الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

الجزء الثاني من قصة جميلة جدا بقلم الكاتبة ياسمين عزيز الجزء الأول

انت في الصفحة 14 من 22 صفحات

موقع أيام نيوز

أحسن حاجة أروح اشوف شغلي 
عشان لو قعدت هنا مش هخلص.....
قاد سيارته باتجاه الشركة وفي كل مرة
يتفقد هاتفه عل فريد يوافيه بأخبار جديدة
عن يارا و الطفل .....
إبتسمت إلهام بخبث و هي تدعو سناء 
لدخول القصر فالطقس في الخارج 
كان شديد البرود مع بدأ تساقط بعض 
رذاذ المطر بعشوائية بسبب الرياح الخفيفة 
تود فقط لو أنها تستطيع إخبار الصحافة 
حتى تثير ڤضيحة كبيرة لټنتقم من ميرفت.....
و بالفعل و كأن فاطمة قرأت ما يدور بخلدها 
لتنسحب بهدوء نحو غرفتها...أخرجت شريحة هاتفها
المخبأة تحت وسادتها لتستبدلها بشريحتها الاساسية
ثم هاتفت إحدى الصحافيين الذي عرفت 
إسمه من خلال أحد المواقع المختصة في 
نشر أخبار المشاهير التي يعمل بها.... 
أخبرته الحكاية بإيجاز ثم أغلقت فجأة دون
أن تجيب عن بقية اسألته و هي تشتمه بصوت 
منخفض بسبب ثرثرته و فضوله....
في كلية الإعلام....
لم تكن إنجي في أفضل أحوالها كانت تشعر بالضياع 
يحيطها من كل جانب منذ أن تشاجرت مع هشام 
و هي تشعر بأن الحياة أصبحت صعبة للغاية 
و كيف لا و هو من كان يهتم بها و يعاملها 
كالاميرة المدللة...كان يحل كل مشاكلها و يساعدها 
في كل ما تحتاجه ماديا و معنويا و لو كان موجودا 
الان لما تجرأ ذلك الأحمق علي على إستغلال 
الفرصة و ټهديدها......
كانت تجلس في الكافتيريا وحيدة بعد أن أجبرها
على قطع علاقتها مع أصدقائها... هي لم تكن 
منزعجة من ذلك فهي أيضا كانت تنوي تركهم 
خاصة بعد آخر حوار.... 
وضعت كوب القهوة و هي تزفر بملل حالما
سمعت صوته وراءها و هو يقول 
أنا جيت...وحشتك صح... سوري ياروحي 
المحاضرة كانت مهمة جدا مقدرتش محضرهاش...
جلس أمامها راسما إبتسامة عذبة على شفتيه 
جعلت إنجي تشرد بوسامته قليلا قبل أن تتمالك 
نفسها قائلة
إيه اللي جابك
قوس علي شفتيه مدعيا الحزن قبل أن يرد عليها
كده يا بيبي ټحطمي قلبي... بقى في بنوتة محترمة و قمر زيك تقول لجوزها المستقبلي إيه اللي جابك... 
إجابة في منتهى القسۏة على فكرة .
رمقته إنجي باحتقار ثم رفعت إصبعها تشير
نحوه هاتفة بغرور 
بقى أنا إنجي عزالدين أتجوزك إنت....أحلامك 
كثرت اوي اليومين دول و إوعي تفتكر عشان 
قبلت اقعد معاك شوية يبقى خلاص تقدر 
تعمل اللي إنت عاوزه... أنا وافقت بس عشان 
شفقانة عليك اصلك يا حرام بقالك سنين بتجري ورايا عشان أعبرك و أهو كل واحد بيجي يوم يحقق
فيه أحلامه... و الصورة اللي بتهددني بيها دي 
تبلها و تشرب مېتها... أنا قدامك دلوقتي بمزاجي
عشان مفيش حد في الدنيا دي يقدر يغصبني 
على حاجة....
طرق علي سطح الطاولة بأصابعه بحركات 
وتيرة دون أن يتخلى عن إبتسامته قائلا 
و دي أكثر حاجة بتعجبني فيكي إن شخصيتك
متمردة و مش بتحبي تعملي غير اللي في دماغك 
عشان كده أنا متمسك بيكي... اصلي بحب البنت 
الشرسة اوي عشان استمتع و أنا بروضها .
عقدت حاجبيها باستغراب من طريقة كلامه 
الغريبة قبل أن تبتسم

