الجزء الثاني من قصة جميلة جدا بقلم الكاتبة ياسمين عزيز الجزء الثالث
يتحرك نحوه
رغم شعوره بآلام فظيعة في كامل أنحاء جسده
فعظامه تقريبا بأكملها مهشمة
أقل حركة يقوم بها أصبحت مرهقة بالنسبة له
اجهش بالبكاء و هو يتوقف مكانه بعجز قبل
أن يتحدث بلسان ثقيل محاولا إقناعه ان
يسامحه
ص صاااللح ااارجووك اانت مش
هتتتقتلنيي اانا اابن ععمك
رمى صالح السېجارة من يده ثم إنحنى
قبل أن يقول بسخرية
عندك حق انا مش ھقتلك مش عشان
انت إبن عمي تؤ عشان مش عاوز أوسخ
إيدي بواحد زيك أنا هديك فرصة اخيرة
عشان تعيش
وسع آدم عينيه حتى يستطيع رؤية ملامح
وجه صالح ليتأكد من أنه لا يمزح
بينما اضاف الاخر و هو يقف على قدميه
بالضبط و إنت و حظك بقى يا تعيش
يا ټموت جهز نفسك بكرة الصبح
عشان هتخرج من هنا
رغم أنه لم يفهم مقصده جيدا إلا أنه
كان في غاية السعادة ضنا منه أن صالح
أخيرا قد صفح عنه و سيامحه كما
يفعل سيف دائما رغم انه حاول قټله
عدة مرات و هذا ما جعله يتمادى
صالح فكر كثيرا قبل أن يعطيه هذه الفرصة
فهو متأكد ان آدم للأسف شخص لا يتعظ
من أخطاءه و سيؤذيه من جديد بطريقة
أخرى
أذاه كثيرا و حطم حياته و قتل زوجته و طفله
لكنه في المقابل لن يستطيع فعل المثل معه
صالح عارف كويس إن آدم شخص
مؤذي و حتى لو سامحه المرة دي فمش
عشان هو عارف مخططه كويس اللي
بيخططله مع زمان مع مامته هو عايز يتخلص
من صالح و سيف عشان ياخد الورث
و الشركات لوحده إنما هشام اخوه وفريد
فمش بيأذيهم عشان هما ملهمش في عالم
البيزنس هو عايز يكوش على الفلوس بتاعة
جده كلها و كمان يحصل على سيلين بس طبعا
هيتردد إنه يتخلص منه حتى لو كان ابوه نفسه
المهم صالح رغم كل داه مقدرش أنه ېقتله
عشان بجد القټل حاجة كبيرة أوي حتى لو دفاع النفس خصوصا انه إبن عمه و هو خاېف
ېقتله و بعدين يندم حتى لو بعد سنين لو كان
صالح القديم كان قټله من أول لحظة من غير ميرفله جفن بس هو بجد من جواه بقى مدمر كليا
فرصه اخيرة بس طبعا الفرصة دي كانت
بمثابة فخ يعني هو لو كان قټله دلوقتي كان
ارحم بجد
غادر صالح القبو تاركا آدم يحاول التحرك
من مكانه حتى يصل لعقب السېجارة
التي رماها منذ قليل حتى يدخنها لقد
أصبح بائسا لدرجة انه أصبح يحلم بالحصول
على سېجارة واحدة بعد أن كان ملكا
هكذا هم بعض الناس لا يقتنعون بما لديهم
حتى يسيطر عليهم الجشع و الطمع
و يجدون أنفسهم في الاخير انهم خسروا كل
شيئ حتى حياتهم
قبل يومين في حارة الواد بندق التي تسكنها سارة
طبعا اسم الحارة خيالي
كانت يارا تجلس مع أم إبراهيم كعادتها
بعد أن تقصد سارة عملها و تذهب سهى و مليكة
إلى مدارستهما
يارا بعد أن باعت خاتمها بسعر جيد أصرت
