الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية جديدة كاملة بقلم الكاتبة هدي زايد

انت في الصفحة 12 من 36 صفحات

موقع أيام نيوز

ها ك سر الباب
نفذت ما قاله لها و في اللحظة المناسبة انفتح الباب بقوة بعد أن ك سره زين جثا على ركبته و قال بقلق بادئ على ملامحه 
فيك حاجة 
رچلي واچعني جوي
بسط يده و قال بهدوء 
طب هات ايدك و اسندي عليا
ردت حسنة بتأفف من حديثه قائلة
بجل لك مجدراش اجف عليها تجولي اسندي علي !!
اتجه نحو ساقها بدأ برفع ذيل الفستان هدرت بصوتها قائلة 
إيه هاتعمل إيه أنت !
اجابها بهدوء
هاشوف رجلك جايز تكون لا قدر الله فيها ك سر
ربتت بيدها على كفه مانعة إياه قائلة بعصبية 
لا مافهاش أني

بس مجدراش ادوس عليه بعد يدك عني و لا لجيتها حچة
رد زين بهدوء قائلا
ياستي و الله العظيم ابدا بس كنت حابب اطمن عليك مش أكتر
تحاملت حسنة على نفسها لتقف ولكن كادت أن تسقط مرة أخرى لحق بها في آخر لحظة حذرها قائلا
خلي بالك الفستان طويل و أنت كل شوية هتقعي بالشكل دا 
مش ديه اختيارك ! 
ايوة اختياري بس بردو مافيش حد بيق لع فستان بالطول دا في الحمام
دفعته في كتفه و هي تبتعد عنه قائلة 
جصدك إيه 
رد بموضحا بنبرة صادقة 
مش قصدي حاجة أنت اللي فهمتي غلط عموما أنا ممكن افضل هنا لحد ما تغييري فستانك براحتك برا و بعدها ناديني 
فكرة زينة برضك خلاص چعمز اهني لحد ما انادم عليك 
حاضر
خرجت من المرحاض ثم التفتت بسرعة قائلة بتحذير 
اوعاك تبص كده و لا كده أني بجل لك اهو
ابتسم لها زين و قال ساخرا
لا مټخافيش مش هابص هاغض بصري
بعد مرور أكثر من نصف ساعة
عادت إلى المرحاض بعد أن نادته أكثر من مرة 
وجدته في سبات عميق متكوم حول نفسه إثر برودة المكان هزته في كتفه برفق قائلة بهدوء 
زين قوم يا زين أنا خلصت
استيقظ بصعوبة بالغة و هو يضيق حدقتاه 
نظر لها و قال بتساؤل 
عاملة إيه دلوقتي 
ردت بهلجة قاهرية قائلة بعتذار 
الحمد لله احسن أنا آسفة إني نيمتك هنا بس الفستان خد مني وقت شوية
و لا يهمك هو أنا اللي راح .....
أردف زين جملته ثم بترها ما إن وصل إلى مسامعه لكنتها القاهرية التي تبدلت في ثوان 
رفع بصره و قال بتساؤل
أنت بتتكلمي قاهري عادي اومال إيه حكاية الصعيدي دا !
ابتسمت و لأول مرة منذ بداية اليوم و قالت
أنا عشت طول عمري في القاهرة و جيت هنا من حاولي سنتين أو تلاتة جدي أمرني اتكلم صعيدي زيهم هنا عشان بيكره القاهرة و اللي منها
سألها بفضول قائلا 
ليه 
