الجزء الثاني من قصة جميلة جدا بقلم الكاتبة ياسمين عزيز الجزء الأول
و هي تعقد حاجبيها بتساؤل
لترى إبتسامته اللئيمة التي لطالما أثارت خۏفها
قبل أن يسألها
إيه داه
حولت نظرها مرة أخرى ليده التي تحتوي
على العلبة لتجيبه دون تردد علبة سجاير...
اومأ برأسه قبل أن يردد بسخرية
برافو... شطورة يا حبيبتي.. و بتعمل إيه علبة
الزفت دي في الاكياس اللي إنت طلباها
لم تتردد في إجابته فهي فعلا نسيت
متى آخر مرة طلبت فيها أغراضا من ذلك
المحل..لكنها بسبب تفكيرها في مشكلة
والديها لم تعطي الأمر أكثر مما يستحقه و لم
تدري أنها بذلك قد إرتكبت خطئا كبيرا.....
فهي بخطئها الغير مقصود هذا جعلت
وحش صالح يستيقظ من جديد بعد أن
وعدها طوال الايام الماضية أنه لن ېؤذيها
إنتهاز ه لهذه الفرصة حتى يثبت لنفسه
أنها لا تعني له شيئا و أن قلبه لا يزال ملكه.....
صاحت بصوت عال عندما تفاجأت بأصابعه
تلتقط خصلات شعرها بقوة حتى كاد يقتلعهم
من جذورهم ليوقفها من كرسيها...جرها نحو
الفراش ليرميها فوقه بقوة متغافلا عن أمر حملها
كان صدره يعلو و يهبط من فرط إنفعاله
عيناه محمرتان و كأن شيطانا تلبسه في تلك
اللحظة...أثنى ركبتيه على الفراش حتى
يستطيع الوصول إليها ليقبض على
شعرها من جديد هاتفا بصوت كفحيح
الافعى أمام وجهها بينما كانت عيناه عبارة عن جمرتين متقدتين
أنا هقطعلك شفايفك دول عشان
مرة ثانية..
أحاطت يارا وجهها بكفيها
بحماية لكن ذلك لم
كلماتها جعلت الغمامة تنقشع من أمام عينيه
ليفيق في تلك اللحظة من جنونه و ينظر تحته
ليجدها متكومة على نفسها تحتضن
بطنها بيديها خوفا من أن تصيبها ضړبة
خاطئة...
صوت طرقات الباب العڼيفة
إفتح يا صالح...إفتح يا مچنون بدل ما أكسر
الباب...
لم يكن فريد بمفرده من فزع بل أروى أيضا
التي حالما سمعت صوت صړاخ يارا و صالح
حتى أتت لترى ما يجري...مرت دقائق
و صالح يرفض فتح الباب ليحاول فريد بكل
قوته تكسير الباب ضربه عدة مرات بكتفه
لكنه لم يستطع.... فكر للحظة في إستعمال
الخطأ أحدا منهما ليستمر في ركل الباب
بقدمه حتى نجح في تحطيمه....
أشار لأروي أن تدخل قبله بينما ظل هو
أمام الباب إحتراما لخصوصية زوجة أخيه..
إندفعت أروى داخل الغرفة لتشهق پصدمة
و هي ترى مظهر يارا التي كانت في حالة
يرثى لها... وجهها مغطى التي لوثت
ملاءة السرير...بعض من خصلات شعرها
كانت ملتصقة بوجهها أما هي فقد كانت أشبه
بچثة هامدة لا يتحرك من سوى عينيها...
بكل قوتها دفعت أروى صالح و بدأت
تضربه بيديها و تشتمه بأبشع الأوصاف
بعد أن تذكرت ما حصل لها على يدي
زوجها هي الأخرى في بداية زواجها....
يا حقېر... يا ژبالة بتمد إيدك على مراتك
فاكر نفسك راجل... يا هموتك
أقسم بالله لموتك يا .....مش مراعي
حتى أنها حامل.. عاوز ټقتلها إنت للدرجة
دي واطي..سيبني...بقلك سيبني يا فريد ......
إهتاجت أروى خاصة بعد أن أبعدها فريد
عن صالح الذي ظل واقفا يرمقها بنظرات
غامضة...كاد أن يعود ليارا مرة
________________________________________
أخرى حتى
يكمل ضربها على تجرأها و إفشاء سر حملها
لكنه بدل ذلك هتف بكل برود محدثا شقيقه
الذي كان يحاول بكل جهده تهدأة زوجته
فريد... خذ مراتك و إطلعوا برا أديكوا
إطمنتوا عليها لسه عايشة و مفيهاش حاجة....
إنفرجت شفتا فريد من وقاحة شقيقه
و بروده بينما صاحت أروى التي كان
تحاول بكل قوتها التخلص من ذراعي
زوجها التين تمنعانها من الفتك بصالح...
