رواية كاملة ورائعه بقلم الكاتبة سعاد محمد
بشفاها تقول بنفاق
إزاي إنت راجل الدار ربنا يخليك لينا وميحرمناش منك أبدا.
نظر نحو الطعام بإمتعاض قائلا
فول وطعميه مفيش غيرهم كل يوم نفطر مفيش غير حړق القلب ده.
نظرت له هند التى جاءت وجلست خلف تلك المنضده قائله پحقد
ناس تفطر حړق قلب وناس تانيه تفطر على انواع أكل كلها مستوردهوياريته حاسس باللى حواليه... حظوظ.
نظر لها شعبان بسؤال
قصدك مين.
جاوبته هانم التى جلست لجوارها قائله.
هيكون قصدها مين طبعا عماد...هقول أيه طبعا حسنيه مأسيه قلبه بالغل والحقد.
هتفت هند بتوافق.
فعلا من كام يوم كان هنا فى المحله وإشترى المصنع اللى بشتغل فيه ولما وقفت قدامه قولت يمكن ميعرفش شكل قولت له انا هند شعبان الجيار حتى مكلفش نفسه يبص لى وتجاهلني وكسفنى قدام البنات مع إنى مكنش ليا غرض غير إنه بس يعرف أخته.
وكنت منتظره منه أيه إبن حسنيه طول عمرها نفسها فى فرصه وربنا عطاها من وسع...وخدها تعيش معاه فى مصر فى ڤيلا لوحدها.
أكملت هند
معاها مراته وبنته كمان.
قاطعتهاهانم بنفي
لاء أنا من كام يوم كنت مع مرات عمسميرةمراته وقالتلى إنه معيشها فى شقه كبيره ومنطقه راقيهبعيد عن أمه.
إستغرب شعبان سائلا
والسبب أيه.
ردت هانم بتهكم وتجني
حسنيه طول عمرها شديد وقويهيمكن مريحتش نفسها مع مراته وقال يوفر على نفسه تعب القلبوفصل الإتنين عن بعض.
نظر شعبان لها بداخله لا يصدق جواب هانم الكاذب والمتجني على حسنيه ربما حقا بينما عداء لكن عماد هو محور حياتها ومن المستحيل أن تتسبب له بأي إزعاج لكن ربما حديث هانم عن أن سميرة تقطن بمكان آخر بعيد عن حسنيه أوصله الى فكره سيفعلها ربما تآتى بثمار لاحقالكن عليه الحصول على عنوان مسكنها أولا.
بمجرد أن فتحت لهن الخادمة هرولت يمنى الى الداخل تمرح بصوت عال
بنفس الوقت كان يترجل عماد آخر درجات السلم بمجرد أن سمع صوت مرح يمنى نظر نحوها وشعر بإنشراح وجثي على ساقيه مبتسم وهو يستقبلها بين يديه بحنان رفع بصره لأعلى نظر الى بسمة سميرة المترددة وهتفت بتبرير مردده
طنط حسنيه إتصلت عليا و...
تبسم عماد وهو يستقيم واقفا وسمع ترحيب حسنيه ب سميرة المرتبكه تنظر ناحية عماد بترقب بينما عماد إدعى الإنشغال بتقبيل وجنتي يمنى ولم يقول شئ رغم إنبساط قلبه برؤيتهن الإثنتين لكن كان إهتمامه منصب على يمنى وسار بها نحو تلك الغرفه الخاصه بالسفره وجلس وهى على ساقيه ثم دخلن حسنيه ومعها سميرة التى تضع يدها على كتفها بترحيب قائله
بحياء تبسمت لكن أحرجتها يمنى قائله
لاء مش كلنا مم قبل ما نجي.
تبسم عماد بينما خجلت سميرة شفقت حسنيه عليها من نظرة عينيها الى عماد تود منه كلمة ترحيب بها لكن هو منشغل مع تلك المشاغبه التى رفضت تركه وظلت جالسه على ساقيهيطعمهاتغاضت سميرة عن عدم ترحيبه بهاوإندمجت فى الحديث مع حسنيه حتى بعد إنتهاء الفطورظلت يمنى متعلقه ب عماد الذى أخذها وذهب الى غرفة المكتب ينهي بعض الأعمالبينما سميرة كانت تجلس تتساير مع حسنيه بأمور شتىالى أن ذهب عماد إليهن وضع يمنى على الأرض قائلا
عندي شغل مهم لازم أروح المقر.
ضحكت سميرة كذالك حسنيهالتى حملتها قائله
تعالى أقعدي معايا أشبع منك شوية.
لكن ل يمنى رغبه أخرى.
تبسم عماد وهو يقبل وجنتيها قائلا
مش هغيبساعتين بالكتير وهرجع عشان نلعب سوا فى حمام السباحه.
بضجر إستسلمت يمنى.