رفعت كتفيها و قالت بعدم معرفة 
مش عارفة و بصراحة ما يهمنش اعرف بس أنا اتكلمت كدا لأن عمر كان هو اللي بيعلم....
بترت حديثها من تلقاء نفسها ما إن وجدته تبدلت ملامحه في ثوان تنحنحت ثم قالت بعتذار قبل أن تغادر المرحاض بلكنة صعيدية 
أني آسفة مكانش جصدي تصبح على خير
عادت تتحدث الصعيدية لا تعرف إن كانت تتحدث بهذه اللكنة لأنها تذكرها بحبيبها أم لأنها اعتادت عليها غادر هو الآخر المرحاض دون أن يرد على اعتذرها بالقبول أو الرفض مدد جسده على الشرشف الموضوع أرضا لم يحصل على النوم سريعا كما توقع ظل يفكر في ما يحدث هل اخطأ من البداية أم أنه فعل الصواب بينما هي كانت تبك لا تعرف إن إثر آلم ساقها أم اختيارها الذي اوقعها في رجل طيب القلب.
رفع زين رأسه عن الوسادة ليعرف مصدر الصوت 
سألها بهدوء قائلا
حسنة أنت بټعيطي 
ردت حسنة بنبرة متحشرجة إثر بكائها و قالت
ايوه
اعتدل في جلسته ناظرا لها نظرة متعجبة قائلا
ليه مالك هي رجليك لسه بټوجعك !
أومأت برأسها علامة الإيجاب قائلة بمرارة
رچلي و جلبي و كل حاچة في و اچعني
صمت برهة و هو يطالعها بيأس ظنا منه أنها تتحدث عن حبيبها لكنها تابعت حديثها قائلة
اليوم اللي بتستناه كل بت في الدنيا و بتستنى تشوف فرحة أمها اني كنت بطولي يومها
وقف زين من على الأرض متجها نحو البراد الصغير الموضوع في أحد الاركان قام بفتحه ثم جذب قنينة الماء سألها و هو
يسير تجاهها قائلا
صحيح يا حسنة فين اهلك اقصد يعني ليك اخوات ماتك عايش و لاما ت...
ردت حسنة بحزن دفين و هي تتناول منه كأس المياه الباردة
أمي عايشة و أني أكبر اخواتي من أمي بس چدي منه لله حرمني منيها
اجهشت في البكاء ما إن تذكرت تفاصيل حياتها جلس على حافة الفراش مقابلتها ساعدها في ان تتجرع رشفات المياه بهدوء قائلا بهدوء 
اشربي و بلاش ټعيطي اهدي و احكي لي لو حابة
تناول منها كأس المياه وضعه جنبا عاد ببصره سريعا عندما بدأت سرد جميع تفاصيل حياتها منذ أن تزوج والدها بوالدتها بالقاهرة و حتى اليوم الذي وافقت فيه على الزواج منه لن ينكر حزنه الذي اعترى قلبه عندما ذكرت حكايتها مع عمر ناهيك عن الإبتسامة التي ارتسمت تلقائيا عند ذكر كل حدث يربطها به.
في شقة خالد الجديدة التي اتخذها عش الزوجية 
كان جالسا في الردهة حتى ساعات الليل المتأخرة 
قرر أن يلج و يتحدث معها بعد أن رتب كلماته و نسقها لخامس مرة على التوالي طرق الباب ثم ولج وجدها مازالت على هيئتها فستانها
مساحيق التجميل التي وضعتها و

