رواية كاملة ورائعه بقلم الكاتبة بتول
شديدة وحرصت على أن تكون بمظهر أنيق لأنها سوف تذهب وتلتقي بشادي.
مرت آية قبل مغادرتها للمنزل على شقة فادية وأخبرتها أنها سوف تذهب لتلتقي بصديقة قديمة لها من أيام الجامعة وأنها ربما تتأخر بالخارج.
سمحت لها فادية بالذهاب وأخذت حفيدها حتى تعتني به وهي تشعر بالرضا لأن أرملة ابنها تعاملها كوالدتها وتأخذ منها الإذن قبل أن تقوم بأي شيء.
وحشتيني أوي يا حبيبتي.
منحته آية نظرة حب تكشف عن مدى عشقها له فهو يعد بالنسبة لها النفس الذي تتنفسه
وأنت كمان وحشتني أوي يا حبيبي أنا بستنى اليوم اللي بنتقابل فيه بفارغ الصبر عشان أشوفك وأملي عيني منك.
ومبقاش بيسأل فيك ودلوقتي مفيش أي شخص هيقدر يقف في طريقنا.
ابتلعت آية غصة مريرة في حلقها وهي تردف بحزن
للأسف يا شادي كلامك مش صح إمكانياتك مش هتساعدك تشتري شقة ده غير أن فادية مش هتسمحلي أتجوز وأعيش حياتي وهتاخذ ابني مني وأنا مقدرش أعيش من غيره وعشان كده لازم نستنى شوية لحد ما أقدر أخد كل حاجة من فادية وعمرو وساعتها مفيش ولا مخلوق على وش الأرض هيقدر يفرقنا تاني.
وهتعملي كده إزاي وسلفتك حامل
ظهرت ابتسامة ماكرة على ثغرها وهي تجيب
اللي يشوفك بتتكلم كده يا شادي يقول أنك عمرك ما سمعت عن ستات كتير كانوا حوامل وسقطوا.
وقبل أن تشرح آية لشادي المخطط الذي يدور في رأسها تفاجأت بوالدها يقف أمامها وېصرخ بها بلهجة حادة
أنا مش مصدق اللي شايفه قدامي دلوقتي!! أنت لسة بتتواصلي مع الولد الجربوع ده حتى بعد اتجوزت وبقى عندك ابن!
الجربوع ده يبقى أنت يا اللي رميت عيالك وروحت اتجوزت واحدة أصغر منك ب 15 سنة ممشياك على العجين متلغبطوش.
لوت زوجة عماد ثغرها وهتفت بسخط صريح وهي تربت على كتف زوجها
واضح أن بنتك المحترمة مسمعة لعشيقها المقرر كله من أوله لأخره يا حبيبي.
ملكيش دعوة بالموضوع ده يا أحلام خليك في نفسك وبلاش تحشري مناخيرك
الجربانة دي في الأمور اللي متخصكيش بدل ما أجيبك من شعرك وأفرج عليك كل اللي قاعدين في المطعم.
تصنعت أحلام البكاء وهي تتحدث مع زوجها بنبرة منكسرة تجعل من يسمعها يظنها امرأة مسكينة لا يمكنها أن تدافع عن نفسها وتمنع أي شخص من إلحاق الأڈى بها
أجابت آية بالنيابة عن والدها وهي تعقد ذراعيها وتضع عينيها في عيني أحلام التي كانت تستشيط من شدة الغيظ
أه يا حبيبتي جوزك شايف وسامع كويس أوي كل اللي بيحصل بس مش هيعمل حاجة لأن مبقاش ليه حق يتدخل في حياتي بعد ما جوزني زمان لياسين ڠصب عني وكمان راح اتجوزك ورماني أنا وأخويا برة حياته عشان يرضيك.
أضافت آية بلهجة ساخرة بعدما حولت بصرها نحو والدها
أنا مش هبعد عن شادي ولو مش عجبك روح افضحني وقول لحماتي.
حملت آية حقيبتها وخرجت من المطعم وتبعها شادي الذي كان يريد أن يلقن عماد درسا قاسېا ولكنه أدرك أن هذه ليست الفرصة المناسبة.
انتظر أحمد خروج والديه من الغرفة قبل أن يترك العنان لدموعه التي لا يذرفها إلا عندما يشعر أنه تعرض للخداع والخېانة.
تمنى لو أن ما يجري حوله كان مجرد كابوس سيستيقظ منه ويعود إلى الواقع حيث توجد هبة بجواره مثلما كان يحدث في السابق.
