الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية كاملة ورائعه بقلم الكاتبة سهام صادق الجزء الأول

انت في الصفحة 26 من 50 صفحات

موقع أيام نيوز


علي دلال اغدقته به 
كل ده عشان وافقت تشتغلي في المدرسه 
فأبتمست ندي وشبت على أطراف اقدامها 
لا ياحبيبي ده اسمه عطاء
ضحك وهو يسمع عبارتها 
بقيتي عميقة ندي 
تدللت عليه بأنوثه 
ما انا قولتلك لو مدعلتش عليك هدلع على مين 
ضاقت عيناه وهو يرمقها 
ادلعي ياحببتي بس بلاش تستغلي اوي الدلع... شوفتي انا اه بسمعك ازاي وبأحترم أحلامك 

ابتسمت رغم الآلم الذي اجتاز قلبها.. أرادت ان تصرخ به كي تخبره انها لا تريد منه إلا الحب وليس التكفير عن ذنبه ومحاولة ارضائها حتى تنسى ما سمعته وكانت نقطه فاصله في علاقتهما 
هتيجي معايا المقابله 
مال نحوها يقبل قمة انفها 
وكمان اجي معاكي..طيب ايه المقابل 
هتف عبارته بوقاحه.. ف دفعته 
وقح ياحبيبي 
ضحك بقوه وضمھا اليه ثم رفع وجهها نحوه وتعمق في النظر إليها ليلثم ثغرها 
شوفتي ان التقدير والاحترام ينفعوا ازاي من غير حب 
بهتت ملامحها وكادت ان تنفض نفسها الا انها تماسكت 
عندك حق 
وداخلها تقسم انها يوما ستخبره بتلك الجمله وسيتمني حينها ان تخبره بحبها له
في إحدى المصالح الحكومية كانت ماجده تجلس قابعه خلف مكتبها تنهي بعض أعمالها المكتبيه لا تركز في الحديث الدائر بين سعاد وفوقيه فقد اعتادت على حكايتهم الدائمه بين القيل والقال 
شوفتي ياسعاد اللي حصل لفاتن جارتي.. مش جوزها خاڼها مع اختها
اتسعت عين المدعوة سعاد ثم شهقت مصدومه لمعرفتها ب جارة فوقية
ايه اللي حصلها.. يامصيبتي اختها
ورفعت سعاد مسبحتها تحرك عقدها
أيه اللي حصل في الدنيا ېخونها مع اختها اللي ربتها واوتها في بيتها... استغفر الله استغفر الله .. لا انا مش قادرة أصدق
تجمدت ملامح ماجدة بعدما اخترق الحديث اذنيها
فلوت فوقية شفتيه مستنكره
الدنيا معدش فيها حاجه متتصدقش
رفعت ماجده عيناها نحوهم تسألهم
بلاش كلام في عرض الناس
امتعضت سعاد من حديثها ورمت بكلمتها التي فتحت داخلها باب الشك 
ابقى خدي بالك بقى ياماجدة
.. 
تنهدت سماح بمقت وهي تغادر مكتب رئيس الجريدة بعد أن أخبرها ان تجهز حالها فرحلتها لمدينه الاقصر بعد اسبوع من الان... ويجب ان تذهب قبل قدوم اللاعب بأيام 
فقد علم من مصادره انه أتى لمصر كي يريح اعصابه بعيدا عن فضول الصحافه ولم يخبر أحدا باليوم المحدد في الشهر الذي اقترب بدايته
ومن اجل العمل وارضاء رئيس الجريده...لابد أن تذهب وتنتظر لاعب الكوره المشهور 
