بيت
سليمان موجها حديثه الى تالا : و انا بعتبر رهف زى تالا بالظبط و عمرى ما ازعل منها .. اهدى يا تالا .. ماحصلش حاجة
لتصمت رهف تماما و لا تعلق باى كلمة ، رغم مطالبة مراد لها بنظراته بمحاولة الاعتذار و استدراك الامر ، و لكنها تجاهلت نظراته و نظرات تالا الممتعضة و التى توقفت عن الطعام و لم تحاول رهف حتى دعوتها لاكمال طعامها و اكملت اطعام تميمة دون النظر لاى منهم
فتركت تالا المائدة بحدة قائلة : انا شبعت .. بعد اذنكم
و فى السابعة مساءا كانت رهف بغرفتها تستعد للخروج بعد ان ساعدت تميمة على تغيير ملابسها ، لتسمع طرقا على الباب ، و عندما سمحت للطارق بالدخول .. وجدته مراد الذى دلف و هو ينظر اليها و الى تميمة قائلا : انتو خارجين
رهف و هى تزدرد لعابها بضيق : هو انت مارجعتش الشغل تانى
ليجلس مراد واضعا قدما على الاخرى قائلا بهدوء : لا .. ماعنديش حاجة تستدعى انى انزل تانى .. فقلت اقعد معاكى انتى و تميمة
تميمة بامتعاض طفولى مرح : جاى تفعد معانا النهاردة و احنا خارجين
لتضع رهف كف يدها على فم تميمة بتحذير فى حين قال مراد فى محاولة لاستدراج تميمة : و خارجين رايحين فين بقى يا كحكتى و سايبيننى لوحدى
لتمد تميمة يدها و تزيح يد رهف من على وجهها و تذهب الى مراد و تجلس على قدميه و هى تقول بمشاغبة لطيفة : دلوقتى بقيت كحكتك .. انت الصبح ماكلمتنيش و لا حتى سلمت عليا قبل ماتروح الشغل و تسيبنا لوحدنا
مراد باعتذار قائلا : يا خبر ابيض .. انا اسف ، بس كنت الصبح مستعجل اوى عشان كان عندى شغل مهم ، و ادينى اهو اول ما خلصت جيت عشان اقعد معاكم
تميمة : المرة دى بقى احنا اللى عندنا شغل و مش فاضيين ، و انت عليك الدور انك تقعد لوحدك
مراد : شغل ايه بقى
تميمة : هعمل كيكة مع دادة زينب عندها فى بيتها على ما رهف ترجع
مراد و هو ينظر لرهف بفضول : ترجع منين
لترفع تميمة كلتا كتفيها عاليا و اقرنت حركتها تلك بحركة من شفتيها علامة عدم المعرفة ، ليقول مراد موجها حديثه تلك المرة لرهف : انتى رايحة فين
لتدير رهف ظهرها اليه و تدعى انشغالها بترتيب الغرفة و قالت : ابدا .. بس اتفقت مع امينة انى رايحة معاها مشوار
مراد : مشوار فين يعنى
رهف : مشوار يا مراد .. مشوار
مراد بحدة مستترة : ايه يعنى .. مش من حقى اعرف انتى رايحة فين
لتستدير له رهف و تقول بجمود : خارجة مع صاحبتى شوية .. محتاجة اغير جو .. ايه .. مش من حقى
مراد بتساؤل : انتى ايه اللى حصل لك ، بقيت احس انك دايما بتتكلمى بندية .. حتى مع سليمان بية على الغدا .. ما راعيتيش انه ضيف عندنا و له واجبه
رهف بتحدى : واجبه اخده و بزيادة ، بس مش معنى انه ضيف عندنا انى اسمعه بيتكلم عن بابا بالشكل ده و اسكت ، و كان الاولى ان انت اللى ترد عليه مش انا
ثم سحبت حقيبتها و قالت لتميمة بأمر : ياللا يا تميمة .. اتأخرنا
ليتملك الذهول اكثر و اكثر من مراد و هو يتابع هذا التحول الكبير فى شخصية رهف ليتسائل : ما الذى جعلها تتحول ذلك التحول الكبير ، ام انها لم تتحول ابدا .. و انه هو الذى من لم يستطع رؤيتها بوضوح منذ البداية
اما عند تالا .. فقد ارتدت ثوبا لم تكن تجرؤ على ارتداءه فى وجود مدكور .. فكان اقل مايقال عنه انه ڤاضحا و ذهبت بصحبة ابيها الى السهرة التى دعاهم اليها مؤمن ، و ما ان وصلا الى مكان السهرة و الذى لم يكن الا منزل علم الدين و كان فى استقبالهم جاسر و مؤمن اللذان استقبلاهما استقبالا حافلا و لكن سليمان و تالا لاحظا عدم وجود اى شخص اخر خلافهما فقالت تالا : احنا الظاهر جينا بدرى
مؤمن : ابدا .. ده انتو وصلتم فى معادكم بالظبط
تالا : اصلى مش شايفة حد ، حتى شريفة هانم و رقية هانم مش موجودين
مؤمن ضاحكا : لا .. ما هو الكلام اللى هنتكلمه الليلة دى ماينفعش مخلوق يبقى موجود فيه .. ده س/لاح مش لعب عيال
سليمان ببهجة : افهم من كده ان خلاص هنقرا الفاتحة
جاسر ضاحكا : و يمكن نلبس شبكة كمان ، بس يوصل زيد باشا
تالا و هى تنظر حولها : هو مش موجود و اللا ايه
ليأتيهم صوت زيد و هو يدلف اليهم من الخارج و بيده حقيبة هدايا فاخرة و يقول : موجود طبعا ، هو انا اقدر اتأخر عنكم .. انا بس كنت بجيب هدية صغيرة كده لتالا هانم .. عربون محبة
تالا من اسفل اهدابها بابتسامة لعوب : اد ايه انت چانتى
ليخرج زيد من الحقيبة قلادة يبدو عليها الفخامة و الرقى و يدنو منها ليلبسها اياها و هو يهمس بأذنها قائلا : و أد ايه انتى جميلة
تالا بدلال : و بعدين معاك ، انت مغازل كبير ، و انا مش ادك .. مش هتبطل كلامك الحلو ده بقى
زيد بتأوه مرح : انا ناسك فى محراب جمالك يا عزيزتى
سليمان ضاحكا : و بعدها لك يا زيد باشا ، انت كده بتغوى البنت و هتعصيها على جوزها
زيد : طب هى بس تعصى ، و تشاور و انا اخليها ملكة
تالا بتنهيدة : كنت فين من زمان
زيد : شاورى و انا اوقفلك عجلة الزمن و ارجعها كمان لورا لو تحبى
مؤمن ضاحكا : لما زيد السليمى يشاور الكل بيطيع
سليمان بحمحمة : طب نتكلم فى التفاصيل و اللا إيه رايكم
ليتقدم منه زيد و يقدم له صندوقا صغيرا انيقا و قدمه له قائلا : مش قبل ما اقدم لك هديتى ليك انت كمان يا سليمان بية
سليمان بابتسامة : انت كده بتحرجنى يا زيد باشا
زيد و هو يشير بعينيه اتجاه الهدية : ياريت تفتحها و تشوفها
ليقوم سليمان بفتح الصندوق ليجد هاتفا محمولا من احدث الاصدارات ليقول سليمان بامتنان : بشكرك طبعا لكن تعبت نفسك و ده كان واجب علينا احنا الحقيقة
زيد : مش ملاحظ حاجة فى التليفون ده
سليمان و هو يقلب الهاتف بين يديه : حاجة زى ايه
ليلتفط منه زيد الهاتف مرة اخرى ويقوم بتشغيله ، ثم يعيده الى سليمان و هو يقول : التليفون ده متشفر
سليمان : يعنى ايه
زيد : يعنى محمى من المراقبة و التتبع ، عشان نقدر نبقى متطمنين اننا فى الامان
و عندما نظر سليمان الى جاسر وجده رفع يده بهاتف مطابق للهاتف الذى قدمه له زيد ، ثم وجد مؤمن يفعل المثل ، و عندما عاد بنظره الى زيد وجده يخرج من جيبه هو الاخر نسخة اخرى من نفس الهاتف و هو يقول : التليفونات دى متوصلة على القمر الصناعى فورا ، و لازم تحافظ عليه كويس و اكمل بتحذير قائلا .. و حذارى ان اى حد غيرك يمسكه او حتى يلمسه
سليمان : اشمعنى
زيد : لان النوع ده من التليفونات محظور استخدامها
سليمان : طب ما ده معناه ان لو اى حد لمحه …
مؤمن مقاطعا اياه : اى حد هيشوفه من بعيد هيشوف ان ده موبايل يا سليمان بيه و مش هيشغل باله الا لو حد فتحه و قلب فيه بتمعن .. وقتها بس هيفهم ، و عشان كده مهم جدا ان ماحدش يلمسه و لا يشوفه غيرك
سليمان : تقصد ان استعماله يبقى لشغلنا ده و بس
زيد : لا عادى ، انا هنقلك حالا الشريحة بتاعتك فيه عشان يبقى فعلا تليفونك الشخصى ، و عشان كمان مايفارقكش فى اى وقت لان لو اى حد فينا حب يتواصل مع التانى فى اى لحظة … تواصلنا كله هيبقى من خلال التليفون ده و بس .. مفهوم
