الأربعاء 27 نوفمبر 2024

قصة جميلة جدا كاملة الفصول بقلم الكاتبة مروة جمال

انت في الصفحة 38 من 92 صفحات

موقع أيام نيوز


سعيد أكثر
عبد الرحمن لا طبعا دلوقتي سعيد أكثر عارفة ليه
إيناس ليه
عبد الرحمن علشان كل يوم بيعدي في عمري بفهم نفسي أكثر وبكتشف حاجات جميلة كانت غايبة عني زمان 
إيناس بابا مكنتش أعرف إنك فيلسوف
عبد الرحمن ضاحكا فيلسوف مرة واحدة طيب ماتقوليش لأمك خليها مع الثوم والملوخية بتاعتها بس بصراحه أنا جعت من الريحة

إيناس وانا كمان
عبد الرحمن يبقى ناكل ونشرب شاي ونتفرج على التليفزيون ونبطل تفكير هه
قال ذلك وقد ضربها برقة على رأسها ثم تابع سيبيها كده بالبركة وقومي صلي وإدعي لشريف يا حبيبتي لا ينقطع عمل إبن آدم إلا من ثلاث
إيناس وقد تجمعت العبرات بعينيها صح أنا لازم أدعيله كتير يا بابا وكمان حاعمله صدقة جارية بكرة حانزل أعملها يا بابا علشان خاطر شريف
عبد الرحمن حاضر يا حبيبتي فكري إنتي عايزة تعملي ايه وبكرة حاجي معاكي
وبالفعل قضت إيناس ليلتها تصلي وتدعو لزوجها الراحل وتفكر في الصدقة الجارية فقد أضاعت ثمان أشهر في الذكريات فقط وربما حان الآن وقت شريف لعلها تستطيع أن ترسل له برقيات متقطعة من عالم الأحياء 
 
 
بخطوات واثقة كان يتجه نحو البناية مرت حوالي ثلاث سنوات كانت تبدو قاتمة قبيحة هل حقا تغيرت البناية أم هو من تغير ففي زيارته الأولى كان مدفوعا برغبة عارمة من أجل الحصول على ما يريد ولكن الآن الأمر إختلف 
وصل أخيرا لباب الشقة وبيد واثقة دق الجرس يكاد يستمع لخطواتها وهي تقترب من الباب وبسعادة ممزوجة بثقة إستقبلته عيناها تنطق بعبارتها بدلال كنت مستنياك !!!!!
دلف بهدوء بعد أن نظر بثقة لعيناها علاجك عندي
تركته وتوجهت للداخل ثم عادت وبيدها أنبوب صغير وضعت القليل من محتواه على أصابعها وإقتربت منه إبتعد عنها بدهشة قائلا
حتعملي إيه
كارمن الكريم ده حيهديها خالص 
ېقتل القتيل ويمشي في جنازته
كارمن بعد الشړ
خالد لا والله
كارمن جيت علشان أنبهك وإنت مدتنيش فرصة
خالد والمفروض إني أصدق
كارمن إنت حر
تركته وإتجهت نحو الأريكة جلست عليها فاكر من 3 سنين طلبت مني الجواز وإنت قاعد هنا بالضبط كانت أسعد لحظة في حياتي 
نظرت نحوه فجأة كانت زرقة البحر بعيناها لامعة أو ربما تبدو كأمواج ثائرة قالت بسخرية إنت جيت النهارده ليه
خالد برد الزيارة
كارمن إيه حتضرب واحدة ست
بلاش الأسلوب ده معايا وقولي لكريم إني مش بسيب حقي وأظن هو عارف ده كويس
إبتسمت بسخرية وأنا وضعي إيه في المعادلة دي
خالد دورك إنتهى يا كارمن ونصيحة متحاوليش تجدديه تاني
متأكد
إبتسم بمكر وتابع طبعا
تابعت بثقة حنشوف
مش خالد رضوان اللي حتعرفي تضحكي عليه
فوقي
الفصل العشرون
لم تصدق رقية أذناها عندما إستمعت لصوت إيناس الرقيق بالهاتف 
رقية إيناس وحشتيني
إيناس إنتي كمان وحشتيني قوي المزرعة وحشة من غيرك
رقية معلش
إيناس حترجعي إمتى
رقية لسه مش عارفة يا أنوس
إيناس إرجعي بقه متسيبناش لوحدنا شوفتي لما سيبتينا إيه اللي حصل
رقية بدهشة حصل إيه
إيناس هو أستاذ حسن ماقلش ليكي
رقية بتلعثم لا ماقلش حاجة حصل إيه !
أخفضت إيناس صوتها حتى لا تستمع والدتها إليها وتابعت في ناس هجموا بالليل على المزرعة وضربوا بشمهندس خالد
رقية إيه مين دول وضړبوه ليه
إيناس معرفش شكلهم حد مسلطهم عليه أنا مش عارفة أحكيلك بالتفصيل علشان عندي في البيت ميعرفوش
رقية إنتي في البيت
إيناس ايوه نزلت أجازة إمبارح وحارجع بكرة يلا تعالي نرجع سوا ولا حتسيبيني لوحدي كده في وسط شغل العصاپات ده
رقية خلاص بكرة حتلاقيني في الباص نركبه مع بعض وتحكيلي بالتفصيل
إيناس بجد كويس قوي يبقى معادنا بكرة إن شاء الله
أغلقت رقية الهاتف وكأنها تعللت بطلب إيناس لتعود أقنعت نفسها أن عودتها من أجل المسكينة إيناس التى تركتها وحيدة وليس من أجله هو هاتفها حسن مرارا وتكرارا في الأيام السابقة يسألها عن موعد عودتها يخبرها عن نومه دون طعام جيد وعن وحدته المملة علها تعود دون جدوى والآن هي ستعود نعم فهي لا تحتمل الوحدة فالوحدة قاتمة كئيبة عجوز تسرق الحياة إذن هي ستعود من أجل الحياة وليس من أجل حسن نعم ليس من أجله بل من أجلها هي 
غادرت إيناس منزلها للحاق بالحافلة فموعدها في الخامسة مساءا إستقرت في أحد سيارات الأجرة التي إنطلقت تشق الزحام نحو الموقع المنشود كانت جالسة بالخلف تتأمل الطريق ما هذا هل تساعدك العزلة على التأمل التعمق في ماهية الأشياء طالما مرت من هذا الطريق لسنوات ولكن الآن فقط تشعر أنها تراه وجوه قاتمة إعتادت الزحام أو ربما إعتادها فأصبحوا كيان واحد رائحة العوادم طغت على طبيعة الهواء معزوفة صاخبة شكلتها أبواق السيارت حتى توقفت الأذان عن تذوق الأصوات وشل العقل عن التفكير عن التأمل فأصبح الجميع كالماكينات يتحركون دون وعي دون إدراك بالتغيير الذي يحدث حولهم ربما كالأرض تدور في الفلك وتدور حول نفسها دون أن نشعر بذلك نعم إستغرقنا الاف السنوات لنعرف أنها كروية تدور وتدور ونحن معها وكأننا نتغير في كل لحظة دون وعي دون إدراك
كانت رقية تستمع
 

37  38  39 

انت في الصفحة 38 من 92 صفحات