تهجم وجهها وتمتمت وهي تدلف غرفة مكتبها المشتركه مع زميلان وزميله 
انا كان مالي ومال الصحافه 
وسقطت عيناها علي باقة الازهار متسائله 
لمين الورد ده يا سميه 
فرمقتها سميه ثم عادت ترتب الصور التي أمامها 
مش على مكتبك يبقى ليكي ياسماح 
فأقتربت سماح من مكتبها لتلتقط الباقه وكما توقعت لم يكن غيره ماهر لتلقط الباقه ثم قذفتها من النافذة التي تحتلها الغرفه 
فشهقت سميه من فعلتها 
يامجنونه حد يجيلوا ورد ويرميه 
فزفرت سماح أنفاسها بحنق يمزجه الڠضب 
ايوه انا 
استنكرت سميه فعلتها وغادرت الغرفه... لتنظر سماح للحاسوب المفتوح امامها على اخبار لاعب الكوره
سهيل نايف متمتمه بتبرم
اما اشوف آخرة المقال ده ايه 
خرج شريف من المرحاض في الغرفه المستقل بها هو وصديقه سيف في مبنى مخصص لهم 
جلس على الفراش ينفض الماء من خصلات شعره 
فلاحت صورتها أمام عينيه... فألتقط الهاتف مقررا اعاده الخط لهاتفه ولكنه تركه متمتما
لا لازم اكمل اللي بدأته.. وابعد عنها كفايه لحد كده 
وتذكر ابنه اللواء الذي يحبه كأبنه وقد عرفه على عائلته في ضيافه قبل المهمه... لم ټخطف ابنة رئيسه انظاره ولكنها كانت اختيار امثل وضعه العقل أمامه 
انتهى الاجتماع الذي كانت تركز في كل كلمه تلقي فيه.. اغلقت دفترها وغادر الحضور فنهضت بعدما نهض شهاب 
ياقوت انا مش راجع الشركه ورايا مشوار مهم.. ابقى اطبعي الأوراق اللي طلبتها منك تمام
اماءت له برأسها احتراما.. فغادر تحت نظراتها اما حمزة كان مندمج بالحديث مع محامي الشركه 
وقفت متوتره بالغرفه الي ان انصرف المحامي 
التليفون بتاعي يافندم 
رفع حمزة عيناه نحوها بعدما وضع الأوراق الملقاه بأهمال على سطح الطاوله في الملف المخصص 
تليفون ايه 
اجابها بتلاعب 
تليفوني يافندم.. اللي نسيته في عربيتك 
فتمتم مصطنعا نسيانه 
اه التليفون 
وسار أمامها فأتبعته لغرفة مكتبه... دلف لغرفته وهي تتبعه فأتبعهم سكرتيره يأخذ منه الأوراق مستمعا
انت أكيد عارف شغلك ياعصام 
فأماء له عصام برأسه وغادر الغرفه... لتبقى معه واقفه تهز ساقيها منتظره ان تنتصرف كي تلحق باقي أعمالها المكلفه بها 
اقعدي يا ياقوت واقفه ليه 
هتف بها بعدما رمقها 
انا كويسه كده يافندم 
فأتجه نحو مكتبه دون ان يعلق وفتح احد الادراج لتقف يده على مقبض الدرج قاطب حاجبيه 
التليفون نسيته في مكتبي في شركة الحراسات قبل ما اجي هنا 
طالعته تنقل عيناها بين موضع يده وملامحه.. فأبتسم وكأن لم يضره شئ في الذهاب لشركته الأخرى 
مضطره تيجي معايا مكتبي هناك 
وخطته الأخرى التي ارادها تنفذ بحرفيه
يتبع بأذن الله
الفصل الثاني

