رواية كاملة ورائعه بقلم الكاتبة سلوى عليبه
هعملكم اللى انتوا عايزينه وهقعد معاه بس مش هوافق ڠصب عنى تمام.
ارتدت ملابسها وذلك بعد أن أتى العريس بالخارج .خرجت إليهم وجلست معهم دون أن تنظر إلى أحد بعينه. حتى تحدث أبيها وقال أستاذ جلال يبقى محاسب فى الكويت انسان محترم وعلى خلق .نظر لوالدتها وقال يالا يا أم حسان نسيبهم مع بعض شوية.
خرج والديها وجلست هى برفقة جلال والذى كانت عيناه جريئة وبقوة .بدأ كلامه وقال إزيك يا مدام حنين ولا نقول حنين على طول.
أجابها بكبرياء عشان الخلفة هى كان عندها مشاكل فى الحمل وانا راجل عايز اولاد.
إبتسمت بسخرية وقالت وقلت تيجى لواحدة معاها أولاد عشان تكون متأكد من أنها تخلف.
أجابها بغرور لا طبعا وكمان احنا هنشوفهم كل زيارة فأكيد يعنى مش هعاملهم وحش .وأكيد واحنا نازلين من السفر هنجيب ليهم هدايا تعوضهم بعدك عنهم.
وقفت مرة واحدة وقالت أفندم انت مفكر اني ممكن أتخلى عن ولادي لأى سبب من الأسباب.
أنا كان ممكن اقولك حاضر وبعد كتب الكتاب اقولك اسف .بس ده شرطي أن الولاد يفضلوا هنا مع مامتك أو مع أهل أبوهم متفرقش .بس اللى عايز أقولهولك أن محدش هيوافق بيكي وهم معاكي.
نظرت إليه بقوة وقالت طب ياريت تتفضل من غير مطرود .واه طلبك مرفوض أسفه أنا مش هتجوز.
أجابته بغيظ الأستاذ عايزنى مكنة تفريخ عشان أجيبله عيال وعيالى أنا يروحوا فى داهيه. وقفت أمامه بقوة وقالت عايزنى ارميلكم ولادى ويبقوا طول عمرهم مكسورين للكل لا طبعا .ولادى هيفضلوا فى حضنى سامعين كلكم وجواز مش هتجوز وبقولهالكم والمرة دى أخر مرة فيه راجل غريب يدخل بيتى . أسفه يابابا أنا رافضة الجواز تمام .
دخل عليها باسم ليبتاع منها بعض الحلويات .كان معه نديم والذى خرج من السيارة
ليفرد جسده قليلا. وقعت عين نديم
تكلم باسم وقال لو سمحت فيه تورتاية عجبتنى وعايز أشتريها.
أشار باسم عليها ونديم لم تبرح عيناه النظر إليها ولا يعرف السبب.
أتت بها وغلفتها وحاسبته رغم اعتراض باسم على السعر والذي وجه الكلام لنديم وقال ماتخليك معايا فيه ايه
نظر إليه نديم بتيه وقال مالك
رد باسم عليه بسخرية مالي أنا برضه بقولك التورتاية التحفه دى ب ١٥٠جنيه بستخيل.
ابتلع نديم رمقه وقال بإعجاب واضح تحفففة بجد التورتاية دى طبعا مدوقناش الطعم بس الجواب باين من عنوانه.
أجابته حنين بعملية إن شاء الله الطعم هيعجبكوا ومش هيكون آخر تعامل مابينا.
أخذتهم حنين بحنان وهى تقبل رأسيهما وتقول مالكم فيه إيه يا حبايبي مين زعلكم.
بكت فريدة وهى تقول جدو مشى ونزلنا ليكي وقال روحوا لأمكم خليها تشبع بيكم.
اغتص حلق حنين من تصرفات والدها وكأنه يضغط عليها ولكن لن يحدث.
أما نديم فكأن قلبه طعن بخنجر . فهى متزوجة وعندها أطفال مثل الزهور.
نظرت فريدة لوالدتها فأومأت لها بأخذها وكذلك أخيها . شكرته حنين وقالت شكرا لحضرتك وربنا يباركلك فى أولادك.
لايعلم لم فى ذلك الوقت تمنى أن يكون عنده أسرة وأطفال مثل هؤلاء .فلم يرد عليها . أخرجه صوت باسم وهو يناديه من شروده فخرج معه دون إبداء أى كلام.
