رواية جديدة وشيقة يحيي وهشام
بان هناك لغز ما يسيطر على الموقف..وحل هذا اللغز عند اثنين فقط ..رحمة وآمال..والآن أضيف لهم الحاج صالح..ليقول صالح بثبات
إحنا لازم نتأكد..
إتسعت عينا آمال قائلة بدهشة
إنت بتقول إيه ياحاج
قال صالح بحزم
اللى سمعتيه ياحاجة.
قالت آمال
بس...
قاطعتها رحمة وهي تقول بثبات
وأنا مستعدة أروح معاكم بنفسى عشان تتأكدوا.
قال يحيي بحدة
إلتفتت إليه قائلة بحزن
لأ تعبت..تعبت ظلم ولازم أرتاح بقى..وإنت مش هتمنعنى.
كاد ان يتحدث لتقاطعه وهي تضع يدها على فمه قائلة
مش هقولك عشان خاطرى..بس عشان خاطر راوية وهاشم..سيبنى اروح معاهم وأوعدك إنى هرجع عشان...
لتصمت لثانية وقد كانت أن تقول عشانكلتستطرد وهي تصححها قائلة
عشان هاشم.
حاج صالح.
إلتفت إليه صالح ليستطرد يحيي قائلا
مراتى ترجعلى زي ما خرجت من بيتى..لو إتمس شعرة واحدة منها مش هيكفينى قصادها عيلة الشناوي كلهم..مفهوم
بعد وقت قليل...
دلفت رحمة إلى السيارة بعد ان انهوا مهمتهم بنجاح وظهرت برائتها لتدحض كل شكوكهم تماما.. جلست إلى جوار الحاجة آمال التى رفعت يدها ووضعتها على كتف رحمة لتضمها إلى جانبها وتربت عليها بحنان..شعرت رحمة بحنانها وتعاطفها معها لأول مرة منذ أن عرفتهم رحمة كأقارب لأبيها..لتسقط دمعة من عيني رحمة أسرعت تمسحها ..وهي تتمنى من كل قلبها الآن أن تكون أمام يحيي ل وتبكى لتشعر بالراحة بعد طول عناء..حانت من الحاج صالح الذى يجلس بجوار السائق إلتفاتة إلى رحمة القابعة فى حضڼ آمال بضعف..ليلوم حاله على التشكيك بكلماتها وإخضاعها لتلك التجربة البغيضة..ولكن ما باليد حيلة فمن بثت السمۏم فى عروقه هي بنت رباب..من كان يعتقد أنها أكثر نساء عائلة الشناوي عقلا كأمها تماما..و التى كان يستطيع الوثوق بها كلية..ليتضح أنه على خطأ..وأن كل ما فى الأمر ..هي غيرة..غيرة نسائية بغيضة من جانبها ..ولكنها رغم قباحتها إلا أنها أرجعت إليه إبنة ناجح من جديد..أرجعتها إلى عائلتها بعد وقت طويل قاست فيه ظلمهم وتجاهلهم ونكرانهم ..ولكن آن الأوان لكي تعود لأحضانهم من جديد وينقشع ضباب الظلم عن سماء المظلوم.
نزلت رحمة من السيارة لتنزل خلفها آمال..كاد الحاج صالح أن يسبقهما حين نادته رحمة بضعف قائلة
حاج صالح.
توقف صالح وهو يلتفت إليها قائلا بحنو
نعم يابنتى.
أطرقت برأسها فى خجل قائلة بهمس
أومأ برأسه قائلا
فاهمك
يابنتى.
ليستطرد قائلا بإعجاب
يحيي راجل من ضهر راجل ويستاهل واحدة زيك يارحمة يازينة بنات عيلة الشناوي كلها.
رفعت رأسها إليه تغشى عيونها الدموع بسرعة..فلقد قال الحاج صالح جملته الأخيرة بفخر جعل دقات قلبها تتقافز فرحا ..فأخيرا إعترفت بها العائلة كإبنة لها ..فقط تمنت لو جدها هاشم كان هنا الآن ليدرك بدوره كم ظلمها ويعترف بها أخيرا كحفيدته..أفاقت على ربتة يد صالح على كتفها قائلا
يابنتى..ربنا يوفق بين قلوبكم ويسعدكم.
قالت الحاجة آمال
آمين ياحاج.
بينما أومأت رحمة برأسها وقلبها يؤمن على دعوته ..ليمشوا سويا متجهين إلى منزل عائلة الشناوي..ويدلفوه......سويا.
قال يحيي بحنق غاضب
يعنى إيه عربيتهم إختفت ..فهمنىإحنا مشغلين معانا حمير
ليرفع عيونه إلى السماء قائلا فى مرارة
إرحمنى يارب..رحمة لوحدها مع الحاج صالح والحاجة آمال ..والله أعلم ودوها فين..ولا عملوا فيها إيه..وانا واقف هنا متكتف مش عارف مراتى فينوجرالها إيه
جلس مطرقا برأسه وهو يضعها بين يديه..يتهدل كتفاه فى صورة واضحة عن ضعفه وقلة حيلته ..يراه مراد لأول مرة بتلك الحالة ليدرك عمق مشاعره تجاه رحمة ويقرر نهائيا نسيان ذلك العشق..ووأده فى قلبه ..حتى إن كان الثمن إبتعاده عن أخيه ...تماما.
فى تلك اللحظة دلف الحاج صالح وإلى جواره الحاجة آمال ورحمة ليقف يحيي على الفور يتفحصها بعينيه..إبتداءا من ضعفها الواضح.. و شحوب وجهها..إلى رعشة جسدها الواضحة.. ليسرع إليها بينما كانت تبحث عنه بعينيها حتى وجدته متجها إليهاا..تركت نفسها ټغرق فى ذلك الظلام الذى أحاطها..والذى قاومته كثيرا حتى وجدت نفسها فى أمان