على أن تعطي أم إبراهيم جزءا كبير من المال
إعترافا لها بالجميل فهي قد إستقبلتها في منزلها و عاملتها جيدا و كأنها إحدى بناتها حيث كانت
تهتم بأكلها و ترافقها في كل مواعيدها
عند الطبيبة لكن أم إبراهيم رفضت بشدة
و أخبرتها انها كانت ستفعل ذلك معها أو مع
غيرها و عندما يئست يارا من إقناعها قامت
بإرسالها إلى البقاع المقدسة لآداء مناسك العمرة
و هذا ما جعل أم إبراهيم تبكي من شدة الفرح
و جددت لها الدكان القديم الذي تعمل به
و إشترت لها الشقة طبعا هي فعلت ذلك
دون مشورتها مستغلة انها
تجهل الكتابة و القراءة
و تخبرها انها أوراق من أجل الطبيبة او شراء
الأدوية
كانت أم إبراهيم تقشر بعض الخضر
لإعداد طعام الغداء بينما كانت يارا
جلس معها و تشاهد التلفاز فجأة
تأوهت بخفة عندما سعرت ببعض التقلصات
أسفل بطنها لكنها ظنت ان الامر عادي خاصة
أنها تتكرر معها في الأيام الأخيرة
رمقتها أم إبراهيم بطرف عينيها
قائلة
هو النهاردة كام في الشهر
اجابتها يارا و هي تتنفس بقوة 22
همهمت أم إبراهيم قبل أن تأكد
يعني لسه فاضل يومين على
معاد الدكتورة بس داه ميمنعش إنك
ممكن تولدي قبل كده او بعده
تأوهت يارا من جديد و هي تقول بصعوبة
معرفش يا طنط معرفش ااااه إلحقيني
رمت أم إبراهيم السکين من يدها ثم نشفت
يديها بالمنديل و هي ترفع جسدها الممتلئ
عن الاريكة و هي تهتف
الظاهر إنك بتولدي أنا قلتلك متصدقيش
كلام الدكتورة دي اللي مش فاهمة شغلها اصلا
سحبت يارا أنفاسها المقطوعة و قد بدأت
الآلام تزداد
مش عارفة حتى الدكتورة اللي قبلها ادتني
نفس الموعد ااااه مش قادرة إلحقيني يا طنط
هرعت ام إبراهيم نحو هاتفها لتتصل
بتهاني حتى تأتي و تساعدها فسارة
في عملها و سوف تستغرق وقتا طويلا حتى
تصل
رمت الهاتف من يدها و عادت نحو يارا
لتهدأها قائلة
إتنفسي كويس و مټخافيش انا هدخل
اجيبلك شنطتك من جوا و العباية بتاعتك
و تهاني هتجيب تاكسي و تيجي حالا
صړخت يارا بقوة و هي تتمسك بحافة الكرسي
بسرعة يا طنط اااه مش قادرة ھموت اااه
لم تمر سوى دقائق قصيرة حتى حضرت
تهاني لتفتح لها ام إبراهيم الباب لتهرع
نحو يارا التي لم تكف عن الصړاخ أسندتها
حتى تقف من مكانها بمساعدة والدة سارة
ثم اخذوها إلى العيادة النسائية التي كانت
تتابع عندها يارا حملها حيث إتفقت مع
الطبيبة انها ستلد عندها
مر الوقت صعبا على يارا حالها كاغلب
أحوال النساء اللواتي تضعن صغارهن
خاصة عانت كثيرا أثناء الولادة خاصة
و أنها كانت تحمل توأمين
خرجت الطبيبة من غرفة العمليات
حتى تطمئن أم إبراهيم و تهاني اللتان
كانت تنتظران خروجها على أحر من الجمر
و تدعوان الله أن ييسر ولادتها و يخرجها
سالمه معافاة هي و صغيريها
