الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية كاملة ورائعه بقلم الكاتبة بتول

انت في الصفحة 8 من 32 صفحات

موقع أيام نيوز


بالارتباك ولكنه قرر أن يتماسك رغم شعوره بالاستغراب الشديد فهو لا يصدق أن ما قام به لم يجد نفعا مع مروة
كلامك ده معناه أن مروة ملتزمة ومحافظة على الصلاة وقراءة القرآن والأذكار وده مخلي الجن اللي أنا سلطه عليها مش قادر يمسها بأي سوء.
صاحت آية بنفاذ صبر من هذا الحديث الذي أصابها بإحباط شديد
طيب وبعدين هعمل إيه دلوقتي

رمقها الدجال قائلا بنبرة ماكرة
متقلقيش أنا هعرف إزاي أتصرف معاها ولو الجني اللي أنا سلطه مقدرش عليها هسلط عليها جني تاني أقوى منه اديني بس يومين وكل حاجة هتبقى مظبوطة زي ما أنت عايزة.
انصرفت آية بعدما شعرت بالطمأنينة وتأكدت أنها سوف تنال مرادها هذه المرة ولم تكن تعلم أن عمرو كان يقف بالقرب من منزل الدجال واتصل بالشرطة حتى تأتي وتلقي القبض عليه.
اتصال مفاجئ جاء إلى هبة التي استغربت كثيرا عندما أجابت وسمعت صوت يحيى وهو أحد أصدقاء أحمد المقربين.
همست هبة بتأفف فهي لا تريد أن تتحدث مع أي شخص لديه صلة مع أحمد حتى لا يتكرر ما حدث معها قبل أسبوع في المطعم عندما ذهبت لتلتقي بأماني
خير يا يحيى عايز مني إيه وليه بتتصل بيا
جاءها الجواب الذي أثار دهشتها وجعلها غير مصدقة لما تسمعه
أنا معايا صور ليك أحمد كان بعتهالي عشان أعدل عليها بس أنا رفضت وقتها وحاولت أهديه وأعقله وفكرت أنه اقتنع بكلامي بس لما رجعت من السفر عرفت بكل اللي حصل.
أغمضت عينيها بقوة تمنع الدموع الغزيرة التي تريد أن تخرج من مقلتيها فهي لم تجد شخصا واحدا إلا وأكد لها سواء بشكل مباشر أو غير مباشر أنها أخطأت في حق نفسها عندما وثقت في أحمد.
انتشل هبة من شرودها صوت يحيى الذي قال بجدية
أنا واقف دلوقتي تحت بيتك ومعايا الفلاشة اللي عليها صورك فياريت تنزلي تاخديها مني عشان أنا مستعجل.
وضعت هبة الحجاب على رأسها قائلة باقتضاب قبل أن تفتح باب الشقة
حاضر دقيقة وهكون عندك.
هبطت هبة الدرج بسرعة ووقفت أمام يحيى الذي مد لها يده بالفلاشة وردد بأسف
صدقيني أنا فكرته صرف نظر عن موضوع الفبركة ده بس للأسف اكتشفت أني غلطان وأن أحمد يبقى واحد واطي وحقېر وأني فضلت مخدوع فيه فترة طويلة.
انصرف يحيى تاركا خلفه هبة التي چثت أرضا تبكي بحسرة على قلبها الذي ټحطم بقسۏة مرددة بحشرجة
حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا أحمد ده أنا محبيتش أي شخص في حياتي زي ما حبيتك.
قلبها يكتوي بنيران مستعرة وروحها تتعذب وتصرخ فكيف يمكن أن يكون مالك الذي ظنته في الماضي شخصا سيئا حينما حاول

