الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية كاملة ورائعه بقلم الكاتبة فاطيما يوسف

انت في الصفحة 16 من 18 صفحات

موقع أيام نيوز

السيارة وفورا قامو بالاتصال بالإسعاف 
وما هي إلا دقائق ووصلت سيارة الإسعاف ونقلت علي إلي أقرب مشفي 
وقام بعض الناس بمهاتفة والده وأخبروه بالحاډثة فهو إمام معروف ومشهور في بلدته والبلاد المجاورة 
وصلت سيارة الإسعاف إلى المشفي وفورا تجمع الأطباء حوله متفحصين لحالته 
وبسرعة فائقة أدخلوه إلي غرفة العناية المركزة 
وبعد نصف ساعة من دخوله جائوا والديه وزوجته مسرعين وآثار الړعب بادية علي وجوههم ثم صعدوا إلي غرفة الإستعلام وسألو عن ولدهم وعلموا أنه دخل غرفة العمليات منذ دقائق قليلة 
انفطر الوالدين علي ابنهم الوحيد وظلوا يتضرعون إلي الله بالدموع لكي ينقذ لهم فلذة كبدهم 
وخلفهم أسماء تنفطر دموعا علي زوجها فهو مهما كان أبو أبنائها وعشرة العمر 
حتي لو آذاها ودمر مشاعرها ولكن هي تلك المرأة التي تخرج من بيت أصل وتربت علي الأصول 
وظلت تدعوا الله وهي تبكي أن ينجي لها زوجها بقلب صادق .
_______________________________
في نفس اليوم في منزل والد مهرة
حيث تقف أم مهرة وبناتها علي قدم وساق حتي مهرة العروس تعمل مثلهم كل منهن مختصة بعمل شىء معين في المنزل استعداد لاستقبال جواد وأسرته حيث اليوم هو يوم الإتفاق لخطبة مهرة وجواد 
وعلي قرب آذان المغرب كان المنزل معبأ بالعطور الذكية والأثاث المرتب وعليه الأقمشة المنسوجة بشكل مبهر بياضات 
ثم وجهت أم مهرة بصرها إلي مهرة قائلة بإستعجال
_ يالا يامهرة ياحبيبتي ادخلي إنتي خدي شاور والبسي الدريس الجديد إللي جبتيه وأنا وإخواتك هنظبط بقية الحاجة وهنرص الجاتوه في الأطباق.
مهرة برتابة
_ حاضر ياماما مش عايزة أعمل معاكم حاجة تاني 
أم مهرة
_ لأ يانور عيني ادخلي إنتي يالا عقبال ماتجهزي نفسك تكون العشا أذنت ويكونوا علي وصول 
وأكملت بدعاء
_ ربنا يكمل فرحتك علي خير يابنتي ويبعد عنك العيون يارب .
أمنوا جميعا علي دعائها ثم دخلت مهرة إلي المرحاض لتنعم بحمام دافئ وتحضر حالها استقبالا لحبيب الروح .
بعد صلاة العشاء اصطحب والد جواد أخيه الأكبر وأبناؤه وزوجته وجواد إلي منزل مهرة في منظر يبهج الروح 
أما عن جواد كام مرتديا زيا من الكاجوال عبارة عن تيشرت باللون الأسود وبنطال من اللون الأسود وعليه جاكت بليزر من اللون الأبيض الداكن ويرتدي حذاء من اللون الأبيض وناثرا عطره المفضل بسخاء ومصففا شعره بعناية فائقة فكان حقا كنجم سينمائي
أو أمير خارج من أحد الأساطير 
وصلوا منزل والد مهرة واستقبلهم هو وزوجته وجد مهرة وإخوالها وعمها الوحيد بحفاوة مرحبين بهم علي أكمل وجه 
جلسوا في غرفة الاستقبال وبعد السلامات والتحيات من جميع الأطراف 
تحدث والد جواد الحاج عزيز قائلا
_ إحنا جايين النهاردة يا أستاذ محمد نخطب الآنسة مهرة لجواد ابني وعشمنا إنك توافق وبإذن الله طلباتك مجابة ومش هنختلف في أي حاجة 
أجابه والد مهرة
_ والله ياحاج عزيز أنتم شرفتونا ونورتونا وإحنا مهرة نجهزها ونجيبها لكم لحد عندكم كفاية أصلكم الطيب وتشريفكم عندنا النهاردة 
ابتسم إليه والد جواد وردد بتعقل 
_ ده إحنا اللي زادنا الشرف والله بس بردة لازم تقول لنا طلباتك ايه 
استمع لحديثه وأردف بهدوء قائلا
_ أنا مش هطلب حاجة ياحاج عزيز إللي تقدروا تعملوه أعملوه أهم حاجة عندي راحة مهرة وإن جواد ميزعلهاش علشان مهرة غالية وعالية عندي أوي.
