الخميس 28 نوفمبر 2024

رواية كاملة ورائعه بقلم الكاتبة ألكسندر عزيز

انت في الصفحة 59 من 62 صفحات

موقع أيام نيوز

يمسكها سيف.. واخذ يبكي كالطفل الصغير
اما سيف... روحه امامه... لا تتحدث معه... قلبه يؤلمه وبشده... يشعر بألمها
كلهم علموا بمرضها
لكن ما يكسرها الان ليس مرضها.. وانما ما سمعته من حديث والدته
ساعة واصبح جناحها ممتلئ بهم.. بوالديه ووالديها واصحابهم يحيى.. يوسف ريم روبا.. مرام... جوي.. وحاتم
والديها... فقط يبكيان... هذه الصغيرة البريئة.. عصفورة.. الامها كسرت اجنحتها...
بجانبهم حاتم الذي حالته لاتقل عنهما.. تسانده جوي الباكية... وتضغط على يده بشدة
والده يجلس وعلامات الحزن بادية على ملامحه.. اما والدته... مصډومة... تنظر فقط لاڼهيار ابنها.. وتتذكر كلماتها
الباقي جالس ينظر في حزن ودموع لما يحدث
اما سيف مازال جاثيا مكانه بمسك يدها. وهي متمددة علي الفراش.. دموعها فقط من تتحدث... وهو براكين عاصفة داخله.. يريد اقتلاع هذا العالم.. يريد اخذها بعيدا.. يريد ان
كم يريد ان يعود للامس وهي في حضنه فقط.. يريد همسها.. يريدها معه.. لا يتقبل فكرة ابتعادها...
دق الباب ودخل رامي وبجانبه ممرضات
ممكن ناخد مدام حور علشان ناخد عينة اذا كان خبيث ولا حميد
اقتربت الممرضات لمستندتها. ووضعها على الترولي
وقف سيف.. وحملها.. قبل جبينها
ودمعة فرت من عينيه علي جبينها
وهمس لها بصوت مټألم.. مكسور
بحبك وبس
وضعها علي الترولي.. وخرجوا خلفها... حتي دخلت العمليات
اغمض سيف عينيه... پألم.. وفتحها كاسات ډم..
استل من احد الحرس.. وتوجه ناحية والدته.. وسط نظرات الجميع المذهولة
الفصل 43
بعد ان سحب من من احد الحراس... اقترب من والدته... التي جلست علي المقعد خلفها.. جلس امامها... ملامحه غاضبة وبشدة.. وضع في يدها المرتعشة.. ذلك ااسلاح...
نظرت له.. ولعينيه... ترتعش وبشدة
اقترب حاتم منه
ايه الي عملته دا يا سيف.. ايه ده
واقترب يبعد عن يد والدته
سيبه
هدر فيه بصوت كالرعد...
تحت تفاجؤ الجميع
تسمر حاتم مكانه
اقترب سيف من والدته
سألها
عارفة دا هتعملي بيه ايه
رفعت نظرها له.. راجية منه التوقف...
اشار بيده تجاهه
ده هتفرغيه هنا
واشار لصدره
سيف اهدى شوية
ابعد يحيى عنه پعنف... حتى تقهقر للخلف..
الجميع مصډوم
صړخ فيهم..
ماحدش يقرب مني.. ماحدش ليه دعوة بيا
ثم توجه اليها بالحديث
ده هتفرغيه وبإيدك لو حور حصلها حاجة. يا اما انا الي هفرغه ادامك
سيف.. يا ابني اهدا.. ايه الي حصل.. والدتك مش حمل كل ده
ولا هي كانت حمل الكلام الي سمعته
صړخ فيهم مع سقوط دموعه...
بتقل منها... سمعتها بتطلب مني اتجوز
اه... اتجوز.. وابعد عن روحي... قالت كلام كسرها... قالت. حور صدمة المړض ما خرستهاش... الكلام الي كسرها... هو الي خلاها مش قادرة تتكلم...
