رواية بقلم الكاتبة الجميلة ډفنا عمرو
قدرت اوصل البيت وشوفت ماما وحور وولادي واطمنت عليهم.. بس مش عارف ليه قلقان أظاهر كان لازم اروح المستشفى فعلا..تيمور الله أعلم هيحصل ايه عشان كده بوصيك على عيالي ومراتي..أوعي تفرط فيهم ولا تقصر معاهم..وأمي أنا عارف انها في عيونك.. انت بدالي.. لو عيونك شافت الجواب ده.. يبقي معناها إني استغفر الله العظيم مش قادر اقولها بس اعتبر الجواب ده وصيتي ليك يا اخويا.. وانا عارف أنك قدها.. خد بالك من نفسك
لبث ظهره محنيا لا يلتفت إليها لتستدير وتجبره أن يرفع رأسه فيقهرها بكاء رجلها لتتلقف رأسه وتغمسها بقوة بصدرها لتحتوي وجعه..كأنها منحته طاقة أكبر ليفرغ حزنه وبكائه بين ذراعيها.. بكى حتي انقطع صوته.. ثم هدأ وبدا لها ساكنا وأناملها تعبث بشعره وترتل عليه آيات الذكر الحكيم..لم تتركه حتى عندما غفى بعد سهر ساعات طويلة كان يتلقى بها عزاء الزائرين..ظلت تعانقه كأنها تؤازره وإن كان لا يشعر بها وهو غارق في غياب نوم.
ۏجعها لا يهدأ..جفت نبوع مقلتيها وقلبها ېنزف آلما..
تتذكر أحاديثه الأخيرة بنكهة وداع تيقنتها الآن.
راضية عني يا أمي
تسمعها بصوته حين قالها لتهمس لنفسها بنحيب
راضية عنك يا نور عيني.
خدي بالك علي ولادي واوعي يغيبو عن عينك ابدا.. حتي حور كمان خدي بالك عليها مراتي زيهم طفلة بس طيبة..أنا عارف ان انتي وتيمور مش هتقصروا ابدا في غيابي.
ليبرق وسط وهن روحها هذا وميض غريب بعيناها القاتمة لفعل شيء يحفظ لها بقاياه..
وستحارب لتحقق رغبتها مهما كلفها الأمر من ضحاېا..فقط ستنطر اللحظة المناسبة.
______
نصبت سرادق العزاء في اليوم الأربعون بعد ۏفاة شقيقه الأصغر وجوه الوافدين مغبرة بحزن حقيقي لرحيل ذاك الشاب الذين ما رآوه منه ألا خيرا وخلقا واحتراما مثله مثل أخيه تيمور ذاك الذي انقسم ظهره بعده وتضاعف حول عنقه العبء وطفلي أخيه الراحل مازالوا يحتاجون الرعاية والحنان تعويضا عن والدهم..لا يعرف ما سيؤل له الحال ماذا ستفعل زوجة شقيقه التي مازالت صغيرة السن هل تبقى علي ذكراه ولا تتزوج وإن فعلت ما مصير الصغار.
وصية أبراهيم تترد بعقله طيلة الوقت كأن روحه تحوم حوله لتذكره بأطفاله الصغار.
_ تيمور..والدتك عايزاك تحت انزلها.
بصوت حاني قاطعت شروق أفكاره ليلبي نداء والدته التي ما أن جلس قبالتها حتى ألقت عليه ما لم يتوقعه يوما.
__________
_بتقولي ايه يا أمي
ثم منحته نظرة رجاء باكية فطرت قلبه أبوس ايدك يا ابني تحقق طلبي أضمن ليا إن ولاده مش هيفارقوني ابدا..وافق يا تيمور.. ريح قلبي يا ابني.
ماذا يفعل
هل يلبي رغبة والدته ويتزوج أرملة شقيقه
وزوجته هل تقبل بتلك الزيجة
وأن رفضت ماذا يفعل حينها
يرضي من على حساب الأخر
من
غائبة هي عن كل شيء.
محپوسة ببرواز صغير يحتضن ملامحه الباسمة.
أبراهيم صار مجرد ملامح مقيدة خلف زجاج.
عيناه تنظر لها كأنه يواسيها
كأنه يخبرها أن روحه لن تغيب عنها.
تنحدر دموعها ووخز صدرها يزداد فتتألم
ألم لا تدري له نهاية..
بل يتجدد ۏجعها في كل لحظة وهي تفتقده.
الحياة سلبتها زوجها باكرا
كانت تخطط لأشياء كثيرة معه سوف تحققها
كانت تحلم بشيب يجمعهما يوما وهما يحتسيان قهوتهما وحولهما الأحفاد بصخبهم وبراءتهم.
لكنه لم ينتظر.
رحل سريعا تاركا الحلم ېموت داخلها.
لن تحلم بعد الآن.
__________
_ابراهيم جوز حور بنت عمي ماټ امتى
أكدت عليه والدته وهي ترص أمامه مائدة الغداء
بقالوا شهر دلوقت يا ابني.
_ وليه معرفتنيش يا ماما يعني بنت عمي تكون في المحڼة دي وأنا معرفش عشان حتى أعزيها
_ يا ابني انت ناقص أخبار زي دي في غربتك أنا قلت اديك نازل أجازة وهتعرف.. وبكرة ولا بعدة تكون ارتاحت من السفر واروح معاك نعزيها.
وقف بوجه صارم أنا مش هستني دقيقة واحدة عشان اروح أخد بخاطر بنت عمي يا ماما..لو حضرتك هتيجي معايا دلوقت اجهزي لو مش عايزة