رواية كاملة ورائعه بقلم الكاتبة بتول
من عشقتها وصارت قطعة من قلبي أحيا لأجلها وأموت لفراقها.
ابتسمت هبة بشدة بعدما سمعت كلماته التي أطربت قلبها وقالت
أنا أول مرة أعرف يا
أحمد أنك بتحب تقرأ روايات وكمان بالفصحى!!
ظهرت ابتسامة واسعة على وجه أحمد وهو يردف
أنا عندي استعداد أعمل أي حاجة عشان أسعدك.
اندثرت تلك الذكرى سريعا من عقل هبة التي أخذت تصرخ وتنتحب بمرارة
نزعت هبة الشرشف الخاص بسريرها وأخذت تبرمه جيدا ثم وقفت على كرسي وعلقت الشرشف في مروحة السقف.
مالك!!
نطقت هبة اسمه بخفوت ودهشة من وجوده قبل أن تغيب عن الوعي وتتلقاها أيدي الظلام الدامس تحت نظرات مالك الذي شعر بالأسف عليها
الفصل الثاني
أخذ مالك يفكر ما الذي كان سيحدث لهبة إذا تأخر دقيقة واحدة في الوصول إلى شقتها
لقد تفاجأ عندما كان يمر من أمام منزلها بذلك الدخان الكثيف الذي كان يتصاعد من نافذة غرفتها وشعر بالقلق وعلم أن هناك شيء مريب يحدث في الأعلى.
خرج الطبيب فتوجه نحوه مالك متسائلا بقلق ظهر بشكل واضح على ملامحه وفي نبرته أثناء الحديث
طمني يا دكتور هي عاملة إيه دلوقتي
الأنسة كويسة دلوقتي بس أظن أنها هتكون محتاجة لعلاج نفسي وفي أسرع وقت لأن واضح أنها بتعاني من صدمة شديدة وممكن تحاول
دلف مالك إلى الغرفة ونظر بلوم إلى هبة التي كانت تبكي وقال
ليه عملت كده في نفسك يا هبة! معقولة شايفة أن أحمد يستاهل أنك ټموتي نفسك بسببه!
ظهر الحزن في نظرات هبة والمرارة في حديثها وهي تردف
يعني كنت عايزني أعمل إيه يا مالك أنا واحدة صحيت من النوم في يوم من الأيام لقيت صور مقرفة ليا منشورة في كل مكان على الإنترنت وفضيحتي بقيت بجلاجل ومش عارفة أوري وشي للناس وأمي ماټت من القهر والذل اللي حست بيهم لما قرايبنا اتبروا مننا وكل ده بسبب ابن عمك اللي كان خطيبي واللي كنت بحبه أكتر من نفسي وعملت معاه المستحيل عشان يكون إنسان أفضل.
أنا عارف أن اللي مريت بيه يا هبة مكانش سهل وأنا بوعدك دلوقتي أني هقف جنبك وأجيبلك حقك من ابن عمي ويكون في علمك أحمد عمل حاډثة في اليوم اللي الصور
اتنشرت فيه وهو دلوقتي في غيبوبة والبوليس مستنيه يفوق علشان يقبض عليه وهياخذ الجزاء المناسب على اللي عمله فيك وده بعد ما مباحث الإنترنت اتأكدت من أن هو اللي نشر الصور.
وضعت هبة التي سمعتها بها وجعلتها تعارض والدتها التي تحدثت معها مرارا وتكرارا وألحت عليها أن تبتعد عن أحمد لأنه غير مناسب لها.
حضر
إلى ذهنها إحدى المشاجرات التي دارت بينها وبين والداتها الراحلة بشأن أحمد والتي تمسكت فيها برأيها ورفضت سماع أي كلمة تعارض رغبة قلبها.
حرام عليك يا ماما أنا وأحمد بنحب بعض وأظن أنت واخذة بالك كويس من الموضوع ده أنا مش فاهمة أنت پتكرهي أحمد أوي كده ليه!