كان نديم صامتا يتذكر فقط هيئة وجهها ونبرة صوتها الرائعةولكنه عندما يتذكر أولادها ورغم وقوعه لهم إلا أنه يشعر بالألم . إندهش من حاله كثيرا فكيف له أن يقع لفتاة بتلك السرعة وهو المعروف عنه التأني بكل شئ يفعله.
نظر إليه باسم وقال مالك يانديم فيه إيه
أجابه نديم بهدوء مفيش حاجة .وصلنا ولا لسه
اه وصلنا خلاص ثم أشار باسم على مبنى مكون من خمس طوابق وقال اهي العمارة دى وفيها لسه شقتنا موجوده لغاية النهاردة .
أنتهت زيارتهم وقد شعر نديم بالألفة بين أولاد عمومة باسم خاصة أن أعمارهم متقاربة اتفقوا على التواصل دائما خاصة عندما علموا أن نديم وحيد وليس له أصحاب غير باسم . تبادلوا ارقام الهواتف وأيضا أضافوا بعض كأصدقاء بمواقع التواصل الإجتماعي. شعر نديم بالتغيير الفعلي بعد تلك الزيارة ولكن لازال قلبه يغص كلما تذكر حنين وأنها متزوجة . أعطوا أعمام باسم وعدا بزيارة أخرى عن قريب ومعهم زوجة باسم وطفله الصغير.
فى طريق العودة كان نديم يركز على الطريق بشدة حتى يراها عندما يمر من أمام محلها مرة أخرى . عند اقترابه من المحل طلب من باسم أن ينزلا لكى يحضران بعضا من الحلويات .لم يعترض باسم وذلك لإعجابهما الشديد بطعم الكعكة الرائعة التى ابتاعاها منها بطريق ذهابهم .
نزلا وذهبا للمحل ولكنهم وجدوه مغلقشعر نديم بالإحباط الشديد ولكنه وجد شابا يافعا يمر من أمام المحل فسأله بلهفة هو المحل بتاع الحلويات بيقفل بدرى قوى كده ولا صاحبته فى مشوار.
أجابه الشاب بهدوء مدام حنين بتقفل بدرى عشان أولادها .
أسهب فى الأسئلة وقال هى بتشتغل فيه لوحدها.
أجابه بلا مبالاة ايوه هى أصلا لسه فاتحاه مفيش من يومين بعد ماعدت سنوية أستاذ علي الله يرحمة.
دق قلب نديم لما قد وصل إليه فسأله بترقب أستاذ علي مين ده
سأله الشاب هو حضرتك مش من هنا ولا ايه على العموم أستاذ علي الله يرحمه يبقى جوز مدام حنين واتوفى تقريبا بقاله سنه .
لا يعلم لما شعر قلبه بالإرتياح ولكنه لام نفسه فكيف يرتاح عندما يعلم پوفاة شخص او أن الطفلين الرائعين الذى رآهما يتيمي الأب.
إستدار بعد أن شكر الشاب فوجد باسم وهو عاقدا يديه على صدره وينظر إليه بخبث مالك كده حالك متشقلب
من ساعة ماجينا المحل هنا بعد الضهر وانا اقول لااااا أكيد انا غلطان بس بعد عمايلك دى فأنا مش غلطان خاااالص.
إرتبك نديم وقال هههو ايه اللى حصل يعنى عادى أنا بسأل عشان يعنى احنا مش متأخر قووى عشان المحل يكون مقفول.
ربت باسم على كتفه بخبث وقال طب متهوهوش كتيير ويلا بينا ياخويا .
ذهب معه نديم وقد أصبح قلبه كطائر يبحث عن عش وقد وجده أخيرا ولكن يبقى ان يظل به .
كان طريق العودة بلا كلام يذكر فنديم الصاخب والذى كان طوال طريق الذهاب لم يغلق فمهأصبح الآن ساكنا وكأنه بواد آخر. ظل باسم ينظر إليه بإشفاق فهو يعلم ان ما بصديقه شئ ليس بسهل .فعندما دق قلبه للمرة الثانية دق لأرملة ومعها طفلان فبأى طريق أنت ذاهب يا صديقي.