سليمان : مفهوم
زيد بجدية : يبقى نتكلم فى الصفقة .. اولا .. اكيد مش محتاج اوصيك ابدا ان الكلام ده مايخرجش برانا احنا الاربعة
مؤمن : و اهم حاجة ان حتى استيفن مايعرفش اننا معاك
سليمان باستغراب : طب ازاى و ليه
زيد : لان استيفن وقت مايعرف اننا معاك فى الصفقة دى هيزود عمولته
سليمان : ازاى .. ده المفروض العكس .. انتم زباينه من قبلى
زيد : لانه عارف انى لما اسمى بيبقى فى صفقة ، سهم الصفقة بيعلى سعره يا سليمان بية
سليمان بعدم فهم : برضة مش فاهم
مؤمن : استيفن بيبقى عارف ان طالما الصفقة دى رايحة لزيد فبيبقى عاوز يكسب من وراها اضعاف اى حد تانى لان زيد ما بيبيعش لاى حد و غالبا الس/لاح بيروح على المشترى على طول فالسعر بيبقى اعلى
سليمان : طب و هو يفرق معاه فى ايه
جاسر : يفرق معاه انه بيبقى عاوز يضمن عمولته بالمظبوط .. فبيبقى عاوز يضمن نسبة من فرق السعر ده
و عشان كده انا عاوزك تفهمه انك داخل الصفقة لوحدك عشان مايعليش عليك السعر
مدكور : بس هو عارف انى بدور على شريك من فترة
زيد : عادى ، قول له انك ماعرفتش تلاقى شريك تثق فيه فقررت تكمل الصفقة لوحدك ، بس هتاخدها على تلت دفعات
جاسر : متهيألى فرق العمولة احنا اولى بيها حتى لو هنصرفها على تأمين الشحنة و نقلها
سليمان باعجاب : عندك حق ، بس ليه تلت دفعات
مؤمن : من ناحية عشان احنا نكون قدرنا تدبر باقى المبلغ .. لانك فاجئتنا طبعا بالموضوع و احنا اخر صفقة لسه ما استلمناش تمنها ، يعنى لسه مش مستعدين لصفقة بالحجم ده فانت اللى هتدفع الدفعة الاولى بالكامل لوحدك ، و من ناحية تانية نكون دبرنا مشترى
سليمان : طب ما انا عندى المشترى
زيد : انسى .. معلوماتى بتقول ان المنظمة اللى انت اتفقت معاها .. البوليس بيدور وراها من فترة ، و اكيد مراقب كل اتصالاتهم و تعاملاتهم
سليمان بقلق : يعنى معنى كده انهم
زيد : ماتقلقش .. هم عرفوا انهم بيتواصلوا مع اكتر من حد بس لسه ماقدروش يعرفوا مين الحد ده بالظبط ، و عشان كده انا عاوزك ماتحاولش تتواصل مع اى حد منهم فى الوقت الحالى و اى حد يحاول يكلمك اوعى ترد عليه
مدكور : طب معنى كده انى هشترى الصفقة و انا مش عارف هتصرف فيها ازاى
مؤمن : من الناحية دى ماتقلقش ، احنا مابنستلمش سل/اح ، السل/اح بيتسلم لاصحابه على طول احنا مابنظهرش فى الصورة نهائى
جاسر ضاحكا : ماتقلقش من ناحية المنظمة احنا برضة مش هنسيبها ، بس لازم نشوف حد تانى جواها يكون متأمن نقدر نتعامل معاه من غير قلق
لينظر سليمان الى تالا و يقول بسخرية : شفتى الخبرة بتعمل ايه
تالا بتلاعب و هى تنظر لزيد : شفت يا دادى
زيد : تمام .. يبقى اول خطوة لازم تعملها انك تتصل باستيفن و تبلغه الكلام اللى اتفقنا عليه دلوقتى
سليمان : تمام .. و ايه تانى
مؤمن : هتتفق معاه على المعاد اللى هتحول له فيه الدفعة الاولى .. و خليك فاكر … انت ماتعرفناش ، و على ما الشحنة الاولى توصل هنكون حضرنا المشترى او لقينا حد بعيد عن الشبهة من جوة المنظمة او حتى وسيط و حضرنا باقى ثمن الصفقة بالكامل ، و وقتها هتبلغه انك قدرت تجمع باقى مبلغ الصفقة بالكامل و تطلب منه انه يحضر باقى كمية الس/لاح المطلوبة كلها و هتتفق معاه على موعد جديد
سليمان : و بعدين
مؤمن : و بعدين ايه تانى ، خلاص هيحصل زى المرة اللى قبلها
تالا بفضول : انا ملاحظة ان انتم التلاتة بتتكلموا و كل واحد فيكم بيكمل التانى ، انتم للدرجة دى اشتغلتم مع بعض كتير قبل كده
جاسر ضاحكا : خليها فى سرك بقى يا تالا هانم
لتقول تالا بمرح : سركم و سرنا فى بير يا جاسر بية
مؤمن : اتفضلوا بقى نتعشى سوا .. الاكل جاهز من بدرى
…………
كانت رهف ترقد على الفراش النقال المخصص للمرضى بداخل عيادة نسائية ، و كانت الطبيبة تتحسس بطنها بمجس الاشعة الصوتية و هى تقول بعملية شديدة : السونار بيقول ان الحمل تقريبا مدته شهرين ونص .. مبروك
رهف و هى تعتدل بمساعدة امينة : حضرتك متأكدة
لتناولها الطبيبة صورة ضوئية من الاشعة و هى تقول : لو مش مصدقة اتفضلى الاشعة اهى و مطبوع معاها البيانات
لتقبلها امينة ببهجة قائلة : الف مبروك يا حبيبتى ، ربنا يتملك بكل خير
الطبيبة و هى تناولها اسماء الوصفات العلاجية : لازم تتابعى ضغطك باستمرار .. ضغطك واطى بزيادة و واضح انك مهملة فى اكلك فلازم تتغذى كويس و تواظبى على الادوية اللى كتبتهالك و حاولى ماترهقيش نفسك ، و اكملت و هى تناولها ورقة اخرى .. كمان هنعمل التحاليل دى و تجيبيهالى معاكى بعد اسبوعين من دلوقتى
فى السيارة ، كانت رهف فى حالة شرود تام فقالت لها امينة بمرح : مالك يا بنتى مسهمة كده ليه .. ده بدل ما تفرحى و تنبسطى انك هتبقى ماما
رهف : مانتى عارفة اللى فيها يا امينة
امينة : و ايه بقى اللى فيها يا ست رهف ، الله لا يسيئك ماتنكديش على نفسك و علينا على الفاضى ، كلنا عارفين و متأكدين كمان ان مراد بيحبك و ھيموت عليكى ، احنا بس وافقناكى فى اللى انتى بتعمليه عشان نساعدك تنفضى التراب اللى مالى عينه ، لكن الدنيا ماوقفتش يا رهف ، طب ده انا متاكدة ان هولاكو لما يعرف انه هيبقى اب هيطير من الفرحة
رهف بتحذير : اوعى يا امينة ، انا مش عاوزاه يعرف حاجة دلوقتى خالص
امينة : رغم انى مش موافقاكى خالص فى الحكاية دى ، بس مش هقدر ما اعمللكيش اللى انتى عاوزاه
رهف : و انور
امينة بهيام : انور .. ماله
رهف بحدة : اياك تجيبيله سيرة حاجة
امينة بامتعاض : اكيد مش هجيبله سيرة ، رغم انى حتى لو قلت له انا متأكدة انه لا يمكن يبلغ كلمة واحدة لجنكيز خان بتاعك ده
لتضحك رهف بشدة و هى تقول : هو مش كان هولاكو ، خليتيه جنكيز خان ليه
امينة بمرح : الراجل هيبقى اب و لازم نحتفل بيه برضة ، مافيهاش حاجة اما نرقيه
رهف : طب ياللا يا فقرية عشان مانتأخرش اكتر من كده على دادة و تيمو
و عندما عادت رهف بصحبة تميمة الى قصر العزيزى وجدت هدوئا شديدا فاتجهت الى الاعلى مباشرة و اتجهت لغرفتها و ساعدت تميمة على تغيير ملابسها ، و قامت هى الاخرى بتبديل ثيابها و اخرجت من حقيبتها الوصفات الدوائية التى وصفتها لها الطبيبة و وضعتها على المنضدة بجانب الفراش و ما كادت ان تنتهى حتى سمعت طرقات على الباب فقالت باضطراب : اادخل
ليدلف مراد و هو بملابسه الرسمية و يبدو عليه انه عائدا لتوه من الخارج و نظر الى رهف بجمود قائلا : مساء الخير
رهف : مساء الخير
مراد : جيتوا امتى
رهف : يعنى ، من حوالى ربع ساعة
و عندما نظر مراد الى تميمة وجدها قد ڠرقت فى النوم ، فاقترب من الفراش و انحنى مقبلا اياها بحنان ثم اعتدل و نظر الى رهف و قال : مش عاوزة تقوليلى حاجة
فنظرت له رهف باضطراب و تردد ثم قالت و هى تحاول الثبات امامه : لا .. مافيش حاجة .. تصبح على خير
