رواية كاملة ورائعه بقلم الكاتبة ألكسندر عزيز
حبه من قلبها.. لن تسمح لحبه بالتغلغل في حناياها اكثر من ذلك
اقتربت جوي من حاتم الجالس خارج غرفة حور... التي لم تطأ قدماه المنزل منذ اسبوع
چثت امامه.. تبكي
علشان خاطري.. تعالى معايا... تدخل تريح شوية.. بس شوية
جوي.. مش هينفع
وحياة جوي.. لا وحياة حور... ارتاح ساعة.. بقالك اسبوع كده... انا تعبت.. علشان خاطري.. صعب اشوفك كده.. صعب
ازال دموعها بلطف.. يحاول ان يتمالك اعصابه
همس لها جاهدا
حاضر.. حاضر يا جوي
ابتسمت وامسكت يده تشده ليسير معها ليرتاح بضع ساعات قليلة
جاهدت حتى تخرج صوتها
سي.. سيف
يا قلب سيف.. يا روح سيف.. يا عمر سيف
جاهدت لتجلس
ساعدها على الجلوس...
رفعت يدها.. وضعتها على وجنته.. تزيل دموعه
وحشني صوتك اويي
همس بتحشرج...
نزلت دموعه عليها
كفاية يا قلب سيف.. خليكي في حضڼي وبس..
خرجت من حضنه ودموعها تلطخ وجنتيها
ازالت دموعه بأصابعها
همست
اوعى ټعيط تاني.. اوعى... عيشني الليلة دي في الجنة يا سيف
مش هتقدري يا قلبي
همس.. مستندا بجبينه على جبينها.. واختلطت دموعه بدموعها
عاشان خاطري يا سيف.. لو دا اخر يوم ليا عايزة ابقى معاك
. دموعهم لم تتوقف للحظة... ارادا ان يختفيا عن هذا العالم... اراد تخبئتها داخله ارادته بكل جوارحها
هدأ تلك اللقاء العاصف وهدأت انفاسهم...
جالس يحتضنها
اوعي تفكري ان دي اخر مرة... لا.. حور بكرة هتخرجي لي... وسليمة.. لان دا لو ماحصلش..
صمت يسترد انفاسه وهو يبكي..كالطفل الذي فقد امه
صدقيني هحصلك... نفسي.. والله ماهستنى حاجة
حاتم.. ويحيى.. ويوسف.. يكلمون الحرس... يتصلون بسيف.. لكن لا يوجد رد
لا كده كتير.. هيكونوا فين
اهدا بس يا حاتم.. طالما سيف...
لم يكمل يحيى حديثه.. فوجدوا سيف يدخل من باب الحجرة.. حاملا حور في حضنه... وهي تتشبث فيه بشدة
حانت اللحظة الحاسمة
حملها.. حتى باب العمليات... ثم انزلها علي الترولي هناك
لم يحدثها منذ ان دخل الغرفة
لكن الان
هامسا
ارجعيلي
اغلق باب غرفة العمليات... بينما هو سقط أرضا.. يستند بظهره على
الحائط
والجميع يجلس علي المقاعد ينتظرون خروجها
خمس ساعات.. مرت عليه كخمس سنوات...
الفصل 44
فتح باب غرفة العمليات... هب الجميع واقفا
خرج رامي وخلفه مرام
وقف سيف...
عينيه تسأل.. وقلبه ينتظر الاجابة
اخيرا تحدث رامي
الحمدلله... قدرنا نشيله... وهتتحول حاليا للعناية وانشاء الله تبقى كويسة.. بعد اذنكم
بعد هذه الكلمات التي اثلجت صدورهم... فرح الجميع احتضنوا بعضهم.. حتى منى.. لقد علمت فداحة ما طلبته من ابنها... لقد طلبت سلبه روحه...
وياليت الجميع يعرف.. ان بهكذا طلب تسلبون روح الانثى.. وتدمروها... وتحولون انوثتها لاشلاء من الصعب ان تشفى...
اغمض سيف عينيه... وهدأت ملامحه المتشنجة.. لم يستطع احد الاقتراب منه...
مازالت مرام تقف.. مكانها.. تنظر له ولرد فعله.. لقد كان كالتائه.. الذي رد لامه
... لم يرها احد الى الان... ولم يصر احد خوفا من تسبب الضرر لهافقد يراقبوها من خلف الزجاج الشفاف.. وهي ممددة على السرير.. ومتصل بجسدها العديد من الاجهزة
يلا.. يلا كله هيمشي ويرتاح.. علشان لما تفوق بكرة.. تلاقينا كلنا جنبها...
ثم نظر ليحيى ويوسف الذين ساعدوا الكل في الذهاب
اقترب من ابنه الواقف من الصباح.. فقط ينظر إليها
وضع يده على كتفه
فأغمض عينيه تزامنا مع سقوط دموعه.. التي سالت كثيرا هذا الاسبوع..
سيف.. انا ربيت صح يا سيف... انت قوي... مش سيف الي يكلم امه كده..
وجد تشنج عضلاته اسفل يده
ايوة يا سيف... غارف انها غلطت.. بس دي امك وماتقدش تبعد عننا... ولا تبعد حور.. حور بنتنا.. زي ماهي بنت عادل وألفت امك غلطت لما فسرت نظراتك غلط الاسبوع ده امك حبست نفسها في اوضتها.. والكل بعد.. كله مشغول هنا.. هي ماخرجتش الا انهاردا.. على ميعاد العملية... حور ماحدش مايقدرش يحبها.. فوق يا حبيبي... خدت وقتك وحزنك... واديناك مساحتك. احترمناها.. بس دلوقتي.. خلاص حور هتبقى كويسة... ورب ضارة نافعة... ربنا كل شئ بيعمله ليه حكمة.. يمكن عمل كده علشان امك تتراجع عن تفكيرها.. علشان تشوف مقدار حبك ليها... علشان انت كمان تعرف قيمتها زيادة.. علشان هي تخرج من حزنها... وتعرف ان
الولاد مش كل حاجة يا ابني... كانت في ثانية ممكن دموعه
شكرا يا بابا
ابتسم لابنه
خليك بقى فضيت لك الجو انا
ابتسم على كلام والده..
ذهب يأتي له بكوب من القهوة
عندما عاد.. وجد مرام تجلس بجانبها..
يراها من خلف الزجاج
دلفت مرام. جلست بجانبها تمسك يدها
عارفة يا حور... اول مرة ډخلتي عندنا.. كان ابيه يحيى شايلك فيها.. وحطوكي علي الكنبه.. وقتها قربت منك... شفت ملامحك الي كانت رغم تعبك.. كانت حلوة اوييي. ومريحة... اتمنيت ابقى شبهك
ولما فتحتي عيونك. شفت لونهم.. وناديتي كلمة واحدة بس.. سيف.. وما قولتيش غيرها
اتمنيت اشوف الراجل الي ملاك زيك حبه
وعرفت حكايتك.. بس اول ماشفته.. ابتسمت للذكرى
كان مدشدش
وقتها ماحسيتش بحاجة ناحيته
بس مع الوقت.. لقيت نفسي بحبه... من حبه وعشقه ليكي... عارفة اني عمره ماهطوله... بس قلبي مش بإيدي... بس خلاص هبعد حبه عني...