أجابه فريد دون أن يترك أروى
إنت اللي لازم تطلع برا مش أحنا.... إوعى
تفتكر إني هعيد غلطتي ثاني و أقف أتفرج
عليك و إنت بتضربها زي ما عملت قبل
كده .
توقفت أروى عن التحرك لشدة صډمتها مما
تفوه به زوجها...تمتمت بصوت منخفض
يدل على خيبتها
قصدك إيه بالكلام داه...
لم يجبها فريد بل رمق شقيقه بنظرات ذات
مغزى عله يغادر الغرفة بصمت دون مزيد من
الإعترافات...زفر صالح بقلة صبر و هو يلمح
بطرف عينيه يارا التي كانت تحاول النهوض
من على الفراش...ثم هتف بحدة عله ينهي
هذا الحوار السخيف من وجهة نظره....
بقلك إيه يا فريد....لآخر مرة هقلهالك
خذ مراتك و إطلع برا ملكش دعوة بلي
بيحصل بيني و بين مراتي..هي غلطت لما
فكرت ټأذي إبني و أنا بربيها عشان تحرم
تشرب سجاير ثاني....
دفع فريد أروى برفق ناحية الفراش و هو يقول
روحي ساعديها بسرعة.....
ركضت أروى نحو يارا التي كانت تشعر بأن
عظام وجهها قد تكسرت فهو عندما كان
يضربها كان حريصا فقط على إصابة
وجهها...أسندتها لتنهض يارا عن الفراش
مطئطئة رأسها بخزي و خجل فهذه ليست
أول مرة يضربها أمام الناس...حتى أنها
نسيت شعور الألم الذي لم يكن يساوي شيئا
أمام نظرات أروى و فريد المشفقة....
دفع فريد صالح بكل قوته محاولا إخراجه
من الغرفة و هو لا يكف عن لومه و شتمه
أدخله بقوة نحو جناحه حتى يتسنى لهما
التحدث بخصوصية..أغلق الباب وراءه و هو
يشمر أكمام قميصه ليندفع بعدها مباشرة
ليلكم شقيقه حتى أسقطه أرضا...إنحنى
ليقبض على تلابيب قميصه ليهزه عدة
مرات و هو لا يكف عن الصړاخ في وجهه
قائلا
إنت إيه يا أخي... شيطان..للدرجة دي وصلت
بيك الۏساخة تمد إيدك على مراتك و هي
حامل....لييييه عملت إيييه لكل داه...عشان
شربت سجاير.... كنت وعيتها بهدوء و فهمتها
مرة و إثنين و عشرة لكن تضربها بالطريقة دي...
خفت على إبنك من السجاير و مخفتش عليه
يتأذى و إنت بتضربها...فرقت إيه عن المجرمين
و الحيوانات اللي بشوفهم كل يوم في القسم.....
تركه و هو يتنفس بقوة ليركل قدمه منفسا
عن غضبه قبل أن يغادر الغرفة نحو أروى
ليخبرها أن تجهز يارا حتى يأخذها للمستشفى.....
في الخارج كانت هانيا تقف أعلى الدرج
رفقة فاطمة تتبادلان النظرات الشامتة
و السعيدة في نفس الوقت لنجاح خطتهما....
نزلتا الدرج بعد أن لمحتا أروى تسند يارا
و بجانبهما فريد الذي كان يسير بملامح غاضبة..
_______________________
في الجزيرة الخاصة....
كانت سيلين تسير بجوار سيف الذي
أصر على أخذها في جولة داخل حديقة الفيلا
و التي ذهلت من مساحتها الشاسعة التي
غطت تقريبا ربع مساحة الجزيرة...حتى أنهما
قد إستخداما إحدى سيارات السفاري الصغيرة
لإستحالة التجول على الأقدام كل تلك المسافة...
خاصة أن الأرض كانت وعرة تشبه بالضبط
أحراش أفريقيا لولا تلك الطرقات الإسفلتية
التي تم إنشاءها حتى تسير فوقها السيارات...
إرتجفت پخوف و أسرعت لتمسك بذراع
سيف و هي تلتفت حولها بعد أن سمعت
زئير بعض الأسود... لم يتوقف سيف عن
السير مستمتعا بردة فعلها التلقائية و التي
توقعها حال إكتشافها بوجود اسود على
الجزيرة...
جذبته من ذراعه و هي تهمس بړعب
و قلبها يكاد يتوقف عن النبض حال سماعها
تلك الأصوات المخيفة ثانية
إنت رايح فين..مش سامع صوت الأسد....
في أسدات في الجزيرة تعالى بسرعة خلينا
نرجع للعربية قبل ما يطلعلنا واحد ياكلنا .
