قصة جميلة جدا كاملة الفصول بقلم الكاتبة ياسمين عزيز الجزء الثالث
براحتك...أومأ لها سيف و هو يسير نحو الدرج متجهالجناحه... وضع سيلين على السرير و غطاهاجيدا ثم دلف الحمام ليستحم و يغير ملابسه....خرج إلى الشرفة لېدخن إحدى سجائره و هو
ينظر بعيدا نحو سور الفيلا بغموض....بعد دقائق دلف من جديد نحو غرفة الملابس ثم فتح إحدى أبواب الخزانات و إنحنى ليدخلها ثم ابعد الملابس التي بداخلها ليتحسس
كما تركها... تنهد بضيق لعلمه أن الايام القادمة لن تكون سهلة عليهم فظهور هذا الحارس و إختفاءه بطريقة غامضة ماهو إلا رسالة خفية من عدوه يخبره فيها أنه يستطيع دخول مملكته في أي وقت يريده و فعل أي شي يرغب فيه بسهولة
الصغيرة إبنة التسعة عشر عاما أن تقلب
حياته رأسا على عقب هكذا...تذكر حياته السابقةكيف كانت روتينية و مملة قبل ظهورها بينما أصبح الان يعد الوقت بالساعات و الدقائق حتى تكون إلى جانبه...إستقام من مكانه ليأخذ هاتفه ثم يغادر بعد أن أحكم إغلاق باب الجناح ثم خرج إلى الحديقة حيث وجد كلاوس الذي كان يتحدث عبر الهاتف
ظهرت في كاميرات المراقبة على بعد حوالي كيلو و نص... بعدها إختفت
تماما الظاهر إنهم عارفين كويس مكان الكاميرات اللي في الكومباوند....سيف داه شي متوقع آدم رغم وساخته
أنا ميهمنيش الكلام داه إللي يهمني إنه قدر يوصل لمراتي و يخوفها و ياعالم كان ممكن يعملها إيه...انا كل ما بفكر في الموضوع داه أعصابي بتدمر و ببقى عاوز أفرغ مسډسي فيك و في حراسك المغفلين..من النهاردة
هيروح الشركة النهاردة داه شبيهي...كلاوس أي أوامر ثانية...سيف لا...قفل سيف راجعا لجناحه بعد أن أعطى جميع تعليماته لكلاوس و التي كان مفادها إحضاررجل و جعله شبيها بسيف ليذهب مكانه إلى الشركة هذه الفترة حتى يعتقد آدم أن الفيلا
خالية...في قصر عزالدين.....نزلت إنجي الدرج بخطوات متعبة و ملامح
متجهمة...منذ يومين لم تذق طعم النوم و هي تفكر في إختفاء هشام المفاجئ حتى انها سألت عنه كثيرا دون فائدة كما أنها تفاجأت أن لا أحد يعلم بخبر سفره للندن لتقرر اليوم الذهاب إلى المستشفى علها تجده هناك ...هالات سوداء ظهرت أسفل عينيها أما وجهها فقد بدا شاحبا حتى مساحيق التجميل لم تنجح في إعادة نضارته السابقة...وجدت زوجة عمها ووالدتها تجلسان في صالون المنزل كعادتهما لكن هذه المرة كانبرفقتهما ديفيد جواهرجي العائلة الذي
كان يزورهم بين الحين و الاخر محملا
بأجمل و أفخر الأطقم الألماسية....سناء نوجة حبيبتي...جيتي في وقتك تعالي شوفي ال collection الجديدة اللي جايبها ديفيد تحفة...أنا إخترتلك الطقم داه عشان عارفة ذوقك...جلست إنجي بجانبها تنظر للطقم الألماسي الذي إختارته والدتها بعدم إهتمام و هي تقول و إيه الفايدة ما إنت عارفة إني مش هقدر ألبسهإنت ناسية تعليمات جدي...سناء لا
مش ناسية بس...
