الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية كاملة ورائعه بقلم الكاتبة سهام صادق الجزء الثاني

انت في الصفحة 16 من 53 صفحات

موقع أيام نيوز


في الممر الذي يقود لغرفة الاجتماعات تنتظر خروج بعض الموظفين اعتدلت في وقفتها المائله نحو احد الأركان وهي ترى خروج سكرتيرة مراد وبدء الباقي بالخروج تجمدت عيناها نحو خالد الذي كان يسير بجانب أحدهم ويتحدث معه بعمليه وعندما ألتقط عيناه بها أشار لها برأسه بأن تتبعه 
حديث جيهان شجعها وجعلها تسير بثقه تتجاوزه وهي تتجه نحو الغرفه لتفيض بكل شئ لمراد فأذا لم يسمعه كزوج سيسمعه كأبنة عم 

دلفت لتتفاجئ بقرب نغم منه 
اسفه جيت في وقت غلط 
واندفعت تاركه الغرفه وصوت مراد يعلو خلفها بأسمها اما أعين نغم كانت تلمع بالظفر 
جلست شارده في غرفتها التي اتخذتها لها وحدها بعيدا عنه تنهدت بحراره فثورتها لم تأتي معه بشئ الا الصمت 
شردت في امس حينا اجتمعوا بمنزل ناديه واخبرت الجميع بحملها رأت الحزن في عين ندي ولم تعرف كيف تفسره خاصه اما مريم كانت الدموع عالقه في عينيها مها الوحيده التي هللت كطفله صغيرها تخبرها انها لن تصير الوحيده بينهم حامل وتتعذب من تخيل ألم الولاده اما شريف كان طبعه هادي دبلوماسي في ردود أفعاله وشهاب كان الاسعد بينهم وهي يحتضن حمزة غير مصدقا انه سيصبح اخيرا عم 
طفلها او بالاصح طفليها حملت لهم تلك العائله مشاعر مختلطه 
ناديه لم تعد تركز معها فما تمنته لشقيقها قد حدث
فاقت من شرودها الذي بات يحتل كيانها على صوت رنين هاتفها تعلقت عيناها بأسم المتصل ولم تكن الا هند 
ياقوت بكره ميعاد مقابلتك متضيعيش الفرصه ديه منك انتي موهوبه وبكره يكون عندك شغلك الخاص 
انتهت المكالمه بعد بضعة دقائق كانت هند تشجعه لأخذ خطوة جديده بحياتها 
تلاعبت بمفرش الفراش ولم تجد الا النهوض بعزيمه متجها نحو الغرفه التي أصبح يستقلها 
دلفت للغرفه ببطئ ترمقه بأعين حزينه قلبها الخائڼ اشفق عليه وهي ترى لأي حد كبريائه اللعېن أخذه 
هاهو مسطح فوق الفراش بملامح شاحبه وفقد حيويته رأته بأعين زوجة محبه ولكن قلبها لم يعد يشفع له فالالم تثقالت عليه من كل اتجاه 
حمزه 
لم يفتح عيناه ولكن صوت أنفاسه وهبوط وصعود تلك المسماه بتفاحة آدم جعلتها تعلم انه مستيقظ 
حمزه انا عايزه اتكلم معاك ممكن 
اتكلمي ياياقوت
ومن دون كلام كثير حكت له عن عرض العمل الذي قدمته لها هند في شركة شقيقها الذي عاد مؤخرا من لندن 
وحملك ياياقوت 
انا مش تعبانه لو تعبت اكيد هوقف كل حاجه 
ولمست بطنها بحنو مما جعله يسلط انظاره نحو موضع يداها 
انا هخاف عليه برضوه 
تذكر طعنت كلمتها وهي تخبره بندمها بأن ربطت حالها بطفلا منه
مدام انتي مرتاحه مش همنعك عن حلمك 
واردف بآلم اخترق صوته 
لتقولي عليا متجوزك عشان متعتي وبس 