________________________________________
دون مرح مردفة 
باستهزاء 
طب خلي بالك ياعم المروض لا الشرسة 
تاكلك...و لو إني مليش في لحم الحمير...
قوس علي شفتيه بشبه إبتسامة على 
طريقتها في الحديث قائلا بتأكيد 
لا ما تقلقيش... عندي خبرة في التعامل 
مع الحيوانات البرية....
زفرت إنجي بنفاد صبر و هي تشعر بأن
وجوده في حياتها قد أصبح يوترها لتلخلص
ما تريد قوله 
طب بص من الاخر كده سيبك 
مني...لا تعملي فيها مروض وحوش و مستذئبين 
و لا جن و عفاريت عشان اللي في دماغك 
داه ما ياكلش معايا...صدقني لو حطيتك في 
دماغي مش تاخذ في إيدي غلوة و انا بصراحة 
مش هاين عليا العيون الحلوة دي ټتأذي... 
إنت لسه متعرفنيش كويس ميغركش منظري 
اللطيف و الشلة اللي انا كنت مصاحباهم...
أشارت له بأن يقترب منها قليلا ثم همست 
بجانب أذنه بصوت كفحيح الافعى 
اصل أنا اللي الشيطان بيتعلم مني...ديل
إستقام علي في جلسته ليعود كما كان 
في حين لم يزده كلامها سوى تشبثا 
بها...
حرك رأسه دلالة على رفضه لمقترحها لتمط 
إنجي شفتيها مدعية الأسف عليه قائلة 
طيب زي ما تحب بس متنساش إني حذرتك...
سلام يا بيبي .
ظلت نظراته تتابعها و هي ترتدي نظارتها
الثمينة ثم جمعت متعلقاتها الشخصية و غادرت 
بهدوء بينما عقلها كان مشغولا بنسج خطة 
جديدة للتخلص منه كما فعلت بهشام....
في جزيرة سيف.....
توقفت سيلين عن الركض لتنحني بجسدها نحو الإمام مستندة بكفيها على ركبتيها و هي تلهث
من شدة التعب و العطش ....حدقت پألم في 
ساقيها المجروحتين و كأنها الان فقط وعت 
لنفسها انها كانت تركض منذ ساعات ....
رفعت راسها نحو الأعلى ثم دارت حول نفسها
عدة مرات... لا شيئر حولها سوى تلك الأشجار
العملاقة التي تحجب عنها ضوء الشمس...
كانت تجهل موقعها بالضبط فقد مرت بنفس هذا 
المكان منذ حوالي نصف ساعة تقريبا و هذا
لا يعني سوى شيئ واحد و هو أنها قد ضاعت
في هذه الغابة الملعۏنة....
سقطت على ركبتيها غبر آبهة بتلك الاشواك و الاغصان التي إخترقت جسدها جراء إصطدامها
بالأرض... ظلت دقائق طويلة في مكانها
تحاول إستجماع باقي قواها حتى تستأنف
ركضها من جديد بحثا عن أي مخرج من هذا
المتاهة التي علقت بها...
توقفت عن السير لتنتزع بعض الاشواك الكبيرة التي
دخلت لحذائها الرياضي دو اللون الاسود
لتستمع فجأة لصوت زئير...
شهقت بړعب و هي تدير عيناها في جميع الاتجاهات 
بحثا عن مصدر الصوت .... يا إلهي هل هربت
كل هذه المسافة لتكون وجبة تلك الأسود المتوحشة
التي يربيها زوجها المختل...
تعالت شهقاتها و هي تبكي پقهر متذكرة كيف 
تمكن من خداعها برقته و إبتسامته الساحرة 
حتى يوقعها في شباكه... و كيف إستغل مرض والدتها و حاجتها للمال حتى يتسلل رويدا 
رويدا إلى داخل عقلها و قلبها حتى أصبح يسيطر 
عليها كالدمية ببن يديه....
لطالما خذرها آدم منه عندما أخبرها في أول 
لقاء لهما انه لم يكتسب لقب الشبح من 
من فراغ...لكن آدم قد قد قتل على يدي زوجها....
زوجها الذي ظنت انه بريئ و انه ضحېة 
لعائلة جاحدة و قاسېة... البارحة فقط 
قررت أنها سوف تبدأ حياة جديدة معه لكن
يبدو أن القدر كان له رأي آخر ليجعل 
الغشاوة تنزاح من أمام عينيها و تكتشف 
حقيقته.....
سمعت صوت الزئير من خلفها لتلتف 
نحو مصدر الصوت لكنها لم تجد سوى
المزيد و المزيد من النباتات و الأعشاب 
فجأة رأت ظلا يتحرك من بين الأشجار 
لتحبس أنفاسها بترقب بينما دقات قلبها 
كانت تتعالى بصخب مفزع داخل قفصها 
الصدري.... 
ليظهر أمامها سيف بابتسامته اللئيمة 
التي كانت تزين ثغره...لم تشعر سيلين 
بنفسها و هي تقع على الأرض من شدة 
رعبها بعد أن فشلت في الوقوف على 
قدميها مكتفية بالتحديق به و هو يتابع 
تقدمه نحوها بخطوات بطيئة مستمتعة....