لأول مرة في حياتها كل شئ كما هو .
سار بخطواته الهادئة جلس على حافة الفراش مقابلتها كانت تبتسم في وجهه في انتظار مباركته التي لم تحصل عليها حتى هذه اللحظة لكنه قرر أن يدلو بدلو من المياه شديدة البرودة فوق رأسها و هو يقول بأسف 
وچيدة أني مش جادر اجرب لك بحاول اتجبلك بس مش جادر اتخطى موضوع بتر رچليك ديه أنت مافيكش غلطة لكن سبحان الله موضوع رچليك ديه مخليني جافل منيك
نظر لها وحدها تحافظ على ثباتها الإنفعالي بشكل عجيب مازالت تحتفظ بإبتسامتها و هي تخبره بمرارة في حلقه محاولة السيطرة على حزنها و فرحتها التي دمر ها له 
و الله يا خالد أني اللي ما خابرة أنت چن س ملتك إيه !! ما هو ديه اللي جلته لك من زمان لكن أنت بعيد عنك بيمشي في عروجك مياه ساجعة و بعدين يعني أني ذنبي إيه دلوجه مافهماش عاوز تتطلجني يعني و لا إيه حكايتك !
سألها بنبرة مغتاظة قائلا 
أني مافهمش چايباه منين البرود اللي فيك ديه ! 
لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم أنت عاوز إيه أنت دلوجه في يومك اللي مش معدي ديه عاوزة انام اني بجوم بدري 
أنت دلوجه زعلانة مني 
لا 
ليه 
هو إيه اللي ليه هزعل منيك ليه ما أني كنت حاسة إن ديه ملعوب منيك بس لما چيتني و فضلت تلف ورايا كيف الحية جلت چايز يكون فعلا معچب ادي له يا بت فرصة
رد خالد بنبرة صادقة 
و الله العظم أني ما شايف فيك عيب واصل
تابع بخجل قائلا 
غير بس رچليك ديه صراحة ربنا ما عارف اشوفك كاملة
ردت وجيدة بمرارة قائلة و هي تقف عن حافة الفراش لتنزع وشاحها الأبيض 
الكامل لله وحده يا خالد و أنت مش غلطان الغلط غلط أني من الاول
استدارت بجسدها كله متسائلة بجدية 
جل لي يا خالد ناوي على إيه بالظبط !
صمت لبرهة بينما هي تابعت فك وشاحها الأبيض بعصبية مكتوم و يدها المرتجفة التي يراها واضحة وضوح الشمس لا يعرف ما الذي فعله بها أو بنفسه وقف عن حافة الفراش مد يده ليساعدها ابتعدت قليلا عنه ثم قالت بهدوء يستتر خلفه ڠضب شديد 
من فضلك يا خالد أني هعرف كيف اساعد حالي أني محتاچة منيك إجابة واحدة أنت دلوجة ناوي تعمل إيه !
رد متسائلا بهدوء 
اللي يرضيك ها عمله
حركت رأسها علامة الإيجاب قائلة بحدة و صرامة 
زين طالما چيت للي يرضيني يبجى اللي يرضيني هو إني مبجاش على ذمتك ليوم واحد بعد النهاردا
رد خالد بعصبية قائلا 
كيف ديه رايدة الناس تتحددت عليك اياك !
هدرت بصوتها قائلة بعصبية 
ملكش صالح أني متكفلة بحديت الناس و اعرف اتعامل معاهم زين جدام خيارين يا طلجني يا سيب لك الدنيا و ارحل و برضك هاتطلجني ها جلت إيه !
حجك علي يا بت الناس أني غلطان
تراجع خطواتين للخلف ثم قال بهدوء 
خلاص بعدت زين كده اهدي بجى عشان اعرف اتحدت وياك 
جول اللي عندك و خلصني 
مش طالب منك كاتير هو شهر استلم رئاسة الإدارة في شركة أبوي و بعدها كل و احد يروح لحاله زين كده 
أني قمان عندي شرط
رد خالد بحاجب مرفوع قائلا
أني فاكر أني جلت إنه طلب مش شرط !!
ابتسمت بتهكم و قالت 
أنت تطلب كيف ما تحب لكن أني اشرط عليك ديه حجي و ملكيش الرفض يعني من الآخر كده طلعت نزلت هاتوافج ڠصب عنيك
خير إيه هو الشرط ديه ! 
من هنا لحد الشهر ما يخلص ما لكيش عنيدي حاچة تعمل حاچتك كلتها بنفسك و تزيد عليهم قمان واكلك تعمله لحالك من الآخر كده كنك عايش في بيت أبوك 
في بيت ابوي كان في اللي بيخدمني 
يبجى تچيب اللي يخدمك أني مش خدامة حد أني ست أي دار تدخله چدي كان بيجل لي يا ست السرايا مش على آخر الزمن هايچي واحد كيفك يجل لي اغسلي و اطبخي 
ماشي يا وچيدة حاچة تاني 
ايوة الاوضة ديه اوضتي دلوجه تلم كل هدومك و أي حاچة تخصك و تنجلها على أي اوضة تعچبك و اعمل حسابك من دلوجه و لحد الشهر ما يخلص لا تسألني رايحة فين و لا بعمل إيه حتى السلام معاوزهاش منيك واصل 
وه !! و ديه تبجي عيشة ديه 
سميها كيف ما تحب أني مش همشي غير اللي جلته عچبك و لا لا 
عچبني يا وچيدة أني اجدر اجول غير كده
تابع بنبرة مغتاظة و هو يلملم متعلقاته قائلا 
هجول أيه ما أنت بت أبالسه !!
وصل لمسامعها سبابه لها و لعائلتها ردت بنبرة تحذيرية مبطنة يعرفها رجل يعلم ببواطن الأمور حين قالت 
چر شكلي عشان تاني اسلط اتباع چدي عليك و متنامش

الليل
رفع كفه و قال پخوف مصطنع قائلا 
لا و على إيه ربنا يچعل كلامنا خفيف عليكم
و على اتباعكم .
و هي دي كل حكايتي يا زين من طأطأ ل سلام عليكم لا كدبت في حاچة و لا خبيت عنيك حاچة واصل .
أردفت حسنة عبارتها و هي تنظر لزوجها الذي لا يعرف لأي شعور عليه أن يشعر به تجاهها شعر بغصة
مؤلمة في حلقه لقد ك سرت فرحته بهذه الحكاية يا ليتها لم تسرد و هو لم يسأل من البداية عجز لسانه بنطق كلمة بعد ختام حكايتها اكتفى بشبح إبتسامة حزينة على شفتاه كانت تنتظر منه أي ردة فعل على حديثها لكنه فاق كل توقعاتها تركها تمدد جسده على الفراش الوثير
11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 36 صفحات