لينظر إليها بمزيج من الڠضب و الحيرة لثوان معدودة ثم استدار متجها الى الخارج بعد ان قال : و انتى من اهل الخير ، و لكنه الټفت اليها مرة اخرى قبل ان يغلق الباب ورائه و قال : اكيد مش محتاج افكرك انك لو احتاجتى اى حاجة تطلبيها منى فورا
رهف : متشكرة
و بعد ان خرج و اغلق الباب من ورائه وضعت رهف يدها على بطنها و هى تربت عليها تربيتة هادئة و قالت : ان شاء الله على ماتوصل بالسلامة اكون قدرت اخد قرار
و فى الصباح على مائدة الافطار قال سليمان : الحقيقة يا جماعة انا متشكر جدا على حسن الضيافة ، و اتمنى انى اقدر اردهالكم لما تتزلوا القاهرة ان شاء الله
مراد : ماتقولش كده يا سليمان بية ده انت فى بيتك
سليمان بامتنان : ده بس من ذوقك يا مراد
رهف بفضول : هو حضرتك مسافر و اللا ايه
سليمان : ايوة.. هاخد فنجان قهوة وهنزل القاهرة على طول
رهف و هى توجه حديثها لتالا : و انتى هتنزلى القاهرة معاه يا تالا و اللا هتفضلى معانا كام يوم كمان
تالا بجمود : هنزل طبعا.. انا كمان عندى شغل و مش فاضية
سليمان مداعبا تميمة : احنا هنسافر عند ماما يا تيمو .. ايه رأيك بقى .. تيجى معانا
تميمة: لا .. انا اتفقت مع ماما انى هفضل مع رهف لحد ما تروح الجامعة و تبقى دكتورة
………………
و فى سيارة سليمان اثناء عودته الى القاهرة ، كانت تالا تتحدث فى الهاتف مع زيد و تقول : انت عارف انى ست متجوزة
زيد : بس اللى فهمته منك انك مش مبسوطة معاه
تالا : حقيقى ، بس هعمل ايه
زيد : سيبك منه ، اطلبى الطلاق و انا موجود و تحت امرك
تالا بمكر : بس انا ما اقدرش اسيب مدكور قبل ما استرد حقى منه
الفصل التاسع عشر
كانت تالا مازالت تتحدث مع زيد على الهاتف عندما قالت له : بس انا ما اقدرش اسيب مدكور قبل ما استرد حقى منه
زيد بفضول : حق ايه .. هو اخد منك حاجة
تالا بخبث : الا اخد ، مش كفاية شبابى و …. ، و انت فاهم بقى
زيد : مانا لحد دلوقتى مش فاهم انتى ازاى توافقى على جوازة بالشكل ده من راجل بعمر ابوكى
تالا : اعمل ايه بس ، انت عارف البزنس اللى بين دادى و بينه من سنين ، و هو ضحك عليا و فهمنى انى هعيش سعيدة معاه العمر كله ، بس طلع بخيل و حتى شهر العسل اللى فهمنى انى هقضيه فى فرنسا ماخرجنيش من باب شقته ، و انا بس اللى قعدت امثل قدام الكل انه سفرنى و فسحنى عشان ماحدش يشمت فيا
زيد بذهول : للدرجة دى
تالا بنبرة حزن : و اكتر بكتير ، ماحدش ابدا يعرف انا شفت ايه معاه من يوم ما اتجوزنى
زيد : طب و ليه سليمان بية ساكت على الكلام ده
تالا : انا ما قلتش حاجة لدادى ، الكل مفكر انى مبسوطة و اننا سافرنا فعلا بس انا اللى خفت حد يشمت فيا زى ماقلتلك فسكتت
زيد : و طالما لقيتى الوضع غير ، ليه مستنيه معاه ، ماطلبتيش الطلاق ليه
تالا و هى تدعى الاحباط : دادى يا سيدى خاېف على زعله
زيد : طب لو انا اتدخلت و اتوسطتلك عند دادى
تالا بمكر : خد بالك ، مدكور مهم عند دادى جدا عشان شغلهم ، و لو حصل انفصال مابينى و بينه اكيد شغلهم مع بعض هيتأثر
زيد : طب ما يتأثر ، هو انا مش بديل كفاية عند دادى و اللا ايه
تالا : بس انت مالكش شغل فى مصر
زيد : جاسر و مؤمن موجودين
تالا : مابيشتغلوش غير فى الصعيد و بس ، انما مدكور شغله فى كل انحاء الجمهورية ، و الحقيقة سمعته بتخلى الناس كلها عاوزة تتعامل معاه
زيد : يا ستى انا على استعداد انى اعمل لك شركة لوحدك .. لأ .. مجموعة شركات راس مالها مايقلش عن خمسين مليون دولار .. بس تبقى معايا
تالا بزهو : للدرجة دى عاجباك
زيد : الا عاجبانى ، و لو توافقينى تيجى معايا من دلوقتى
تالا : موافقاك طبعا ، بس لازم اخلص امورى مع مدكور الاول .. ماينفعش اسيب الموضوع متعلق كده
زيد : خلاص اللى يريحك اعمليه .. بس خليكى فاكرة انى مستنيكى على احر من الجمر
تالا بدلال : ماتقلقش ، مش هخليك تستنى كتير
…………….
كان مراد بغرفة مكتب مدكور بقصر العزيزي بصحبة أنور و هو مشتت الذهن تماما و لا يستطيع التركيز فى عمله حتى وجد انور يفرقع باصابعه امام وجهه قائلا : ايه يابنى ، انت مش على طبيعتك خالص النهاردة و ماعندكش بتلاتة جنية تركيز .. مالك .. انت تعبان و اللا حاجة
مراد بتنهيدة قوية : مش عارف .. حاسس انى مش عارف اركز
أنور : يبقى اكيد فى حاجة شاغلة تفكيرك ، و انا ملاحظ عليك انك بتسرح كتير اوى ، انا عمرى ما شفتك كده .. فى ايه
لينظر مراد بتركيز الى انور ثم ينهض من مكانه و ينظر من خلال النافذة ، ليجد رهف تجلس الى حاسوبها فى الحديقة تراجع رسالتها و هى تراقب تميمة بين الفينة و الاخرى ، و عندما لمحته يقف ناظرا إليها من النافذة هربت بنظراتها سريعا الى شاشة حاسوبها دون حتى ان تبتسم إليه كما كانت تفعل فى السابق فقال بغيظ : انا مش قادر افهم ايه اللى حولها بالشكل ده
أنور : تقصد مين
مراد بامتعاض : هيبقى مين يعنى .. حرمنا المصون
ليجلس انور و يقول بتسلية : الحقيقة انا اللى مش فاهم انت ايه اللى غيرك بالشكل ده
مراد : انا ما اتغيرتش
انور بمرح : اهيييه ، مين ده اللى ما اتغيرش ، بقى انت اللى كانت البت امينة دايما مسمياك هولاكو ، و كانت على طول خاېفة تتجوز و تنشغل عن رهف و تسيبها لوحدها و دايما تقوللى هولاكو قلبه حجر و عمره مابيشغل باله بيها و لا حتى بيكلف خاطره يعرف هى عاملة ايه ، دلوقتى بقت هى اللى على طول شغلك الشاغل لدرجة انك حتى مابقيتش تركز فى شغلك
مراد بعند : بس الوضع اختلف دلوقتى
انور : اختلف فى ايه بقى
مراد بتردد : يعنى.. على الاقل خلاص بقت مراتى فعلا مش زى الاول يعنى
انور : طب ماهى كانت مراتك برضة يا مراد بعد ما رجعتوا من تركيا و كانت كل ماتكلمك فى التليفون تقول لك على حاجة ماتسمعش منك غير .. اتصرفى انتى يا رهف انا مش فاضى للكلام ده ، المرة الوحيدة اللى اتواجدت معاها لما روحنا كلنا اتفرجنا على الاتيلية الجديد معاها و اللى هى ماتعرفوش لحد النهاردة انك روحت معانا بس لان عمك طلب منك ده
مراد بتبرير : و ايه الجديد يعنى ، ما دى ظروف شغلى طول عمرى .. ايه اللى اختلف
انور : مانت لسه قايل .. اللى اختلف انها دلوقتى بقت مراتك فعلا .. مش زى الاول
لينظر له مراد و الحيرة تمرح بين عينيه ليستدرك انور حديثه قائلا باخلاص : اسمع يا مراد .. انت عارف المشكلة فين ؟! .. المشكلة عندك انت ، انت عاوز تاخد كل حاجة من غير ماتدى اى حاجة ، انا مابرجعش من شغلى غير لما انت كمان بترجع بيتك و مع ذلك .. لازم اتكلم مع امينة و اشوف طلباتها و احتياجاتها رغم انها لسه مش فى بيتى ، بس لازم احسسها بحبى ليها عشان تفضل دايما متدفية بيا بدل ماتدور على الدفا عند غيرى
مراد بملامح يبدو عليها القلق للمرة الاولى : و هو رهف ممكن تدور على الدفا ده عند غيرى
لتعلو ضحكات انور و هو يقول : تعرف ان دى اول مرة اعرف فيها انك بتحب رهف للدرجة دى
مراد بتردد : انا بحب رهف
انور : ده انت غرقان لشوشتك
مراد : طب و هو عيب انى احبها ماهى بنت عمى و ….