تحدثت الطبيبة و هي تبتسم لهما بود
الحمد لله مدام يارا بخير شوية و تقدروا
تشوفوها
هتفت أم إبراهيم من جديد بلهفة
طب و الولاد كويسين
اجابتها الطبيبة دون تردد
كلهم كويسين متقلقوش عن اذنكم
إستاذنت الطبيبة و إنتظرت تهاني هي
و والدة سارة عدة دقائق أخرى قبل أن
سمح لهما الممرضة بالدخول
هرعت ام إبراهيم تتفقد يارا التي
غفت قليلا من شدة تعب الولادة
لتطمئنها الممرضة من جديد على
صحتها و أعطتها أحد الصغيرين
بينما ناولت الاخر لتهاني لتحمله
بحذر شديد
تحدثت
أم إبراهيم هامسة
بسم الله ماشاء الله بسم الله ماشاء الله
كانت تهاني تتأمل الملاك النائم بحنو
قبل أن تقول
صغنن اوي يا خالتي
ضحكت أم إبراهيم و هي تجيبها بدعابة
بكرة يكبر و يبقى أطول منك
تهاني و هي تتأمل ملامحه الضئيلة و بشرته
الوردية انا كلمت سارة و هي قالت
إنها هتيجي دلوقتي
أم إبراهيم أنا هسيبها مع يارا و اروح
عشان البنات
تهاني و
انا هفضل معاها كمان أنا حبيت
الولاد دول أوي يا خالتي
تنهدت أم إبراهيم بشفقة على حالها قبل
أن تردد إن شاء الله ربنا يرزقك باللي
يعوضك يا بنتي
أدمعت عينا تهاني و هي تبتلع ريقها الجاف
ثم همهمت بدعاء آمين يا خالتي
أفاقت يارا على صوت همهمات أم إبراهيم
و تهاني لتفتح عينيها و هي تتمتم بصوت
منخفض ولادي فين
هرعت نحوها أم إبراهيم حتى تضع
بجانبها الصغير و هي تقول
هما كويسين اهو متقلقيش
تأوهت يارا پألم و هي تتجلس في مكانها
بصعوبة بمساعدة الممرضة و هي تردد
عاوزة اشوفهم
ما إن رأتها أم إبراهيم إستقامت في جلستها
الاخر
أدمعت عينا يارا بسعادة غامرة و هي ترى
ملاكيها الصغيرين
اللذين إنتظرت تسعة أشهر كاملة حتى تراهما
حالما وقع نظرها عليهما نسيت كل تعبها و آلامها
كانا في غاية اللطافة و الجمال و هما يغفيان
بأمان بين أحضانها ضحكت من بين دموعها
عندما تحرك أحدهما و تثاءب قبل أن يعود
إلى النوم من جديد
تحدثت يارا بصوت مبحوح دون أن
تزيل عنهما عينيها
طنط سلوى أم إبراهيم هما مش
هيصحوا عاوزة أشوف لون عنيهم
ضحكت ام إبراهيم قبل أن تجيبها
هما شوية و هيفوقوا متقلقيش
بس جهزي نفسك عشان ترضعيهم
و انا هساعدك
فتح الباب فجأة و إندفعت سارة الداخل
هاتفة بصوت لاهث
هما فين انا عاوزة أشوفهم
ڼهرتها والدتها قائلة بهدوء
ششش بالراحة هتخضي العيال
يا جاموسة و إوعي تقربي منهم
قبل ما تغسلي إيديكي كويس
لوت سارة شفتيها بامتعاض و هي
تقترب من الصغيرين حتى تراهما
وضعت يدها على فمها بتأثر و هي
تهمس
بسم الله ماشاء الله حمد الله عالسلامة
يا يويو
تحدثت يارا بصوت خاڤت الله يسلمك
يا سارة
حلوين أوي شبه الملايكة هتسميهم
إيه
تساءلت سارة و هي تتأمل الطفلين بافتتان
لتجيبها يارا دون تفكير سليم و ريان