نظرت لإلهام التي كانت مشغولة بفحص
أحد الخواتم الماسية الكبيرة ثم همست في اذنها بصوت منخفض خلي هشام هو اللي هيدفع ثمنه..أحست إنجي باضطراب معدتها عند ذكرإسم هشام لتجيبها محاولة التماسك أمامها
بس داه غالي اوي و انا مش عاوزة أكثر
عليه... .سناء بعدم مبالاة متقلقيش عليه داه معاه فلوس قد كده..دي حتى أمه قالت إنه هيفتح مستشفى خاص بيه....إنجي ربنا يوفقه....قاطعت حديثهم إلهام التي كانت تمسك
بطقم تريد أن تريه لسناء قائلة بصي داه.. حلو اوي...سناء بعد أن ألقت عليه نظرة فعلا..شيك جدا...دايفد متدخلا
طول عمرك ذوقك حلو يا إلهام هانم...
الطقم داه إتعمل منه قطعة واحدة بس
و انا قلت إنها مش هتليق غير عليكي
عشان عارف ذوقك فريد من نوعه و مش بيعجبك غير القطع النادرة و المميزة...إلهام بغرور طبعا إلهام عزالدين مش بيعجبها أي حاجة
أنا هاخد الطقم داه و شوف سناء هانم هتاخذإيهأغلقت العلبة ثم وضعتها على الطاولة ثم إلتفتت نحو سناء التي إختارت بدورها طقما بسيطا...بعد دقائق جمع ديفيد و مساعديه بضاعتهم
ثم غادروا...إلهام و هي تضع ساقا على الأخرى قائلةو هي ترمق إنجي بنظرات ذات معنى هو أنا مقلتلكيش يا نوجة... مش هشام سافر لندن النهاردة....إنجي اه عارفة... ربنا يوفقه....إلهام آمين...بس هو مش هيقعد كثير
عشان عاوز يفتح مستشفى خاص....إنجي و هي تقف من مكانها بارتباك واضح عن إذنكوا أنا لازم اروح إتاخرت على الجامعة...هرولت راكضة نحو الخارج تحت نظرات
سناء المندهشة و إلهام الحاقدة التي
كانت سعيدة جدا لأن إبنها و أخيرا إبتعد
عن إبنة امين كما تسميها....في الخارج كانت إنجي تبكي بقوة داخل سيارتها و هي تردد من بين شهقاتها حقېر....الظلت عدة دقائق تبكي قبل أن تمسح دموعهافجأة ثم أخرجت هاتفة محاولة الاتصال بهشام لكنها وجدت هاتفه مغلق كحاله منذ ثلاثة أيام.....في فيلا ماجد عزمي....تثاءبت يارا بنعاس و هي تمد يدها لتبحث عن هاتفها....سمعت صوت مروى لتفتح عينيها..مروى صباح الخير...و أخيرا صحيتي..يارا بتعب صباح النور....لابسة كده و رايحة على
فين... تحدثت يارا عندما وجدت مروى مرتدية لملابسها...مروى بضحك رايحة على بيتي.. بقالي يومين قاعدة معاكي هنا..متهيألي كفاية...يارا و هي تزيح اللحاف من فوقها بس انا محتاجاكي جنبي اليومين دول ما إنت عارفة...مروى لا عارفة و لا حاجة.. متهيألي إننا تكلمنا في الموضوع داه كثير و فهمتك إزاي تستغلي نقطةهوسه بيكي لصالحك ....يارا بانرعاج بس داه مش حل...أنا أصلا مش بطيق أبص في وشه إزاي همثل إني بحبه و متقبلاه و بعدين هو مش غبي عشان يتخدع كده بسهولة.....مروى و هي تجلس بجانبها قائلة بهدوءيويو حبيبتي انا عارفة إن ده صعب عليكي بس إنت مضطرة تعملي كده.. عشان حاليامفيش قدامك
غير الحل داه و إنت اصلا مش بتمثلي...