انور مقاطعا اياه : يا ابنى بنت عمك ايه بس ، انت بتحبها يا مراد ، بس مش عارف تبين لها حبك ده و لا عارف حتى انت نفسك تفهم حبك ده و تعرفه
مراد : و هو المفروض اعمل ايه عشان ابين الحب ده
ليضع انور يده على كتف مراد قائلا : الاهتمام يا صاحبى ، عمرك شفت زرعة بتطرح من غير ما ترويها
مراد : لا طبعا
انور : اهو الحب زى الزرعة كده ، بس الزرعة بنرويها بالماية ، انما الحب بنرويه بالحب برضة و معاه الاهتمام ، قلة الاهتمام بټموت الزرعة و ټموت الحب يا صاحبى
مراد و كأنه يحدث نفسه : يا ترى ممكن يكون حبها ليا ماټ
انور : ليه بتقول كده
مراد : رهف من قبل ما ترجع هنا و هى متغيرة معايا مية و تمانين درجة ، بقت تتصرف تصرفات غريبة ، و بقت تتعمد تبعد عنى كل اخبارها حتى الحاجات اللى من حقى اعرفها لدرجة انها …
و عندما طال صمته قال أنور ليحثه على اكمال حديثه : لدرجة انها ايه ما تكمل
ليلتفت مراد الى النافذة مرة اخرى و اكمل و هو يتابع رهف بعينيه و التى كانت بين الفينة و الفينة تمسح على بطنها بيدها : لدرجة انها عرفت امبارح انها حامل و ما بلغتنيش
انور بفرحة : انت بتتكلم جد .. الف مبروك ، و الله و هتبقى اب يا هولاكو ، طب بذمتك ده منظر واحد عرف خبر زى ده ، المفروض تحتفل يا عم انت
ليلتفت إليه مراد مرة اخرى قائلا : احتفل ازاى و هى مخبية عنى لحد دلوقتى
انور بدهشة : ااه صحيح .. اومال انت عرفت ازاى
مراد باحراج : مشيت وراها هى و امينة امبارح ، الفضول كان هيجننى ، كنت عاوز اعرف هى رايحة للدكتور ليه و مخبية عنى ليه باى طريقة ، و كنت متنرفز بسبب تخبيتها عليا
انور و على ملامحه علامات الغباء : يعنى مشيت وراها فعرفت انها حامل
مراد بحنق : لا طبعا .. بعد ما مشيوا من العيادة ، طلعت للدكتورة اللى كانوا عندها و عرفتها على نفسى و وريتها بطاقتى و كمان صورة فرحنا من على التليفون على ما رضيت تقوللى
انور : طبعا .. دى اسرار مرضى
مراد : و طبعا طلبت منها ماتقوللهاش انى عملت كده
انور بفضول : طب و انت ناوى على ايه
مراد : مش عارف
انور : لازم تحاول تتكلم معاها يا مراد ، حاول تحتويها و تحسسها بحبك و اهتمامك ده
مراد : المشكلة انها مش مديانى اى فرصة انى اتكلم معاها و اى موضوع افتحه معاها تقفله بسرعة و تسيبنى و تمشى ، و عاملة تيمو حجتها عشان تبقى هى فى اوضة و انا فى اوضة
انور : هو كده فاضل حوالى عشر ايام على مناقشة الرسالة بتاعتها ، كلم هدى خليها تيجى ، و اهى من ناحية تاخد تيمو تنام معاها ، و من ناحية تانية اكنك بتساعدها تتفرغ لمذاكرتها ، و حاول من وقت للتانى تسالها لو محتاجة حاجة ، لو عاوزاك مثلا تساعدها فى حاجة .. تذاكر لها حاجة
مراد بامتعاض : اذاكرلها .. هى بنت اختى و هذاكر لها .. ثم هفهم انا ايه فى اللى هى بتعمله ده
انور : بلاش .. اعرض عليها مثلا لو محتاجة مساعدة انك ممكن تطلبها من دكتور فؤاد نوار ، و انا ملاحظ ان مراته بقت صاحبتها هى و امينة جدا و الراجل مش هيرفض ، و حتى لو هى مش محتاجة ده .. كفاية تحس انك مهتم بيها و باهتماماتها كمان
اما فى القاهرة .. فقد وصلت تالا الى شقة مدكور فى الزمالك ، و ما ان حاولت وضع المفتاح لتفتح الباب الا وفشلت فشلا ذريعا لتتيقن على الفور ان هناك خطأ ما ، فما كان منها الا ان دقت الباب ، لتجد مدكور قد فتح لها الباب بعد لحظات ، لتقول بفضول : هو انت مغير الكالون و اللا ايه
مدكور و هو يعود الى مكتبه ليتابع العمل الذى كان يقوم به : ايوة
تالا باندهاش : ليه .. حصل حاجة و اللا ايه
مدكور : عادى ، بس كده اضمن ، عشان الامان
و ما ان دلفت الى الداخل حتى وجدت مدكور قد عاد الى جلسته خلف مكتبه ، لتقترب منه تالا رغم استغرابها قائلة : وحشتنى
مدكور بعدم مبالاة : حمدالله على السلامة
لتذهب إليه مقبلة اياه بوجنته قائلة : اخيرا خدت بالك .. بس انا اعتقدت انى هاجى مش هلاقيك
مدكور : ليه يعنى
تالا : عشان قلتلى انك هتقعد مع هدى على ما ارجع
مدكور و هو يعود لعمله : هدى هتسافر لرهف عشان رسالتها خلاص قربت ، يبقي هقعد فى بيتها ليه و هى مش موجودة
تالا : ايوة يا حبيبى ، بس ده بيتك قبل ما يبقى بيتها
مدكور بوجوم : لأ .. بيتها هى و باسمها
تالا پصدمة : انت ماقلتليش الكلام ده قبل كده
مدكور و هو يعود بعينيه لأوراقه : و اقول لك ليه ، اعتقد ان ده شئ ما يخصكيش
تالا ببعض الحدة : يعنى ايه مايخصنيش ، المفروض انى مراتك و اعرف عنك كل حاجة
مدكور باستهزاء : انتى ما سألتيش و انا ما قلتلكيش
تالا بفضول : و انت عاوزنى اسألك عن ايه
لينظر إليها مدكور قائلاً : على اللى عاوزة تعرفيه بالظبط
تالا : المفروض اعرف عنك كل حاجة من غير ما اسألك يا مدكور .. ده انا مراتك
مدكور : و هو انتى معرفانى عنك كل حاجة
تالا : و هو ايه اللى انت ماتعرفوش عنى ، انا ماعنديش حاجة مخبياها
مدكور بجمود : متأكدة
تالا بتأكيد : طبعا
مدكور : و جوازك العرفى من نوار الاسعد شهرين من تلت سنين
تالا پصدمة : انت جيبت الكلام ده منين
مدكور بسخرية : انتى فاكرة ان موضوع زى ده ممكن يفضل فى السر
ثم صمت لثوانى و هو يراقب تغبيرات وجهها القلقة قبل ان يقول بتمهل نمر يتهيأ للانقضاض على فريسته .. و منير الوردانى ، و سلال الاشقر و حاليا بترسمى على زيد السليمى و انتى لسه على ذمتى
تالا بتردد : ااايه الكلام اللى انت بتقوله ده ، الكلام ده مش حقيقى
مدكور : ياترى انهى كلام فيهم بالظبط اللى مش حقيقى يا تالا ، جوازاتك السابقة و اللى كانوا كلهم عرفى و فى السر ، و اللا عمليات العذرية اللى كنتى كل جوازة بتعمليها قبلها فى العيادة المشپوهة اياها بتاعة المهندسين ، و اللا علاقاتك الغير مشروعة السابقة ، و اللا تقصدى زيد السليمى
تالا برهبة : ااانت ايه الكلام الفارغ اللى انت عمال تقوله من ساعة ما وصلت ده .. لو زهقت منى و عاوز تطلقنى طلقنى ، بس من غير الاټهامات الباطلة دى كلها
لتعلو ضحكات مدكور قائلا : اټهامات باطلة ،
ده انا مديت لك كل خيوط الاحترام و قلت يمكن تتشعبطى فيها لما تفهمى ان تربيتك من البداية كانت غلط و ان ابوكى عاملك زى المومس من ايد لايد و بيقبض تمنك كل مرة ، لكن كنت كل ما ارميلك خيط ينتشلك من المستنقع اللى انتى غرقانة فيه تقطعيه پحقد و غباوة
طب لو قلتلك انى عارف كل ماضيكى الاسود ده من قبل الجواز .. تقولى ايه
تالا بذهول : عااارف ايه بالظبط
مدكور : عارف ان كل ما ابوكى كان بيرسم على شغل مع حد تقيل و اللا يحط عينه على مصنع و اللا شركة تعجبه كان بيزقك علي صاحبها ، تتجوزيه شوية على ماتنولوا مرادكم و تستولوا على اللى عاوزينه و بعد كده تتطلقى بعد ما المسكين يكتشف ان رجله جت فى الخية
تالا : و لما انت عارف كل ده اتجوزتنى ليه
مدكور بسخرية : حد يلاقى دلع و ما يتدلعش ، ثم عجبنى شكلك و انتى عاملة فيها وافعة فى حبى يا بنت سليمان
تالا پغضب : انت باينك نسيت نفسك و نسيت فرق السن اللى بيننا ، هحبك على ايه فهمنى
ليتقدم منها مدكور بتؤده و هو يقول : الحقيقة انا اللى عاوز افهم
تالا بلكنة غل : تفهم ايه بقى
لينقض عليها مدكور فجأة و يجذبها من ذراعها بفوة و هو يقول : عاوز اعرف كنتى ناوية تحطيلى هرمونات ايه فى العصير يا بنت سليمان
تالا برهبة مقرونة بالذهول : ايه اللى انت بتقوله ده ، هرمونات ايه وعصير ايه اللى هحطهالك فيه
ليجرها مدكور معه حتى وصل الى هاتفه و قام بتشغيل الهاتف لتسمع صوت ابيها و هو يقول : عملتى ايه فى الموضوع بتاع الهرمونات
تالا : اول ما نرجع القاهرة هيبقى معايا ، و انا ابتديت استعد له و اخد خطواتى
سليمان : خطوات ايه دى
تالا : ابدا ، ابتديت اعوده على كوبابة عصير اناناس فريش قبل النوم
سليمان : و اشمعنى بقى
تالا : قالوا لى ان الاناناس اكتر طعم قريب من طعم الهرمونات دى فمش هيحس بطعمها لما احطهاله فى العصير
سليمان : طب مش ممكن يشك فيكى بسبب العصير ده
تالا بخبث : لا .. ما انا اول ما بقدمهوله بشرب معاه فى قعدة صفا قبل النوم
ليضحك سليمان عاليا و هو يقول : معلش بقى يا مدكور ده بيبقى نصيب يا حبيبى
بس احنا كنا عاوزين نخطط و نشوف ازاى هنلف على السيلامى ده بعيد عن مدكور و مراد
…….
لتنظر تالا الى مدكور بذهول و هى تقول : انت ازاى سجلتلنا كل الكلام ده ، احنا كنا لوحدنا و ما كانش معانا غير ….
مدكور بسخرية : غير تيمو اللى كانت قاعدة بترسم جنبكم و هى لابسة فى ايدها جهاز الديكت بتاعها و اللى سماعته كانت فى جيب مراد و اللى كان سايبهالى وقتها على ما يتوضأ عشان خاف لا تقع منه او ييجى عليها ماية ، و سمعت وسا/ختك انتى و ابوكى بودانى ، و ربنا الهمنى انى اسجلك جزء من كلامكم سوا عشان لما تيجى اللحظة دى اعرف احاسبك كويس
ليغلق مدكور الهاتف و هو يراقب وجه تالا الشاحب من اثر الصدمة و قال : كفاية عليكى كده ، و قوليلى بقى بسرعة و من غير لا لف و لا دوران هرمونات ايه دى اللى كنتى ناوية تحطيهالى و بمعرفة ابوكى كمان
تالا بړعب : هررررموناات … هررمونااات ايه .. ااه ، ااه افتكرت ، دى عشان الطاقة و ….
مدكور پغضب : لو هتفضلى تكدبى كتير هيبقى اخرك مرمية زى الكل/بة فى اى مخزن من مخازنى لحد ما تعرفى ان الله حق ، و الدبان الازرق مش هيعرف لك طريق ، و يوم ما اتسأل عنك فانا ماشفتكيش من وقت ماسيبتك فى اسيوط ، و ده يبقى اقل عقاپ ليكى على وسا/ختك .. هتنطقى بمزاجك و اللا ڠصب عنك
تالا بړعب : دادى عارف انى جيت و مش هيسكت ابدا
مدكور بسخرية حادة : دادى ده اول واحد هيتخلى عنك يوم ما يلاقى روحه هيتفضح و يروح فى ستين داهية
تالا : خلاص .. طلقنى و سيبنى و مالكش دعوة بيا
مدكور : مش قبل ما اعرف انتى كنتى ناوية تعملى فيا ايه .. انطقى
تالا برهبة و استجداء : سيبنى امشى و كل واحد يروح لحاله
مدكور پغضب و هو يقبض على ذراعها بعن/ف : خروجك من هنا مشروط بانك تقوليلى بالظبط الهرمونات دى بتاعة ايه
تالا بلجلجة : دى .. دى تركيبة بتعلى هرمونات الانوثة فى الجسم
مدكور باستغراب : و دى كانت عشانك و اللا عشانى
تالا بتردد : ع عشاااانك ، مانت لما كتت هتاخدها كانت يعنى هتأثر عليك و ….
