رواية كاملة ورائعه بقلم الكاتبة سهام صادق الجزء الثاني
في الممر الذي يقود لغرفة الاجتماعات تنتظر خروج بعض الموظفين اعتدلت في وقفتها المائله نحو احد الأركان وهي ترى خروج سكرتيرة مراد وبدء الباقي بالخروج تجمدت عيناها نحو خالد الذي كان يسير بجانب أحدهم ويتحدث معه بعمليه وعندما ألتقط عيناه بها أشار لها برأسه بأن تتبعه
حديث جيهان شجعها وجعلها تسير بثقه تتجاوزه وهي تتجه نحو الغرفه لتفيض بكل شئ لمراد فأذا لم يسمعه كزوج سيسمعه كأبنة عم
اسفه جيت في وقت غلط
واندفعت تاركه الغرفه وصوت مراد يعلو خلفها بأسمها اما أعين نغم كانت تلمع بالظفر
جلست شارده في غرفتها التي اتخذتها لها وحدها بعيدا عنه تنهدت بحراره فثورتها لم تأتي معه بشئ الا الصمت
شردت في امس حينا اجتمعوا بمنزل ناديه واخبرت الجميع بحملها رأت الحزن في عين ندي ولم تعرف كيف تفسره خاصه اما مريم كانت الدموع عالقه في عينيها مها الوحيده التي هللت كطفله صغيرها تخبرها انها لن تصير الوحيده بينهم حامل وتتعذب من تخيل ألم الولاده اما شريف كان طبعه هادي دبلوماسي في ردود أفعاله وشهاب كان الاسعد بينهم وهي يحتضن حمزة غير مصدقا انه سيصبح اخيرا عم
ناديه لم تعد تركز معها فما تمنته لشقيقها قد حدث
فاقت من شرودها الذي بات يحتل كيانها على صوت رنين هاتفها تعلقت عيناها بأسم المتصل ولم تكن الا هند
ياقوت بكره ميعاد مقابلتك متضيعيش الفرصه ديه منك انتي موهوبه وبكره يكون عندك شغلك الخاص
تلاعبت بمفرش الفراش ولم تجد الا النهوض بعزيمه متجها نحو الغرفه التي أصبح يستقلها
دلفت للغرفه ببطئ ترمقه بأعين حزينه قلبها الخائڼ اشفق عليه وهي ترى لأي حد كبريائه اللعېن أخذه
هاهو مسطح فوق الفراش بملامح شاحبه وفقد حيويته رأته بأعين زوجة محبه ولكن قلبها لم يعد يشفع له فالالم تثقالت عليه من كل اتجاه
لم يفتح عيناه ولكن صوت أنفاسه وهبوط وصعود تلك المسماه بتفاحة آدم جعلتها تعلم انه مستيقظ
حمزه انا عايزه اتكلم معاك ممكن
اتكلمي ياياقوت
ومن دون كلام كثير حكت له عن عرض العمل الذي قدمته لها هند في شركة شقيقها الذي عاد مؤخرا من لندن
وحملك ياياقوت
انا مش تعبانه لو تعبت اكيد هوقف كل حاجه
انا هخاف عليه برضوه
تذكر طعنت كلمتها وهي تخبره بندمها بأن ربطت حالها بطفلا منه
مدام انتي مرتاحه مش همنعك عن حلمك
واردف بآلم اخترق صوته
لتقولي عليا متجوزك عشان متعتي وبس
انا مكنتش اقصد
مش محتاجه تبرري ياياقوت الغلطه كانت غلطتي من الاول
كان من حقك ترتبطي بأنسان لسا عنده احلام يعيشها مش راجل عجز في عمره وتفكيره
كادت ان تتحدث وتخبره انها لم تكن تريد منه إلا حنانه وشعوره انها ليست هامشا وأنها في النهايه بشړ كيف ستعرف ان زوجها مازال يعشق امرأة اخري وهي ليست بحياته بشئ
انا عارف اني طفيتك بس انا كمان اطفيت من زمان ياياقوت
ووقف الكلام بحلقها واخذ خافقها يخفق في اضلعها بلوعة
لا تتحمل ان تراه بهذا الانهزام تقدمت خطوة نحوه ولكن حديث سلوى وقف عالقا أمام الكبرياء والقلب
ضاقت أنفاس سماح وهي تنظر لنظرات جين نحوها كانت نظرات جين عدائيه ولكن لسهيل كانت نظرات محبه عاشقه
كيف حالك سهيل
تمتم سهيل بهدود وهو يقلب في قنوات التلفاز
بخير جين لما اتيتي وتركتي نورالدين
انه بخير لا تقلق هو من ارسلني للاطمئنان عليك
متى ستعود للقصر
تعلقت عين سهيل بسماح كان من المفترض انا يعود للقصر منذ ايام ولكن الراحه التي يحياها هنا جعلته لا يود ترك شقته بالعاصمه والعوده لذلك القصر الكئيب
