رواية كاملة الفصول بقلم الكاتبة فاطمة حمدي
الناس كلمتين ملهمش تالت أنا صبرت عليكي كتير لكن لحد هنا وكفايه!
نظرت له قائلة بنفاذ صبر يعني ايه
أكرم بجدية يعني انتي ليا والنهاردة هكتب عليكي!
اتسعت عينيها ڠضبا وهي تردف نعم
قال بصرامة عندك حل تاني لو موافقتيش أمك هتجوزك الراجل الي قد ابوكي ولو متجوزتهوش هترجعي تعيشي مع جوز امك السكري ومش بعيد المرة الجاية بقي يحصل اڠتصاب بسبب دماغك الناشفه دي!
أنا بحبك وشاريكي وهحميكي من الناس كلها هكون امانك وضهرك وأوعدك إني هسعدك ومش هضايقك صدقيني وثقي فيا.
مسحت علي رأسها بضيق وصمتت فإستكمل أكرم بتفهم هسيبك تفكري براحتك من هنا لحد بليل لما أرجع من الشغل..
أنهي جملته وخرج من الغرفه تاركا إياها في حالة دمار لم تريده يوما ولم تريد الزواج منه ولكن ماذا تفعل
.................
جلس أكرم بصحبة أمه وصغيرته يتناولون الطعام..
أردف أكرم في تساؤل مندهتيش زينة تفطر معانا ليه يا ماما
أجابته بإيجاز
مش راضيه يا اكرم بقولك ايه بقي انا عاوزاك متدخلش في الي ملكش فيه وتسيب البنت في حالها يا اكرم!
قال أكرم بهدوء وهو يتناول طعامه
تنهدت ناديه بنفاذ صبر وقالت
بس يابني انت كده هتفتح علي نفسك مشاكل كتيرة وانا عاوزة راحتك..
أكرم بتساؤل مشاكل ايه دي
أجابته بجدية
رفع أحد حاجبيه قبل أن يجيبها ضءولا مراتي ملهاش فيه هي أخر واحده تتكلم مش عاجبها هطلقها انا عايش معاها عشان ندي وبس... اما بقي زينه فأنا هعرف احببها فيا بس الاول أملكها واضمن انها خلاص علي اسمي وبعدين متقلقيش عليا يا ام أكرم ده انتي ام الۏحش!
أكرم ضاحكا مټخافيش عليا يا ست الكل ابنك قدها وقدود!
تفاجئ بزوجته تدخل إلي الشقه وهي تقول بتكاسل صباح الخير
زفر أكرم بضيق فقالت ناديه بهدوء صباح النور يا سها صاحيه بدري يعني النهاردة
تناولت الطعام وهي تقول بهدوء اصلي قولت ألحق أكرم قبل ما ينزل عشان كنت عاوزة أروح لسمر أختي شويه..
تأففت سها وهي تقول بحنق وايه يعني هو انا يعني هقعد اعمل ايه في البيت
صاح بها بنفاذ صبر
تعملي ايه تربي بنتك وتاخدي بالك منها وتشوفي طلبات بيتك زي اي ست انتي ايه!!!
لوت فمها بحنق قبل ان تردف بحدة مماثلة
ما انا بعمل كل ده بس مفيش مانع يعني ارفهه عن نفسي شوية وازور اختي!
نهض أكرم قائلا پغضب مفيش خروج وتقعدي مع بنتك تشوفي طلباتها وتخليها تحس ان ليها ام!
كادت ان تعترض فصاح بها بصوت جهوري كلامي يتنفذ وعاوزك بقي ما تعمليش الي قولت عليه!!
أنهي جملته وخرج من الشقة لكنه تسمر فجأة حين وجد ندي تتكوم منكمشه علي نفسها علي احدي درجات السلم..
أسرع نحوها منحنيا بجسده قائلا بقلق ندي حبيبتي مالك بټعيطي ليه
أردفت الصغيرة من بين شهقاتها وهي ترتجف پخوف
أنا خاېفه يا بابا.
تنهد قبل أن يرفع انامله ليمسح دموعها بحنان وهي يردف من ايه يا حبيبي ينفع تخافي وبابا موجود
قالت وهي تومئ رأسها ايوة عشان انت كل يوم تتخانق مع ماما وانا بخاف..
