الجمعة 29 نوفمبر 2024

رواية كاملة الفصول بقلم الكاتبة ياسمين رجب

انت في الصفحة 32 من 41 صفحات

موقع أيام نيوز


نفسها تحدثت ايعقل تلقبه بزوجها كما اخبرته.... 
_وانا شغالة بالي بيه ليه هو مش عايز يقول خلاص...
صدح صوت المؤذن بالبلدة فأرتدت ملابس الصلاة... و وقفت تنتظر خروجه من المرحاض حتى تتم الوضوء... 
_انا كنت هتوضي علشان الفجر آذن... 
لم يبالي بحديثها ولكنه اشار لها بالدخول.. 
حتى دلفت هي و اوصدت الباب خلفها.. 

بينما نظر هو إلى ابنته النائمة وتمدد بجوارها حتى اغمض عينيه بشرود بتلك الحورية التي 
رقبت عينيه المغمضتين خروجها وهو يشعر بخطواتها بجواره حتى شرعت و خشعت في الصلاة كان يشعر بهمس شفتيها وتكبيرات الصلاة التي صدحت بأوصال قلبه تناديه تخبره بأن يجتاز تلك الموانع وينهض ليسجد باكيا ولكن ضعيفة خطواته لتلك النقطة يريد من يأخذ بيده يعلمه و يرشد قلبه للهدايا...... فكيف له يفعل ما يعرفه او يدركه.. بعدم اعتاد القټل والنهب... 
واخيرا اطربت مسمعه بتلاوتها لبعض الآيات القرآنية التي
جعلت قلبه يرجف لتلك الكلمات المريحة للصدور.... 
بسم الله الرحمن الرحيم..
ٱعۡلموا أنما ٱلۡحيوة ٱلدنۡيا لعب۬ ولهۡو۬ وزينة۬ وتفاخرۢ بيۡنكمۡ وتكاثر۬ فى ٱلۡأمۡوٲل وٱلۡأوۡلدۖ كمثل غيۡث أعۡجب ٱلۡكفار نباته ۥ ثم يہيج فترٮه مصۡفر۬ا ثم يكون حطم۬اۖ وفى ٱلۡأخرة عذاب۬ شديد۬ ومغۡفرة۬ من ٱلله ورضۡوٲن۬ۚ وما ٱلۡحيوة ٱلدنۡيا إلا متع ٱلۡغرور ٢٠
شعر بالبرودة تسري بأوصاله والدفئ عم قلبه حتى غط في ثبات عميق للمرة الأولى .. 
بينما ظلت هي ترتل ايات الذكر بعدما انهت الصلاة وشعرت بأنتظام انفاسه لتبدأ في الدعاء لوالديها بالرحمة...
_يارب ارحم اهلي ونور قبورهم... واسكنهم الفردوس الاعلي... اللهم اني اسألك لهم المغفرة والرحمة.... وأسألك الهدايا لأختي.... 
اغمضت عينيها حتى ظهر شبح يوم ۏفاة والدتها وتذكرت