اقتنص عبارته بكلمتان قبل أن يتابع بعينيه نهوض سماح واتجاهها نحو المطبخ بعدما تلقت رساله عبر احد مواقع تواصل الاجتماعي
بعد أيام
ونهض يتبعها يسير على كعازه لتتعلق عين جين به حاقده أخذت تتأكل بشفتيها والغل ېقتلها فزيجتها بنورالدين لم تأتي الا عليها وظلت كما هي ممرضه ولا علاقه زوجيه تسير بينهم
مرت دقيقتان وهي تجلس هكذا يأكلها الحقد فنهضت بخطوات هادئه الي ان اقتربت من المطبخ لترى سهيل كيف يمازحها
اعطني الهاتف سهيل
اجلبي بنفسك سماح
ضاقت عين سماح مقتا وشبت علي أطراف قدميها ولكنها لم تصل للهاتف ظل يقفز بالهاتف يمينا ويسارا مستمتعا برؤيتها هكذا
سهيل اعطيني الهاتف اريد الحديث مع صديقتي
اصنعي لي الكاكاو الساخن اولا ثم اعطيكي الهاتف
كان يتذمر كالاطفال مما جعل جين تتأمل الوضع وهي مذهوله تتسأل هل هذا سهيل كيف تغير بتلك السرعه هل هذا سحر تلك العربيه عليه
أسرعت جين بترك المكان وألتقطت حقيبتها مغادرة الشقه تركض بالطريق
لما هي لما هي
وصلت للقصر بعد أن تحجرت عيناها بالدموع لتنظر للحارس الذي يقف على بوابه الفيلا وكانت دوما عيناه عالقة بها لم تشعر الا وهي تجذبه لداخل الغرفه المخصصه له تهبه جسدها وعيناه لا تستعب ما تفعله سيدته معه
اتكأ فرات برأسه فوق الوساده بعدما رتب الاريكة التي يغفو عليها مال برأسها نحو الفراش ليتأمل سكونها جلبها لغرفته اقتدارا وبعد معاناه لم يعد يطمئن اليها بعدما أخبرته شقيقته برغبتها بالهرب
زفر أنفاسه بثقل وهي يتذكر حديث الضابط الذي كان يحقق بقضيتها قبل دلوفها للسجن
هي كانت كبش فداء مش اكتر وشالت الليله بدل ابوها وجوزها اللي اتقتلوا
ليصحح له فرات انها ليست ابنه عدنان الأنصاري شروده في ذلك اللقاء وما غرفه عن عدنان كشخصيه قاسيه ساديه جعله يقمت على حاله حتى عزيز الذي اكتشف مؤخرا هروبه وعدم حقيقه مۏته لم تكن صفا له إلا هوسا وهو خدعها بشهامته
اغمض عيناه بعدما ثقلت جفونه لينهض مڤزوعا من رقدته وهو يسمع صړاخها مثل كل ليله
انا مظلومه متعملش فيا كده ابعد عني
صړاخها كان مصحوبا بالبكاء وصوت أنفاسها تعلو وكأنها بسباق
صفا اصحى صفا فوقي ده كابوس
فتحت عيناها بصعوبه وهي تنظر اليه لتنهض من فوق الفراش راكضه نحو النافذه
انت عايز تقتلني
ووضعت يدها على رقبتها تتذكر فاديه وهي تقبض على رقبتها
وتصرخ بها وطفلا صغيرا ينادي بأسمها
عند تلك الذكرى لم تشعر الا وهي تضم بطنها بذراعيها
متخدهوش مني
اقترب منها فرات بخطوات مدروسه يهدئها
صفا مش انا وعدتك اني مش هأذيكي
اماءت برأسها كطفله صغيره مما جعله يكره حاله لقد وصلت لاسوء مرحله يصبح بها المرء
صفا انتي محتاجه تروحي لدكتور نفسي
انا مش مجنونه انتوا السبب
توارت فاديه خلف احد الأشجار في الظلام تخفي وجهها بشال اسود تنتظر قدوم أحدهم
اتأخرت ليه
ألتف الرجل حوله حتى يتأكد من خلو المكان
ايه الشغل اللي عايزانى في ايه ياست فاديه
تعلقت عين فاديه به وهي تتذكر جنون شقيقها بذلك الطفل
أخرجت الصور التي تخبئها بعبائتها واعطته له
تخلصني منها
تعلقت عيناها بالمبنى الذي تحتله الشركه بأبتسامه راضيه كانت لأول مره تتأنق وتصبح سيده يظهر عليها الثراء
ملابسها كانت محتشمه ولكنها انيقه لم تكن تقصد التأنق ولكن نظرات الكثير لها انها مجرد امرأه ريفيه جعلها تخرج من بساطتها لتريهم انها تستطيع أن تكون مثلهم امرأة راقيه انيقه
سارت بخطوات هادئه لتقف أمام سكرتيرة مكتب السيد هاشم
عندي مقابله مع مستر هاشم
اسم حضرتك يافندم
ياقوت زيدان
تناولت السكرتيره سماعه الهاتف الذي يصلها بمديرها لتخبره عن هويتها
اتفضلي