انا مكنتش اقصد 
مش محتاجه تبرري ياياقوت الغلطه كانت غلطتي من الاول 
ونهض من فوق الفراش يسير نحو الشرفه يقف أمامها شاردا في الظلام 
كان من حقك ترتبطي بأنسان لسا عنده احلام يعيشها مش راجل عجز في عمره وتفكيره 
كادت ان تتحدث وتخبره انها لم تكن تريد منه إلا حنانه وشعوره انها ليست هامشا وأنها في النهايه بشړ كيف ستعرف ان زوجها مازال يعشق امرأة اخري وهي ليست بحياته بشئ 
انا عارف اني طفيتك بس انا كمان اطفيت من زمان ياياقوت 
ووقف الكلام بحلقها واخذ خافقها يخفق في اضلعها بلوعة 
لا تتحمل ان تراه بهذا الانهزام تقدمت خطوة نحوه ولكن حديث سلوى وقف عالقا أمام الكبرياء والقلب 
ضاقت أنفاس سماح وهي تنظر لنظرات جين نحوها كانت نظرات جين عدائيه ولكن لسهيل كانت نظرات محبه عاشقه 
كيف حالك سهيل 
تمتم سهيل بهدود وهو يقلب في قنوات التلفاز
بخير جين لما اتيتي وتركتي نورالدين 
انه بخير لا تقلق هو من ارسلني للاطمئنان عليك 
متى ستعود للقصر
تعلقت عين سهيل بسماح كان من المفترض انا يعود للقصر منذ ايام ولكن الراحه التي يحياها هنا جعلته لا يود ترك شقته بالعاصمه والعوده لذلك القصر الكئيب 
اقتنص عبارته بكلمتان قبل أن يتابع بعينيه نهوض سماح واتجاهها نحو المطبخ بعدما تلقت رساله عبر احد مواقع تواصل الاجتماعي 
بعد أيام 
ونهض يتبعها يسير على كعازه لتتعلق عين جين به حاقده أخذت تتأكل بشفتيها والغل ېقتلها فزيجتها بنورالدين لم تأتي الا عليها وظلت كما هي ممرضه ولا علاقه زوجيه تسير بينهم 
مرت دقيقتان وهي تجلس هكذا يأكلها الحقد فنهضت بخطوات هادئه الي ان اقتربت من المطبخ لترى سهيل كيف يمازحها
اعطني الهاتف سهيل 
اجلبي بنفسك سماح 
ضاقت عين سماح مقتا وشبت علي أطراف قدميها ولكنها لم تصل للهاتف ظل يقفز بالهاتف يمينا ويسارا مستمتعا برؤيتها هكذا
سهيل اعطيني الهاتف اريد الحديث مع صديقتي 
اصنعي لي الكاكاو الساخن اولا ثم اعطيكي الهاتف 
كان يتذمر كالاطفال مما جعل جين تتأمل الوضع وهي مذهوله تتسأل هل هذا سهيل كيف تغير بتلك السرعه هل هذا سحر تلك العربيه عليه 
أسرعت جين بترك المكان وألتقطت حقيبتها مغادرة الشقه تركض بالطريق
لما هي لما هي 
وصلت للقصر بعد أن تحجرت عيناها بالدموع لتنظر للحارس الذي يقف على بوابه الفيلا وكانت دوما عيناه عالقة بها لم تشعر الا وهي تجذبه لداخل الغرفه المخصصه له تهبه جسدها وعيناه لا تستعب ما تفعله سيدته معه 
اتكأ فرات برأسه فوق الوساده بعدما رتب الاريكة التي يغفو عليها مال برأسها نحو الفراش ليتأمل سكونها جلبها لغرفته اقتدارا وبعد معاناه لم يعد يطمئن اليها بعدما أخبرته شقيقته برغبتها بالهرب 
زفر أنفاسه بثقل وهي يتذكر حديث الضابط الذي كان يحقق بقضيتها قبل دلوفها للسجن 
هي كانت كبش فداء مش اكتر وشالت الليله بدل ابوها وجوزها اللي اتقتلوا 
