قصة جميلة جدا كاملة الفصول بقلم الكاتبة ياسمين عزيز الجزء الأول
توقف
و كأنهم آلات....
امسك أحد الحارسين حقيبتها ليمررها
بجهاز ما مثل الذي رأته منذ ساعات في المطار
ثم وضعه في أحد الأركان بينما أشار لها كلاوس
باتباعه....
صعدا المصعد ليضغط كلاوس بعض أزراره ليرتفع
بهما نحو طابق معين....
نظرت سيلين حولها بتوتر و ذعر من الإجراءات
الأمنية المشددة حيث لاحظت إنتشار القاردز في كل مكان في الشركة و قد ميزتهم من خلال ملابسهم المتشابهة و نظارات السوداء التي يرتدونها بالإضافة إلى السماعات البيضاء في آذانهم....
وصلت اخيرا أمام مكتب السكرتارية الذي
يضم مجموعة من الفتيات اللواتي يعملن
بجهد كل واحدة أمامها حاسوب تدقق النظر
فيه....
وقف كلاوس أمام إحدى الفتيات قائلا بصوت
هزت الفتاة رأسها و هي تعدل من نظارتها
قائلة بعملية حاليا هو فاضي بس عنده
إجتماع كمان تسع دقائق بالضبط.... .
عقدت حاجبيها و إتسعت عيناها بذهول عندما
لمحت للتو سيلين وراءه لتسأله مين الباربي دي...
تجاهلها كلاوس كعادته و هو يلتفت نحو
سيلين لتتبعه ناديا السكرتيرة بصوت
اللي معاه انا اول مرة اشوفها...
طرق كلاوس الباب ثم دخل بمفرده
ليجد سيف منكبا على أوراقه كعادته....رفع
رأيه لثوان دون أن يتحدث....
وقف كلاوس مطئطئا راسه باحترام أمام مكتبه واضعا يده فوق الاخرى أمامه ليقول سيف
باشا في واحدة برا عاوزة تقابل حضرتك.. شكلها
من المطار مصممة إنها تقابل حضرتك....
رفع سيف رأسه مرة أخرى و قد ظهر على وجهه
الاستغراب ليتمتم بصوت عال واحدة....مقالتلكش
إسمها إيه
كلاوس إسمها سيلين سامي...انا دققت في
أوراقها و باسبورها بنفسي... لسه جاية
من المطار حالا.... حضرتك تحب ادخلها و إلا امشيها....
خليها تدخل بسرعة....
أومأ له كلاوس بطاعة قبل أن يختفي من
أمامه تاركا الباب مفتوحا حتى تدلف سيلين.....
يتبع
الرواية تحتوي على عدة مفاجآت في الفصول
الجاية
الفصل الرابع
دلفت سيلين و هي ترتجف من الخۏف و التوتر فالدقائق القادمة ستحدد مصيرها و مصير والدتها
هزت رأسها ببطئ و قد تسللت إلى رئتيها رائحة
عطر فاخرة ثقيلة.. بحثت عن صاحبها لتجده يجلس
بأريحية على طاولة مكتبه الفخم يتحدث مع
شخص ما على هاتفه بتركيز حتى أنه لم يعر أي إهتمام لدخولها...
إبتلعت ريقها ببطئ و هي تتفرس دون وعي كتلة الوسامة التي أمامها...
طوال حياتها كانت محاطة بالرجال الوسيمين ذوي البشرة البيضاء و الأعين الزرقاء لكن هذا
الاسمر الوسيم الجالس أمامها حكاية أخرى..عضت شفتيها بقوة و هي ټشتم نفسها داخليا
على وقوعها السريع تحت تأثير سحره فهذا
ليس ابدا وقت اللهو.. هي قادمة من أجل مهمة
و يجب عليها التركيز بكل حواسها...