ب مصنع الفيومى
مكتب نائب الإدارة جالا
تبسمت تلمع عينيها بظفر وهى تتجول بين تلك المواقع الإليكترونيه عبر حاسوبها الخاص ترا تلك الصور الخاصه بها مع عماد وبعض التكهنات من البعض أن هنالك شبه إرتباط قادم بينهم ملست بأناملها المطليه بطلاء داكن على شاشة الحاسوب فوق وجه عماد رف قلبها بشعور لم تشعر به سابقا قابلت الادهى منه لكن كآن له سحر خاص به هنالك جاذبية خاصه له تلك النظارة التى تخفي عيناه كآنها كوكب من الغموص بالنسبه لها لا تفضل الأشياء الواضحه دائما ما يثيرها الغموض يجعلها تشعر بلذة المعرفهتنهدت بتمني هى ألقت بداية الخيط بالتأكيد هو سيرا تلك الصور وبالتأكيد سيكون له رد فعل عليه ربما يحدثها من أجل نفي ذاك الحديث الخالي من الصحه وذلك فرصه جاءت او بالأصح صنعتها كى تتقرب منه وتفك شفرة غموضه التى تثيرها.
فرنسا
مارسيليا
ورشه خاصه بتصنع الأثاث
خلف مكتب المدير كان يجلس ينفث دخان إحد السچائر ينهمك فى قراءة تلك الرسائل المرسله له على حاسوبه الخاصالى أن دلف عليه شاب يتحدث بالعاميه المصرية قائلا
عملت لك كوباية شاي كشړي مصري فى الخمسينهمش فتله اللى مالوش طعم كمان معاه شوية كحك وبسكوت صناعه مصري أمى باعتهم مع واحد رجع لفرنسا من يومينمن بتوع فرح أختى .
ترك الحاسوب ونظر له مبتسم يقول
كوباية الشاي جت فى وقتها محموددماغي مصدعه...وألف مبروك لأختك ربنا يهنيها هى وعريسهاأوعى تكون نسيت تبعت لها نقوط جوازها.
تبسم له محمود بود قائلا
لاء عيبيعني إتكفلت بجهازها كله وهستخسر فيها النقوط صاحبك يفهم فى الواجب.
تبسم له قائلا
عقبال فرحك يا محمودوإن شاء الله هتكفل أنا بمصاريف الفرح كلها.
تبسم له محمود قائلا
كتر خيرك يا ريسجمايلك عليا كتيرلولا إنك ساعدتنى وجبتني أشتغل هنا فى الورشه كان زمانى متشرد فى الشوارعفضلك عليا مش هنساه عمري كله.
تبسم هانى قائلا
الفضل لله يا محمود انا مجرد سبب وسبق وقولتلك إحنا مصرين وفى غربه ولازم نبقى جنب بعض.
تبسم محمود قائلا
ربنا يديك على قد نيتك الصافيه...
كوباية الشاي دى هتظبط دماغكيلا بلاش أعطلك وأسيبك تكمل شغلك..وأروح انا كمان أكمل شغليعندنا فى الورشه طلبيات كتير.
اومأ له هانى مبتسم محمود يذكره بنفسه فى بداية غربته هنا أمسك كوب الشاي ومعه قطعة كعك ويستسيغ طعمهما بتلذوذ وتذكر نفسه بأول يوم دلف الى هذه الورشه
كان فى منتصف العشرينات من عمره ضاق به الحال فى مصر والسفر الى الخارج هو مبتغاه وقد ناله بعد رحلة عناء بين أمواج تتلاطم بحلم الأفضل لاحقا تقابل مع شخص مصري بعد ان عمل بأكثر من عمل جزئيا فقط كان يستطيع تدبير اساسيات حياته من المأكل والمسكن الى أن عثر له ذاك الشخص على عمل ثابت ومناسب لإمكانياته الذى أخبره بها سابقا أنه حين كان بمصر كان يعمل بورشة تصنيع أثاث ويتقن ذاك العمل جاء به الى هنا هذه الورشه التى كان يمتلكها فرنسيا كانت اللغه الفرنسيه شبه معدومه له فقط بضع كلمات...