صاحت أسماء بنفاذ صبر أصابها بسبب عناد ابنتها وعدم رغبتها في تنفيذ طلبها
لأنه مش مناسب ليك يا هبة به
أنا سمعت أن أحمد كان هو السبب في مۏت أخوه وعشان كده أمه قاطعته ومش بس كده يا هبة ده كمان لازم تفتكري أنه ساب كليته ورفض يكملها عشان يشتغل صنايعي ويقدر يجيب المخډرات اللي بيشربها يا ترى لو أنت قولتيله يروح يكمل الكلية هيسمع كلامك ويعمل كده عشان يبقى مناسب ليك بما أنك معاك مؤهل جامعي ولازم هو كمان يبقى زيك
رمقت هبة والدتها بتحدي وقالت
أيوة يا ماما هيعمل كده وأكتر كمان استني لما أكلمه بكرة وشوفي بنفسك جوابه هيكون إيه أحمد مستعد يعمل أي حاجة عشاني ولو أنا قولتله يرمي نفسه في البحر هيعمل كده من غير ما يتردد لحظة واحدة.
وبالفعل اتصلت هبة بأحمد وفتحت مكبر الصوت وطلبت منه أن يكمل دراسته الجامعية لأنها ترغب في ذلك حتى يكونا متكافئين وبالفعل وافق أحمد لتتسع نظرات أسماء والدة هبة فهي لم تكن تتوقع أن يقبل أحمد هذا الأمر وبهذه السهولة.
تمنت هبة ألا يشعر أحد بمقدار الندم الذي تشعر به وهي تجلس الآن فوق سرير المستشفى أمام مالك الذي يجلس أمامها ويرمقها بنظرات مشفقة بسبب ما وصل إليه حالها.
أخذت عبارات الحب والغرام التي كان يرددها أحمد تتردد في رأس هبة فتمتمت بصوت منخفض لم يسمعه أحد سواها
اكتويت بڼار عشقك وجرحت بنصال حبك بعدما چرحتني وتنصلت من وعدك بأن تجعلني أسعد امرأة في هذا العالم ليتني مت قبل أن أرى وجهك وأقع في حبك أيها الوغد المخادع.
تملك الاستياء من مالك بسبب شرودها الذي زاد عن حده فحمحم قليلا قبل أن يتحدث
أنا لقيت امبارح تسجيل يثبت أن أحمد هو اللي فبرك الصور والتسجيل ده أنا هنشره على النت وزي ما أحمد استخدم الإنترنت عشان يفضحك أنا هستخدمه عشان أثبت براءتك قدام الناس كلها ووقتها الكل هيعرف أنك ضحېة وملكيش ذنب وساعتها هتقدري تمشي وأنت رأسك مرفوعة.
أنهى مالك جملته وهو يخرج هاتفه ويقوم بتشغيل أحد المقاطع الصوتية والذي ظهر به صوت أحمد وهو يقول
عندك حق أنا لازم أعمل المستحيل عشان هبة تفضل معايا وعشان كده أنا ههددها بأني هفبرك ليها صور مش كويسة وأن الصور دي هتتنشر في كل مكان والكلام ده هيخليها ڠصب عنها ترجعلي تاني ومتفكرش أبدا في أنها تسيبني.
اتسعت عيني هبة وهي تسمع صوت أحمد وهو يتفوه بتلك الكلمات التي علق عليها مالك بقوله
التسجيل ده أنا لقيته في موبايل أحمد امبارح بالليل والكلام ده قاله وهو كان بيتكلم مع واحد صاحبه وبالصدفة المكالمة كانت متسجلة لأن زي ما أنت عارفة موبايل أحمد موجود فيه خاصية تسجيل المكالمات والتسجيل ده دليل كافي أنه يثبت لكل اللي شاف صورك أنك بريئة.
هتفت هبة بأسف شديد وهي تمسح دموعها
أنا كنت بعاني بعد مۏت أبويا الله يرحمه وفضلت فترة طويلة مش قادرة أتخطى صدمة مۏت بابا لحد ما ظهر أحمد في حياتي ووقتها هو اللي أنقذني من الوحدة والضياع اللي كنت حاسة بيهم وده خلاني أتعلق بيه وأشوفه دايما منقذي بس هو طلع منقذ زائف دمر حياتي وخلاني أخسر سمعتي وكرامتي ووالدتي.
اتسعت عيني آية بعدما سمعت حديث حماتها التي قررت تزويجها لعمرو حتى تضمن وجود حفيدها بجوارها.
وافقت آية على قرار فادية الذي يصب في مصلحتها ومصلحة طفلها الوحيد الذي صار يتيما وهو
طفل في الثالثة من عمره يحتاج إلى حنان والده ورعايته.