رددت تهاني وراءها قائلة سليم و ريان دي أسامي
قديمة اوي فكري في غيرهم لسه قدامك
وقت بعدين هتندمي
تدخلت سارة معترضة فهي كانت تعلم أن
ريان هو إسم شقيق يارا الوحيد و هي
إختارت ان تسمي إبنها عليه حتى تتذكره
دائما بإعتبارها لا تعلم متى ستراه من جديد
أما إسم سليم فزوجها طلب منها في السابق
أكثر من مرة إذا أنجبت ولدا ان تسميه
بهذا الاسم الذي إختاراه سويا عندما كانا
لا يزالان طالبين في الجامعة
لا حلوين و هي مقررة الاسامي دي
من شهور
قاطع حوارهم مجيئ الطبيبة التي
فحصت يارا من جديد ثم أخبرتها بأن
ترضع أطفالها
بعد يومين عادت يارا إلى شقة أم إبراهيم
اللتي تضاعف إهتمامها بيارا حتى أنها أصبحت
تنام معها بنفس الغرفة حتى تساعدها
على الاعتناء بالصغيرين رغم تذمر إبنتها
مليكة التي تبلغ من العمر عشر سنوات
اللتي أصبحت تغار من يارا و أولادها لأنهم
أخذوا والدتها منها
صباح اليوم التالي
دلف صالح القبو ليجد آدم نائما رمقه
باشمئزاز قبل أن يركل ساقه لينتفض
الاخر ېصرخ پألم رغم ان الركلة لم تكن
قوية لكن جسده المعذب لم يعد يحتمل حتى
مجرد اللمس
أشار له صالح بأن يتبعه قائلا
لو عاوز تعيش إلحقني
زحف آدم وراءه على ركبتيه عدة امتار قبل أن
يستطيع الوقوف بصعوبة على ساقيه ليستطيع
اللحاق بصالح الذي تعمد السير بخطوات
واسعة توقف عن المشي ثم نادى على
أحد القاردز الذي أتاه مسرعا
وقف إلى جانبه لينتظرا آدم الذي كان
يمشي على ساقيه قليلا ثم يسقط
على الأرض حتى وصل ناحيتهما
تحدث صالح ببرود و هو يرمق آدم بعدم
شفقة رغم حالته المزرية
جبل اسم الحارس خذه
اسرع نحوه جبل بخفة رغم ضخامة جسده
ليمسك ذراعه بقوة حتى كاد يفصله
عن باقي جسده لېصرخ آدم پألم و هو يقول
رايح
بيا فين
تولى صالح إجابته و هو ينظر في اثره
مش إنت هربت يارا مع سعيد أنا بردو
هخليك تهرب مع جبل
جحظت عينا آدم و إستدار نحو صالح
و هو يصيح بعد أن إكتشف الفخ الذي
نصبه به
أبوس إيدك يا صالح متعملش فيا
كده إرحمني إنت عذبتني كثير
و شفيت غليلك مني و إنتقمت زي
ما إنت عاوز كفاية سيبني و رجعني
لمصر أرجوك
تجاهل صالح حديثه و هو يشير نحو
جبل أن يأخذه قائلا بلهجة آمرة
لو عرف يهرب منك سيبه
شدد الحارس قبضته عليه أكثر ليتلوى
آدم بين يديه محاولا التخلص منه
لكن الاخر لم يدعه يتحرك قيد أنملة
لېصرخ آدم من جديد محاولا إستعطافه
أرجوك يا صالح ابوس إيدك إنت
عارف إني مستحيل أقدر أهرب منه
أدار صالح ظهره رافضا سماعه ليظل
الاخر ېصرخ بقوة و يتوسل إليه
دون جدوى ليتملك الڠضب الشديد
من آدم و يتحول توسله و رجاءه
إلى ټهديد و عيد بالاڼتقام
ھقتلك يا صالح إنت و سيف
هرجع و أنتقم منكوا كلكوا سيبني
بقلك يا