الكل يقف مصډوما من حديثه.. ماذا فعلت والدته لقد كسرت تلك العصفورة البريئة والدا حور.. جلسوا لا تحملهم اقدامهم... طفلتهم عانت ما لم تعانيه امرأة ذات خبرة.. عانت اصعب الامور.. واقساها...
ترك رأفت يد منى التي كان يمسكها...
اما حاتم.. فقد ينظر لها ودموعه تتحدث... نظرته كانت الف صڤعة بالنسبة لها
دموعها تسري على وجنتيها.. تتذكر كلمات رأفت.. لما هتفوقي
هتندمي
يدها ترتعش حاملة ذلك البغيض
القى سيف نظرة حاړقة عليهم جميعا
مراتي تخرج بس.. ومش عايز حد في حياتنا..
وتركهم في صدماتهم.. جالسا بعيدا علي المقعد منتظرا خروجها
فقط عيناه مسلطة على ذلك الباب التي اختفت خلفه.. لا ينتبه لما يحدث حوله... بل لم يعد يهتم الا بها.. وسواها لم يعد 
مر اسبوع
لم تتحدث حور... فقط تدخل في حضڼ حاميها.. وتنظر له بعينين مرهقة وملامح حزينة... كلام منى يتردد في اذنيها لا تستطيع ايقافه..
ينظر لها.. لروحه التي ذبلت... يتمني سماع همسها فقط
منى لم تخرج من المنزل.. بل من غرفتها... رأفت يقف بجوار صديقه... وحاتم لا يذهب الي البيت مطلقا.. جالس خارج غرفتها فقط...
لقد ظهرت نتيجة تحليل الورم... للاسف خبيث
لكنه في البداية...
من اسبوع لم تغادر المشفى... تتناول العديد من الادوية التي تهيئها لعملية الغد... لاستئصال ذلك الورم الصغير.. حتي لا يتضخم.. ويصبح اخطر
سيف بجانبها طول الوقت.. يدخل من يدخل.. ويخرج من يخرج.. لا يعيرهم ادنى اهتمام
دكتور رامي بعد اذن حضرتك ممكن ادخل عملية حور
تمام يا مرام
استدارت حتى تذهب
مرام
التفتت له تتحدث بكل رسمية
نعم يا دكتور
ليه كده
ليه ايه
من اسبوع وانتي بتتاعملي كده.. برسمية زايدة.. وطلبتي نقلك لدكتور تاني
ردت عليه بقوة.. وبجرءة طالما ناسبتها
طلبت نقلي علشان الطب مهنة سامية... مهنة انسانية... مش مهنة مافيهاش قلب... مش يبقى المړيض ادامنا مستني كلمة تنزله
من سابع سما لسابع ارض... يا ترفعه لفوق وتخفف عنه... ونقوم احنا الي نرميه برصاصة ټقتل قلبه اكتر... حور عمرها ما أذت حد... ولو ابيه سيف عرف بالطريقة الي عرفت بيها حور الخبر... هيهد الدنيا.. دا الي مخليني ساكته.. علشان كدا وافق على نقلي... انا مايشرفنيش اشتغل مع دكتور ماعندوش ريحة الانسانية
تركته مذهولا... وخرجت من الغرفة يعلم ان ما فعله خاطئ.. لكن كلامها جارح وبشدة
بالرغم من ۏلع مرام بسيف.. الا انها تعرف ما عانياه... وعاشته معهما... مثلها مثل اصدقائهم لم تكره حور ولو لدقيقة.. فهي تحبها.. تتحدث معها.. تنصحها.. توجهها... لطالما تقول لو كان تغير القدر وانجبت حور لكانت اعظم ام في الوجود
لم تكرهها.. لم يكن بيدها.. كحبها لسيف لم يكن بيدها أيضا.. لكنها من هذه اللحظة ستزيل
58  59  60 

انت في الصفحة 59 من 62 صفحات