ماإن استمع جواد لحديث حماه حتي رفع رأسه وقال باحترام
_ مهرة في عنيا الاتنين ياعمي محمد ومتقلقش عمري ماهزعلها وربنا شاهد علي كلامي .
والد مهرة
_ بس مهرة حاليا لسه في الكلية وقدامها ٣ سنين ومش هتتجوز قبل ماتخلص الكلية بتاعتها .
الحاج عزيز بثقة
_ ميجراش حاجة لما تاخد سنتين عندك والسنة الأخيرة تاخدها عندنا ووعد مني هخليها تاخدها متقلقش.
ابتسم لحديثه براحة ثم قال بإبتسامة
_ علي بركة الله نقرأ الفاتحة 
وعلى التو قاموا بقراءة الفاتحة واتفقوا علي أن يأتوا بالشبكة بعد شهر من الآن وتكون عائلية فقط 
ثم قال والد مهرة بفرحة
_ ادينا زعروطة ياأم العروسة واندهي للعروسة تسلم علي أهلها.
استجابت أم مهرة لقوله وهللت بفرحة نابعة من القلب وخرجت لتنادي مهرة 
دلفت للداخل وجدت مهرة في حالة شديدة من التوتر فمهرة رغم قوة شخصيتها إلا أنها شديدة الخجل جدا 
تحدثت إليها والدتها وربتت علي ظهرها تحاول تهدئتها قائلة 
_ حبيبة قلبي إللي كبرت وبقت عروسة زي القمر وعريسها وأهله مستنين القمر في ليلة اكتماله يطل عليهم 
وجذبتها من يدها تحثها علي الخروج معها مرددة بابتسامة
_ يالا ياقمري علشان تقدمي الحاجة الساقعة للناس وأنا معاكي بالجاتوه ومتقلقيش ياحبيبتي وهدي نفسك خالص .
رفعت أنظارها إلي والدتها وتحدثت بتوتر
_ أنا مكسوفة جدا ياماما مش هقدر أدخل قدام الناس دي كلها .
ابتسمت لها وأردفت بحب
_ معلش حبيبتي اركني كسوفك دلوقتى ويالا علشان بابا ميقلقش في وسط الناس .
أجابتها بطاعة
_ حاضر ياماما .
حملت مهرة المشروبات المثلجة ووالدتها قطع الحلوي ودلفا للداخل أم مهرة أولا وتليها مهرة مطأطأة رأسها لأسفل 
ورددت بإستحياء
_ السلام عليكم ورحمة وبركاته 
ثم وزعت عليهم العصائر بيد مرتعشة من شدة الخجل 
رددوا جميعا السلام 
ثم قالت أم جواد بانبهار لجمال مهرة الطبيعي الهادئ
_بسم الله ماشاء الله إيه الجمال ده تعالي ياقمر لما أسلم عليكي .
خجلت مهرة وذهبت إليها بخطوات بطيئة ومدت يدها بالسلام قائلة
_ إزيك ياخالتي أم جواد .