و لا بتخدعيه...داه هو بنفسه بيطلب منك إنك
تسمعي كلامه و توافقيه على كل حاجةيطلبها منك... بالعربي كده هو عاوزك تطيعيه زي العبدة مقابل إنه يعاملك حلو...ماهو قلك كده بالحرف الواحد... نصيحتي إسمعي كلامه
و نفذيه عشان إنت اكثر واحدة مجربة زعله...يارا اوووف بقى انا زهقت و تعبت نفسي ارجع ثاني حرة زي زمان... نفسي انام و اصحى الاقي نفسي بحلم و إن اللي عشته الشهور اللي فاتت كان مجرد وهم....مروى و هي تربت على ساقها متقلقيش إن شاء الله كل حاجة هتتحل اصبري بس شهرين كده و يزهق منك و ساعتها هترتاحي....يارا و هي تزيح يدها پعنف يا سلام يعني
أستنى سيادته عشان يزهق مني...مروى طيب قوليلي في حل ثاني ما إنت
جربتي كل حاجة و بردو مش نافع... اللي زي صالح عزالدين داه متنفعش معاه القوة...و لوي الذراع...يارا عارفة بس انا أعصابي تعبت مبقاش فيا حيل أتحمله...كل يوم بلاقي نفسي غرقانةمعاه في مصېبة اكثر...مروى عشان كده لازم تبينيله إنك خلاص
إستسلمتي عشان يحس إنه حقق إنتقامه منك....و بكده هيزهق و يسيبك...يارا باستنكار إنت ليه عاوزاني اذل نفسي
له أكثر من كده... مروى عشان متتأذيش...مقاومتك ليه يعني
أذية اكثر...يارا بردو مش بإيدي... أنا كلما أشوفه ببقى عاوزة أقتله عشان أخلص من سجنه..مروى و انا زيك بس هنعمل إيه مفيش في إيدينا حاجة نعملها... لازم نصبر و أكيد هييجي يوم و ربنا ياخذلك حقك منه... بس قوليلي يا يويو هو يعني لو جا يوم و صالح بيه... طلب منك إنك تسامحيه و تبدأوا حياة جديدة مع بعض هتوافقي...يارا بلهجة مستنكرة إيه اسامحه مستحيل
طبعا...مروى طب ليهيارا و ترفع حاجبها پصدمة نعم...إنت بجد بتسألي ليه مروى إنت كويسة....مدت يدها لتبسطها فوق جبينها تتحسس حرارتها
تجدها عادية لتزفر بارتياح قائلة
مفيش حرارة... بتخرفي بس....مروى بضحك بالعكس انا بسألك و انا في كامل قواي العقلية....لو فرضنا إن صالح تغير و بقى بيحبك و إعتذرلك على كل حاجة عملها معاكي.. هتقبلي تسامحيه...يارا بتنهيدة
أكيد لا.... أنا دلوقتي بتمنى حاجة واحدة بس... و هي إنه يختفي من حياتي و يسيبني في حالي....مش عاوزاه يتغير و لا يحبني
و لا أي حاجة...اللي شفته منه كثير اوي
و مفيش أي كلمة في الدنيا هتوصف العڈاب اللي انا عشته على إيديه... ضړبني و اهاننيو ذلني قدام اللي يسوى و اللي ما يسواش ... خلاني ابوس رجليه و انا بترجاه إنه يرحمني و يسامحني على ذنب صغير انا إرتكبته من سنين....دمر حياتي و مستقبلي سابش ليا أي أمل أكمل بيه حياتي اللي بقيت شايفاها
سواد قدامي...مفيش ست في الدنيا هتحبراجل أذاها...دي بتبقى بس في المسلسلات و الأفلام اللي بنتفرج عليها .مروى بصوت حزين معاكي حق...هو فعلا ميستاهلش يتحب..قطع حوارهم رنين هاتف يارا الذي أعلن عن
وصول رسالة جعلت أنفاس
يارا تنقطع منشدة الفزع.... نظرت عيون خائڤة نحو مروى قبل أن تتناول هاتفها و تفتح الرسالة التي كانت مرسلة من صالح يخبرها أن سيمرليأخذها مساء...أغمضت عينيها و هي تسند رأسها بين
يديها قبل أن تمتم بيأس هعمل إيه يا مروى... داه عاوزني اروحله
الليلة....مروى تبقى فرصة تنفذي فيها اللي إتفقناعليه... متقلقيش هما مرتين