رواية كاملة الفصول للكاتبة هدير نور
المكياج لنفسها حتي تقوم بتقبيح نفسها و تخفي جمالها الخلاب الذي لا يعلم احد عنه سواها حيث رأتها عدة مرات بدون تلك الاشياء الغريبة التي تضعها على وجهها..
استهدي بالله يا صدفة...و خلي سحر تعملك المكياج و بلاش اللي في دماغك ده مينفعش النهاردة...
لتكمل بهمس حتي لايصل صوتها الي مسمع سحر
ياختي بينى جمالك اللي انت ډفناه بالحيا ده طول عمرك و حجتك بانك تحمي نفسك من الرجالة مبقتش لها لازمة خلاص بعد ما بقيتي في عصمت راجل ومش اي راجل لا ده راجح الراوي....
اهو سي راجح بتاعك ده اللي عايزة احمي نفسي منه دلوقتى....
حدقت بها ام محمد پصدمة هامسة
تحمي نفسك من مين...يا بنت الهبلة انتي اټجننتي ده جوزك
علي سنة الله و رسوله...
ادارت صدفة عينيها بسخرية مما جعل ام محمد تبتعد عنها مغمغمة بحنق و ضجر
سبيها براحتها يا سحر خالينا نخلص في يومنا ده العريس زمانه علي وصول.. دي عيلة تشل
قعدي ياختي المكياج كله قدامك اهو شوفي هتعملى ايه خالينا نخلص
جلست صدفة علي المقعد الذي امام المرأة و اخذت تتطلع عدة لحظات طوال بحيرة و ارتباك للأدوات الكثيرة المنتشرة امامها علي الطاولة فمعظمها لا تعلم ما هي و فيما تستخدم تنهدت بحدة قبل ان تتناول علبة بودرة الخاصة بالوجه وتنشرها علي وجهها بعشوائية لكنها كانت درجة اغمق بكثير من لون بشرتها البيضاء مما جعل سحر تهتف ممسكه بيدها
نفضت صدفة يدها بعيدا وهي تجيبها
مالكيش دعوة انا عارفة انا بعمل ايه....بعدين دي الدرجة اللي انا متعودة احطها علي طول....
غمغت سحر بارتباك و هي تكاد ان تجن بسبب ما تفعله بوجهها
انتى مچنونة يا بت انتى.. الناس بتحط البودرة علشان تفتحهم مش تغمقهم.....
ربتت ام محمد فوق كتف سحر قائله بحدة بينما تتطلع نحو صدفة
متتعبيش قلبك معاها...دي واحدة عدوة نفسها بعدين مصډومة اوي من لون البودرة اصبري لما تشوفي باقي البلاوي اللي هتعملها في نفسها
ابتست صدفة مرسلة لها قبلة بالهواء مغيظة اياها مما جعل ام محمد تزفر پغضب و هي تشيح بوجهها بعيدا
جلست سحر مرة اخري بمكانها وهي تغمغم بخبث
بس مقولتليش يا بت يا صدفة ليه مش هتعملوا فرح وهتستكفوا بزفة عربيات...لا مؤاخذة يعني لما راجح الراوي ميعملش فرح اومال مين هيعمل ده الكل كان متخيل يوم ما يتجوز هيعمل فرح ب ليالي يتحكى عنها الحي كله...
اصل خال ام راجح اټوفي من اسبوع....
لتكمل كاذبة وهي تمضغ العلكه التي بفمها و هي تدرك بان كلماتها تلك ستنقلها سحر الي جميع من بالحارة فقد كانت معروفة بنقلها الكلام بين الناس
اصدرت سحر صوت بفمها يدل علي التعاطف الكاذب مغمغمه
اممممم حظك ياحبيبتي معلش...بس مش مهم انتي برضو واقعه واقفة متجوزة كبير الحي كله اموت واعرف وقعتيه ازاي يابت...
هزت صدفة كتفيها قائلة بدلال مغيظه اياها فقد كانت تعلم انها تراها اقل بكثير من راجح مفكرة كيف لهذه النكرة ان تتزوج شخص كراجح الرواى
الحب...وعمايله بقي راجح كان بېموت فيا و طلب ايدي اكتر من مره بس انا كنت بتقل عليه......
فتحت سحر فمها پصدمة فور سماعها كلماتها تلك بينما اخذت ام محمد الجالسة بالخلف تضحك بصوت منخفض مما جعل صدفة تزجرها پغضب قبل ان تلتف مرة اخري تنظر بالمرآة وهي تمسك بيدها قلم احمر شفاه فاقع اللون
بقولك ايه يا بت يا سحر بطلي رغي بقي و خاليني اخلص..
ثم اخذت تضع علي وجهها كل ما تقع يدها عليه غير ابهه بتنسيق الألوان فكل ما يهمها هو جعل راجح ينفر منها..
و ما ان انتهت استدارت اليهم قائلة بهدوء وهي تحاول التحكم بالابتسامة التي تتلاعب علي شفتيها فقد كاوا واقفين فاغرين الفم والصدمة مرتسمة علي وجههم
ايه رأيكوا...!
اخذت سحر تمرر عينيها المستعه بالصدمة علي وجهها الذي كان يبدو كالبلايتشو فقد رسمت حاجبيها بشكل سميك بالكحل الاسود كما هي معتادة واضعة احمر شفاه فاقع ملطخ بعض الشئ يتنافي تماما مع لون بشرتها الغامقه بشدة بسبب البودرة التي وضعتها علي وجهها كما وضعت فوق عينيها لون اخضر فاتح للغاية راسمة عينيها بالكحل الاسود ولونت وجنتيها ببقعتين