أن يحذرها مما هي مقبلة عليه شخص جيد وأحمد الذي ظنته منقذا اتضح أنه هو نفسه الحقېر الذي أفسد حياتها حتى يجعلها ملكه حتى لو كان ذلك رغما عنها.
عاد عمرو إلى المنزل بعدما تأكد من أن الشرطة قد ألقت القبض على الدجال وأنه سوف ينال العقاپ الذي يستحقه وحان الآن دور آية حتى تنال جزاءها.
أخذ عمرو ينادي على آية بصوت جهوري جعل فادية تشعر بالړعب خاصة بعدما رأت وجهه الغاضب وعلمت أن هناك شيئا سيئا على وشك أن يحدث أمام عينيها.
سمعت مروة صوت زوجها وهو 
نفض عمرو كف فادية ثم أمسك بآية من شعرها يجرها منه وألقاها أسفل قدمي والدته قائلا باشمئزاز
الهانم اللي أنت خليتيني أتجوزها عشان أهتم بيها وبابنها راحت لدجال عشان تعمل سحر أسود لمراتي.
تملكت الصدمة من آية واتسعت عينيها بعدما سمعت كلمات عمرو وأسرعت تنفي هذا الاتهام عن نفسها بقولها
الكلام ده كله كدب أنا معملتش أي حاجة لحد.
شهقت فادية وضړبت صدرها واتخذت صف آية مرددة باستنكار
إيه الكلام الفارغ ده يا عمرو! آية مستحيل تعمل كده.
نهضت آية ولكنها سقطت مرة أخرى بعدما صفعها عمرو للمرة الثانية قائلا بقسۏة بعدما منحها نظرة محتقرة وكأنها كائن أجرب لا يجوز أن يقترب منه أي شخص حتى لا تتسخ ملابسه.
وكمان ليك عين تكدبي يا بجحة!! أنا شايفك بنفسي وأنت رايحة للدجال عشان يعملك عمل تاني بعد ما العمل الأولاني فشل وأحب أطمنك أن الشرطة قبضت على الحيوان ده.
انعقد لسان آية من هول المفاجأة فهي لم تتوقع أبدا أن يعلم عمرو بهذا الأمر الذي لم تخبر به أي أحد.
هطلت دموع آية أمام عيني فادية التي لم تصدق هذا الأمر وشعرت أن مروة لها دخل في كل ما جرى وأنها فعلت هذا الأمر حتى يقع الطلاق بين عمرو وآية.
همست آية بضعف مزيف وهي تنظر إلى فادية ترجوها بعينيها أن تغيثها من هذه المصېبة التي حلت على رأسها
يا ماما أنا روحت للشيخ عشان يديني رقية شرعية أحطها في الأكل بتاعي لأني بقالي فترة تعبانة وحاسة أني مش مظبوطة.
أشارت فادية بسبابتها نحو مروة هامسة بغيظ فقد انطلت عليها خدعة آية وصدقتها بسهولة
أكيد مروة هي اللي عاملة الحركة دي عشان تخليك تسيب آية وتبعد عنها مش كفاية عليها أن أنت هتاخدها معاك الغردقة وكمان عايزاك تطلق آية!!
احتقنت ملامح عمرو وشعر بالنفور من آية التي كان يعتبرها في الماضي بمنزلة شقيقته فهو لم يكن يتوقع أن تكون بمثل هذه الحقارة.
أطلق عمرو تنهيدة بصوت مسموع قبل أن ينطق بالجملة التي جعلت مروة تبتسم بسعادة لأنها نالت أخيرا ما تريده دون أن تبذل أي مجهود أو تتخلى عن مبادئها في سبيل تحقيق مرادها
جوازي منك كان أكبر غلطة عملتها في حياتي وأنا هصلحها دلوقتي أنت طالق يا آية.
أمسك عمرو بكف مروة وصعد بها إلى شقتهما تاركا فادية تصرخ باستهجان لما قام به أما بالنسبة لآية فقد كانت تشعر پصدمة شديدة فهي لم تتوقع أن ينقلب كل شيء ويصبح ضدها في لحظة خاطفة.
نهاية الفصل
الفصل السابع
أخذت آية تبكي بحړقة لأنه قد فشل كل شيء قامت بالتخطيط له وذلك لأنها استهانت بمروة واعتقدت أنها خصم ضعيف يمكن التغلب عليه بسهولة.
ظنت فادية أن آية تبكي بسبب الظلم الذي تعرضت له على يد عمرو ولم تكن تعلم أن سبب بكاء أرملة ابنها التي تظنها فتاة مسكينة هو الحزن على فشل المخططات التي كانت على وشك الظفر بتحقيقها.
احتضنت فادية آية مربتة على ظهرها بحنان أمومي وأخذت تواسيها بقولها
اهدي يا حبيبتي ومتزعليش نفسك خالص عمرو دلوقتي متعصب بسبب الكلام اللي الحية مراته قالته ليه ولما يهدى أنا هتكلم معاه بنفسي وهخليه يردك على طول وهشوف صرفة مع مروة اللي شغالة زي الشيطانة توقع بينك وبين عمرو.
اكتفت آية بهز رأسها وتوقفت عن البكاء فقد أشعرها حديث فادية ببعض الطمأنينة لأنها تعلم جيدا أن عمرو يستمع إلى كلام والدته ولا يمكن أن يقوم بعصيانها.
أمسكت آية بكف حماتها وتحدثت باستعطاف حاولت من خلاله أن تصم أذني فادية عن الكلام الذي سوف تسمعه ضدها
أنا لما روحت للشيخ مكانش غرضي أذية أي شخص زي ما مروة فهمت عمرو وأنت يا ماما أكيد عارفة أني مستحيل أعمل حاجة فظيعة زي دي.
أومأت فادية برأسها دلالة على تصديقها لهذا الحديث وسارعت تؤكد ذلك بقولها
أنا عارفة يا آية أنك مستحيل تعملي كده وأن مروة هي اللي لعبت في دماغ عمرو عشان يطلقك بس أنا مش هسيبه وهفضل وراه لحد ما يردك لعصمته.
وهذا ما كانت تريده آية وهو أن تدعمها فادية الساذجة لأن هذا الدعم سيجعلها تحقق

