الأحد 24 نوفمبر 2024

قصة جميلة جدا كاملة الفصول بقلم الكاتبة ياسمين عزيز الجزء الأول

انت في الصفحة 17 من 67 صفحات

موقع أيام نيوز


جمال هذا النوع 
من الشوكولا الفاخرة التي لم تر مثلها سوى في الصور... 
بالطبع أين ستراها فمن الواضح أنها تساوي ثروة
و من مثلها لا يستطيعون سوى الحصول على 
الأنواع العادية الموجودة في المحلات....
تجاوزت دهشتها و هي تنظر للجين التي كانت 
حرفيا تفترس قطع الشوكولا دون توقف مصدرة
أصواتا طفولية تعبر ..

لتعاتبها أروى قائلة حبيبتي مينفعش ناكل
شوكولا كثير... كده حتمرضي.. و كمان مش 
حتقدري تفطري كويس...
همهمت الصغيرة برفض لتيأس منها أروى 
فوالدها هو من أحضرها لها إذا منعتها في 
فستغضب و تبكي و قد تتعرض لتوبيخ 
من زوجها...
تنهدت بقلة حيلة قبل أن تمد يدها هي الأخرى 
و تشاركها الاكل بعد أن قررت انها سوف تخبر 
خالتها و هي ستتصرف معه..
أخذت الغطاء المصنوع بالشوكولا لتقلبه 
في يديها قائلة بصوت منخفض تحدث 
نفسها طيب و داه المفروض ناكله و إلا 
نحنطه... داه شكل حل اوي و مش هاين 
عليا... يالهوي انا بقول إيه دلوقتي خليني 
اذوق طعمه عامل إزاي....
قضمته ثم أغمضت عينيها لتهمهم بتلذذ 
مستمتعة بطعمه الرهيب الذي تتذوفه لأول 
مرة في حياتها....
في مطار برلين تيجيل في ألمانيا....
تجلس سيلين على احد الكراسي في صالة الانتظار تنتظر رحلتها المتجهة نحو مصر بقلق و توتر كبير 
ودعت والدتها منذ قليل قبل أن تتجه نحو 
المطار... 
المتسارعة برهبة و هي ترفع نظرها كل ثانيتين 
للوحة البيانات التي تحتوي على موعد 
إقلاع الطائرات...
دقيقة... إثنان... خمسة....ستة و عشرون 
دقيقة قضتها قبل أن تسمع صوت نداء
رحلتها لتقف من مكانها متوجهة نحو المكان 
المخصص لكشف جوازات السفر....
إنتهت من الإجراءات ثم صعدت إلى 
الطائرة لتدلها المضيفة على مكانها 
بجانب النافذة.. دقائق قليلة ثم تعالي 
صوت المضيفة الأخرى تطلب من المسافرين 
ربط الأحزمة و الإستعداد للإقلاع نحو مصر.....
بعد أكثر من خمس ساعات لم تعلم سيلين 
كيف مروا عليها.. 
خرجت من باب مطار القاهرة الدولي نظرت
أمامها تبحث عن سيارة أجرى تاكسي....
أخرجت الورقة التي كانت تحتفظ بها
في حقيبتها اليدوية و التي تحتوي على
عنوان الشركة الذي كتبته لها والدتها باللغة 
العربية ثم توجهت لأول سيارة وجدت صاحبها 
يتكئ على بابها و هو .
تنحنحت قليلا قبل أن تتحدثممكن العنوان 
داه....رفع الرجل نظره نحوها ثم إتسعت عيناه 
پصدمة عندما رأى كتلة الجمال الواقفة أمامه 
مد يده بدون وعي ليأخذ الورقة منها قبل 
أن يتمالك نفسه قليلا و هو يستغفر بصوت 
مسموع قبل أن يبعد نظره عنها بصعوبة 
ليقرأ الورقة بصوت عال مجموعة عزالدين 
العالمية لل..... طبعا و مين ميعرفهاش... بس 
إنت لا مؤاخذة عاوزة تروحي هناك ليه...
تناولت سيلين الورقة من يده لتخبئها من جديد 
في حقيبتها و هي تجيبه تقدر نروح لهناك و 
إلا اشوف تاكسي غيرك.... .
أسرع السائق نحو حقيبة سفرها ليأخذها قائلا 
إتفضلي يا آنسة.. انا بس كنت عاوز أسألك 
مش أكثر... إتفضلي إركبي.... نورتي عربيتي...
وضع الحقيبة في صندوق السيارة ثم اسرع 
ليفتح لها الباب قائلا إتفضلي...يا آنسة....
ركبت سيلين ثم أغلق الباب خلفها ثم توجه
نحو مقعده ليشغل السيارة ثم يحرك المرآة 
قليلا حتى يظهر له وجهها و هو يبتسم 
بخفة قائلا من جديد حضرتك جاية منين... 
أمريكا و إلا كندا....و إلا فرنسا....
تاففت سيلين و هي تتذكر حديث والدتها 
عن ثرثرة اغلب أصحاب التاكسي و توصياتها 
بعدم الحديث معهم لتتجاهله عله يصمت 
لكنه عاد لثرثرته من جديد انا قلت اسليكي 
شوية عشان الطريق للعنوان اللي إنت إديتهولي
طويل حبتين و حتزهقي....
إمتعضت ملامحها بملل من ثرثرته و صوته الاجش
المزعج الا يكفيها خۏفها و قلقها... و قلبها الذي 
هذا الكائن الثرثار ليزيد عليها...
بللت شفتيها قبل أن تتكلم بصوت حاولت 
ان يخرج واثقا عكس داخلها على فكرة 
انا مصري بس كنت في ألمانيا و لو سمحت 
كفاية سؤال عشان دماغي صدعة كتير ....
قهقه السائق على لهجتها المضحكة و كيفية
نطقها الطريف للحروف قائلا لا واضح 
حضرتك إنك مصري جدا
 

16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 67 صفحات