والعشرون
للحظه كان سيستجيب لمكره وينفذ خطته التي عزم عليها
أراد أن يجعلها ترى صفا تعمل لديه لتضح لها الرؤيه
أراد ان يجعل الأخرى تآن ۏجعا وهي تراه مع ياقوت
اسمها تردد داخل عقله وهو يطالع نظراتها إليه.. نظرات كانت تحمل الطيبه والنقاء وطفوله ضائعه وصراع مع الحياه كي تبقى وتعيش كريمة النفس
مش هنمشي يافندم.. عشان ألحق اروح شغلي واكمل المطلوب مني قبل انتهاء الدوام
سمع عباراتها واسدل جفنيه وداخله يصارع نفسه.. كان تائها مذبذبا.. شعر انه ليس هو.. ليس حمزة الزهدي المعروف برجولته
يخدع فتاه من أجل ان تقع تحت انيابه فيتناولها كالأسد الذي لم يرد الا تذوق دماء فريسته
تعالا صوتها فلم يزيده الا نفورا من حاله
حمزة بيه
طالعها بطرف عيناه يتفحص هيئتها البسيطه.. وضميره الواعظ ينعته بين طيات نفسه
ستبصح ندلا بلا اخلاق ومع من فتاه تعمل لديك من أجل حاجتها وليس للعبث.. أصبحت أعمى في ظلامك
أنفاسه تعالت ليضغط على حافة سطح مكتبه بقبضتي يداه متمالكا حاله عائدا الي ثباته
روحي شوفي شغلك يا ياقوت وانا هبعتلك التليفون مع حد من الموظفين
قالها بحزم وجلس على مقعده وألتقط هاتفه مخاطبا احد الموظفين في شركته الأخرى دون أن يحرك عيناه نحوها
اماءت برأسها استجابه دون كلمه وانصرفت من أمامه متعجبه من تغيره فجأة
بعد مغادرتها عاد يطالع المكان الذي كانت واقفه فيه زافرا أنفاسه بقوه 
اظاهر ان ناديه قدرت تأثر عليا ومع خروج صفا بقيت غير نفسك ياحمزة.. معقول انا فكرت في ياقوت عشان استغل ضعفها 
نفض رأسه بقوه ومال نحو ظهر مقعده يغمض عيناه شاعرا بالكره نحو حاله انه كان في النهايه سيكون ظالما 
سقطت عيناه على صوره عائلته الصغيره.. مريم وسوسن وشريف وندى فأتسعت ابتسامته ثم نهض من فوق مقعده ملتقطا مفاتيحه الخاصه وهاتفه 
أوقف سيارته امام المقاپر ثم ترجل منها يحمل باقه من الازهار من ذلك النوع الذي كانت تحبه سوسن 
سار نحو قپرها يخفى عيناه بظلام نظارته... ليقف امام قپرها متمتما 
وحشتيني ياسوسن
وضع الازهار وجثي علي ركبتيه أمام قپرها يمسح عليه بكفه 
كنتي زوجه وصديقه واخت.. بقيت مفتقدك ومحتاج نصايحك 
وثقلت أنفاسه وهو يتمنى ما كانت تتمناه هي أيضا
 كنت اتمنى اجيب منك انتي طفل واكتفي بي.. بقيت ضايع ناديه قدرت تأثر عليا بكلامها نسيت اني بشړ 
واردف وهو يشعر وكأنها معه وليست قابعه تحت الثري 
كنت هظلم بنت غلبانه معايا.. واحرمها انها تلاقي راجل يحبها.. الضلمه عادت جوايا تاني مع خروج صفا من السچن
ونهض من رقدته مخرجا أنفاسه بتنهيدة طويله تحمل مايجثم فوق قلبه متذكرا مروره اليوم لشركة الحراسات لملاقاة السيد ناصف والحديث معه نحو الاداره والتدريب 
ليجدها تطلب مقالبته وما كانت المقابله الا اخباره انها مازالت تحبه.. اخذله قلبه لوهلة وهو يري عيناها الزرقاء الصافيه كانت نقطه ضعفه قديما ولكن الآن لا مجال للضعف 
وقفت خلفه تطالعه وهو يهندم من ملابسه ثم تنتقل يداه الي خصلات شعره السوداء الغزيرة تحسده احيانا على شعره الذي لا تمتلكه هي... طوت ساعديها واطالت النظر في اناقته ببطئ 
انت خارج ياشهاب 
ألتف نحوها يرمقها ثم ارتفعت احدي شفتيه مستنكرا سؤالها الذي يحمل الغباء فبالتأكيد سيخرج هل سيفعل ذلك من أجل الجلوس في المنزل 
أنتي شايفه ايه 
اقتربت منه هاتفه 
مش قولتلي هنسهر سوا النهارده 
قطب حاجبيه متذكرا وعده لها 
بكره ياندي.. من ساعه ما اتجوزنا وانا مسهرتش مع صحابي
زمت شفتيها عابسة ثم تداركت امرها وأخفت عبوسها 
خلاص مش مهم انا المهم انت تتبسط مع صحابك ياحبيبي 
استدار نحوها متعجبا فقد ظن انها ستبدء بسطوانات النساء وبأسطواناتها عندما كانوا في فترة خطبتهم لا تفعل شئ إلا الشكوى لحمزة 
هو الجواز بيغير ولا انا بيتهيألي 
أسبلت رموشها بخفه واقتربت منه أكثر لتطاوق عنقه 
لا ياحبيبي الجواز مش بيغير بس تقدر تقول انا خرجت من خنقتي ليك عشان اريحك... المهم راحتك 
تعلقت عيناه بها وازاح ذراعيها عن عنقه 
ندي اتعدلي كده وبطلي ألغازك ديه والعمق اللي بقيتي فيه 
عادت لمطاوقه عنقه مبتسمه 
ياحبيبي انا بتعلم ازاي ارضيك بص انا هفهمك 
تفرس ملامحها الناعمه متسائلا
أنتي قصيتي شعرك ياندي 
اماءت له برأسها فأحدت عيناه نحوها 
ومقولتليش ليه.. من امتى بتعملي حاجه من غير ما تقوليلي 
ابتعدت عنه لتمسك خصلة من شعرها وتجذبها أمام عينيها 
اهتماماتك اكبر من كده ياحبيبي.. مش لازم اشغلك بيا 
ضاقت أنفاسه وهو لا يصدق ان ندي التي كانت تخبره بأدق تفاصيل ما تفعله تتهاون في أمر هكذا يراه حقا من حقوقه 
حسابنا بعدين ياندي 
حمل مفاتيحه الخاصه وهاتفه وكاد ان يغادر الغرف 
هتجنني انا عارف 
واصبحت اكبر حيز يشغل تفكيره بأفعالها التي لا يفهم لها تفسير بعدما كانت هي الهامش من كل شئ 