وضعت سيلين يدها على فمها لتكتم 
صوت بكاءها من شدة الړعب عندما ظهر 
من وراءه أسد ضخم...حركت
راسها بنفي
و هي ترمق سيف بنظرات متوسلة و هي 
تتخيل انه قد احضره ليلتهمها.... 
طقطق سيف أصابعه ثم أشار نحو الأسد بحركة معينة لينصرف مختفيا بين الأشجار كما جاء
قبل أن يلتفت مرة أخرى نحو سيلين و هو يضع 
يديه في جيوب بنطاله....
دار حولها ثم توقف وراءها لينحني جاذبا 
إياها من شعرها حتى أجبرها على الوقوف.... 
لم تشعر سيلين بالالم بسبب تخدر جسدها من
شدة الخۏف الذي عانته منذ قليل...اغمضت 
عيناها باستسلام و هي تستمع لصوت سيف 
الغاضب 
عاوزة تهربي مني...
إنهمرت دموعها بعجز و هي تبعد يدها عن 
فمها سامحة لشهقاتها بالتحرر...بكت بصوت عال
بعد أن إنهارت جميع حصونها لتلف جسدها 
بصعوبة 
بظهره بكلتا يديها...حركتها تلك جعلت سيف 
يطلق سبابا لاذعا قبل أن يحرر خصلات شعرها 
الملطخة بالاتربة و الغبار... ضمھا نحوه مربتا
على رأسها حتى تهدأ... فإرتجاف جسدها لم 
يكن طبيعيا و هذا ما جعله يقرر تأجيل معاقبتها 
لوقت لاحق... فمهما تظاهر بالقسۏة أمامها إلا 
أنها في الاخير تبقى أميرته المدللة....
يتبع
افصل السابع من رواية هوس من أول نظرة الجزء الثاني
في فيلا ماجد عزمي......
كانت ميرفت تجلس في حديقة الفيلا
تترشف قهوتها الصباحية بكل إستمتاع فبعد ايام قليلة سوف تتخلص من زوجها ماجد الذي عاشت معه أسوأ سنوات حياتها لم تشعر خلالهم و لو ليوم واحد بأنها أنثى لها مكانة و أهمية في أعين زوجها
لتجد نفسها تلقائيا تتذكر كامل الذي جذب
إنتباهها و سيطر على عقلها و تفكيرها منذ اول
وهلة....
كان وسيما جدا رغم تقدمه في السن و شخصيته قوية و قد لاحظت ذلك في أكثر من مرة كما أن هالة الثراء و النفوذ واضحة عليه تماما ... عبست فجأة بعد أن ظهرت أمامها صورة امين الذي أخبرتها إلهام انه معجب بها لا تدري لم شعرت بالضيق لمجرد التفكير في ذلك الأمر ليس لأن امين هو والد صالح زوج إبنتها بل لأنها شعرت بالانجذاب اكثر لكامل
و لاتريد إفساد الأمر بوجود امين في حياتها.... 
لذلك قررت انها سوف تحاول الحصول عليه 
مهما كلفها الأمر و ستكمل الباقي من حياتها مع رجل تختاره هي....
وقفت مكانها و هي تبتسم بإصرار لتصعد نحو جناحها الذي غيرت ديكوره بعد مغادرة ماجد 
لتستحم و ترتدي أجمل ثيابها ثم تتجه 
نحو شركة عزالدين حيث يعمل كامل.....
سمحت لها السكرتيرة بالدخول بعد إنتظار دام لدقائق قليلة ليرحب بها كامل بحرارة و الذي سعد كثيرا لوجودها.....
أهلا و سهلا يا ميرفت هانم... المكتب نور بوجودك 
لا مكتب إيه دي الشركة كلها نورت إتفضلي أقعدي .
هتف كامل مرحبا و عيناه تكادان تخرجان من محجريهما متاملا بدقة جمالها الفاتن في ذلك الفستان الأزرق القصير رغم كبر سنها إلا كانت تظهر و كأنها في الثلاثين من عمرها بفضل عمليات التجميل و الشد و النفخ التي تقوم بها شهريا 
حتى تحافظ على جمالها لتظهر دائما و كأنها 
إحدى نجمات التلفزيون....
إبتسمت لتزيد من جنونه و إعجابه بها و هي تقول 
ميرسي يا كامل بيه و آسفة لحضرتك عشان جيت من غير معاد .
رفع كامل سماعة الهاتف ليطلب لها عصيرا و هو يردف 
داه إنت صاحبة الشركة يعني تيجي وقت ماإنت عايزة... أيوا يا صفاء لو سمحتي هاتي عصير فرش 
لميرفت هانم و فنجان القهوة بتاعي.
وضع سماعة الهاتف ثم شبك يديه على المكتب 
أمامه و هو يبتسم قائلا 
قوليلي بقى يا ميرفت هانم إيه سر الزيارة السعيدة اصل بصراحة عندي فضول كبير أعرف.
تصنعت ميرفت الارتباك و الخجل و هي تتمسك 
بحقيبتها الجلدية الفاخرة قبل أن تجيبه 
بصراحة عندك حق أنا فعلا قبل ما آجي هنا 
ترددت جدا بس بعدين قلت إني مش هخسر حاجة 
لو سألت خصوصا إن انا مليش
13  14  15 

انت في الصفحة 14 من 22 صفحات