لتقطع حديثها عندما شعرت بوجهها و هو يكاد يحت\رق من اثر يد مدكور التى هبطت على وجنتها بع/نف و هو يقول پصدمة : ااه يا شيطانة يا سلالة الابال/سة ، و انتى كنتى هتستفيدى باية فهمينى
تالا و هى تنشج بالبكاء و هى تضع كفها على وجنتها التى التهبت بشدة من اثر الصڤعة : كنت هساومك .. يا اما تكتبلى المجموعة ، يا اما هرفع قضية طلاق فى المحكمة و اتهمك بالعجز
ليدفعها مدكور بشدة حتى سقطت ارضا و قال : طب بما ان بقى اللعب كله بقى على المكشوف يا بنت سليمان التعبان الاكبر ، احب اعرفك انى ما املكش اى حاجة فى الدنيا دى ، و ان كل حاجة باسم رهف و مراد بيع و شړا من قبل ما اتجوزك لانى كنت عارف من البداية انتى عاوزة توصلى لايه ، بس وافقتك وقتها عشان بس ابعد شرك عن ولادى و اكسر سمك و سم ابوكى بعيد عنهم
ثم قال بحدة : قومى فزى من مكانك ده و اقعدى ع الكرسى ده ، ثم التف حول مكتبه و قام باخراج ملف من درج مكتبه و القاه على مائدة صغيرة امام مقعدها و قال : امضى على الورق ده
تالا بقلق : ورق ايه ده
مدكور : ده اقرار منك انك استلمتى منى كل حقوقك بعد الطلاق
تالا پصدمة : هو انت طلقتنى
مدكور : اول ما وصلت القاهرة ، و عشان كده غيرت الكالون ، تفتكرى كان ممكن اسيبك على ذمتى و انتى بالحقارة دى .. حقارتك اللى وصلتك انك تشاغلى راجل تانى و انتى على ذمتى ، و انا اللى كنت فاكر انك هتبوسى ايدك وش و ضهر انك لقيتى واحد يغطى على ماضيكى الاسود السنين اللى فاتت دى كلها .. امضى
تالا بنشيج متمرد : انا مش هتنازل عن اى حق من حقوقى
مدكور ببرود : تمام ، و انا هقدم التسجيل ده للنيابة و اتهمك فيه بالخېانة
تالا : انا ماخنتكش ، و ماعندكش اى دليل على انى عملت اى حاجة
ليشير مدكور الى زاوية ما فوق مكتبه و يقول : اللى ماتعرفيهوش ان كل كلامنا ده متسجل صوت و صورة بكاميرة الفيديو اللى هناك دى ، و اللى شغلتها من اول ما البواب بلغنى انك دخلتى العمارة ، عاوزة نذيع قولى ذيع ، و بعد نص ساعة هتلاقى كل الكلام اللطيف اللى حصل ده على كل شبكات التواصل الاجتماعي .. ها قلتى ايه
تالا باحباط شديد : همضى
و بعد ان انتهت من التوقيع نظر اليها مدكور بازدراء و قال : تاخدى شنطتك اللى انتى جاية بيها و ترجعى على بيت دادى ، و تبلغيه ان مشروع اسيوط اللى مع جاسر ده اخر تعامل مابيننا و بين بعض ، و انه لو حاول اى محاولة انه يتلاعب فى اى مرحلة .. التسجيل و الفيديو هيلفوا الميديا كلها
تالا : و انا اضمن منين اننا لما نعمل لك اللى انت عاوزة انك ما تروحش برضة تنشرهم
مدكور بجمود : الضمان الوحيد انى مش فى وسا/ختك انتى و ابوكى .. ااه و على فكرة .. الشبكة اللى جيبتهالك كانت عبارة عن ازاز و كام جرام دهب ابيض
تالا پصدمة : كمان .. كمان الشبكة مش سوليتير اصلى
مدكور ضاحكا باستهزاء : هو انا كنت لقيت عروسة اصلى و ماقدمتلهاش شبكة اصلى
ثم اكمل باحتقار : دقيقتين و ما القاكيش قدامى
………..
فى منزل سليمان .. كان سليمان يتحرك ذهابا و ايابا پغضب و هو يض/رب كفا بكف بحدة وسط بكاء تالا و نحيبها و هى تقول : ضحك علينا كلنا يا دادى ، طلع اخطر ما كنت انا و انت متصورين
سليمان پغضب : ازاى ماخدناش بالنا من الجهاز اللى البنت كانت لابساه فى ايدها طول الوقت ، ازاى ما ركزناش فى حاجة تافهة زى دى
تالا و هى على نحيبها : مش الجهاز بس يا دادى ، ده طلع عارف كل حاجة من زمان ، و عارف بكل علاقاتى و جوازاتى السابقة بالاسم كمان
سليمان بحدة : و انتى ازاى تعترفيله كده بكل بساطة
تالا : خفت منه ، لاول مرة فى حياتى احس انى خاېفة من حد ، انت ما شفتوش كان عامل ازاى ، كان عامل زى الغول ، و بعدين خفت انه فعلا ينشر التسجيل و الفيديو اللى سجلهم لى
سليمان : حطنا فى خانة الياك مدكور العزيزى ، و اتغدى بينا قبل ما نتعشى بيه
تالا : اول مرة احس بالفشل ، اول مرة حد يعرف يغلبنى يا دادى ، مدكور عرف يستغلنى و يستفيد منى من غير ما اقدر استفيد منه اى حاجة
ليذهب سليمان و يجلس بجوارها قائلا بمكر : بس احنا استفدنا برضة
تالا : استفدنا ايه بقى
مدكور : ماتنسيش ان هو اللى فتحلنا السكة مع جاسر و بعدين كمان زيد ، و هم دول المكسب الحقيقى ، و اهو زيد طلبك للجواز من قبل حتى ماتتطلقى ، و دى فرصة انك تفهميه انك طلبتى الطلاق من مدكور و صممتى عليه عشان خاطره ، و ان كمان شغلى مع مدكور انضر بسبب اللى حصل و كل ده برضة عشان خاطرة ، و عاوزين نشوف بقى قيمتك عند زيد هتتقدر بكام
تالا و هى تمسح وجهها : تصدق فعلا عندك حق
سليمان : و يبقى كده مدكور خدمنا خدمة العمر من غير ما ياخد باله
تالا : طب تفتكر اكلمه دلوقتى و اقول له انى اتطلقت
سليمان و هو يناولها الهاتف : كلميه حالا و انتى لسه صوتك باين عليه العياط و انتى عارفة هتتصرفى ازاى
ل
الفصل العشرون
سليمان و هو يناول تالا الهاتف : كلميه حالا و انتى لسه صوتك باين عليه العياط ، و انتى عارفة هتتصرفى ازاى
لتقوم تالا بمهاتفة زيد الذى رد عليها بلهفة قائلا : انا قلت مش هسمع صوتك تانى دلوقتى طالما رجعتى البيت عنده
تالا و هى تتصنع الانكسار : انا عند دادى فى بيته
زيد بدهشة : اعتقدت انك هترجعى على بيتك
تالا : ماهو مابقاش بيتى خلاص
زيد : مش فاهم ، هو حصل حاجة و اللا ايه
تالا و ما زال يسيطر على صوتها البكاء : ايوة .. انا اتطلقت خلاص
زيد بتهليل : انتى بتتكلمى بجد .. عرفتى تخلصى منه بالسرعة دى
تالا پبكاء : ايوة خلاص
زيد باستغراب : طب و بتعيطى ليه دلوقتى .. انتى زعلانه انه طلقك
تالا بنشيح : ضر/بنى و بهدلنى يا زيد
زيد بحدة : ازاى تسمحيله انه يعمل كده ، ده انا ممكن اق/ تله فيها
تالا بلهفة : اوعى يا زيد .. اوعى ، ده سجل لى و انا بقول انى معجبة بيك و بحبك و هد/دنى انه هينشرهم على الميديا ، و انت عارف ان ده شئ يضر سمعتى و سمعة دادى و اكيد سمعتك انت كمان ، ده غير انه فض الشراكة مع دادى و ده هيتسبب ان دادى هيخسر فلوس كتير اوى بسببى
زيد : حبيبتى الفلوس دى اخر حاجة ممكن تفكرى فيها ، ليكى عليا اول مانخلص المشروع بتاعنا مع بعض انى هعوضك انتى و دادى عن كل ده ، و كمان تكون العدة بتاعتك خلصت و هعمل لك اكبر فرح فى الشرق الأوسط كله .. انما انتى ازاى قدرتى تخليه يطلقك بسرعة كده
تالا : مانا قلتلك .. طلبت منه الطلاق و اعترفتله انى معجبة بيك و بحبك ، بس ما اخدتش بالى انه بيسجل لى
زيد : عموما ده احلى خبر سمعته النهاردة .. و لازم نحتفل بالخبر ده
تالا و هى تتحسس وجنتها : ماشى ، اول ما وشى يخف هكلمك و نتقابل نحتفل كلنا
زيد بخبث : لا يا حبيبتى ، المرة دى الاحتفال هيبقى مقتصر عليا انا و انتى و بس
و بعد ان اغلقت تالا الهاتف مع زيد قال سليمان بفصول : طمنينى
تالا : كله تمام .. ماتقلقش
سليمان بنبرة تهكم : قلتيلى نفس الكلام على مدكور و فى الاخر لا عرفتى تيجى و لا تروحى معاه
تالا بحدة : انا ماكنتش اعرف انه بالخبث ده كله
سليمان : حذرتك منه و قلت لك ده تعلب ، قلتيلى على نفسه
تالا پغضب : هو انا بس اللى ماعرفتش اعمل معاه حاجة ، مانت كمان ماعرفتش تاخده فى صفك زى ماكنت عاوز ، فبلاش نقعد نبكت فى بعض احنا الاتنين
مدكور : ماشى .. بس يا ريت تركزى مع زيد ، هنستفيد من وراه كتير