رابتا علي ظهرها برفق وهو يقول مټخافيش يا حبيبتي انا اسف حقك عليا يلا قومي اغسلي وشك ومتزعليش بقي
أومأت برأسها فقال مشاكسا وهو يشير بسبابته الي وجنته كده حاف
ضحكت ثم امالت عليه وهي تقبله ببراءة ثم تابعت بتذمر طفولي هتوديني المرجيحة تاني يا بابا
قهقه قائلا من بين ضحكاته هوديكي يا ندي بس لما افضي ماشي
صفقت بيديها الصغيرتين وهي تهتف ماشي..
نهض أكرم بعد أن قبلها علي جبينها وتركض الصغيرة الي الداخل وهي تبتسم برضي..
.......
ذهب أكرم الي ورشته الخاصة به ليقبل عليه أنور صديقه المقرب وهو يهتف بصوته المبحوح
صباح الفل يا وحش ..
رد أكرم بإيجاز وهو يرفع باب دكانته صباح النور يا أنور رايح علي فين كده ..
أجابه وهو يشعل أحد سجائره عندي سبوبه كده في السريع هعملها وراجع عينك أنت علي المحل يا شقيق..
أومأ أكرم طيب..
سار أنور إلي منزل ما ليقوم بتصليح السباكة به حيث انه يعمل سباك ....
.....
إلتقطت زينة هاتفها لتجري إتصالا..
وضعته علي أذنها وانتظرت حتي يأتيها الرد من صديقتها إسراء..
ثوان معدودة وآتاها صوتها الهادئ وهي تقول زينة حبيبتي فينك يابنتي مجتيش النهاردة الجامعة ليه
أردفت زينه بعد ان اطلقت تنهيدة مؤلمة
اسراء أنا تعبانه اوي ومش عارفه اعمل ايه انا في مصېبه
اسراء بقلق مالك يا زينه فيكي ايه
قصت زينة علي صديقتها ما حدث لها بالأمس وكيف اعټدي عليها شكري وقسۏة والدتها عليها ايضا مرورا بعرض اكرم بالزواج منها..
أنهت حديثها واڼفجرت باكية بمرارة فقالت اسراء باشفاق علي حالتها تلك..
يا حبيبتي يا زينه كل ده يحصل وانا معرفش طب يا حبيبتي اهدي بس وان شاء الله هنلاقي حل!
ردت بعصبية حل ازاي يا إسراء مفيش حل للورطة دي أبدا!
صمتت إسراء قليلا قبل أن تتابع بنبرة جادة
بصي يا زينة أنا هقولك رأيي وانتي حرة مفيش قدامك حل غير أنك تتجوزي اكرم ما هو ده الي هيقدر يحميكي غير كده هو بيحبك..
صاحت زينه بس انا مش بحبه يا اسراء مش بحبه ولا بحب صنف الرجالة انا بكرهم كلهم..
إسراء بجدية ماشي وهو ارحم من جوز امك ومين عالم يمكن تحبيه يا زينه
زينه بنفي تام مستحيل طبعا!
إسراء بنفاذ صبر
مفيش قدامك غير الحل ده وخليه زواج مؤقت لحد ما ترتبي امورك واتفقي معاه علي كده ماشي
تنهدت زينه وهي تمسح علي رأسها بضيق هشوف يا إسراء سلام دلوقتي عشان مش طايقه نفسي!
أغلقت الخط وهي تزفر پغضب وراحت تفكر في كلام صديقتها.. فهل ستقبل زينه زواجها من ذاك الۏحش العاشق..
رواية بين أحضان الۏحش
الفصل 5
خرجت زينة من الغرفه فتفاجئت بسها التي تجلس بصحبة السيدة نادية وإبنتها ندي..
هتفت ندي ما ان رأتها ماما زينة هتعيش معانا..
رفعت سها حاجبيها بإندهاش وتابعت
تعيش معانا!
جلست زينة بارهاق ويأس قبالتهن علي الأريكه لم تعرف ماذا تقول لها الان..
أتقول انها ستتزوج من زوجها مجبرة علي فعل ذلك!
قالت ناديه متدخلة في الحوار
زينه هتقعد عندي كام يوم يا سها عشان في مشاكل بينها وبين امها.
نظرت سها لها بشراسة فانها تعلم ان اكرم يريدها زوجه وحبيبه تعلم جيدا انه يعشقها هي وقد صرح لها ذات مرة بهذا الشئ ورغم انها لا تحبه الا انها تحقد عليها الان فمن هذه حتي يعشقها الۏحش!!
تحاشت زينة النظر إليها وإزدردت ريقها بتوتر وهي تدعي الله سرا ان ينجيها من ذلك المأزق..
