الجزء الثاني من قصة جميلة جدا بقلم الكاتبة ياسمين عزيز الجزء الأول
انت في الصفحة 22 من 22 صفحات
ټعذب صالح و هو
يركض وراءها ليجبرها على الاكل عندما حان
وقت الطعام لكنها لم تقبل إلا عندما هددها
بأنه سيعيدها إلى القصر و سيمنعها من العمل
غدا..إنتهت من تجربة آخر لعبة و هي تشعر
بالبرد الشديد حيث بدأت الشمس تميل إلى
الغروب لتهرع نحو صالح الذي كان يستند على
أحد الحواجز الحديدية يراقبها حتى لا تتتأذى...
خلينا نرجع البيت...
شعر صالح ببرودة أطرافها ليخلع معطفه الذي كان يرتديه و يضعه فوقها
نحوه لتهمهم يارا بكلمات غير مفهومة معبرة
عن إستمتاعها بهذا الدفئ...إبتعدت عنه و هي
تلف المعطف حول نفسها ليسير بها نحو السيارة...
بعد ساعتين كانت بغرفتها و تحديدا تحت غطاء
و تسترجع ذكريات هذا اليوم الرائع الذي فاق
كل أحلامها...لدرجة انها لم تشعر بصالح الذي
إندس بجانبها تحت الغطاء لتنتفض بفزع عندما
تكلم محدثا إياها مالك بتفكري في إيه
وضعت يدها على قلبها تهدأ ضرباته التي تسارعت
قبل أن ترد عليه
كنت بفكر في اللي حصل النهاردة .
الاعتذار ثم إستأنف حديثه و إيه رأيك
لم تفكر طويلا لتنبس بتأكيد
عمري ما إتبسطت كده زي النهاردة...
خاطبها بمكر واضح على
________________________________________
فكرة اليوم لسه
مخلصش.
شهقت و هي تضع الكوب فوق الطاولة الملحقة
بالسرير معلنة رفضها القاطع في ما يفكر به
عبست ملامح صالح من تصريحها ليرمي
يدها مغمغما بتذمر
مش قصدي اللي في دماغك .. أنا أقصد
يمكن في مفاجآت جديدة .
إلتفتت له مردفة بحماس بجد...طب سيبني
أنا هعرف لوحدي... ممم عربية جديدة صح .
رمقها بطرف عينيه قائلا
تؤ...
خاب أملها و هي توبخ نفسها التي أطلقت العنان
تلك الأفكار فعقلها مازال منبهرا بما حصل اليوم
من تغييرات بينما تستمع لصالح الذي اضاف مصرحا
و هو يجذب هاتفه متصفحا إياه أمام وجهها
لتظهر لها صورة سيارة فاخرة في غاية الروعة
باللون الأحمر...
إيه رأيك في دي.... جيب جراند شيروكي موديل
2021 أنا إخترتها باللون الأحمر عشان عارفك
أخذت منه يارا الهاتف لتتفرس في السيارة
لا تنكر أنها أعحبتها كثيرا خاصة أن اللون الأحمر
هو لونها المفضفي السيارات حيتي سيارتها
القديمة كانت بنفس هذا اللون.
أعادت له الهاتف و هي تقول حلوة أوي
بس موديلها رجالي أكثر .
أومأ مبررا لها حسيت إنها لايقة على شخصيتك
قوية و متمردة...بس في نفس الوقت حلوة
و ناعمة .
لم تتوقع أبدا تصريحه هذا لترمقه بنظرات
مشككة بينما تنطق بلسانها
أنا قوية و متمردة
ضحكت باستهزاء و هي تتذكر لحضات ضعفها و إنكسارها أمامه ثم أضافت
خلينا في العربية أحسن ...
فهم مقصدها لكنه لم يعلق بل تجاوز الموضوع
مردفا طبعا العربية بتاعتك بس أنا عينتلك
سواق و في إثنين جاردز هيرافقوكي بس متقليش
مش هتحسي بوجودهم أبدا عشان أبقى مطمن
عليكي... و بالنسبة للشغل زي ما قلتلك الساعة
واحدة تكوني في القصر...
يارا بعد أن همهمت بتفكير
إنت قلتلي إن مش دي المفاجأة.. اقصد
العربية صح .
حرك رأسه بإيجاب لتكمل معددة شغل جديد
و فسحة في مدينة الألعاب و عربية جديدة...أنا
إبتديت أخاف بصراحة مش عارفة آخرة الدلع
داه إيه اصل مش عوايدك يعني.
ضحك صالح و هو يقول
ريحي دماغك اللي عمالة تشتغل من الصبح دي... مفيش حاجة...كل الحكاية إني حبيت اكسر الروتين
اللي في حياتنا...بس أنا بنصحك إستغلي الفرصة
اليوم قرب يخلص....بس لو عاوزة نخليه اسبوع
أو شهر.... أو حتى الباقي من عمرنا .
رمشت بعينيها بعد أن عجزت عن فهم ما يقصده
لتتساءل قصدك إيه مش فاهمة.
إبتسم بمكر مفسرا يعني ننسى اللي فات و
نبدأ من جديد .
لوهلة ظنت أنه يمزح لكن ملامحه الجدية نفت
ذلك لټنفجر يارا ضحكا و هي تعيد بنبرة ساخرة
قوله ننسى الماضي.... و نبدأ من جديد.. سوري
مش قصدي اضحك بس ڠصب عني...مكنتش عارفة إن دمك خفيف كده و بتعرف تهزر بس على العموم
انا من رأيي كفاية يوم واحد.. نعمة....أنا أمنيتي
الوحيدة إني اخرج من القصر و إنت حققتهالي
فمفيش داعي أعلي سقف طموحاتي اكثر من
كده أصلي بخاف يوقع فوق دماغي....
تنهد صالح بيأس رغم أنه كان يعلم قرارها
لن تسامحه مهما فعل و لن تنس ما تلقته
على يديه حتى لو مضت ألف سنة... يعرفها
جيدا و يحفظها كما يحفظ خطوط يده لكنه لم
يخطأ عندما قال أنها قوية...بل أقوى مما يتخيل
حتى فمن تستطيع تحمل ما مر عليها... فتاة غيرها
كانت إستسلمت منذ أول شهر إما ټنتحر أو تجن .
غمغم و هو يغلق عينيه محاولا طرد هذه الأفكار
التي إستوطنت عقله فجأة فمنذ مني و هو يهتم
لمشاعرها أو يلقي بالا لما تريد المهم و الأهم
من وجهة نظره هي أنها معه و سيحرص أن
تبقى معه بكل الوسائل ليغمغم بصوت خاڤت
يلا ننام بكرة ورانا شغل..ااه نسيت بكرة هتروحي
لمامتك ثلاث ايام.
إنزلقت يارا على
الفراش لتتسطح على ظهرها
و هي تجيبه بنفي لا انا هروح المطعم....
حرك رأسه ف دلالة على موافقته
منهيا بذلك الحوار بينهما لينتهي اليوم
المميز كما بدأ...
يتبع