تالا بتردد : زيد هيفيدنا من غير ما نحاول نعمل معاه حاجة ، هو من نفسه قال انه هيعمل معانا حاجات كتير ماجاتش على بالنا اصلا
سليمان : يعنى ايه بقى الكلام ده
تالا : يعنى ممكن نستنى و نشوف هو ناوى يعمل ايه معانا الاول ، مش عاوزاه يشوف اننا طمعانين فيه
سليمان : و ده من امتى الكلام ده .. انتى ايه اللى حصل لك
تالا : اللى حصللى انى اتعلمت من القلم اللى اخدته من مدكور بسبب انى استهنت بيه فمش عاوزة اكرر نفس الغلطة من تانى
سليمان : و ايه كمان
تالا بامتعاض : و كمان .. زيد مختلف
سليمان : و ايه اللى خلاه مختلف بقى
تالا بهيام : شاب ، وسيم ، چانتى ، چنتل مان ، تحسه كده عامل زى ابطال الروايات
سليمان بسخرية : عاجبك للدرجة دى
تالا : مش هنكر ، ثم زيد مش زى اى حد اتعاملنا معاه قبل كده
سليمان : ازاى يعنى
تالا : يعنى و لا عاوز يتجوزنى عرفى على مراته و عاوز يعيش له يومين فى السر زى اللى قبل ما مدكور ، و لا مستنينى اطلب منه حاجة و بيعد عليا انفاسى زى مدكور ، و كمان مش هنقدر ناخد منه اكتر من اللى هو عاوز يديهولنا ، ثم .. هو معجب بيا و طلب منى الجواز حتى و انا لسه على ذمة مدكور ، و اما عرف انى اتطلقت طار من الفرحة و قاللى انه هيعوضنا عن كل الخساير اللى اتعرضت لها انا و انت بسبب طلاقى من مدكور و جاب سيرة جوازنا من تانى
سليمان : انتى عاوزة ايه بالظبط .. فهميني
تالا : عاوزة اتجوز زيد جواز حقيقى .. انا زهقت ، عاوزة استقر بقى ، و زيد الوحيد اللى قابلته اللى يستاهل انى اعمل كده عشانه
سليمان : بس ده ما كانش اتفاقنا
تالا : يا دادى ارجوك افهمنى ، زيد هيعمل لنا كل اللى احنا عاوزينه من غير ما نحاول اننا نخطط له زى اللى قبل كده ، يبقى ليه نتعب نفسنا ، و بعدين ماتنساش ان زيد من أباطرة الس/لاح ، يعنى اللعب معاه مش سهل ابدا
سليمان : يعنى معجبة بيه و اللا خاېفة منه .. ماتفهمينى اللى فى دماغك بالظبط
تالا : الاتنين يا دادى .. الاتنين ، ثم انا ابتديت اكبر ، و اللى كان ينفع اعمله زمان مش هفضل طول عمرة اقدر اعمله
لتمر الايام سريعا حتى بقى على مناقشة رسالة الدكتوراة الخاصة برهف يوم واحد ، و قد مر على وصول هدى ثلاثة ايام ، و بقى وضع رهف مع مراد على ما هو عليه
اما رهف .. فكلما اقترب موعد المناقشة ، كلما زاد توترها و قلقها مع رفضها التام لمساعدة الدكتور فؤاد لها عندما اقترح عليها مراد ذلك ، و بررت رفضها بانها تريد الاستمتاع بنجاحها القائم على مجهودها الشخصى فقط
و كانت كعادتها تجلس بحديقة القصر و هى تراجع رسالتها و تعدل بعض اجزائها و هدى تجلس الى جوارها تشد من اذرها و تراقب ابنتها و هى تلهو من حولهم ، ليستمعون الى صوت من خلفهم يقول : وحشتونى كلكم
و صوت تميمة تقول بسعادة كبيرة : بابى .. وحشتنى
رهف بحمحمة : حمدالله على السلامة يا احمد ، مصر كلها نورت بوجودك
احمد بابتسامة عريضة : انا من يوم ما سافرت بعد فرحكم و انا عاوز اجى اخد هدى ، بس قلت اما انزل احضر المناقشة بتاعتك ابقى اخدهم و اسافر
رهف بسعادة : يعنى انت جاى تحضر المناقشة معانا
احمد : مش ده كان اتفاقنا من الاول ، انى لازم احضر المناقشة و اكون اول واحد اباركلك عليها
رهف بامتنان : انا متشكرة اوى يا احمد ، من يوم ما دخلت وسطنا و انت حقيقى نعم الاخ ليا .. ربنا مايحرمنيش منك و لا من هدى ابدا
تميمة بمشاغبة : و لا منى انا كمان يا رهف
لتنحنى عليها رهف مقبلة اياها بحب قائلة : و لا منك يا قلب رهف
كان مراد كعادته مؤخرا يجلس بغرفة المكتب يراجع بعض الاوراق بصحبة انور ، و حين سمعا الجلبة من خلفهما بالحديقة وقفا يراقبان كل ما حدث لينتاب مراد بعض الضيق من حوار رهف مع احمد ، و عندما لاحظ انور الامتعاض الظاهر على ملامحه قال : مالك
مراد : شايف بتتعامل ازاى مع احمد ، دى ما بتتكلمش معايا كلمتين على بعض
أنور : احمد سايب شغله و حاله و محتاله و جاى من بلاد الغربة عشان يبقى معاها و هى بتناقش رسالتها ، و كمان سايب مراته اللى بيدوب فيها معاها بقاله حوالى تلت شهور ، مش عاوزها تشكره و لا تتكلم معاه بالشكل ده ، ثم انا كل شوية اقول لك اهتم .. و انت واقف محلك سر
مراد بدفاع : ماهو على يدك اللى بعمله
انور : ايوة .. بس عمليا .. هى لسه ماشافتش منك اى حاجة تدل على اهتمامك ده
مراد : بس انا حاولت كتير اقرب منها و اساعدها و هى دايما بترفض
انور : حاول تصبر عليها نص الصبر اللى صبرته عليك كل السنين اللى فاتت
مراد : عموما لما ارجع من السفر ربنا يسهل
انور : قولتلها انك مسافر
مراد : لا لسه
انور : و ناوى تقول لها امتى و اللا هتسافر من غير ما تقوللها
مراد و هو يتجه ناحية الباب : تعالى نسلم على احمد على ما اشوف
ليتجها الى الخارج .. ليجدا ان الجميع قد دلفوا الى الداخل و جلسوا يتسامرون ليأتى عليهم مراد قائلا بترحيب : حمدالله على السلامه يا ابو حميد .. ايه المفاجأة الهايلة دى
ليتبادلا الاحضان و التحية ، ثم يأتي دور انور الذى قال بمرح : عود احمد يا عم احمد
احمد : وحشتونى يا جدعان
انور : قطعت الغربة و سنينها
احمد : ااه و الله .. ياللا الحمدلله
مراد : ما انت اللى تاعب نفسك ، ياما اتحايلت عليك انا و عمى انك تستقر هنا و تشتغل معانا
احمد : سيبها على الله يا عم مراد .. المهم قولولى انتم عاملين ايه ، و اخبار عمى مدكور ايه.. هو فين اومال
مراد : عمى فى القاهرة و هيوصل على بكرة ان شاء الله
احمد : كويس .. ادينا نتجمع مع بعض كلنا
مراد و هو يراقب رهف بجانب عينيه : للاسف انا اللى هتحرم منكم كلكم
احمد : و ليه بقى يا عمنا
مراد : الحقيقة انت لحقتنى قبل ما اسافر
احمد : مسافر فين
مراد : القاهرة .. الشغل محتاجنى هناك
هدى پصدمة : هو ده وقته يا مراد
مراد : مانتو عارفين يا جماعة .. الشغل مابيستناش حد
هدى و هى تنتقل بعينيها مابين مراد و رهف بضيق : ممكن يعنى يتأجل يومين اتنين مش هيحصل حاجة
لينهض مراد و هو يقول : اليومين دول ممكن يفتحوا شركة و يقفلوها يا هدى .. ها .. محتاجين منى حاجة قبل ما اتوكل على الله
هدى باستياء : هترجع امتى
مراد بمرح و هو يشير الى انور : اكيد قبل فرح اخينا ده ، ماينفعش ما احضرش الفرح
كانت رهف طوال الوقت ترسم ابتسامة على وجهها ، و لكنها كانت تقطر بداخلها بالمرارة و السخرية ، و عندما وجه اليها مراد الحديث و قال لها : هتحتاجى منى حاجة قبل ما اسافر يا رهف
قالت باقتطاب : شكرا
ليتركهم مراد متجها الى الاعلى و هو يقول : يادوب هطلع اغير هدومى و اجهز .. بعد اذنكم
و بعد ان تركهم و انصرف ظل احمد و انور يتحدثان عن الزفاف المنتظر بينما انتقلت هدى الى المقعد المجاور لرهف و همست لها قائلة بتعاطف : انا مش عاوزاكى تضايقى ابدا
رهف : و انا ايه اللى هيضايقنى
هدى بتردد : يعنى .. عشان مراد هيسافر و يسيبك فى الوقت ده ، و مش هيحضر المناقشة معانا
رهف بسخرية و الحزن يطل من عينيها بوضوح تحاول مداراته : و من امتى انا كنت على قايمة اهتماماته من الاساس يا هدى .. صدقينى .. خلاص مابقتش فارقة
هدى : طب انا هسيبك خمسة عشان اطلع اوضب اوضتى بسرعة قبل ما احمد يحب يطلع يستريح ، و روحى انتى كملى مذاكرة عشان ماتضيعيش وقت