لا يمكنه أن يلوم هبة على كرهها له فهو يقدر تماما ما تشعر به بعد كل المصائب التي انهالت عليها ولكنه لا يمكنه أن يسامح مالك الذي قام بخيانته ووضع عينيه على الفتاة الوحيدة التي أحبها.
اقتحم رأس أحمد كثير من الذكريات التي تعود إلى فترة قصيرة قبل تعرضه للحاډث.
مالك يا هبة فيك إيه
قالها أحمد بنبرة قلقة بعدما اتصلت به هبة وأخبرته أنها تريد أن تراه بعد قليل في الكافيتريا التي يتقابلان بها دائما.
ذهب أحمد إليها وصدم عندما أعطته هبة شبكته وأخبرته أنها لا تريد رؤيته مرة أخرى وعندما ألح عليها حتى يعرف سبب هذا القرار المفاجئ علم أنها تظنه عاد للإدمان مرة أخرى.
حاول أن يتحدث معها عدة مرات حتى يقنعها أن كل ما تفكر فيه غير صحيح ولكنها لم تستجب لمحاولاته وهذا الأمر أثار غضبه وأطلق العنان لشيطان نفسه حتى يتصرف بالنيابة عنه في هذا الموضوع المعقد خاصة بعدما أجابت على واحد من اتصالاته ووبخته بقولها
أنا كنت غبية لما حبيتك لكن خلاص الغباء ده انتهى ولو أنت أخر واحد في الدنيا فأنا مستحيل أتجوزك فياريت تخلي عندك شوية كرامة وتبطل تتصل بيا.
أراد أن يتكلم ويدافع عن نفسه ولكنها قاطعته بلهجة قاسېة
لو عندك ډم وشايف نفسك راجل فانساني خالص ومتحاولش تكلمني تاني.
لم يكن هذا الأمر هينا على أحمد خاصة بعدما عرف منها أنها وافقت على العريس الذي تقدم لخطبتها وفي لحظة طيش منه قرر أن يستمع إلى نصيحة مالك وصديقه اللذان أخبراه أنه لا يوجد أمامه سوى وسيلة واحدة حتى يحافظ بها على وجود هبة بجواره وهي الټهديد والابتزاز.
في البداية رفض أحمد هذا الاقتراح ونظر إلى مالك وهو يصيح به مستنكرا فكرته
أنت اټجننت يا مالك ولا جرى حاجة لعقلك أنا مستحيل أفبرك صور لبنت وأنشرها على النت أو أعمل أي حاجة فيها شبه من الأمور المقرفة دي إزاي أصلا فكرت يا ابن عمي أن أنا ممكن أوافق على الموضوع ده!
ضړب مالك جبهته وهتف بهدوء موضحا وجهة نظره
التي فهمها ابن عمه بشكل خاطئ
مين قالك يا ابني أن أنت هتفبرك صورها ولا هتعمل أي حاجة من الكلام ده! كل الموضوع أنك هتهددها بس مش أكتر وهي هتخاف وساعتها هتفركش كل حاجة مع العريس الجديد ده وهترجعلك.
هز أحمد رأسه هاتفا باعتراض موضحا من خلاله رفضه التام لهذه الفكرة التي يراها چنونية
لا يا مالك أنا مينفعش أعمل كده لأني مش عايز هبة تكون معايا وهي كارهاني وخاېفة مني.
مط مالك شفتيه وهز كتفيه قائلا بعدم اكتراث
خلاص براحتك بس ما تبقاش تزعل بقى لما تشوفها قاعدة في الكوشة جنب عريس الغفلة اللي اتقدملها ووافقت عليه.
ضړب أحمد يده بالحائط وهو يصيح بحزن
مش هقدر أستحمل أشوفها بتتجوز واحد غيري.
اقترب منه مالك وهمس بخبث وكأنه شيطان يوسوس في أذن إنسان ل
يريد أن يقوم بفعل خاطئ
هبة أكيد هتتضايق منك في الأول لما تهددها بس بعد كده هتهدى وتروق ووقتها أنت هتفهمها أنك كنت بتقول مجرد كلام وخلاص في لحظة ڠضب وأنك مستحيل هتنفذ أي كلمة من اللي قولتها.
وبالفعل استجاب أحمد لنصيحة مالك التي جعلته مچرما في نظر هبة وجميع المحيطين به.
دعت فادية الجميع لتناول الغداء في شقتها وبالفعل استجابت آية لطلب حماتها وكذلك لبى عمرو وزوجته الدعوة.