تنحنحت بصوت منخفض حتى ينتبه لها
ليلتفت نحوها ثم يسارع لانهاء مكالمته
و يضع هاتفه بجانبه و هو مازال يتفرسها
بنظرات غامضة لم تفهمها....
أما بالنسبة لسيف فحالما رفع رأسه تجمد
الډم في عروقه حرفيا و لم يصدق مارآه
أمامه...حتى أنه قطع مكالمته دون وعي منه...إنها هي تلك الصغيرة التي إلتقاها منذ أشهر
في ألمانيا... نفس الشعر البرتقالي المميز
و العينان ذوات اللون الغريب اللتين تضيفان
على وجهها هالة من البراءة حيث بدت له و كأنها
طفلة في الخامسة من عمرها...
وبخ نفسه بأسف لأنه نسي أمرها بعد أن
عاد من ألمانيا منذ أشهر بعد أن حاول العثور
عليها.... لم يدقق في البحث عنها في ذلك
الوقت بل إكتفي بتكليف أحد حراسه بسؤال
زملائها في المطعم و أمرهم بالاتصال به
حالما يروها ثانية....ثم نسي أمرها بعد أيام
قليلة لانشغاله بالعمل و بعدها عاد لمصر...
نسيها وقتها و لكنه تذكرها الان حالما رآها
و كيف له ان ينسى هاتين العينين اللتين
سحرتاه منذ اول نظرة.. يستطيع تمييزهما
من بين آلاف العيون....
أشار لها أن تجلس على الاريكة مقابلة له
دون أن يتحرك من مكانه بل إكتفي بالتحديق
بها و كأنه يدرس جميع تحركاتها....
قطب جبينه باستفهام و هو يفكر هل من المعقول
أنها بحثت عنه و قطعت كل المسافة حتى
تأتي و تطالبه بتعويض لانه كان السبب
في فقدانها لعملها...او ان أحدا ما علم أنه
كان يبحث عنها فأرسلها له لسبب ما.. قد يكون
احد أعدائه من وصل إليها و قرر إستخدامها
ضده...جميع الاحتمالات واردة إذن...
فرك ذقنه بحيرة لكنه سرعان ما نفى تلك الأفكار
من رأسه بعد أن قرر سماعها أولا ثم الحكم
عليها بعد ذلك...فكما يقول المثل الشعبي...ياخبر النهاردة بفلوس.....
قطع الصمت متحدثا بصوت رجولي واثق باللغة الالمانيةتكلمي...إني أسمعك.
حركت سيلين حقيبتها بتوتر و هي لاتستطيع
التحدث فقد علقت الكلمات في حلقها حتى
انها لك تنتبه أنه حدثها باللغة الألمانية فمن أين
يعرفها حتى يتكلم معها بلغتها طبعا هي معرفتش هو مين...
ارجعت إحدى خصلات شعرها التي تمردت
وراء أذنها قبل أن تستجمع كامل شجاعتها
و تقول بلهجة مصرية متلعثمةانا آسف عشان
جيت فجأة كده...مش خذت موعد بس انا جيت عشان مامي... هو قالي إيجي مصر
و روحي هنا عشان اشوف سيف عز الدين....هز سيف حاجبيه باستغراب لما تقوله هذه
الصغيرة...من هي والدتها التي جاءت إلى هنا من أجلها. من هذا الذي ارسلها لتقابله و ماذا يريد منه...كتم بداخله ضحكاته على كلامها
الغير مرتب لكنه تدارك نفسه عندما طرق
باب المكتب لتدخل السكرتيرة قائلة بنبرة رسمية سيف باشا كلهم مستنيين حضرتك عشان الاجتماع....
صمتت عندما أشار لها بأن تتوقف عن الحديث
و عيناه لاتزالان مثبتان على سيلين...
سيف بأمر إلغي الاجتماع...
ثم أشار لها بالإنصراف لتومئ له السكرتيرة
و تغادر دون إضافة أي كلمة أخرى فهي طوال