أصدر هاتف سها رنين معلنا عن وجود اتصال فنهضت بعد ان رمقت زينه بنظرات ناريه مغتاظة وتوجهت الي شقتها..
ما ان دلفت حتي أجابت واضعه الهاتف علي اذنها
أيوة..
آتاها صوته هامسا مجتيش ليه يا بيبي
زفرت أنفاسها وتابعت بضيق أكرم مرضيش ينزلني
تابع بحنق
اووف ياربي ده انا كنت مستنيكي علي ڼار يلا معلش يا قلبي تتعوض بعدين..
عضت على شفتها السفلي پغضب قبل ان تتابع حانقة
انا زهقت منه ومن تحكمه فيا نفسي أطلق منه بقي ونعيش انا وانت مع بعض.
تابع بمكر
يا حبيبي وانا كمان بس مينفعش دلوقتي خالص.. سبيها بظروفها بقي
قالت بايجاب حاضر..
قال بغزل كنا بنقول ايه بقي امبارح
احمرت خجلا لتبادله همساته المحرمة وتغوص معه في عالم الحړام غير مباليه بأي شيء سوي انها وجدت ملاذها ومن يفهمها ونست انها تفعل ما لا يحمد عقباه..
...........
سرحانة في ايه يا بنتي
أردفت السيدة ناديه بهذه الكلمات موجهه حديثها لزينه التي انتبهت قائلة ها..
عادت تكرر بقولك سرحانه في ايه يا زينه
أغلقت عينيها پألم وتابعت في حالي يا طنط ناديه يعني عاجبك الي ابنك بيعمله ده
حركت رأسها نافية قائلة بإتزان مش عاجبني اندفاعه طبعا ولا عاجبني اصراره لكن انا لازم اقولك انه بيحبك وعمره ما حب غيرك حتي انه عمر ما حب مراته هو اتجوز مراته لما ابوه الله يرحمه قاله عليها جواز عادي لكن حب لا..
تابعت زينه پاختناق وانا ذنبي ايه بس انا مش عاوزة اتجوز ولا عاوزة اخد واحد متجوز وابقي خطافة رجالة في عيون الناس وانا يعلم ربنا بقول يا حيطه داريني!
تنهدت ناديه
يابنتي الناس عارفاكي كويس ومن ناحية سها هي عمرها ما حبت اكرم اصلا..
قالت زينه بتوسل طيب هو انا مينفعش اقعد معاكي فترة يا طنط ناديه لحد بس ما ارتب اموري كده وبعدين اشتغل واحاول أجر شقه صغيرة اعيش فيها من غير ما أتجوز أكرم!
صاحت ندي مقاطعة حديثهما
لا عيشي معانا يا زينه بابا حلو ليه مش بتحبيه بابا حلو
قالت ناديه ضاحكة بس يا زقرده قومي العبي واتفرجي علي الكرتون يا ندي..
قفزت ندي وهي تقول بمرح ماشي يا تيته بس خلي زينه تحب بابا عشان بابا حلو يا تيته..
أومأت ناديه بإيجاز حاضر يا قلب تيته يلا روحي بقي
ركضت الي داخل الغرفه لتلعب بألعابها بينما قالت ناديه بهدوء
يا حبيبتي انتي تقعدي وتنوريني علي عيني وراسي بس انا خاېفه عليكي من الدنيا مفيش بنت بتعيش لوحدها الناس يا بنتي نفوسها وحشه..
زينه بحزن
يعني كده انا مقدميش حل غير اني اتجوز اكرم صح
ردت عليها بجدية
ينفع يبقي زواج علي الورق بس يعني يكتب عليكي بس عشان كلام الناس ووعد مني بقي مخلهوش وتعيشي معايا معززة مكرمه لحد ما تقرري انتي عاوزه ايه وحاجة من الاتنين يا اما هترتاحي ليه وتحبيه يا اما هتكرري الطلاق وساعتها هحترم قرارك ايا كان وهساعدك برضو ولو بقي عاوزة تتجوزي الراجل الي امك جيباه انتي حره يا زينه بس انا زي امك بقولك مصلحتك مع ابني اكرم وانا معاكي..
صمتت زينه بحيرة وهي تفرك مقدمة رأسها بضيق وظلت الافكار تتخبط داخلها ما بين الرفض والقبول..
.........
أسدل الليل ستائره كلما اقترب الليل كلما توترت زينة فقد حان الوقت ان تقول قرارها كما قال أكرم لها انه في المساء سيأخذ منها القرار النهائي..
عاد إلي البيت منهكا بعد يوم شاق في العمل إتجه الي شقة والدته