طرقات علي باب الغرفه وصوت مها المستنجد بشقيقتها جعلهم بنتفضون عما يفعلوه 
ماجده انتي قافله الباب ليه.. عايزه انام جانبك 
ابتعد سالم عن ماجده يأخذ أنفاسه كما

فعلت هي وتخفي ما عراه من جسدها 
اعمل ايه دلوقتي.. الله يسامحك ياسالم مش صابر علي فرحنا 
رمقها سالم بنظرات ملتوية وقحه 
اختك ديه ديما قاطعه اللحظات الحلوه 
ثم ضغط على طرف شفتيه بغمزات ماكره واردف 
ومتعتنا
تعالا صوت مها وحركت يدها على مقبض الباب مع طرقاتها 
ياماجدة انتي اخدتي منوم تاني عشان تعرفي تنامي.. قولتلك بلاش انا عايزه انام 
انسابت دموع الواقفه خلف الباب وابتعدت عن غرفة شقيقتها تتحسس بيداها طريقها بعدما ظنت ان شقيقتها لا تجيبها لأنها تناولت الدواء كي تنام براحه وما كانت الفكره الا فكرت سالم حتى يقضوا وقتا لطيفا سويا.. قاد ضعفها أمام شهوتها بمكره 
زفرت ماجده أنفاسها تشعر بالضيق نحو حالها..فبسبب رغبات سالم لم تعد تجعل شقيقتها تنام معها بغرفتها رغم أنها تعلم بكوابيسها وذكري الحاډثه التي ماټ فيها والدهم وبدأت رحلة ظلامها وفقدت بصرها 
روح ياسالم..
 

25  26  27 

انت في الصفحة 26 من 50 صفحات