كان صاحب الورشه كهلا سمين بالنظر له تخطى الخامسه والخمسون أو أكثر قدمه له وقد بدأ العمل بالورشه لفترة تحت إختبار ونظر صاحب الورشه الذى سرعان ما حاز هانى على ثقته لأمانته وإتقانه وتفانيه فى العملدبر له مسكن قريب من الورشه غرفه فوق سطح تلك البنايه الذى يسكن فيهابإيجار كان يتشاركه مع شخص آخربالنسبه لهم ذلك ليس لافتا للنظرلكن هى وجدت ما لفت نظرهاحين راته يعمل خلف طاولة خشب يقوم بسمكرتهاكان الطقس حاراوبسببه إستغنى عن سترته العلويهوظل ب فانله بلا أكمامبرزت جسده الممشوق من أعلىنظرت له بشھوانيههو عكس زوجها صاحب تلك الورشهالسمينوليته سمين فقط بل بذراع واحد بعد أن قطع المنشار نصف إحد يديهمقارنه هانى بها هو الفائز بكل الخصال...لتمر أيامبعد أن كانت تنفر من المجئ الى تلك الورشه أصبحت شبه مداومه على المجئ والبقاء لاوقات طويله عينيها حتى وهو يرتدي ثيابه الملوثه بغبار وزيوت ودهاناتلكن كانت بالنسبه لها كآنها أفخم الثياب تنظر الى يديه الخشنه تشتهي أن الناعمحاولت لفت نظرهلكن هو كان لديه هدف واحدبناء مستقبل لا يلتفت الى شئ ليس من حقه النظر لهكان صده لها بمثابة إثارة الجنون فى عقلهاولا يهمها حتى إن علم بذلكهى تعطيه كل الحريه مع لكن قابل هانى ذلك بالرفض بطرق ذوقيهربما تسأم مع الوقتلكن فى ظروف غامضه ټوفي زوجها.
قطع سيل تذكره للماضي صدوح رنين هاتفهنظر الى الشاشه وسرعان ما تبسم وقام بالرد قائلا
صباح الخير يا عمدهولا خلاص الساعه عدت أتناشر الضهر يبقى مساء الخير.
تبسم عماد قائلا
لا ضهر ولا صبحأنا بكلمك عشان المصنع بتاع المحله اللى إشتريتهفى أوراق لازم توقيعك عليهاكشريك.
تبسم هانى قائلا
يا عم سبق وقولتلك عندي ثقه عمياء فيكوالأوراق دى مش مهمه.
تبسم عماد قائلا
لاء حقي وحقكقولى مش بتفكر فى أجازة تنزل لمصر قريب.
تنهد هانى قائلا
أنا راجع من أياميمكن بعد شهرين تلاته كدهأمى وانا فى مصر قالتلى نفسها تعمل عمره وأنا معاهاوأنا بصراحه كمان نفسى أعمل عمره يمكن تغسل شوية ذنوبيوافقت وأهو هوضب ورق ليا وليها وهقابلها فى مكه وبعدها هنزل مصر لمدة شهر بحاله.
تبسم عماد قائلا
عمرة مقبولة مقدماكمان فى موضوع كنت عاوز أستشيرك فيهدلوقتي مدير المصنع اللى إشترتهبصراحه صاحب المصنع شكر ليا فيهصحيح انا معرفوشبس صاحب المصنع قالي إنه شخص أمين وكمان حازم مع العمالوالمصنع فى المحله وصعب عليا إدارته من هنابفكر أحط المدير ده شهرين تحت الإختبار وأشوف نتايج عمله.
وافق هاني قرار عماد قائلا
تماموأنا كمان ده رأييرغم إن كان فى دماغي شخص تانى ينفع مدير للمصنع.
تسأل عماد بإستفسار
ومين الشخص التاني ده.
بتردد مرح أجابه هاني
شعبان الجبارجوز عمتي...قصدى اللى كان جوزها سابقا...
لم يكمل هاني بقية حديثه حين سمع صوت إغلاق الهاتف...ضحك بسخريه مازال الماضي محفورا بقساوته بين ضلوعهم التى مزقتها قسۏة القدر باكرا.
بذاك المصنع بالمحلة
بعد الظهر بوقت
كان ساعة الراحه الخاصه بالعاملين بالمصنع وقت الغداء بالنسبه لهم كان هنالك فضاء مغطي بقطع معدنيه بخلف المصنع مثل مطعم صغير بجلس البعض منهم فيه يتناولون وجبة الغداء الذى معظمهم قد جاء بها معه من منزلهجلست تشعر بإرهاق فوق إحد الآرائك جوار إحد زميلاتها لكن شردت بعينيها وهى ترا ذاك الواقف بمكان قريب يضع الهاتف فوق أذنه لفت نظرها ضي ساعة يده التى ضوت بعد إنعاس الشمس عليها لمعت بعينيها فكره مثل ذاك اللمعان نهضت من مكانها وإتخذت القرار بالنهايه هذا المصنع ملك لأخيها حتى وإن كان لا يعترف
آسفه
إتكعبلت فى ديل الجونلهشكرا أنك ساعدتني.
تفهم ذلك ورد عليها بدبلوماسية
لاء مفيش مشكله أهم حاجه إنك بخير روحي كملى غداك وقت الراحه خلاص قرب ينتهي.
قال هذا وغادر دون الإنتباه الى نظرات عينيها اللتان تشعان ڠضب من ذلك الاحمق الذى لو علم بهويتها ربما لكان حملها فوق رأسه لكن سارت دماء والدتها الخبيثة بها وهى تضع هدف لابد أن تصل إليه حتى إن تزوجت
من رجل لديه إمرأة أخري فلكل رجل نقطة ضعف وذكاء الأنثى