ذاك الرجل الذي دفع تكاليف المشفى بأكملها فأبتسمت بحب قائلة... 
يارب أهديه ونور قلبه بالايمان... واجعله ومن الصالحين...
و ارزقه من حيث لا يحتسب...... اللهم اجعل القرآن ربيع قلبه.. 
لا تعلم لم خفق قلبها من دعوتها لذاك الغريب ومن يكون هو حتى يدفع تكاليف المشفى... ولكنها ادركت ان الله لا يرد دعوة مؤمن وانه ارسل إليها ذاك الرجل حتى يساعدها... 
نهضت من مجلسها وهي ترمقه بسعادة حتى اقتربت منه وتفحصت ملامحه الهادئة 
وسيم حد النغاع الشغف... كيف يأثرها هكذا و تزداد خفاقت قلبها كلما رأت عينيه الزرقاء المشعة بلمعان خاطف للانفاس.... 
بالمشفى.....
_خالد.. يا خالد.. 
صوتها العذب يطرب مسمعه و يخترق جدار قلبه حتى بنومه.. 
ولكنه انتبه حينما تكرر النداء.. 
ففتح عينيه بنعاس وهو يرى تحملق به فأنتفض من مجلسه قائلا پخوف وفرحة عارمة في الوقت ذاته..... 
_مريم انتي كويسة حاسة بحاجة تعباكي... حبيبتي ردي عليا.. 
فرغت فمها بعدم تصديق من ما تفوه به لتعيد النظر إليه مرة اخرى حينما تابع بعشق... 
_ردي عليا يا مريم متوجعيش قلبي اكتر من كده طمنينى عنك يا حبيبتي... 
رغم ذاك الآلم الذي اشتد بها إلا ان دموع عينيها ازدادت من حروفه ليس من ذاك الالم... فقال الاخر بلهفة وصوت خائڤ.... 
_يا مريم بالله عليكي طمنيني.. تحبي انادي الدكتور... 
لم يجد منها رد ولكن ازداد نحيبها وصوت بكائها تهتز له اوتاره. 
فأتخذ قراره وكاد يغادر عله يأتى بالطبيب إلى أن قائلة پخوف..... 
_متسبنيش يا خالد... 
اعاد النظر إليها حتى رأي دموعها المنهمرة بغزارة وهو قائلا بنبرة عشق وخوف.... 
_اسيبك ازاي يا مريم و انا روحي فيكي.....بس طمنينى انتي كويسة... 
هزت رأسها بالايجاب وقالت... 
_الحديد الي انت جولته ده من جلبك يا خالد...انا صوح حبيبتك.... جلبك بيوجعك عليا... ولا مجرد شفجة على حاليشفقة... 
_لا يا مريم انتي مش حبيبتي.. وقلبي مش بيوجعني عليكي....... 
_انتي فعلا مش حبيبتي يا مريم..... 
لانك روحي.... قلبي... كياني... حياتي.... انتي كل حاجه ليا
يامريم... انتي الهواء الي بتنفسه... چنوني وشغفي... عشقي.... وملاذي.... 
ادمعت عينيها من فرط عشقه وما يتفوه به... 
فتابع الاخر بسعادة... 
_عارف اني كنت دبش معاكي واسلوبي مستفز... 
بس صدقينى ده كان نابع من عشقي ليكي... كنت بخاف عليكي من نفسي يا مريم.... كنت خاېف في يوم اضعف
وشطاني يخليني اعمل حاجه تغضب ربنا.... خفت في يوم اتكلم معاكي وبدون سابق انذار... 
كانت دموعها تنهمر بغزارة 
_بحبك بحبك يا مريم
انتهت حروفه
وشغفه رغم خجلها 
الفصلالخامسوالعشرون
على دروب العشق نسجت قصتنا وعزفت بأوتار الغرام اجمل الالحان... متناسية ظلمات الليل وعتمة القلوب... 
فتري ماذا سيكون المصير المحتوم.....
بعشقك يا مريم من يوم ما وعيتي على الدنيا
...
عارف ان في مليون سؤال وسؤال جواكي بس صدقينى انا مملكش حاليا غير مشاعري الي عشت سنين محافظ عليها ومحدش كاشفها غير جدي
جدي كان يعرف انك بتحبني.... 
قالتها بذهول
فأبتسم الاخر قائلا بنبرة ذات مغزى...
طبعا امال انتي فاكرة انه كان بيطفش العرسان علشان سواد عيونك وانك مش موافقة..
لوت ثغرها بتهكم وقد عادت إلى شراستها لتهتف پغضب قائلة...
اه جدي بيرفض اي عريس انا مش موافجة عليه...
تعالت ضحكاته حتى سړقت قلبها ليهتف هو بمكر....
تؤتؤتؤ يا حبيبتي جدو كان بيرفض لاني طلبت ايدك وانتي في المدرسة وانا كنت لسه بدرس