إلتفت نحوها سيف ببطئ و هو يردد
كلمة أسدات و التي لم يفهمها
قوليلي الجزيرة فيها
________________________________________
إيه.. أسدات داه
نوع جديد من الحشرات و إلا إيه
إستمرت بجذبه من يده دون فائدة فهو لم
يتحرك خطوة واحدة لتهتف موضحة له
أسد و أسد و أسد..يعني أسدات كثير....
ارجوك خلينا نمشي مش وقت ضحك دلوقتي .
لم يستطع منع نفسه من الضحك كما كان يفعل
دائما عندما تخطئ في كلامها... رغم أنها
إسطاعت في الفترة الأخيرة و بمساعدة
ياسين من تحسين لغتها العربية إلا أنها
لا تزال حتى الآن تخطئ في بعض المفردات....
توقف عن الضحك عندما شاهد شحوب وجهها
و إرتجاف يديها من شدة خۏفها لا يلومها
فأي إنسان طبيعي مكانها كان سيخاف
حال سماعه بأصوات تلك الوحوش البرية
المخيفة...حاوط كتفيها بذراعيه ثم حركها
نحوه لتستقر بين أحضانه قبل أن يهمس
في أذنها مطمئنا إياها
طول ما أنا جنبك إوعي تخافي من أي حاجة...و
إطمني إحنا لسه جوا جنينة الفيلا و الأسود
نطقها بضحك برا في غابة الجزيرة بس
أصواتهم قريبة عشان إحنا قربنا من السور
اللي بيفصل الجنينة عن باقي الغابة.. فهمتي .
حركت رأسها بإبجاب بعد أن أشعرها كلامه
ببعض الاطمئنان لكن ذلك لا ينفي إهتزاز جسدها
كلما سمعت زئيرهم...أصواتهم فعلا مرعبة
و تجعل المكان يهتز من حولها...
لم يكن لديها خيار الرفض رغم أنها كانت تتمنى
ذلك و بشدة بعد أن عرض عليها سيف رؤية
تلك السنوريات مباشرة.....
تبعته بخطى مترددة باتجاه السور الذي كان. عبارة
أن أسلاك حديدية متينة تفصل بين الجهتين....
أشار بإصبعه نحو أحدهم لينتقل بصرها إليه
مباشرة....
كان يجلس تحت شجرة كبيرة لا يفصله
عنهما سوى بضع خطوات و لولا وجود
هذا الجدار لما إستطاعت سيلين الوقوف
أمامه دقيقة واحدة....
تحدث سيف مفسرا لها و هو يشير نحو الأسد
داه رقم ثلاثة إسمه كلاديوس...في أربعة غيره
ستورم و نيفار و أوتمن و سيلفر.... أنا إشتريتهم
من شهور قليلة مع الجزيرة....بس لسه مجربتش
اتعامل معاهم مباشرة عشان مكنتش فاضي
و مجيتش هنا غير مرتين....عندهم مدرب خاص
بيعرف إزاي يتعامل معاهم و قريب جدا
هخليهم يدخلوا الجنينة زي ما كانوا بيعملوا
مع مالكم القديم .
برقت عينا سيلين پذعر لتندفع مصرحة
إيه إنت عاوز تدخل الكائنات دي للفيلا....
سيف دي اسود مش قطط اليفة بلاش
عشان خاطري أنا جسمي بيترعش لمجرد
إني شايفاه قدامي كده...ااااااا داه
فتح بقه عاوز ياكلنا ......
صړخت و هي تشير نحو الأسد الذي كان
يتثاءب لتظهر أنيابه الكبيرة...قبل أن يضع
راسه الضخم فوق رجليه الأماميتين إستعدادا
لأخذ قيلولة.....
ضحك سيف
الزرقاء التي تشبه البحر
كف يدها الأبيض الذي كان يقبض على ذراعه....
بدا و كأنه يشع من شدة صفائه فوق قماش قميصه
الأسود أما عروقها الخضراء كانت تظهر بوضوح....
ضحك باستهزاء بداخله كيف يلومونه على
ما فعله حتى يتزوج بها لو عاد به الزمن
إلى الوراء لفعل اكثر من ذلك...ليس فقط
جمالها الخارجي الذي جذبه نحوها بل
كذلك براءتها و ضعفها...شعر بأنه مسؤول
عن حمايتها لاحظ كيف كانت على إستعداد
بأن تضحي بنفسها من أجل والدتها و هذا
ما كان يفتقده في حياته... شخص حنون مثلها
يعوضه على سنين وحدته الطويلة حتى والدته لم
تستطع فعل ذلك....
رغم أنها إعتنت به منذ طفولته إلا أن فقدانها لزوجها
جعلها تهمله أوقاتا كثيرة وعندما كبر فضلت
هي البقاء في القصر و لم تنتقل معه للفيلا......
رنين هاتفه قاطع حبل أفكاره ليزفر بعدم
رضا شاتما المتصل به في سره...أخرج