كان مراد قد اوشك على الانتهاء من ارتداء ملابسه حين سمع طرقا على الباب فقال : ثانية واحدة
و بعد ان انتهى ذهب ليفتح الباب ليجد هدى تدخل مندفعة الى الداخل و تغلق الباب خلفها و معالم الڠضب ترتسم على وجهها بشدة ليقول بقلق : فى ايه مالك .. حصل حاجة و اللا ايه
هدى بغيظ : عاوز يحصل ايه اكتر من كده يعنى انا مش فاهمة
مراد : ماتتكلمى على طول يابنتى مالك
هدى بعتاب حاد : ماهو بصراحة كده ماتزعلش منى اللى انت بتعمله ده ما فيهوش اى مراعاة لشعور البنى الادمة اللى على ذمتك
ليلتفت مراد عنها و يقول و هو يصفف شعره بالمرآة : نفسى مرة اعمل حاجة من غير ماحد فيكم ينتقدنى
هدى بامتعاض : مش لما تبقى تعمل حاجة صح من اصله ، يعنى انت تيجى لحد اسيوط و تقعد هنا كل ده ، و تيجى وقت معاد المناقشة و تسيبها و تسافر
مراد : و انا يعنى وجودى فارق معاها فى ايه انا مش فاهم ، بنت عمك اصلا مابقيتش تطيق تبص فى وشى ، و على طول قاعدة بعيد عنى و متجنباتى ، و كانت الاول عاملة تيمو حجتها عشان كل واحد فينا يبقى فى اوضة ، و لما انتى جيتى بقت تطلع من العشا و تقفل اوضتها على نفسها عشان تقطع عليا اى تواصل ممكن يبقى بينى و بينها
هدى : ماتنساش ان انت اللى عملت كده من الاول
مراد : انا ما عملتش حاجة غلط ، انا كل اهتمامى بشغلى و بشغلى و بس ، لا روحت بصيت برة و لا عملت علاقة مع اى واحدة تانية ، و رغم ذلك انا حاولت يا هدى و لسه بحاول ، لكن فى حاجات رهف بتعملها معناها انها خلاص مابقيتش عاوزانى ، انا سايبها بمزاجى و مش عاوز اضغط عليها و على اعصابها عشان الرسالة بتاعتها ، لكن اكيد مش هسكت اكتر من كده ، و انتى بدل ما تيجى تهاجمينى بالشكل ده خليكى حيادية على الاقل عشان تفهمى ان لو انا غلطت قبل كده من غير ما اخد بالى ، فغلطات رهف دلوقتى كترت اوى و زيادة عن اللزوم ، و لو كنت عاذرها دلوقتى فمش هعذرها بعد كده
ثم تقدم منها و قبل رأسها قائلا بجمود : اشوف وشك بخير و طبعا لو احتاجتم اى حاجة كلمينى
ثم تركها و ذهب و هى تقف مذهولة من حديثه و لا تدرى كيف استطاع ان يعكس الاحداث بتلك البراعة المتناهية
اما فى القاهرة .. فقد كانت تالا هى المدعوة الرئيسية و الوحيدة فى احتفال فاخر اقامه لها زيد بمناسبة انفصالها عن مدكور ، و كانا يجلسان بشرفة احد الفنادق الفاخرة فى معزل عن الجميع حين قبل زيد يديها قائلا بسعادة : لو قعدت اوصف لك من هنا لبكرة انا مبسوط اد ايه انك بقيتى حرة مش هقدر برضة اوصل لك احساسى بدقة
تالا : و يا ترى ايه سبب فرحتك دى كلها
زيد : انى هقدر اخدك ليا و ليا انا و بس ، انتى ماتعرفيش انا اول ما عينى وفعت عليكى حصللى ايه
تالا من تحت اهدابها : عندى استعداد اسمع
زيد ببحة رجولية رائعة : اول مرة عينى تقع على ست و ما اقدرش اشيل عينى عنها بسهولة .. وقت ما عينى وفعت عليكى ، حسيت انك خطفتيني
تعرفى كمان انى انبسطت ان مدكور رفض انه يشترك فى المشروع بتاعى ، و ان سليمان بية هو اللى هيبقى معايا فيه لوحده
تالا باستغراب : ليه بقى
زيد : لانى ماكنتش هقدر ابدا انى اشوفه معاكى و هو بيتعامل معاكى قدامى على انك ملكه
تالا بغرور : بس انا عمرى ما كنت ملك حد
زيد بتملك : هتبقى ملكى .. ملك زيد السليمى
ثم اقترب منها هامسا : و يوم ما ده يحصل هخليكى ملكة متوجة على عرش قلبى
تالا بفضول : و اشمعنى انا اللى هتعمل معاها كده
زيد و هو يشير على صدره : لان انتى الوحيدة اللى قدرتى تشغلى ده ، قلبى ده … عمره ما عرف الحب قبل ما يشوفك
تالا باستغراب : بسرعة كده
زيد : مش فى اغنية بتقول من نظرة عين ، اهو انا حبيتك من نظرة عين
تالا و هى تردد الكلمة بذهول : حبيتنى
زيد بتأكيد : عشقتك .. مش حبيتك و بس
ليصيب تالا بعض التيه و هى تفكر فى كلمات زيد الذى لاحظ شرودها ففرقع باصابعه امام عينيها و ما ان انتبهت إليه قال : اوعى تسرحى طول مانتى معايا ، عاوزك طول الوقت معايا لوحدى بكل كيانك
تالا بذهول : ازاى بتقول ان عمرك ماحبيت و بتعرف تقول كل الكلام الحلو ده
زيد : لان مش انا اللى بكلمك يا حبيبتى ، ده قلبى
تالا : حبيبتك
زيد : حبيبتى و عمرى كله اللى جاى .. تعرفى
تالا : هااا
زيد : من يوم ما ابتديت اشتغل ، و انا حاطط فى بالى ان هييجى عليا يوم و اتجوز و يبقى عندى ولاد ، و كانت كل ما الفكرة تيجى على بالى .. كنت اشتغل اكتر و اكتر ، عشان كنت واخد قرار انى يوم ما اتجوز لازم اتجوز اللى ټخطف قلبى ، و لازم ابقى مستعد انى اتفرغ لها عمرى اللى باقى
تالا : مش فاهمة
زيد : اقصد انى تعبت اوى فى حياتى على ما قدرت انى اكون المليارات اللى عندى دى كلها عشان لما اتجوز الانسانة اللى تشغل قلبى هعتزل كل حاجة و اعيش معاها فى سلام
تالا : تقصد انك هتبطل شغل بعد ما نتجوز
زيد : مش كل الشغل .. لكن الس/لاح بالذات لازم ابطله
تالا : غريبة ، رغم ان معلوماتى بتقول ان تجارة الس/لاح اساس معظم ثروتك
زيد : حقيقى و عشان كده قررت ان كده كفاية
تالا : اشمعنى
زيد : عاوز مراتى و ولادى يعيشوا فى امان ، مانتى فاهمة ان مخاطرها كتير ، كنت فاكر انك فاهمة ده من نفسك بما انك مع سليمان بية خطوة بخطوة
تالا : حقيقى ، انا مع دادى فى كل تفصيله ، لكن لحد دلوقتى ماشفتش حاجة اقلق منها
زيد : و لا حتى البوليس
تالا : لا طبعا .. اكيد البوليس بيبقى ليه احتياطات خاصة
زيد بمرح : احتياطات زى ايه بقى .. احكيلى يمكن منكم نستفيد
تالا : اكيد اول حاجة عملناها كانت اختيارنا للناس اللى بتشتغل معانا ، ناس مصحصحة .. عندها خبرة فى كيفية التعامل على الحدود ، و الاهم كان الغطا المناسب للشغل ده و طبعا شغلنا مع مدكور كان الغطا ده ، سمعته نفعتنا كتير فى انها تبعد عننا العيون
زيد : بس ده مش كفاية ابدا انهم يحموكم
تالا : الاهم من كل ده .. ان عندنا التاس اللى على استعداد كامل انها تشيل الليلة لو حصل أى حاجة
زيد : مش فاهم
تالا : فى ناس بتشتغل معانا و هى عارفة ان لو فى اى وقت البوليس وصل لاى حاجة هيعترفوا ان هم اللى ورا كل حاجة و اننا بعيد عن كل ده
زيد : و الناس دى ايه اللى يجبرها تروح للاعدا//م برجليها
تالا : الفلوس
زيد : و هيعملوا ايه بالفلوس و هم ميتين
تالا : هيأمنوا مستقبل أولادهم اللى احنا هنتكفل بيه بالكامل
زيد : و ده حصل قبل كده
تالا : مرة واحدة من حوالى عشر شهور .. و كانت شحنة صغيرة جدا حرس الحدود قدر يظبطها اثناء نقلها ، و واحد منهم شالها
زيد : اعتقد انى سمعت عن الشحنة دى ، مش دى اللى اتحكم فيها على المتهم بخمسة و عشرين سنة
تالا : ايوة هو
زيد : و دفعتوله كتير على كده
تالا : سبعة مليون جنية راحت يوم الحكم لولاده ، ده غير مرتب شهرى لسه شغال لحد النهاردة
زيد بابتسامة : كنت فاكر دادى هو اللى بيقوم بالتفاصيل الصغيرة دى لوحده ، و كنت فاكرك قطة سيامى ، ماكنتش اعرف انك قطة شرسة بالشكل ده
تالا بدلال : و يا ترى دى حاجة كويسة و اللا حاجة وحشة
زيد : احلى حاجة فى الدنيا كلها
تالا : اقول لك على سر
زيد : و سرك فى بير
تالا : انا اول مرة احس انى مبسوطة كده ، احساس عمرى ما جربته
ليقبل زيد يديها قائلا : اوعدك طول مانتى معايا هتجربى حاجات كتير ماعيشتيهاش قبل كده
………..