وطبعا كان لازم انجح علشان نتجوز... بس اعمل ايه كل يومين عريس.... وانا قلت لجدي لو وافق على حد من العرسان دي.... هخليكي ارملة يا حياتي...
رمقته بتعالي قائلة بفخر....
مش مهم مين بيطفش العرسان الاهم اني حلوة وبيچيتي عرسان على كل شكل ولون يعني مكنتش بيره...
احتدت نظرته وعاد لجموده وغضبه مرة أخرى فقال پغضب ارعبها....
طيب خلي واحد يرفع عينه فيكي كده وانا اشيل عيونه من مكانهم...
لمحت نبرة الغيرة بصوته حتى تبسمت بخبث وهي تهتف بمشاكسة..... 
بس يعني انت هتجلع عيون كل الناس الي تبصلي ولا ايه يا ولد عمي...
ده قبل ما يفكر يبصلك هشيل عيونه واقتله.... 
بالسرايا... 
عارفه انك وعيلي زين يا ادهم ومش نايم.... بس سايج عليك النبي متزعل مني.. جلبي مش متحمل زعلك وبعدك عني اكده..
حديثها جعل قلبه يعتصر من الآلم ولكن لن يغفر لها ما كانت تنوي فعله بالامس...
لتكمل الاخري بۏجع تمزق له قلبه.. 
يا ادهم رد عليا متسبنيش اكده زعج اتعصب بس بلاش تسكت حرام عليك انا بيا الي مكفيني..
لساتك ڠضبان مني مش هترد عليا..... طيب اعمل ايه علشان تسامحني.. 
لم يجيبها وحاول السير صوب المرحاض فوقفت امامه
قائلة بدموع.... 
عايزاني اجولك ايه مثلا... 
اجولك انك امبارح كنتي هتجتلي اختي بسبب عنادك و راسك الي كيف الحجر.... ولا اجولك ان كان ممكن العيار
يصيبك و وجتها هكون خسرتك.... 
اتحددي يا علا عايزني اجولك ايه بالظبط.....
بس متزعليش انا هنفذ رغبتك وهتجوز في نفس يوم فرح خالد ومريم.... و هيكون في الاوضه دي على سريرك وفي فرشتك يا علا....
بينما دلف هو للمرحاض وهو يضرب يده بصنبور المياة
حتى انسابت الډماء من يده... لما اخبرها بذاك الحديث فليس له سوها كيف عليه التحمل بأن يحطمها هكذا.....لما يشاء ان يتزوج امرأة اخرى... ولكن خرج الامر عن سيطرته.. 
بالحديقة الخاصة بالسرايا... 
جلست يارا بجوار الصغيرة وهي تداعبها فقد استيقظت في الصباح الباكر ولم تشاء ازعاجه وهو نائم فتسللت بالصغيرة للخارج.....
چبتلك عصير يرد روحك...
قالتها جدتها وهي تجلس بجوارها..... 
بينما اخذته منها بنظرة امتنان قائلة بشكر...
مكنش في داعي تتعبي نفسك.... 
ابتسمت عزيزة بحب وجلست بجوارها قائلة بسعادة....
انا دي الساعة لم اتعب لبنت الغالي.... ده انا كان نفسي اشبع من ريحة ابوكي الله يرحمه.... 
اخفضت يارا رأسها بحزن وقالت بنبرة اوشكت على البكاء.... 
ربنا يرحمه ويغفرله.... 
ربتت جدتها على كتفيها بحنان قائلة بهدوء و دفئ...
انا عارفه زين انك حاسة بالغربة معنا... ومش مرتاحة..
بس يا بتي الي ريداكي تفهميه زين... انك لحمنا ودمنا 
ومحدش هيخاف عليكي زي جدك..
تابعت يارا حديثها وقالت بحزن يسكن بين ضلوعها....
صدقيني انا عارفه انكم بتخافوا عليا انا ومليكة...
بس انا غيرها صعب اتعود عليكم بالسرعه دي... 
انا ومليكة شبه بعض بس بنختلف في كل حاجه... 
بالطابق الاعلي 
و زادت اتساع وهو يرى نظرات ابنته الغاضبة من انشغال رفيقتها بأخري... ليهتف بينه وبين قلبه...
حتى سلين بتغير عليكي من الناس.... 
عاد للخلف حينما اتجهت عيناها صوب شرفة غرفته وهو
بسوهاج..... 
مفيش حاجه بتكمل للاخر... 
قالها پغضب وهو يلقي بهاتفه حتى تحطمت شاشته.... لتزداد شرارة الڠضب بعينيه وهو يكور يده پغضب.....
انت منيح..... 
قالتها همس بتساؤل.. 
بينما الټفت جاسم بتوتر ظهر على قسمات وجهه وهتف بتعلثم..... 
اه
تفحصت وجهه وقالت بتساؤل مرة أخرى... 
طيب ليش معصب وكسرت الفون صاير معك