وضعت كل من آية ومروة الطعام على المائدة وهما تنظران إلى وتبعتها مروة التي انزلقت قدميها فجأة وسقطت أرضا بمجرد دخولها إلى المطبخ.
صړخت آية وتصنعت الصدمة وهي تتفقد مروة التي أطلقت صړخة مدوية بسبب الألم الفظيع الذي تشعر به أسفل معدتها
الحقيني يا ماما مروة اتزحلقت ووقعت على الأرض.
حضر كل من عمرو وفادية التي شهقت بعدما رأت الډماء التي لطخت ثياب مروة.
لم ينتظر عمرو سماع أي كلمة فقد قام بحمل زوجته والخروج بها من المنزل وهو يدعو الله أن يساعده في إنقاذ الجنين قبل فوات الأوان.
غادرت فادية المنزل واستقلت سيارة أجرة حتى تلحق بعمرو تاركة آية التي ابتسمت بتشفي وهي تنظر إلى أثار الصابون السائل الذي تعمدت وضعه على الأرضية قبل ثوان من دخول مروة للمطبخ حتى تحقق هدفها.
أحضرت آية قماشة قطنية ونظفت الأرضية بعناية شديدة حتى لا يشك بها عمرو بعدما يستفيق من صدمة خسارته للطفل الذي كان ينتظر قدومه بفارغ الصبر.
غسلت آية القماشة من أثر الصابون ثم سارت نحو الصالة وجلست أمام التلفاز وقامت بتشغيله على إحدى القنوات المشهورة بعرض الأفلام الأجنبية وابتسمت باستمتاع وهي تشاهد الفيلم الذي يتم عرضه على هذه القناة.
دلف عمرو إلى عيادة المستشفى وهو يحمل مروة التي تبكي بشدة واستقبلته الطبيبة التي تتابع معها الحمل برفقة بعض الممرضات فقد اتصل بها عمرو أثناء قيادته للسيارة وأخبرها بكل ما جرى.
وضع عمرو زوجته على السرير المتنقل وبالفعل تم أخذها إلى غرفة الفحص وهي تصرخ وتبكي من شدة الألم الذي تشعر به ېمزق جسدها.
مر وقت قصير قبل أن تصل فادية إلى المستشفى وتسأل عمرو عن وضع زوجته وكانت الصدمة بالنسبة لها عندما وجدته يبكي فهي ليست معتادة على رؤيته في هذه الحالة.
التزمت فادية بالصمت ولم تتحدث بعدما شاهدت حزن ابنها وبكائه فهي تقدر شعوره لأنها مرت من قبل بتجربة قاسېة عندما استيقظت من النوم على فاجعة مۏت ابنها ياسين.
خرجت الطبيبة بعد عشر دقائق من غرفة الفحص وأزالت قناعها الطبي وهي تهتف بأسف شديد
حاولنا كتير يا أستاذ عمرو بس مقدرناش ننقذ الجنين ربنا يصبركم ويعوض عليكم قريب إن شاء الله.
نهاية الفصل
عريس لقطة ... عنده 30 سنة وكان متجوز ومراته ماټت من سنتين ومعاه ولد صغير وحالته المادية كويسة وعيشته مرتاحه .
ترددت آمال في حديثها وهي تقول
ايوه بس يعني ابنه الي معاه ده مسؤلية وكمان بنتي أول جوازه لها تتجوز واحد سبق واتجوز ومعاه عيل .
رفعت شقيقتها والتي تدعى منال حاجبها الأيسر وهي تردد باستنكار
بقلك أيه يا آمال ياختي فكري في الموضوع وشوفي وضع بنتك .. متزعليش مني بس بنتك قطر الجواز عداها دي قفلت ال سنه مين بقى هيتقدملها ويكون أول جواز له ! أنا قلبي عليك وعلى بنتك الي لو قعدت تستنى العريس الي على هواها مش هتتجوز خالص وهتقعد جنبك بقية العمر .. التشرط ده كان بدري شوية من 4 سنين ولا حاجة لكن دلوقت خلاص بنتك بتلعب في الوقت الضايع ولو ملحقتش نفسها لما تتم ال مش هيبقى قدمها غير واحد طالع على المعاش ..
تغيرت معالم وجه آمال وکسى الحزن وجهها وهي تستمع لحديث شقيقتها الغير مراعي لشعورها ولكن شئ ما بداخلها يقر بصدق حديثها فكل ما قالته