عاد عمرو في المساء برفقة المأذون واثنين من أصدقائه وتم عقد قرانه على آية تحت نظرات مروة التي كانت تشعر بالڠضب والقهر ثم صعدت بسرعة إلى شقتها فهي تتألم بشدة ومن الصعب أن تتقبل فكرة وجود ضرة لها تشاركها في زوجها.
لن يستمر هذا الوضع سوف تفعل المستحيل حتى ينتهي هذا الزواج الذي فرض عليها وعلى زوجها من قبل حماتها المتسلطة في أسرع وقت.
عزيزتي آية إياك أن تظني أنني سوف أسمح لك أن تسرقي حبيبي إذا كنت تعتقدين أنني سأستسلم وأتركك تستحوذين على قلبه فأنت واهمة والأيام بيننا وسوف نرى من منا ستضحك في النهاية.
هكذا أقسمت مروة وحسمت موقفها فهي لن
تترك امرأة أخرى تنتزع منها عمرو وسوف تفعل المستحيل حتى تحافظ على زواجها.
خرج الطبيب المشرف على حالة أحمد من غرفته وأخبر الضابط الذي يتولى قضية صور هبة أنه لا يوجد أي تحسن في حالته وأنه لا يزال أسيرا لتلك الغيبوبة التي نالت منه بعدما تعرض الشهر الماضي لحاډث خطېر كاد يقضي عليه.
أومأ الضابط بتفهم وقال
تمام شكرا ليك يا دكتور.
ابتسم الطبيب قائلا
العفو وزي ما قولت لحضرتك قبل كده لو حصل أي تحسن في حالة أحمد فأنا هبلغ حضرتك على طول.
ذهب الطبيب وبقي الضابط واقفا يراقب أحمد الذي يرقد على السرير ولا يشعر بأي شيء مما يدور حوله.
شعر الضابط بالڠضب الشديد والاشمئزاز من أحمد الذي ينام بهدوء ولا يدرك مدى تأثير الڤضيحة التي نالت من فتاة مسكينة لم ترتكب سوى ذنب وحيد وهو أنها وثقت به وأحبته وكل ذلك لأنها رأت أنهما لا يناسبان بعضها ويجب أن ينفصلا ويمضي كل منهما بمفرده في طريقه.
تمتم الضابط بضيق وحزن على ما حدث لهبة فهو أب لثلاث فتيات ولا يمكنه أن يحتمل فكرة حدوث ڤضيحة مشابهة مع واحدة منهن
يعني هتفضل لحد إمتى تتحامى في غيبوبتك يا أحمد! مسيرك هتفوق وساعتها هقبض عليك عشان تاخد جزائك على كل اللي عملته.
دلفت آية إلى غرفة الجلوس وهي تشعر بالخجل الشديد وجلست أمام عمرو وانتظرت منه أن يبادر بالحديث فقد أخبرها أنه يريد الجلوس معها بمفردهما حتى يتحدثان بعيدا عن عيني فادية.
تنهد عمرو قائلا بحزم
اسمعي يا آية إحنا صحيح اتجوزنا بس الجواز ده هيكون مجرد حبر على ورق لأن أنت بالنسبة ليا هتفضلي مرات أخويا الله يرحمه وعشان كده جوازنا هيكون صوري مش أكتر وده عشان نرضي ماما وأنا عارف كويس أنك كنت بتحبي ياسين أخويا وواثق أن دي رغبتك أنت كمان وأن ماما ضغطت عليك عشان توافقي على الجوازة دي.
أصيبت آية بالصدمة وخيبة الأمل بعدما سمعت هذا الكلام فهي لم تكن تتوقع أنه لا يريده
كبحت آية دموعها بصعوبة شديدة فقد شعرت بالإهانة بسبب كلمات عمرو وحاولت أن تتمالك نفسها بصعوبة فهي لم تتصور أبدا أن يأتي رجل ويرفضها ويعلنها صراحة ويقول أنه لا يريدها.
استكمل عمرو حديثه الذي ترك چرحا غائرا في قلب آية
اطمني خالص يا آية ومتقلقيش الأيام اللي هقعد فيها عندك جوا شقتك كل واحد فينا هيقعد في أوضة وأنا مش هتعرض ليك نهائي وأول ما الشمس تطلع هخرج على طول من الشقة.
خرج عمرو