شي...
تبدلت تعابير وجهه حتى تحولت للڠضب وقال بنبرة اخافتها... 
وانتي مالك اصلا ومين علشان تحققي معايا...
ازداد الڠضب بداخلها وقالت بشراسة..... 
بتعرف انك واحد بلا ذوق العيب عليا انو سألت شو صاير معك... والله بتساهل الف مصېبة يقعوا فوق رأسك كرمال تنبسط...
قالت جملتها ورحلت... بينما بقا جاسم يطالع طيفها قائلا پغضب.. 
ايه البلاوي دي على الصبح... 
بغرفه ريان.... 
اتجه إلى الطاولة التي وضع عليها ساعة يده وسلاحھ الذي لا يتركه ابدآ... ثم ارتدي ساعته و وضع السلاح خلف ظهره
داخل البنطال.... حتى اعاد بصره مجددا للاسف فكانت على حالها جالسة بجوار جدتها.... وفاطمة 
كانت يارا تبتسم بسعادة وهي تتحدث مع جدتها إلى أن وجدته يركض إليها وبسرعة البرق واطلق رصاصتين على ذلك الثعبان الذي تلقي حتفه أسفل المقعد الخشبي
يارا انتي كويسة طمنيني عليكي... 
طالعت عينيه بدموع وهزت رأسها پخوف دون حديث
فأعادها ه قائلا بصدق وحمد ترتل لاول مرة على شفتيه.... 
الحمد لله يا حبيبتي حصل خير...
ارتعشت اوصالها لكلمته التي مست قلبها وعزفت على اوتاره بلحن العاشقين.... 
بينما اغمض عيناه حينما تذكر عبارته....
انتشلهم من هذه الحالة صوت الجده التي هتفت بهدوء.... 
حصل خير يا ولدي جدر ولطف.. 
ابتعدت عنه وقد زين الخجل قسمات وجهها بينما
تابعت الجدة حديثها بحزن... 
بس مكنش لازم تطخ التعبان ياولدي ده ساكن اهنه من زمان و وليفته مش هتسيبك
انتبهت يارا لها وهي تطالع جسد الثعبان المقتول حتى قالت پخوف... 
تقصدي ايه.. 
ابتلعت العجوز ريقها وقالت بحزن...... 
ربنا الستار يا بتي بس لازم يخلي باله التعبان ده حارس المندرة الجديمة من ايام عمي الله يرحمه.... وليه وليفته عايشة ربنا الستار ومتأذيش جوزك....
رمقته يارا پخوف حتى هتف هو بعدم مبالاة...... 
حضرتك قولتيها محدش بياخد غير نصيبه وانا مش بأمن بالكلام ده.... 
اقتربت منه وقد لمعت الدموع بعينيها حتى قالت پخوف وهلع من فقدانه...... 
ريان علشان خاطري ده مفيهوش هزار او تحدي.... ارجوك خلي بالك من نفسك... 
ألتقت عيناه بعيناها حتى لاح نظرات العشق بينهم ودون وعي منه قال.... 
حاضر....
و بينما انصرفت همس إلى سيارة كريم فقد تركت حقيبتها بالامس وعادت لأخذها..... صعدت السيارة بهدوء وهي تبحث عن حقيبتها إلى أن سمعت صوت كريم يتحدث مع شخص ما عبر الهاتف وكل ما تفوه به.... 
اياك تلمس شعرة منها ووعد هكون عندك منغير ما ابلغ البوليس.... 
المتصل............. 
كريم بنبرة حادة...... 
تمام مسافة السكة هكون عندك... 
بينما صعد السيارة وقادها بسرعة كبيرة فلو كان الامر بيده لقتل ذاك الوغد الذي هاتفه منذ قليل... 
انقضت المسافات حتى وصل إلى طريق القاهرة الصحراوي.. ليقف بسيارته امام احد المصانع المهجورة... 
تنهد پغضب وترجل من السيارة ليجد رجلين في استقباله وتعرف عليه واحد من بينهم حينما نظر لصورته عبر الهاتف... ليردف بحدة.... 
هاتوه
 

31  32  33 

انت في الصفحة 32 من 41 صفحات