ترفض تتجوز أصلا عشان ولادها . وقف مرة واحدة وقال بس أنا حبيت ولادها قووى زى مايكون حبيتهم على بعضهم كدهوأكيد يعنى مش بعد مالاقيتهم يضيعوا مني يمكن فعلا يكونوا هم العوض عن وحدتي وأيامي اللى فاتت . زفروبقوة وهو يقول ياااارب لو هي خير لي قربه ولو شړ إبعده عني ياااارب .
الفصل السادس
مر أسبوعا لم يحدث
به شيئا جديدا غير ڠضب والد حنين منها على رفضها العريس الآخير .حتى أنها ذهبت لتسأل شيخا وقال لها انه ليس من حقه ان يبعدها عن أطفالها .وأن يوم القيامة لا يسابق الرسول أحدا الجنة غير أرملة جلست على أطفالها .ورغم ذلك فزواجها ليس به أى حرمة وإن أرادت أن تتزوج مرة أخرى فلها ذلك ولا غبار عليها .ولكن لايجوز له أن يبعدها عن أطفالها وأن عليها بر والدها وألا تغضب منه.
شعرت حنين بالراحة النفسية وحاولت مرارا وتكرارا أن تتحدث مع والدها لكنه ظل على موقفه ولكنها ابدا أبت أن تستجيب لضغطه عليها.
كان ياسين وزوجته دائمين السؤال عنها وعن أطفالها وكذلك والدة علي رحمة الله عليه .
جاء يوم الجمعة الآخر وجاء ياسين ليأخذ ياسين الصغير وفريدة لكى يزوروا جدتهم ويقضوا معها باقى اليوم بعد أن استأذنت حنين فى عدم مقدرتها على الذهاب وذلك لإزدياد الطلب على حلوياتها وبالتالى لن تستطيع أغلاق المحل اليوم .
ومازاد الطين بلة هو صعود ذلك الشاب معها بتلك العمارة والتى لا يعرف حتى الآن أن بها مسكنها . نزل ياسين ومعه أطفالها وهم يضحكون بقوة وركبوا معه السيارة وهم يشيرون لوالدتهم التى أخذت توصي عمهم عليهم .
كاد نديم أن يقتلع شعر رأسه من شدة غيرته وعصبيته تلك الغيرة التى لم يعرف أنها كانت موجودة بالأصل عنده فهو ابدا لم يغر على حبيبته الأولى والتى كانت من المفترض انه يعشقها وبقوة.
ترجل من سيارته وذهب اتجاه المحل .
ألقى السلام عليها ووجهه مكفهر .نظرت إليه وهى لاتدرى لم أصابتها رجفة فى اوصالها عند رؤيته .إبتلعت رمقها وقالت أفندم طلباتك يافندم .
إقترب منها ولا يحكمه غير غيرته وقال مين اللى كان معاكي بره ده.
صاحت لحظة أفننندم وحضرتك مالك
صاح بها ولكن بهدوء انت كلك على بعضهم مالي وحالي ماشي .ودلوقت جاوبي سألها وهو يجز على أسنانه وقال مين اللى كان واقف معاكي بره ده
كادت ان تصيح به مرة أخرى لولا دخول جار لها أراد أن يشتري بعض الحلويات.
اتجه إليها وهو ينظر لذلك الواقف بترقب وقال لو سمحتى ياحنين يابنتي عايز كيلو بلح الشام ونص صوابع زينب .
استدركت حالها وقالت بإبتسامة مصطنعة من عيوني يا عم خليل انت تؤمر.
أجابها بحب مايؤمر عليكي ظالم أبدا يا بنتي.
بدأت فى إحضار ماطلب .أما نديم فهو يرغي ويزبد لانقطاع الحديث وعدم ردها على سؤاله .ولكنه سمع ما أراد بلا أدنى
مجهود حين قال ذلك الجار النهاردة انت لوحدك انا شفت الولادة ماشيين مع عمهم ياسين من شوية هم رايحين البلد ولا إيه
أجابته حنين بإبتسامة أيوه ياعمى خليل راحوا يقضوا اليوم مع جدتهم وبنت عمهم انت عارف بعد علي الله يرحمه أنا مقدرش أبعدهم عن جدتهم لأنهم مهما كان من ريحة إبنها .إستطردت وقد تناست وجود ذلك النديم والذى يستمع لكل كلمة تقولها بتركيز شديد أنا كان نفسي أروح معهم بس انت شايف النهارده