ليصحح له فرات انها ليست ابنه عدنان الأنصاري شروده في ذلك اللقاء وما غرفه عن عدنان كشخصيه قاسيه ساديه جعله يقمت على حاله حتى عزيز الذي اكتشف مؤخرا هروبه وعدم حقيقه مۏته لم تكن صفا له إلا هوسا وهو خدعها بشهامته 
اغمض عيناه بعدما ثقلت جفونه لينهض مڤزوعا من رقدته وهو يسمع صړاخها مثل كل ليله 
انا مظلومه متعملش فيا كده ابعد عني 
صړاخها كان مصحوبا بالبكاء وصوت أنفاسها تعلو وكأنها بسباق 
صفا اصحى صفا فوقي ده كابوس
فتحت عيناها بصعوبه وهي تنظر اليه لتنهض من فوق الفراش راكضه نحو النافذه 
انت عايز تقتلني
ووضعت يدها على رقبتها تتذكر فاديه وهي تقبض على رقبتها 
وتصرخ بها وطفلا صغيرا ينادي بأسمها
عند تلك الذكرى لم تشعر الا وهي تضم بطنها بذراعيها 
متخدهوش مني 
اقترب منها فرات بخطوات مدروسه يهدئها 
صفا مش انا وعدتك اني مش هأذيكي 
اماءت برأسها كطفله صغيره مما جعله يكره حاله لقد وصلت لاسوء مرحله يصبح بها المرء 
صفا انتي محتاجه تروحي لدكتور نفسي 
انا مش مجنونه انتوا السبب 
توارت فاديه خلف احد الأشجار في الظلام تخفي وجهها بشال اسود تنتظر قدوم أحدهم
اتأخرت ليه 
ألتف الرجل حوله حتى يتأكد من خلو المكان 
ايه الشغل اللي عايزانى في ايه ياست فاديه 
تعلقت عين فاديه به وهي تتذكر جنون شقيقها بذلك الطفل 
أخرجت الصور التي تخبئها بعبائتها واعطته له 
تخلصني منها 
تعلقت عيناها بالمبنى الذي تحتله الشركه بأبتسامه راضيه كانت لأول مره تتأنق وتصبح سيده يظهر عليها الثراء 
ملابسها كانت محتشمه ولكنها انيقه لم تكن تقصد التأنق ولكن نظرات الكثير لها انها مجرد امرأه ريفيه جعلها تخرج من بساطتها لتريهم انها تستطيع أن تكون مثلهم امرأة راقيه انيقه
سارت بخطوات هادئه لتقف أمام سكرتيرة مكتب السيد هاشم
عندي مقابله مع مستر هاشم
اسم حضرتك يافندم
ياقوت زيدان 
تناولت السكرتيره سماعه الهاتف الذي يصلها بمديرها لتخبره عن هويتها 
اتفضلي 
اكملت طريقها نحو مكتب هاشم بأرتباك وقبل ان تطرق على باب غرفته هندمت بلوزتها وتنورتها 
ادخل 
دلفت بعد أن سمعت صوته يأذن لها بالدخول لتتعلق عين هاشم بها بعدما ترك الأوراق التي كان يطالعها 
ظل لثواني يرمقها الي ان ارتسمت على شفتيه ابتسامه هادئه 
اتفضلي 
تقدمت نحو احد المقاعد تجلس عليها ليسألها هاشم بعمليه 
ممكن اشوف شغلك
أخرجت هاتفها لتريها الصور التي ألتقطتها لما صنعته كان هاشم يرمق كل صوره ببطئ الي ان تمتم
هايل هند كان عندها حق لما قالت إن ليكي مستقبل 
قفز قلبها فرحا فأخيرا شعرت بالحافز بشئ بحياتها
شكرا يافندم 
هتفت عبارتها وهي تطرق عيناها نحو اصابعها المتشابكه بتوتر ليأخذ هاشم الفضول وهو يتأمل اصابعها الخاليه من خاتم خطبة او زواج 
خرج صوت ماجده بضعف وهي تحادث شقيقتها 