اكملت طريقها نحو مكتب هاشم بأرتباك وقبل ان تطرق على باب غرفته هندمت بلوزتها وتنورتها
ادخل
دلفت بعد أن سمعت صوته يأذن لها بالدخول لتتعلق عين هاشم بها بعدما ترك الأوراق التي كان يطالعها
ظل لثواني يرمقها الي ان ارتسمت على شفتيه ابتسامه هادئه
اتفضلي
تقدمت نحو احد المقاعد تجلس عليها ليسألها هاشم بعمليه
ممكن اشوف شغلك
أخرجت هاتفها لتريها الصور التي ألتقطتها لما صنعته كان هاشم يرمق كل صوره ببطئ الي ان تمتم
هايل هند كان عندها حق لما قالت إن ليكي مستقبل
قفز قلبها فرحا فأخيرا شعرت بالحافز بشئ بحياتها
شكرا يافندم
هتفت عبارتها وهي تطرق عيناها نحو اصابعها المتشابكه بتوتر ليأخذ هاشم الفضول وهو يتأمل اصابعها الخاليه من خاتم خطبة او زواج
خرج صوت ماجده بضعف وهي تحادث شقيقتها
انا محتاجاكي يامها تعالي زوري اختك ولا خلاص مبقتش اختك
أنتي عارفه ان شريف مانعني ياماجده ڠصب عني
تنهدت ماجده بمرارة
عنده حق سامحيني يااختي
مالك ياماجده انتي فيكي ايه
دمعت عين ماجده پقهر
انا تعبانه اوي يامها سالم مسافر بكره الصبح انا عارفه ان شريف مش راضي يجيبك عشانه
كان سالم يقف بالخارج يستمع للحديث الدائر بينهم ظنت ماجده انه غادر المنزل ولكنه عاد بأدراجه بعد أن تذكر انه ترك محفظته فوق الطاوله
لمعت عيناه بخبث وهو يمسح على وجهه
اما نشوف ياحضرت الظابط ضربتك هتجيلك في ايه
دفعت رؤى مريم أمامها نحو الملهي
يابنتي هتتبسطي وهتنسي نفسك
انا خاېفه يارؤي
خاېفه من مين محدش بقى فضيلك خلاص
بهتت ملامح مريم وهي تستمع لعبارتها فلا احد بالفعل يهمه امرها شهاب وندى سافروا وشقيقها وقته بين عمله وزوجه اما حمزه الذي تأكدت بالفعل انه ليس والدها بعد حمل ياقوت وتصريح شهاب وناديه انهم اخيرا سيروا أولاده
عندك حق
ارتسم الزهو على ملامح رؤى وجرتها خلفها الي ان اقتربت من إحدى الطاولات تشير نحو احد الشبان تعرفها عليه واشارت نحو اخر وعيناها تلمع بهيام
وده فارس لسا راجع من لندن
ركز فارس عيناه نحوها يرمقها بأستحقار فمن تأتي لهنا لابد أن تنال تلك النظره
صدح رنين احد الهواتف لينظروا لبعضهم
فنهض فارس بعدما ازاح ذراع رؤى بحنق وخرج من الملهي
ايوه ياهاشم
انت فين يافارس مش قولنا تبطل سهر وتنتبه لجامعتك
هاشم ارجوك متعش دور العم بقى فوزي باشا مش مهتم بأبنه هتهتم انت
تنهد هاشم ماقتا على شقيقه الذي كان السبب الأساسي في تدهور حاله
انت امانه معايا يافارس وعارف اني بخاف عليك اد ايه
ساعه وراجع متقلقش عليا
وأغلق الهاتف شاعرا بالضيق متذكرا والدته التي سرقها المۏت
دلف لحجرتها قلقا عليها بعد أن هتف بأسمها لأكثر من مره استمع الي صوت الماء فتنهد وجلس على الفراش ينتظرها
تعالا هاتفها بالرنين ليرمق الرقم فألتقط الهاتف يستمع الي الطرف الآخر
رقم الانسه ياقوت
ابعد الهاتف عنه ثم عاد يضعه على أذنيه
مين معايا
هاشم فهمي
ألتقطت أذناه الاسم ليأتيه صوتها بعدما خرجت من المرحاض
مين اللي بيتصل
أغلق الهاتف والډماء تفور بعروقه لينهض من جلسته مقتربا منها يفحص يداها
ماعنده حق يقول الانسه ياقوت يامدام
الفصل التاسع والأربعين 1
لم تستعب مقصد عبارته الا عندما رفع كفها اليسري بمقت
فين دبلة جوازنا
ضاقت عليا
هتفت ببساطه عجيبه عليه استنكرها منها ولكن أسلوب اللامبالاه الذي حدثتها عنه هناء لساعه كامله عبر الهاتف جعلها تدرك ان هذا هو الحل حتى لا تقضي باقي عمرها مقهوره من سوء المعامله
حدق بجسدها بلمحة فاحصه مما جعلها ترتبك ولكن اخذت تهتف بقلبها
اثبتي ياياقوت انتي قررتي تبدئي اللعب