ابتسمت لها أم جواد وأخذتها بين أحضانها وباركت لها وأجلستها بجانبها 
جلسوا مايقارب الساعة ثم قاموا واستأذنوا وتركوا جواد يجلس مع عروسته 
وخرج والد مهرة ووالدتها وجلسا مقابلهما ليتركوهم يتعارفوا 
وأصبح العاشقان بمفردهما وفور خروج الجميع قام جواد من مكانه وجلس بالقرب منها مع مراعاة التباعد متحدثا بعيون تنطق عشقا
_ القمر إللي لما يطل الطلة كله يقول ماشاء الله إيه الحلاوة والجمال ده ياقلب الجواد ونبضه 
واسترسل حديثه بوله
_ مبروك لقلبي إللي نال أحلي مهرة مبروك لينا ياحبيبي.
دق قلبها بوتيرة سريعة جدا ورددت بإستحياء
_ الله يبارك فيك ياجواد .
ردد بدعابة
_ ياعيني عليك ياجواد من أول دقيقة ودبت آمال هتستني سنتين بحالهم إزاي .
أمائت له بابتسامة وهي تفرك يداها بخجل 
ولم تستطيع نطق شئ ولا تملك ردا على حديثه .
نظر إليها بتساؤل 
_ مبسوطة يامهرتي 
رفعت رأسها علي إستحياء وعيونها داخل عيونه ورددت
_ مبسوطة جدا ياجواد ربنا يبارك لي فيك ويكمل لنا على خير يارب .
حدثتها عيونه
_ أتأمل جمال عيونك وأغيب في سحرها 
وكأنهما أنهار من العسل المصفي وأذوب في جمالها 
وأضيع من ضحكتك وقلبي يتخبط من بسمتك وعيني تسهر تتمني رؤيتك مهرتي 
كم أنتي جميلة بريئة وببرائتك سلبتي عقلي وسلبتي روحي وجئتك لأفي بعهد الهوي معشوقتي .
أما عن عيونها
_ ليس لي بحديث العشاق جوادي ولكن قلبي 
بات ينطق هواك وعلي عهدك باقي 
وعيني تتشوق دائما لرؤياك وكل آمالها أن تلقاك وتنتظر هواك جوادي .
____________________________
بعد يومان داخل المشفي
والد علي 
_ يعني يادكتور علي هيفضل في الغيبوبة دي كتييير بقاله يومين عامل العملية ولسه مفاقش .
الدكتور بعملية
_ الحاډث إللي عمله كان اصطدام بالغ القوة وسبب له چرح شديد في راسه 
واسترسل حديثه يطمئنه
_وأملنا في ربنا كبير ياحاج ميطولش في الغيبوبة كله بإرادة ربنا بس الحمدلله مرحلة الخطړ عدت وبإذن الله خير 
وتركه وغادر ووقف الآخر يدعوا الله لعزيز عينه أن يشفيه 
تحدثت والدة علي بقلب منفطر
علي ابنها الوحيد
_ يعني إيه ياأبو علي كده ابني راح مني وهيفضل في الغيبوبة دي كتير 
ورددت بدموع وهي تضع يدها موضع قلبها قائلة
_ آه ياعلي آه يابن عمري يااااارب متورنيش فيه حاجة وحشة 
يارب ده إبني الوحيد ونور عيني واللي منور عليا دنيتي 
يارب رجعهولي سليم معافي ورجعه لبيته وولاده ومتوجعش قلبهم عليه .
انفطر قلب زوجها عليها وعلي ولده وأردف قائلا بهدوء ظاهري ليطمئنها
_ استهدي بالله ياأم علي ربنا إن شاء الله مش هيورينا في حاجة وحشة وهيقوم بالسلامة بس إنتي ادعي له ومتنوحيش علشان النواح حرام 
اهدي ياأم علي اهدي وربنا رب قلوب وإن شاء الله مش هيضرنا في ابننا الوحيد .
أمنت علي كلامه وظلا يدعيان الله لسلامة عزيز عيناهم بقلب صادق .