انا محتاجاكي يامها تعالي زوري اختك ولا خلاص مبقتش اختك 
أنتي عارفه ان شريف مانعني ياماجده ڠصب عني 
تنهدت ماجده بمرارة 
عنده حق سامحيني يااختي 
مالك ياماجده انتي فيكي ايه 
دمعت عين ماجده پقهر 
انا تعبانه اوي يامها سالم مسافر بكره الصبح انا عارفه ان شريف مش راضي يجيبك عشانه 
كان سالم يقف بالخارج يستمع للحديث الدائر بينهم ظنت ماجده انه غادر المنزل ولكنه عاد بأدراجه بعد أن تذكر انه ترك محفظته فوق الطاوله 
لمعت عيناه بخبث وهو يمسح على وجهه
اما نشوف ياحضرت الظابط ضربتك هتجيلك في ايه 
دفعت رؤى مريم أمامها نحو الملهي 
يابنتي هتتبسطي وهتنسي نفسك
انا خاېفه يارؤي 
خاېفه من مين محدش بقى فضيلك خلاص 
بهتت ملامح مريم وهي تستمع لعبارتها فلا احد بالفعل يهمه امرها شهاب وندى سافروا وشقيقها وقته بين عمله وزوجه اما حمزه الذي تأكدت بالفعل انه ليس والدها بعد حمل ياقوت وتصريح شهاب وناديه انهم اخيرا سيروا أولاده
عندك حق 
ارتسم الزهو على ملامح رؤى وجرتها خلفها الي ان اقتربت من إحدى الطاولات تشير نحو احد الشبان تعرفها عليه واشارت نحو اخر وعيناها تلمع بهيام 
وده فارس لسا راجع من لندن 
ركز فارس عيناه نحوها يرمقها بأستحقار فمن تأتي لهنا لابد أن تنال تلك النظره 
صدح رنين احد الهواتف لينظروا لبعضهم 
فنهض فارس بعدما ازاح ذراع رؤى بحنق وخرج من الملهي
ايوه ياهاشم 
انت فين يافارس مش قولنا تبطل سهر وتنتبه لجامعتك 
هاشم ارجوك متعش دور العم بقى فوزي باشا مش مهتم بأبنه هتهتم انت 
تنهد هاشم ماقتا على شقيقه الذي كان السبب الأساسي في تدهور حاله 
انت امانه معايا يافارس وعارف اني بخاف عليك اد ايه 
ساعه وراجع متقلقش عليا 
وأغلق الهاتف شاعرا بالضيق متذكرا والدته التي سرقها المۏت 
دلف لحجرتها قلقا عليها بعد أن هتف بأسمها لأكثر من مره استمع الي صوت الماء فتنهد وجلس على الفراش ينتظرها 
تعالا هاتفها بالرنين ليرمق الرقم فألتقط الهاتف يستمع الي الطرف الآخر 
رقم الانسه ياقوت 
ابعد الهاتف عنه ثم عاد يضعه على أذنيه 
مين معايا 
هاشم فهمي
ألتقطت أذناه الاسم ليأتيه صوتها بعدما خرجت من المرحاض 
مين اللي بيتصل 
أغلق الهاتف والډماء تفور بعروقه لينهض من جلسته مقتربا منها يفحص يداها 
ماعنده حق يقول الانسه ياقوت يامدام 
الفصل التاسع والأربعين 1
لم تستعب مقصد عبارته الا عندما رفع كفها اليسري بمقت
فين دبلة جوازنا
ضاقت عليا
هتفت ببساطه عجيبه عليه استنكرها منها ولكن أسلوب اللامبالاه الذي حدثتها عنه هناء لساعه كامله عبر الهاتف جعلها تدرك ان هذا هو الحل حتى لا تقضي باقي عمرها مقهوره من سوء المعامله
حدق بجسدها بلمحة فاحصه مما جعلها ترتبك ولكن اخذت تهتف بقلبها
اثبتي ياياقوت انتي قررتي تبدئي اللعب
 

15  16  17 

انت في الصفحة 16 من 53 صفحات