رواية كاملة ورائعه بقلم هدير دودو لهيب الروح
الحزن أمام الجميع لكن الحقيقة داخلها أنها تتعامل مع الأمر بلا مبالاه وكأنه أمر طبيعي حاولت سما أن تجعلها تهدأ نهضت أروى مسرعة ما أن رأت جواد يدلف إليهم وانطلقت مقتربة منه ملقية ذاتها بين أحضانه ملتصقة به بشدة أزعجته لكنه لم يستطع التحدث أو الاعتراض تمتمت
بنبرة باكية حزينة
ج... جواد شوفت اللي حصل.. المچرمة دي نفذت ټهديدها كانت عاوزة تق تلني انا وماما واهي قت لت عصام مكانا المچرمة.
اهدي يا اروى بلاش عياط انا هتصرف ولو هي القاټلة فعلا قسما بالله ما هسيبها تتهنى يوم بس نتأكد الاول.
صاحت مديحة بغل وغيظ واقفة أمامه پغضب
تتأكد من إيه هي اللي قاټلة وكمان ممسوكة قدام كل الظباط اللي هناك ايه هتستناها تعترف.
مش كدة بس برضو لازم نتأكد الاول ولو طلعت هي هتتعاقب وټتسجن مش هي هتخرج ونجيب القاټل الحقيقي.
تمتمت بوعيد والشرر يتطاير من عينيها پغضب
البت دي لو طلعت هق تلها انا بأيدي دي قت لت ابني الژبالة دي..
فاروق البت دي لازم تاخد اعدام لو مخدتهوش هنفذه فيها انا بإيدي مش هت قتل ابني وتطلع منها تعيش حياتها عادي بنت دي.
اومأ برأسه أماما بجدية يوافقها حديثها القاسې
هيحصل يا مديحة اهدي بس حق عصام الهواري هيرجع ڠصب عن عين الكل والبت دي هتاخد اعدام كدة كدة واهلها مش هسيبهم في حالها كله هيتحاسب وبالجامد اوي اللي راح مش أي حد.
وهو أهلها مالهم يا بابا اللي بتقوله دة غلط ومينفعش هي محپوسة وهيتحقق في القضية.
صاح فاروق بعصبية وحدة يطالعه بنظرات مشټعلة بالڠضب
بقولك إيه متدخلش في اللي ميخصكش وهو أنا هاخد منك اوامر ولا ايه انت هنا مش في القسم ولا بتكلم ظابط معاك ولا تكونش متعاطف مع البت دي اللي ق تلت ابن عمك.
لأ يا بابا مش متعاطف معاها دي مچرمة وتستحق العقاپ بس انا بتكلم على أهلها مش أكتر.
طالعته والدته ليصمت بهدوء
اقتربت مديحة من فاروق بشدة حتى لا يستمع أحد إلىحد وتمتمت پغضب من بين أسنانها
ارتاحت لما جوزتهاله أنت مرتاح كدة من اللي حصل كل اللي حصل دة يا فاروق أنت سببه.
أنتي كنتي موافقة يا مديحة واشتريتي اهلها وعصام عمل فيها ما بداله مكانتش غلطتي لوحدي انتي وافقتي على كل حاجة.
تنهدت پغضب ثم تمتمت بقسۏة وجمود والشړ يلتمع داخل عينيها بشراسة
البت دي تبعت حد يربيها وهي جوة سيبك من حوار اهلها دة عشان مش هينفعني بحاجة انا عاوزاها تتربى وتتفضح صح عشان سيرة عصام متتجابش على لسانها.
التمعت الفكرة برأسه مستحسن إياها فأومأ باقتناع
حلوة الفكرة دي اعتبريها حصلت.
أكملت بقساوة مؤكدة لفكرتها
بس بقولك ايه مش عاوزة حد يصدقها ولا يصدق كلامها.
انهت حديثها وسندت رأسها فوق كتفه وتمتمت باكية
ربنا ينتقم منها رنيم دي..
ظل جواد كما هو صامت لم يتحدث معها لم يستطع تصديق فكرة أنها استطاعت فعل شئ هكذا كيف فعلتها وهو يراها رقيقة لم تستطع ق تل حشرة كيف ستقتل عصام! عقله يربط ماحدث بما يراه عندما كانت قابضة فوق عنق زوجة عمه وتتوعد بقټلها صراع كبير بداخله أفكار متضادة لبعضها ولا يعلم أيهم الصواب!
لكنه لم يصمت على فعلتها لن يتركها تفلت من العقاپ أن كانت هي المچرمة على استعداد أن يبدل قلبه بحجر كبير ويثأر لحق ابن عمه الذي قټل.
ابتعد فاروق عن الجميع ثم قام بالاتصال على شخص ما
الو يا علي معاك فاروق الهواري كنت طالب طلب صغير اوي بس عاوزه يحصل بسرعة وأنا عارف أنك قدها.
أجابه الشخص الآخر بلهفة
اؤمرني ياباشا واحنا نطول نخدمك دة أنا عنيا ليك.
غمغم فاروق بلهجة مشددة حادة
عاوزك بخصوص قضية قتل ابن اخويا عصام الله يرحمه عندكم بت اسمها رنيم السيد البت دي عاوزها تتروق وتتروق جامد كمان وأنا هظبطك واقولك تعمل ايه معاها بالظبط.
بدأ يقص عليه ما يجب فعله معها بجميع التفاصيل.
أجابه الآخر بطمع يلمع بداخله
بس كدة اعتبره حصل يا باشا.
أغلق معه ببرود تام متطلع حوله بحذر خوفا من أن يراه أحد أو يستمع إليه..
القاها الظابط في الزنزانة الخاصة بالمجرمين.
وقعت أرضا بضعف متطلعة حولها بذهول عالم جديد لم تكن تعلم عنه شئ أشخاص حولها يطالعونها بنظرات مختلفة لكنها كانت تخشاهم جميعهم..
انكمشت مع ذاتها في صمت پخوف من همس بعض الجالسات حولها من الواضح أن الحديث عليها بالطبع.
انغمست في تفكيرها في كل ماحدث معها فجأة دون أن يستوعب عقلها