قصة جميلة جدا كاملة الفصول بقلم الكاتبة سماح سماحه الجزء الأول
دا بيقول ايه.
حاوط حسان كتفها يربت عليه برفق.
أهدي بس يا ميسرة خلينا نفهم من الدكتور أيه اللي وصلها لكدا ونروح بيها لمين.
نظر له الطبيب وهز رأسه بحيرة.
أكيد اللي وصلها لدا تراكمات فضلت تداريها وتكتمها جواها لغاية ما حصل حاجة خلتها اڼفجرت وأنهارت وأعصابها ومستحملتهاش وعلى العموم الدكاترة النفسيين كتير والعلاج النفسي مهم وبقى متداول كتير جدا عن الأول والأهم أنها لازم تداوم عليه عشان متوصلش للمرحلة دي تاني.
وبعد يومان قضاهما هارون في عزلة عن الجميع حتى خالته قرر الخروج لمواصلة حياته ومتابعة عمله وأول شيء فعله هو قلب الطاولة على زاهر المهدي وكشف حقيقته الدنيئة وتقديم صور لمستندات وأوراق تدينه وتدخله السچن لأكثر من عشرين عام وكذلك كشف كل المتلاعبين داخل شركته وتقديمهم للعدالة حتى يأخذ الحق مجراه وفي غضون عدة أيام قليلة كان النائب العام يصدر قرارا بضبط وإحضار زاهر المهدي وأعوانه وإيداعهم السچن وبدأ التحقيق معهم لكن زاهر استطاع الهروب ولم تفلح محاولات الشرطة في القبض عليه وتم سحب المناقصة من شركته وأعطائها لمجموعة البنا للبناء والتعمير بأعتبارها صاحبت أقل سعر بعد شركة زاهر المهدي وبدأت الحياة عند هارون تأخذ مجراها الطبيعي مرة أخرى وصم أذنيه عن أي حديث عن طليقته الخائڼة من وجهة نظره ورفض مناقشة أي شيء يخصها حتى مع خالته.
السلام عليكم.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أزيك يا سدرة عاملة ايه .
لمعت عين سدرة بحزن وهى تسأله.
أكيد طبعا تعالي في أي وقت يناسبك.
أومأت سدرة برفق.
تمام انا جيالك دلوقتي.
وأنهت سدرة المكالمة وأخرجت ملابس لها من ملابسها القديمة تصلح للخروج وأرتدتها بعجالة وخرجت من المنزل قبل أن تلاحظ خالتها وتمنعها خوفا عليها أو تطلب مرافقتها وبعد أقل من ساعة كانت تقف إمام شقة في أحد الأبراج السكنية ودخلت من بابها المفتوح ووقفت أمام سيدة تجلس خلف مكتب صغير.
ممكن أقابل الدكتور عارف لو سمحتي.
أومأت لها السيدة بابتسامة عذبة.
تمام يا مدام سدرة الدكتور سايب ليا خبر أنك تدخلي له أول ما تيجي اتفضلي حضرتك عارفة المكتب.
اهلا يا سدرة كنت منتظر زيارتك من ساعة أخر مكالمة عشان أعرف عملت أيه مع جوزك.
جلست سدرة على المقعد أمام مكتبه وأنهارت في البكاء رغم تفاجئ الطبيب ببكائها الإ أنه تركها تبك لتخرج طاقتها وشحناتها السلبية كلها وظل صامتا حتى أنتهت وبدأت تسرد عليه ما حدث معها وحين أنتهت وقف ولف حول مكتبه وجلس على المقعد المقابل لها.
أومأت له بصمت فوقف الطبيب وأعطاها ظهره.
المشكلة دلوقتي أن جوزك معندوش ثقة فيك بسبب اللي حصل بينكم فطبيعي أن أول حد هيشك فيه هو أنت أنت حاولت كتير ترجعي الثقة دي بس كل مرة الظروف بتعاندك وبتكون أقوى منك.
رفعت سدرة رأسها ونظرت عليه.
انا خلاص مبقتش عايزاه ولا عايزة أشوفه حتى.
استدار الطبيب ينظر لها.
متأكدة.
أومأت له ببطئ.
أيوة متأكدة.
رفع الطبيب يديه ثم أنزلهما وجلس أمامها مرة أخرى.
كدا أنت معندكيش اي مشكلة لأنك لما جيتي ليا هنا كان هدفك اساعدك ترجعي ثقة جوزك فيك وحبه ليك وبما أن الموقف دا حصل ودمر كل محاولاتك لدرجة أنك فقدت الرغبة في الرجوع ليه فانا أحب أنصحك وأقولك أعملي استوب لكل حاجة وعيدي تقييم حياتك من تاني شوفي أنت عايزة تعملي أيه لسدرة يقويها وأعمليه وعيشي حياتك عشان تبني نفسك وترجعي ثقتك لروحك ساعتها كل اللي حواليك هيبدأو يثقوا فيك من تاني لما يشفوك ماشية على الطريق الصحيح عشان ترضي ربك ونفسك مش ترضي بشړ فاهمة.
ابتسامة بسيطة غلفت محياها وهى تومئ له.
فاهمة يا دكتور وانا حابة اشكر حضرتك على كلامك البسيط اللي بيخرجني من حالتي مهما كانت صعبة وعلى دعمك ومساعدتك ليا.
بادلها الطبيب الأبستامة بأخري عريضة.
دا وجبي أتجاه مرضايا وانا سعيد جدا أني