فى قصر العزيزى .. كان وقت آذان الفجر .. و قد استيقظت رهف من نومها و هى تشعر بالغثيان ، فجلست فى فراشها لدقائق قليلة و هى تحاول ان تتماسك ، و لكنها ما لبثت ان اسرعت للمرحاض لتفرغ ما بمعدتها ، لتعود لغرفتها بعد ان غسلت وجهها و توضأت و وقفت لتؤدى فرضها و بعد ان أتمت صلاتها رفعت يديها للدعاء قائلة بخشوع : ربى انت تعلم ما بنفسى و لا اعلم ما بنفسك فاصلح لى نفسى بما ترى انه خير لى ، ربى اصلح لى شأنى كله و لا تكلنى الى نفسى طرفة عين ، ربى الهمنى فعل الخير
ثم دمعت عيناها فقالت برجاء : يارب .. انت عالم بحالى و غنى عن سؤالى ، يارب اقف جنبى النهاردة .. قوينى يارب ، عاوزة اناقش الرسالة و انا واقفة على رجلى و اشوف نتيجة تعبى اللى معظم اللى حواليا مش شايفينه و لا حاسين بيه .. ساعدنى يارب
و بعد ان انتهت من دعائها نهضت و جلست الى حاسوبها حتى كانت الثامنة فقامت بتغيير ملابسها و اصطحبت كتبها و اوراقها و اتجهت الى الاسفل لتجد ان الجميع بانتظارها و كانت زينب اول من استقبلها باسفل الدرج قائلة : صباح الخير يا بنتى
رهف : صباح الخير يا دادة
زينب : ماحدش طلعلك اهو و لا نده عليكى زى ما طلبتى ، بس انا محضرالك حاجة خفيفة تاكليها
رهف بامتعاض : لا و التبى يا دادة بلاش عشان خاطرى ، انا لسه مرجعة اول ما فتحت عينى الفجر
زينب بحزم : ده مالوش علاقة بدة ، ما يتفعش تروحى تقفى تناقشى رسالتك ساعتين تلاتة من غير فطار.. اسمعى الكلام و ماتتعيبينيش معاكى
لتتقدم منهم امينة قائلة و هى تسحب رهف بروية : ياللا يا حبيبتى اسمعى كلام ماما و تعالى كلى سندوتش و اشربى كوبابة عصير ، و انا واخدالك معايا سندوتش و عصير تانى عشان لو فرهدتى فى النص
هدى : شريفة و رقية و بثينة و سميحة سبقونا على الجامعة و بيقولوا لك انهم مستنيبن نجاحك بفارغ الصبر
رهف بقلق : ان شاء الله ، هو بابا خرج
لتسمع صوت مدكور من خلفها قائلا : صباح الخير يا رهف
لتلتفت اليه قائلة : صباح الخير يا بابا
مدكور : مستعدة
امينة : ايوة يا عمى ان شاء الله مستعدة ، بس تاكل السندوتش ده مع العصير و نمشى على طول
وبعد ان تناولت رهف فطورها وقفت بين يدا زينب التى كانت ترقيها و تحصنها ببعض آيات الذكر الحكيم و تدعو لها ثم قالت لها : انتى تعبتى و عملتى كل اللى كنتى بتقدرى عليه ، و خلاص النهاردة اخر سلمة .. خطيها بكل قوتك ، خلاص كلها كام ساعة و هتبقى الدكتورة رهف العزيزى
لتقبلها رهف بامتنان قائلة : ادعيلى يا دادة
زينب بحب : ربنا يا بنتى يوفقك و يلهمك الصواب
لتلتفت رهف الى الجميع قائلة : ياللا بينا
الفصل الحادى و العشرون
كانت القاعة الكبرى بالجامعة تضج بالتصفيق والتهليل و الصفير الذى اطلقه احمد و انور بهجة بنيل رهف لشهادة الدكتوراة مع مرتبة الشرف
و كانت زينب تطلق الزغاريد بهجة و احتفالا برهف التى ارتمت باحضان مدكور و وجهها تغسله الدموع فقال مدكور و هو يربت على ظهرها بحنان لم تذقه رهف الا نادرا مبروك يارهف .. مبروك عليكى يا حبيبتى امك الله يرحمها اكيد حاسة بيكى و بنجاحك النهاردة و فرحانة و فخورة بيكى .. بطلى عياط بقى غلط كده على اللى فى بطنك
لترفع عينيها الى ابيها بذهول اخرس فأومأ برأسه قائلا رغم انى كنت اتمنى ان انتى اللى تيجى تفرحينى بخبر زى كده .. بس مش وقته لينا كلام كتير مع بعض بعدين احتفلى دلوقتى بنجاحك و افرحى و نبقى نتحاسب بعدين
كانت رهف برغم خجلها و رهبتها من ڠضب ابيها بسبب عدم ابلاغه بحملها الا انها احست براحة تملأ جنبات روحها بعد ان علمت بأنه كعادته يقف على كل مجريات الامور فما كان منها الا ان مسحت عبراتها المنسابة على وجنتيها و اومأت رأسها اليه بالموافقة
و ما كادت ان تخرج من احضانه الا و سمعت صوت شريفة تقول برقة كل يوم بيعدى على معرفتى بيكى بزعل اكتر انى ما عرفتكيش من زمان .. الف مبروك يا رهف .. حقيقى تستحقيها
رهف بامتنان انا متشكرة اوى و مبسوطة جدا انكم كنتم كلكم حواليا النهاردة
جاسر الف مبروك يا دكتورة
رهف بخجل الله يبارك فى حضرتك .. شكرا
مؤمن الف مبروك .. تستحقيها
رهف ميرسى
فؤاد انا حقيقى استمتعت جدا النهاردة بالمناقشة رجعتينى لسنين الجامعة و جمالها من تانى
رهف ده شرف عظيم ليا يا دكتور فؤاد .. متشكرة جدا
سميحة مبروك يا رهف اخيرا شلتنا بقى فيها حد مثقف
رقية بمرح حقيقى يا رهف احنا محتاجين نظهر معاكى الفترة الجاية كتير عشان الناس تعرف اننا مثقفين
بثينة ضاحكة احنا خلاص هنأسس جمعية خيرية و لازما و لابد رهف تبقى عضوة فيها .. انا عارفة اننا كده داخلين على طمع بس ده خلاص بقى امر واقع
رهف بامتنان اد ايه انتو جمال انا بجد ممنونة لكم كلكم
لتلتفت رهف على صوت هدى و هى تصيح قائلة انتى يا ست رهف تعالى عشان تيمو تعرف تباركلك
لتذهب اليها رهف ضاحكة و هى ترى معالم الامتعاض على وجه تميمة و هى تضم كتفيها بكلتا يديها و تنظر اليها شذرا فتنحنى عليها رهف مقبلة اياها بمرح قائلة الف مبروك يا تيمو
تميمة باعتراض المفروض انا اللى اقول لك مبروك بس انتى حواليكى زحمة كتير اوى و كانوا هيدوسونى
رهف ضاحكة يدوسوكى مرة واحدة .. يا خبر ابيض حقك عليا ادينى اهو جيتلك بنفسى باركيلى بقى
رهف بحب عقبال ما اشوفك انتى كمان دكتورة يا روحى
ثم التفتت رهف حولها و هى تبحث بعينيها بين المتواجدين حتى وقعت عيناها على زينب و امينة فذهبت اليهم من فورها و القت بنفسها بين احضان زينب التى لم تجف دموعها و قد تحشرج صوتها نتيجة اطلاقها الكثير من الزغاريد و قالت لها بفرحة اخدت الدكتوراة خلاص يا دادة الحمدلله كل نجاحى ده .. يرجعلك انتى الفضل فيه
امينة و هى تقدم كوب من العصير لرهف ياللا يا حبيبتى اشربى العصير ده زمان ريقك نشف من كتر الكلام اللى اتكلمتيه ده
رهف لو قولتلك انى حاسة انى اكنى واكلة ديك رومى بحاله و شاربة لتر عصير لوحدى مش هتصدقينى
امينة بمرح و لا اكنى سمعتك .. اشربى العصير ياللا كده زى الشاطرة و ماتخلينيش اناهد كتير عشان انا ذات نفسى فرهدت من كتر الكلام اللى انتى اتكلمتيه ده انتى طلعتى رغاية اوى على فكرة و انا ما كنتش واخدة بالى
رهف ضاحكة طب خليه لما نروح عشان ما اتعبش و انا راكبة العربية و احس انى عاوزة ارجع تانى
زينب فى دى عندها حق يا امينة .. خلاص ماتغصبيش عليها و سيبيها براحتها و ياللا بينا بقى و اللا ايه
رهف هروح اسلم على الناس بس و اشكرهم و نمشى على طول
و قبل ان تذهب سمعت امينة تقول ايه ده .. مش هولاكو اللى واقف هناك ده مع جوز شريفة و جوز رقية
رهف بغير تصديق بس انا ماشفتوش غير دلوقتى
لتشير هدى بعينيها الى مكان ما بالزاوية البعيدة و تقول كان قاعد فى الزاوية اللى هناك دى و لما احمد لمحه و حاول يندهله يقعد جنبنا شاور له انه حابب المكان ده اكتر
لتومئ رهف رأسها بتنهيدة عميقة و قالت ماتفرقش يا هدى .. صدقينى ماعادتش تفرق
لتذهب لتحيى الجميع مرة اخرى قبل ان تستأذنهم فى الانصراف و تهمس لابيها قائلة هستأذن حضرتك اروح فى عربية انور مع دادة و امينة
مدكور بدهشة طب و ليه ما جوزك موجود و انا كمان موجود و هدى و احمد
رهف معلش عشان خاطرى .. محتاجة دادة اوى
مدكور خلاص يا حبيبتى اللى يريحك و كده كده هنتجمع كلنا فى الاخر مع بعض
لتذهب رهف من توها الى سيارة انور بصحبة أمينة و زينب دون الالتفات الى مراد الذى كان يقف و هو يرسم ابتسامة عريضة على وجهه و هو يحاول ان يوارى بها غضبه الكامن بصدره
و ما ان وصل الجميع الى قصر العزيزى و ترجلوا من السيارات و توجهوا الى داخل القصر الا و تفاجئوا جميعا بعدد ليس بالقليل ابدا من الافراد بجيئون و يذهبون بحركة نشيطة و هم يحملون الكثير من الأشياء التى لم يتبينوا ماهيتها ليقول مدكور بذهول هو ايه الناس دى و يطلعوا مين و بيعملوا ايه هنا
مراد بصوت عالى حتى يتأكد من ان حديثه وصل الى مسامع رهف دول عشان الحفلة اللى انا عاملها الليلة دى على شرف رهف و الدكتوراة
مدكور بدهشة ماقلتش يعنى انك عامل حفلة ده انا كنت لسه بفكر اقول لكم نعمل حفلة هنا و اللا فى القاهرة
مراد و هو يثبت نظره على رهف لا ما انا قلت اعملهالكم كلكم مفاجأة
لترتسم سعادة واسعة على عينا رهف و لكنها تماسكت و اتجهت الى الاعلى و هى تقول انا هطلع