كل ما تتمناه.
نظرت هبة إلى الصور التي تجمعها بأحمد في حفل خطبتهما وهي تبكي فقد كان
في هذا اليوم يعدها أنه سيقف بجوارها وسوف يحرص على إسعادها ولكنه خذلها.
وضعت هبة الحاسوب جانبا ثم أمسكت مفكرتها ودونت بها عبارة تدل على مدى القهر الذي تشعر به
قلبي ېنزف وروحي تتألم لأنني كنت مغفلة عندما أحببتك يا أحمد ليت كان بإمكاني أن أتخلص من هذا الشعور الذي سيدفعني يوما إلى الجنون لم أكن أتمنى المۏت في حياتي مثلما تمنيته الآن فهو حتما سيكون أهون من عڈاب قلبي المجروح بڼار حبك فعشقك عڈاب وقربك ۏجع لا أعرف لماذا قلبي لا يزال يحبك رغم كل ما فعلته بي ولكني واثقة من شيء واحد وهو أنني لن أنساك مهما حدث يا من كنت أظنه توأم روحي ورفيق دربي
اتصلت هبة بمالك وهي تبكي وعندما أجاب وسمع صوت بكائها هتف بقلق
مالك يا هبة إيه اللي حصل معاك!
أجابته هبة من وسط بكائها الذي لم يتوقف
أنا أسفة يا مالك لأني مش سمعت كلامك زمان لما حذرتني من أحمد أنت كان عندك حق في كل كلمة قولتها وأنا كنت غلطانة لأني مش صدقتك وفكرتك غيران من أحمد.
تذكر مالك الإهانة التي تعرض لها بعدما مر فترة على خطبة هبة وأحمد فهو قد تواصل معها وحاول أن يحذرها من ابن عمه وأقسم لها أنه لم يتغير ولا يزال يتعاطى المخډرات ولم يتوقف على عكس ما يظن الجميع ولكنها لم تسمع منه وصدقت كلام أماني التي أخبرتها أن مالك يشعر بالغيرة من أحمد ويحسده دائما على كل شيء يمتلكه.
هتف مالك بتفهم فهو يعلم جيدا أن قلب هبة كان أعمى ومن الصعب أن تصدق كلامه في حق الرجل الذي كانت تحبه كثيرا
انسي كل اللي فات يا هبة إحنا أولاد النهاردة وأنا لو مكانك كان ممكن أعمل اللي أنت عملتيه وأكتر من كده كمان.
ظهرت ابتسامة خفيفة على وجه هبة وهي تقول
شكرا ليك يا مالك بجد مش عارفة أقولك إيه بس أنت طلعت فعلا واحد جدع عكس ابن عمك اللي فضلت مخدوعة فيه لفترة طويلة.
أنهت هبة الاتصال وتركت مالك يتذكر أحد المواقف التي جمعته بأحمد الذي كان يشعر بالڠضب حينها بسبب رغبة هبة في الانفصال عنه
أنا مش هسكت يا مالك وهعمل المستحيل عشان أخلي هبة ترجعلي مرة تانية.
نطق أحمد هذه العبارة وهو يلقى بالمزهرية أرضا لتتحطم أسفل قدمي مالك الذي أسرع بالتوجه نحوه وحاول تهدئته بقوله
امسك أعصابك شوية يا أحمد وفكر بهدوء وشوف هتعمل إيه لأن العصبية مش هتفيدك بحاجة بل على العكس أنت مش هتعرف توصل لأي حل طول ما أنت متعصب.
جلس أحمد على طرف السرير وغطى وجه بكفيه وهو يردف بحسرة فقد خسر حبيبته في لمح البصر
المصېبة يا مالك أني مش فاهم حاجة من كلام هبة وحاسس أن كل حاجة متلغبطة ومش مظبوطة وأنا واثق أن أمها هي اللي أقنعتها تفركش الخطوبة لأنها من الأول مكانتش طايقاني وكانت بتقول عليا أني مش مناسب ليها وأنها مستحيل تسيبني أتجوزها طول ما هي عايشة.
جلس مالك بجوار أحمد قائلا بمواساة في محاولة منه لتهدئة أعصاب ابن عمه الثائر
كل
 

انت في الصفحة 8 من 32 صفحات