الخميس 28 نوفمبر 2024

قصة جميلة جدا كاملة الفصول بقلم الكاتبة مروة جمال

انت في الصفحة 47 من 92 صفحات

موقع أيام نيوز


ملامح وجهه عندما سمعت نبرته الباكية عضلات فكه المنقبضة ربما إحمرار وجهه أم تحجر بعض العبرات بعيناه وعندها شعرت نحوه بالشفقة فهي إن لم تختبر هذا الڠضب الجامح فتعرف جيدا عاطفة الحزن الجارف 
 
نظرت له كارمن بإبتسامة وتابعت فرصة سعيدة يا أستاذ حمزة
حمزة أنا الأسعد
كارمن طيب تحب أوصلك في حته
حمزة لا أنا داخل جوه وواضح إن حضرتك خارجه

لمعت عيناها وتابعت إنت بتشتغل هنا
حمزة أيوه بس حضرتك ما بتشتغليش هنا
قالها بإبتسامة ماكرة
كارمن وقد إستعادت نفسها وضحكت بدلال لا كنت بزور حد
حمزة بجد مين أنا كلهم جوا صحابي
تابعت بإبتسامة ساخرة كنت بزور جوزي السابق
صمت قليلا ربما لإستيعاب ما قالته دون تردد ثم تابع من غير زعل أنا في قلبي على لساني
كارمن بدهشة إيه
حمزة مين الحمار ده اللي بقى سابق
ضحكت بشدة وتابعت تصدق هو فعلا حمار بس يا ترى لما أقولك مين حتفضل متمسك برأيك
نظر لها بريبة ليه هو مين
قالت بتحدي خالد
ضحك بإنهزام وتابع هو حضرتك كنتي مرات بشمهنس خالد
كارمن أيوه
حمزة يعني هو بلاش حمار دي شيليها في المونتاج
كارمن مش ممكن إنت بجد ضحكتني النهارده ضحك يعوض سنين
حمزة يا خبر ليه بس
كارمن وقد زفرت بإرتياح ماهو الجواز الفاشل آثاره بتستمر شوية
حمزة أنا آسف
كارمن إنت مهندس برده زي خالد
حمزة أيوه
صمتت لوهله ثم أنار عينيها بريق غريب وتابعت تعرف إن الصدفة فعلا خير من ألف معاد
حمزة مش فاهم حضرتك تقصدي ايه
قالت بمكر أصل انا كنت جاية عايزة من خالد خدمة وغالبا مش حيعملها ودلوقتي بقه القدر رماك في سكتي وشكلك حتكون الشخص المناسب للمهمة دي
حمزة بدهشة أنا !!!! مهمة إيه
فجأة و دون مقدمات قامت كارمن بتمرير أناملها الرفيعة بين خصلاتها الحمراء فدفعتها بحركة واحده
على أحد كتفيها ثم نظرت نحوه مطولا وقالت بإبتسامة دافئة بص يا سيدي أنا خريجة فنون جميلة ومحتاجاك في شغل
حمزة وقد صمت لوهلة يتأملها ثم إستدرك نفسه وتابع بجد حضرتك لازم تكوني فنانة جميلة قصدي فنانة فنون جميلة انا آسف أنا متلخبط
ضحكت بدهاء وتابعت أنا رسامة وبحب أعمل معرض كل سنتين كده والمرة دي عايزة أعمل معرض يكون بس عن الورد
حمزة الورد !!!!!
كارمن اه الورد اعظم لوح اترسمت كانت عن الورد زهرة الخشخاش مثلا
حمزة فعلا
كارمن انا بقه كنت محتاجه حد متخصص موسوعة كده يعرفني كل الانواع ويجيبلي كتب او مجلات عن أشكالها صفاتها معانيها علشان أدخل في الحالة وأرسم أنا عايز أحس الورد أفهمه أعيشه
كانت تتحدث بهمس لا يعلم ماذا أصابه ولكنه شعر كالمسحور أمام نبرتها الهامسة مسحور وسعيد بتلك الشخصية الفريدة من نوعها أجابها دون تردد أنا تحت أمرك
لمعت عيناها بإنتصار تمام حديك تليفوني واخد تليفونك ونحدد معاد نقول أول معاد
حمزة خلاص يبقى أول معاد
وهكذا إفترقا على لقاء عادت بعد حزن منتصرة فقد وجدت في حمزة الدجاجة ذات البيض الذهبي لا تعرف كيف ستحصل على البيض ولكن حتما ستحصل عليه 
 
تلفت حسن حوله ليتأكد من عدم وجود رقية بجانبه ثم تابع بصوت خاڤت وهو يتجه بالهاتف نحو غرفة النوم يعني إيه حتولدي فجر بعد بكرة
سهام هو ايه ده الدكتور قالي خلاص قيصري وإداني معاد بعد بكرة حتيجي ولا برده مشغول
حسن بتتريأي
سهام بقالك 3 شهور ماشفتش وشك وشكل كده إبنك حيبقى زيي
حسن وقد زفر بضيق سهام قلتلك كانت ظروف وإنت متجوزاني وعارفة ظروفي كويس
سهام بص يا حسن من الآخر كده أنا حاولد بعد بكرة وبعدها بقه براحتك يا تكون موجود في حياتنا زي أي زوج وأب يا تخرج منها خالص
حسن إنتي بتقولي إيه إنتي إتجننتي
سهام بص يا حسن أنا من حقي أحس بجوزي جنبي وإبني من حقه يتمتع بحنان أبوه كل يوم مش كل شهر 
حسن قصدك إيه
سهام قصدي إن آن الأوان تبعتلنا نعيش معاك يا حسن
ظل ممسكا بالهاتف صامتا شاردا لم يشعر بإغلاقها للهاتف لم يشعر بدخول رقية للغرفة متسائله عما به 
رقية بدهشة مالك يا حسن
إستدرك نفسه ورسم إبتسامة كاذبه على وجهه وتابع مفيش
رقية مفيش إزاي شكلك متضايق وواضح إن التليفون اللي معاك هو اللي ضايقك
حسن بضيق قلتلك مفيش يا رقية هو تحقيق
صمت مرت الدقائق كسنوات تابع ليتخلص من نظراتها نحوه أنا أنا لازم أسافر بكرة عندنا شغل ومشاكل كده لازم أروح مصر أحلها خالد متعصب
إبتسمت بآسى اه وماله ححضرلك شنطتك
سريعا توجهت للخزانه أخرجت الحقيبة بيد مرتعشة وبدأت بوضع ملابسه دون تركيز هو أيضا خرج سريعا وتركها مع عبراتها الساكنة 
في إيه بس يا رقية مالك
لم تنطق بل ظلت تبكي بحړقة ربما بكاء لم تبكيه من قبل شعرت إيناس بالشفقة من أجلها فتابعت وهي تملس على رأسها بحنان طيب عيطي خرجي الشحنة اللي جواكي
رقية بنبرة توحي بالإنهيار مش قادرة يا إيناس بجد خلاص تعبت تعبت قوي
إيناس إيه بس اللي حصل
تابعت بصوت متهدج بقالي كتير قوي صابرة كاتمة بس خلاص خلاص
 

46  47  48 

انت في الصفحة 47 من 92 صفحات