رواية رائعة بقلم سهام العدل
ليه
نهضت واقفة وأجابته بخجل كنت بتفرج على التلفزيون والنوم غلبني
أومأ بهدوء وقال طب اطلعي نامي لأن الوقت اتأخر
ابتلعت ريقها بتوتر وسألته طب محتاج حاجة مني قبل ماانام
أجابها متشكر.
هزت له رأسها واتجهت ناحية السلم ولكن قبل أن تصعد التفتت له تقول بخفوت نسيت أشكر حضرتك ع اللي عملته معايا النهاردة
تعجب فسألها هو أنا عملت إيه
رفع حاجبه بإستنكار واقترب عدة خطوات منها وسألها بإستنكار وأنتي شايفة نفسك خدامة ياغصون
تفاجأت بسؤاله فتملكها التوتر وتلعثمت في ردها أصل.. أصل.. ماهو ماهو
قاطعها قائلا ماهو إيه ياغصون أيوة أنتي هنا عشان الأولاد بس مش شغالة وانا عرفتك ده من البداية وقولت لياسمين اني ممكن اجيب ست تعمل شغل البيت وانتي يقتصر عملك على الولاد بس اظن انك رفضتي ده وحبيتي انتي تهتمي بأكلهم واحتياجاتهم حصل
استكمل قائلا بحدة اللي حصل النهاردة من أمي مزعلنيش غير منك لأنك إنسانة ضعيفة سلبية ومحتاجة شوية جرأة وقوة تواجهي بيهم الناس والمجتمع وللأسف انتي بتفتقدي ده ياغصون وبصراحة بدأت أخاف ينعكس ده على الأولاد وعلى شخصيتهم بما أنك أقرب شخص لهم حاليا
شعرت بالحرج من كلامه وأخفضت بصرها ولكنها مدركة ذلك جيدا فهو محق هي افتقدت القدرة على مواجهة المجتمع منذ أن كانت طفلة كانت تخشي مواجهته وبأي حق تواجه تلك المنبوذة منه تلك التي خرجت له كالنبتة الشيطانية بدون جذور كيف لها أن تستقوي وتتكئ وهي دون ظهر.
تجاهد أن تغفو بعد ذلك اليوم الشاق الطويل الملئ بالأحداث قلبها ېحترق لفرقتها عن أختها بعد سنوات عمرها الثانية والعشرين التي جمعتها في حلوها ومرها ولكنها تتمنى لها السعادة وان تهنأ بأيام جميلة مع زوجهاولكن لقائها بغصون هو ما أسعدها فكم تمنت أن تلتقيها ثانية وهاهي الأقدار قد لعبتها جيدا تلك المرة وجمعتهم ثانية فغصون بالنسبة لها ذكرى أمها التي دائما ما أوصتهما عليها وغير ذلك فغصون جميلة في كل شئتملك قلبا من ذهب لذا فهي تستحق سعادة الدنيا بأكملها وقررت من الغد أن تتحدث معها وتعرف ظروف حياتها وإن كانت تحتاج لأي مساعدة فقد تيسر معها الحال وأصبحت تعمل في مجال الرسم وتجلب الكثير من المال عند تذكر الرسم نهضت تجلس مبتسمة على تلك الملامح السمراء الخشنة التي أثارت بداخلها مشاعر كانت تخشي كثيرا أن تخرج من قلبها فهي تعلم جيدآ أن ليس لها الحق كغيرها من الفتيات في ذلك ولكنها ستكتفي بتلك الذكرى الجميلة التي فازت بها الليلة ذكرى ذلك الشاب الذي أظهر إعجابه الشديد بها دون خجل ونظرات الحب الذي كانت في عينيه مازالت تأسر قلبها قلبها الذي تتزايد دقاته كلما تذكرت ذلك فهي في أمس الحاجة لقلب محب من رجل يحتويها ويشاركها الحياة بعدما رفقتها الوحدة وحكمت عليها الحياة بها.
ثم الصورة التي كانت تهم فيها مغادرة كتب تحتها لا تتركيني وترحلي فأنا لن أعيش بمفردي بعد أن وجدتك ياأنيسة وحدتي
اما تلك الصورة التي كانت تحاول أن تخبئ وجهها حتى لايستطيع التقاط الصورة لها كتب تحتها لا تخفي وجهك عني فالشمس تشرق من عيناكي
ظلت تتمعن