____________________________
بعد مرور أسبوعان علي تلك الأحداث
في داخل المشفي تجلس أسماء بجوار علي تتلوا عليه آيات الذكر الحكيم بخشوع وملامح وجه حزينة علي رجلها وأبو أبنائها 
وفجأة استمعت لهمهمات آتيه من زوجها 
انتفضت علي الفور وذهبت إليه مسرعة وحاوطت وجهه بكفيها ورددت بسعادة
_علي حبيبي إنت فقت ياعلي 
هروح أنده لك الدكتور بسرعة وجاية 
وعلي وجه السرعة جرت للخارج وذهبت إلى غرفة الدكتور المتابع لحالته ودخلت دون استئذان من أثر الفرحة وقالت بابتسامة
_ أنا آسفة جدا يادكتور علي فاق ممكن تيجي تشوفه 
أجابها برتابة
_ حالا ياأم مازن إتفضلي قدامي .
أفسحت له المجال وخرجا بخطوات سريعة متجهين إلي غرفة علي ووجداه يأني بتعب مرددا
_ آه عطشان عايز مايه .
فحصه الدكتور وبدأ بحقنه مصلا لإفاقته 
وماهي إلا دقائق معدودة حتي أفاق وفتح عيناه رويدا رويدا وبدأ يدور بالغرفة بعيناه إلي أن استقر علي زوجته متحدثا بتعب
_ أنا فين ياأسماء وايه إللي جرالي 
أمسكت بكف يديه وقبلته وقالت بسعادة غامرة
_ إنت بخير الحمدلله ياعلي كانت حاډثة بسيطة ورجعت لنا بالسلامة يا أبو مازن 
وأردفت بحب وراحة 
_ اللهم لك الحمد والشكر يارب الحمدلله حتي يبلغ الحمد منتهاه 
ثم قامت بمهاتفة والديه وأخبرتهم بأنه علي فاق من غيبوبته وأصبح بخير الحمدلله 
علي الفور جائوا مهرولين إلي المشفي ودلفوا إليه مسرعين باحتضانه والإطمئنان عليه شاكرين ربهم علي نجاته وسلامته 
قائلين بفرحة وكل منهم يحتضن كفاي يداه 
_ حمد لله على السلامة يانور عيني ألف حمد وشكر ليك يارب 
حمد لله على السلامة يا أبو مازن ربنا كرمك ياحبيبي واستجاب دعانا 
هكذا ردد أباه بفرحة وسعادة لسلامة ابنه .
ساعات ربنا بيكرمنا بفضله وكرمه رغم كمية الذنوب إللي محاوطانا بسبب دعوة صادقة خارجة من قلب إللي بيحبونا .
_________________________________
في منزل محمد الشريف
محمد بإستعجال 
_ يالا ياأم مهرة قولي لمهرة تخرج بقي علشان عريسها يلبسها الشبكة الناس جايين بقالهم نص ساعة 
أم مهرة
_ حاضر حاضر ثواني بس يابو مهرة بتلبس الكوتشي بتاعها وخارجة أهي 
وبعد دقائق نادت مهرة والدتها فدخل أبيها فورا 
رفع أنظاره إليها مبتسما بحب قائلا
_ حبيبة قلب أبوها إيه القمر ده كله ربنا يحرسك من العين ياقلب أبوكي 
وأخذ كف يدها وخرج بها إلي الخارج حيث كان الوقت عصرا وكانت حفلة صغيرة مقتصرة على أهل جواد المقربين جدا وأهل مهرة المقربين جدا 
أخذها وصعد بها إلي سطح المنزل المرتب والمزين ببعض الزينة الخفيفة والهادئة 
وأوصلها إلي المكان المزين بالبالون على شكل مبهر والذي صنعه أخوات مهرة بطريقة مبهرة 
استقبلها جواد بقلب ينبض وابتسامة راحة بانت علي معالم وجهه ثم جلسا علي الكراسي المخصصة لهم 
نظر إليها بإبتسامة عشق قائلا
_ ايه القمر ده بس ياناس أنا كده هدوب من الجمال والدلال والسحر ده
15  16  17 

انت في الصفحة 16 من 18 صفحات