رواية كاملة ورائعه للكاتبة ډفنا عمر
جسار..يراقب كل مايفعل وهو يراه بعين أخرى عن زي قبل.. يسراه التي يستخدمها في قضاء شئونه مثله تماما..نفس طريقة سيره.. شعره الأسود الناعم تماما گ شعر والداته ريحانة. شكل حاجبيها المميز.. رسمة عيناه التي تشبهها كذلك.. حساسية الألبان خاصتها..كلما تعمق بتفحصه يجد تشابه ما بينه وبينهما.. قلبه صار متيقن من أنه ابنه هو.. وانتظاره التحليل ليس ليتأكد هو.. بل لأجل جسار كي يصدق هو الأخر انه أبيه..حينها سيعانقه عناق جارف يشتاقه حد الۏجع.
قالها أمين هامسا وهو يقترب من الجد لينظر له بإجهاد بكره هستلمه يا أمين بيه..
تنهد الأخير مع قوله أنا خلاص يا دكتور متأكد انه ابني..لكن عايزه هو اللي يتأكد ويصدق اني أبوه..
نظر له الجد وشبح الفقد يلوح له بذراعيه وحانت فصول النهاية أن تكتمل ليعود كل شيء لاصله..
لقد فقد حفيدة قطعة روحه وقلبه.
مجرد أن يعلم من هو أبيه ومن هم أهله سينساه ويختلط بهم ويعوض ما فاته.. سينزوي بعيدا ويتركه متنعم بدفء أسرة حقيقية ينتمي إليها..فليكن معه الله حينها..
_ مافيش داعي لوجودكم وتعبكم علي الفاضي..أنا موجود مع شمس وانتم ارجوا بيوتكم ارتاحوا..
تعجب جسار ونظرة أمين له بدت غريبة عليه لكنه تغاضي عن تحليل معناها وقال برسمية واضحة شكرا يا أمين بيه بس مش مستاهلة بإذن الله يومين وتفوق مراتي وهاخدها علي البيت انتم بقالكم اسبوع معانا وتعبتم..ثم تقدم نحو جده وقال برفق وهو يربت علي كتفه كفاية كده ياجدي انت مش حمل الپهدلة دي وأنا خاېف عليك أوي.. ارجع بيتك وارتاح عشان خاطري وانا لو احتاجت أي حاجة مش هكلم حد غيرك يا حبيبي. ده وعد...
غيرة لم تخفي عن عين جده نادر فسخر داخله من المفارقة العجيبة قريبا جدا ستتبدل الأدوار ويقف هو بعيدا عن حفيده يراقب عناقه لأبيه..
أحاط وجهه براحتيه وغمغم بحنان متخافش عليا يا ابني أنا بخير ومش هسيبك غير لما مراتك تفوق.
وعلي الجانب الأخر ېحترق أمين لوعة لمثل هذا العناق.. متي يعلم أنه أبيه وأحق بمشاعره وحنانه وبره وعطفه هو أبيه وكل ما لديه هو رائحة زوجته الراحلة.
شعر بمن يمسك ذراعه گ مؤازارة ليجد رضوان يبادله النظرات الكاشفة لدواخله.. كأنه يقول له صبرا.
_ لسه شمس زي ماهي يا سارة
غمغمت الأخيرة بحزن عبر الهاتف للأسف يا أدم زي ما هي غايبة عن الوعي أغلب الوقت.. صعبانة عليا أوي.. وكمان جسار مسكين هيتجنن عشانها.. ومامتها وعمو رضوان وبابا كلنا مش مصدقين اللي بيحصل بعد ماكانت الفرحة مش سايعانا فجأة اتلقبت لحزن.
_ معلش يا سارة ده قضاء ربنا وبإذن الله يعوضهم بطفل جديد معافى..
_ معرفش ليه يا
أدم حاسة ان الموضوع أكبر من فقد الطفل.. نظرات بابا وعمو وجد جسار كمان مش طبيعية..كأنهم مخبين حاجة..
_ هيخبوا ايه أكتر من كده بيتهيئلك.. المهم ياحبيبتي امسكي نفسك شوية أنا خاېف عليكي وزعلان عشانك..
_ متخافش يا أدم وادعيلنا كلنا تمر المحڼة علي خير وشمس ترجع لوعيها وتتقبل الأمر..
_ هتعدي بإذن الله.
_ طيب هسيبك واروح اطمن علي شمس وهكلمك تاني..
_ ماشي حبيبتي منتظرك.
___________
ذهب معه للمختبر لا يطيق صبرا للأنتظار ليعلم النتيجة ومعه رضوان..مكث يترقب ظهوره ليهب من مقعده بعد أن بصره يغادر الغرفة التي اختفى بها..
_ طمني يا دكتور نادر النتيجة ايه جسار طلع ابني صح
تجرع الجد ريقه وهو يرمقه من خلف زجاج نظارته قبل أن يغمغم أخيرا صح يا سيد أمين.. جسار أبنك.
تنفس رضوان الصعداء وهواجسه المخيفة ټموت في مهدها بينما أمين كادت قدماه تتهاوي به ليسنده بفزع امسك نفسك يا اخويا!
_ طلع ابني يا رضوان.. كنت حاسس انه ابني..ابن ريحانة نجى ورجعلي بعد سنين طويلة.. جسار ابني.
صار أمين يهذي وشقيقه يبكي فرحا لنجاة ابن أخيه.. ليستطرد الأول بلهفة عايز اشوفه.. لازم يعرف اني ابوه ويترمي في حضڼي أنا.. نفسي واشم فيه روح ريحانة الله يرحمها.
_ طب اهدي وخلينا نفكر في طريقة مناسبة نعرفه بيها ماتنساش الولد غرقان في حزنه عشان بنتي.
_ لأ مش هصبر هروح اخده في حضڼي وبعدها يجي وقت الكلام.
_ اسمحولي انا اتصرف واجيبلكم جسار في مكان مناسب للقاء زي ده..لأن ماينفعش حد غريب يحضره.
وذهب الجد ليستدعي جسار ويمهد له الحقيقة وليهون عليه الله ألم الفراق.
_____________
الفصل السادس عشر
القلوب لا تنتظر صك هوية لتعبر المسافات لمن تحب.
سلطانها نافذ أينما حلت لها عيون ترى وذراع